|
العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!!
|
(*) (1)
بزمان كان فيه (صراع الهوية) فكراً ومصطلحاً و(تفاعلاً) حقيقياً حكراً على جمهور المثقفين ,كانت أولى أشكاله ذلك التجاذب الذي أفرز خلافاً بين (الأديبين) الأعظمين .. صراع (النخبة) الذي أعتمد (الكلمة) و(البحث) و(الفكرة) كان نتاجه (طفلاُ شرعياً) حملته ذاكرة (الثقافة السودانية) وثدياً جمع حوله وتغزى (أدباء) آخرون .. ولدت مدرسة (الغابة والصحراء) على شرارة صراع (فكري) نخبوي , تلقف هذه الشرارة (العوام) و(البسطاء) , فتغيرت (الأدوات) بتغير (المستخدم) , وبينما كان صراع (الزنوجة _ العروبة _ السودانوية) تحسمه قذائف (ميلاد) قصايد وأفكار , تحولت أدواته إلى (آلا ت قتل حقيقية) ترفض الآخر وتحاول إلغاءه وتقارعه (الحجة ) بالرصاصة .. معركة لم تكن تمثل (صلاح المستعرب) في مواجهة (النور المتأفرق) , بقدر أنها كانت معركة (ضمير الأمة) المتعددة الأوجه , حينها كان (ضميرها) الشعراء وألأدباء والمفكرون .. مخطأ من ظن أن مابين (النور _ صلاح) كان كالذي بين (الجنجويد) و(الزرقة) فهناك براح من (الفكرة)وحظ متساوي من حيث (إمتلاك أسلحة الصراع) وهنا ضيق بالآخر , ذلك البراح مرجعه أن (صلاح _ النور) لم يعانيا ذلكم (العراء المعرفي) .. لا يستطيع الإنسان العيش وفق (عراء معرفي) والعراء الذي أعنيه هنا , ليس (عراء الحاجة إلى المعرفة) بل (عراء الحاجة إلى تعريف الذات) .. والحاجة إلى تعريف الذات , هي أصل (صراع الهوية) ..!!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
Quote: بزمان كان فيه (صراع الهوية) فكراً ومصطلحاً و(تفاعلاً) حقيقياً حكراً على جمهور المثقفين |
ابوكما سلام.. ولوتعمقنا اكثر في التاريخ السوداني ومنذ دخول العرب السودان وما سبقه من دويلات وممالك نجد ايضا صراعات الهوية وايضا لمحة للدولة المهدية وتداعيات امر الخليفة تورشين تجاذبت فيه ملامح الهوية ما بين العرب والزرقة... والحوار ما بين صلاح احمد ابراهيم والنور عثمان ابكر نتاج ثقافي لتراكمات هذا الصراع الطويل والعريض فياريت يا ابوكمال نسوق الحكاية من بدايتاتها حتي لا نعزل الصراع في كل مرحله عن تاريخيه..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)
|
Quote: ابوكما سلام.. ولوتعمقنا اكثر في التاريخ السوداني ومنذ دخول العرب السودان وما سبقه من دويلات وممالك نجد ايضا صراعات الهوية وايضا لمحة للدولة المهدية وتداعيات امر الخليفة تورشين تجاذبت فيه ملامح الهوية ما بين العرب والزرقة... والحوار ما بين صلاح احمد ابراهيم والنور عثمان ابكر نتاج ثقافي لتراكمات هذا الصراع الطويل والعريض فياريت يا ابوكمال نسوق الحكاية من بدايتاتها حتي لا نعزل الصراع في كل مرحله عن تاريخيه.. |
إزيك يا(كيكي)
Quote: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
Quote: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! |
هلا يا ابوكمال ولو فهمتني كويس انا اقصد بان صراع الهوية كان متجذر وكامن المجتمع السوداني منذ سنين عديدة وطلت فيه مشاهد حروبات ..والذي دار ما بين النور عثمان ابكر وصلاح احمد ابراهيم من حوار وولادة مدرسة الغابة والصحرا ليس هو الا انعكاس للتاريخ والواقع الحياتي ولانهم شعراء مثقفين ظهر اسهامهم شعرا وثقافي الوجه واخريين ثوريين كجون قرنق لاحقا عبرو عنها بادواتهم ... فازمة الهوية يا ابوكمال في الواقع السوداني المشبك سؤال عند كل من قطن المليون ميل مربع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: اشكرك على رحابه الصدر رغم تعميمك الكثير تقول " عروبه صلاح شأن يخصه مالم يمارس به استعلاء ..انتهى قولك طيب ان اطلعت على مقالات صلاح احمد ابراهيم بالتدريج بصحيفه الدستور البعثيه التى عنوانها" جارتنا الشماليه وجرحنا الجنوبى" ومقالاته بالحياه اللندنيه حول الحركه الشعبيه ورد محمد محمود عليها بل موقف صلاح الواضح من حرب الجنوب وقصيدته فى رثاءوداعه وتبرع بحوالى 2000فرنك فرنسى لدعم المجهود الحربى والدفاع الشعبى الذى يمارس تطهيرا عرقيا بجنوب السودان كل تلك الافعال لصلاح الا تعتبر استعلاء عرقى واضح من شاعر ينتمى لوطن متعدد الاعراق والاديان؟......... |
هذا أمر مستنكر , ولكنه لم يكن يستهدف به (شخص النور) .. لأن من ينتمي إليهم (النور) نفسه عرقاً , كانوا أشد بأساً على أهل (الجنوب) من (صلاح) فهل هذا يعني أن (النور) كان طرفاً في الأمر ؟
أخطأ (صلاح) رحمه الله .. ووقف موقفاً لا يستطيع تبريره أحد .. أنا لا أنكر حبي لصلاح الشاعر .. وما أردت أن أراه يقف هذا الموقف ..
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
للخلاف الفكري الذي تفجر بين أديبين كبيرين بعظمة (النور وصلاح) فضلاً على الثقافة (العربية والإفريقية) على حد سواء , حيث أن نشوء هذا (الخلاف) الفكري حرك ساكناً , وفجر إبداعاً وأفرز مدرسة أدبية هي الأبرز في (تأريخ الثقافة السودانية الخالصة) , قبل ولادة (الغابة والصحراء) كان (الأدب) السوداني قد أعتمد (التقليد) وأتخذ مدارساً عدة أغلبها نشأت (شرقاً وغرباً) ولكنها جميعها كانت (وافد ثقافي) .. سيظل (النور عثمان أبكر) علماً من أعلام (الأدب والثقافة) تتحدث عنه الأجيال , ويقتفي أثره الباحثون وتفرد له (ساحات الفكر والعلم) مدارج (للدراسة) .. لم يحن بعد أوان تكريمه وتقييمه , لأن (الفكرة) تتوالد وتطول قامتها ويعلو شأنها ويسمو فرعها بالإنتشار على مستوى (إتخاذها) تقليداً ومدرسة وهذا تفاعل لا زال يسري بين أوصال (الشكل الأدبي) الذي وضع (النور) لبنته الأولى وجر وراءها (المكي وعبدالحي) وقلدهم آخرون .. فضل هذا (الصراع الفكري) أن جعلنا نهنأ بشاعر وشعر مختلفين , ولولا هذا (الصراع الفكري) لما كانت (الغابة) ولما كانت (الصحراء) ولكان (النور) و(صلاح ) و(سند) و(عبدالحي) و(المكي) و(الفيتوري) نسخاً تتكرر كثيراً في تأريخنا (الأدبي) .. ولقرأناهم جميعاً كما نقرأ من سبقهم , ما أختلفوا تصنيفاً أو تقييماً أو خروجاً عن مألوف (الشكل _ التناول_ اللغة _ الأوزان) ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
إختزال تجربة (النور _ صلاح) وتصويرها على أنها (صراع شخصي) فيه ظلم كبير للأديبين العظيمين , لأن تناول (مبدع كالنور ) ومحاولة تسليط الضوء على (فكره _ عمله _ علمه _إبداعه) وفق تقييم (البسطاء) يصرفنا عن محاولة إعطاء (منتوجه الفكري والإبداعي) حقه ومستحقه , لان (النور) لم يكن شاعراً عادياً (يتبعه الغاوون ) ولكنه كان (مفكراً) أسهم عبر (منتوجه الأدبي) في خلق (مدرسة فكرية أدبية) لا تستطيع فصل مكونها الأول عن الثاني ..
والشاهد هنا أن صراع (شوقي _ حافظ) لم ينظر له أحد على أنه (صراع أشخاص) رغم تطاولهما على بعضهما البعض , وهجاءهما لبعضهما البعض : قال شوقي بحق صنوه (حافظ) : أودعت إنساناً وكلباً وديعةً *** فخانها الإنسان والكلب (حافظ)
ورد (حافظ) :
يقولون أن الشوق نار ولوعة *** فمابال شوقي اليوم (بارد)
وهذا لم يمنع (حافظ) مستقبلاً من (الإحتفاء) بشوقي قائلاً :
أمير القوافي قد أتيت مبايعاً *** وهذي وفودالشرق قد بايعت معي
يبدو أنهما كانا أكثر حظاً من (أديبينا) النور وصلاح حيث أنهما لم يكونا مطية (لكل جاهل) لبس (عمامة) الأديب وتحدث عن ماليس له به علم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
حتى تعود بعد نشر ماتبقى من حديثك يوم الثلاثاء فى صحيفه الرايه القطريه اراك تقول فى ردك الاخير على ماقلته انا مايلى: ** "هذا أمر مستنكر , ولكنه لم يكن يستهدف به (شخص النور) .. لأن من ينتمي إليهم (النور) نفسه عرقاً , كانوا أشد بأساً على أهل (الجنوب) من (صلاح) فهل هذا يعني أن (النور) كان طرفاً في الأمر ؟**** انتهى كلامك لاحظ انت تحاكم النور بافعال ماينتمى اليهم عرقيا رغم ان النور رحمه الله فردا مسئول عن تصرفاته وليس تصرفات من ينتمون اليه عرقيا!!!!ثم هل لك احصائيه دقيقه تبرر ان من ينتمون لعرق النور جميعهم " كانوا اشد باسا على اهل "الجنوب" من "صلاح"؟؟؟؟حسب قولك وطبعا يا ستاذ كمال حديثك هذا يعوزه المنطق طالما لاتستطيع اثباته فى هذا الحوار بالدليل ورب العالمين يقول " ولاتزر وازره وزر اخرى "" علما ان بعض من ينتمون عرقيا للنور كانوا فى صف اهل الجنوب مقابل بعضهم فى صف الشمال مجازا مثل كل القبائل السوداني التى تتوزع بين فاعليات الوطن السياسيه باطيافها ... ملاحظه ان الحديث عن مفكر وشاعر ومدرسه كالنور وصلاح رحمهما الله لايتم دون ذكر مرجع الامر الذى لاتفعله سوى ذكر حادث شفوى تم بمنزل بالدوحه على لسان النور رحمه الله ..مع ملاحظه انك فى مكان اخ بهذا المنبر استنكرت الحديث عن النور على الونسه وليس المعرفه علما انا احاكم منهجك وليس شخصك .. * ابن خلدون وقوله بالنسب والحقيقه والوهم لايمكن القفز فوقه بصوره عابره كمافعلت لانه اى ابن خلدون مدرسه فكريه وقامه علميه اسس علما راقيا هو علم الاجتماع داخل الحضاره العربيه الاسلاميه خصصت له جامعات وكليت ومعاهد وسار بذكره الركبان عليه ردك بذلك الشان مردود عموما تحياتى وعسى ان طال العمر ان نلتقى بعد نشر كلامك بالرايه القطريه يوم الثلاثاء..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: حتى تعود بعد نشر ماتبقى من حديثك يوم الثلاثاء فى صحيفه الرايه القطريه اراك تقول فى ردك الاخير على ماقلته انا مايلى: ** "هذا أمر مستنكر , ولكنه لم يكن يستهدف به (شخص النور) .. لأن من ينتمي إليهم (النور) نفسه عرقاً , كانوا أشد بأساً على أهل (الجنوب) من (صلاح) فهل هذا يعني أن (النور) كان طرفاً في الأمر ؟**** انتهى كلامك لاحظ انت تحاكم النور بافعال ماينتمى اليهم عرقيا رغم ان النور رحمه الله فردا مسئول عن تصرفاته وليس تصرفات من ينتمون اليه عرقيا!!!!ثم هل لك احصائيه دقيقه تبرر ان من ينتمون لعرق النور جميعهم " كانوا اشد باسا على اهل "الجنوب" من "صلاح"؟؟؟؟حسب قولك وطبعا يا ستاذ كمال حديثك هذا يعوزه المنطق طالما لاتستطيع اثباته فى هذا الحوار بالدليل ورب العالمين يقول " ولاتزر وازره وزر اخرى "" علما ان بعض من ينتمون عرقيا للنور كانوا فى صف اهل الجنوب مقابل بعضهم فى صف الشمال مجازا مثل كل القبائل السوداني التى تتوزع بين فاعليات الوطن السياسيه باطيافها ... ملاحظه ان الحديث عن مفكر وشاعر ومدرسه كالنور وصلاح رحمهما الله لايتم دون ذكر مرجع الامر الذى لاتفعله سوى ذكر حادث شفوى تم بمنزل بالدوحه على لسان النور رحمه الله ..مع ملاحظه انك فى مكان اخ بهذا المنبر استنكرت الحديث عن النور على الونسه وليس المعرفه علما انا احاكم منهجك وليس شخصك .. * ابن خلدون وقوله بالنسب والحقيقه والوهم لايمكن القفز فوقه بصوره عابره كمافعلت لانه اى ابن خلدون مدرسه فكريه وقامه علميه اسس علما راقيا هو علم الاجتماع داخل الحضاره العربيه الاسلاميه خصصت له جامعات وكليت ومعاهد وسار بذكره الركبان عليه ردك بذلك الشان مردود عموما تحياتى وعسى ان طال العمر ان نلتقى بعد نشر كلامك بالرايه القطريه يوم الثلاثاء.. |
مداخلة دسمة جداً أخي / أحمد .. أجيها بي رواقة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: مع ملاحظه انك فى مكان اخ بهذا المنبر استنكرت الحديث عن النور على الونسه وليس المعرفه علما انا احاكم منهجك |
سأعتبر هذه محاولة أخرى للدفاع عن (صديق) لن تستطيع الدفاع عنه .. ولن أعود إلا ذكر ما أستنكرته فترديد الحديث المسئ وتوجيه الإساءة سيان .. (ماذا نقل الأخ الذي تحدثت عنه , وماهو الذي أستفدت من نقله أن فلان وفلان سكرا وتشاجرا) وكلاهما في عداد الأموات ..!! بل أن أحدهما لم يمضي على موته بضعة أيام .. ثم أن (أخاك) يكتب تحت تأثير الخمر وهذا مستنكر لأنه وضعه في مواقف محرجة عدة مرات على سبيل المثال : راجع بوست (داهلين) لود رملية ..وغيرها ..
