دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
ضعف الحركة الإسلامية فكرياً ... مقابل قوتها تنظيمياً.. ((1))
|
(1)
الفكر الإخواني ... لم يكن يوماً قبلة النخب المثقفة ..
كالفكر القومي البعثي ... أو الفكر الأممي الإشتراكي الماركسي ...
ويعزى هذا التجاهل من قبل النخب المثقفة ... إلا ضعف الطرح الفكري للحركة
الإسلامية ...
وقد عالج الكتور ترابي ... هذا الضعف الفكري ... باللجوء إلى تقوية العنصر
التنظيمي ... والذي جارى فيه الحزب الشيوعي السوداني ... الذي أستطاع ...
إستقطاب ... نخبة المثقفين السودانيين ... وصفوة رجال المؤسسة العسكرية ...
وأستطاع الحزب بقوته الفكرية وإرثه الحضاري ... الكبير ... أن يجمع كل أطياف
الإثنيات السودانية ...
وحركة اليسار في السودان إستطاعت ... أن تجمع بين أهل السودان النيلي ...
جنوبيون وشماليون ... وأهل الغرب والشرق ... دون أن تكون هنالك ... محازير ..
على الخلفية الإثنية ... أو الجهوية ...
وهذا بالضبط مافشلت فيه الحركة الإسلامية ... التي أدى إنقسامها الأخير ...
إلى قصر ... ومنشية .... وطني ... وشعبي .... أو بالأحري غرابة وجلابة ...
هذا الإنشطار الأخير ... والذي أدى نشوب الصراع في دارفور فعلياً ... رغم
يقيننا ...بأن هذا الجزء من البلاد ... ظل يعاني ...طويلاً ... الإهمال ... والتقصير ..
من جميع الحكومات التي تعقاقبت على السودان ...
إلا أن إنشطار الحركة الإسلامية ... على النحو الذي بيناه ... كان له الأثر الأكبر
.. في نقل الصراع بين طرفي ... الحركة الإسلامية إلى هذا الجزء من أجزاء
الوطن ...
والضعف الفكري للحركة لعب دوراً هاماً في هذا الصراع ... حيث أن هذه الحركة التي
تعاني مراهقة سياسية ....فشلت في أن تؤطر مبدأ القومية السودانية الواحدة ... داخل
مؤسساتها التنظيمية ... وهو أمر لا غرابة في إستعصاءه على حركة ظنت أن مغامرة
الثلاثون من يونيو ... قد تصنع تاريخاً جديداً ...
ونسي أهل هذه الحركة الفكرية ... أن التاريخ ... لا تصنعه المغامرات ...
أما عن ما أستطاعت الحركة الإسلامية ... أن تحقق من مكاسب ... في إنتخابات 86 ...
فهو نتيجة لخروجها من تجربة إئتلافية مع النظام المايوي ... وهي التنظيم الوحيد الذي
كان ...يعمل بمباركة ( الإمام نميري ) ...
وهو التنظيم الوحيد الذي أستطاع الإستفادة من مقدرلاات الوطن في العهد المايوي ...
فيصل ... والتضامن ... مصرفان أمتلكهما حزب سياسي لأول مرة في تاريخ العالم ...
ورغم هذا ...
فإنهم فشلوا في زحزحة الحزبيب الكبيرين الأمة والإتحادي ...
رغم خروجهما من عزلة وتغريب ومناهضة للنظام المايوي ....
وبكل ماتيسر للحركة الإسلامية .. من فراسخ للسبق ...
لم تستطع إلا أن تأتي ثالثاً ... بعد القطبين الكبيرين ...
وتأكيداً ... لضعف الحركة فكرياً ...
قامت بقلب نظام الحكم الديمقراطي الذي كانت ركنه الثالث ...
وأعادتنا إلى مايوية أخرى ...أبشع ...وأضل ...
ثم تطورت تنظيمات الإسلام السياسة ... لتعمل على شقين هامين ...
أولهما ... إضعاف ... المد الحضاري ... الذي بدأه نخبة من المستنيرين ... في العالم
الإسلامي ..عن طريق ..تأليب .. القواعد الشعبية من البسطاء ... وإستغلال العاطفة
الدينية ... وسلاح التكفير ..والإتهام ... بالذندقة ... والردة ... على كل أصحاب الرأي
الخالف ... مستغلين بذلك إرتفاع نسبة الجهل والأمية ... بين هذه الشعوب ...
