هل الإسلاميون ديمقراطيون؟ عبد الرحمن الراشد ( السودان نموذجا)!!!

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 08:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-05-2011, 06:39 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل الإسلاميون ديمقراطيون؟ عبد الرحمن الراشد ( السودان نموذجا)!!!

    Quote:
    هل الإسلاميون ديمقراطيون؟
    عبد الرحمن الراشد
    الاثنيـن 10 محـرم 1433 هـ 5 ديسمبر 2011 العدد 12060
    جريدة الشرق الاوسط
    الصفحة: الــــــرأي
    فجأة تطوع الكثير من الكتاب العرب والغربيين للشهادة بأن حركات الإسلام السياسي ديمقراطية وتستحق أن تعطى فرصة الحكم. والمعني بهذه الشهادات أحزاب معروفة مثل إخوان مصر، وحركة النهضة في تونس، والإخوان في سوريا، وكذلك حزب العدالة في المغرب.

    وارتكز معظمهم على مقولة إن الجماعات الإسلامية حرمت من فرصة العمل السياسي وإن الربيع العربي هو فرصة لامتحان شعبيتها والتزامها بالنهج الديمقراطي. طبعا الحديث عن منحهم حق المشاركة أمر مقبول، حق يمنح للجميع لا الإسلاميين فقط. لكن الادعاء بأنهم ديمقراطيون، وفوق هذا الزعم أنهم لم يحصلوا على فرصتهم، أكذوبتان. مثلا في السودان خاضت الجبهة الإسلامية، بقيادة الترابي، الانتخابات عام 1986؛ ففاز الإسلاميون بـ51 مقعدا في البرلمان، أي في المركز الثالث، بعد حزبي الأمة والاتحادي. وعلى الرغم من أنهم لم يشككوا في الانتخابات التي كانت نزيهة فإنهم تآمروا ودبروا انقلابا بعد عامين واستولوا على الحكم بالتعاون مع العميد عمر البشير الذي لا يزال يحكم البلاد بعد أن دمر مقدراتها وأشعلها حروبا.

    الجزائر مرت بتجربة مختلفة؛ حيث اضطر النظام العسكري، الذي يحكم من خلف الستار، إقرار انتخابات بعد سبع سنوات من الاضطرابات والاحتجاجات التي نشط فيها الإسلاميون وغيرهم. وقد أجهض العسكر انتخابات عام 1991 التي لاح فيها احتمال فوز الإسلاميين، لكن أيضا يجب أن نذكر أن القيادة المعتدلة لحزب جبهة الإنقاذ، مثل عباسي مدني، كانت تعاني من القيادات الشابة المتطرفة، مثل علي بلحاج، الذي كانت له الغلبة الشعبية في صفوف الحركة، وكان يتحدى، علانية في الميدان أمام أتباعه، معلنا رفضه الديمقراطية: «لا ديمقراطية ولا دستور.. بل قال الله وقال الرسول». وهاجم المتطرفون السينما والأسواق فاستغل العسكر الفرصة وأعلنوا الأحكام العرفية.

    التجربة الثالثة كانت في فلسطين؛ حيث وافقت السلطة على إدخال حماس في الانتخابات مقابل التزامها بالديمقراطية واحترام الاتفاق الموقع مع إسرائيل. ففازت في عام 2006 بواقع 76 مقعدا من أصل 132 مقعدا، وأعطيت رئاسة الحكومة، لكن حماس استولت على كل الأجهزة وطردت السلطة الفلسطينية من غزة في معركة دامية.

    ولا ننسى ممارسات حزب الله، الذي من جانب ينخرط في العمل الديمقراطي انتخابيا، ومن جانب آخر يقوم بفرض مطالبه بقوة السلاح. وهناك تجارب أظهر فيها الإسلاميون استغلالهم للديمقراطية لفرض أجنداتهم، كما حدث في الكويت، إخوان وسلف وشيعة. قاموا بمنع كتب وحفلات ونشاطات فكرية ضمن تخويف فكري.

    أنا لست ضد إشراك الأحزاب الإسلامية في العمل السياسي ما داموا مستعدين لاحترام قواعد العمل الديمقراطي، وهو ما لم يحدث ولا مرة واحدة كما أوضحت. علينا أن ندرك أن طبيعة الأحزاب المؤدلجة وجماعات الإسلام السياسي تكتيكيا وفكريا تعتبر الأحزاب الأخرى مرفوضة، مهما تحدثت عن تسامحها واستيعابها للفكر الديمقراطي. أعتقد أن التجربة التركية أفضل نموذج يمكن تقديمه للدول العربية التي تريد صادقة منح الفرصة لكل القوى الشعبية، وعلى رأسها الإسلامية. بإمكان الجيش أن يكون الضامن، مع ضرورة حماية الحريات والحقوق التي هي دائما محل النزاع؛ فالإسلاميون لا يختلفون عن الوطنيين والقوميين والبعثيين في القضايا السياسية الخارجية، لكن لديهم نظرة إقصائية ضد المرأة، وأتباع الأديان والطوائف الأخرى، وضد حق التعبير والحريات الشخصية التي لا تتفق معهم.