نصيحة أخ لأخيه أخي أحمد : إبتعد عن قول الحق (حسب رأس الزبون) ..!! فأنت تملك الكثير فلا تهدره في المطايبات ..
هذا مع إحترامي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: ابن خلدون وقوله بالنسب والحقيقه والوهم لايمكن القفز فوقه بصوره عابره كمافعلت لانه اى ابن خلدون مدرسه فكريه وقامه علميه اسس علما راقيا هو علم الاجتماع داخل الحضاره العربيه الاسلاميه خصصت له جامعات وكليت ومعاهد وسار بذكره الركبان عليه ردك بذلك الشان مردود |
عزيزي / أحمد لم تقتعني نظرية (بن خلدون) فعذراً لك وله .. من حق (الآخرين) توهم أنهم ينتسبون للبيت النبوي أو أي وهم آخر (هذا شأنهم ووهمهم) .. مالم يتبعه محاولة لفرض هذا الوهم على الآخرين من خلال (إستعلاء ) أو (بحث عن تمييز إيجابي) ..
وهل حرمنا صاحبك الذي تدافع عنه هنا حق (التوهم) ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
Quote: معركة لم تكن تمثل (صلاح المستعرب) في مواجهة (النور المتأفرق) , بقدر أنها كانت معركة (ضمير الأمة) المتعددة الأوجه , حينها كان (ضميرها) الشعراء وألأدباء والمفكرون |
Quote: يوم أن خرج صراع (الغابة والصحراء) إلى خلاء (العوام) و(البسطاء) ولم يجدوا ما حظي به (النور _ صلاح) كان أن تلفتوا حولهم وماوجدوا بداً سوى التمترس خلف (العرق _ اللون_ القبيلة) , وكان أن جمع الفريقان (أدواة) تختلف عن ماتوفر لتلك (النخبة) .. وسال الدم .. بدلاً عن أن تسيل (الأحبار) .. إحمرت الأرض .. بينما يومها قد (أزرقت) الأوراق ..! |
brother kamal i agree 100% with this analysis
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: شكرا على الرد باعتبارك " نصير للفكر الحر " حسب ردك فهذا يتحتم عليك قبول اى طرح حتى لو كنت تعتقد يدخل فى باب الخصوصيه وهذا للأسف يتناقض مع بعض طرحك فى ذاك البوست لانه يستحيل لنصير فكر حر ان يحجر على احد طرح رايا .. حكايه " الفكره" الاساسيه فى ذاك البوست التى سألت عنها " سؤال استنكارى يفيد التهكم حسب تعريف الكلام فى علم المعانى عند الجرجانى رحمه الله " الاجابه هى ان الفكره مثل الاسلوب لاتنعدم مطلقا لكن قد تكون فكره جيده او سيئه عليه اى طرح به فكره مثلما لاى انسان اسلوب... النور عثمان ابكر كشخصيه قامه فكريه جماليه ساميه فى تاريخ السودان الى الابد وكون عزام من اسرته هذا لايعطى عزام حق فى حجر الحديث عنه كشخصيه عامه مؤثره فى حياتنا لاننا عرفنا النور واحببناه كشاعر كبير عبر دواوينه وشعره الراقى وليس عبر عزام تحديدا او غيره من افراد عائلته الكريمه .. ** ملاحظات : حول بوست الا خ بدر الدين لعلك ذكرت ان الاخ مسعود والاخ عماد هما من اشارا اليه بالتوقف وليس بعد دخولك الاول عليه لو راجعت بوست بدر الدين مره اخرى بعين الحكم وليس الخصم تجده انزل مرفقا من ارشيفه لبوست قديم عن الشعوبيه تجد اخر المتداخلين به الاخ مسعود الذى اعتقدت انت انه لايحب من بدر الدين الخوض لكن المدهش الاخ مسعود كمتداخل اخير فى بوست الشعوبيه الذى اورد به بدرالدين حديث النور وصلاح رحمهما الله بالجزائر تجده اى مسعود لم يكن مستاءا من ذكر ذاك الحادث وقتها كان النور حيا وحييا بيننا وذات الامر ذكره بدر الدين فى بوست عن الدوش لعبدالله الشيخ كارلوس ولم يطلب منه احد بما فيهم مسعود التوقف ... ** خلاصه : مشكلتك الاعتقاد بقدسيه الميت وارتفاعه الى مقام الملائكه وبالتالى قفل الحديث عنه وهذا يناقض مقولتك بانتهاج الفكر الحر كمبدأ .كذلك وللمره الثانيه اى مبحث رصين لايعتمد مرجعيه واحالات يكون مجرد ونسه وليس حديثا قيما يستحق ان تنشره الصحف وتفرد له الابواب ثم هل رايت دراسه علميه دون ثبت مصادر؟؟؟ |
شكراً أخي / أحمد الامين .. وسأنظر لرأيك بعين الإعتبار رغم إختلافنا .. نقاط لابد منها : 1/ الحديث في وجود شخص حي له حق الرد يختلف عن الحديث رجل ميت (وتناول بعض خصوصياته الشخصية) يعني أنا أسي ممكن أقول لبدرالدين ده أي حاجة لأنه (حي وله حق الرد) .. أما إن إنتقل إلى رحمة الله , فسأتناوله (فكراً) بعيداً عن خصوصياته لأنه حينها يكون نبشاً وليس نقداً فلا غبار عليهم حينها (من وجهة نظري) لأن من يتحدثون عنه يستطيع الرد ..
2/ الصحف تنشر لي بعيداً عن (أسلوب تفكيرك ) الذي مع إحترامي عفى عليه الزمن ,وأكل عليه الدهر .. لأنني أتحدث عن (أمر) تناوله الناس على إستحياء (دراسات قليلة) وكتابات صحفية لم تشبعني .. (أطمح في أن يكون إجتهادي هذا مرجعاً يوماً) ما ولا أظن أن أول من كتب عن (الغابة والصحراء) وجد مرجعاً سوى (تجربة من أثاروها ) ..
3/ أنا لا يستفزني ولن يستفزني ماكتبته مقيماً لكتابتي (ياما دقت على الراس طبول) ..
4/ تظل مداخلاتك هذه عندي مع وافر الإحترام (غلاط) ومحاولة (رد إعتبار لي زولك) وأحترم جداً وقفتك معه , وإن إختلفنا ..
5/ (الفكر الحر) الذي أعنيه , ليس معنياً بنبش (ماهو خاص) بل بماهو (عام) ..
6/ سيظل باب (قبول) الرأي الآخر عندي مفتوحاً , ويسعدني أن أراجع (ملاحظاتك) بعين من يحاول الإستفادة منه , لا بعين من يحاول (الدفاع عنها) ولا أظن أنني سأرى يوماً (تقييمك) لما كتبته (محض تبخيس) سآخذ ما أراه موضوعياً وسأتجاهل ما أراه (محض تبخيس) دون الإلتفات إليه أو إلى كاتبه ..
هذا مع إحترامي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: حول بوست الا خ بدر الدين لعلك ذكرت ان الاخ مسعود والاخ عماد هما من اشارا اليه بالتوقف وليس بعد دخولك الاول عليه لو راجعت بوست بدر الدين مره اخرى بعين الحكم وليس الخصم تجده انزل مرفقا من ارشيفه لبوست قديم عن الشعوبيه تجد اخر المتداخلين به الاخ مسعود الذى اعتقدت انت انه لايحب من بدر الدين الخوض لكن المدهش الاخ مسعود كمتداخل اخير فى بوست الشعوبيه الذى اورد به بدرالدين حديث النور وصلاح رحمهما الله بالجزائر تجده اى مسعود لم يكن مستاءا من ذكر ذاك الحادث وقتها كان النور حيا وحييا بيننا وذات الامر ذكره بدر الدين فى بوست عن الدوش لعبدالله الشيخ كارلوس ولم يطلب منه احد بما فيهم مسعود التوقف ... |
ماذا بربك يعني (د. مسعود ) بجملة (قف , سلام) ؟؟ أعتقد أنه يعني (مراعاة )ظرف وفاة النور ووقعها على أحباءه وأهله لأنهم لايحتاجون حينها إلى سماع (بنأ خلاف قديم أو ذكر أمر شخصي جداً)
(*)
ود. مسعود أيضاً حينما تداخل في البوست المعني لم يكن عليه تثريب فقد كان النور حياً ويستطيع الرد ..!
وده موقف أخلاقي ..
(وأعتقد أنو واضح جداً لمن أراد ) ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
تقول فى ردك مايلى : / الحديث في وجود شخص حي له حق الرد يختلف عن الحديث رجل ميت (وتناول بعض خصوصياته الشخصية) يعني أنا أسي ممكن أقول لبدرالدين ده أي حاجة لأنه (حي وله حق الرد) .. أما إن إنتقل إلى رحمة الله , فسأتناوله (فكراً) بعيداً عن خصوصياته لأنه حينها يكون نبشاً وليس نقداً فلا غبار عليهم حينها (من وجهة نظري) لأن من يتحدثون عنه يستطيع الرد ..
2/ الصحف تنشر لي بعيداً عن (أسلوب تفكيرك ) الذي مع إحترامي عفى عليه الزمن ,وأكل عليه الدهر .. لأنني أتحدث عن (أمر) تناوله الناس على إستحياء (دراسات قليلة) وكتابات صحفية لم تشبعني .. (أطمح في أن يكون إجتهادي هذا مرجعاً يوماً) ما ولا أظن أن أول من كتب عن (الغابة والصحراء) وجد مرجعاً سوى (تجربة من أثاروها ) ..
3/ أنا لا يستفزني ولن يستفزني ماكتبته مقيماً لكتابتي (ياما دقت على الراس طبول) ..
4/ تظل مداخلاتك هذه عندي مع وافر الإحترام (غلاط) ومحاولة (رد إعتبار لي زولك) وأحترم جداً وقفتك معه , وإن إختلفنا ..