فكانت النخب الحاكمة في المشرق العربي ... تعمل على ... خلق عزلة حول الشيعة ...
المهدد الأكبر ..للديكتاتوريات الحاكمة ... في المنطقة ... عن طريق ... التنفير ..
والإقصاء ... إستغلوا في ذلك أيضاً ..سيطرتهم على المنابر ... وعلى أجهزة الإعلام ...
وتكميمهم أفواه الشيعة تماماً ... وحرمانهم من حقهم في الدفاع عن معتقدهم وتبيان
وجهة نظرهم حول مايدعى عليهم ...من إساءة للنبي وصحبه ...رضي الله عنهم ...
وكانت العامة ... تعبأ بكراهية الشيعة ... من خلال أدعاء الآلة السلفية المرتهنة
أصلاً ... لأنظمة ..الحكم ....
فكان نتاج هذه السنوات الطويلة .. من الإحتقان والتجييش ...
ظهور ... طوائف .. من الطرف الآخر ... تعمل على نفس النهج ... العدائي ...
أما في الجزء الثاني من العلم العربي والإسلامي ... والذي لم يمثل الشيعة فيه خطراً ...
كان هنالك ..القوميون ... والماركسيون ... فعوملوا بمثل ... ماعومل به
شيعةالمشرق ...
حيث عملت الأنظمة الإستعمارية ... على توليد حركات ..تدعي تعاطي فكر سياسي إسلامي ...
لتحافظ على ... حظوظها في البقاء ... الذي كانت الحركات العلمانية ... المستنيرة ...
تشكل مهدده الأول لما تتمتع ... من مقدرة فكرية على مناهضة الفكر الإستعماري ...
فكان نتاج ... هذه الرعاية الإستعمارية ...
(الحركة الوهابية) ... في المشرق ..
و(حركة الإخوان) في المغرب ...
وبهذا ... وجدت الأنظمة الإستعمارية ... ضمانة ... الإستمرارية ... أو .. ترك وراءها
وكلاء ..متنفذون ... يستطيعون ... الحفاظ على المصالح الإستعمارية ... وفي نفس
الوقت ... تواجد الحد الأدنىمن القبول ... الشعبي ... الذي ... يستغل من أجله ...
عاملي الجهل ....والتدين ... ويرى أغلب الأكادميين .. وعلماء السياسة .. والإجتماع ..
من خلال دراسات .. متعددة .. أن .حركات الإسلام السياسي ..أكبر مهدد للإسلام ( الدين ) ...
أحرجته في مصر ..
وأحرجته في السودان ..
ومن قبل ذلك في تركيا العثمانية ...
والسؤال هو :
لماذا يرتبط دخول حركات الإسلام السياسي ... للساحة السياسية ..
دائماً ..مع إضعاف فرصة الحكم بمبدأ الإسلام ...
وبوضوح أكثر ...
قبل وصول الحركات الإسلامية للسلطة ...
يتشوق العامة لتحكيم الإسلام ...
وما تكد تصل .. هذه الحركات حتى تبدأ ..
ببمارساتها التي ...
تقلل من فرص الحكم الإسلامي مستقبلاً ..
إشتشراء الفساد ...
المالي والأخلاقي ...
العنف ..
القمع ...
النفاق ...
إقصاء الآخر ..
التخبط المتواصل ...
إذاً :
هل إتفقت كل هذه الحركات على الخطأ ... وهذا يكاد يكون مستحيلاً ...
أم أن جميعها .. تخرج من منطلق واحد ... هو تقديم خدمات جليلة للماسونية والصهيونية
والرأسمالية العالمية ...
ثم ..الأدهى ..والأهم ..
العمل على تأطير مبادئ الفكر الرأسمالي .. الإستهلاكي .. الذي لايرحم ... الفقراء
والمستضعفين ..وإلباثه ثوب الإسلام ... للمساعدة على تقبله ..
خلافاً ... لما يدعو إليه الدين الإسلامي من تكافل ... ومن إستخلاف على المال ... ومن
وحدة بيت مال المسلمين ... وإشتراكهم في المنفعة ..
