|
موسم رحيل الدوش ... وآخرون ..( إهداء لعبد الله الشيخ والغائب الحاضر أمفريب )
|
الخرطوم 2005
حطت بنا الطائرة أرض مطار الخرطوم .... الشمس تكاد تشعل الأرض لهباً ... إتجهنا
مسرعين .. نحو كاونتر الجمارك ... فجأة إنقطع التيار الكهربائي .... عاد بعد ربع
ساعة ... أكملنا إجرآآت الدخول ... على الطريقة السودانية ... طبعاً ... خرجت ...
والدي و أخي بإنتظاري ... إتجهنا نحو أمدرمان .... مررنا بالسوق العربي .... شارع
المليون بليد .... الباعة يفترشون الطريق العام .... كبري النيل الأبيض ... ملصقات
لفانين .... ( عبد العزيز بقالة سكر ) .... الفنان الكبير ( فارس أرباب ) ...
المغنية العظيمة ... ( نادية كرور ) .... فنانة الشباب ( سمية الحاج يوسف ) ...
سألتهم : هل هي شقيقة مولانا دفع الله الحاج يوسف ؟؟..... إنفجروا ضاحكين .... أغنيته
ا التى شغلت الناس وكسرت الدنيا :
( دق الباب وجانا وأنا جريت لي حفيانا ... ماقاصده الخيانة قصدي يقيل معانا ) .....
وهل بعد المقيل خيانة ؟؟؟....
أغنية الموسم الأستاذ الفارس ود الأرباب ....
(كلام ياعوض دكام .).... دون أن يترحم عليه وعلينا أحد....
أبوعركي ... ود الأمين .... حمد الريح ... أبراهيم خوجلى ...عثمان حسين ...
محمد وردي ..... تلك الأصوات التى جعلت الغناء يسمى فناً .... بازرعة ... محجوب
سراج .... عبد الرحمن مكاوي .... الدوش ... أبو آمنة حامد .... محجوب
شريف ...مصطفى عبد الرحيم .... وهات يازمن .....
من يكتب لهؤلاء المطربين الجدد .... (عشة الوداعية) .....( عبد المنعم الطباخ) ...
رحم الله ( فضل المولى زنقار ) ... في العشرينات من القرن الماضى ... غنى
لشاعر المهجر ( إلياس فرحات ) .....( عروس الروض ياذات الجناح ياحمامة ... سافري
مصحوبة عند الصباح بالسلامة ) ...
قبل أن يعرف اللبنانيون من هو فرحات .... !
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: موسم رحيل الدوش ... وآخرون ..( إهداء لعبد الله الشيخ والغائب الحاضر أمفريب ) (Re: كمال علي الزين)
|
حي العرضة جنوب - الثامنة مساءً
أصوات جمهور المريخ تنبعث من الإستاد .... سألت المريخ ... لاعب الليلة ؟؟؟...
مع منو ؟؟؟
لم يجبني أحد .... خرجت مسرعاً ... قطعت الأمتار التي تفصلني عن بوابة النادي
ركضاً .... زحام أمام البوابة ... نقاش حاد ... ضحكت قلت لنفسي : ( عم حلة ..ده
أصلوا مابتغير أكيد عامل شمطة مع هلالاب عايزين يدخلوا ) قلت لنفسي: (لما يشوفني حا
ينسي الموضوع وحا يجيني كالعادة ينفض جيوبي و بعدين يشتمني ....)أقتربت أكثر ...
وجدت ثلاثة من الشباب بزي الشرطة الرسمي ... ممسكين بعجوز أ شيب ... يدفعونه دون
مراعاة السن أو الشيب ... وهو يشتمهم ويصيح : (أنا القانون .. أنا القانون يا بهايم )
يرد أحدهم وهو يدفعه بغير رحمة لو بقيت لوا ء ولا قاضي حتى ما بدخلك .. طظ ) ..
إقتربت أكثر ... أنه فعلاً القانون اللاعب الفذ النجم الكبير ( برعي أحمد البشير ) ....
خلصته من بين أيديهم .. أدخلته معي المقصورة ... وأنا في غاية الحرج ... سألته : أمال
فين عم حلة ) ... أجابنى بكلمة واحدة : ...( مات .) .. ثم سكت ...... لم تكن المباراة قد
إبتدأت بعد ... خرجت ... أشرت نحو أول ركشة ....توقفت ... سألته : ( توديني
الموردة ).... أجاب : ..( إتفضل يابن العم) ؟؟..ركبت ... دققت النظر ... سواق الركشة ده
شكلوا ماغريب علي ).... سألتوا : ( بابن العم أنا شايفك وين ؟؟) ... إلتفت ... رأيت وجهه ...