*********************** الفرق بين الحديث عن بدر الدين حيا والنور او صلاح كاموات لايتقسم لان بدر الدين شخص عادى جدا اما صلاح والنور فشاعرين وشخصيات عامه لايفرق الحديث عنهما حييا او ميتين يعنى لازم تفرق بين شخصيه عامه وشخصيه خاصه!!!! 2- الصحيفه التى تنشر حسب معاييرها وليس حسب معاييرى يدخل فى باب النسبيه ويمكن ان اقول ان الكثير من الصحف قد تنشر مقال " ونسه" لشخص لانه يرتبط بصله مع احد محرريها وهذا كثيرجدا فى الصحف السودانيه والربيه عموما ... * اعترف ان مداخلاتى لك غلاط لكن غلاط بمصادر وللتذكير اكثر من 40 مداخله لى بهذا المنبر تم نشرها بصحف سودانيه دون تعديل او حذف منها رغم وجودى بالسعوديه ودون علاقه او حتى معرفه مع محررى تلك الصحف فقط وجدوها فى بوستات مختلفه ونشروهى وهذه الشهاده تكفى ... ** انت ذكرت ان " ونستك" فى هذا البوست اذا نشرت قد تصبح مرجعا حول الغابه والصحراء وقلت بقله الدراسات فى ذلك طيب ايه رايك انا الان بكتب هذه المداخله وجوارى ملف خاص بصلاح احد ابراهيم به اكثر من 132 مقال عنه ودراسه وحوار معه كمصادر اضف الى اكثر من 215 دراسه ومقال وملف وقصاصه ن عبد الحى عليه لقله اطلاعك فى هذا الباب لاتعتقد ان ماقيل عن اولئك الفرسان وكتب قليل المشكله انك لم تقف عليه لذا لاتنصب نفسك حكما كتب الكثير جدا عن الغابه والصحراء والشعراء والعصر والمرجعيه المرتبطه بها .... **** انت مصر ان مداخلاتى رد اعتبار لبدر الدين ويبدو ان خلافك معه شكل لك هاجس عليه تاكد بعدم صحه هذا الوهم وانا اكتب مداخلاتك لاجل محاصرتك مرجعيا لان الكتابه صارت سهله جدا هذا العصر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: احمد الامين احمد)
|
(*)
المنفى والمملكة
* النور عثمان أبكر
لم أهجر يوما دار أبى
لأهيم بكهف فى الصحراء
أتدثر ما نسجته أكفُ الريح على منوال الصمت
وأطعم من مائدة الرب
وأصيخ السمعَ وأنشر ساريّة الأبصار لعلَّ الدرب
يتمخض مهرا يطوى بى، فى غمضة عين، كل جواء الدنيا
والآخرة المرجوة والرؤيا
وإذا ما عدتُ بسطت لكم سر اللقيا
وحلفت بخط الشيب برأس أبى، وبحرمة أمى:
أنّ ملاك الرب أتانى ليلا
شق الصدر وغرق فى بحر دماى أنامله
فانتزع الخوف وريح اللعنة، فك لجام لسانى
عمّدنى
وأراح جبينى، حررنى
من قهر الحاجة والزمن
ورويت لكم ما تعيا عنه الفطنة، تعيا عنه الحيل المطلية
من أنى شارفت رفاة الأبدية
فى حضن الشفق الأبدى سُقيتُ الخمر بأكواب الفضة
من أيدى الولدان الغضة
ندمائى رُسل المشرق والمغرب
ما بَحَّ اللحن ولم نتعب
ولأن الخمر بها أنهار
والحورُ العينُ تروح، تجئ بغير إزار
أغوانى الظلُّ، فأقصيتُ
***
قدستم رفقة : دار أبى
مهدى، منفاى ومملكتى
فيها عانيت مجاهيل المحظور، وجئت أعمدكم...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*) ســـرطان الـــــذي قيــل عــنــي
روعة الوجد أن يمد بصيصاً
من لَدُنْ بهرة الوجود ليُذكي
فورة الخلق في خريف البريه
إنني التاج في الوجود لفعلي
فالجُ الموت لا يحدُّ صعودي
درج الحب والفداء المعلِّي
تضحك الشمس والنفايا تغني
أهجر الشعر والأقاحي وأمضي
خلف هَمّ وشقوة بالمصير
سرطان الذي قيل عني
يبهظ النفس حسرةً وتمني
أن يعود الذي فات مني
استرد العمر ساذجاً وأغني
أنتمو الأهل والعشيرة, إني
أخطأتْ نفسيَ الصراط, وإني..
فنيتْ ذاتي التي هي نور..
في اليقين الذي نحن في الصحو فجره
النور عثمان أبكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
لا ترتكِبوا الخطأ الذي أخطأتهُ بِشخصنه الحِوار ... كان خطا مني أحمدالله أن إقترفتهُ وإني بِهِ لسعيد ...
إِن سؤالُكَ عَن عِرقِ أو جِهةِ مَنْ قال ما سَمِعْتَ أو قرأت لهُ ، يُفَوِتُ علَيكَ المَغَزى ... فَقَد إهْتمَمْتُ بِــ[ مَنْ قال ] وأَهْمَلْتُ [ ما قال ] فَأَضِعْتَ المَعنى ... فما لِلحِكمةِ لَونٍ أو جِهةٍ ... وما هكذا تُحاكم ما تَنْتِجَهُ الأفَكار ... ولا يجوز تَصنيفُ [أ] كَمُثقفٍ ، لِكَونِهِ قَد قَرأ لِديستويفيسكي كِتاب ... لا يجوز تصنيف [أ] كَمُثقفٍ ، لِكَونِهِ شاهد لِمونيه رَسَمَ ... إن ذلِك لَشَطَطٌ ... فَإِن ما قَرأتَ وشاهَدتَ لا يُلْحِقُك بِزمرة المُثقَفين ... فَإِن كُل نِتاجَ ما قَرأتُ وشاهَدتُ ، تجعلُ فقَط مِنك مُتلقي جَيِد وهي الدرَجة الأولى فيما أُسمِيه بري العود مِن لِحاءِهِ فإذا فهَِمت ما قرأت وإسْتَوعَبت ما شاهَدت ، تَرقَيتُ لِلدَرجة التالِية شذب العود مِن حُثالتِهِ ... فإذا طَبقَت كِفاحاً على نفسُك ما قَرأت ، وبِت مُستمتِعاً بِما إستَوعَبتَ ، تَقدمت لِلدرجة الأخيرة إستِقامة العود بعد إعْوِجاجِهِ ... فيُطلق عَليك حينُها صِفة مُثقف ... فإذا عُدت لِتقَييم المُنتَجَ الفِكري على أساس العِرق أو الجِهة ، تَقَهَقَرَتُ عن مكانَتُكَ التي إكتسبتُها كِفاحاً وما إنِحَطَت مكانَتُك إلا لإدِعاءُك بِفهم ما قرأت ونِفاقُك بِكَونِك مُتمتِعاً بِما شاهدت ، فتكون قد إدعَيت ما تمنَيت ... وسبب فشلُك فيما سعَيت لهُ –أن تتثقف- مرجعهُ فُتور هِمتُك عن ما ترغبهُ وإنصِرافُك عن ما تُريدهُ ، كأنك تستحِق ما تريد بِمُجرد طلب ذلِك هكذا ... ولِتعلم أن الإنسان المُنتِج لهُ أحَوالٌ يتقلب فيها ... فقَول ( لَيس في الجُلباب إلا الله ) حالٌ لا يُبخِس فِكر سَيِدي الحلاج بِالكُلِية ... فيُأخذ نادِرهُ حين إنتِباهِهِ ويُغض الطرف حين يغشاهُ ما يعترِهِ ... وقَول ( إني باب مدينة العِلم ) لا تجعل سَيدي علي إبن إبي طالِب مُقدس ... فنُقِر بِسِعه عِلمِهِ ونجعلهُ حَيثُ جعله الله ورسولِهِ ... ومُهِمة التثقيف أن تقطُف الورد وتتغاضى عن شَوكِهِ ... ثُم تعذُر الورد لِحملِهِ شَوكٌ بِطرفِهِ ... ثُم تستلِذُ وقع إبرِهِ التي تُدمي ، لإدراكُك حينُها عِلهُ كَون بِحواف الورد شَوَكَ ... ولِمن تثقف على كِتاب الله الكريم كان لهُ القدحُ المُعَلى ، لأن تدبُرِهِ يلزِمُك أن تطلِع على مراجِع وأن تدرُس علوم التي تُحيلُك بِدَورِها إلى غَيرِها مِن الكُتُب كُل ذلِك لِيَنَبَلِجُ لك غامِض القُرآن الكريم ... وتُسبِر سِرَهُ ... وتُلْقِط نادِرهُ ... وتَلَحَظ نُكَتِهِ ... وتَفْقَهَ لَطائِفَهُ ... ومَن يُتيح لهُ هذا المعين فَيهمِلهُ لِرأيِهِ ، لجاهِلٌ ولو قرأ ... وقِراءة النص بِنِية النَيلُ مِنهُ أو رفض نقد الآخرين لهُ ، لأقصى درجات الجهل الذي لا يستطيع الفرد أن يبلُغهُ إلا بِعَونٍ مِن الله تعالى < وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيّضْ لَهُ شَيطاناً فَهُوَ لَهُ قَرينٌ > الزُخْرُفِ 36 وأول ثِمار المُثقف التي يحصُدها الناس تواضُعِهِ لهُم دون إنكِسار ... وحِلمِهِ بِهِم دون مذلة.
ــــــــــــــ إختِلاف المُثقفين الحقيقِيين (كمال / أحمد الأمين)الحاصِل فوق ده بِيمرُق دُرر ... بس ما تقعو في الحُفرة الوقعت فوقا(شحصنه الحِوار) ... يا سلام عليكُم ... إنشاءالله ما تتفِقو لِيَوم القِيامة ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: احمد الامين احمد)
|
(*) (1)
بزمان كان فيه (صراع الهوية) فكراً ومصطلحاً و(تفاعلاً) حقيقياً حكراً على جمهور المثقفين ,كانت أولى أشكاله ذلك التجاذب الذي أفرز خلافاً بين (الأديبين) الأعظمين .. صراع (النخبة) الذي أعتمد (الكلمة) و(البحث) و(الفكرة) كان نتاجه (طفلاُ شرعياً) حملته ذاكرة (الثقافة السودانية) وثدياً جمع حوله وتغزى (أدباء) آخرون .. ولدت مدرسة (الغابة والصحراء) على شرارة صراع (فكري) نخبوي , تلقف هذه الشرارة (العوام) و(البسطاء) , فتغيرت (الأدوات) بتغير (المستخدم) , وبينما كان صراع (الزنوجة _ العروبة _ السودانوية) تحسمه قذائف (ميلاد) قصايد وأفكار , تحولت أدواته إلى (آلا ت قتل حقيقية) ترفض الآخر وتحاول إلغاءه وتقارعه (الحجة ) بالرصاصة .. معركة لم تكن تمثل (صلاح المستعرب) في مواجهة (النور المتأفرق) , بقدر أنها كانت معركة (ضمير الأمة) المتعددة الأوجه , حينها كان (ضميرها) الشعراء وألأدباء والمفكرون .. مخطأ من ظن أن مابين (النور _ صلاح) كان كالذي بين (الجنجويد) و(الزرقة) فهناك براح من (الفكرة)وحظ متساوي من حيث (إمتلاك أسلحة الصراع) وهنا ضيق بالآخر , ذلك البراح مرجعه أن (صلاح _ النور) لم يعانيا ذلكم (العراء المعرفي) .. لا يستطيع الإنسان العيش وفق (عراء معرفي) والعراء الذي أعنيه هنا , ليس (عراء الحاجة إلى المعرفة) بل (عراء الحاجة إلى تعريف الذات) .. والحاجة إلى تعريف الذات , هي أصل (صراع الهوية) ..!! (*)
حينما كان (الصراع) فكرياً , حلبته أروقة (الجامعات) و(ملتقيات الفكر والثقافة) كانت هنالك (عدالة) حقيقية على مستوى (أدواته) وعلى مستوى (حرية إتخاذ الموقف) الذي تراه من أطراف (الصراع) فتكونت (فرقتان إختلفتا ) و(تصارعتا) دون أن نخسر (نفساً) أو (نقلع زرعاً) أو (نختطف أرضاً) أو نحمل ضغينة لأحد لأنه قال (بوجوب أفرقة أو عربنة السودان) , حسب (الفرقتين) أن (تنتصرا) في ميادين (الفكر) و(توسيع قاعدة المعتقد) عبر (أداة) الفكر نفسه .. لم يبحث (النور) حوله فلم يجد نفسه (عارياً) عن تعريف نفسه إلا وفق مكتسب بالميلاد أو إدعاء الإنتساب إلى (قريش) أو (هوازن) أو بحثاًعن تبخيس (الآخرين) إدعاءهم ذاك ومحاربتهم وفقه , كان(النور) يمتلك (لبوساً) من ستر (المعرفة) و(الفكر) وقاه شر (العراء المعرفي) الذي قاد آخرين إلى مجابهة الآخر بحد (السيف) .. إنتصرت (فكرة) النور , وأنهزمت فكرة صلاح والعكس صحيح عبر مستويات مختلفة ووفق ظروف تأريخية مختلفة , وظل الأول علماً وبقي الآخر علماً وهذا فضل (ثوب المعرفة) و(سلاح الفكرة) ..
يوم أن خرج صراع (الغابة والصحراء) إلى خلاء (العوام) و(البسطاء) ولم يجدوا ما حظي به (النور _ صلاح) كان أن تلفتوا حولهم وماوجدوا بداً سوى التمترس خلف (العرق _ اللون_ القبيلة) , وكان أن جمع الفريقان (أدواة) تختلف عن ماتوفر لتلك (النخبة) .. وسال الدم .. بدلاً عن أن تسيل (الأحبار) .. إحمرت الأرض .. بينما يومها قد (أزرقت) الأوراق ..!