ثم ... مبدأ من ليس معي فهو ضدي ..
ومن عاداني فهو ملحد .. وكافر ... ويجب أن يجوع ويحارب في رزقه ... ويعذب ... ويبدأ
الأمر دائماً بالإحالة ... للصالح العام ...( في السودان ) وسياسة الإحلال التي مارستها
حركة حماس في (فلسطين) ..
ثم كانت تجربة حركات الإسلام السياسي في حكم السودان هي الأفظع تاريخياً .... والتي
أبتدأت فعلياً ..
في مطلع الثمانينيات ... حين تحالفوا مع الرئيس نميري ... وأهموه بأنه ... الإمام
الأكبر ... وأمير المؤمنين ... وقد كانت المنفعة مشتركة بين الطرفين ... حيث أن
نميري ... بعد إنقلابه ..على الشيوعين والقوميين والبعثيين ....وفقد بذلك سنده
الفكري ... وكان لزاماً عليه للحفاظ على إستمرارية مايو ...
أن يبحث عن حليف فكري ... يساعده على مناكفة معارضيه ... ويستخدم ... سنده
الشعبي ... فكان إعلان قوانين سبتمبر ... التي كانت التشويه الأبرز لقوانين الشريعة
الإسلامية ... حيث أن الإحصائيات التي ... أعدت من قبل أكادميين وهيئات حقوقية ...
ومنظمات مدنية دولية تعنى بحقوق الإنسان ... أثبتت أن عدد الزين تم قطع أيديه
وأرجلهم ... عملاً بحدي السرقة ... والحرابة ...
قد تجاوز عدد الذين تم تنفيذ عليهم هذه الحدود ... منذ بدء الدعوة الإسلامية ...
( فرج فودة ..في كتابه قبل السقوط ) ....
هذا خلافاً ... لآخر ضحايا ... مهزلة أحكام سبتمبر .. الشهيد الأستاذ المهندس .. محمود
محمد طه ...الذي كان مثالاً ... للشجاعة ... والإقدام والثبات ... أمام ... مشانق
الطغاة ...فكانت الثورة الشعبية ... التي ... أطاحت بنظام مايو ... عقب عامين
فقط ... من تحالفه مع الإسلاميين الذين ... أستفادو من تجربة مايو ... في إثراء الحركة
مالياً ... بإنشاءهم مصرفي فيصل والتضامن ...
وفي إستمالة الكثير ... من الإنتهازيين ... والمتسلقين ...
وتعود الحركة لممارسة العمل السياسي ... الديمقراطي مرغمة ... بعد تغيير مسماها من
جبهة الميثاقالإسلامي ... إلى الجبهة الإسلامية القومية ...
أي تمت إضافة كلمة القومية ... حسب مقتضيات المرحلة ...
واللافت .. في أمر .. مقدرة الحركة الإسلامية في السودان على إستغلال البسطاء ...
والسذج ...دينياً ... هو عملها بعد إستيلاءها على السلطة بعد إنقلاب يونيو ... علي
إخراج كل ما تستطيعه من مقدرات بشرية ومادية ..للوطن وإستغلالها ... في دعم خطتها ...
المبنية على التمكين ... وهو ...تحويل حرب الجنوب المشتعلة .. منذ ... الإستقلال ...
على أساس ... التظلم من الإهمال الإداري والإستعلاء العرقي ... إلى حرب دينية ...
وتحول ... المقاتل ... الحكومي ... إلى مجاهد في سبيل الله ...
رغم أن الحرب ... كان أطرافها ... يضمون ... مسيحيين ومسلمين ... بين طرفي النزاع ...
وقد ... تم إستغلال شريحة الشباب والطلاب ... أبشع إستغلال ... بحجة الحسم العسكري ...
إلى أن قصور فكر الحركة .. الذي يلاحقها دائماً ... قصر عن .. إدراك أن مثل هذا
الأمر ... قد يصب في مصلحة حركة التمرد ... التي .. أستطاعت أيضاً ... إستغلال ... إعلام
الحركة الإسلامية ..في إيصال صوتها ... للعالم الغربي ... وخصوصاً .. الدول
القائمة ... على ... الفكر الديني المسيحي ..
