دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
عادة سرية جداً (2) ... أيام عبدالله الدفار ..!!
|
ملخص الجزء الأول :
(*)
(نفوس) كانت تسكن أقصى طرف الحي , ..
كان أسمها (نفيسة ) , ولكنه لم يكن يحمل جرساً رومانسياً , ..
أو هكذا تزعم نفوس ...
أسمت نفسها (نين)ا ولكن (حسن البعيو) و(أبوالليل ) سخرا منها , ..
لأن ضخامة حجمها وعمرها الذي مضى نحو عقدهاالرابع لا يتناسبان , وجرس موسيقى (نينا) ,
فقالت :
(شكيت محنكم, هي بس بقت علي أنا ,.. خلاص خليتا نفوس عشان خاطركم ..!!)
(*)
حسن البعيو , يدعي أنه (فونجاوي) , أي أنه ينتمى إلى الفونج , ..
الذين أسسوا دولة السودان بشكلها الحديث , ..
نفوس تتشكك في أمر زعمه هذا , وتقول:
إنتا يا سجمان كلك قدر ضراعي دي ..
مخولق , والهوا يشيلك , أنا الزيك ده لو سمعوا بيهو (بات معاي) , بخرب سمعتي ,
في السوق , ..!!
يرد عليها (حسن البعيو) :
أسي الجاب سيرة المبيت معاك منو , إنتي باين عليك مكسرة فيني ساي , ..
أنا (فونجاوي) سيد البلد دي , والزيك دي ما مستواي , ..!!
قبل أن ترد عليه , بعد أن أغضبها تهكمه يأتيهم صوت (عمر كاوية) صائحاً :
يا (نفوس) البوليس كبس على بيت (أبوالليل)..!!
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 12-02-2008, 07:43 AM)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عادة سرية جداً (2) ... أيام عبدالله الدفار ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
والله إتأخرتوا شوية ياجنابو , .. البنقو ده كان شوالين أسي بقى كم قندول كده , بعتو كلو)
هكذا بادر (أبوالليل) الضابط الذي ظهر من خلف (عساكره ) بعد إقتحامهم بيته , ..
رد الضابط وقد بدا راض عن غنيمته :
ده كفاية يا(أبوالليل) بوديك (سجن أمدرمان) عشرة سنة كده ..!!
رد(أبوالليل) :
والله بس ما مقامك يا(جنابو) .. لو عارفك جاي كنتا خليتم ليك كم شوال كده , تترقى بدل ما قاعد مقدم
من أيام (البوليس أب ردا)..!!
رد الضابط :
بطل فصاحة يا (أبوالليل ) ..!!
ثم أشار إلى عساكره لأخذه إلى البوكس بالخارج ..!!
(*)
(أبوالليل) , يقال أن أسمه (آدم) , .
لكن هذا اللقب طغى على إسمه , لأن شكله كان أقرب إلى أن يكون (أبوالليل) , ..
كان نحيفاً , طويلاً , أسوداً , وعيناه لا تتناسبان مع شكله , ..
كان (أبوالليل) يمتلك عينان بحجم كرة (المضرب) , تبرزان إلى الأمام , ..
كان يمتهن (بيع) البنقو , ولكنه , كان إنساناً بكل ماتحمله الكلمة من معنى , ..
طيب القلب , ودوداً , مسالماً , ..
وكان صاحب واجب ..!!
(*)
(حسن البعيو) , كان (ميكانيكي) شاطراً , ..
يفتح ماكينة السيارة ويجلس عند حافتها , ..
ولو أن غطاء الماكينة أغلق عليه , فسوف يظل يلعن بالداخل , حتى يلحق به أحدهم , ..
كان بحجم زراع (نفوس) , فعلاً , ..
لأن (نفوس) كانت عملاقاً , وكانت تحمل ثديين بحجم أخانا (حسن البعيو) , ..
(حسن ) كان يدعي أن (نفوس) ليست (التيب) بتاعو , ..
وكانت الجملة الأنجليزية الوحيدة التي ينطقها طوال يومه , ..
بل ربما طوال حياته , ..
ربما سمعها من صديق أمسياته (بروفسور عبدة) , ..
فليس خافياً أن (حسن البعيو) و(د. عبدة) الأستاذ الجامعي , والمثقف التقدمي , ..
تربطهما صداقة حميمة , ..!!
(نفوس) كانت تستطيع أن تسد الطريق على (مدرعة ) من (مدرعات الجيش) , ..
حسبها أن (قزة كوع) على وسطها , وصدرها الذي يزن أطناناً , يمتد أمامها
(*)
ذات يوم كان (البوليس) يبحث عن (حسن البعيو) , ..
لجأ (حسن البعيو) إلى أصدقاء عدة , وسرعان مايفاجأ بأن (البوليس) قد لحقه , ..
تسامع الناس نبأ البحث عن (حسن البعيو) , ولم يستطيعوا فعل شئ , ..
حتى أخبر أحدهم(نفوس) , ...
(نفوس) جزعت له , ..
ومضت تمشط الشوارع والبيوت بحثاً عنه , ..
وجدوها باكية تجلس على عتبات (بيت أبوالليل ) الذي آل إلى (خراب) بعد القبض عليه , ..
غنت له ولأبوالليل مناحة تناقلها الناس :
(حسن البعيو) حبيب قلبي , ..
ماشفتو ..
(حسن البعيو ) صديق كربي ..
ماشفتو..
(حسن البعيو) رسول ربي ..
ماشفتو ..
وهنا ظهر لها (حسن البعيو) فجأة , وأنتهرها قائلاً :
يا(نفوس) رسول شنو , عاوزة تجيبي لي الهوا كمان , أنا قضيتي (قطعة بنقو) , ..
عاوزاهم يلحقوني (محمود طه) داك الله يقطعك , ..
ردت فرحة :
هي بركة الشفتك طيب , (محمود طه ) ده شنو , ورسول شنو يا سجمان إتا , القافية حكمت ساي , ..
وبدأ شجارهما المعتاد ..
وجفت دموع (نفوس) على (حسن البعيو) , ..
وبدأت في تحقيره وشتمه ..!!
إمتد شجارهما لدقائق معدودات , ..
ثم بدأت (نفوس) في الصياح :
يا(بوليس) البعيو ود الكلب أهو ده ..
يابوليس (البعيو) أهو ده تعالوا أمسكوهو ريحونا منو .
صاح فيها (حسن البعيو) قبل أن يولي هارباً :
سمح يا(نفوس) بأدبك , بتسلميني للبوليس ..
ثم ركض وأختفى من أمامها , ..