(*)
للخلاف الفكري الذي تفجر بين أديبين كبيرين بعظمة (النور وصلاح) فضلاً على الثقافة (العربية والإفريقية) على حد سواء , حيث أن نشوء هذا (الخلاف) الفكري حرك ساكناً , وفجر إبداعاً وأفرز مدرسة أدبية هي الأبرز في (تأريخ الثقافة السودانية الخالصة) , قبل ولادة (الغابة والصحراء) كان (الأدب) السوداني قد أعتمد (التقليد) وأتخذ مدارساً عدة أغلبها نشأت (شرقاً وغرباً) ولكنها جميعها كانت (وافد ثقافي) .. سيظل (النور عثمان أبكر) علماً من أعلام (الأدب والثقافة) تتحدث عنه الأجيال , ويقتفي أثره الباحثون وتفرد له (ساحات الفكر والعلم) مدارج (للدراسة) .. لم يحن بعد أوان تكريمه وتقييمه , لأن (الفكرة) تتوالد وتطول قامتها ويعلو شأنها ويسمو فرعها بالإنتشار على مستوى (إتخاذها) تقليداً ومدرسة وهذا تفاعل لا زال يسري بين أوصال (الشكل الأدبي) الذي وضع (النور) لبنته الأولى وجر وراءها (المكي وعبدالحي) وقلدهم آخرون .. فضل هذا (الصراع الفكري) أن جعلنا نهنأ بشاعر وشعر مختلفين , ولولا هذا (الصراع الفكري) لما كانت (الغابة) ولما كانت (الصحراء) ولكان (النور) و(صلاح ) و(سند) و(عبدالحي) و(المكي) و(الفيتوري) نسخاً تتكرر كثيراً في تأريخنا (الأدبي) .. ولقرأناهم جميعاً كما نقرأ من سبقهم , ما أختلفوا تصنيفاً أو تقييماً أو خروجاً عن مألوف (الشكل _ التناول_ اللغة _ الأوزان) ..
(*)
إختزال تجربة (النور _ صلاح) وتصويرها على أنها (صراع شخصي) فيه ظلم كبير للأديبين العظيمين , لأن تناول (مبدع كالنور ) ومحاولة تسليط الضوء على (فكره _ عمله _ علمه _إبداعه) وفق تقييم (البسطاء) يصرفنا عن محاولة إعطاء (منتوجه الفكري والإبداعي) حقه ومستحقه , لان (النور) لم يكن شاعراً عادياً (يتبعه الغاوون ) ولكنه كان (مفكراً) أسهم عبر (منتوجه الأدبي) في خلق (مدرسة فكرية أدبية) لا تستطيع فصل مكونها الأول عن الثاني ..
والشاهد هنا أن صراع (شوقي _ حافظ) لم ينظر له أحد على أنه (صراع أشخاص) رغم تطاولهما على بعضهما البعض , وهجاءهما لبعضهما البعض : قال شوقي بحق صنوه (حافظ) : أودعت إنساناً وكلباً وديعةً *** فخانها الإنسان والكلب (حافظ)
ورد (حافظ) :
يقولون أن الشوق نار ولوعة *** فمابال شوقي اليوم (بارد)
وهذا لم يمنع (حافظ) مستقبلاً من (الإحتفاء) بشوقي قائلاً :
أمير القوافي قد أتيت مبايعاً *** وهذي وفودالشرق قد بايعت معي
يبدو أنهما كانا أكثر حظاً من (أديبينا) النور وصلاح حيث أنهما لم يكونا مطية (لكل جاهل) لبس (عمامة) الأديب وتحدث عن ماليس له به علم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: السودانيون الذين عناهم ابن خلدون فى مقدمته ليس هم بالطبع مواطنى دوله السودان حديثا بل هم الذين يعيشون فى الاقليم المناخى العمرانى حسب تقسيمات ابن خلدون للعمران ويدخل فى زمرتهم حتى البربر الذين ينتمى اليهم عرقا ابن خلدون وحديثه عن كسلهم وحبهم للرقص جاء فى سياق حديثه عن اثر الحراره الى تتسم بها اقاليم السود على المزاج وانفالاته لكن اذا انتقل سودانى - حسب مصطلحات ابن خلدون - من اقليم عمرانىحار الى قليم مناخى عمرانى معتدل لاينطبق عليه ماقاله بحده المزاج والكسل هنا لاحظ ابداع وحركه السود عند انتقالهم مثلا من افريقيا الى امريكا وبروزهم فى الرياضه والعاب القوه تحديدا ..
|
أي أنك تتفق مع (بن خلدون) ؟ فبأي إقليم أنت الآن أخي / الكريم؟ وماتأثيره عليك ؟ وعلى الذين يعيشون بإقليم (السودان) مراعاة فروق (العقل) والله المستعان ..!!
Quote: الاحالات المرجعيه شئت ام ابيت تمثل 60 من اى عمل علمى او ادبى رصين وابن خلدون ومن ذكرتهم انا كشوقى ضيف من قال لك ان الانسان يوافقهم فى كل شى انا اوردت منهم اقتباسات فى سياق معين واذكرك ان الامام مالك الذى سار بفقهه الركبان وضرب اليه اكباد الابل نفسه قال " كلنا يؤخذ منه ويترك الا صاحب هذا القبر " فى الاشاره الى النبى محمد صلى الله عليه وسلم ...ثم ان سيدنا موسى نبى اليهود قال فى سوره الكهف للعبد الصالح " هل اتبعك على ان تعلمنى مما علمت رشدا" يعنى نبى من اهل العزم الخمس يتواضع فى مقام التعلم طالما اتاه الامر بالدليل مثلما فعل الرجل الصالح عموما انت من حقك ان لاتؤمن بالاستشهاد ولاحظ انه يفرق من الاقتباسات بلاغيا عليه كى يكون ماتظنه صحيحا ملزما لنا دون دليل منك حتى ان خالف التاريخ فلتكتب لنا كتبك وتنشرها للملا ونضعها بالمكتبات الجامعيه حتى ترتفع عندنا الى مقام ابن خلدون وشوقى ضيف " ملحوظه شوقى ضيف كتب 105 كتابا" قبل موته قبل اعوام قليله ........ |
طبعاً أبيت , أخي الكريم .. ولا أتفق مع هذا الحديث ..إلا إن وافق ما أراه وما يقنعني ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
كى تعلم فى الا قاليم التى عناها ابن خلدون اعيش انا راجع مقدمه ابن خلدون لتعلم الاقليم الذى ب السعوديه حيث اعيش واعمل راهنا علما ان تقسيم ابن خلدون تقسيما طوليا للارض حسب عمرانها .. * قف: ان لم تقف على نسخه من مقدمه ابن خلدون سوف ارسل لك نسختى الخاصه هديه لك بالبريد المستعجل ... **************************************8 كونك لا تتفق مع اهميه المرجعيه فى العمل العلمى والادبى فهذا من حقك لكن لا ينفى رفضك قيمتها والاتفاق العلمى باهميتها وهل تعتقد انكار الشى ينفى وجوده او قيمته ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ البعض ينكر وجود الله فهل يعنى ذلك عدم وجود الله ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: كى تعلم فى الا قاليم التى عناها ابن خلدون اعيش انا راجع مقدمه ابن خلدون لتعلم الاقليم الذى ب السعوديه حيث اعيش واعمل راهنا علما ان تقسيم ابن خلدون تقسيما طوليا للارض حسب عمرانها ..
|
إذاً طالما أنك تحت وطأة إقليم (خفة العقل) , فلا أعتقد أن (بن خلدون) صادق ف(أحمد الأمين المؤرخ والمؤصل) ليس خفيف (العقل) وإن أتفق مع بن خلدون على خفة عقل أهل الإقليم ..
Quote: * قف: ان لم تقف على نسخه من مقدمه ابن خلدون سوف ارسل لك نسختى الخاصه هديه لك بالبريد المستعجل .. |
كتر خيرك ماتتعب نفسك , طالما أنك موجود وتنقل لنا رأيه فما حاجتنا إليه ؟ شكراً على شعورك الطيب ..
Quote: كونك لا تتفق مع اهميه المرجعيه فى العمل العلمى والادبى فهذا من حقك لكن لا ينفى رفضك قيمتها والاتفاق العلمى باهميتها وهل تعتقد انكار الشى ينفى وجوده او قيمته ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ البعض ينكر وجود الله فهل يعنى ذلك عدم وجود الله .... |
تعرف دعوتك عدة مرات لقراءتي جيداً ثم الرد على ما أكتب .. رفضي للنقل والإقتباس دون تمحيص وتفكر لا يعني ما (أردت) أن تتوصل إليه أعلاه ..
وافر إحترامي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
عاش (صلاح أحمد) حياة طويلة حافلة بالإبداع والخطأ والصواب وسوء التقدير وحسنه , مواقف (صلاح أحمد) كان بعضها يعود إلى مزاجيه شابها (التسرع)وتغليب (العاطفة) في إتخاذ الموقف , فنجده على عكس صنوه (النور) الذي سارت حياته وفق خط رسمه باكراً حتى أنتهى به إلى تمسكه بالدعوة إلى (الأفريكانية) ثم إتخاذه أخيراً موقفاً تستطيع وصفه (بالسودانوية) الحقة , مظهراً ومخبراً , ولن تصيبك تلك (الحيرة) التي تصيبك عند التأمل بصلاح الموقف الذي تبدل كثيراً على فترات زمنية مختلفة لكنه إن حافظ على شئ فقد حافظ سمة التسرع في إتخاذ الموقف ولكنه لم يفقد تلك المقدرة الفذة في نظم الشعر وكتابة الأدب .. وإنتقال (صلاح) في أحريات أيامه إلى موقع (التعاطف) مع (الإسلامويين) لم يكن سوى تعبيراً عن هزيمته أمام (الإفريكانية) التي وجدت تعاطفاً منقطع (النظير) بعيد إنهزام الفكر القومي العربي , على العكس من أخيه (النور) الذي سارت (الرياح) حسب ما أحب وهوى وآمن , فتطورت (دعوته) وطغت , وكان تطورها (الموضوعي) حين غاب (الفكر العروبي) وصار يتجسد إختباءً تحت (فكر الإسلامويين) أن تحولت إلى (دعوة إلى سودانوية) تناهض (الفكر الإسلاموعروبي) دون تجمد عند (مرحلة الأفريكانية) التي هي أيضاً , نظرة إلى آخر وإن كنا جزء منه إلا أننا (جزء تميز بخصوصية ثقافية ) عمادها (الهجنة).. كل ماسبق لا أظنه ينتقص من قدر (صلاح ) الشاعر , الأديب , الذي يحسب من عمالقة (الشعر السوداني) حين كتب (فصيحه ودارجه) وكانت تلك (المدرسة) التي أفرزها ذلك التضاد فتحاً جديداً وخروجاً عن مألوف (النظم والتناول) . والناظر إلى منتوج (صلاح ) الشعري يجده قد تنقل على مستويات مختلفة ومدارس (تقليدية ) وإن كانت تصنف على أنها (حداثية) وأقول (تقليدية) لأنها لم تكن بعد (مدرسة سودانية المنشأ) إلا أن أحد آخر أعمال (صلاح) القيمة في (رثاء صديقه علي المك) كانت صبغته (سودانية خالصة) وعملاً (حداثياً) حقيقياً جمع فيه وتجرأ على (إستخدام مفردات تعد دارجة) داخل نص فصيح الشكل (سنتناول القصيدة) إستناداً على (جزئية من بحث للدكتورة :نجاة محمود) وهو (مبحثها الأول) : الغابة والصحراء بين (النظرية والتطبيق ) ..!!
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 02-19-2009, 01:06 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
وضوح تأثير دعوة (النور) بأشعار (صلاح أحمد) :
العروض) صناعة يعرف بها صحيح أوزان الشعر العربي وفاسدها ومايعتريها من الزحافات والعلل . وضعه( الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري ) في القرن الثاني من الهجرة , وكان الشعراء قبله ينظمون القريض على طراز من سبقهم , أو إستناداً إلى ملكتهم الخاصة . وبه حصر (الخليل ) الشعر في ستة عشر بحراً . سبب تسميته بهذا الإسم ( العروض ) , أن (الخليل )وضعه في مكان يسمى العروض , يقع بين(مكةوالطائف) . ثم جاء محدثون كثر , إدعو أنهم من أرسوا قاعدة التمرد على ماوضعه ( الخليل ) وأسموه ( كلاسيكياً ) و إسموا سباحتهم بالكلمة خارج بحوره الستة عشر ( حداثةً ). وهذا إدعاء باطل وخطأ فادح , فرائد الحداثة الأول هو أبا العتاهية , ومما يخبر أن أبا العتاهية نظم شعراً .. فقيل له : خرجت فيه عن العروض . قال : سبقت أنا (العروض) وكان معاصراً للخليل إذاً فهو خروج عن القاعدة قبل وضعها . الآن حين نقرأ كثيرين ندعى أيضاً , أنهم خرجوا عن مدرسة , التقليد والكلاسيكي . يكتبون ,دون أن تستطيع الإحاطة بملامح النص , يقرأون ويكتبون , تحت لافتة (نص) , فتتساءل أقصة هي ؟؟, أم نثر؟؟ , أم شعر؟؟ .. فيعجبك , ويلامس حسك .. فترتضيه دون مسمى وبعدها تنتظر له تصنيفاً .. يقول (صلاح ) في رثاء صديقه (علي) :
نغفل، والموت ثعبانه منطو يتربصنا وهو لم يغفل تناوم، ملمسه الناعم دافئ يسبل الجفن في كسل بينما اهتاج بالسم ناب وغالك - يقصدني بالأذية، لا أنت، فالدور - أن صح إمساكه للحساب - كان لي.