ساعد على ذلك هيمنة ... الحزب الديمقراطي المسيحي على أجزاء كبيرة من دول غرب
أوربا .. وشبه جزيرة أسكندنافيا ... الغنية ...
فقدمت بذلك الحركة الإسلامية ...دون أن تدري ... مفتاح ... العالمية ... للحركة
الشعبية ...التي أستطاعت أيضاً إستغلال ... العاطفة الدينية ... في دول كالنروج ...
والدنمرك .. وألمانيا ..والولايات المتحدة..
وهذا وفي المقابل ... عمل إعلام الحركة الإسلامية ... وبغباء كبير ... على عزل السودان
عن محيطيه العربي ...والإسلامي ... والإفريقي ....
فقد أسهمت منظمة المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي ... التي تزعمها الترابي ... في ..
إستعداء ..كل دول المنطقة ... حيث ... ضمت عضوية هذه المنظمة كل المغضوب عليهم ...
من حركات .. ثورية يسارية ... وقومية ... وحركات الإسلام السياسي ... في المنطقة ...
بأسرها ...وقد ظنت الحركة الإسلامية بذلك ... أنها ... قادرة على خلق عوامل للتغيير
في المنطقة بأكملها ...
ودفعها قصورها الفكري ... الذي دائما ماكان ... وراءها ... تغييب الجانب ...
الإستراتيجي ... على حساب الشحن ... الشعارات الجوفاء ... جعلها تجاهر ...
بعداءها ... للمعسكرين الغربي ... والشرقي ...( كأول تجربة في تاريخ السياسة
المعاصر )
وعملت على إدخال الشعب السوداني ... في مآزق ... متوالية ... إبتداءً ... بموقفها من
حرب الخليج ..ومحاولة .. إغتيال الرئيس المصري ... وإستضافة بن لادن ... وكارلوس ...
كل هذا ... والحركة الإسلامية ... تكسب ... والشعب السوداني ... يخسر ...!
ربما نقر أن فصل الدين عن الدولة ... عملياً ... يستحيل تطبيقه ...
لأن الدولة هي مؤسسة إدارية ... تعمل على تنظيم حياة مواطنيها ...
وطالما أن الأمر بهذا المفهوم ... فحتى الدول التي تعتبر ... على رأس العالم
العلماني ...لم تستطع ... فصله ... بمعنى ... تغييبه عن حياة الفرد ... بما فيه
ا الشأن السياسي ...وعندما ... نودي في أوربا .. بفصل الدين عن الدولة ... لم يكن
القرض ... (الدين ... النصوص ..والعقيدة) ...
ولكن المقصود .. هم رجال الكنيسة ... الذين تحالفوا .. مع الإمبراطوريات الحاكمة ...
وتقاسموا ..معهم ... خيرات .. البلاد ... مستغلين ... إذعان الناس ... للحاكم ..
الذي .. هو رأس الكنيسة ...الدولة إدارياً ... يجب .. أن تقوم على مبدأ المواطنة
والعدالة ... والحرية ...
كما عليها مراعاة .. الجانب العقدي ...
كان الغرض من الدعوة لفصل الدين عن الدولة هو إبعاد .. من يحاولون إستغلال الدين
لأغراض سياسية ...
والعلمانية ... هي شأن نسبي ... وفي دول متعددة الأديان ... يمكنك ... أن تنشأ
نظام ... علماني ...إدارياً ... وحرية الإعتقاد ... شئ لا خلاف حوله ... حضارياً ...
أما من يريد ... الإحتكام إلى أحكام الدين ... فعليه ... تحقيق هذا ... عن طريق
ديمقراطي .. وعبر صناديق الإقتراع .. وبعدها أيضاً ... هو مجبر على إحترام عقائد
الآخر ...
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ضعف الحركة الإسلامية فكرياً ... مقابل قوتها تنظيمياً.. ((1)) (Re: كمال علي الزين)
|
(2)
ضعف الحركة الإسلامية فكرياً .. مأزق المرأة .. (أنموزجاً) ..!
كانت المرأة ولم تزل مثاراً ...لجدلاً ... إسلامياً ... هاماً ..