عادت تنوح عليه بعد أن غاب عن أنظارها :
حسن البعيو مابستاهل
حسن البريدني وبتتاقل
حسن ...
لابد أن (كاوية) و(أبوالليل) يذكرون بقية المناحة , ..
سألت عنها (حسن البعيو) ذات يوم فأنكر حدوث الأمر , ..
ظناً منه أن (نفوس) ليست من مستواه وأنه سيتزوج (مصرية) بيضاء , ..
حسب زعمه المصريين لن يرفضوا تزويحه , ..
حسبه أن يجمع (التفتوفة) ..!!*
___________________________________
*(التفتوفة) في معجم (حسن البعيو) تعني مالاً كثراً ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادة سرية جداً (2) ... أيام عبدالله الدفار ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
(حسن البعيو) , لم يجد ذاك المساء ملاذاً آمناً سوى (نفوس) , ..
بعد أن أعياه الترحال بين بيوت أصدقاءه , فكر ملياً , ولم يجد سوى خيارين , ..
بيت صديقه (د. عبده) وهو (زول كاسو وقعداتو) , وبيت (نفوس) لأنها لن تتردد في المخاطرة من أجل , ..
أصدقاءها وأحبابها , وربما تفضل مواجهة (كتيبة ) من (البوليس) على أن تخذل صديقاً , ..
(نفوس) شرسة جداً في الدفاع عن أصدقاءها , ..
توقف (حسن البعيو) أمام بيت (د. عبدة) وطرقه , ..
ردت عليه زوجته من الداخل :
منو إنتا؟
أجابها :
أنا (حسن حامد) ..
ردت :
(حسن حامد) منو ؟
أجابها موضحاً :
(حسن البعيو) طيب ..
سرعان مافتحت الباب وأطلت من خلفه جزعة :
كتر خيرك يا(حسن) والله فيك الخير .. جيت تسأل عن صاحبك ؟
أجابها :
مالو ..؟
قالت :
أمبارح بالليل جو ناس الأمن ساقوهوا , وماعارفينهم ودوهوا وين ..؟
تمتم (حسن) :
عليك أسي ده وقت (نضال) يا دكتور , عشان محتاج ليك ؟
سألته :
قلت شنو ..؟
أجابها :
لا مافي حاجة .. أدخلي وإطمني أنا حا أمشي أسأل عنو عندي قريبي أمنجي إبن جزمة .. خشي ..
ثم تأكد له, ..
أن لا مناص من لجوءه إلى (نفوس) ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادة سرية جداً (2) ... أيام عبدالله الدفار ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
جلست نفوس أمام باب غرفتها الصغيرة , التي هي كل بيتها , ..
غرفة من طين بلا أسوار , تقضى أمسياتها على عنقريب قديم , أمام غرفتها , ..
وتنام عليه , دون أن تخاف شيئاً , ..
فهي لا تملك ما يطمع به طامع , ..
كما أنها تتمتع بمحبة جميع من عرفها , رغم ضيق خلقها ولسانها اللازع , ..
إلا أن الجميع يعرفون أن (قلبها الطيب) هو جل ما تملكه من ثروة , ..
إستلقت على (العنقريب) الذي يكاد يئن من ثقل وزنها , ..
وترهل جسمها على جانبيه , ..
ظلت تراقب النجوم , وتفكر في حالها وفي حال أصدقاءها , ..
حتى متى يعيشون هذه الحياة , مطاردة , عزلة , فقر مدقع , ..
هوان على الناس ..!!
سرعان ماغفت (نفوس) , ..
بعد أن داهمها النعاس وهي تتطلع إلى النجوم , وتفكر في أحوالها وأحوال صحبها , ..
غفت لساعات دون أن يطلع على ليلها الصباح , ..
وبدأت الأمطار في الهطول , ..
ولم تعد تقوى على إحتمالها بالخارج , ..
حملت لحافها الصغير وركضت نحو غرفتها , ..
والأرض من تحتها تشكو , ثقل وزنها , وصوت خطواتها تدب بالأرض , يكاد يضاهي , ..
صوت إنهيار حائط من الأسمنت المسلح , ..
هوت بكتفها على باب الغرفة , دون أن تفلت لحافها , فتهاوى مصراعيها أمام ثقلها وأنفتح , ..
وضعت لحافها على العنقريب الآخير , وجلست عليه , ..
وماكادت تحط بثقلها على اللحاف حتى سمعت صوت صرخات إنسان يئن من تحتها , ..
ويشتم ويلعن ..!!
صعقت (نفوس) , وهبت من جلستها كأن شيئاً قد لسعها , ..
لم تكن تملك ترف الكهرباء , ..
راحت تصيح في هستريا , وتضرب على موضع جلوسها , تصرح :
منو , .. حرامي , .. منو ..؟
رد عليها صوت (حسن البعيو) :
حرامي شنو يا سجمانة , خلاص يا (ماما جليلة) *, عمارتك أقفليها كويس تاني , ..
والله الحرامي الليقصد خرابتك دي إلا يكون مشتهي ليهو دقة ساي ..!!
ردت :
الله يقطعك يا (البعيو) بتدخل بيتي من وراي وتنوم كمان .. ؟
أجابها في يأس :
والله مالقيت غير خرابتك دي مكان ., مجبور على إحتمال قلة أدبك وطولة لسانك ..!!
أجابته في عدوانية:
هوي يا(البعيو) منو القال ليك بخليك تبيت هنا , إنتا برضك راجل وأنا مرة , .. وسمعتي ..و..
قاطعها (البعيو) :
سمعة شنو يا (بت السيد علي) .. إنتي منو الما بات معاك , إنتي أقل حاجة عندك (تمنية صلايب إيدز) , .
بعدين إنا ستمية مرة قلتا ليك إنتي أصلاً ما (التيب) بتاعي ..
ردت غاضبة :
يتبتب لحمك وشحمك , تشتمني في بيتي , بعدين أنا والله (عزراوية) لسا..!!
رد عليها :
عزرائيل ياخدك , إسمها (عزراء) , ده جهل شنو ده ..!! قالت وكأن كلامه لم يؤثر بها:
البركة ياخوي في دكتور (عبدة) بتاعك ده , علمك الحديس ولبس القميص , .. أنا زاتي من زمان شاكا
فيهو إنو (طهار) ساي ما دكتور ..دكتور شنو البصاحب الزيك ديل ..!!
رد عليها وهو يشعل سيجاره :
قاتل الله الجهل .. إنتي قايلاهو دكتور بعالج الناس , ده دكتور في (الفلسفة) ياجاهلة , بعدين إشمعنا
إخترتي الطهار بس , .. مرة صعلوقة تفكيرك دائماً في (بتاعات) الرجال ..!!