كاد أن يتحرك ... نزلت من الركشة مزهولاً ... لم أتوقف إلى أمام المنزل .... والدي
يجلس على الكرسي أمام المنزل ... صحت وأنا ألهث من التعب : .... أبوي ( عيسى
صباح الخير سايق ركشة ... أمال الناس دي ماشين يتفرجوا في منو) ؟؟؟
لم يرد والدي ولا أصدقاءه الزين يجلسون معه ... كانهم لم يسمعوا ماقلت ... إتجهت نحو
البقالة التي في طرف الشارع .... رأيت أحدهم ( برمي طعمية ) .... سلمت ... لم يرد
على سلامي .... إقتربت أكثر ... لم أصدق أستاذ الشفيع .. مدير المدرسة الإبتدائية
خريج بخت الرضا ......أستاذي الذي علمني أن أقرأ تولستوي و ماركيز وحنا مينا
وهمنجوي ....
تركت الطعمية لا أريدها ... كرهت كرة القدم .... !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: موسم رحيل الدوش ... وآخرون ..( إهداء لعبد الله الشيخ والغائب الحاضر أمفريب ) (Re: عزيز عيسى)
|
الاستاذ كمال تحيه ومعذره على انحرافى قليلا عن موضوعك لغرض التوثيق اغنيه عروس الروض لالياس فرحات الى ملأ بها زنقار اسطوانه مغنيها الاصلى هو ابراهيم عبدالجليل وملحنها اسماعيل عبدالمعين وتاريخ غنائها عموما فى النصف الاول من الاربعينات وليس العشرينات لان زنقار " طلع" حوالى 1939 . الدوش بفنه وشعره وحساسيته النادره قد يكون ضحيه لنزعات اصدقائه الذين لم يساعدوه فى محنته الانسانيه وهى الادمان الشديد الذى دمر جانبا كبيرا من عمره وفنه ثم بعد رحيله صار ماده للحكى والاسى !!! كثير من المبدعين من قامه الدوش ضحايا لنزعات اصدقائهم وانانيتهم واهتمامهم فقط بالمتعه الراهنه ولعل القاص عادل القصاص فى مرحله من حياته والصادق الرضى فى مرحله سابقه وحسن ابوكدوك فى مرحله حاليه خير مثال لذلك لكن الصادق الرضى نجا من شراك بعض الاصدقاء كما ان الحب الشديد الذى يكنه له صديقه الشاعر والسينمائىحافظ خير المقيم بلندن قد منحه دفعات موجبه فى التقدم نحو الامام اما عادل صديقى المبدع فلعل تشتت اصدقائه بين قارات العالم وعودته مجددا لمقاعد الدر والتحصيل باستراليا الى جانب استقراره العائلى بعد زواجه اول هذا العام يدفعه مجددا نحو الابداع لكن تكمن الماساه فى حسن ابوكدوك هذا الشاعر الصامت الذى يبدو انه يخطو بنفس خطوات الدوش ...ختاما ما قلته حديث عن مبدعين حقيقيين ونادرين فى امه صارت شبه عقيمه عن الابداع لذا ارجوفهمه فى هذا الاطار وليس التعريض بافراد...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: موسم رحيل الدوش ... وآخرون ..( إهداء لعبد الله الشيخ والغائب الحاضر أمفريب ) (Re: Bannaga ELias)
|
ألأخ كـمال إنت عارف انو (الجقلبه)الساسية بالسودان هي سبب كل الـمآسي وليس الاصدقاء كما ذهب الي ذلك صديقي احمد الامين..فالدوش وحتي مغادرتي للسودان في نهايات العام(91)كان متوقفا تـماما عن الخمر ..ولكن ان تصحو كل صباح وتجد ان الاصدقاء قد غادروا للـمجهول وانهم اصبحوا كما انشد الشاعر يحي فضل الله.:- لي وين وكيف لـمتين ياحزن يا مرتاح بين الدموع والعين تعبت معاك الروح والليل حشد سهرو شباك حلم مفتوح للفاتو ما رجعو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: موسم رحيل الدوش ... وآخرون ..( إهداء لعبد الله الشيخ والغائب الحاضر أمفريب ) (Re: كمال علي الزين)
|
حلة كوكو _ أمسية حزينة
عمر الحسين محمد خير ....
