|
بتوقيت دارفور: ثبوت رؤية العدو !!
|
بتوقيت دارفور: ثبوت رؤية العدو :_ رأس الخيط في الكتاب الأسود
وفي المثل القائل...مع تهافت وهرولة حطاّبي اليل( وقع الفأس) , أومع إختلاف اللصين ,ظهر المسروق (الحقيقة) نجده معّبراً هنا . فمع إنشطار الجبهة الإسلامية , المُسيّرة لحكومة الإنقاذ , ظهر للملأ , ما يعُرف ب (الكتاب الأسود) المحظور على العباد . وهذا الكتاب سيسمح لك بالوقوف , على أصول وأساليب قواعد اللعبة العنصرية في السودان , تفصيلاً أو أيجازاً . ذلك لأن , الكتاب يتمتع بكفاءة عالية في الحجة والإقناع في كل سطر أو فقرة , ونظراً , لحدة المنعطف يتدخل فوراً ليضع حداً , للغط الدائر حول الخيط الأسود من الخيط الأبيض , فما بين إنقلاب الإنقاذ و وقوع الإنشقاق وظهور هذا الكتاب , زُهق ملايين من الارواح الذكية , وزُج بالمناوئين والخاسرين في السجون والشتات و المشانق , لهدف واحد هو : تمكين سلطة ( اليد السفلى) , وبتر نفوذ اليد العليا . أما الرابحون فسوف تراهم بكل وضوح في عدة عهود ومشاريع و وجوه . وسيتضح صورتهم النهائية تدريجياً , : إبتداءً من :_ عهود من تداول الدخان الد قة الزمنية, مسألة مهمة, ولكن الأهم, هو الحدث النوعي. مثلاً لايهمُنا في إية دقيقة دُبر أو وقع إنقلاب مايو , ما يهمنا هو... ما حجم الخراب الذي تركه (إنقلاب مايو) على ,عقل السودان الخاضع لسلسلة من العمليات التشويهية البالغة . وعلى طول الخط , أدخل مفعول الدين في العملية الجارية . فيما الأديان , تنشد صون الكرامة الإنسانية , ولذلك أيضاً , ينبغي للإديان أن تُشكّل القوة الروحية و المعنوية الرفيعة لإنسان السودان . ولكن لا يجب أن يتحول السودان , و لإية زريعة من الزرائع الدنيوية إلى شئ آخر غير (سودان) , وهذا لا يمنع أن يمنح جزءً من الحرارة و الدفء , المشهود له , لكل من يحتاجه . شريطةً , أن لا يفقد خاتمه الذهبي ! حتى لا يدفع غالياً للبحث عنه بين ركام الرماد وأعمدة الدخان. و بالضبط,هذة هي البيئة السياسية السائدة إلى اليوم. وقبل (توقيت دارفور) , كان السودانيون و العالم بأسره , تحتتأثير ( سلطةالزيف) , التي نسجت سياجاً من المثاليات الدينية و الأخلاقية المزيفة , لإخفاء ما يلُف السودان , من ألسنة لهب العنصرية ودخان التعريب الخانقة للبيئة السودانية .. نعطي مثلاً , الحكومات المتوالية على السودان منذ الاستقلال 1956 ,بصورة حاسمة, تعطي إنطباعاً براقاً , بأنها منظومة مثالية ونموذجية يحتذى بها , حتى أن حكومة الانقاذ الحالية , إدعت بأنها _ تحمل رسالة حضارية_ ولكن في ظل الدخان وألسنة النار المستشرية في الجهات الثلاث الكبرى في السودان , يمكننا البرهان , على أننا لا نرى إية رسالة أو إشارة لحضارة ما . وما نشهده هو فقط فصلاً من فصول ( الصفصفة العرقية) ضد الجذور الافريقية أو السودانية الراسخة أبد الدهر . ويجب ألا يختلط علينا , بأن افريقيا تعني السودان بللغة العربية . فأصبح من المألوف , بأن الانظمة العنصرية المتوالية على السودان , منذ عهد بعيد , تدير إستراتيجية , قوامها , ( تداول النار والدخان) و بالنية الخالصة لحرق الحضارة السودانية أو تزييفها تماماً . ولكن هنالك عدة أمور غير الدخان _ ساهمت في إطالة أمد ( الغيبوبة) وحجب الرؤية . بينما , بالنسبة للدارفوريين و بحسب توقيتهم ( الإستثنائ ) لا تساورهم الشك مطلقاً في حدة و وضوح رؤيتهم وبصيرتهم , ويمكنهم الإشارة مباشرة الى المنافقين ( رؤوس التدمير العرقي ) المقوقسة في الخرطوم , وهناك وفي الظلام تتم تخطيط المشاريع الخطرة للحضارة السودانية .وسيظهر ذلك بصورة جليّة في :_ المشروع الحضاري والتأصيلي لا أحد منهم ينكر , بأن برنامج التأصيل هو, عملية التجميل, التي خضعت لها ثورة الانقاذ , واهماً العالم , بأنها حاملة رسالة ( لمشروع حضاري نموذجي) , غير أنه لابد من ذكر بعض الاطوار التي مرّت بها هذة العملية الماكرة ..ففي الدوائر السرية _ المشروع التأصيلي ما هو المشروع الإستئصالي أو على طريقة الهمباتة ( قُطاّع الطرق) خلع الحقوق , حرباً أو سلماً. وهذا المشروع , مشهورٌ أيضاً بأسم (مشروع الحزام الاسلامي) و بسرية تامة في الحلقات الضيقة يوضع في خانة ( مشروع الحزام العربي) ولكن أمنيّاً , يُعّرف بإسم , المشروع الضاري أو مشروع طير الأبابيل . و مؤخراً أُطلق هذا الاسم على عمليات القصف الجوي لقرى وأرياف دارفور فأحترقت كالهشيم , وذلك ليس عجيباً ... إنها , ببساطة , لغة النفاق ومنطق الحقد , تنفذ على قدم وساق , وهي لغة بلا مبادئ ولا ميثاق . فلذلك لا تتوفر في الافق المنظور , ربما إلا فرصة إتفاق مؤقت , وبالتالي ما يجري من مفاوضات هنا و هناك , لا يبين حقيقة هذة المشاريع , عما إذا كانت مشاريع سلام حقيقي أوسلام نفاق . و التاريخ دائما يثبت , بأن الانظمة المتوالية على السودان , لم تُحي , بحياتها إي مشروع سلام , إنها خبيرة في إيقاد مشاريع النار والدخان ... فبتوقيت دارفور : ليس من العبث القول , التاريخ يكرر نفسه ! قديماً قال المنافقون للرسول(صلعم) السأم عليك , بدلاً عن السلام عليك . فالسلام الحقيقي لا ولن يحلّ على تراب السودان إلا عند الإعتراف بالهوية الحقيقية , و السودان هو ,حقيقة أفريقية بلا جدال , إذن لا أحد سينشد السلام الحقيقي , لطالما هناك , متفسخ حقيقي لايحترم نفسه ولاعهده . والسلطة التعريبية ( متفسخة) .. أو ليس مؤلماً القول , بأن المشروع الحضاري الذي ييبشر بالجنتين , جنة في الأخرة وأخرى في السودان , إستحال مشروعاً ضارباً .. يبشر ب( الفصفصفة العرقية).. وبالتالي إبتلاع حرف (الحاء) ليست موضة منسجمة مع مقتضيات عصر السرعة , إنما هي تقاليد ( مدرسة مسيلم الكذاب) ..