ومضى بينهم الحوار حتى خرجت الشمس من تحت الأرض ..معلنة صباحاً جديداً !!
_______________________________________ * (ماما جليلة) كانت تمتلك عمارة قريبة من الحي وكانت نائباً لمدير التلفذيون , علها بخير أيضاً ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادة سرية جداً (2) ... أيام عبدالله الدفار ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
خرجت (نفوس) في رحلة البحث عن قوت يومها , ..
رحلتها التي تبدأ من (غسيل) الملابس و(الأواني) لبعض أهل الحي , ..
ثم بعدها البحث عن (بيت عرس) لمعاونة أهله على غسل الأواني مقابل أجر زهيد , ..
وأعمال كثيرة تدر عليها ما يجعلها تعود محملة بقوت يومها وسكرها قليل من (البن والشاي) , ..
عادت بعد مغيب الشمس ولم تجد للبعيو أثراً , ..
سهرت في إنتظاره , ..
عاد عند منتصف الليل , وهو يحمل بين يديه أكياساً بها خضروات وفاكهة وخبز , وأسماك مطهوة جاهزة , ..
قابلته (نفوس) بتكشيرة ولامته قائلة:
ده شنو يا البعيو , إنتا ضيفي ما تعمل كده تاني .., ..
سخر منها قائلاً :
هو إنتي لاقية تاكلي , بطلي فشخرة , ..
ومن يومها رق قلبه لها , ..
ورق قلبها له , ..
وبدأت حكاية (عادة سرية) جداً ..!! .
(*)
ليلتها سكر (حسن البعيو) , حتى تخيل نفسه عملاقاً , ..
وهطلت الأمطار وأضطرتهما للمبيت تحت سقفها الأوحد , ..
إستيقظت صباحاً , لتجد نفسها عارية و(البعيو) يغط في نوم عميق بين أرجلها , ..
وكان , ..
(عاري) أيضاً , ..
لم يتحدثا عن الأمر , تحاشا أن ينظرا إلى بعضهما , ..
(البعيو) أنكر دائماً أمر مضاجعته (نفوس) , ..
(نفوس) لم تكن تعتبر (البعيو) رجلاً , ..
إستمرت تضاجعه وتعتبر الأمر ممارسة للعادة (السرية) , ..
تستخدم فيها أداة هي (حسن البعيو) , ..
حتى وشى بها أحدهم يوماً , وأبلغ عنها بحجة أنها تساكن رجلاً دون زواج , ..
وجاءت الشرطة ..!!
(الشرطة الشعبية) أرسلت شيخاً في السبعين , لإقتحام بيت (نفوس) , والبحث عن الرجل المزعوم ,..
مولانا كان معلماً قديماً بالمدارس الإبتدائية , إنتهى به الأمر مؤذناً , ثم مجاهداً , بمحاكم التفتيش ,
بحثاً عن عورات الناس , وإقتحام بيوتهم , بحجة منع الرزيلة وإفشاء مجتمع الفضيلة , ..
مجتمع الفضيلة الذي تغاضى عن جوعها وعريها , وهوانها على الناس , ..
اليوم يبحث أمر تأديبها , ..
ذات المجتمع الذي لم يبحث يوماً , أمر إعطاءها مسكناً مناسباً , وعملاً لائقاً , ومصدراً للدخل يكفيها شر
التنقل بين بيوت الناس , لإزالة أوساخهم من على ملابسهم وأوانيهم , وبالوعاتهم , ..
يطالبها اليوم بأن تمتثل لمعتقداته وقيمه المزعومة , ..
قيمه التي تنادي بالفضيلة , ..
وتسقط الرحمة , ..!!
جاءها مولانا راكلاً بابها الذي صنع من صفيح تمت إعادة تصنيعه مرات عدة , ..
أخراها أنه كان (صفايحاً لجبنة ) الدويم الممتازة , قبل أن يقف ساتراً بين (نفوس) ومجتمعنا
الفاضل , ..
دخل عليها وهو صائحاً :
ياساتر ..
قالها بعد أن إقتحم الغرفة بالطبع , ..
كانت مستلقية على عنقريبها و(البعيو) بين أرجلها يقط في نوم عميق , ..
غطت على كامل جسد (البعيو) بثوبها , وهبت لمواجهة (الشيخ المجاهد) , ..
بادرها قائلاً :
إنتي (نفيسة) ..؟
أجابته :
لأ , (ليلي المغربي) , ..
أجابها في جدية وغلظة :
يامرة أتأدبي .. أنا في مهمة رسمية , ..
ردت بسرعة :
إنشاء ماتكون جاي هنا تحرر كبويتا ..
غضب مولانا وتجاهل جملتها الأخيرة وقال :
جانا بلاغ إنو معاك راجل هنا , ..
(قزت كوعها) ولله في أمر (نفوس) شئؤن حين تقف موقف (قزة الكوع ) وقالت :
أنأ ماشايفة لي راجل قدامي ,.. (قالتها وهي تشير إليه) , ..
غضب مولانا وقال :
النايم ده شنو ..؟
ثم تفحص (حسن البعيو) من تحت ثوبها وقال :
الشافع ده منو ؟
قالت :
ده ود أختي عندو ملاريا ..
نظر نحوها شذراً , ثم توجه نحو الباب في مشية عسكرية , ..
ومضى ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادة سرية جداً (2) ... أيام عبدالله الدفار ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
(عبدةأبوتسعة) , كان مساعداً لأبوالليل في توزيع (البنقو) , ..
(أب تسعة) من نواحي (السوكي) , جاء إلى العاصمة كغيره بحثاً عن حياة أفضل , ..
طغى عليه أيضاً إسم (أب تسعة) لأن أحد أصابع يده اليمني تعرض للبتر في حادثة غريبة , رواها هو ,
(أب تسعة) كان يشارك (البعيو) محبة (نفوس) و(فراشها ) مناصفة , ..
وكانا أصدقاء , لم تفسد المنافسة على (نفوس) صداقتهما أبداً , ..
كانت (نفوس) تعتبر (أب تسعة) رجلها الحقيقي , ..
و(البعيو) أداة (للعادة السرية) تستخدمها بغيابه , ..
(أب تسعة) كان شكله يوحي بأنه (مثقف) , ..
بنطلون (الشارلستون) و(النظارة السميكة) و(القلم الباركر) على جيب (قميصه ) لا يفارقه , ..
والجريدة تحت أبطه دائماً , أو بين يديه , ..
كاذب من يقول أنه رآه يوماً يقرأ , (جريدته ) تلك , ..
أو أي مكتوب آخر , ..!!
حسن البعيو) لم يكن يرى الأمر على هذا النحو , ..