***
مدينته الآدمية مجبولة من تراب مدينة كل الأحبهم: البسطاء وصفوتها المبدعين تمنى له قدلة - حافيا حالقا - كالخيل يطوف ها بين خور ونيل يقطع أنفاسه زفرات، ليغمض عينيه بعد قليل بعيدا عن الأهل، في وحشة واغتراب: آه أنا، آه آه، أنا آه آه، أنا أنا آه "عزه" في هواك "عزه" نحن الجبال ولليخوض صفاك "عزه" نحن النبال "عزه" ما بنوم الليل محــــال وبحسب النجوم فوق الرحال خلقه الزاد كمل وأنا حالي حال متين أعود أشوف ظبياتنا الكحال وما عاد إلا ليرقد في حفرة جمعت عاشقين: "عليا" شهيد صبابته - وتراب الوطن يمد لمن عاش في شغف حبه - قلبه باليدين صدقنا لك الوعد فعل الصدوق الأمين ولم نتقاض عليه ثمن فكن حافظا للجميل فكن حافظا للجميل غدا، يا وطن!
والناظر إلى (تعريف علم العروض) أعلاه , المتأمل برائعة (صلاح) في رثاء (علي) يجد أنه قد خرج عن (النظم) الفصيح إلى إستخدام قصيدة (عزة في هواك) كجزء من (نص) سمته (الفصاحة) وهذا يرجعنا إلى مقولة للأستاذ / النور وردت في مستهل (بحث الدكتورة نجاة) : يقول (النور) : "إن انتباهي إلى مسألة الغابة والصحراء تم لي وأنا في محيط حضاري غربي رفض هويتي الإفريقية حين أفكر ورفض هويتي العربية حين أكون". وقصيدة (صلاح) أعلاه تجسيد لما وجد (النور) نفسه فيه من مأزق , فلولا نشوء هذه (المدرسة) التي تمردت على (شكل القصيدة العربية) الملتزمة بالفصاحة (كما وردتنا) من مدارس شعرية نشأت بالخارج , لما كان لصلاح الجرأة على إقحام (دارج ) اللغة كجزء من (النص) ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*) يواصل (صلاح) في رثا (علي): حبيبته البدوية ذات الإهاب الحسن سلبت منه نومه يرى في الظلام غدائرها التمعت، وهو يرعى نجومه يطوف بها في الهزيع الاخير .. ويطلق حنجرة من "كرومه" يا ليل.. ابقى لى شاهد .. على نار حبي وجنوني .. يا ليل! طريت "الناس" "ووناسه" طريت "ام در" حليل ناسها كيف أسلاها واتناسى ومفتون بظبي كناسها يا عزه" الفراق بى طال وسال سيل الدمع هطال يا عزه"! *** حبيبته من تراب مبجلة عنده: بشرا، وضفافا، وبوابة قباب من "فتيح" إلى "الجبل" وها آب نعشا بغير حراك، تشيعه وتهيل التراب تعض بنانا عليه خضاب وترقص بالسيف، حازمة وسطها: ويب لي! ويب لي! ويب لي! وهذا شريك ضناي "على" يدلى لحفرته من عل ويهال عليه التراب ويب لي! ويب لي! ويب لي! فجزي قرونك، لا تستحمي ولا تفركي الطيب في أذنيك، ولا تدلكي ساعديك، ولا توقدي "الشاف" في حفرة ولا تحبلي
(*) ولم يجد (صلاح) زعيم دعاة (الصحراء) بجناحي الصراع , في أن يكتب نصاً (دارجاً) وهاهو أيضاً يكتب نصاً (هجيناً) دون حرج , لعلنا نتعرف على مانع ذلك الحرج حين نقرأ مستهل (مبحث) الدكتورة (نجاة محمود) :
المبحث الأول: الغابة والصحراء .. البعد التنظيري
إن فكرة الغابة والصحراء لم تولد من فراغ، بل أتت عبر مخاض مؤلم وطويل، وبحث دائب عن الهوية، فلا غرو فهي ظهرت بعد الاستقلال مباشرة، وعندما كانت الدعوة للقومية تفرض وجودها في بداية القرن، كانت في الأساس لتوحيد الشعور الجمعي السوداني وتزكية النفوس لتوحيد الصف السوداني لدحر الاستعمار ... وبعد أن نال السودان استقلاله ظهرت التساؤلات التي تخص الهوية السودانية. وهذا ما قد يجعل المبدع يحتفي بإفريقيته كقيمة حضارية بقدر احتفائه بعروبته، وقيل في ذلك "عن موروثنا الإفريقي يجب أن نعتز به ونفاخر به بدلاً أن نقلد غيرنا فلا نحسن التقليد". ومن ثم "إن خصوصية الثقافة ليست مظهرية أو خارجية ولكنها كنه مستبطن لا بد من التنقيب فيه والتفتيش عنه" ، إن حركة الغابة والصحراء هي من مجملها حركة "لبعث" العنصر الإفريقي في تكوين السوداني و"ليس معنى الحركة أنها (إدارة) ظهر لكل ما هو عربي بقدر ما هي التفات جاد إلى كل ما هو سوداني". ويقول محمد عبد الحي في ذلك: "جماع الغابة والصحراء لم يكن ودياً في البداية ولكن زحام هذا اللقاء الشرس بين فرسان الخيول العربية وبين سبايا الغاب الإفريقي نحتنا وجوهنا ... الأفكار لا تجدي ... الاعتراف، عودة إلى الجذور الأصلية المنسية، ضغوط، يتم لقاؤنا بشمس الحقيقة". فالثقافة التي ننشدها يجب أن تكون ثقافة هجينة مثلنا، "فهي إفريقية أصلاً ولكنها عربية الملامح". كما أن دعوة الهجنة في أصولها "العرقية عند (ماكمايكل) وتجلياتها الثقافية عند (ترمنجهام)، تنطوي على فرضية انحطاط وهو انحطاط نجم في نظر دعاتها على امتزاج العرب المسلمين بالنوبة الإفريقيين". ثم شرح ما يرمي إليه قائلاً: "فقد جاء عند ماكمايكل ما يوحي بأن (الدم) العربي أرفع من الدم الإفريقي، وجاء عند ترمنجهام أن الهجين العربي الإفريقي قد سرب من العقائد إلى الإسلام ما أدخله في الوثنية. من الواضح أن المكون الإفريقي في هذا الهجين هو أكثر من تأذى لنظرية الانحطاط هذه". وقيل: "وثاني ما ينبغي أن نذكره هو أنه إذا كان السودانيون نتاج امتزاج العنصر العربي الإفريقي، فلا ننسى أن العنصر العربي كان هو الظافر المنتصر ـ منه الفاتحون ـ ومنه السادة، الذين أسروا العبيد واقتنوا الرقيق، وملكوا الأرض، فلا عجب أن يحاول أحفادهم تغليب العنصر السيد على العنصر المسود في تكوينهم، الطبيعي أن يكون شعورهم الأول هو التقليل من أهمية العنصر المغلوب أو إنكاره بتاتاً". ثم أردف قائلاً: "في هذا العامل قوة تذكرنا إن العنصر العربي المنتصر لم يكن أعلى شأنا من الناحية العسكرية وحدها بل كان أرقى ثقافة وأنضج من حضارة راقية لا يعرفون لها نظيراً لدى العنصر الإفريقي الذي لم يعرف إلا همجية وبدائية ـ بل له لغة هي أعلى كعباً من مراقي اللغات البشرية وعن جميع اللَّهجات واللغات الإفريقية التي لا تعرف حتى مجرد الكتابة". ومما قيل، نجد أن عدم الموضوعية وعدم معرفة بعض النقاد* المصريين بتأريخ السودان، يجعلهم يطلقون أحكاماً مطلقة تدل على الجهل المتعمد، لوضع السودانيين في درجة أقل وهي درجة المتلقي وليس المرسل، والمتأثر وليس المؤثر. فالمعروف تاريخياً، أنه عندما دخل العرب السودان، كانت هنالك ممالك مجيدة، مثل النوبة، والمقرة وعلوة وقبلها كانت مملكة مروي**، التي استخدمت اللغة المروية وهي لغة مكتوبة وآثارها باقية إلى الآن.*** ومن ثم انبثقت الغابة والصحراء كحركة بعثية لتبعث العنصر الزنجي في السودان. وإننا بتجاهلنا، واحتقارنا لهذا المكون الزنجي الذي يبدو في ملامحنا، ولوننا، كعلامات فارقة بيننا وبين العرب الخلص ـ الذين بدورهم ينظرون إلى السوداني بدونية واحتقار ـ لن تكتمل هويتنا. "وعدَّ محمد عبد الحي انتماءنا إلى العرب تكبراً أجوفاً". كما أضاف محمد المكي إبراهيم في هذا الأمر قائلاً بـ"إننا أنكرنا إفريقيتنا في تلهفنا للانتماء الأكبر".
(*)
مستهل البحث يقودنا إلى الإبتعاد عن تصوير جمود (الفكرتين) وتوقفهما عند مرحلة (إزالة مكون لصالح الآخر) , بل نخلص إلا أن (الصراع) قد تطور إلى نقطة (إلتقاء) وليس عكس , وهي تنازل (الطرفين) تنازلاً موضوعياً وإتفاقهما على (فكرة الثقافة الهجين) وهي ما نستطيع تسميته (بالسودانوية) ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*) الخليل إهتدى إلى وضع هذا الفن بمعرفة علم الإيقاع والإنغام , لتقاربهما , قيل إنه مر يوماً بسوق الصفارين فسمع دقدقة مطارقهم على الطسوت فهداه ذلك إلى تقطيع أبيات الشعر فكان علم العروض .. وخطأ شائع أن نقول أن كل ما خرج عن الستة عشر بحراً ليس بشعراً فقد رأي ( المولدين ) بعد أن جاءت عولمة الثقافة العربية فيما بعد عصور الفتح الإسلامي ,أن هذا الحصر يضيق عليهم مجال القول , فأرادو أن يجري كلامهم , على الأنغام الموسيقية التي نقلتها اليهم الحضارات المختلفة . وأمر الغناء بالشعر العربي , قديم , إلى أنه تطور في مدنية العباسيين , وقليلاً أيضاً , في مدنية الأمويين , فلم يطق , المولدون والموالي , والأعاجم , أن يلتزموا تلك الأوزان المو من العرب , فأحدثوا أوزاناً أخرى بلغت سبعة أوزان ... إستدراك : الدوبيت .. أيضاً هو بحر , ووزن أضيف لبحور الخليل , أضافه الفرس , وأمتلكه أهل السودان وهو مشتق عن كلمة فارسية ( دو) أي إثنين ( وبيت ) أي بيت شعر .. أي أنه مركب من بيتين , ويسميه الفرس ( الرباعي ) , واوزانها كثيرة أشهرها : فعلن .متفاعلن.فعولن .فعلن ومنه قول بن الفارض: روحي لك يازائر الليل يامؤنس وحدتي إذا الليل هدا إن كان فراقنا مع الصبح بدا لا أسفر بعد ذاك صبح أبدا
وهو في حكم الخليل وعوضه وأوزانه , شعر ردئ الصناعة .
وهذه خير دلالة على أن الشعر (السوداني) يمكنه أن يتحلى بخصوصية على مستوى (الشكل والنظم) تتفق مع (خصوصية الثقافة الهجين) ..