شاعر مطبوع وأديب شفيف ... وأنسان ... رقيق ... أنيق ... حبوب ... وفارس ...
كتب الأغنية الشهيرة ....
( شدولك ركب فوق مهرك الجماح * ضرغام الرجال الفارس الجحجاح ) ...
التي تغني بها المبدع الفنان العظيم سيد خليفة ...
(عمر الحسين ) هو من جمع وحقق ديوان ( حاج الماحي ) ذلك السفر العظيم والفريد في مدح
المصطفي( ص) ... أنفق فيه كل مايملك ونصف عمره يطوف بين القري والبنادر ... فقد كان ..
كغيره من أدبنا وتاريخنا ... سيرة تلوكها الأفواه و تتناقلها الألسن دون أن يهتم بتدوينه أ حد...
أخي ( محمد إبراهيم أبوشوك) إبن عمدة البديرية ... مثقف من نوع آخر ... رقيق و ...
هادئ .... جرحه في فقد أخيه (عمر الحسين) ... لا يطيب .... (أبو شوك) قانوني ضليع ...
يعمل الآن مستشاراً قانونيا لشركة قطر الوطنية لصناعة الأسمنت ... من أبناء تلك (الحية )
جامعة الخرطوم ....
يذكر (صديقه عمر الحسين )حين يتنهد في أساً ( البلد دي فيها لعنة .. قتلت معاوية محمد
نور .... ويبدأ في تعديد الأفذاذ الذين إعتصرتهم هذه البلد حتى لفظوا أنفاسهم ... حباً و
عطاءً وظلماً ... حين تأكل القطة أبناءها ) ....
(عمر الحسين) ... شغله الأدب عن حطام الدنيا .... وقته وماله وجهده ... , لا يراها كما
نراها نحن ...
أنتهى( عمر الحسين) ... في حلة كوكو .... وحيداً .... غريباً .... في زمان مجنون ....
وبلدة تكفر العشير .....
مات (عمر الحسين .).. دون أن يعلم بوفاته أحد ....
إشتموا رائحته بعد ثلاثة أيام ....
لولا رائحة جثته المتحللة ... لما شعر أحد ... برحيل رجل في عظمة( عمر الحسين) ... في
بلدةٍ ملعونة ... قد تسمع فيه ... يعني شنو ( عمر الحسين ) ... (مايموت ... كان مات ) ...
كما سمعنا يوماً ( يعني شنو سقطت الكرمك ... برلين سقطتت لمن الكرمك ) ...
عمر الحسين عطرك الذي فاح شذاه ... نشتمه الآن في حديث أبوشوك ..... في قرآتنا لك وإستماعنا
لأولاد حاجالماحي ينشدون (التمساح) ............. ولتدع لهم رائحة جثتك ... فهذا ما يحبون وما
يستحقون ..... !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: موسم رحيل الدوش ... وآخرون ..( إهداء لعبد الله الشيخ والغائب الحاضر أمفريب ) (Re: كمال علي الزين)
|
السابعة صباحاً ... الخرطوم
ركبت سيارتي ... يممت وجهي صوب الخرطوم ... لمقابلة أصدقاء قدامي ... ود الشريف ... محمد عثمان يوسف ..
. كمال الأمين ... عثمان شبونة في صحيفة ألوان ..... الرشيد علي عمر .. طارق عمر مكاوي ... خالد عمر ...
أصدقاء دراسة ...
بحثت عنهم ... لم أجد أثراً لأحد...
شارع علي عبد اللطيف .... أحدهم يجري وراء السيارة ويناديني ... توقفت ...جاء وبادرني قائلاً كمال
ماعرفتنيولاشنو .. أنا عبدالمجييد ... كنا بنتلاقي في بيت عمر الطيب الدوش ... )
وكأنما نكأ جرحاً ظننته طاب .... آآآآه
الدوش ... الساقية ... سعاد ... بناديها ... الود ....
اليسار كم كنت أحب اليساريين ... طليعة المثقفين ... تمنيت أنني ...
لو جالست الشفيع أوعبد الخالق أو جوزيف قرنق أو.....
الدوش هو من وجدت....
