اسمه كُنفا وهو من قمم الاولمب! إلهٌ بلغ، لتوّه، سن الخلق فاستدعاه كبير الالهة وعلمه الأشياء كلها وعرض عليه جملة الخلق السديدة يحفظها عن ظهر قلب ولم ينس أن يوصيه: - ....بس ما تسرف. براك شايف مضيعة الخلق الحاصلة! وانطلق هذا يتربص بأفكاره المشبعة توقاً للخلق. فأخذ يختبئ وراء الأكمة حتى اذا ما اكتملت الفكرة فيه قفز نحوها صارخاً: - كُن! فتقول له الفكرة: ياخي ما خلعتنا! ثم لا تلبث أن تكون كما شاء لكنها لا تكاد يمكن النظر إليها لفظاعتها وتناقض أبعادها. وكان كبير الالهة يتابع هذه المخلوقات ويعيدها سيرتها الأولى ويتحلى بالصبر والصلاة. كان الاله الصغير يبدي والكبير يعيد. وفي أحيان كان الكبير يحتفظ ببعض هذه المخلوقات مخزونة في جنانه السرية لشئ في نفسه يُشاع أن لا علاقة لها بكونه كبير الألهة. لكنه استدعى الإله الصغير وسأله: انت الحاجات البتخلق فيها دي بتخلقها كيف؟ يعني بتقول ليها شنو؟ قال الصغير: - أقول.. كُن! قالها وصمت منتظراً أن يُقال له برافو! فقال له الكبير: - كُن؟ تقول لها كن؟ بس كدا؟ إنت تقول كن ونضطر نحن للتصنيف ونبرر للكثرة والمضيعة. الواحد تعب من الريسايكلنيق! ودا كلو لأن ال بتقولو دا أمر ناقص. الخلق الالهي هو فعل أمر كامل لغة َوفعلاَ! عرفت كيف؟ انت معاي؟ وكان يسألك هذا السؤال حتى لو لم تكن معه! ثم علمه صيغة الفعل الآمر بالخلق مرة أخرى وهو يقول في نفسه: اللهم طوّلك يا روح! انطلق الاله الصغير لميدان عمله كخالق. وبثقة أكبر أخذ يجذب أفكاره نحو التحقق قائلا لها: كُن ستكون! ورغم أن بعض الافكار قالت إنها لم تسمع بهذه العبارة لا من صويحباتها اللاتي تخلقن من جرائها ولا من تلك التي إختارت أن تبقى مكانها. مجرد أفكار! رغم ذلك انصاعت لأمره الغلبة من الافكار بسبب إلحاحه! فباشر إنتاج مخلوقات غير ممكنة أو غريبة أو غير مقبولة. ويوماً ما راقبه إلهان آخران من أهل الاستمساك بالعروة وهما ينقلان نيزكاً معطوباً للفناء الخلفي لمصلحة الكواكب والمجرات. كانوا ينفذون مهمتهم تلك كعادتهما دون السؤال عن سبب انعطاب النيزك فلقد سمعوا كبير الالهة يتحدث تارة عن المخلَقة الفالتة وتارة أخرى عن التنوع الشحمان. سأل أحدهم الآخر وهو يراقب كنفا في تخليقاته السوريالية: - قال اسمو كُنفا قال. شفتا ليك إله مجنون في حياتك؟ ضحك الإله التاني وهو يقتلع قطعة ذهب من سطح النيزك المعطوب بأثر تحرشات المذنب الخامس. أخذ يتملى المعدن بـاهتمام ثم ما لبث أن التفت يسأل رفيقه: - انت يافلان دحين الدهب خلقوه؟ فرد الآخر: - لا لسع ! وأضاف بعد مائة عام: - حقيقة ما متأكد! ورانت سنوات من الصمت كان أحدهما يرى خلالها بوضوح ما يفكر فيه الآخر لكنهما في المئوية الثانية للحظة الصمت تلك أشاحا عن مسألة الذهب وإتففا على أن يرفعا تقريراً عاجلاً عن نشاط صاحبهما كُنفا وتبرع اصغرهما بأن قال: - الحكاية بقت توو متش (قالها بانجليزية ركيكة). وفعلاً أبلغا كبير الالهة بعمائل كُنفا فكتم الكبير انزعاجه لكنه تذكر أنه كان قد علمهما كيف يقرآن مشاعره قبل أن تمر ألف سنة من يوم نقلهما هذا للنيزك الذي تمنيا بآلية الاماني العذبة أن ينتهي على خير. كان كبير الالهة متبرماً نوعاً ما هذه المرة الشئ الذي لم يتوقعه الاله الصغير منه لأن جبلازي هو قدوته. قال جبلازي وهذا اسمه حين يضيق ذرعاُ: البحصل دا شنو بالظبط؟ أنا شايف مخلوقات عجيبة. انت بتقول ليهم شنو يا كُنفا؟ ما هذا الذي يحدث (قالها بعربية فصيحة) وكانت اللغة العربية لا تتمكن منه بالساهل. وواصل: - ماهي صيغة الخلق التي تلقيها عليهم؟ رد الإله الصغير بسذاجة إضافية: - أقول لها كُن ستكون! كبير الالهة: - ستكون؟ تقول لها كن ستكون؟ يا إبني الآلهة لا تعرف االمستقبل! من علمك هذا؟ هأنذا أمنحك فرصة أخيرة كإله جديد. ثم التفت نحو إله متقاعد كان يجلس بجانبه: _ مش كدا يا مولانا؟ ولم ينتظر إجابة من هذا الذي ارتاح هو الآخر من الطابع العابث لسؤال كبير الالهة. أعاد كبير الالهة القول: - الآلهة لا تعرف المستقبل يا ابني. ثم لقنه جملة الخلق على وجههاالصحيح وقال له : - بالمناسبة بعض تخليقاتك وغيرك آخرين من الالهة الجدد وبما هي لخابيط احتفظنا بها لاسباب تخصنا. وقد رأيت أنت بعضاَ منها هناك تحت الاولمب. أليس كذلك؟ وضحك الثلاتة ضحكة أشبه بالنواح أو بصوت سيارة رافضة أن تدّور. على باب الخروج انتبه الاله الصغير لصيغة الخلق التي لُقنَها لتوه. ولمعت أمامه فرصة لإظهار مهاراته الفكرية فالتفت يقول: - طبعاَ، يا مولانا، لو المخلوق أنثى أقول لها كوني فتكونين. موش كدا؟ وهنا انتصب كبير الالهة غاضباَ وقال له بحزم: لا موش كدا! ثم التفت موجها كلامه لعدد من الالهة الذين بدأوا يفدون إلى عرشه: - فعل الخلق ياسادة هو فعل قديم متحقق وما عندو علاقة بالجندر. ولا شنو؟ واستدار يتعرف على الوجوه ولاحظ أن الذين بلا وجوه قد حضروا هم الآخرون. فواصل في بستفة درس معلوم لأغلبهم: - فعل الخلق دا قديم ومتحقق عشان كدا تبعناهو للماضي ولا ما كدي؟. ثم عاودته اللغة العربية فزمجر في الملأ: - ماذا يريد هؤلاء الآلهة الجدد بحق السماء؟ وحدث لغط كبير في حكاية بحق السماء قاده الآلهة القادمون من ملة آل بلوُتو الذين عُرفوا بتصنيع أحدث وأسرع ماكينات للمذنبات المستخدمة في النزهة والترفيه الإلهي. وكان كُنفا يعرف من دروس قديمة أن فيهم فلاسفة بجانب أعمال الهندسة. وبرع آل بلُوتو في نقد الفكر الجبلازي.
نزل الإله الصغير، وكانوا لا يحبذون عبارة الإله الساقط إلاّ بعد ان يسقط واحدهم بعيداًّ. نزل من قمم الأولمب بقرار من مجلس الآلهة. تسلق مخفوراً بآلهة روبوتيين. وكان مفتوناً بالاصوات الألكترونية التي تصدر عنهم. قال كُنفا لأحدهم رغم أنه رأى الصرامة تتفلت منه شرراً: - أنا ما أول ولا آخر إله ينزل؟ صح؟ ولم يرد الإله الروبوتي. وفي الحقيقة لم يحس كُنفا بالندم على إثارته تلك النقطة في حضرة كبير الآلهة. فما هي الصفقة الكبيرة هنا؟ وسمع كُنفا نفخ الآلهة على بوق الوداع . فودعهم وتمنوا له حياة سعيدة تحت الأولمب. وقف كُنفا يتأملهم فأحس بأن هناك عيب بالفيرموشمات لأن وجوههم كانت وفي إتساق واضح تسجل مشاعر مناقضة لما يصدر منهم من اقوال. فقرر أن يعدلهم من مكانه ذاك وهم معطينه ظهورهم. وفجأة وبنفس الفرح الذي سيحس به أرخميدس لاحقاً عندما سيجد حلاً لمعضلته الرياضية، هتف: - يهوُوُووووووووُوووووووووووك! لقد نسي موظفو مكتب فحص الخواص أن يأخذوا منه خاصية الخلق! لكنه سرعان ما عاد وتحسر لأن نسيانهم للخاصية لن يطول. فهم، في النهاية، آلهة. قال كُنفا لنفسه هيا سريعاُ يا نفسي وأتسدي. فقام في طريق نزوله بتأنيث عدد مهول من المخلوقات. وقد استغرب من بعض الافكار إلتماسها أن لا تُخلق أنثى أو أن لا تخلق بالمرة لكنه لم يعرها إهتماماً. ولفتت نظره فكرة أنثى جميلة كانت قد نبهته إنه أخطأ في حقها فهي أول ريدي already أنثى وما عايزة مشاكل ورغم ندرة عبارتها هذي إلّا أنه تجاهلها هي الأخرى وتركها ترزح تحت أنوثتها الزائدة. كما وأن احداهن كادت تفقده ألوهيته المتبقية إذ سألته: - هو إنتا ما لقو غيرك؟ طفق يبعثر الإناث من حوله وفي كل مكان بنزق ساطع والغريب أن أغلبهن كانت أشكالهن ما بطالة كونهن يجئن من إله جديد وساقط! وفجأة شغل نفس كُنفا واحتاز عقله أمر تلك الأنثى فخطا بتؤدةِ موغلاً في أحراش النزول من قمم الأولمب. تلك الأنثى التي رفضت الأنوثة المزدوجة قد أهَمته بشكل قاطع. استهوته. فبجانب جمالها الأخاذ فإنه استغرب العبارة التي قالتها "ما عايزة مشاكل" ورأى انها تحدثت بأنفة أطغى من أنوثتها! فمن تكون؟ أحس بأنها تذكره تذكراً غامضاً بفصل من كتاب " اصول أمزجة الأنواع" الذي مر عليه في مرحلة ما فلقد ورد فيه جزء عن نوع من الآلهة سيمر من هنا ويحظى بوعود ملفقة في ما يخص أزمات مرتبطة.. لم يعد يذكر.... على أي حال لا أحد سيرتبط اسمه بالمشاكل سواهم. ولكنه ظن أن هذه معلومة موغلة في المستقبل. أحس بأنه شاخ فجأة وصارت تتسرب من بين يديه تفاصيل قد تثبت أهميتها يوماً. لكنه مرة أخرى أشرق وجهه وهتف: - سأقوم بأهم وأعظم خبطاتي والآن. سأغدوا ذكراً لهذه الانثى! وغاص مسرعاً في خاصية الخلق االغاربة مستخدماً تقنية "ريفرش" قال لهم جبلازي أن لا يستخدموهاإلّا بإذن منه ما عنى أن لا يستخدموها بتاتاً. غاص وهو يهجس بأن لن تكون هي أنثاه. إقترب من بلوغ الغايات حسب تفريعة سيجما. ولكنهم رفعوها عنه وهو في منتصف إعادة ترتيب خلقه. رفعوا عنه خاصية الخلق! فخرج من لجاج الخلق الثجّاج نصفه إله ونصفه الآخر ذكر! وعرف من الوهلة الأولى لماذا قالت "ما عايزة مشاكل" لكنه قرر أن الأمر يومئذ لنصفه الآمر. فانقلب راجعاً، يطلبها.
انتهت
12-11-2011, 07:58 AM
معاوية الزبير معاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893
يجي واحد من الألف ومية واحد وتسعين القرو القصة دي بعد ثوان، أكرر ثوان، من نشري لها! يا بكري عدادك كضاب. شيك زيس آوت! السبب لنشرها هنا هو أن ذكرني بها الشاعر أسامة الخواض حين قال لي إن الناس في السودان لن يقبلوا بها! وهي قصة قصيرة في النهاية!
12-11-2011, 08:10 AM
mustafa mudathir mustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553
مرحب يا معاوية أوعى تكون داير تسأل عن مصير إله؟!! القصة انتهت بفقدان الإله لخاصية الخلق! لا تحزن! أعدك بإله جديد، من قمم الأولمب! أنت ما سمعت صلاح أ إبراهيم يقول على لسان إله ما: - ليت لي إزميل فدياس وروحاً عبقرية! اها فدياس دا كان الدفعة الورانا!
12-11-2011, 08:12 AM
معاوية الزبير معاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893
يا معاوية! صباحك- عصرك- زين! إلهكم دا ما معانا! ولا بيتهبش! معليش لو لخبطت عليك صباحك! الساعة عندي بالظبط اتنين وخمستاشر دقيقة صباحاً! لكن القصة القصيرة هي نوع من الأكولة نوع لو انقلبت كدا ساي بتروح! يعني ما تحكها!
12-11-2011, 08:43 AM
معاوية الزبير معاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893
تسلم يا معاوية وشكراً على المتابعة! ياخي أنا واحد منكم انتو البتكتبو في المنبر دا وما عندي شك في التهذيب الذي تستقبلون به تفلتات الكتابة. أصلو الكتابة مقصود بها إحداث تلك الفلتة. اللي هي كيف ما عارف! فلتة يا رجل بتي ######! هسع وانا ماشي أنوم ما عارف شكلها كيف لكنني سأستخرجها لك من حلم زي ما عملت هنا: مشيت لقيت بوستيني اختفى ولذلك ليس لي رابط. إمكن أحلها باكر! ونهارك سعيد يا مصطفى
12-11-2011, 09:17 AM
mustafa mudathir mustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553
تسلم يا معاوية وشكراً على المتابعة! ياخي أنا واحد منكم انتو البتكتبو في المنبر دا وما عندي شك في التهذيب الذي تستقبلون به تفلتات الكتابة. أصلو الكتابة مقصود بها إحداث تلك الفلتة. اللي هي كيف ما عارف! فلتة يا رجل بتي ك ل ب! هسع وانا ماشي أنوم ما عارف شكلها كيف لكنني سأستخرجها لك من حلم زي ما عملت هنا: مشيت لقيت بوستيني اختفى ولذلك ليس لي رابط. إمكن أحلها باكر! ونهارك سعيد يا مصطفى
شكرا يا مصطفى لانك نشرت لنا هذا النص البديع بحق و حقيقة. قلت:
Quote: السبب لنشرها هنا هو أن ذكرني بها الشاعر أسامة الخواض حين قال لي إن الناس في السودان لن يقبلوا بها!