وقد تطور هذا الجدل وتنامى .. بظهور حركات مايسمى بالإسلام السياسي ... في
العشرينات من هذا القرن ... 1928 .. على يد الإمام حسن البنا ... الذي .. إبتدر هذا
الجدل المتنامي ... بتأصيل مبدأ التربية ... والخيار الإنساني ...إلا أن حسن البنا لم يكن
بالرجل الذي يمتلك أدوات الحراك الثقافي ... والمقدرة على تحديث مفاهيم اسلمة الحياة عن
الخيار والحوار والتربية ... فقد كان رحمه الله معلماً بالمرحلة الإبتدائية .. لم يميزه سوى
أنه وجد قبولاً كبيراً في أوساط المثقفين ... والطلاب والعمال ... لطيب خلقه وسعة
صدره ... فقد كان يتمتع بذكاء إجتماعي .. جعله يستطيع أن يجمع حوله .. عدداً
كبيراً ..من المريدين ... الذين رأؤا فيه ... مخرجاً ... من أزمات كانت تعايشها
المجتمعات الإسلامية عقب سقوط الخلافة الإسلامية .. في تركيا .. رغم أنها كانت
خلافة ..ذات دور مظهري فقط ... ولم تعبر عن الأمة الإسلامية ... التي قد تضاءلت
حظوظها بعد تخلفها عن ركب الثورة الصناعي والحضارة الإنسانية ... التي أتجهت
للعلمانية ... كنتاج لتخلف المؤسسات الدينية ... فذهب حسن البنا بمنهجه المتسامح ..
وعقليته المتواضعة ... ليلتقط آخرون ... جاؤا من بعده كل إرثه ... ومسمى حركته ..
لتتحول إلى حركة سياسية تدعو إلى تغيير الأوضاع القائمة .. إجتماعية كانت .. أو
سياسية ... بالدفع بعنصر القوة والمجاهدة ... كسلاح للتغيير مما أضر بمفهوم الإسلام
الحقيقي .. دين التسمامح ... والمحبة والإخاء ... والموعظة الحسنة ... والدعوة التي
تجتذب الباحثين والحالمين بمجتمعات فاضلة ... ومسالمة ... ومتحضرة ... ومعافاة من
أمراض عصور الإنحلال الأخلاقي ... والتفسخ ... والعنف ...
ولم تكن المرأة بمعزل عن هذا الحراك الذي ولد .. نظرة جديدة متباينة .. للمرأة وحقوقها
وواجباتها ودورها الإجتماعي ...
وبعد أن جمع الأمام البنا حوله من جمع من محبين ..
إبتدأت الحركات الإسلامية في التحول ... وكان لضعف مقدرات الرجل الفكرية .. دوراً
كبيراً في ظهور أئمة جدد أدخلوا على حركات الإسلام السياسي .. ما أدخلوا ..كل حسب
قناعاته .. وكان التحول الأخطر ... بظهور ماسمي بالتنظيم الخاص ... والذي أنشأ ..
كزراع عسكري للجماعة .. دون أن يعلم مرشد الجماعة ومؤسسها وقائدها شيئاً عن هذا
التنظيم الذي دفع حياته ثمناً لتطرف أعضاءه وقلة ثقافتهم الدينية ... وتداخل بعض أجهزة
المخابرات الأجنبية في توجيه التنظيم .. نحو خلق بلبلة .. وإلتباس ... لتشويه صورة
الإسلام الحقيقي ...
ثم جاء القطبيون .. الذين كان همهم الأكبر إيصال الجماعة ... إلى السلطة ..دون تناغم مع
أهدافها ودون إلتفات إلى ان مبدأها الأساسي الذي أعطى الأمام البنا كارزميته المميزة
إعتماد الجماعة على التربية والدعوة إلى إصلاح المجتمع ... وعدم إستعجال خوض
مضمار العمل الساسي ... ورفض البنا القاطع لتحول الجماعة إلى حزب سياسي ..
وفي مايتعلق بالمرأة ..
كان أشد ما يعجب إليه المراقبون لتطور حركات الإسلام السياسي .. هو أن الأب الشرعي
لهذه الجماعات الإمام حسن البنا ... قد تأثر بأراء من حول من مستنيرين .. فقرر أن لا مناص ...