كان يسخر من إدعاء (نفوس) , ويبرر للأمر على نحو آخر , ..
يقول (البعيو) :
( (أب تسعة) ماعندو حاجة , وديني ما بقدر على (نفوس) دي , ..
لكن بس بتقشر بيهو ساي , خجلانة من شكلي المكوجن ده , ..
(أب تسعة) يمشي معاها السوق , ويركب معاها المواصلات,
راجل طويل عريض لبيس وشكلو محترم , ..
لكن بالليل يخربو ما بسوى شي , ..
الليل حقي أنا , والله بفرفر ليك في (نفوس) دي جنس فرفرة , ..
والصباح تحكي لي (عشة خنفس) تقول ليها :
والله (أب تسعة) أمبارح كتلني عديل كده ..)
ثم يستطرد (حسن البعيو) قائلاً:
(أنا ما زعلان والله , (أب تسعة) ده فردتي و(نفوس) كمان معذورة , ..
أنا خلاقة و هي عاجباها روحا ..
نحنا كده أسرة ناجحة , عارف لو (نفوس) ولدت ,بكون الجنا جناي, لكن إسمو ود (أب تسعة) , ..
خليهو يشيل شيلتو , ..أنا بلد والله يقدروا على الرباية ..!!)
(*)
(أبوالليل) قضى بضع سنوات بسجن أمدرمان , ..
وعاد ليتزوج من إحدى قريباته , كانت صغيرة جداً , تزوجها وهي إبنة (ثلاثة عشر) وأنجب منها ,
صار (أبوالليل) متصوفاً , وترك زعامة تسويق (البنقو) لمساعده السابق (أب تسعة) , ..
(أب تسعة) أدارها بنجاح وإقتدار , وتوسع في تجارته , ..
وسرعان ما ألقت الأرض بشخصيات جديدة , ..
(أبو الشي) , ( فرح آتو) و(رمضان الحلبي) , ..
وكلهم مسلط على طريقته , ..
(حسن البعيو) في أواخر (رمضان) إعتكف بالمسجد , ..
رأى رؤيا , وناداه منادي , حسب زعمه , ..
ورفض الصلاة خلف (شيخ سليمان نكير) لأنه كان من (الكيزان) , ..
(شيخ سليمان) أسماه الناس (شيخ سليمان نكير) لأنه كان فضولياً و(حشريا) , ..
وكان حسب زعم (البعيو) دجال وبحب (العيال) ..
وهذه قصة أخرى ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادة سرية جداً (2) ... أيام عبدالله الدفار ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
(حسن البعيو) إستعار (عراقي) أبيض اللون من صديقه (د. عبدة) , ..
كان (العراقي) على (البعيو) جلباباً طويلاً , وعلى عنقه لف (مسبحة) طويلة , ..
ثم أعتزل (نفوس) وأنشغل عن الناس بمجالسة صديقه (د. عبدة) الذي حببه إلى القراءة , ..
قال (البعيو) :
قريت ليك كتاب إسمو (رحلتي بين الشك واليقين) , بتاع (مصطفى محمود) المصري داك , ..
كنتا عاوز أقوى يقيني , ..
وحات الله شككني أكتر , ..
الناس ديل دينهم ده غير بتاع الله والرسول ده ..؟
ونجوم وأفلاك وماتعرف إيه , السما والقمر , ..
الدين ده ماداير ده كلو , ..
طيبة وظرافة كده , ..
وحب الناس يحبوك , ..
وتختى النسوان الزي (نفوس) دي , ..
الجنة تدخلا دغش , ..!!
لم تكد تمضى أشهر , حتى عاد (حسن البعيو) إلى معسكر الفوضى أكثر قوة وحماساً , ..
لكنه كان أكثر إيماناً بأن رحلته بين (الشك واليقين) قد أتت أكلها , ..
فقد عرف (سليمان نكير) عن قرب , وقرأ سيرة (الصحابة) , ومؤلفات (مصطفى محمود) , ..
كسر (البعيو) كل ذلك , وصار كل يوم يمضى في طريق حلمه بالتغيير والتغير , ..
حتى ليلتها , ..
ليلة وفاة (نفوس) , ..!!
(*)
سمعت (نفوس) أن لها أم كبقية خلق الله , ..
لكنها كانت تعيش بعيداً بعض الشئ , كانت تعيش بقرية قرب (الرنك) , ..
أصرت على أن تسافر لرؤيتها , ..
أبوها هو الذي تولى رعايتها , حتى سن الرابعة , ..
وبعدها تولت هي رعاية نفسها , ..
فقد توفى بعد أن لدغته (حية) بموقع (الفرن) الذي كان يعمل به , ..
يقال أنه كان (حبشياً) , جاء إلى السودان عن طريق (الكرمك) , ..
ولكنه إستوطن (بالرنك) في بادئ الأمر وتزوج (أم نفوس) وأنجبها , ثم تطلقا , ..
فحمل أبنته على كتفه وهرب بها ليلاً إلى (الخرطوم) , ..
وهكذا عرف الناس (نفوس) , ..!!
(*)
أب تسعة) وهو يروي قصة بتر إصبعه , يتحاشى وجود (حسن البعيو) , ..
يقول بعد أن يتلفت يمنة ويسرى ويتأكد أن (البعيو) لا وجود له على مدى دائرة قطرها عدة كيلو مترات , ..
: أنا كنت حارس مرمي أقبض الحمامة , الموية لو دفقتها ما تدخل , ..
(حامد بريمة) ده دربتوا أنا , لكن الدنيا بت الكلب , ..
كنت لابس خاتم تقيل كده , واقف بيهو في مباراة ضد ناس (عباس البعشوم) , ..
(البعشوم ) شات فيني كورة بي كراعو الطرشا (اللفت) ديك , طرتا ليك معاها لحدي ما طلعتها فوق , .
بي طرف أصابعيني , يدي شبكت في الغماز البعلقو فيهو الشبكة , الخاتم دخل جوة الغماز , ..
وقعتا الأرض يدي خدرانة ودمها كابي , والخاتم وأصبعي معلقين في القماز بتاع العارضة , ..
ودوني المستشفى , و ..
يسرع في إنهاء القصة مخافة أن يطل عليه (حسن البعيو) مكذباُ ..!!
أما (حسن البعيو) فله رواية أخرى حول أمر بتر إصبع (أب تسعة) لا ترضى (أب تسعة) , ..
لكن (حسن البعيو) لا يحفل برضاءه من عدمه ويرويها كلما وجده يتحدث عن بطولاته كحارس مرمى , فقد
إصبعه وهو يحمي مرماه في مباراة كرة قدم أمام (عباس البعشوم) صاحب الرجل الطرشا , ..
