|
تشويه ذاكرتنا الجميلة ..!
|
ظلت في الآونة الأخيرة تهطل في مجتمعا ظواهر غريبة ولا ندري من أين تهبط؟ فهي تهبط كالمطر المفاجي .. فاضحي المجتمع السوداني مجتمع "ظواهري" ...واتناول هناك احداها وهي ظاهرة الغناء ...ولاحظتم اعزائي ان كل من يملك ثمن بدلة او تاجيرها وفلفلة شعرة يزكي نفسه فنانا ويفرضها علي الناس...لايهم ان كان له صوت جميل فاصوات بعض هؤلاء المتفنين كالنهيق وان انكر الاصوات لصوت هؤلاء .. اداؤهم باهت لايرقي لمستوي الموهبة ...وياليتهم يصعدون المسارح ويدخلون الاستديوهات الانيقة بحقهم : كلمات وغناء و لحن بل يسرقون ابداعات عمالقة الفن ويدنسونها باصواتهم الآسنة...انهم يدمرون لوحة ذاكرتنا الغنائية الجميلة التي زركشها الرعيل الذهبي دون ذكر أسماء ، كواكب أهدت السودان موسوعة الابداع الفريد ، اهدونا لوحة رسموها بشجي الألحان و الكلمات الرائعة العطرة و الاداء الباهر،اما هؤلاء ادعياء الفن مثلهم كمن يمسك بطلاء لطمس لوحة الموناليزا ، اوكمن يحرف كتابا مقدسا ، فلا يمكن وصفهم باكثر من كونهم طحلب لا ساق له ولا افرع أو أوراق فهم لا يستطيعون تقديم شئ ينبع من دواخلهم فوجدانهم خاوي اجرد لاينبت فيه الابداع...انهم لاجئؤون الي مملكة الفن ...نازحون اليها كما تنزح النار المستعرة علي الاخضر فتقضي عليه او تشوهه... لقد سبق ان اصدر اتحاد المهن الموسيقية قرارا يمنع التغني باعمال الغير ولكن فيما يبدو ان قراره ظل جامدا في مكانه ولم يفلح حتي اللحظة في انقاذ ذاكرتنا من عبث الناهقين ،انها فوضي الرداءة و التردي في كل شئ ...فيا هؤلاء ارحمونا واذهبوا للبحث عن مجال اخر ترتكبون فيه ما تشتهون من وهم ...اتركونا فالناس معظمهم لايريدون ارهاق مسامعهم لما تسمونه انتم ابداعا و فنا...فانتم محظوظون في شئ واحد وهو انكم ظهرتم في زمن التردي و الانحطاط واللاجودة ...ظهرتم في زمن الفشل وفشلتم في تكوين ذاكرة ابداعية خاصة بكم وما كان امامكم الا التسلل الي تدمير ذاكرة المجتمع الغنائية الجميلة ...وتطاولتم فصرتم اطول من قانون اتحاد المهن الموسيقية . ولكن حتي لا ابدوا مجحفا لا بد ان اعترف بتلك الاصوات التي تستحق الاشادة ،فهناك اصوات شابه تمكنت من ابراز بعض الاغاني القديمة ببعد اخر زادها روعة علي روعتها ،وتنغنت ايضا باغانيها فاعطتنا الامل بان سحب الابداع في سماوات بعض شبابنا قادرة علي امطار وجداننا الجمعي بكلمات خالدة و لحن آخذ واداء باسق الروعتة ...فيجب علينا تشجيعهم ومحاربة اؤلئك.
عمود معطيات بصحيفة (الآن )
|
|
|
|
|
|