تعرف يا "درش" دي أجمل قصة قصيرة قرأتها في السنوات الأخيرة. و لو في زولة أو زول داير يعمل دراسة نقدية مكرّبة عن التناص او ريسايكلينق اوف ديسكورس،بنصحوا يعملا في هذا النص العميق.
*تخريمة: لو نشرتها هنا قبل سنوات،كان واطاتك اصبحتْ في "سودانفوراول" كان سيتم حذفها فورا من الموقع.
12-11-2011, 07:46 PM
mustafa mudathir mustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553
تحية وتشكرات للشاعر الناقد أسامة الخواض. ريسايكلنج في الخطاب؟ دي خلي بالك أصعب من الريسايكلنج الكوني! طيب دي ما مفهوم نتمنى إنك تتوسع فيه وبنماذج وفي خيط قائم عليه! زي ما بيقول الخليفة حاتم الياس: نتثاقف!
12-11-2011, 09:51 PM
محمد الامين احمد محمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-28-2004
مجموع المشاركات: 5124
سلام يا محمد الأمين وشكراً على المشاركة بآي الذكر الحكيم! قبل فترة قرأت في موقع انترنيتي عن تفسير آلية الخلق الآمرة ونافذة "كن فيكون" وعجبت للرجل الذي كتب عنها قائلاً إنها نحوياً لا تتغير بحسب جندر المخلوق. يعني إذا أراد الله (س و ت) أن يخلق إمرأة فإنه يقول لها "كن فيكون" وليس "كوني فتكونين"! أنا لدي هواية في تأمل مثل هذه الأفكار وربما استلهامها! الإله في القصة لم يتعلم هذه العبارة وأنا لم أقل إنه عُلمها على وجه الدقة. ولم أورد هذه العبارة الربانية! فهو تقريباً إله فاشل ربما بسبب النزق أو أي من أمراض الآلهة وكذلك إفتتانه بالأنثى البشرية. وتاريخ الإغريق فيه حكايات عن آلهة طردت من قمم الأوليمب بسبب عدم الكفاءة والتجاوزات وأحياناً الإسراف. وطرائف ما قبل التوحيد كثيرة جداً وأهو حكي في حكي!
هذه الأية أتيت بها أنت يا أستاذ محمد الأمين وواضح فيها ما ذهب إليه الرجل الذي أشرت إليه في بداية مداخلتي السابقة. أي أن الله خلق عيسى من تراب ثم قال له كن فيكون. لا تصرف لتصير "ثم قال له كن فكان"! فهي أقرب لأن تكون كلمة (وفيها أسرارها) من أن تكون جملة. أو هي صماء مكنونة فيها أسرار الخلق. والله أعلم! كذلك إذا كانت المشيئة خلق إمرأة فيقال لها: كن فيكون!
12-12-2011, 07:10 AM
mustafa mudathir mustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553
عزيزي مصطفى سلامات بالنسبة للرسايكل فيمكن ان نفرد له كما قلت بوستا منفصلا.
على العموم نصك يثير أسئلة كثيرة نسبة لثرائه،و بتالتأكيد إثارة الاسئلة تأتي بعد المتعة و لذة القراءة. استخدامك مدهش للتنويع اللغوي :عربية فصحى،مع عربية دارجة ممزوجة بانجليزية. و هناك روح عالية للسخرية و الفكاهة السوداء "معليش للسوداء" فهكذا جرى المصطلح.
"المرقك" انو زمن النص الهي غربي اسطوري،لكن رغم القراءة الوافرة للنص،فما زال القراء "كاشين" نسبة للتناص مع خطاب قرآني. طبعا تذكر صاحبك كيف تورط في نصه الشعري "الله في قيلولته الكونية،لدرجة ان صديقنا الكاتب خالد عويس كتب الآتي:
Quote: عزيزي المشاء معك في محنتك هذه. و عليك أن تتجشم عناء نسيان ما لا يقل من 300 سنة أو أكثر من سبر أغوار المعرفة و المدراس الحداثية و ما بعد الحداثية،لتكتب فقط حسب الذوقا السائد و التفكير\التكفير السائد،لأن الفلك الذي ندور فيه هنا،يطرح جانبا أي فارق بين النص الأدبي و دلالاته و بنيته و بين (الحلال و الحرام). معك و الله في هذه المحنة.
