دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز)
|
(*)
خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد، الذي أعطاني طربًا.. وأعطاني فكرة.. وأعطاني عنوانًا !
هاشم كرار لم أكن أعرف، أنني أصبحت ــ أخيرا جدا ــ مثل محطة القطار ــ أي محطة قطار في الدنيا ــ إلاّ حين سمعت ابني، الذي بدأت حنجرته تخشوشن، يقول لي أنني أصبحت «هيك» ! فهمته. فهمت قصده، غير أني (تحايلت): رسمت سريعا جدا، في وجهي تعبيرات بلهاء. كنت أريد أن أفهم، أكثر، كيف أن ابني الذي نفرت فيه تفاحة آدم، في غفلة مني ــ يمكن أن يعبر عن أفكاره، كما ينبغي.. وبصوت ليس هو صوت جواد العلي، بأية صورة من الصور ! - ما.. ما فهمتك يا محجوب. تقصد ايه؟ فهمني ! و.. قبل أن تتحرك تفاحة آدم، إلى أعلى وأسفل، في الحنجرة التي اخشوشنت، دخل ابني (الفنطوز) عوض المجيد، (على الخط)، اخرج سريعا ابهامه الشهير، من فمه، ذلكم الذي حدثتكم عنه، مليون مرة، ليحاول (تفهيمي): - محجوب، بيقصد ــ يا بابا ــ انك تكون (القطار) و(ليث) المحطة ! ضحكت في سري. وأوشكت أن أقول له ليس (ليث) يا ساذج، وانما (ليس)، (ليس)، بالسين.. بالسين وليس (الثاء). أوشكت أن اقول له ذلك، غير أني تراجعت، ذلك لأن نطقه المشوه لـ (سين) ليس، جعل مني (ليث).. أسدا لـ (المحطة)، بعد أن ثبت ــ ضمنيا ــ في بداية جملته، قبل واو العطف انني... قطار ! أخذني خيالي، للحظة: تخيلت (المحطة)، بيتنا.. وتخيلت نفسي (ليثا) فيه، وليس كما فيه أنا الآن، في حضرة أم الفنطوز هذا، مجرد.. مجرد نعامة ! اتنفشت. غير أني سريعا ــ حين رأيتها ــ (كشيت). عدت بعينيّ الاثنتين إلى (الفنطوز)، صاحب الفم الذي نفرت منه إلى الأمام، الأسنان العلوية، وتراجعت فيه ــ بالتالي ــ الأسنان (السفلية)، والسبب، كما قلت لكم للمرة المليون، تلكم الممرضة الهندية، في مستشفى حمد.. الممرضة التي علمته عادة مص الأصبع، بحشرها لابهامه في فمه، يوم ولادته، ليكف عن الصراخ ! منها لله، للمرة الثالثة بعد المليون ــ تلكم الممرضة، التي شوهت فم ابني، وحطمت مستقبله، في أن ينطق (السين) صح، ويبوس صح، وحطمت مستقبله ــ كما قلت لكم ــ في أن يصبح مذيعا في الـ (ام .بي.شي) ! و... لو لم يكن الوقت، ضيقا.. ولو لم أكن مشغولا، في هذه اللحظة التاريخية، بمعرفة الكيفية التي يعبر بها عن نفسه، صاحب الحنجرة المخشوشنة، لكنت قد لعنت ــ في سري ــ للمرة الرابعة بعد المليون، تلكم الممرضة (الكيرلاوية) ! (طلعتّها)، من مخي. (طلَّعت) الممرضة، و(طلّعت) ايضا، الفنطوز عوض المجيد، بأن حشرت له، سريعا جدا، ابهامه الشهير، في فمه الشهير (العامل هيك). (طلّعت) الاثنين، وأدخلت صاحب الحنجرة غير الذهبية: - سيبك يا محجوب، من بتاع (ليث) هذا. سيبك منو، سيبك من كلامو.. وقل لي إنت بتقصد إيه. أنا عاوز أفهم.. فهمني ! انتفش. انتفش أكثر، وأكثر. شعرت بحنجرته المخشوشنة، تتخوشن اكثر، ابتسم ابتسامة أذكر أنني رأيت مثلها في خشمي، في المرآة، قبل كم وثلاثين عاما: ابتسامة مراهقة ! فتح خشمه: - قصدت أقول ــ يا بوي ــ ما