|
ذكريات بعيـــــــــــــد جداً عن المولد في صباي الباكر وأنا أتعلق بجلابية جدي رحمه الله!
|
ذكريات بعيـــــــــــــــــــــــــــــــد جداً عن المولد في صباي الباكر وأنا أتعلق بجلابية جدي الحنين ألحاج مكي رحمة الله وهو يحمل بيديه ترامس الشاي وجردل زلابية وصوت المسبحة تطقطق مع إيقاع الخطوات الرتيبة وملامستها لجردل الطلس الكبير لتخترق سكون الليل وتزيل قليلاً من وحشته.. ونحن نمضي نحو ساحة المولد ليقضى ما تبقى من الليل حتى بعد صلاة الفجر مع الذاكرين وبعدها يتم توزيع ما أتى به جدي والآخرين من شاي و(لقيمات)!!
بعدها نعود مع إشراق شمس الصباح والمنظر ليس هو المنظر في ساحة المولد..الباعة كل قد أنزوي في ركن داخل خيمته أو بجوارها على سرير متهالك أو على الأرض والسكون يلف المكان إلا من وقع خطوات (حصين السواري التي يعود بها رجال شرطة السواري لتخلد هي الأخرى للراحة) هدوء بعد ضجيج نوبات الذكر الداوية في الليل وأصوات الأطفال ونداء الباعة ليعود الجميع في اليوم التالي لمواصلة أحياء ذكر المصطفي كعادة كل المتصوفة (ومعظم أهل السودان) في الاحتفال بميلاد سيد المرسلين ويتكرر المشهد حتى تختتم ليالي المولد!! أتصنع القوة وأطالب جدي بان يدعني احمل عنة بعض الأحمال فيضحك ويضع الجردل على الأرض وأحاول أنا أن أسير به مسافة ابعد من اليوم السابق أفشل يوماً وانجح في بعض الأحيان فيضحك ويقول (ارح في سراع في سراع الوقت رووح) ويحمله مني مرة اخرى.
ساحة المولد خليط مابين ذاكرين ومشترين ونشالين ورجال شرطة وآخرين يعلمهم الله:-
تزاحم وغبار وأصوات تعلو وتخفت وحلويات يسيل لها لعاب الصغار بمختلف الألوان والأشكال عن نفسي كنت لا اختار سوي الفيل المصنوع من الحلوى بعكس شقيقي طارق أذكر انه كان يختار حصان كالعادة(أو هكذا يكون قبل أن أقضى على قوائم الحصان الأربع وما تيسر من رأس الحصان قبل أن نصل البيت واحتفظ بفيلي كامل الهيئة حتى ما قبل المولد الذي يليه) في بعض الأحيان كنت ادفع به لعمة لي لتصنع منه(ألذ داردمة)
وتتواصل الذكريات.
|
|
|
|
|
|