فإذا دعت الضرورة , للدخول في مباحثات , وليست معاهدات ! تذكروا تلك التقاليد , ونصيحة دكتور السياسة / عدنان الحردلو , للمهندس / ريك ميشار , عندما عقد العزم في توقيع إتفاقية سلام في الخرطوم مع نظام الانقاذ , و بالرغم من الهالة الاعلامية الوردية لتلك الاتفاقية , إلا إن نهايتها كانت مأساةٌ مُدوّية . و أيضاً , لأن الحقائق على أرض الجنوب ودارفور والشرق , تُأكد بإن المشروع الضاري هو الآن (ماشي) و بإدارة تامة من ضواري الانقاذ , مُستغّلاً الانفعالات الدينية والوطنية , المُعادية تقليدياً للخارج وللغرب المهتمة هذة الايام بجدّية للشؤون السودانية وخاصة في دار فور الرافضة لسياسة القطيع والتبعية ... والمؤسف إن نظام الانقاذ , خلقت مجتمعاً منفعلاً هذة الايام , عوضاً عن الحمكة والهدوء . ولكن عندما تكون الانفعالات طاغية وفالتة , فالهزيمة ليست بعيدة أبداً .. لإن التعصب تُعمي البصيرة .. والنصر لا يمكن إحرازه , إلا بإستعادة العقل والحكمة , وهما أداتا الثقة الفاعلة التي , تتشكل منها الهوية الحقيقية , ولا يمكن للعاطفة الجياشة , أن تخلق هوية حقيقية صلبة . وهنا الوتد .. أو المربط ! ولطالما , نحن في قيد التأجيل , بمدأ العاطفة السودانية , و التأجيل , هو عملية تسويفية وتقاعسية , يُعزى لعدم وضوح الرؤية وخمول الإرادة . ولذلك اللف والدوران حول الوتد سيستمر لبعض الوقت . والعقول , عندها , ستنتج ألوان مزركشة , للرؤية . ونحن كسودانيين مازلنا , نعمل إلى حدٍ بعيد , ضمن الخطوط العريضة , بمدأ العاطفة السودانية , التي تُجيش بصورة عارمة , عندما تجد سلطة ( الماء العكر) نفسها في مأزق ما. ولكن للحصول على الحقيقة والحق , أكثر ما نحتاجه هو: التخلي عن سلوكيات المجاملة المزيفة , والإقدام مباشرة نحو ( فم الشيطان) والتخلي عن التسكع حول بيت ( العجوزة الشمطاء ) .. وفي هذة الحالة , من المحتمل أن ينشب مواجهات عنيفة و خسائر باهظة ...ولكن الحق ليس له ( صديق بل صاحب) , والحقيقة هو الجوهر الذي ( أضاء العدم و أوجد الوجود ) بوذا... وما يُعيد السودان إلى خارطة التاريخ هو الهوية الحقيقية ..وليست الملعوبة . والمتعجرفون المزيفون لاشئ يستفزّهم ككشف أوراق لعبهم . ومن هنا , يمكننا أن نُفسر هذة السلطة العنصرية , بأنها عدوة لدودة للحقيقة و الحق , فلذلك , ما من صوت حق أو حرية تعلو , حتى تُقمع أو تقطع و إلى الأبد , مُتهمتاً بالخيانة والعنصرية . إنها سلطة النفاق التي تتجزر وتترسخ في المجتمع بقوة , عندما تجد المناخ متسامح ومجامل ومسالم وساذج , وحتى للمدرسة والدين , العدو الأول للظالمين .. يُمكن إستغلالهما ضد المظلومين ! ومن المحتمل, أن تكون كل هذة خطوط ضبابية أو دفاعية , لتأجيل الرؤية العامة للعدالة و الحقيقة , والتى هى في أفضل الاحوال الرأي الصائب والعدالة كما يُقال , تعني في بعض جوانبها العداء ... وبتوقيت ( دارفور ) ثبت رؤية العدو المتخفي بالعروبة والاسلام وبكل شئ مثالي تقريباً , ثبوتاً بلا مواربة . ولكن ثبت ذلك بعد , محرقة رهيبة لدارفور , كشفت كل الأعداء والاصدقاء , وشهودها الاطفال والنساء ( المشتتين) وشواهد المقابر و أعمدة الدخان ... و مآسي مخجلة للمسلمين ...والعدو الوحيد المتخفي , ماثلاً أمامنا في صورة :_ الفاسق والخيار النهائ تنهتي إثارة أية مسرحية بمجرد رفع الستار , وما يُفزع الفاسق حتى النهاية , ليست محدودية الخيارات في حيازته , إنما مستوى الحقائق المكشوفة ضده . وأيضاً لاشئ يساعده في تعاظم تسلّطه , أكثر من وجود بيئة تسودها حالة الغيبوبة .. لأن عقيدة الفاسق , هو تبديل السنن ليلاً .. وكذلك محاولات تعريب السودان , شبيهة بمحاولات الفاسقين , تحريف السنن .