وقد تطورت (أدوات) الشعر عن أهل السودان وأتخذ بعضهم (بحر الدوبيت) طريقاً حتى وسموا به أكثر من (بلد منشأه ) في (فارس) حتى أطل زمان (التساؤل عن الهوية) ومخطأ من صور (صلاحاً) على أنه عدو للأفرقة , كما يخطئ من يصور (النور) عدواً للعروبة : جاء ببحث الدكتورة نجاة محمود :
1 ـ هموم الهوية السودانية والثقافة العربية الإفريقية: كانت هموم الهوية السودانية هي من الأساسيات التي قامت عليها الغابة والصحراء، كما أن السودان كبلد إفريقي عربي اكتظت ثقافته بثنائيات الثقافة الزنجية، والثقافة العربية فشكلت رافدين أساسين في الثقافة السودانية. وها هو صلاح أحمد إبراهيم* يبرز هذه الثنائية في قصيدته (فكر معي ملوال)**: ملوال ها أنا الحس سِنّة القلم ألعق ذرة من التراب أضرب فخذي بيدي .. أقسم بالقبور .. بالكتاب شلت يدي جنازة لو أنني كذبت يا ملوال ولينشف اللسان من جذوره، ولتنفطر هذي اللَّهاة من ألم كأنها حنظلة الجبال لو أنني كذبت يا ملوال وقبل أن تنكرني اسمع قصة الجنوب والشمال حكاية العداء والإخاء من قدم حيث بعد ذلك ينتقل إلى التحدث عن الطريقة التي كون بها الشمالي، إلى أن يقول: تفتحت حقيقة سمراء في أحشاء كل أم ولدٍ منهن، من بنات جدك الأكبر، مما بذرته نطف الأعراب فكان منها الفور والفنج، وكل سحنة فاحمة، وسمة غليظة، وشعر مفلفل ذُرّ على إهاب حقيقة كبيرة عارية كالفيل كالتمساح، كالمنيف فوق كسلا، سليطة الجواب: كذاب الذي يقول في السودان إنني الصريح، إنني النقي العرق، إنني المحض .. أجل كذاب يدعو صلاح هنا ملوال* قائلاً: نحن يا ملوال لا نختلف كثيراً، فأنا عندما أقسم يا ملوال الحس ذرة التراب، وكذلك أضرب على فخذي لأغلظ القسم، ولتأكيد صدقي، كما أنني أيضاً أقسم بالكتاب، فلتشل يدي يا ملوال وتصبح ميتة جنازة لو أنني كذبت يا ملوال، ولييبس لساني من حده، ولتشق لهاتي مثل الحنظلة الجبلية الجافة لو أنني كذبت فيما أقول. وقبل أن تنكرني وتكذبني اسمع قصة الشمال والجنوب وقصة هذا العداء وكذلك الإخاء من أقدم الزمان، وبعد أن أكد على المتشابهات ذهب في المقطع الآخر يؤكد على شيء مختلف فهو يريد أن يخبرنا كيف تم تكوين ما يسمى بالسودان فقال: تفتحت حقيقة سمراء، يعني تكون طفل يحمل الخاصة السوداء والبيضاء، لأن اللون الأسمر هو اللون الذي يتكون من الأبيض والأسود معاً، هذه الحقيقة كانت في رحم جدتك، التي تخصبت بنطف العرب، وهنا يرمز إلى الحقيقة التاريخية، إلى أن الهجرات العربية إلى السودان، كانت هجرات رجالية لوعورة وبعد الطرق فأتى العرب، وتزوجوا من النساء الزنجيات ليكونوا ما يسمى السوداني الآن. فكان من ذلك الإخصاب الفور والفونج وكل من هو أسود وأكرد الشعر وذو ملامح غليظة، وأسمر الجلد. وهي حقيقة عارية وصارخة مثل الفيل والتمساح وجبل التاكا في كسلا سريعة الإجابة. فاسمع يا ملوال، كذاب من يدعي أنه العربي الخالص في هذه البلاد. في هذه القصيدة يخاطب صلاح أحمد إبراهيم ملوال، مقسماً له بكل الأقسام التي يعرفها ملوال ليؤكد أنهما بعض من كل، وهو السوداني ومن المعروف، أن الجنوبيين ينظرون إلى الشماليين على أنهم عرب، ولكن الشاعر الشمالي يريد أن يخبر ملوال، ويدعوه إلى أن يضع يده في يد الشاعر، وليبحثوا عن نقطة التلاقي لا نقاط الاختلاف، وأنهما ينتميان إلى ثقافة واحدة. ويخبره كيف تم تكويننا إذ أن الشمالي ما هو إلا أخوه من أبناء جدته الكبرى ويخبره أنه كذاب كل من يدعي العروبة الخالصة في السودان، ومن هنا نجد أن الشاعر يؤكد على وجود الدماء الإفريقية في السوداني الشمالي، كما يؤكد على توحد الثقافة. على الرغم من جمال هذه القصيدة، إلا أنّ بها كثيراً من المفاهيم العاطفية الساذجة، لا أدري هل أراد الشاعر هذه البساطة حتى يفهم بملوال الذي يبدو أنه غير متعلم وبدائي وهذا في حد ذاته تنميط للإفريقي، فملوال هنا يرمز إلى الجنوبي. ولعل حضور ملوال في ذاكرة الشاعر يمثل الأنا (الإفريقي) في نفس الشاعر ورغم أن هذا حوارٌ ثنائي إلا أنه تتحد فيه الأضداد لتمثل شخصية السوداني المنقسمة على نفسها المتحدة في جذورها. فيرى أنه يقسم بالقبور يستدعي التراث الإفريقي وعبادة الأجداد، وبالكتاب الذي هو رمز الثقافة العربية الإسلامية التي في تمثلها في الواقع السوداني لم تسقط الرمزية الدينية للقبور دفعة واحدة ولعل ملوال بهذه الطريقة التي أكد له فيها الشاعر وحدة جذره العرقي معه، يكون أقرب لفهم سطحية العداء المتوهم بين الجنوب والشمال أو بالأحرى بين الإفريقي والعربي، وهناك خيط رفيع بين العداء والإخاء من القدم، والشاعر يستدعي هنا قصة هابيل وقابيل التي تتمثل فيها قمة الإخاء والمودة وقمة الدموية والعداء، وقد أسهب الشاعر في ذلك.* ثم ينتقل الشاعر للحديث عن قضية "اثنيه" هي سمرة السودانيين (تفتحت حقيقة سمراء) يستدعي فيها تراث الفقه المالكي في مسائل أمهات الأولاد. وهي من صميم الثقافة العربية في تمازجها مع الميراث الإفريقي. فأمهات الأولاد هم بدايات هذا التمازج العربي الذي أنتج الفور والفونج وكل سحنة فاحمة ... الخ. وهذه حقيقة كبيرة وعارية كما يرى الشاعر تقف ضد كل ادعاءات النقاء العرقي تذكر ملوال بالتواصل الحميم بينه وبين الشاعر. وبنظرة فاحصة للأمر، لعل ملوال وذلك الأنا الإفريقي الذي حاول الشاعر إخفاءه ولكنه لم يستطع فتصالح معه. ونسب إلى الكذب من يدعي غير ذلك فملوال حقيقة ماثلة تعلو على كل الحقائق وهي كالفيل والتمساح وجبل التاكا، وهو يشكل أبجديات الوجود السوداني وليس أكذوبة ولكنه حقيقة عارية بل الكذب الصراح هو إنكار تلك الحقيقة العارية.
وهنا يتفق (صلاح) مع أخيه (النور) على عدم (وجود فرضية النقاء العرقي) , يقول (النور) : كذاب الذي يقول في السودان اننى الصريح اننى النقي العرق اننى المحض اجل كذاب..
إذاً فقد كان (الصراع الفكري) بين الرجلين قد خلص إلى (نشوء مفهوم السودانوية) وإلتقيا عندها , وهو معادل موضوعي للصراع الفكري الذي يؤمن بالثابت والمتحول .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
جاء في : مُقدِمة إبن خلدون / المُقدِمة الرابِعة / في أثر الهواء في أَخلاق البشر / صفحة رقم 83 / المكتبة العصرِية / طبعة 2003م
[ ... مِن خُلُقِ السودانِ على العُموم الخِفَّةَ والطَّيشَ وكَثْرَةَ الطَرَبِ ، فَتَجِدُهُمْ مولَعينَ بِالرَقْصِ على كُلِّ تَوْقيعٍ ، مَوْصوفينَ بِالحُمْقِ في كُلَّ قُطْرِ. والسَبَبُ الصَحيحُ في ذَلِكَ أَنَّهُ تَقَرَّرَ في مَوضِعِهِ من الحِكْمَةِ أَنَّ طَبيعَةَ الْفَرَحِ وَالسُرورِ هِيَ إنْتِشارُ الروحِ الحَيَوانِيِّ وَتَفشَّيهِ ، وَطَبيعةَ الحُزْنِ بِالْعَكْسِ ، وَهُوَ إنْقِباضُهُ وَتكاثُفُهُ ، وَتَقَرَّرَ أَنَّ الحَرارَةَ مُفْشِيةٌ لِلْهَواءِ والْبُخارِ مُخَلْخِلَةٌ له زائِدَةٌ في كَمِّيِّتِهِ. ولِهذا يَجد المُنْتَشى من الْفَرَحِ والسُرورِ ما لا يُعَبَّرُ عنه ، وَذلِكَ بِما يُداخِلُ بُخارَ الروحِ في الْقَلْبِ منَ الحرارَةِ الغَريزِِيَّةِ الَّتي تَبْعَثُها سَوْرَةُ الخَمْرِ في الروحِ من مِزاجِهِ ، فَيَتَفَشِّى الروحُ وَتَجئ طَبيعةُ الْفَرَح ... ] (إنتهي النقل)
والجدير بِالذِكر أن المسعودي وجالينوس ويعقوب بِن إسحق الكِندي قالوا ذلِك أيضا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: بدر الدين الأمير)
|
Quote: (فضائية هارموني) بين (الواقع السوداني) و(إعلام الواقع) ..(دراسة )..!! |
(*)
شكراً على دخولك هنا (بس ده شعراً ماعندك) ليهو رقبة ,.. وده (حوار طويل) , لا يهمني فيهو توافق الآراء وجمعها من حولي وقد (حضرت) أنت حواراً (عن مفهوم أسميته فيتو النص) بصالون (أبنوسة) , (راجع عماد عبدالله , ماهيتاب , فيصل عباس) بحفظوك الكلام .. أنا أتخذت طريقاً خاصاً بي (أنا) وهذا مالن يستطيع إستيعابه (ببغاء) مثلك يحفظ ويردد مايحفظه من قول (جلساءه) ودوره حينها ليس أكبر من (دور طيبة الذكر ميري) يوزع الراح ولا يبارح جهله ..
(*)
حاشية : معرفتي بالأخ الكريم/ عماد الدين عبدالله البليك تعود إلى زهاء (الخمسة عشر ) عاماً إن لم تزيد وحوارنا (نقبل فيه الرأي) والرأي الآخر .. لأنه رأيه .. ولأن هذا رأيي .. وقد شكرته على مداخلته (برسالة خاصة) ورجوته المواصلة , لأنني أحب إثارة هذا الأمر .. *الخروج عن مفاهييم عقيمة(من وجهة نظري) أورثتنا إياها (مؤسسات التعليم) (مؤسسات التعليم هذه ليس بينها سنة رابعة بتاعتك) عشان ماتفهم إنك معني بالحوار ده ..
المهم كان غلبك أتصل على (المؤرخ والمؤصل) أحمد الأمين فقد نستطيع فهمه وفهمنا وإن أختلفنا ..
شكراً على (سقافتك يارافع )..
صدق القائل : الجهل مصيبة .. و(يالها) من مصيبة كنت عاوز أحشر ليك (كلاهما) عشان أريحك ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: عزام حسن فرح)
|
بِرغمِ ما قالهُ إبن خلدون في وصف السوداني وهذا وصف كُل أصحاب البشرة السوداء ولو سكن صاحِبُها الإسكيمو ، وعلَيِهِ فإن تقسيمات إبن خلدون الطولِية لِلأرض لا تُخرِج الأسود ، فهو يتحدث عن الجينات التي لا تعرِف بِطبيعتُها الجُغرافيا ، وبِرغم رأي إبن خلدون في السودان ، لا يُمكِنُنا ولا يجوز أن نُهمِل فِكْرِهِ بِالكُلِية ، فهذا شطَطٌ ... وظُلم كبير ... ومِثل ذلِك مع كثيرين مِن العُلماء والأئِمة ... فالسِيوطي كمِثال • عَيَن إسم النملة التي قالت < ... يا أَيُّها النَّملُ أدْخُلوا مَساكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وجُنودُهُ ... > النمل 18 وقال إن إسمِها (حرس) مِن قبيلة يُقال لها (بنو الشَيطان) وأنها كانت (عرجاء) ! وكانت بِقدر (الذئِب). ووصف الدابة التي جاء ذِكُرُها في الآية < وَإذا وَقَعَ القَولُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلّمُهُمْ ... > النمل 82 أن رأسِها رأس ثَور وعَينُها عَين خِنزير وأُذُنُها أُذن فيل وقرناها قرن أيل وصدرُها صدر أسد ولَونُها لَون نَمِر وخاصِرتُها خاصِرة هِرة ... إلخ ... بِرغم ذلِك لا تُهمل مؤلفاتِهِ بِالجُملة ولا يجوز ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: عزام حسن فرح)
|
العنقالية ابداع وتلقي ـ كمال على الزين وموسم الدفاع عن ناسى عجاج
يبدو إنك يابدرالدين الأمير , زعلان لسا عشان ماجيتك في البوست ده لكن ياخي أنا رديت ليك هنا (مفروض) الناس البفهموك عادةً يفهموك .. لو مافهموك أنا رديت ليك هنا, لأني (بصراحة) ماشاريك, وما بحترمك وده ردي على ملاحقتك (الدنيئة) لي (نانسي) اللي مكانا ماهنا (في البورد):
يا كمال علي الزين تعال أسمع Charice وشوف التسامي والدع...تشجيع الغريب للغريب إقرأ وأنظر إلى مرآتك (التي أتمناها يابانية أصلية , لأن المرآة رديئة الصنع قد تجامل أحياناً)
:
(*)
الإحتفاء بماهو جميل , يحتاج نفساً متجردة وقلباً مفتوحاً , .. النفس العاطلة يا(هدير) ترفض إلا أن يكون لها سهماً من عطاء الآخرين .. أسوأ أشكال هذا السهم هو أن يموت الإسهام العاطل قدحاً دون حياء ونقداً دون أداة ودوران حول (جسد) المبدع لا إبداعه أظن أن (أوبرا) تفعل الكثيروتعطي الكثير .. لأنه تملك الكثير .. حسب المفلس أن يضع يده ويهرش رأسه فتخرج الأولى بيضاء ملأها السوء والسوس ويتقيح العقل الخاوي .. وما علم أن الرائحة تفوح .. وإن غطى عليها وطغى للحظات (مسك) رخيص أو قارورة (باريسية) دلقت على جسد متقيح .. (*) إحتفاء الغريب بالغريب .. ماحلمنا به , فقد إختلط في وطني (حابل) الأنصاف .. و(نابل) المنصفين .. الأنصاف يكتملون ببتر رطل من لحم وتذوقه والإستعراض به والتعريض بماهو جميل .. فالعاطل حسبه إسهاماً .. أن يتبول على لوحة (لبيكاسو) .. فهذا نصره العظيم ..!!