سألت عبد المجيد : حضرت وفاتوا ياعبد المجيد ؟؟؟
ضحك عبد المجيد قائلاً : أنا فقط من حضر ... مات أمامي ... أنت تعرف أنه يعيش وحده منذ فترة ...
ثلاثة أيام لم يأتيه أحد ... كان مصاباً بالملاريا ... د. أحمد عبد العال ... أمر بايقاف
راتيه ...ظل طريح الفراش ثلاثة ايام ... دون اكل ... لحقته ... وسألته :
(مالك يا أستاذ .)...
قال : ( جعان ... تلاتة يوم ما أكلتا)....
... خرجت بسرعة للدكان في جيبي خمسمية جنيه.. أحضرت علبة زبادي ...
عدت مسرعاً...
... وجدته قد فارق الحياة ....
بعدها ... ظهر أحبابه ... وأهله ... وأصدقاءه ..
بعض الفنانين جمعوا ماتبقي من اشعاره قبل ان يدفن حتى ..... !
اوقفت السيارة ... طلبت منه النزول قفلت راجعا ...
الدوش مات من الجوع ...
في الخرطوم عاصمة الثقافة العربية ... !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: موسم رحيل الدوش ... وآخرون ..( إهداء لعبد الله الشيخ والغائب الحاضر أمفريب ) (Re: كمال علي الزين)
|
مثل عمر حسين محقق ديوان حاج الماحى الذى ذكر متداخل وفاته بحله كوكو وحيدا ثم العثور على جثمانه بعد ثلاثه ايام وحيدا مات الكنار الصيدح احمد الجابرى صاحب اجمل صوت لمغنى سودانى وحيدا فى منزله بالحاره الخامسه بالثوره بام درمان توفى يوم الثلاثاء بداء الملاريا ثم تم اكتشاف جثمانه يوم الجمعه علما انه فى فتره ماضيه من حياته الجميله كان نزيلا بمصحه التجانى الماحى للامراض العقليه والنفسيه وقد كتب المحقق والمؤرخ الفنى معاويه يس عنه مقالا جيدا بمجله الدستور اللندنيه قديما علل ان المجتمع السودانى هو المسئول عن غربه وضياع وبؤس هذا الفنان المبدع الذى رحل وحيدا داخل مدينه سكانها اكثر من مليون دون ان يزوره احد ..ذات الاسلوب الذى مات به عمر حسين وعانى منه الدوش من الجوع .رغم ذلك يتحدث الكثيرون عن تكافل المجتمع السودانى وتماسكه!!1علما اننى رايت متسولا جنوبيا مات بشارع النيل امام نقابه الاطباء العام 1992 فوقفت جوار جثمانه زهاء ساعه لاجل ايقاف سياره تحمله للقسم الشمالى ثم المشرحه فخرج طبيب شاب من النقابه وتلمس بطنه ثم قال لى " هذا الرجل قتله الجوع".. ذكرت اعلاه فى سياق عنف المجتمع والاصحاب على بعض المبدعين دون الالتفات الى الجانب الخاص فى شخصيه المبدع وما ذكرته فى المداخله السابقه حول قسوة بعض اصحاب الدوش وانانيتهم ارتكزت فيه على حوار مسجل العام 1995 اجراه مع وردى بلندن معاويه يس وحين ساله عن الدوش تحسر وردى وذكر الود وبناديها ثم قال بالحرف اتابع اخباره بدقه فبلغنى انه لا يزال addict "نطقها وردى بالانجليزيه" ثم استمتعت كذلك بلندن 1995 الى الشخص الذى سعى لمنزل اهل الدوش لاجل الحصول على نسخه ديوانه واذنهلاجل طباعته بدار النسق" قبل انقلاب الترابى" فذكر انه وصل دار الدوش اول الضحى فوجده فى حاله مزرية وسيئه جدا من اثار الادمان..ختاما فى سياق تقيمه لتجربه صلاح جاهين وعبقريته واكتئابهذكر الطيب صالح ان الموهبه قد تكون اكبر من حجم صاحبها لذا قد يلجا لاشياء سيئه تدمر حياته كالخمر والمخدرات وغيرها واعتذر عن الحديث بلغه غير راقيه فى مقام الموتى رغم ان الجابرى وعمر حسين والدوش لازالوا بيننا وسيزالون بفنهم الراقى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: موسم رحيل الدوش ... وآخرون ..( إهداء لعبد الله الشيخ والغائب الحاضر أمفريب ) (Re: احمد الامين احمد)
|
صديقي أحمد الأمين ..