قاله عووضه، بالظبط، قصدت أقول أنك ــ يا بوي ــ ما تفضل واقف، زيك وزي أي (محطة)، اتحرك يا بوي.. اتحرك زيك وزير أي قطر ! سكت. راح يتنحنح، وراحت تفاحة آدم، تطلع وتنزل.. تنزل وتطلع، وهو يتنحنح. ذكرتني نحنحته، بنحنحتي أنا أمام (البت السكرية العيونا عسل يا ناس).. بت حلتنا، تلك التي كانت، تسكن في الشارع العاشر، من شارع بيتنا، قبل كم وثلاثين سنة ! كانت (البت السكرية) لا تزال حلوة، تنقط عسلاً، في ذاكرتي، حين هجم على أذني الوسطى، صوت الفنطوز عوض المجيد: - يا بابا.. أرجوك، خليك مع الزمن ! - يا تو.. زمن؟! - زمنا، دا ! - قلت كدا؟! تحركت تفاحة آدم، وتداخل صوت محجوب مع صوت عوض المجيد، في (زمن واحد).. راح الاثنان يهتفان، كما يهتف هتيفة المريخ، وهم يتمايلون في المدرجات: آ،، آ، يًّا.. دا الشُغل.. دا الشُغل ! داريت ابتسامة، في سري. رسمت سريعا، كل أحزان الدنيا، في ملامح وجهي، قلت لهما، بصوت واهن جدا، ومجروح.. صوت لم يعد قادرا على أن يدق طبلة أذن أي قلب.. لا،لا.. ولا حتى طبلة أذن أي عجوز عقيم.. في هذه الدنيا. - للاّ.. ماح أقدر ! هتف الاثنان بصوت واحد. صوت فيه شيء من الحزن، وشيء من الاحباط، واشياء من الأمل: - لا، لا ــ يا بابا ــ حرام عليك.. ح نزعل منك.. لا، لا ــ يا بابا ــ ما تقول كدا! أفزعني أن أحبط عيالي. أفزعني ألا أزرع فيهم شيئا من الأمل. أخافتني نظرة يأس، في عيني صاحب (التفاحة) أخافتني نظرة أخرى، في عيني ذلك الذي جعل مني (ليثا)، وهو يعرف ــ بينه وبين نفسه ــ أنني أمام أمه في حروب البيت، مجرد.. مجرد نعامة ! تنحنحت. كانت (البت السكرية) في تلك اللحظة، قد عادت، تنقط عسلاً، في ذاكرتي. قلت لهما بصوت، ليس فيه ــ هذه المرة ــ اي شيء من الحزن، أو الاحباط.. صوت، فيه شيء من الامل، واشياء أُخر: - ح أقدرة ح أقدر.. بس (نُص.. ونُص) ! و... فجأة. هكذا: بـ (نُص.. ونُص)، بالنصين، وجدت نفسي أدخل مع الاثنين ــ صاحب الحنجرة الخشنة، والخشم الـ (هيك) ــ في (الزمن).. الزمن دا. وجدنا أنفسنا الثلاثة، بـ (نُص.. ونُص) قد تلبستنا نانسي.. نانسي عجرم، بعينيها الخضراوين، وشقاوتها، وحلاوة الطفولة في لهاتها: ما فيش حاجه تجي كدا إنت ح تجي كدا ونرجع.. زي زمان ! ارتفع صوتي، أكثر.. وأكثر، فوق صوت الاثنين: يا بني، اسمعني.. ح دلعني.. وتاخد عيني كمان! و ــ رحنا هكذا، نغني، ونغني (آه، ونُص)، هما الاثنان، في (الزمن).. وأنا في (الزمن).. والزمن واحد.. برغم أن ما بيني وبينهما، هما الاثنان (سكة السفر الطويل من الخريف إلى الربيع).. أو (سكة السفر الطويل من الربيع إلى الخريف) ! مافيش حاجه تجي كدا إنت ح تيجي كدا،،،،، و.. فجأة، جاءت (المدام)، من المطبخ.. ودخلت هي أيضا، في (الزمن). ولأنني (ليث)، كما قال الفنطوز صاحب الخشم الذي ضيّع (السين) إلى الأبد، فإنني لن أكشف لكم، ماذا راحت تعمل، وهي تمد في صوتها: ما فيش حاجة تجي كدا، إنت ح تجي كدا، ونرجع، زي.. زمان !
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
رمضان زايد ..ياحلاة شناتو..ياصديقي العجوز .!