كان من الواضح حينها ان الكتّاب و منهم على سبيل المثال أنت و إشراقة مصطفى و عبد الغني كرم الله و عبدالله الشقليني و إيمان أحمد ،وثلة من القراء النابهين يفهمون حدود النص الأدبي و تناصه مع الثقافات الأخرى، و ان الكاتب ليس واعظا و لا مبشرا،و ليس من أهدافه تضليل الناس و حرفهم عن عقائدهم. و هم اي من وفقوا ضد النص الشعري لا يعرفون ان مفهوم الألوهة قديم في الثقافات البشرية،و سأعود باستشهادات من الكتاب المقدس عن تجسيم الله. و هنا رابط النص الشعري: الله في قيلولته الكونية
12-12-2011, 06:16 PM
mustafa mudathir mustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553
العزيز المشاء أسامة الخواض: كتابتك يفوح منها أريج التضامن. أشكرك على ذلك. بل ياها المحرية فيك! مسألة محاكمة النص الأدبي بأدوات النقد الأدبي ووفق سياقه لا زالت تبدو كما الفيزيا الكؤود لكثير من المتعلمين! ونصك لا زال ساري المفعول، جيد الصلاحية بينما ذهبت كتاباتهم هم في غبش المدارج! نرجس صاحب القصة الطريفة كان شبه إله! أبواه كانا آلهة! وقد استدرجته إلهة كان قد "فتح لها" كي يرى نفسه على صفحة النهر. فاّذا به يقع في غرام نفسه. ولعجزه عن تتويج حبه لنفسه أنتحر. فقامت الإلهة بتحويله إلى وردة: زهرة النرجس! هذا الإرث من الحكي الساحر لا تنقطع لنا عروة به. ولن يحرمنا منه أحد. أرجو أن تعود! وكذلك إفتح لنا بوست الرسايكل!
12-12-2011, 08:06 PM
معاوية الزبير معاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893
فناشر "الكتاب المقدس" يعرفه بأنه "كلام الله". و علماؤنا المسلمون يعرِّفون القرآن الكريم بأنه أيضا "كلام الله". إذن ف"الله" ليس مرتبطا فقط بالإسلام كما يشاع نتيجة لتفشِّي الجهل الذي أدَّى بدوره إلى موجات التشنُّج و الهيجان لدى بعض المؤمنين. يقول في ذلك الشاعر و الباحث التونسي "عبدالسلام المؤدب" في كتابه المهم "أوهام الإسلام السياسي" بترجمته مشاركة مع محمد بنيس في صفحة 12:
Quote: و كثرة عدد الجهّال" تغذِّي الشراسة و تقوِّيها".
و سنورد بالتوالي أربعة أمثلة منجمة عن تجسيم "الله" في العهد القديم. و حتى الفكر الإسلامي لم يسلم من مسألة تجسيم الله. ففي الصراع الفكري الذي نشأ حول "المجاز" في القرآن الكريم أطلق مناصرو المجاز اسم "المجسِّمة" على معارضيه.
المثال الأول عن قصة الخلق كما يرويها "كتاب التكوين".يقول الكتاب:
Quote: و انتهى الله في اليوم السابع من عمله الذي عمله،و استراح في اليوم السابع من كل عمله الذي عمله.و بارك الله في اليوم السابع و قدَّسه.لأنه فيه استراح من كل عمله الذي عمله خالقا".
من الواضح أن العهد القديم يصوّر "الله" في صورة بشرية حيث أنه يصيبه التعب و الإرهاق نتيجة لقيامه بخلق الكون.
و سنعود بالمثال الثاني.
12-14-2011, 03:18 AM
mustafa mudathir mustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553
كتب الشاعر، وبجلاء في هذه المداخلة، الناقد أسامة الخواض:
Quote: توظيف و التناص مع كل ما تراكم من خطابات في كل الثقافات في جميع الأزمان
وهو باب ضخم من أبواب مصادر الإبداع! ولست أعني أنها اول مرة أتلمس كتابة نقدية لأسامة ولكن ما عنيته هو أن الموضوعة التي سيخرج لها أسامة أثقال الكتابة لا تحظى باهتمام أغلب النقاد بذريعة الخوف من مصادمة العقائد. وإني على ثقة لا أنا كاتب هذه الحروف ولا الشاعر الناقد أسامة الخواض لنا مصلحة في إستثمار الإمتياز العابر ذاك الذي يبعثه التناص مع خطابات عتيدة في مثواها في النفوس. حسبنا أن نكتب ما يتسامى بالقارئ وإن إختلف معه طالما أن الذهن الحر هو قاسمنا المشترك. ولسنا ننازع في عقائد أو مسلمات. لكننا نتساءل لماذا هي مسلمات. وأدواتنا في هذا هي أدوات التعبير الأدبي. فليواصل أسامة في مسعاه مع شكري له لكل من زار هذا الخيط.
12-14-2011, 07:57 PM
mustafa mudathir mustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553
Quote: وإني على ثقة لا أنا كاتب هذه الحروف ولا الشاعر الناقد أسامة الخواض لنا مصلحة في إستثمار الإمتياز العابر ذاك الذي يبعثه التناص مع خطابات عتيدة في مثواها في النفوس. حسبنا أن نكتب ما يتسامى بالقارئ وإن إختلف معه طالما أن الذهن الحر هو قاسمنا المشترك. ولسنا ننازع في عقائد أو مسلمات. لكننا نتساءل لماذا هي مسلمات. وأدواتنا في هذا هي أدوات التعبير الأدبي.