نحن أمة .. تقتلها .. غربتها عن واقعها ..
الدوش الشاعر ... جميعنا نحبه ونستمتع بإنتاجه .. إلا أننا .. نتجاوز أمر علاقتنا مع مبدعينا ..
بالبدء في تشريح حيواتهم ... للبحث عن زرائع .. لإهمالنا .. وتقصيرنا .. في حقوقهم ..
بل أن بعضنا .. يفضل موتهم جوعاً .. على الحديث عن معاناتهم .. بحجة أن هذا يهز صورتهم أمام
مبدعيهم ..
والكثير الكثير .. من يصعب تقبله .. من أمرنا ...
ننادي بجعل .. حياتهم .. صندوقاً .. نحب تجميله من الخارج .. وهم يموتون بداخله ..
وننسى أن لجثثهم .. حين تتحلل ..
روائح لا نستطيع .. كبحها ..
معاً ..
حتى تتكرر المأساة ..
محبتي وأمتناني ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: موسم رحيل الدوش ... وآخرون ..( إهداء لعبد الله الشيخ والغائب الحاضر أمفريب ) (Re: كمال علي الزين)
|
الثالثة عصراً - شارع الجامعة الأهلية
مجموعة من أبناء الحي يجلسون علي كراسي يتسامرون ويتناولون الشاي والقهوة.....
إقتربت وسلمت وجلست .... يسألون عن الوقت ... ماتكاد تمر خمسة دقائق حتى ...
يفاجئك أحدهم : كم الساعة ؟؟؟؟
دهشت ومازحتهم : يعني ياعطالة إنتو بتسألوا عن الساعة راجياكم الوزارة ولا السفارة ... الساعة
خمسة ولا عشرة كلوا واحد عندكم ؟؟؟؟
رد صاحب المنزل الذي يجلسون أمامه تحت ظل شجيراته : ياحبيب دي مواعيد جكس ...
الأهلية ... كل عربات الترحيل والمواصلات بتاعتم بتمر من هنا .....
قلت : طيب ماتمر كان مارا .... حاتدفعوهم رسوم عبور ؟؟؟
ردوا : ياجاهل كلوا يوم بنشاغلم وإحنا قاعدين هنا .... ( حمادة ) قبل يومين نزل واحدة
منهم ..... !
والله فكرة أنا كمان أنتظر إمكن ... أنزل لي واحدة من الطير ديل ....
إبتدأت البشائر تهل ... (الثورة) ... (بحري) ...( الصحافة) ... (العمارات )...
والإشارات .... والسلام بالشبابيك ... وحاجات بتترمي ....
غبار كثيف يعلو ...( دفار الحاج يوسف) ... عمري ما شفتها الحاج يوسف دي ... الليلة
نشوف بناتا كيف ... ؟
الدفار مليان...... الواقفين أكتر من القاعدين ...
رجل كبير في السن يمسك بباب الدفار من الخارج ... متشعلق ... ويكاد أن يوقع نظارته ...
كأنني رأيته من قبل ... ؟
سألت : حمادة إنت الراجل دة منو ...ده كمان طالب ... ؟؟
حمادة :
دة عمك المجنتر دة .... دة أستاذ في الأهلية ... شاعر موهوم كدة ... إسمو
(تاج السر الحسن ) ... سمعت عنو؟؟؟ ! !!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: موسم رحيل الدوش ... وآخرون ..( إهداء لعبد الله الشيخ والغائب الحاضر أمفريب ) (Re: كمال علي الزين)
|
البروفسور البريطاني الذائع الصيت روجر الن في كتابه
(عرس الذين التراث والتغيير) وصف اديبنا الكبير الطيب صالح بانه الصوت الاكثر
جهارةوالاعلى في الرواية العربية .....
هذا غير بضعة مئات من الكتب والدراسات ورسائل الماجستير والدكتوراة التي تقدم
سنوياً في أشهر وأعرق جامعات العالم حول أدب الطيب صالح الذي ملأ الدنيا وشغل الناس
وترجمت اعماله الى اكثر من عشرين لغة .......
مسيرة الرجل التي ابتدات في العام 1929 على شاطئ النيل هناك عند المنحنى قبالة
الدبة مرورا بوادي سيدنا وجامعة الخرطوم وجامعة لندن ثم هيئة الاذاعة البريطانية
فالدوحة ثم باريس .... حفلت بالكثير من الاحتفاء والتكريم والتقدير في اكثر من حاضرة
ومدينة ....لم تكن الخرطوم إحداها رغم حمله لسودانيته أينما حل ....