كمال الزين
كنت أيقن أن رسائلك إلى جميعها جديرة بالإحتفاء .. (هاشم كرار) صديقي الأشيب , الذي أبيض شعره من أثر قلبه الذي يكلله البياض .. (هاشم) يرى جمالاً بكل شئ , .. ور(رمضان زايد) يظل ذلك الفنان الشين بحكم العيون التي يتوسطها السواد , .. لا قلب (هاشم) الذي ينضح بياضاً , .. أظن أن إرتباط (السواد) بالقبح والغربان والليل وعباءة المرأة في المجتمعات المغلوبة على أمرها بها .. لم يغير من (هاشم) وزواية رؤيته شيئاً .. فيظل يرددرمضان زايد) ياحلاة شناتو ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) (Re: فاروق أبوحوه)
|
Quote: عزيزي كمال الزين:
إنه زمن الحاجات النص نص.. بآهاته..أو بغيرها.. لآنها لا تأتي غير (كِده)..
وآآآآآآآآآآآآآآآه .. آآآآآآآعيش معااااك.. لا الزمن حولني عن حبك .. ولا الحسره..
وزمآآان.. كنا بنشيل الود..
سلمت علي المساحة..
معزَّتي.. وأشياء أخري |
عزيزي أبوحوة .. أظن أن قلم (هاشم) جقلب وكان الشكر لي (حماد) اللي هو أنا , .. لا أظن أنني أستطيع مجاراة صديقي العجوز (هاشم) فهو يفوقني بكل شئ .. وأخبئ تواضع ماعندي بكبر ماعنده ومايستطيعه ومالا أستطيع معه صبراً .. الرسالة بقلمه الباذخ .. ورددت عليها بما أدسه وراءه .. وماكان لي أن أكون حزوه (النعل بالنعل ) ..
محبتي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) (Re: فاروق أبوحوه)
|
من نجيب نور الدين ,, الي كمال الزين
اخي هاشم كرار ايها الحاذق الزاهد ..... اخي كمال رفيق الدهشه الوفي للجمال...حبي لكما ... ...حديث كرار كان روايه كامله حملت أصداء واسعه وتفتح اقواسا لانهايه لها ... وانت ياكمال تعالج السرد والكتابه النزيف وتدخل مداخلها ودروبها وتجوس في دمائها جوة الجوة .. وتعرف اسرارها وانا فرغت لايام من قراءة ( سيرة اولاد شكر الله ) في جزئها الذي احمله معي وتوقفت حقيقه عند كاتب رواية سوف ياتي زمان يكون فيه حديث المنتديات بل ربما عرفنا علما جديدا بعد الطيب صالح .. وهذا حديث يطول حول كتابتك للرواية .. ولكنى اتحدث يا رفيق الجمال والدهشة عن كتابة هاشم كرار وتمجيد كلمات رمضان زايد ( خليك مع الزمن ) وهو يستلهمها ويعالجها في فكره تموج بالحياة من الربيع الي الخريف ومن الخريف الي الربيع .. فكرة تلخص حال كثير منا في رحلة الحياة هذه بتجاربها واحلامها وخيباتها واحزانها الكثيرة : لذلك كنت انتظر ان اقرأ تعليق على سردية كرار العجيبة لانك معجون ومعطون في طيينة السرد والاسى والجمال ....... وخلينا مع الزمن: وللراحل رمضان زا يد .( وانا ليتني زهر ) حديث وحديث : وبين الالوان ( الابيض والاسود ) واستعمالاتك (الشيقة ) لها في مداخلتك ايضا حديث ... لكن الا ترى معي ان هاشم كرار يضيع زمنه في الصحافة وعليه ان يجلس يكتب لنا اجمل رواية تأتي من بياض دواخله..و فطرته السليمة .... وفرادته في التعامل مع اللغة والافكار حتى يكاد يلامس فيها الواقع ثم يرتفع بك الى اصداء لا تسعها الدنيا ... سأعود لك بعد ان يفتح الله عليا (ببوست) هنا او هناك ... ولك محبتي وتقديري نجيب نور الدين الدوحة ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) (Re: كمال علي الزين)
|
عزيزي كمال،
تحيتي ووافر شكري على تدفئة ليلتي هذه، والجيلد يتهادى علينا من سماء شتوية لا تخلو من حنو!
