|
Re: العرب لا يقرأون (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
سلامات أخى سامى مكى,
في إحدى الدراسات التى أجريت مؤخراو كانت بعد أحد معارض
الكتاب العالمية و أقيم بتركيا,أثبتت الدراسة بالأرقام
أن نسبة قراءة الكتاب العربى أوالمترجم للعربية و نسبة
الكتابة باللغة العربية و الكُتاب العرب قد تدنت بصورة
مريعة في السنوات الخمس الأخيرة ورغم تطور تكنولوجياجمع
الحروف و الطباعة و إزدحام المنطقة بمؤسسات ضخمة تطبع
ملايين الإصدارات والصحف و لكن لوحظ إنخفاضا كبيرا فى درجة
القراءة المؤسسة و المبنية على منهجية علمية محددة أذا
إستثنينا الإصدارات الإجتماعيه و الفنية والكتابات الصفراء
لأنها تعد واحدة من أسباب هذا التدنى و الهبوط !! الدراسة
أيضا إشتملت على بعض المقارنات و الملاحظات الغريبة و من
ضمنها عدد المؤسسات المتخصصة فى دعم الأبحاث العلمية و
الأدبية و جوائز تشجيعها و دعمها مما يرفع نسبة الكتابة و
ينعكس ذلك على إرتفاع عدد القراء والمطلعين فهى تكاد تكون
منعدمة أو ضعيفة العدد مقارنة بأوروبا وأمريكا!!!ذكرت الدراسة
أن واحدا من أسباب التدنى يرجع لزحف القنوات المرئية على زمن
القراءة ووجود التمويل اللازم دائما رغم إرتفاع التكلفة و لكن
بالنظر إلى العائد المادى لكلفة تمويل بحث علمى أو أدبى و
فى الجهة المقابلة تمويل فضائية تلفزيونية تبيع الوهم والعرى
والخواء و تبقى المشاهد على إطلاع باخبار الفنانين و زواجهم و
طلاقاتهم وآخر عمليات التجميل تعد مشروعات مربحة و ذات عائد مجز
أدبيا و ماديا أكثر من رعاية مشروع كتاب أو كاتب للأسف الشديد!!
أضف إلى ذلك الظروف السياسية المتباينة التى تعيشها المنطقةالعربية
من حروب ودكتاتوريات و فقر مدقع في بعض البلدان و ثراء شديد فى
بلاد أخرى فكلها مسببات لإنخفاض درجات القراءة و الإطّّلاع !!!!
الأجيال الجديدة أصلا فى غالبها أجيال غير قارئة و قد يستغرب بعضهم
إمكانية أن يصبر أحدهم على إكمال رواية من القطع المتوسط و ما نوع
الفائدة التى يمكن أن نجنيها من تلك القراءة !! هذه الأجيال لم تزرع
فيها هذه البذرة أصلا إلا من رحم ربى !!! إختلاف إيقاع الحياة وأسلوب
العيش ساعد فى توسيع الفجوة بين الكلمة المطبوعة و القارئ و كانت
النتيجة أجيال تعرف عن نانسى عجرم و هيفاء و هبى أكثر مما تعرف
عن جورج أمادو أو صنع الله إبراهيم أو محمد عبد الحي و محمد المهدى الجذوب!!!!
كان يقال قديما أن القاهرة تكتب و بيروت تطبع و الخرطوم تقرأ و فى
ظنى أن هذه المقولة يجب تغييرها لما يناسب الواقع الحالى و ليس من
سبيل هنا أن نذكر ما يجرى الآن فى هذه المدن فهو بغير شك لا علاقة له
البتة بما قيل قديما.
تقبل إحترامى.
| |
|
|
|
|