كثير من المثقفين الاوربيين لا يعرفون عنا شيئاً حين نلتقيهم سوى أننا من بلد الطيب صالح
وبلد الطيب صالح تمنع تدريس كتبه في جامعاتها .....
الطيب صالح لايزال يحيفظ بجواز سفره السوداني رغم إستحقاقه للحصول على عدة
جنسيات وجوازات سفر لأكثر من دولة غربية وعربية ولكنه يتمسك بجوازه السوداني
بلد الطيب صالح يقسو على سفيره الأوحد في عواصم الأدب والفكر والثقافة ويحتفي
بصديق المجتبى وروضة الحاج وقيقم ...
حاشية : الخرطوم 2005
مدام جيزالدا الطيب أو جوهرة الطيب ... قرينة البروفسور عبد الله الطيب رحمه الله
تبحث عن مبلغ من المال يقدر ب8 ملايين برطوش سوداني ( جنيه يعني ) ولا تجد
معيناً ....
لماذا تبحث عن هذا المبلغ ... ببساطة لطباعةبعض مؤلفات البروفسورعبد الله
الطيب ......
هذه السكسونية ما عندها شغلة تقضاها ... كتب شنو العايزة تطبعا ....وعبدالله الطيب ده
يعني شنو .... ؟؟
وما قدر يلم ليهو مبلغ زي ده في حياتو ليه ....
الناس محتاجة تقرا تجربة( على عثمان في فرتقة شمل السودان) وعايزة تقرا تجربة( الترابي )
في وليع نار ماقدر يطفيها .... وعايزة كتب تتحدث عن المشروع الحضاري وعلاقتو
بقانون الطواري .........
بعدين الورثة بتاعة (الزبير محمد صالح) لسا ماوزعوها لانو عائدات البترول أقل منها ...
(ياولية ما تمشي تتلمي على أهلك الإنجليز) .... !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: موسم رحيل الدوش ... وآخرون ..( إهداء لعبد الله الشيخ والغائب الحاضر أمفريب ) (Re: كمال علي الزين)
|
ذهبت في ز يارة لأستاذي الصحفي والشاعر الكبير أبو آمنة
حامد , لم أجده في منزله بالدناقلة شمال ,لم يستطع دفع مبلغ الإجار , بكل
بساطة , طردوه هو وأبناءه , أبو آمنه حامد صار متشراً (بلا عنوان )
ماذا يعني أن تكتب قصائد مثل سال من شعرها الذهب وشوشوني
العبير الحب ليس قضيتي ما نسيناك جاي تعمل إيه معانا إحنا ماناسك ...
بنحب من بلدنا مابره البلد حققنا أحلامنا والعاشق عقبالو أوحتى ديوان شعر
بعظمة ( ناصريون نعم ) ...
ماذا يعنى أن تبدأ حياتك يا أبو آمنة ضابطاً بالشرطة ثم دبلوماسياً مستشاراً
صحفياً بسفارة السودان في القاهرة ثم مذيعاً في الإذاعة السودانية وصحافياً
لامعاً ماذا يعني كل ذلك في بلد مثل السودان ...
سأله عمر الجزلي : أبو آمنة إنت كنت مزيع في الإذاعة ..؟؟
أجاب : نعم
الجزلي : بس صوتك ما سمح ؟؟؟؟
أبو آمنة : بس بقت على أنا في السودان كلُ أمرؤٍ يحتل غير مكانه ,المال عند بخيله
والسيف عند جبانه ....
بحثت له عن أثر قالوا لا تبحث فلن تحب أن تراه لماذا لا أحب ان أراه ...
قتل إبنه صاحب الثامنة عشر ربيعاً والذي كان يؤدي الخدمة الإلزامية على يد سكران
في إحدى أكشاك بسط الأمن ....
إستدرك محدثي : قبل أن أنسى بتعرف نزار جقلاب تذكرت نزار جقلاب ...
شاب خلوق متدين وسيم غاية في التهذيب رددت: (بالحيل) ...
قال محدثي : أها نزار جقلاب المهذب قتل الشاعر المبدع وجاره في الحي عوض جبريل ...!!!
| |
|
|
|
|
|
|
|