يباغته (حسن البعيو) قبل أن يكمل :
بالله شوف الزول الكضاب ده , .. إنتا بتجليها واقفة وحات الله أشوت فيك (كشك) يدخل بدون
ماتشوفوا , ..
يا أخوانا الزول ده كان حرامي , أيوة حرامي عديل كده بنط الحيط , دخل يدو في شباك عشان يفتحو سيد
البيت طقاهو من جوة بي ساطور ولا أجنة ما عارف طير صباعو وبقت ليهو بي توبة ..
بس البتوبو من الكضب شنو ؟
يقاطعه (أب تسعة) دون أن يكترث لإتهامه :
إنتا بتعرفني من وين كمان , والله نحنا لو ما الظروف أصلو مانتلاقى والله الزيك ده كان إلا يشوفني ,
في الجرايد , دنيا بت كلب , ..!!
يضحك (البعيو) , ويمضي وهو يضرب كفاً بكف , ويلتفت قبل أن يغيب عن ناظريه قائلاً :
والله يا (أب تسعة ) الجرائد إلا يجيبو فيها صورتك وتحتها بالخط العريض (عثر على هذا الجثة) , ..
وإنتا مصور خشمك مفتوح وعيونك منططة , ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادة سرية جداً (2) ... أيام عبدالله الدفار ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
ركض (البعيو) ومن أمامه (أب تسعة) نحو بيت (نفوس) , ..
جاءهم خبرها , ..
كانت (الداية) معها وهي على وشك أن تضع مولودها الأول , ..
وصلا وجلسا صامتين أمام الغرفة , ..
لم يكونا يحفلان كثيراً إبن أيهما هو , ..
كانا و(نفوس) أسرة واحدة , ..
خرجت عليهم (الداية) مبشرة بطفل ذكر , ..
أعطاها كلاهما ورقة نقدية من فئة معتبرة , ..
دخلا على نفوس ونظرا إلى الطفل بجانبها وبهتا , ..
كان طفلاً شديد البياض , ..
صرخ (البعيو) :
يجازي محنك يا(رمضان الحلبي) ..!!
(*)
ظلا يحدقان في الطفل وينظرا إلى (نفوس) , ..
صاح فيها (أب تسعة) :
ده شنو يا (نفوس) ده ود منو ده ؟
أجابته بسرعة :
هي يا (أب تسعة) مالو , ده ود عرب أبياض , جنس الولادة دي إنتا و(البعيو) ده بتقدروا تجيبوها ..؟
والله (رمضان ) بس الخالق الناطق , ده مستقبلو مضمون يا(سجم الرماد) , ..!!
ضحك (البعيو) وجلس على الأرض وقال :
يازولة المهم حمدلله على سلامتك إنتي , ..
أما (أب تسعة) فخرج دون كلام , ..
وبعده جاء (رمضان الحلبي) مهنئاً ..!!
(*)
(رمضان الحلبي) , ..
كان من أصول مصرية , ولكن أهله هاجروا إلى السودان قديماً وبرعوا بصناعة (الباسطة والطحنية) , ..
لم يكن يمت للمصرين بصلة سوى شكله ولونه , ..
كان سودانياً رغم أن والديه لا زالا يتحدثان لهجة مصرية قحة , ..
كان ضخم الجثة , أبيض اللون , يغطي صدره ويديه شعراً كثيفاً , ..
كان (طويل اللسان) وإبن نكتة , كأهله المصريين , ..
يحب (البنقو) و(العرقي) ووالديه , ..
كان رغم ضخامته ولؤمه وشقاوته , ..
حبوباً ومسالماً , ..
لم يكن يفعل شيئاً شاذا إلا حين يجتمع هو وصديقيه الآخرين , ..
(فرح آتو) و(أبوالشي) ..!! (*)
(رمضان الحلبي) و(أبوالشي) و(فرح آتو) , ..
ثلاثتهم كانوا ضخام الجثة , ..
برعوا في سرقة الخراف (لزوم القعدات) , ..
يلاحقونها على (موتر) يقوده (أبوالشي) , وعندما يحازون قطيع (الخرفان) , ..
يسلمون على الراعي المسكين دون أن يتوقفوا , ويمد (رمضان الحلبي) يده القوية , ..
ويتناول (الخروف) من بين صحبه ويضعه أمامه على (الموتر) بينه وبين سائقه (أبوالشي) , ..
الذي ما أن يشعر بوجود (الخروف) خلفه , ..
حتى يعمل يديه في مؤشر السرعة , ليئن (الموتر) وهو ينطلق بسرعة , ..
تحت ثقل (رمضان) و(أبوالشي) , ..
والراكب الجديد (الخروف) المختطف ..!!
(*)
(*)
(رمضان الحلبي) , أصبح (مجاهداً) , ..
نعم , إنضم إلى (مليشيات الدفاع الشعبي) , ..
وتدرب وغادر مهللاً , مكبراً إلى (ساحات الجهاد) , ..
أعادوه من جوبا , على يديه (كلبشات) , وقد فقد ربع وزنه , ..
(رمضان ) أراد أن ينعش تجارة (البنقو) , وسمع أن (الجنوب) به (بنقو ) جيد جداً , ..
ولم يجد سوى (الدفاع الشعبي ) مدخلاً , ..
ذهب وعاد , ..
وصار يحدث الناس , عن صداقاته وجنود (قرنق ) :
والله الفرد ديل , لعبتا معاهم قمار , وسكرتا معاهم , وبيني وبينهم عيش ملح , ..
بس القروش اليوغندية الخرتها منهم ماعرفتا أوديها وين ؟
سأله (البعيو) :
يازول لاقيتهم وين ؟
رد (رمضان) :
قبضوني في كمين كده , وكانوا عاوزين يقتلوني , قالو ده (مرتزقة عراقي) , ولا (كوبي) , ..
قلتا ليهم دقيقة يا فرد أن (رمضان الحلبي) أسألوا (أولاد مونج) في كل الخرطوم , بعرفوني , ..
فردي كلهم , أي نعم أنا ما مؤيد قضيتهم , لأني ماعارف المشكلة شنو ؟
لكن من الليلة معاكم حق , بس ما تضيعونا , أها والله كمان أن (جكسايتي ) زانداوية وحا أعرسا , ..
ياخي نزل السلاح ده ..!
سأله (البعيو) :
أها حصل شنو ..؟
رد (رمضان) :
والله واحد جا لفا فيني كده وهبش ليك يدي وكورك للقائد بتاعو قال ليهو (مندكورو شكل منقة) ..!