(*)
سأعود للإستماع والإستمتاع بإحتفاء الغريب بالغريب .. وحسبي أن العجلة تدور .. وتدور .. ويبقى ماينفع الناس ..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*) تواصل الدكتورة / نجاة محمود أولاً ـ الحركة الفكرية: قيل "بين الماضي والحاضر تفاعلاً مستمراً*. والماضي يكيف الحاضر".** ومن هذا المنطلق لا يتأتى لنا أن ندرس حركة فكرية مثل الغابة والصحراء بمعزل عن الحركات التي سبقتها وكذلك لا يمكن أن ندرس شاعراً أو أديباً دون الرجوع إلى الخلفية التي وقف عليها. إذ أن مدرسة الغابة والصحراء تطور طبيعي للفكر السوداني، الذي يبحث عن التفرد منذ مملكة مروي، حينما نبذ المرويّون الآلهة المصرية واتخذوا الإله (أبيداماك)*** الإله المروي المحلي. وعندما تكاثرت الهجرات العربية في أوقات مختلفة، ومن أماكن مختلفة، ولأسباب مختلفة، وتزاوجوا مع السكان الأصليين من النوبة والزنوج، ليكون هذا الهجين الخلاصي الذي يسمى الآن بالسوداني. هذا الإنسان الخلاصي الذي أفلح في تكوين مملكة سنار في القرن الخامس عشر، وتمثلت في هذه المملكة الثقافة العربية الإسلامية، ثم في القرن الثامن عشر حيث جمع المهدي كل السودانيين تحت لواء المهدية، لدحر الاستعمار فتكونت هذه الوحدة رافعة شعار الإسلام، وفي ذلك يقول محمد أحمد محجوب: "في سنة 1885 نجحت قوات المهدي أخيراً في التغلب على الحكام العثمانيين وأسست حكماً سودانياً ودرجة من الوحدة بين العرب الإفريقيين الشماليين وزنوج الجنوب". ومن ثم نجد أن توحيد السودان لدحر الاستعمار من قبل المهدي، لم يكن بقصد تكوين قومية سودانية، إذ أن المهدي كان يعتقد أن دعوته دعوة أممية، والدليل على ذلك الرسائل التي أرسلها إلى ملك الحبشة وفيما بعد الرسائل التي أرسلها الخليفة عبد اللَّه التعايشي إلى الملكة "فكتوريا" ملكة بريطانيا العظمى يدعوها للإسلام، وقيل في ذلك "وعلى الرغم من أن دمج المهدي لهذه المجموعات القبلية لم يتم من الناحية النظرية على أسس قومية، بل تم في إطار فكرة تحقيق المجتمع الواحد الذي يقوم على أسس دينية". ومن ثم يمكن أن ينظر إلى المهدية على أنها سعت لبث الروح القومية بين السودانيين. وحينما تم التوحد حققت المهدية الهدف بدحر الاستعمار "فإذا نظرنا إلى المهدية من حيث كونها بعثاً للتراث المحلي على ضوء من المفاهيم السلفية في الدين" نجدها قد نجحت حقاً في ذلك إلى حد بعيد حيث اندرج تحت لوائها عدد كبير من الأنصار من مختلف القبائل والثقافات المحلية في السودان.* ولكن سرعان ما دحرت قوات المهدي في كرري سنة 1898م، وبهذا أسدل الستار على حقبة من تاريخ السودان امتازت بالبطولات والبحث عن الاستقلال والتفرد. ثم أتت مرحلة الاستعمار تحت إدارة الحكم الثنائي البريطاني المصري ومنذ بداية الاستعمار شهد السودان عدة ثورات مناهضة للاستعمار مثل ثورة ود حبوبة في الحلاويين التي انتهت بإعدامه. وفي بداية سنوات العشرين ظهرت بوادر الثورة في السودان تيمناً بثورة سعد زغلول في مصر حيث قامت حركة اللواء الأبيض بقيادة علي عبد اللطيف بمواجهة عسكرية سنة 1924 انتهت بالهزيمة، وكان شعار هذه الحركة "وحدة وادي النيل تحت التاج المصري". وبعد ذلك اتجه السودانيون إلى الأدب يدفنون فيه خيبة أملهم بعد أن تأكد لهم أن المواجهة المسلحة لا جدوى منها. وكذلك بعد أن خذلهم المصريون وصاروا يبحثون عن حلول فردية لبلادهم .. ومن هذا المنطلق بدأ المثقفون السودانيون في البحث عن قومية خاصة بهم وحدهم ليتوحد الصف الداخلي لدحر الاستعمار. وفي البدء كانت القومية مرتبطة بوحدة وادي النيل، ثم بعد ذلك للأسباب المذكورة آنفاً بدأ السودانيون في البحث عن قومية خاصة بهم والتخلص من الاستعمار الإنجليزي المصري وكان شعار هذه الدعوة "السودان للسودانيين". ثم بعد ذلك نشط المثقفون السودانيون في مسألة البحث عن قومية سودانية وسادت فترة سنوات العشرين على الرغم من تجميد الاستعمار للنشاط الثقافي بعد ثورة 1924 حركة مكثفة في اتجاه التنظير عن القومية السودانية. ونجد أن هناك كثيراً من العوائق التي قد تقف في توحيد الصف السوداني وتكوين قومية سودانية واحدة منها على سبيل المثال وليس الحصر: تفشي الأمية الأبجدية والحضارية بين السودانيين آنذاك. ومن أكبر العوائق على الإطلاق هو عصبية القبيلة والولاء للقبيلة قبل كل شيء، حيث لعب الاستعمار دوراً كبيراً في إذكاء هذه الروح القبلية من قبيل "فرق تسد" إذ أنهم يعرفون أن توحد الصف السوداني يعني خروجهم من البلاد وفي هذا الأمر ذكر أحد طلاب كلية غردون "وكان عدد القبائل في فرقتي يربو على العشرين وكنا إذ ذاك ندرس التاريخ الطبيعي ونحس جلياً كثرة الحشرات وتعدد فصائلها فلاحظ أحد الزملاء أن كثرة القبائل عندنا تشبه فصائل الحشرات. ولذلك صممنا أن تكون لنا جنسية واحدة. فإذا سئل أحدنا عن جنسيته كان جوابه على الفور سوداني لأن في تعدد تلك القبائل وتفرقها ما يزيد في آلام هذا البلد الناشئ ويكبله بالقيود فيشب أبناؤه على التفرقة خصوصاً إذا كان تأريخ القبيلة يفرض فرضاً". وسرعان ما انعكست هذه الدعوة على الأدب حيث كتب إبراهيم العبادي خاتماً مسرحيته المك نمر: جعلي وشايقي ايه فايداني خلو نبانا يسري في البعيد والداني غير خلقت خلاف خلت اخوي عاداني يكفي النيل أبونا والجنس سوداني
وعندما حلت الثلاثينات بدأت مجلة الفجر في الصدور تحولت بدورها إلى منبرٍ لدعاة القومية حيث نُشرت كثير من المقالات بين مؤيد ومناهض لفكرة القومية، ومن بواكير الكتابات في موضوع القومية ما كتبه أحد مفكري سنوات الثلاثين قائلاً: "وكم سألت نفسي أصحيح أن هناك قومية سودانية؟ وكم رددت هذا السؤال، فكان الجواب دائماً سلباً. أجل هناك أفراد ولكنهم مبعثرون، لا تربطهم غاية، ولا يجمعهم مبدأ يسيرون في أودية مختلفة وشعاب متفرقة فكلهم في بيداء الحياة وهناك وكلهم فريسة سهلة لذئب الفلاة ولقمة سائغة لكل قادم". ثم بعد ذلك توالت الكتابات التي تدعو إلى القومية وتوصف السودان بالأمة كما تدعو إلى توحد الشعور والرجوع إلى التاريخ وفي هذا يقول أحد المفكرين: "أول ما يعوزنا هذا الشعور القومي فلنوجه العناية إليه، ولنبذل الجهد في خلقه ولنشعر أننا أمة لها كيانها الخاص، وتقاليدها المو########، ولها تاريخ، وأن لم تكن صفاته أروع الصفحات وأبعدها في المجد حيناً فهو على كل حال يطبعها بطابع الشجاعة والنخوة ويسمها بميسم الكرم والسماحة ويصلح أن يكون نواة طيبة لما قد يضيف من اللبنات". ومن ثم انتقلت دعوة القومية من السياسة إلى الأدب، حيث دعا بعض الأدباء إلى أدب سوداني قومي ليذكي روح النضال ويخلق التوحد الذي يقود إلى التحرر من ربقة الاستعمار، حيث بدأت تظهر مقالات تتحدث عن الأدب القومي خصائصه وشروطه. والملاحظ أنه كانت هناك اتجاهات مختلفة للنظر إلى هذه الدعاوى، فهناك من نظر لها على أنها مجرد حركة سياسية تدعو إلى الانفصال عن مصر ويمثل هؤلاء محمد سعيد العباسي الذي كتب قصيدة يوضح رأيه في هذه الدعوة قائلاً: ما تريدون من قومية هي في لا تخدعوا إن في طيات ما ابتكروا ليصبح النيل أقطاراً موزعةً لسنا القطيع قطيع الضأن يزجره راي السراب على القيعان رقراقا معنى بغيضاً وتشتيتاً وإرهاقا وساكنو النيل أشياعاً وأذواقا الراعي كما شاء أشياخاً وأعراقا
كما أن هناك من نظر إلى هذه الدعوة بتحفظ مثل محمد عشري الصديق الذي وضع شروط لهذه الدعوة قائلاً: "إننا نحتاج إلى أدب قومي ونشجع الداعين إلى الأدب القومي لأننا في حاجة إلى أدب قومي". وعلى الرغم من أنه يرى أن دعاة الأدب القومي "لم يمحصوا الفكرة ولم يعملوا الرأي ويدرسوا المسألة من جميع أقطارها فيستبينوا غرضهم واضحاً من غير إبهام ولا تلميح". وهو كذلك يرى أن هؤلاء الدعاة لم يرجعوا إلى تاريخ القوميات ليدرسوها، حتى لا تنبت قوميتهم من فراغ، ثم اختتم مقاله قائلاً: "إذا كان عندنا إخلاص وأمل كبير فلندرس تاريخ المسارح في أوربا، ولنعمل كل ما في وسعنا لإنشائها في بلادنا وتمثيل الروايات المنقولة والموضوعية حتى يفهم الناس الحياة على وجهها الصحيح وحتى يستطيع الكاتبون أن يكتبوا الأدب القومي الحقيقي الجدير بالإعجاب". ومن جهة أخرى نجد من المتحمسين إلى دعوة الأدب القومي الذي كتب سلسلة من المقالات، الشاعر حمزة الملك طميل حيث حوّمت هذه المقالات حول فكرة ربط شخصية الأمة وكينونتها الخاصة بآدابها حيث كان يريد للأدب أن يكون عاكساً للسودان وروحه قائلاً عن الآداب التي يريدها أن تكون: "دالة على السودان ومذكرة من إهابه أعني سودانية بكامل معناها حتى الشلوخ والوشم". وقد حدد دعوته هذه بصورة واضحة وجلية قائلاً: "نريد أن يكون لنا كيان أدبي عظيم فريد، أن يقال عندما يقرأ شعرنا من هم خارج السودان أن ناحية هذا التفكير في هذه القصيدة أو روحها تدل على أنها لشاعر سوداني، هذا المنظر الطبيعي الجليل الذي يصفه الشاعر هو حالة السودان ـ هذا الجمال الذي يهيم به الشاعر هو جمال نساء السودان، نبات هذه الروضة التي يصفها الشاعر ينمو في السودان". فالناظر إلى دعوة حمزة الملك طمبل يجدها مرتبطة بالبيئة السودانية مما يمثل نظرة أحادية إقليمية ضيقة لها كثير من الحس الشوفيني وقد وجه لدعوته هذه الكثير من النقد مثل ما قيل عنها: "تأكد لنا دعوته عن نزعة إقليمية ضيقة وأنه لم يستشرق الآفاق الواسعة لمفهوم قومية الأدب بمعناه الصحيح ذلك لأن الأدب القومي يقوم وفق هذا المفهوم على ركيزتين أساسيتين أولهما استكشاف التراث الشعبي المحلي وتنقيته من الرواسب التي تعوق تطوره ونضجه، والثانية استيعاب التراث الإنساني والاستفادة منه. وحقن التراث المحلي بدماء