|
حتى قميص قرنق .. أيضاً له ثمن ....!
|
أمدرمان _ ذكري مقتل جون قرنق ..
صديقي مازن أبو الحسن الشاذلي , نجل الدكتور أبوالحسن القيادي اليساري المعروف ...
جئنا معاً من الدوحة ...
كان مازن كغيره من أبناء هذا الجيل ...
يبحث عن بطل ...
عن رمز ..
بعد أن أجتث نميري ..
كل جميل ...
ولم يترك سوى أهل ...
المنفعة ..
والمكرمة ...
والباحثين عن دور ..
(سياسي ..
مربح ... )
.......
هاتفني مازن قائلاً :
لا تخرج من المنزل ...
فأنا سوف أحضر لحضور تأبين قرنق ...
تأبين قرنق سوف يقام بإستاد المريخ , يعني جنبكم ...
....
كان لي رأي مخالف حول قرنق ...
أجبته والله لو عملوهوا في بيتنا ...
ما عندي شغلة مع قرنق بتاعكم ده ...
....
أجابني أنت عنصري ...
أجبته :
أنا أحب جوزيف قرنق ...
وفرانسيس دينق ...
ووليم أندريا ...
ليس لأنهم جنوبيون ...
ولكن لأنهم ...
رموز وطنية أحترمها .... قرنق .. بدأ .. ماركسياً ...
ثم تحول للمعسكر الرأسمالي ...
تحالف مع التجمع لإسترداد الديمقراطية ...
ثم تحالف مع الكيزان في حكومة وحدة , على أساس القسمة ..
السلطة , الثروة ...
عبارتان ...
دائماً ماتكونان أكثر قرباً من القادة ..
وأبعد شقة عن المواطن ..
حين يدعون أنهم لأجله ..( ثاروا) ..
قاطعني :
قرنق برضو
أجبته :
هذا رأيك ولي رأي ...
جاء اليوم المشهود ...
ركب مازن إحدى سيارات الأمجاد المتجهة نحو إستاد المريخ ...
أزعجه جداً أن الجميع يرتدون قمصاناً .. طبعت عليه صور قرنق ...
سأل أحد الإخوة الجنوبيين :
من أين لك هذا القميص وكم سعره ؟؟؟
أجابه على الفور:
تشتري ؟؟؟؟
أجابه مازن فرحاً :
نعم ..
الأخ الجنوبي وجدها فرصة :
إدفع عشرون ألفاً ...
دفع مازن المبلغ ...
خلع أخينا عنه قميص قرنق ...
وأعطاه لصديقنا ( مازن )...
وأوقف الأمجاد ...
وقفل راجعاً ...!
قميص النضال لا يعطى مجاناً ..
لكنه حتماً ليس معروضاً للبيع ..
مواطن بسيط ,حسبها على طريقة ..
الزعماء الكبار .. !!!
|
|
|
|
|
|