فالمُقنّع _ المتنكر بالقناع , يفترس كل من يحاول نزع قناعه , بل ويتعامل معه كعدو دخيل وليس , كمُخلّص, فالسودانيون اليوم في أغلبيتهم , متنكر بقناع العروبة أو التعريب ...ولكن كل الأقنعة قابلة للإهتراء ولن يصمد إلا وجه الحقيقة . ولسوء حظ إنقلاب الانقاذ , ربما وقع بعد فوات الأوان .ز فلم يترك له شئ , لترقيع القناع البالي , نفدت كل الرُقع أو الشعارات .. ويبقى دائماً شعار الإسلام*** ...ولا شك , إن الاسلام هو الخيار النهائ , بالنسبة لمعتنقي وأتباع هذة الديانة الحيوية ..ونعرف أن هذا الشعار تم تفعيله في مواد الترويج والدعاية , للسلطة التعريبية, غير أن ثمة مشكلة , تكمن في أن الاسلام هو دين (جملة) وليست دين تجزئة أو قطاعي , وهو يوضح أمرين , لا ثالث لهما _ مفهوم ( الصدق) ومفهوم ( الكذب) أي مدخل الجنة و مدخل الجهنم .. فبمجرد التبشير بالشريعة الاسلامية كنهج للبلاد في نظام ( سِير سير...) فضح , فهذا النهج الفضيل , فضح النظام العنصري من أساسه, فلقد قضى هذا النظام على شكل من اشكال الديموقراطية والتي بالرغم من سماجتها .. إلا إنها كانت , بداية للتعبير عن إرادة الاكثرية , لذا تم إنتهاكها عسكرياً , فالفاسق يفضل الإرادة الغير شرعية والتبني , لإ نه يعشق السلطة و السيطرة المنتهزة و المزيفة ... وقبل توقيت ( دارفور) و كان من الصعوبة بمكان في السودان تحري من هم المسلمون ومن هم الاسلاميون ومن هم المنافقون . وتعّزُر و صعوبة الرؤية , نابعة من تضخم زخم الشعارات الاسلامية والانشقاقات داخل النظام وتعميم ثقافة ( أفق القبائل) وسياسة التجويع أو مابات يُعرف , بسياسة ( جوّع كلبك) و من الأ فضل أن توصف , سياسات كهذة , بالسياسة الجهنمية ...ولكن ما كان لهم اللعب (بكتاب الله) في دارفور .. هذا يسمى بإستراتيجية اللعب في المكان الخطأ وفي الزمان الخطأ , فيا هذا ليس على (سعد يا سعيد) , لذلك كتبت , صحافية بريطانية جريئة زارت دارفور , سراً , مقالاً بعنوان : المسلمون الدارفوريون في مواجهة الإسلامين . نشر في صحيفة النهار اللبنانية / يوليو . وليس تد بيراً , بأن مفهوم الناس للإسلاميين , بات رديفاً لكلمة الإرهابيين .. أو الأعداء المتخفين , ولنا لقاء أيضاً في عين اليقين . بقلم/ كيسر أبكر هدية للثوار( عندما تعرف نفسك ستعرف النور وعندما تعرف النور ستقهر الظلام), والتحية لكم
كيسر أبكر / بيروت [email protected]
................................................................... يتبع