قلتا ليهو مافي مشكلة قول (حلبي ) ساي عافي ليك ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادة سرية جداً (2) ... أيام عبدالله الدفار ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
يومها ,.. يوم دفن (نفوس) , تذكروا أنها (مسيحية) , ..
بعد أن جاؤوا بها إلى المقابر , ظهر إبنها من (رمضان الحلبي) الذي تولى تربيته (أب تسعة) و
(البعيو) , مناصفة , وقال لهم :
أنا إتخيل لي (نفوس) دي كانت (مسيحية) , ..!
صاح (البعيو) من وراء أعينه الدامعة :
أي والله نسيت (نفوس) مسيحية , ما تكلموا الجماعة ديل يقوموا يرفضوا يدفنوها هنا , يتلتلوها , تكون
إتبهدلت حية وميتة , ..
عزموا على ذلك , لكن (سليمان نكير) جاء وخطب في الجمع موضحاً أنها (مسيحية) وأنه لا يجوز دفنها
هنا , ..
سأله (البعيو) مغتاظاً :
أها نحنطا قصدك ولا شنو ..؟
أجابه (شيخ نكير) :
لأ ..تدفنوها في مقابر المسيحيين في الخرطوم , ..
رد (البعيو):
يعني حا تندفن مع عليه القوم والله بختها , ياراجل ماتختشي , الخرطوم شنو البنوديها ليها , ..
قاطعهم صوت (رمضان الحلبي) صائحاً :
ياناس الله يسألني (نفوس ) دي أسلمت زمان وأنا شاهد على ذلك ..
لم يكد (شيخ نكير) يسمع جملته حتى بادر الجمع :
الله أكبر , هذا فتح عظيم , رحمها الله (الفاتحة على روحها الطاهرة ), ..
وسرعان ما واروها الثرى بعد أن صلوا عليها , وخطب فيهم (شيخ نكير) خطبة عصماء , عدد فيها مآثر
الفقيدة ..ّّ!
في طريق العودة سأل (أب تسعة) (رمضان) :
إنتا يا (رمضان) ياخوي , نفوس دي أسلمت متين ..؟
أجابه (رمضان) :
والله أنا معاشرا لي كم سنة أسي , ماعارف ليها دين , لكن قلتا ألم الحكاية ..!!
سأله (أب تسعة ) مستنكراً :
لكن إنتا قلتا يسألني الله , يازول , إنتا ما ...
قاطعه (رمضان) مختصراً :
يعني ربك حا يخلي البلاوي العملتها في دنيتي دي كلها ويركز على إسلام (نفوس) ده , ..
ياخي أنا عدد الخرفان السرقتها دي ساي لو ربك إتذكرا لي يوم القيامة إلا أشوف لي بلد تانية , ..!!
رد (أب تسعة) :
أستغفر الله يازول إنتا ما عندك دين , ده كلام شنو ده ..؟
تدخل (البعيو) قائلاً :
والله إنتو عالم فاجرة , (نفوس)دي غايتو ما حاتلقى ليها زول يدعي ليها دعوة صالحة , ..
هنا جاء دور إبنها (عبدالله الدفار) الذي كان قد جاوز حينها السادسة عشر ,..
وقال في حزن :
(نفوس ) أنا براي بدعي ليها وبعمل ليها (سبيل) كمان , ..
نظر إليه (البعيو) وقال :
والله , إنتا كمان بالذات تبعد عنها , إنتا أكبر مصيبة وقعت على راس المرة المسكينة دي , ..
وهنا بدأت حكايات (عبدالله الدفار) إبن (نفوس) من (رمضان) والذي تولوا تربيته جميعهم , ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادة سرية جداً (2) ... أيام عبدالله الدفار ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
(نفوس) قبيل وفاتها , لم يكن لها حديث , سوى خبر (أمها) , التي سمعت أنها على قيد الحياة , ..
وتعيش بالرنك , أخذت إبنها (عبدالله الدفار) وسافرت لزيارتها , ..
شهر مضى والمكان بغير (نفوس) , لم يكن يطاق لصحبها , ..
(حسن البعيو) عاد إلى المسجد , صار صامتاً , قليلاً مايحدث أحداً , ..
(أب تسعة) لم يستطع الصمود فأستغل غيبتها وسافر لزيارة أهله بالسوكي , ..
(رمضان الحلبي) أنشغل عنها بحبيته الجديدة (طيبة الزانداوية) , كانت (طيبة) جميلة ذات قوام ممشوق , ..
لونها برونزي فاتح , وكانت تحبه , ..
(رمضان الحلبي) و(طيبة) , كانا خفيفي الظل , ..
ولكنهما لم يستطيعا تخفيف أمر فراق (نفوس) على (البعيو) أو (أب تسعة) , ..
فأنشغلا عنهما بحفلات (الغناء الزائيري) التي كان يقيمها أهلها في كل أنحاء العاصمة , ..
صار (رمضان) يهتم بملبسه أكثر , ..
تخلى عن الموتر وعمل سائقاً بالسفارة (الألمانية) , ..
وأحبه الألمان وسفيرهم على وجه الخصوص , ..
قال (البعيو) وهو يرى السفير الألماني يزور (رمضان) ويخرج من بيته ضاحكاً :
الشكية لي الله , الحلبي ده , ياكل راس الأسد , الله لا كسبوا , فرد السفير الألماني زاتو , ..
يقال أن (رمضان ) قد كذب على السفير وأدعى أنه من أصل يهودي مات أهله في (الهولوكوست) وأن أبيه هذا ليس أبيه , ..
وأن هذه الأسرة المصرية إستجلبته من اليونان بعد الحرب العالمية وكفلته وتبنته , ..
سأل (أب تسعة ) (نفوس) ذات مساء , بعد عودتها من (الرنك) :
إنتي يا(نفوس) صحي (رمضان ) غاشي السفير عشان كده بحبو وبعطف عليهو ..
ردت (نفوس) :
أيوة قال ليهو إنو أهلو كتلهم (هرتل) في (كوستي) , و ..
قاطعه (البعيو) كعادته مصححاً :
(هرتل ) ده منو يا بهيمة , إسمو (هتلر) وبعدين الجابو (كوستي) شنو ..؟ إنتي قصدك (الهولوكوست) ..
ردت (نفوس) :
ودي ماياها (كوستي ) زاتا يعني ..!!؟
نظرا لبعضهما , (البعيو) و(أب تسعة) وأنفجرا ضاحكين , ..
ورمتهما (نفوس) بغطاء (الحلة) التي كانت تعمل على تنظيفها ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادة سرية جداً (2) ... أيام عبدالله الدفار ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
(أبوالليل) كان غائباً يوم وفاتها , يوم وفاة صديقته (نفوس) , ..
