|
تعيش عشرات النساء السعوديات في زنزانة سجن المعلقات!!
|
تعيش عشرات النساء السعوديات في زنزانة سجن المعلقات، وهو سجن نفسي، يجعلها في حالة اللا زوجة واللا مطلقة. وتشير الإحصائيات غير الرسمية إلى ارتفاع في نسبة المعلقات، من خلال القضايا المرفوعة من النساء الراغبات في الطلاق من أزواجهن، لأنهن يعشن فعلا انفصالا نفسيا وجنسيا وماديا عنهم، ولن يستطعن الخروج من هذه الحالة التي تهددهن بأن يعشن بقية حياتهن في هذا السجن الذي لا تحيطه أسوار ولا حراس ولا سجانين، لأن الزوج وحده يملك كلمة السر التي تغلق أبوابه على الزوجة داخله، من خلاله تهربه من تطليقها. بعض الزوجات قابعات في هذا السجن أكثر من 11 عاما بعد أن فشلن في إقناع الأزواج بطلاقهن، خاصة أن نظاما اجتماعيا قديما باسم "إسقاط الحقوق" يجعلهن في حكم الطامحات لأزواج آخرين وبالتالي يسقط ما لهن من حقوق. وتشير اعترافات وآراء حصلت عليها "العربية.نت" إلى أن بعض المعلقات يهربن من سجنهن إلى التسول والعلاقات غير الشرعية بسبب متاعبهن المادية والنفسية. المحاكم منعتني من حقوقي الشرعية تقول مشاعل "أم نورة" التي استمرت قضيتها للتفريق بينها وبين زوجةا 11عاما، وحصلت على الطلاق منذ شهرين: "سرقت المحاكم عمري وأحلامي واستقراري. لقد منعتني من حقي الشرعي في أن أصبح زوجة مرة أخرى، وأما لأطفال أعهدهم بالرعاية، وأراهم يكبرون أمام عيني". وبينت أنها حصلت على الطلاق عن طريق زوجته الجديدة قائلة: "بعد استمرار قضيتي في المحكمة 11عاما قضيتها ما بين مماطلة زوجي في حضور الجلسات المقررة, وتغيير محل سكنه وعدم كشف عائلته لمكان إقامته, بالإضافة إلى تغيير أقواله، معتبرا أن طلبها للطلاق منه إساءة لكرامته, وبعد فترة علمت بزواجه من امرأة أخرى، فانتهزت حضورها لإحدى حفلات الزفاف وتوجهت إليها وأخبرتها بمماطلة زوجةا في طلاقي, وما هي إلا لحظات حتى سارعت الخطى إلى منزلها رافضة مواصلة حضور حفل الزفاف لأفاجأ بعد يومين بطلاقي. وقالت مشاعل وهي أم لطفلين أكبرهما الآن عمرها 18عاما إلى الصعوبات التي واجهتها خلال 11 عاما، ومن أبرزها تردي وضعها المالي، خاصة أن طليقها لم ينفق على أولاده خلال هذه الفترة.. "لجأت إلى الاستدانة من أبي وإخوتي البنات، ولكني أمام نظراتهم الجارحة اضطررت إلى التسول حتى أنهيت تعليمي الثانوي والتحقت بإحدى الوظائف. حنان تتعرض للعنف النفسي والجسدي أما حنان. م فهي مستمرة في قضيتها في المحاكم لأكثر من 4 أعوام وتقول: "تقدمت بطلب للمحكمة لطلب التفريق بيني وبين زوجي، بعد زواج دام شهرا واحدا فقط، تعرضت خلاله للعنف والإيذاء الجسدي والجنسي. وأمام إصراره على رفض طلاقي لجأت للمحكمة لتطليقي منه، خاصة إنني لا أملك إعادة قيمة مهري بسبب رفض أبي للطلاق، وأخذه للمهر للزواج من امرأة أخرى غير أمي, وبسبب طول إجراءات الطلاق لجأت إلى الانتحار لإنهاء حياتي، ولكنني فشلت فلجأت إلى عقد عدة صداقات مع رجال أجانب". وترجع حنان ذلك إلى عدة أسباب أبرزها احتياجها للمال للإنفاق على عائلتها وإخوتها صغار السن، خاصة بعد هجر أبيها للمنزل ورفضه للإنفاق عليهم, مشيرة إلى "شعورها بالتمرد على رفض زوجةا لطلاقها". وتستطرد: "تشعر المرأة حينها بالتمرد على جميع من حولها، تريد أن تحلل لنفسها كل شئ، خاصة إذا كان تمردها إساءة لكرامة زوجةا وأهلها الرافضين لطلاقها". يعلق زوجته ويعاشر صديقاته وتقول سارة "أم حسين" -45 عاما - وقضت مع زوجةا أكثر من 20 عاما أنجبت خلالها 6 أبناء أكبرهم فتاة