بتوقيت دارفور: رجال ( أبوجا) في الميعاد :غروب المفاوضات والبقرة الصفراء من أبيشا إلى أسمراء ومن أديس أبابا إلى ( أبوجا) ,كانت المفاوضات عالقة على ( محور الفشل) المرتكزة في النظام العنصري و أسراب الجنجاويد الناشطة في سفك دماء الأبرياء . وما بين ( حي على الصلاة) والتي أُسكتت في آلاف القرى عند ( محرقة دارفور) ..إلى ( هيا أيها العبيد , فرّوا و أتركوا هذا البلاد... أقتلوا كل السود حتى العجول إذا كانت سوداء ) , # صحيفة النهار ..22074 .. مناخ عدائ خلقه نظام عنصري مستحكم . ولم يزل عمق السودان في سبات طويل ( داخل هيكل المفاهيم التعريبية وشبكة المعاني العنصرية) . وفيما الإنذارات تتوالى تباعاً , داخلياً وخارجياً , بالطرد سياسياً أو عسكرياً , ومن كل الجهات عدا ( الشمالية) المترددة كالمتورط ! النظام يغوص في لعبة ( الكلمات المتقاطعة) . وهناك من يقول إن الورقة الصفراء خيرٌ من الورقة الحمراء , وأيضاً في كلتيهما بركة . أما نحن نعلن : الطرد أخيّر من الإنذار ... لماذا ؟ أولاً لأن اللغة الجديدة توجب ذلك , وثانياً , لأن الذي غرق في الخطئية السياسية , يرى السباحة في الأخطاء هي ( ثورته الإنقاذية ) .. طالما , النشاطات السياسية و العسكرية للسلطة الطاغية هي __تجسيد استراتيجية المراوغة و العوم في الدماء و ب( القفى ) لكسب الوقت , على أمل هزيمة الرجل المُسمى ( المحارب ضد الإرهاب ) , في واشنطن .. ولكن (رجال بروكسل ) يقفون صفاً واحداً لمساندة دارفور الذي هو __قلب السودان الثري .. إذن كل المواقع تتطلع إلى ..دارفور ..و إن طال الزمن أو أُختصر , وكما وأن كل الإنذارات في نهاية المطاف هي ( قرارات طرد ) ..عندما ..وعندها لا تنفع أية شبكة علاقات أو إتصالات في إعادة صياغة قرار ( الموت السياسي ) للإنظمة الطاغية . وثمة مقولة متماسكة , تُرعب الفاسقين : حينما تطلع الشمس من الغرب تُقفل ( باب التوبة ) .. إنتهى الوقت الرسمي للمراوغة , بحسب توقيت ( النظام العالمي الجديد ) .. و هنا لا أعتقد , نصيحة جنرال الإستخبارات السودانية , القائلة : الوقت كالسيف يا دارفور إن لم تقطعه قطعك , صالحة لدارفور بقدرما هي نافعة الآن لنظام سير سير : أصعب الأرقام
هل دارفور , ماهرٌ في علم الحساب و الرياضيات ؟ المطلوب برهان ذلك ... ولكن دائماً , يجب أن تكون الحسابات قاطعة وعادلة تجنباً للكوارث المُميتة , كما هي الآن لمعادلة النظام الإنحرافي , ورمزها الدموي ( الجنجاويد ) . والمحصّلة المُستمرة , لهذة المعادلات هي المزيد من الإنحرافات الدموية والشذوذ الأخلاقي والديني . ولا سيما أن ( المعلم ) في الخرطوم للأسف , لا يمتلك أية موهبة رياضية البتة ..و إن كثُر التكرار .. من ميلوسفيتش إلى صدّام , من يُبالي . فلقد وضع النظام أصعب أرقام السودان في خانة خاطئة ( سجن كوبر ) ..د \ الترابي , هو الرقم الأساسي الذي أضافهم إلى ( جمهورية الغيبوبة ) ! ولكنه رجل التغيير المثير , بلا جدال في السودان . وربما لذلك معلم الجنجاويد , يضرب بالأبعاد الأخلاقية والدينية , عُرض الحائط . كما فعل بدارفور , من منارة قرآنية إلي فوهة بركان دموي نازف :_ المفاوض الذهبي و كأس الحنظل