من أن تأخذ المرأةحقوقها كاملة .. في العمل والتعليم وكافة الحقوق التي لا تتعارض مع أعراف
المجتمع .. ونصوص القرآن والسنة ...
وكان رأيه حول حجاب المرأة واضحاً ... حيث أن لا طريق إلى فرضه القانون ... دون
قناعة المرأة .. المعنية ... حتى لا يتولد مجتمعاً .. منافقاً ... يأخذ بالمظهر دون المخبر
والجوهر ... فكان حريصاً على أن أمر الحجاب أمر دعوة وتربية ... لا يجب فرضه على
المرأة ... حتى لا يكون أمره منفراً ... ودلالة على أن الإسلام إنما دين تضييق .. وهو أمر
لا يعكسه واقع دين الرحمة والعدل والمساواة ..
فكان خروج القطبيون من عباءة الإمام البنا .. أول إنحراف لجماعات الإسلام السياسي .. عن مبادئ
الإسلام الحقيقي ... وفتحت باباً جديداً للتطرف الديني الذي لازم حركات الإسلام السياسي ..التي ..
تفرعت وتشعبت وذهبت بعيداً في الإضرار بالدين الإسلامي ... برعاية كريمة من حركات
الصهيونية العالمية ومخابرات الدول الغربية .. !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ضعف الحركة الإسلامية فكرياً ... مقابل قوتها تنظيمياً.. ((1)) (Re: كمال علي الزين)
|
(3)
وقد أسهم الطائفية الحزبية في السودان .. على الدفع بالكثير من أبناء الجيل
الثاني .. من الأنصار والختمية ... في إتجاه الحركة الإسلامية .. حيث ان بعض الطامحين
منهم .. كانوا على يقين ... أن زعامة .. الحزبين الكبيرين .. لا تتأتي إلا من خلال ..
رابطة الدم ..!
فكان أن إندفع كثيرون .. من أبناء الطائفتين .. ربما دون وعي .. للدفع بحركة الإخوان
وهي في مقتبل عمرها .. في السودان .. لتحقيق طموحاتهم السياسية من خلالها ..
فكان هذا أحد عوامل ذلك الضعف الفكري .. الذي عوض بممارسة العنف في الجامعات .. عند
أبناء الجيل الثاني من الحركة .. وصار سمة.. أساسية للحركة .. وأداة لتصفية ..
حساباتها .. مع الآخر ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ضعف الحركة الإسلامية فكرياً ... مقابل قوتها تنظيمياً.. ((1)) (Re: كمال علي الزين)
|
الاخ الكريم - كمال اشكرك جدا على الموضوع، وبالفعل هو مهم، وقد سبقتك في هذا الموضوع بالتأكيد على (ضعف الحركة فكريا) ويمكنك أن تقراء مجموعة مقالات لي في هذا الصدد بعنوان ( لماذا فشل المشروع الاسلامي في السودان) وأرى أن تناولك له مفيد للغاية لأنه بالفعل مربط الفرس في القضية برمتها، واتفق معك في توصيفك للمشكلةومن هنا أقول..
ان الماكينة الفكرية للحركة كانت واحدة تقريبا والمتمثلة في شخصية الدكتور الترابي وهو الوحيد الذي كان والى الان يؤلف اصدارات فكرية تخدم الفكرة التي جاءت بها الحركة الاسلامية، واذا نظرنا الى مفكري الحركة لا نجد اجتهادا فكريا يمكن ان يذكر، نعم هناك اجتهادات قيمة بل لا نجد (مفكرين) وفي نظري واعتقادي ان هذه مشكلة عميقة كبيرة للغاية وأكبر مما نحن نتصور والمتمثل في ان اهل السنة بشكل خاص ضعيفين في المسألة الفكرية لأنهم لا يعملون الفكر بالشكل الذي نجده لدى فكري الطائفة الشيعية مثلا (انا هنا اتحدث عن الوقت الحاضر) مثلا عندما ُنقّلب أسماء مفكري الشعية نجد منهم معاصرين لعبوا دورا كبيرا في تطوير الفكر الاسلامي أمثال علي شريعتي وباقر الصدر من خلال مؤلفاته العميقة والكبيرة مثل (اقتصادنا) و ( فلسفتنا) واذا نظرنا الى المعاصرين مثل الامام الشيرازي نجده متمكنا فكريا وله أكثر من 185 مؤلف وقد اشتهر بثقافة اللاعنف والكثير من المؤلفات التي تعنى بالقضايا الراهنة الملحة في المجالات الاجتماعية له وجه الخصوص، وفي المقابل أن مفكري أهل السنة المعاصرين يعتمدون على الظاهرة الصوتية أكثر من الاجتهاد الفكري المؤثر في حياة البشر، ،،،، وسأعود اليك أخي كمال مرة أخرى أن شاء الله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ضعف الحركة الإسلامية فكرياً ... مقابل قوتها تنظيمياً.. ((1)) (Re: كمال علي الزين)
|
الطرح الآيدولوجي ... دائماً ماتكون وراءه رسالة إجتماعية ...