عمرها 18عاما.. "كافأني زوجي بعد 20 عاما من الزواج بالخيانة مع امرأة أخرى وبالضرب والإهانة, لم أصدق في البداية ماتناقلته الناس عن علاقات زوجي الغرامية، حتى فاجأتني صديقتي ذات يوم بعنوانه مع إحدى صديقاته، فذهبت للعنوان حتى أتأكد من صدق ماتتناقله الألسن حوله، وكم كانت مفاجأتي أن أجد زوجي مع إحداهن في شقة مفروشة، ولم أتمالك وقتها نفسي وأخذت أصرخ، فما كان منه إلا أن قام بضربي بشكل مبرح. انتقلت بعدةا للمستشفى والذي مكثت فيه أسبوعا، انتقلت بعدةا للسكن مع أبي المنفصل عن أمي والمتزوج من أخرى ولديه منها 7 أبناء. وأمام حالة أبي الفقيرة أضررت للعمل لمساعدته وللإنفاق على زوجته وأولاده وعلى نفسي, كما قمت بتقديم طلب للمحكمة لطلب الطلاق من زوجي الخائن, وأوضحت في الطلب إنني أريد الطلاق لأنني ابغضه، بالإضافة إلى تعرضي للإيذاء الجسدي، وأرفقت تقرير المستشفى، وللآن مر على القضية أكثر من 5 أعوام ولم أحصل على الطلاق. وتمضي سارة قائلة: لقد واجهتني عدة صعوبات خلال فترة القضية، من أبرزها رفضه لرؤية أولادي بجانب الآلام النفسية التي تعرضت لها, واحتياجاتي المالية، خاصة أنني مسؤولة عن الإنفاق على أسرة أبي المسن مما اضطرني للعمل في عدة جهات". زوجات يهربن بالصداقات المحرمة في حين ترى جازيه - 22 عاما- أن تعنت الزوج ورفضه للطلاق يدفع عددا من السيدات المعلقات لأخطاء مرفوضة اجتماعيا، ومنها عقد صداقات مع رجال, والتمرد على عادات وتقاليد المجتمع مبررات ذلك باحتياجهن للإشباع العاطفي والمالي. ومن داخل إحدى مكاتب المحاماة في منطقة الرياض والتي يحتفظ الموقع باسمه نجد قضية رفعتها زوجة بالغة - 22 عاما- ضد زوجها تطلب طلاقها بسبب تعليقها من قبل زوجها لأكثر من 6 سنوات بعد معاشرته لها لمدة شهرين، مبينة أنها لا تستطيع أن تطالب بالخلع لأن والدها استولى على مهرها وقام بتبديده. ويؤكد الدكتور محمد الوهيد أستاذ علم الاجتماع والجريمة بجامعة الملك سعود بالرياض أن السعوديات يواجهن عدة صعوبات أثناء مطالبتهن بالحصول على الطلاق عن طريق المحاكم الشرعية، من أبرزها إنجاز عملية الطلاق، وذلك بسبب نظام اجتماعي قديم يعرف بإسقاط الحقوق، بمعنى أن المرأة غير الراغبة في زوجها يطلق عليها امرأة طامح، أي تطمح في غيره من الأزواج، وبالتالي تسقط جميع حقوقها، وتصبح المرأه معلقة ما بين الزواج والطلاق. وأشار إلى تقبل القضاء للعادة الاجتماعية، وذلك عن طريق إحضار شهادة بأن المرأة طمحت عن زوجها وقال إن القضاء يتضامن مع الرجل في أن الزوجة تخطئ إذا طلبت الطلاق. وتشير إلى أن المرأة خلال ذلك تلجأ إلى التسول، وامتهان بعض المهن التي لا تليق بها أو بمكانتها الاجتماعية, أو طرق أبواب أخرى مثل ممارسة "الدعارة" من أجل جني المال بطريقة سريعة للإنفاق على نفسها, وإدمان المخدرات والاتجار بها والسرقة. ويشير إلى أن المرأة لم تؤهل للإجراءات القانونية التي تطلب منها، بسبب عدم أهليتها قانونيا لتتبع ذلك، فتصل إلى وضعية زواج مع وقف التنفيذ. ويرجع الدكتور الوهيد أسباب ذلك إلى عدم تكيفها مع ظروفها الزوجية، وبالتالي عقابها بالتعليق أو تغيير تصرفات الزوج مع زوجته بسبب كبر سنها. وتعاني المعلقات نفسيا وجنسيا وماديا، ووضعهن في السعودية يخضع لمزاجية الزوج، وعادة إسقاط الحقوق، معتبرا أن تعليق المرأة مؤشر لتفسير الانحرافات الأخلاقية في المجتمع بجانب عوامل أخرى. وطالب الوهيد إلى وضع حد أقصى لإنهاء إجراءات الطلاق لا تتجاوز 6 أشهر. ألعربية
|
|
|
|
|
|