كان قد خرج من السجن , وتاب وأسلم خلافة الكيف لنائبه (أب تسعة) , ..
وجدوه عند قبرها باكياً , إرتمي عليه , وأصر على المبيت عنده , ..
وفعلها , وجدوه صباحاً يخرج من بين القبور ولا يزال وجهه متورماً من آثار السهر والبكاء , ..
(البعيو) كان يدرس اللغة الإنجليزية مساءً ويجمع كل ماتيسر من معلومات عن (بلاد العم سام) , ..
قال وكان يبدو جاداً في قوله :
أنا بحب أمريكا وعاوز أهاجر ليها لأنها بلد بتحترم (البعيوات) , (البعيو) هناك كان فشل ببقى
(مصارع ) وكان فشل شديد , بمثل في الأفلام ديك , أفلام اللي بالي بالك ديك ,.. أيوة ماكلكم
بتحبوها , وبتشوفها , وبعدين تنكروا , ..
حتى (شيخ نكير) أي والله (شيخ نكير ) عندو منها كمية , مرة سرقتها منو , بعتها في سوق
(القنص) , والله جابت مبلغ محترم , سكرتا منو وجبتا منو عشا لي (نفوس) الله يرحمها , ..
(أبوالليل) أطلق على إحدى بناته إسم (نفوس) , ..
(البعيو) يزعم أن لموت (نفوس) علاقة ما , بزيارتها لأمها , وقد سأل (د. عبدة) تفسيراً علمياً ,
وأعطاءه تفسيراً , أقنعه جداً , وكره (أم نفوس) , لأنها حسب زعمه هي من تسبب بموتها , ..!!
(*)
(نفوس) بعد عودتها من زيارة أمها , تغيرت كثيراً , صارت أقل مرحاً من زي قبل , ..
كما أنها صارت أقل شراسة , نقص وزنها كثيراً , قبلت بأشياء كثيرة لم تكن تقبل بها من قبل , ..
حتى أنها قبلت (مبلغاً ) من المال من أحد المحسنين , لم يصدق ذلك أحد , ..
(نفوس ) كانت شديدة الإعتداد بنفسها , رغم فقرها إلا أن نفسها كانت (عزيزة) , وأنفها عالي ,..
كانت كثيراً ماتحكي عن أنها يوماً ما ستعود إلى أهلها كانت تفخر بأن لها أهلاً :
شوف يا(البعيو) إنتا أظنك قايلني مقطوعة من شجرة , أبداً يا خوي أنا أمي حية وأهلي كتار بس
مالاقياهم , ويوم ما ألقاهم , حياتي دي كلها حا تتغير , وحاتشوف عينك , ..
يرد (البعيو) :
أيوة عارفك من (ناس النفيدي) ورايحة منهم , والله مافي شي مطلع عينك غير وهمك ده ..
تغضب (نفوس) :
والله ياسجم أنا بس ماعندي جواز سفر , لكن كان عندي كنتا أقل حاجة مشيت الحبشة لي أهل أبوي ,
يضحك (البعيو) :
يعني أبوك جا بي جواز , يازولة السودان ده زي (النكس) تطلعي منو وتخشيهو عادي بأي إتجاه , ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادة سرية جداً (2) ... أيام عبدالله الدفار ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
(نفوس) لم تمكث كثيراً , عند أهلها , ..
عادت بسرعة أدهشت أصدقاءها , باغتها (البعيو) قائلاً :
إنتي يا(نفوس) ماكنتي بتحلمي باليوم ده عمرك كلو , وقادانا قد ,( أهلي) , (أهلي ) , ..
ردن عليه (نفوس) بصوت خافت :
أنا تعبانة من السفر أسي (حسن) , خليني عليك الله , ..
قاطعهم إبنها (عبدالله الدفار) :
أنا جعان يا(نفوس) , ..
صاح فيه (البعيو) :
(نفوس) دي أختك ياود إنتا , قول ليها (يمة) , ..
وأردف ساخراً :
ولا أقول ليك حقو تقول ليها (ماما) ولا (مامي) زي (شيريهان) في المسلسل , ماخلاص (ماميك) دي
لقت الأسرة الحاكمة الضاعت منها ..
ثم ضرب على يد (فرح آتو) وأستغرقا في ضحك متواصل ...
(نفوس) أشاحت بوجهها عنهم , ..
وشردت تفكر بشئ يجهلونه ..!!
(*)
كنت يومها ماراً بجوار موقع جلوسهم المعتاد , ..
تعودت أن أداعب (حسن البعيو) بكلمات من قبيل (يامعلم) , (يا طويل.. البال) , ...
و..
يومها وجدت ثلاثة من الشباب يحتدون معه بالحديث , وعلا صوتهم , ..
تكالبوا عليه وضربوه , رموا به أرضاً وراحوا يركلونه , ..
(حسن البعيو) كان حبوباً مسالماً , لم يؤذ أحداً طوال حياته , ..
لم أستطع الوقوف متفرجاً , ولم أفكر كثيراً , وكررت عليهم مهاجماً , ..
كنت في حالة أشبه بالغياب عن الوعي , ..
ضربت أحدهم على فكه فوقع أرضاً , ركلت الآخر , ثم الثالث , ..
(مشت معاي كده ) ..
كانت ضرباتي هذه مؤلمة على مايبدو , فقد نهضوا على عجل وفروا دون أن ينطقوا حرفاً , ..
بعد أنتهت المعركة , نظرت إلى أحجامهم وأنا أحمد الله على أنهم لم يفكروا في مهاجمتي أو الرد على
لكماتي , ..
(حسن البعيو) قام من الأرض ضاحكاً , وحملني بيديه محاولاً رفعي إلى أعلى , هكذا كانت طريقته في
الإحتفاء , ..
بعدها صار يحكي ويتحاكي عن (قوتي وبأسي) , ..
وما أنا إلا محب غضب لصديقه وحالفه الحظ , ..
بعدها صار أغلب من سمع رواية (حسن البعيو) التي يخلص في روايتها ولا يقصر في إضافة (بعض
الآكشن) , ..
صاروا يعملون لي ألف حساب , ..
حتى جاء يوم أن قدم إبن إحدى قريباته وهو (سامي ميلاد)* , الذي دعم (قصة فتونتي المزعومة ) ..!
(*)
ليلة عصيبة جداً , عشتها بسبة أنني (بطل ) مفترض , أو (فتوة) عاتي , ذو بأس شديد , ..
جاء ليلتها مجموعة من الشباب على متن (حافلة) وأحتلوا (بيت) أبو الليل بغيابه , ..