و لذلك فمن الآن فصاعدا-في إطار عرضنا لأمثلة عن التجسيم في العهد القديم-سنستخدم صفة "التوراتي" و ذلك لسببين: السبب الأول بحثي يتعلق بتحديد موضوعة البحث. السبب الثاني نفسي و يتعلق بعدم صدم القارئ الذي لم تتح له فرصة الإطلاع على الدراسات المقارنة خاصة في مجال الأديان.
12-14-2011, 09:51 PM
حاتم الياس حاتم الياس
تاريخ التسجيل: 08-25-2004
مجموع المشاركات: 1981
يامصطفى مدثر ..يبدو اننى منذ القرأة الأولى أكتفيت بالضحك..ضحك سخى وفرته هذه الكتابة الزنديقة..الزول فى هذا النص الجرئ من حيث الأداة والفكرة تلخبتت عليه كل جغرافيا الخلق والمخاليق والألهة الذين تحولوا فى مخيلتى كقارئ فجأةً ..للمنطقة الصناعية الخرطوم القديمة ,اختلطت مهامهم الكونية المهيبة بمهام معلميها وصبيانها وهم منكبون فى باحة خلفية لورشة فى المنطقة الصناعية بدأب وأهتمام .. يعالجون أمر نيزك معطوب..
ثمة امر أخر يبدو أن الأهتمامات السينمائية أعطتك أمكانيات ذات ابعاد ثلاثبة..لوسالتنى هل شفت حاجة بالأبعاد الثلاثية حاقول ليك أبداً...ولكن لايخفى الأثر
--
12-14-2011, 10:53 PM
طه جعفر طه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7337
لست متبحرا في موضوع الالهة لكنني نظرت الي هذا النص كالاتي هنالك فضاء و مكان شاخص تدور فيه عمليات خلق بمجهود شخوص قصصيين اسمهم آلهة و الاهم في النص هو وضعية التفاعل التي اجترحتها السرد الجميل بين الخالقين من جهة و ما يصنعون من جهة أخري. امر الخلق " كن فيكون" تمت محاورته ايضا بما يتضمن الإحالات التي تفتتحها الكلمات الي الاديان مثل الاسلام، لان موضوع الخلق و بداية الكون من الامور التي يحرسها الجنود و علماء الشرع الاسلامي بستار كثيف من الافكار غير القابلة للمجادلة و بقوة السلاح. و انا الموضوع دا بالذات هدا طرفي منو فليهنأ كل انسان بالاهه و يخلونا في حالنا
ابتكار الرجل " كوحدة في الجنس البشري مع الطفل و المرأة" كمشروع خلق معطوب نتيجة لمشكلة واجهها الخالق "المجرب" فنتج عن ذلك اختلاط طبائع الخلق و الخالق في فكرة الرجل الاجتماعية كمستبد يبرر استبداده عبر اللغة و جملة الثقافة.
كتب الدكتور نصر حامد ابوزيد قراءة جميلة لكتاب الفتوحات المكية ( ابن عربي) أظن انه " الخطاب و الـتاويل" المهم في الفتوحات و بذلك الكتاب ورد ما معناه: العدم عدمان ... عدم محض و عدم آخر يستطيع الاستجابة لنداء المشيئة "كن" لان المحدث " المخلوق من العدم يجب ان يكون له نوع من التصور في مخيلة الخالق .. هذا المحدث المراد خلقه يجب ان يمتاز بدرجة من الوجود الشبحي او العدم غير المحض ليستجيب لنداء المشيئة "كن" الانسان نفسه جزءان مندغمان نصف يستطيع التعامل مع الخالق المنزه عن مشابهة المخلوقات و نصف آخر جسمي مادي . ربما فكرة روح ومادة خرساء في نسق وجودي واحد يا استاذنا مصطفي مدثر النص جميل ... مبتدا و خبر و في الكتابة مغامرة جسورة لتقريب فكرتي الاله و الانسان و أجدها مغامرة نبيلة و رائعة
استحضر النص الي تفكيري المحفل الخماسي الحاكم في السودان هذه الايام كمخلوقات متألهة لاله متقاعد هو الدكتور الترابي. و كما تلاحظ ذكرتني ايضا بموضوع ابن عربي و نصر حامد ابوزيد هذه الكتابة جيدة و عظيمة. بمناسبة الروح يقال في العلوم ان الحياة ترتبط بدرجة التعقيد في البني و التراكيب الكيميائة. degree of complexity بمعني ان البحر كوجود كبير جدا يتكون اساسا من الماء و جزيئ الماء له تركيب كيميائي بسيط الصخور تتكون من مركبات بسيطة جدا وهي ليست اكثر من اخلاط لاكاسيد الفلزات مع اوكسيد عنصر السيلكون و هو الرمل. في الجانب الآخر ابسط الاحياء مثل البكتريا و الطحالب الزرقاء تشتمل علي مركبات كيمائية غاية في التعقيد . الحياة هي ابنة التعقيد الكيميائي المفرط لجزيئات المادة الخرساء الشبعانة موت دي