التفاوض , تعني ( العمل ) لآتينياً .. إذن التفاوض هي , عملية قاسية جداً , تفقد الفضة لتكسب الذهب . و إذا كان ليس بالخبز وحده يحى الإنسان .. فالأمن أهم من الطعام و إلأّ لماذا الإصرار العنيد على شعار : الأرض مقابل السلام أو الأمن مقابل السلام . فلقد , فقد اللآجئون الدارفوريون , الأرض مقابل الأمن و الكرامة ... لآ تسقني ماء الحياة بذلة ** بل فأسقني بالعز كأس الحنظل , ماء الحياة بذلة كجهنم ** وجهنم بالعز أطيب منزل . هذة إيقاعات إفريقية في البطولة . وأهل دارفور أدرى بها ! و تعريف المفاوض للسياسة هو ( فن المساومة ) , فلذلك فشل المفاوضات , تسعد أحد الأطراف وتشقي الآخر , و الشقي في الغالب هو القوي الباغي . و أول مدّاحي (ثوار خارطة الحرية ) كان النظام العنصري ذاته , وصفهم بالمفاوضين , الغير مرنيين , المراهنيين على الضغوط الأجنبية . لعلمك , القروي لا يرضخ لأي كان , فهو العائد و معه خروفه ( البائر ) بللغة السمسار , والبطل الظافر , بللغة أهل الدار . بهجة الأبرار وتعاسة الجزار ! فهذة ليست حالة درامية .. إنها معادلة حقيقية في ( سوق السياسة ) لمعنى العزيمة . و إمكانيات الذكاء والصمود كانت جلية في مفاوضات ( أ بوجا ) ... المفاوضات الجالبة للإتفاقيات العاجلة , هي مفاوضات تجارية , وليست سياسية . فالفشل في ( أبوجا ) تسجل نقطة إيجابية , لأن المفاوضين تخطوا مرحلة إ ختبار القوة السياسية , إ لى مرحلة ما قبل ( توازن القوى ) .. ولكننا , نطمح في رؤية صقر الجديان , باسطة جناحيه في سماء السودان مجدداً :- المحارب الجوّال
الإتفاقيات الهزيلة , تُكرّس (الأوضاع المتفاقمة ) مثل معسكرات الجنجويد على أنقاض المساجد و الخلاوي في دارفور أو مثل منابر ( فقهاء الجلابة ) المرّددة بعنجهية : الارض ارض الله . متفق عليه , شعار حق أُريد به باطل من كل الغزاة .. ولكنه سبحانه و تعالى . . أمر المُشردين , الذين أُخرجوا من ديارهم , بغير حق مقاتلة الأعداء . ومن هذا التصريح الرباني , على السودانيين في دارفور و غيره . أن يعلنوا بصوتٍ لا لبس فيه , خياراتهم السياسية .. وهي متناقضة تماماً مع خيارات , الزمرة الظالمة , .. فيجب ا لإطاحة بها وتبديلها نهائياً ... ولن نتوقع أن تقوم بهذة المراجعة ( الحاسمة ) عقلية ( أفق القبائل ) أو أفق ( المثاليات) , هذا الدور مؤهلٌ به ( أفق التحرر) فحسب .. أي التحرك من البنية الأساسية , نحو إيجاد , عقلية سودانية مستقلة . ومن المحتمل أن تطرح هذة الذهنية الجديدة ( إسئلة صعبة وحلول مؤلمة ) على البنية الأساسية للمجتمع السوداني _ الأغلبية المضطهدة _ الذي يقودها , راعي ظالم وعميل , و السلام عليكم وهم نيام ! و بتلك العملية الجديدة , تستطيع الإرادة الجديدة , أن تكسب الشرعية من القاعدة المغيبّة . والمضي قدماً نحو __ الإنقلاب الجذري_ الذي هو مخاطرة حقيقية , فالمحارب الحر , غالباً ما يخسره أقل مما يربحه .. وخاصة في هذه العملية التصادمية الجارية مع النظام العنصري المهترئ , الذي يفضل التغيير المراوغ __ الانقلابات التلفزيونية المبتكرة في نظام الريموت كنترول , وترويج ثقافة الغيبوبة . و بتوقيت دارفور : قد يستخدم أصوات الصواريخ وإيقاع الكلام الناعم ( المنّوم) عبر الصلوات و المؤتمرات شبه الوطنية , مع