|
قصة كوز عينة ... !!
|
أنفق عشر سنوات من عمره دون أن يستطيع عبور ...
الإبتدائية ... ( على طريقة أدروب ولوف ) ... كان دائماً يصر على تزيل قائمة الطلاب
في نهاية العام ...
كان أبوه رجلاً بسيطاً ... وكذا ... أمه ...
أدركناه ... بالإبتدائية ... وزاملناه ... وتركناه ... لمن هم بعدنا ... فالصف السادس هو
مكانه الذي يأبى أن يتزحزح منه قيد أنملة ..
وجاءت الإنقاذ ... وجد صديقنا محمد الجيلي فيها الخلاص ... صار .. رجلهم الأول ..
فقد منحه الله هبة ... نحسده عليها ... كان لا يختشي ... ولا يستحي أن ... يفعل كل
شئ ....
وأي شئ ... لمع نجمه ... صار متحدثاً رسمياً بأسم الجبهة ...... لبس ثوب العلماء ..
أعطى كل وقته ( الذي لم يكن ثميناً بالطبع) ... لخدمة الإنقاذ ... تقارير ... هتافات ...
كل ما يستطيع فعله ... منافق ... وجاهل ...
فجأة تم تعيينه بأمانة المؤتمر الوطني .... وصار مكتبه ... في البرلمان ... عندما ...
كان يتأخر سائقه الخاص ... كان يتصل بعضو الدائرة في البرلمان ... ليقله لمكان عمله
بحق ( الزمالة ) ... كان الأخير يخشاه ... فالقوة بيد الجاهل ... كارثة ...
عضو الدائرة هذا ... كان عضواً يشغل مقعداً ثابتاً في كل برلمالن ... فهو عضواً بالإتحاد
الإشتراكي .. إبان فترة مايو ... وهو عضواً بالجمعية التأسيسية ... في الديمقراطية
الثالثة ... وهو الآن عضو ببرلمان الإنقاذ ....ويقيني أنه سوف يكون عضواً بكل ..
البرلمانات التي في رحم الغيب ...لا يهمه توجهها السياسي أو فكرها الآيدلوجي المهم أن
يكون متواجداً ....
صديقنا( محمد الجيلي) ... لمع نجمه ... وصار .... من العصبة أولي القوة ....
أنتفخت أوداج أبيه فخراً ... وتغيرت مشيئة المسكينة أمه ... وباع كل مايملكه أبوه
وهو قليل ... وأستثمره في خدمة الجبهة ..... مع وعد منه لإبيه ... بأن التعويض سوف
يكون قصوراً ... وفارهات ....
تقدم لخطبة إحدى فتيات الحي ... كانت .. طالبة قانون ... وبالطبع ... كوزة وكذلك
أبوها .....
جاء شيخ حسن الترابي ( يلحقنا وينجدنا ) وعقد قرانه ....
ولكن ...
لم يتم الزواج ..
ولم يرى والده ... من القصور إلا ماراودت أحلامه ...
والفارهات ... كانت ..
عربة ..كارو ... يجرها .. حمار هزيل ...
يقودها شقيقه الأصغر ... ليؤمن لقمة العيش ...
وأخينا ... في السجن ... يندب حظه ...
ولا معين ...
بعد عشر سنوات من مناصرة الجبهة ومناكفة كل أعداءها ....
أعداء الله والدين والوطن .... جاءه أحدهم بورقة صغيرة ... رسالة تقول (محمد الجيلي) شكراً
وأبحث لك عن مكان آخر ... أنت جاهل وفاقد تربوي ولا مكان لك في صفوف الكيزان ...
(بعد أن أشترى كل كوز دكتوراة شكل) ......
عاد إلى أهله ملوما محسورا .... نصحه أحدهم :
لماذا لا تشتري شهادة ... ثانوية حتى ... بتمشي حالك وإنت زولنا ... يعني حانمشيها ليك ..
الله ....إنت ماعارف الأمور ماشا كيف ولا شنو ؟؟
سمع أخينا (محمد الجيلي) نصيحة الرجل ... ووقع في الفخ .....
ذهب إلى أحد الكيزان وهو والحق يقال شاب محترم وإبن ناس ... لا يعيبه كما كنت
أمازحه دائماُ إلا كونه ( كوز) ... هذا الشاب يعمل بجهة تنظيمية لها ....
علاقة ... بوزارة التربية والتعليم ... إحدى إتحادات الطلاب الفرعية ... كما أظن ...
ذهب الرجل ليخدم أخيه في الله وسهل استخراج شهادة ثانوية بتقدير فيه شئ من الطمع
الذي ولدته الطمأنينة ... اخذها شاكراً وذهب الى اهله ...مسروراً ..
ثم لبس وتانق .... وحمل مسبحته ومصحفه ويمم وجه ...
شطر المجلس الوطني ليقدم ...
الشهادة التي سترجعه ... كما كان ..
متصدراً كل حدث ...
أخذ أصدقاء الأمس ... إخوته في الله ... الشهادة ...
ثم كان .. أن أتضح الأمر ... كان كميناً .. للتخلص .. من المغفل النافع ..
الذي صار مزعجاً .. وغير ذي نفع ...
تم تسليمه للشرطة ... وأعترف على المسكين الآخر الذي ساعده على تزويرها
طلق التي عقد قرانه عليها ... هوت كل أحلامه ... وأوهامه ....
خرج من السجن ... هاجر للسعودية ... تعلم الكتشينة ... وشراب السجائر بإهمال ...
عاد كما ذهب ... الآن ...
من ضل لي ضل ..
سجارتوا قصبة ...
عينوا على كل فستان وتوب ... مبحلقة ..
لا شغلة لا مشغلة ..
لكنه الآن ...
( تفتيحة )...!
|
|
|
|
|
|