طه جعفر
12-15-2011, 04:34 AM
osama elkhawad osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20541
المثال الثاني من العهد القديم هو عن قصة آدم و حواء في الجنة مع الرب الإله "الله" كما يرويها العهد القديم في " كتاب التكوين": ثم سمع الزوجان صوت الرب الإله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار،فاختبآ من حضرة الرب الإله بين شجر الجنة.فنادى الرب الإله آدم :"أين أنت؟" فأجاب :"سمعت صوتك في الجنة فاختبأت خشية منك لأني عريان".فسأله: "من قال لك إنك عريان؟هل أكلت من ثمر الشجرة التي نهيتك عنها؟"فأجاب آدم :"إنها المرأة التي جعلتها رفيقة لي.هي التي أطعمتني من ثمر الشجرة،فأكلت".فسأل الرب الإله المرأة: "ماذا فعلت؟" فأجابت: "أغوتني الحية فأكلتْ".فقال الرب الإله للحية: "لأنك فعلت هذا،ملعونة ،أنت من بين جميع البهائم و من جميع وحوض البرية"على بطنك تسعين.و من التراب تأكلين طوال حياتك.و أثير عداوة دائمة بينك و بين المرأة.و كذلك بين نسليكما.هو يسحق رأسك و أنت تلدغين عقبه". يبدو "الله" التوراتي مزيجا من الناسوت و اللاهوت،فهو يتمشّى في الجنة ليطلق كرعيهو،و لا يعرف أين آدم حين اختبأ خجلا منه.فبدت العلاقة بين الله التوراتي و آدم التوراتي كما العلاقة بين الأب و ابنه. و في المقابل نجد ان الله التوراتي يظهر قدراته اللاهوتية من خلال تقرير ما ستؤول إليه حياة "الحية" و علاقة نسلها مستقبلا بنسل المرأة.
12-15-2011, 06:18 AM
mustafa mudathir mustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553
ياه يا دنيا معقولة معاي السيد حاتم شخصياً!! لكن يا خليفة ما تلخبط بين الآلهة والأولاد الكانو بيصلحو ليك عربيتك إنت قايل عربيتك في مستوى نيزك معطوب! بالله شوف الاتحاديين ديل فاكنها في روحم قدر شنو!
أما طه جعفر فيبدو أننا سنقضي راس سنة جميل جداً أتيت بأفكار ممتازة في نقاش الموضوع. ننطلق من معطياتك بعدين! إلى رأس السنة إذاً! أسامةّ الخواض يواصل وهو مفوض في توجيه البوست، له التحية!
12-16-2011, 09:48 AM
osama elkhawad osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20541
*ابراهيم التوراتي والله التوراتي في "العهد القديم":ابراهيم التوراتي يستضيف الله التوراتي: في كتاب التكوين يكون الله التوراتي واحدا من ثلاثة زوّار زاروا النبي ابراهيم في طريقهم لإبادة سدوم و عمورة. في كتاب التكوين تحت عنوان "الزائرون الثلاثة"،نجد أن واحدا منهم هو "الله". يقول كتاب التكوين الآية 18 "ثم ظهر الرب لإبراهيم و هو جالس عند بلوطات ممرا وقت اشتداد حر النهار،فرفع عينيه و إذا به يرى ثلاثة رجال ماثلين لديه.فأسرع لاستقبالهم من باب الخيمة و سجد إلى الأرض.و قال: "يا سيدي،إن كنت قد حظيت برضاك فلا تعبر عن عبدك.بل دعني أقدم لكم بعض ماء تغسلون به أرجلكم و تتكئون تحت الشجرة.ثم آتي لكم بلقمة خبز تسندون بها قلوبكم .و بعد أ ذلك تواصلون مسيركم ،لأنكم قد ملتم إلى بيت عبدكم.فأجابوه: "حسنا،ليكن كما قلت". فأسرع إبراهيم إلى داخل الخيمة على زوجته سارة و قال: "هيا أسرعي و اعجني ثلاث كيلات من أفضل الدقيق و اخبزيها".ثم أسرع إبراهيم نحو قطيعه و اختار عجلا رخصا طيبا و أعطاه لغلام كي يجهزه.ثم أخذ زبدا ولبنا و العجل الذي طبخه ،و مدها أمامهم و بقى واقفا في خدمتهم تحت الشجرة و هم يأكلون. ثم وعد الله التوراتي إبراهيم أن يزوره السنة القادمة "فتكون سارة آنئذ قد ولدت لك ابنا". و سمعت سارة كلام الرب و ضحكت لأن عمرها قد فني وزوجها أصبح شيخا .فقال الرب لإبراهيم "لماذا ضحكت سارة قائلة: أحقا ألد ابنا و قد بلغت سن الشيخوخة؟أيتعذر على الرب شيئ سأرجع إليك في مثل هذا الوقت من السنة القادمة فتكون سارة قد أنجبت ابنا.فخافت سلرة و أنكرت قائلة "لم أضحك".فقال : "لا،بل ضحكت".