كعادته، هاشم، صديقي العزيز، يكتب من قلبه. دائما مع الزمن، لا شتارة ولا نشاز!
هاشم، أيها العزيز، (أعرف أنك ستقرأ هذا!) هادف، الذي حملته بين ذراعيك، الطويلتين، "بلغ" الخامسة عشر يوم أمس! وهو في هذه اللحظة يقوم بدورين في مسرحية مدرسية في عرضها الأول. غداً، سنشاهده، كأسرة، في العرض الثاني لها. صدق، أو لا تصدق، يا هاشم، هادف يمثل -في أحد الدورين- شخصية رجل شرطة! ولك أن تتخيل شرطي أمريكي، بكامل بلعومه، وعضلاته!
هادف يغني أيضاً. وسماح أصبحت عازفة كلارنيت متميزة، كادت تبلغ الثانية عشرة! وكانت قبل قليل تعزف النشيد الوطني الأمريكي، الذي ينتهي مادحاً أمريكا بأنها "أرض الأحرار، ووطن الشجعان." نعم، تلك التي لم تكن تجاوزت التسعة أشهر عندما شرفتنا لأول مرة في منزلنا بالدوحة، تنحو حثيثاً نحو عمرالزهور، وهي تنشد نشيداً غير نشيد العلم! أما آمنة، التي لم تسعد بلقياك، فما زالت تمص أصبعها، كلما حزبها أمر، وأ قبل المنام. وأصبعها الآن في هذه اللحظة في فمها، وهي تشاهد التلفزيون مع أختها سماح.
أنتم بنانسي عجرمكم، ونحن "هيك،" بنناسي عجرمنا! نتساءك ماذا دهانا! وما دهانا غير ما دهي غيرنا من سالف الأجيال وحاضرها. يولودون، ويعيشون، ويموتون. لا يختارون أوطانهم، ولا والديهم، ولا أسماءهم، ولا أين يعيشون، ولا متى يدخلون إلى مسرح الحياة خارج الرحم، ولا متى يخرجون، أو أين يموتون! مو هيك؟ أكاد أسمعك تقول "أم بلى!" بالخليجية! ***********
كمال، مرة أخرى، شكراً جزيلاً. ودمت واصلاً ومواصلاًً
تحياتي لأم محجوب، وللأبناء الكرام ولكل أصدقاءنا المشتركين!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) (Re: كمال علي الزين)
|
يا كمال، المعاك في الصورة دا عادل، ولا أنا غلطان?
أكاد أجزم بأن الإجابة نعم!
قول ليهو صلعتك زادتك بهاء وأناقة ورزانة وهيبة، وكل هذه كانت متلازمات لم تنفك عن مصاحبة عزيزي عادل أينما حل. ولكن زيادة الخير خيرين!
بين وبيني هذا الرجل العظيم، الكريم، الصديق الصدوق، من المودة وعاطر الذكريات، ما لا يمكن أن تحتويه الكلمات.
أرجو أن تبلغه خالص تحياتي وشوقي الشديد، وأن تسأله عن صديق مشترك لنا من الخلص إسمه محمد إبراهيم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
لازلت عند راى الاول الذى كونته منذ عرفت هاشم او الكرار كما احب ان اناديه انه بخيل وضنين فى ما يخص الكتابة الجميلة التى تحتشد فى دواخله الطيبة وحناياه الغنية بطعم اجمل الروايات والحكى الذى يملك ناصيته ثماما .. وياكمال رمضان زايد جمل ليالينافى زمن بعيد كانت الخرطوم تاخذ بعض القها من حفلات رمضان وصوته الرخيم يابنات بحرى ابقوا حبونا شكرا كتير ياكمال على حكاية الولد ابو تفاحة ويالكرار بعد العمر ده كلوا العيال رقصوك على ال واحدة ونص ولا موهيك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) (Re: عامر تيتاوى)
|
Quote: العمر ده كلوا العيال رقصوك على ال واحدة ونص ولا موهيك |
هيك ونص ياعامر ..
لازلت عند راى الاول الذى كونته منذ عرفت هاشم او الكرار كما احب ان اناديه انه بخيل وضنين فى ما يخص الكتابة الجميلة التى تحتشد فى دواخله الطيبة وحناياه الغنية بطعم اجمل الروايات والحكى الذى يملك ناصيته ثماما ..
أتفق معك تماماً .. وياليته ينهض عن تواضعه قليلاً ..
| |
|
|
|
|
|
|
|