جديدة ومن التفاعل العضوي بين القومية والإنسانية وخلال التأثر والتأثير يستطيع الأدب القومي أن يساهم في الأدب الإنساني لأنه في الحقيقة ليس سوى مجموعة متناسقة من الآداب القومية بلغت حداً من النضج الفكري والذي جعلها تساهم في التراث الإنساني وتضيف إليه وتوسع رقعته". بالإضافة إلى أن دعوته لم تقف عند الارتباط بالبيئة السودانية، بل ذهب أبعد من ذلك، إذ دعا إلى التخلي عن التراث العربي إذ يرى أنه لا يفيدنا بل يقيدنا كما أنه عاجز عن مساعدتنا في خلق ما نحتاجه من أدب جديد. وهذا الرأي مخالف لآراء غالبية الذين كتبوا عن القومية ودعوة الأدب القومي السوداني، إذ نرى رأي الغالبية أن هذه القومية المرتجاة تقوم على دعامتين هما: اللغة العربية والثقافة الإسلامية وقيل تدعيماً لذلك "فالخطوة الأولى في سبيل إحياء الأدب القومي، تكون بإحياء اللَّغة العربية المتميزة". كما نوه إلى أهمية الإسلام في هذه القومية المحجوب قائلاً: "نحن بما عندنا من عصبية للعرب وما خصنا اللَّه من عقيدة إسلامية ثابتة، تنظم جل أفراد الأمة لا يمكن أن يتجه شعورنا القومي نحو الهمجية والإلحاد". كما أن هذه الدعوة إلى الرجعة إلى الماضي كانت قوية وملحاحة من جانب عدد كبير من الأدباء مثل محمد أحمد محجوب، ومحمد عبد الرحيم وهذا على سبيل المثال وليس الحصر، حيث علق أحدهم على هذه الرغبة القوية في الرجوع إلى الماضي العربي وأمجاده قائلاً: "هذا ألا يغال في العودة إلى الماضي العربي لا نرى شبيهاً لها في أدب أي قطر عربي بما فيهم الشاميين (أعرق الأقطار العربية في الشعور بالقومية وأكثرها تجرداً عن النزعات الإقليمية ونزوعاً إلى الوحدة العربية)* لا نعتقد أن السودانيين أعرق من الشاميين عروبة، ولكن عقدة السودنة عملت عملها في هذا الموقف المتطرف. فالسودانيّون يعرفون أن تحدرهم من أصل هجين تختلط فيه الدماء العربية بالدماء الإفريقية، ولكن هاجسهم الأكبر التخلص من عقدة الزنوجة المرتبطة تاريخياً بفكر العبودية". كما نجد أن المحجوب من المتحمسين لفكرة الأدب القومي هذه قد سعى جاهداً لخلق نماذج لهذا الأدب ولكنه رأى أن يكون للأدب القومي غرضٌ محددٌ وهو نشر الوعي والإسهام في تحرير البلاد سياسياً واجتماعياً "هذا الأدب الخاص يكون خاصاً ويكون أدباً سوداني الوجه والروح ووطني التوجه والنزعة". كما يضيف المحجوب محدداً موضوع هذا الأدب بأن يكون التاريخ ولكن عندما نرجع إلى تاريخ الأمة يجب أن نكون انتقائيين فنختار لهذا الأدب الشخصيات التاريخية والبطولية والعادات الحميدة لنرسخها في وجدان شعبنا وتكون مثالاً يحتذى قائلاً: "للشعر القومي خصائصه ومميزاته التي إذا لم تراع كان من سقط المتاع موضوعه على الدوام مستمد من حياة الأمة تليدها والطريف كالإشادة بذكر الأبطال الذي يحق للجيل الناشئ أن يتخذ منها قدوة". ومن الملاحظ أن المحجوب على الرغم من دعوته إلى الأدب القومي والرجوع إلى التراث المحلي، إلا أنه يرى أن الحياة في السودان حياة ميتة، لا توحي للأديب ولذلك فهو يرى أنه في الوقت الحالي (آنذاك) يجب ألا يكون هذا الأدب مرآة عاكسة لما في السودان، بل يجب أن يكون هدف هذا الأدب "نقداً واستخلاصاً وتوجيهاً لقوم غافلين". ويضيف موضحاً رأيه: "ما دام الأدب وليد الحياة وأن انفقدت الحياة فليكن أدبنا في الوقت الحاضر نقداً واستخلاصاً وتوجيهاً لقوم غافلين، حتى يفتحوا عيونهم على الدنيا فيرحبوا بأدب الحياة". بينما نجد من يرى خلاف رأي المحجوب قائلاً: "أصحيح أن مجتمعنا فقير في مادته لا يستطيع الأديب أن يستوجبه نثراً أو نظماً؟ أنا لا أظن ذلك، بل لنجعل من هذا الفقر مادتنا التي نبني منها أدبنا. لنجعل أمراضه العديدة همنا الأول نحيا من أجل إصلاحه ونموت في سبيل إصلاحه نفرح له ونتألم له ونتغنى بما فيه من فضائل الشجاعة والكرم والمروءة والنجدة وندعوه إلى سبيل الإصلاح وننير أمامه طريق النجاة". فالمتأمل لدعوة الأدب القومي في السودان يلاحظ أن لها كثيراً من الغايات والمقومات والخصائص نلخصها في الآتي: 1 ـ من غايات هذا الأدب هو الإصلاح الاجتماعي والانتقائية في العادات والتقاليد فيقول عرفات محمد عبد اللَّه في ذلك: "أمامكم عاداتنا في البيت والسوق، في الزواج والطلاق في كل شيء وفيها من العيوب ما استعصى مع الزمن وتأبى على الدواء". 2 ـ وكذلك هناك غايات سياسية في هذه الدعوة للأدب القومي حيث تدعو الدعوة إلى القومية إلى توحد السودان لدحر المستعمر الذي يستفيد من حالة الشتات هذه وقد نوه لهذا المحجوب قائلاً: "وبذلك تنقلب هذه الحركة من نهضة أدبية إلى نهضة سياسية تكون نتيجته استقلال البلاد سياسياً واجتماعياً". ولكي تتحقق هذه الغايات يجب أن تكون هناك دعامات وأسس سليمة لقيام هذه الدعوة ولتصل إلى الأمل المنشود ومن هذه الدعامات والمقومات: 1 ـ أن يتغير التعليم نوعياً وكيفياً، وليس ذلك التعليم الذي يعني به مسح الأمية الأبجدية لعدد مخصص من الناس ليشغلوا المناصب الدنيا في الدولة* بل تعليم جديد يهدف إلى تحقيق السعادة والرفاهية ويعني بحاجة الحاضر والمستقبل. 2 ـ الرجوع إلى تاريخ الأمة وإعادة كتابته وتنقيته من أهواء كتابه "إعادة كتابته فالأجنبي مهما نزهت غايته وشرف مقصده فهو أجنبي لا يعرف من ألوان حياتنا إلا مظاهرها". 3 ـ الاهتمام باللغة العربية بوصفها الوعاء الذي يصب فيه هذه الأفكار يعد من أهم الدعامات التي يقوم عليها الكيان القومي. 4 ـ الدين الإسلامي الذي نجد غالبية هؤلاء الدعاة يرونه موضع توحيد ويطالبون بأن الدين الإسلامي والثقافة العربية هما بمثابة المنهل الذي يستسقي منه الأدباء. كما يرى البعض في خصائص هذا الأدب المرجو أن يكون أدباً واضحاً وجميلاً حتى يجذب الناس وفي ذلك يقول المحجوب ملخصاً خصائصه: "فالشعر القومي يحتاج إلى جمال ساحر يجذب الناس إلى قراءته وتذوقه والتغني به حتى يسكرهم ويتغلغل في الصميم من أرواحهم، فيكون قد أدى حينذاك وظيفته، وهذا الجمال الساحر، لا أعني به الألفاظ البراقة ولا الجمل الموشاة، ولا أقصد به التلاعب اللفظي ولكني قصدت إلى الجمال المعنوي، والتعبير التام الموافق، ومن خصائص هذا الجمال الساحر البساطة والسهولة". كما نرى أنهم لم يقفوا (دعاة القومية) عند ذلك الحد بأن يحددوا موضوعاته ولغته، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك حيث حددوا الشكل الذي يكون عليه فتخيروا له من الأوزان والبحور ما يجعله شعراً جميلاً ملهباً للمشاعر ويقول المحجوب في ذلك أيضاً: "الشعر القومي إذا فقد الموسيقى كان كالجثة الهامدة في حاجة إلى من يحركها ومن المحال أن يثير العواطف أو يلهب النفوس لأن الموسيقى هي شرارته الحية". ونخلص إلى أن دعوة القومية هذه في كثير من الأحيان لم تكن منزهة عن الغرض فالذين رفعوا شعار "السودان للسودانيين" بأن يحكم الإنجليز إلى أن يعدوا السودانيين لحكم أنفسهم بأنفسهم كانت لهم فائدة مباشرة ومنفعة من وجود الإنجليز في البلاد مثل حمزة الملك طمبل الذي نشأ في مصر، وعين في السودان في السلك الحكومي بواسطة الإنجليز ولذلك انصبت دعوته على نبذ ما هو عربي وإسلامي بالتالي مصري وكانت هذه رغبة الإنجليز بالانفراد بحكم السودان دون مصر. وفي المقابل نجد من اتجه إلى دعوة القومية متأثراً بمصر ورفع لذلك شعار وحدة وادي النيل وحكم السودان ومصر تحت التاج المصري، إذ يرون من هذا الانتماء انحيازاً للثقافة العربية الإسلامية مثل المحجوب. ومهما تكن الغاية فقد وجهت لهذه الدعاوى كثير من النقد حيث أنها لم تتجاوز حد التنظير ولم تأت بإنتاج تطبيقي ليدعم البيان بالعمل ويورد محمد فوزي في كتابه القيم "عاب على دعاة الأدب القومي أنهم لم يتبعوا القول بالعمل ولم يخرجوا لنا نماذج من الأدب الذي يدعون إليه فانحصرت دعوتهم في مجموعة من الأوامر الفكرية". ومن الملاحظ أن دعاوى القومية في السودان لم تعتبر العنصر الزنجي كمكون من مكونات الثقافة السودانية فلذلك أتى خطابها قاصراً، وفي هذا يقول محمد عبد الحي: "ليس في كتاباتهم مبدعو مدرسة الفجر غير طائف نظري حول الذاتية العربية الإفريقية للسودانيين لم يتنزل إلى اتخاذ شعر لتزاوج الثقافة العربية الإفريقية".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
Quote: ومن الملاحظ أن دعاوى القومية في السودان لم تعتبر العنصر الزنجي كمكون من مكونات الثقافة السودانية فلذلك أتى خطابها قاصراً، وفي هذا يقول محمد عبد الحي: "ليس في كتاباتهم مبدعو مدرسة الفجر غير طائف نظري حول الذاتية العربية الإفريقية للسودانيين لم يتنزل إلى اتخاذ شعر لتزاوج الثقافة العربية الإفريقية". |
سننطلق من حديث (عبدالحي) أعلاه الذي يقود إلى تساؤل هام من شأنه تبيان (وصول طرفي الصراع الفكري) إلى نقطة إلتقاء .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العراء المعرفي وأزمة الهوية ..(النور عثمان أبكر , صلاح أحمد إبراهيم) مثالاً ..!! (Re: معتز القريش)
|
التحية للأستاذ كمال وأضيافه ، لقد تم فتح الموضوع كثيراً عن الهوية وعن الغابة والصحراء ، وقد قلنا الكثير من آرائنا حول الموضوع ،
ونضيف :
إن صراع الأعراق والطبقات والثقافات هو قديم منذ زمان طويل في السودان ، ولم ينته الأمر ولن ينتهي. والسودان من الأوطان التي تتميز بعدم ضبط حدودها فهي مفتوحة على الهجرات منذ التاريخ القديم وإلى اليوم ، وقدا أثر ايضاً أن هنالك تدخل كوني في وطن رحب بثرواته وأهله لا يعرفون تلك الثروات ولا يعرفون صالحهم من طالحهم للأسف ويتناحرون والدنيا لا تنتظر . ومن لا يقوى على الوجود بلغة العصر: يندحر ويذوب بل و يتلاشى .
.
| |
|
|
|
|
|
|
| |