أي أنه طرح إصلاحي ...
وعندما يكون الطرح إصلاحياً ..
فدعامته الأساسية هي الجانب الأخلاقي ...
وما أبتدعته الحركة الإسلامية .. عملاً على مبدأ الولاء ..
قبل كل شئ ..
وما أستحدثته حركات الإسلام السياسي ...
التي .. همها الأول .. التجييش ..
والتمكين ...
وإشتغلال الدين ..
وليس لديها طرح إصلاحي ...
سوى تبنيها لشعارات دينية ...
لا علاقة لها بما تقوم به عملياً ...
وما أفرره مجتمع الإسلام المظهري ..
من مجتمع لابأس فيه من الرقص في سبيل الله .. !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ضعف الحركة الإسلامية فكرياً ... مقابل قوتها تنظيمياً.. ((1)) (Re: كمال علي الزين)
|
ثمة علاقة وطيدة بين الأديان السماوية الثلاثة وتحور بعض علماءها لإستغلال بعض نصوصها لإستبداع فكر
سياسي يخدم أغراضاً أخرى لا علاقة لها بالدين المعني ..
سنناقش حركة مارتن لوثر التي جاء من رحمها المذهب البروتستانتي الذي خلق لكي يقاوم فكر
الكاتوليك , ليس لأن المذهب الكاتوليكي يعتمد الخرافة ويبيح التصاوير والتماثيل ويستغل
البسطاء , بل لأن الكاتوليك أعطوا الكنيسة سلطة تكاد تكون مطلقة , فكان لابد من كبح جماح سيطرة
رجال الدين , فالبروتستانت حركة سياسية أيضاً , لكنها تتخذ الدين وسيلةً , فهو بشهادة تاريخنا
الإنساني , أسهل الطرق للوصول للغايات السياسية ..
وخروج البروتستانت لنزع قداسة الكاتوليك وإستغلالهم الدين , كان شبيها إلى حد كبير بخروج
المذهب السلفي الوهابي ألإخواني , الذي إستُحدث لمقاومة سيطرة آل البيت وقداستهم , فقد وجدت
القوى الإستعمارية في آل بيت رموز دائماً ماتغض مضجعهم حين يلتف حولها الناس , مقاومين
ومدافعين .
وكان يجب أن يخرج من بينهم من يخرق هذه السيطرة , بفكر تدعمه قوة , فصنعوا من (محمد بن عبد
الوهاب)كمفكر وعضضوه بأل سعود كقوة تدعم هذا لفكر ..
حتى الديانة اليهودية لم تسلم من هذا الأمر فقد جاءت الصهيونية لتعمل على إستغلال الديانة
اليهودية لصالح الفكر الصهيوني ونجحت في ذلك أيضاً ...
مانخلص إليه أن آفة إستغلال الدين سياسياً , هي آفة إستعمارية , نجحت الرأسمالية العالمية , في
تطويرها , لكنها غفلت عن أن هنالك من سيرتبط وجوده وبقاءه ببقاء هذه الأفكار والمسميات
والتنظيمات , ربما أخطأت القوى الإستعمارية حين ظنت أنها تستطيع تحطيم هذه الأصنام متى شاءت
وما نراه اليوم من تدافع بين هذه الحركات الأصولية والرأسمالية العالمية إنما هو إنقلاب السحر
على الساحر .. ّ
| |
|
|
|
|
|
|
|