يبدو أنهم جاؤوا ومعهم كافة أنواع (الكيف) , كما أنهم إستطحبوا معهم (عتوت) صغير زبحوه وقاموا
بطهيه (قعدة وشربا ودخان وعشوة) , ..
هذا كله بغياب (أبوالليل) , أحدهم إدعى أنه صديقه , ,انه لا يعلم أن (أبوالليل ) بالسجن , ..
وقد تورط حيث أنه قام بدعوة أصدقاءه ولا مناص من أن يبر بوعده , ..
لم يكن (رمضان) و(آتو) و(أبوالشي) بالجوار , وكذلك كان (أب تسعة) غائباً , ..
إحتج عليهم (البعيو) وأحتد معهم وطالبهم بالمغادرة , فأبرحوه ضرباً وسخروا منه , ..
ولم يكن أمامه إلا أن يستنجد بأحد ما , يستطيع ردعهم , ..
وكان أن جاءني (بحسبان أنه يعتقد أنني) أستطيع تفريق جمعهم , والبطش بهم , ..
فقد كنت بطله المفترض , و(فتوته ) العتي , ..
بالتأكيد حاولت التملص , ..
لكنه حاصرني , ..
وبخس من أمرهم أمام قدراتي العظيمة في القتال , ..
(ياكيمو ديل لو وقفت قدامهم ساي ودورت فيهم هوكاتك ديك, كلهم بفتحو ما بقيفوا إلى في السجانة) ..
توكلت على الله ومضيت معه ..!!
وكانت ليلة طويلة قاسية , ..
لا أعادها الله ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادة سرية جداً (2) ... أيام عبدالله الدفار ..!! (Re: فيصل عباس)
|
(*)
لم يكد (حسن البعيو) أن يفعل فعلته ويقتحم المكان , وكله ثقة بأنه جاءهم بمن سيبطش بهم , ويشتت
جمعهم , حتى هب من داخل البيت (دستان ) من الطوال العراض الشداد الغلاظ , ..
باغته أحدهم قائلاً ولم يحرك ساكنا ولازال بين فكيه (عظم) من زبيحتهم التي سنلحق بها إنشاء الله على
أيديهم :
إنشاء الله ما يكون (كيمو) بتاعك ده ,واحد من الشافعين الجاي جاريهم وراك ديل ..؟
رد (حسن البعيو) في ثقة :
كمان بتقل أدبك ..
لا أذكر جيداً ما جرى بعدها , ..
فقد أظلمت الدنيا أمامي ..
و...
لعن الله مساعدة الأصدقاء , في تلك الأنحاء ..!!
(*)
مابين إقتحامنا لبيت (أبوالليل) و معركة (ذات العتوت) ...
خمس دقائق أو أقل , (دقونا فيها دق العيش) , إلا أننا لم نخاطر بسمعتنا السابقة , ..
ولم نفر , ..
كروا علينا جميعهم , إستقبلهم (سامي ميلاد) بضربات سريعة لم تكد أن تتهاوى أمام بأسهم وكثرة
عددهم , لكنه والحق يقال (إتطقطق بشرف ) , ..
وكذا كان حالي , كان البيت بلا كهرباء , .. ولما أشتد الوغى وحمي الوطيس , ..
وكدنا أن (نلحق حبوبتي) , فاجأني أحدهم وسط ذلك الظلام :
كمال .. ؟
لم أستطع إجابته بالطبع فقد كنت مشغولاً جداً , ..جداً ..
توقفوا عن ضربي , وتوقفت عن إستقبال لكماتهم , بعد سماعهم لأحدهم يناديني بإسمي ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادة سرية جداً (2) ... أيام عبدالله الدفار ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
دخل علينا (حسن البعيو) فجأة , ..
ووجدنا (سامي ميلاد) وأنا , نتوسط خصومنا السابقين بمعركة (ذات العتوت) , ..
وبدأنا في إلتهام لحم العتوت وإحتساء (السفن أب ) , ..
وعلت أصواتنا ضحكاً وصخباً , ..
نظر إلينا وأبتسم ومضى في طريقه إلى الخارج , ..
كان البعيو قد أختفى عند بدء المعركة , ..
ولم يظهر مرة أخرى إلا الآن , ..
ووجدنا قد توسطنا القوم , وشاركناهم وليمتهم وسمرهم ..!! (*)
لم يعد (البعيو) بعدها مرة أخرى , ..
حسبته قد رأي بطله المزعوم يتهاوى أمامه , و(يوضب توضيب عدوكم) , ..
لكن ويا للمفاجأة , قابلت بعدها بيومين , (فرح آتو) وقابلني بإبتسامة عريضة وباغتني قائلاً :
والله يا(كيمو) لكن طلعت شفت , (البعيو) حكي لي ..
حسبته يسخر مني , ولكنه ضاعف حيرتي حين إستدرك :
ياخ إنتا و(سامي ميلاد) ده ملاعين , بالله طقطقتوا الجماعة وأكلتو عتوتهم ,..
(عفيت منكم) ..!!
(*)
يبدو أن (حسن البعيو) ولحسن حظ (العبدلله) , لم يشهد لسبب ما , نجهل كنهه (معركة ذات العتوت) , ..
وعاد ووجدنا على تلك الحالة , ..
لا شك أنه ظن أننا كنا الأعلى كعباً وأنتصرنا عليهم وأكلنا (مزتهم) وشربنا , (مشروباتهم) , ..
ولم يطق صبراً من فرط غبطته , ..
فمضى وروج لبطولة جديدة , ..
وزاع خبر نصرنا , ..
وأحتفظت بموقعي كبطله (المفضل) , ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادة سرية جداً (2) ... أيام عبدالله الدفار ..!! (Re: جمال السنوسي)
|
Quote: كمال صديقي الجميل
ما ممكن زول جميل زيك كده يكون من ناس الوصيف ابو خمسة
لاوم تجينا في الازرق
لانه انت جميل
وكل جميل ازرق وكل ازرق جميل
في انتظار ايام سعادتو (عبدالله الحفياني) اقصد (عبدالله الحقار ) اقصد عبدالله الدفار
زكرتني (جادالله ود بت ادفريني)
كمال انت اكيد بتعرفوا |
ياجيمي ..
ياخي مبروك الفوز بتاع تمرين كاس السودان ..
(جادالله ود أدفريني) ده كان شبكة عشان كده مابتنسي ..
ياسيدي أنا ودالعرضة يعني الهلال والمريخ بتاعيننا ..
بس مدسترين شوية وبنحب الأحمر ..
يوم الجمعة الكلام المهم .. الخميس نوموا كويس ..
محبتي ..
| |
|
|
|
|
|
|