الحالمين و( العمد) المنعزلين,تماماً في الوادي _ بهدف المنع المطلق لأي تغيير . وهنا تكمن المرض المزمن ( سودان الغيبوبة) وهذة الحالة تروق لأي نظام يستهوي , ممارسة السياسة الإستغلالية ) . ولكن الرؤية الجديدة المتمثلة في (الثورة الثلاثية ) _ جنوب , شرق , غرب _ تعارض بحدة إستمرار هذا الاستغلال . و الثورة , ترغب بقوة وحماس , في التجديد و الإنعتاق من , الإستنساخ الثقافي . فهذا الأفق التحرري , يفضل المغامرة على المستقبل , فالحاضر غير مقبول ,لأن سياسة الإستغلال العنصري , يسجلهم دائماً , وفي النهاية , غياباً و خارج التاريخ . و الغائب أبدأً مُعاقب , فلذا لابد من الحضور و الحضور القوي . فالآن , غير مسموح ( مفاوضات الحصص ) , والنوم والاحلام والأضغاث _ المطلوب حالياً , مفاوضات الإنفكاك من تاريخ الغيبوبة إلى تاريخ ***** بعانغي العظيم*****, مفاوضات الحل النهائ . ويستحيل إنجازه إلأّ باليقظة والنشاط, سيان في المفاوضات و الميدان .فهذة الإستراتيجية , سيطّور القوة على المشاركة و التحفيز , والقدرة على الإنجاز و الخبرة في الحكم و الحكمة . ومن هنا تُبنى هيكل الهوية السودانية القابلة للحياة . فالأهداف الرئيسية , ليست حالياً هي , الرفاه, إنما النهوض من قاعدة ( هوية حقيقية ) .. ويجب أن تقف ! سياسة التلقين التعريبية . ونحن نعرف بأن أي مشروع حتى , لخلق هوية عادية , لن تسمح به ( سلطة الزيف ) إلأّ بوجود , قوة هجومية , تهدد هذة السلطة التي تشكل لب المشكلة المأساوية , تهديداً صريحاً .. ونأمل أن تؤدي هذة الإ ستراتيجيا الجديدة , إلى إ نبثاق __ الإرادة الجماعية _ و إيقاظ روح القومية السودانية , و العمل بقوة لإتمام البناء العظيم , رافعاً الرأس و ليس متطأطأً و أمام جبروت التزييف . وتقاليد دارفور الثورية , تُبرر أن الإعتماد على الأجانب , ليست دائما ً الإجراء الحكيم .. ولأنه من الإساسي جداً , أن تكافح الثورة لتكوين قاعدة غير ( قبلية) , بل قومية .. وعليهم أن ينتظموا و أن يحصلوا على قاعدة حقوقهم , قبل التفكير بالتحالف مع الآخرين , الذي لابد من . أما النظام يواصل إلهاء القاعدة النائمة وينطلق منها , بممارسة العمل الإجرامي في دارفور .. ونحن عندما نتمكن من إيقاظ هذة القاعدة .. فإن النظام الجنجويدي , سوف يجد نفسه في هوة سحيقة , وهنا إمكن أن تُعلن ( مراسيم الدفن ) غير مأسوفٍ عليه . أما المؤسف حقاً حتى اللآن : هو إستنزاف طاقات علمية وقيادية , لنا , في مشروع غيبوبة السودان . فالصدمات وحدها كفيلة بإحداث الصحوة ... فالقوة تصنع القانون و القوة تصنع الشرعية والقوة تصنع الحق ... غير أن الحق ليست صناعة ... إنه جوهر و الجوهر لا يُثمّن لصياغته , إنما لقيمته لذا (القوة للحق و ليست الحق للقوة ) غاندي . .. فالثورة هي روح الشعب السوداني المضطهد و الجنجويد هي صناعة النظام العنصري ... ولنا لقاء غير عنصري بقلم\ كيْسر أبكر تقدمة للثوار .... ( الحرية لا توهب ؟ لأنها ليست صدقة و إنما تؤخذ لأنها حق ) جبران
................
|
|
|
|
|
|