ان الله التوراتي كما يصوره "العهد القديم" لا يستطيع أن يعلم ما حدث في سدوم وعمورة و لذلك قرر أن يقوم بزيارة استطلاعية لمعرفة الأمر و التحقق من المزاعم حول سدوم و عمورة. يقول "العهد القديم" "و قال الرب: "لأنّ الشكوى ضد مظالم سدوم و عمورة قد كثرت و خطيئتهم قد عظمت جدا أنزل لأرى إن كانت أعمالهم مطابقة للشكوى ضدهم و إلا فأعلم". و انطلق الرجلان من هناك نحو سدوم،و بقي إبراهيم ماثلا أمام الرب".ص24.
ان الطبيعة الناسوتية لله التوراتي هي التي مهَّدت لله المسيحي.و نجد الله التوراتي هنا يغسل رجليه بالماء و يتكئ على الشجرة و يأكل الطعام. و لذلك لا يندهش المسيحيون،مثلما نندهش نحن المسلمين،للطابع الناسوتي لله .فمثلا معجم الكتاب المقدس للفتيان،إعداد المهندسة ميرفت برسوم حنا بالاشتراك مع القمص تادرس يعقوب ملطي ،حين يتحدث عن ابراهيم التوراتي يتحدث ببساطة شديدة عن "استضافة ابراهيم لله و ملاكين خلال حبه للغرباء".
12-17-2011, 07:41 PM
osama elkhawad osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20541
*الاستراحة التوراتية الإلهية المقدسة: في سفر الخروج نقرأ في 10:20 "لأن الرب قد صنع السماء و الأرض و البحر و كل ما فيها في ستة أيام،ثم استراح في اليوم السابع.لهذا بارك الله اليوم السابع و جعله مقدسا.
و في سفر الخروج نقرأ أيضا في 17:31 يتحدث عن يوم السبت "هو بيني و بين بني إسرائيل علامة عهد إلى الأبد لأنه في ستة أيام صنع الرب السماء و الأرض .و في اليوم السابع فرغ من العمل و استراح".
الرسول بولس في "الرسالة إلى العبرانيين" يقول:هذه الراحة كانت جاهزة منذ أن أتمَّ الله تأسيس العالم.فقد قال الوحي في موضع من الكتاب مشيرا إلى اليوم السابع "ثم استراح الله من جميع أعماله في اليوم السابع".ثم عاد فقال: "لن يدخلوا مكان راحتي".و هكذا يتبين أن الراحة الإلهية هي في انتظار من سيدخلون إليها".
كلام الرسول بولس يوضِّح إن الراحة الإلهية تتحوّل من مفهوم لاهوتي إلى جزاء لاهوتي لمن ينتظرون دخول الراحة الإلهية. و لأنّ "استراحة" الله مقدّسة ، فعقوبة العمل يوم السبت هي القتل.يقول سفر الخروج تحت عنوان "حفظ السبت":
"و خاطب الرب موسى: "قلْ لبني إسرائيل ،احفظوا أيام سبوتي لأنها علامة العهد الذي بيني و بينكم.على مرِّ الأجيال،لتعلموا إني أنا الرب الذي يقدسكم.احفظوا يوم السبت لأنه مقدس لكم.من يدنسه حتما يمتْ.فكل من يقوم فيه بعمل ،تستأصل تلك النفس من بين قومها.في ستة أيام تعملون،أما يوم السبت فهو يوم عطلة مقدس للرب.كل من يقوم بعمل في يوم السبت يقتل حتما".
في القرآن الكريم يتم نفي استراحة الله بعد خلق العالم في الآية رقم 38 من سورة "ق": وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ (38)
و في هذا الحديث النبوي سبب نزول الآية التي نفتْ تعب و نصب الله سبحانه و تعالى،بعد خلق السماوات و الأرض و ما بينهما:
Quote: أن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن خلق السماوات والأرض فقال : خلق الله الأرض يوم الأحد والإثنين ، وخلق الجبال يوم الثلاثاء وما فيهن من منافع ، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب ، فهذه أربعة ، [ ثم ] قال : قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين لمن سأل . قال : وخلق يوم الخميس السماء ، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة ، إلى ثلاث ساعات بقيت منه ، فخلق في أول ساعة من هذه الثلاث الساعات الآجال من يحيا ومن يموت ، وفي الثانية ألقى الآفة على كل شيء مما ينتفع به الناس ، وفي الثالثة آدم وأسكنه الجنة ، وأمر إبليس بالسجود له وأخرجه منها في آخر ساعة ، ثم قالت اليهود : ثم ماذا يا محمد ؟ قال : ثم استوى على العرش ، قالوا : قد أصبت لو أتممت ، قالوا : ثم استراح ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا ، فنزل : ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب * فاصبر على ما يقولون
الراوي:عبد الله بن عباس المحدث:ابن جرير الطبري - المصدر:تاريخ الطبري- الصفحة أو الرقم:1/22 خلاصة حكم المحدث:صحيح
و الراحة هي جزاء المؤمنين في الجنة فقد ورد في سورة فاطر الآية 35
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
mustafa mudathir
معاوية الزبير
osama elkhawad
محمد الامين احمد
حاتم الياس
طه جعفر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست