|
مقال رائع سطره الصحفي المصري فراج إسماعيل بجريدة المصريون بتاريخ 17/06/2007م
|
مقال رائع سطره الصحفي المصري فراج إسماعيل بجريدة المصريون بتاريخ 17/06/2007م ، رأيت إعادة نشره في منتدانا تعميماً للفائدة .
الرياضة عاد لأفريقيا أحد عظمائها
فراج إسماعيل : بتاريخ 17 - 6 - 2007 عام 2007 هو عام الكرة السودانية التي توجت أمس انجازا كبيرا لم يتحقق منذ 32 عام بصعود المنتخب الشقيق إلى النهائيات الأفريقية التي ستقام في غانا 2008، وكانت أخر مشاركة سودانية في هذه البطولة عام 1976 في أثيوبيا. كان السودان حتى مطلع السبعينات من عظماء القارة كرويا، فقد حصل على هذه البطولة قبل سنوات قليلة من غيابه الطويل عنها، وشارك مصر واثيوبيا اطلاقها في أواخر الخمسينات. لم يتحقق الحلم السوداني من فراغ، فقوة الأندية تنعكس دائما على المنتخب الذي من المفترض أن يحصل على اللاعب الجاهز بدنيا وفنيا، وقد وجد هذه المواصفات في الموسمين الأخيرين في عدة أندية سودانية أبرزها الهلال الذي قدم في دوري رابطة الأبطال مستويات مميزة، ووصل إلى دوري المجموعات متطلعا إلى الوصول للنهائي رغم أنه يقع في مجموعة بطل القارة شقيقه الأهلي وسيلتقيه في القاهرة خلال أيام. كذلك المريخ.. القطب الكروي الآخر في السودان الذي حقق نتائج مبهرة في الكونفيدرالية ويلعب في مجموعة شقيقه الاسماعيلي، ويضم اللاعبين الكبيرين اللذين سجلا هدفا صعود المنتخب السوداني في لقاء سيشل، قائده فيصل عجب ومهاجمه هيثم طمبل. ومهما غاب السودان كرويا عن مسابقات القارة الكبرى، لا يستطيع أحد أن ينكر أنها أرض خصبة لانتاج المواهب التي كانت تحتاج فقط إلى مياه النيل لترويها وتنميها، فتخضر وتخرج ثمارها، وهذا ما حدث أخيرا عندما اهتم القطبان الكبيران بقاعدتيهما الكروية، وعندما فتح اتحاد الكرة الباب للتعاقد مع لاعبين من الدول الأفريقية الأخرى، فاعطوا خبراتهم للاعبين المحليين. الهلال والمريخ من أقوى أندية القارة السمراء في الوقت الحالي، ومرشحان بقوة في منافسات رابطة الأبطال والكونفيدرالية، ومن الصعب أن نتصور بلدا يملك يعج بالامكانيات من حيث خامة اللاعبين والجماهير الكبيرة ولا يشارك في البطولة الأممية التي تستقطب اهتمام العالم. لقد جمع المنتخب السوداني 12 نقطة بفارق نقطة واحدة عن تونس متصدرة مجموعته، ولا يزال بينهم مباراة في أم درمان يستطيع السودانيون الفوز بها، علما أنه لم يخسر سوى مباراة واحدة أمام تونس نفسها في مباراة الذهاب وبفارق هدف واحد. وحتى لو انهزم المنتخب السوداني فسيصعد ضمن ثلاثة أفرق كأحسن ثوان، وهذه الحسبة هي التي يلجأ إليها البعض عندنا الآن بالنسبة لبطل القارة المنتخب المصري بعد أن وضع نفسه في مأزق التعادل مع أضعف منتخبين في العالم كله.. بتسوانا وموريتانيا! لن يكون السودان ضيف شرف في غانا، فلاعبيه اكتسبوا خبرة اللعب الافريقي من مشاركات الهلال والمريخ، وفيهم مواهب كبيرة مثل فيصل عجب الذي يستطيع أن يهز الشباك من أنصاف الفرص ولديه مهارة "ترقيص" فريق كامل على واحدة و"نص"! وسيمثل هذا اللاعب مع زميله هيثم طمبل ومحترفين نيجيريين خطرا كبيرا على الاسماعيلي في الكونفيدرالية، علما أنه لم يهزم على أرضه منذ ثلاث سنوات ونصف، كما أن "عجب" سجل سبعة أهداف في المباريات الأفريقية مع المنتخب والمريخ، ما يدل أن حاسته التهديفية ليس لها حدود أو جغرافيا وتتمتع بقدرة هائلة في أي مناخ. لقد عشت ليلة السبت فرحة صعود السودان مع اشقائي السودانيين، وعادت بي الأجواء النفسية ليوم صعود مصر إلى نهائيات كأس العالم بايطاليا عام 1990 تحت قيادة محمود الجوهري بعد غياب طويل أيضا.
|
|
|
|
|
|