    وللحديث بقية.

    [email protected]
                  

12-05-2011, 07:04 AM

مدثر صديق
<aمدثر صديق
تاريخ التسجيل: 04-30-2010
مجموع المشاركات: 3896

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الإسلاميون ديمقراطيون؟ عبد الرحمن الراشد ( السودان نموذجا)!!! (Re: jini)

    جني سلام
    الايام دي كتاب صحيفة الشرق الاوسط محبطين من صعود الاسلام السياسي لدرجة جعلت كتاباتهم تفقد المنطق كثيرا حتى اني اوشكت ان افتح بوست باسمك و ادعوك لمناقشة هذا الامر ...
                  

12-05-2011, 07:52 AM

Asim Fageary
<aAsim Fageary
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الإسلاميون ديمقراطيون؟ عبد الرحمن الراشد ( السودان نموذجا)!!! (Re: مدثر صديق)

    Quote: لست ضد إشراك الأحزاب الإسلامية في العمل السياسي ما داموا مستعدين لاحترام قواعد العمل الديمقراطي، وهو ما لم يحدث ولا مرة واحدة كما أوضحت. علينا أن ندرك أن طبيعة الأحزاب المؤدلجة وجماعات الإسلام السياسي تكتيكيا وفكريا تعتبر الأحزاب الأخرى مرفوضة، مهما تحدثت عن تسامحها واستيعابها للفكر الديمقراطي. أعتقد أن التجربة التركية أفضل نموذج يمكن تقديمه للدول العربية التي تريد صادقة منح الفرصة لكل القوى الشعبية، وعلى رأسها الإسلامية. بإمكان الجيش أن يكون الضامن، مع ضرورة حماية الحريات والحقوق التي هي دائما محل النزاع؛ فالإسلاميون لا يختلفون عن الوطنيين والقوميين والبعثيين في القضايا السياسية الخارجية، لكن لديهم نظرة إقصائية ضد المرأة، وأتباع الأديان والطوائف الأخرى، وضد حق التعبير والحريات الشخصية التي لا تتفق معهم.


    تحياتي يا جني
                  

12-05-2011, 08:24 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الإسلاميون ديمقراطيون؟ عبد الرحمن الراشد ( السودان نموذجا)!!! (Re: Asim Fageary)

    اضافة لما قاله عبد الرحمن الراشد فان جماعة ما يقال انه الربيع العربى وخاصة الذين فازوا فى انتخابات تونس والمغرب ومصر لا تستشهد بالتجربة السودانية ولا يذكرونها فى اجهزة اعلامهم ولا حتى فى تصريحاتهم بالخير وانهم سوف يتجاوزون سلبياتها وهم لا يذكرون لها اى محاسن وانجازات وبالتالى هم يتخوفون من تذكيرهم بها ..
    حتى اهل الحكم عندنا من امثال الترابى اعترف علنا بفشل تجربتهم ونقل تجربته خبراته لاخوانه فى مصر ..
    ومصطفى عثمان نصح فى لقاء مع اخوان الاردن من مغبة التسرع بالوصول للحكم ..
    تحياتى لك يا جنى
                  

12-05-2011, 12:25 PM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل الإسلاميون ديمقراطيون؟ عبد الرحمن الراشد ( السودان نموذجا)!!! (Re: الكيك)

    فِيْمَ فَرْحَةُ إِسْلامَويِّي السُّودانِ بِفَوْزِ ”النَّهْضَةِ“ التُّونسيَّةِ؟! ... بقلم: كمال الجزولي الإثنين, 14 تشرين2/نوفمبر 2011 12:47 بمناسبة التقدُّم المرموق الذي أحرزته حركة النهضة التونسيَّة فـي انتخابات المجلس التأسيسـي مؤخَّراً، سألت (قناة الجَّزيرة) المفكر البارز راشد الغنوشـي، زعيم الحركة، وأحد أهمِّ رموز اﻹسلام السِّياسـي فـي المنطقة، عن نظرته لشعار (اﻹسلام هو الحل)، فسارع الرجل لتعديل السُّؤال إلـى: "أي إسلام"؟! ومن ثمَّ مضـى إلـى اﻹجابة مزيلاً أي حواجز بين اﻹسلام والحداثة والدِّيموقراطيَّة. ــــــــــــ (1) في السِّياق قال الغنوشي: "ليس بالضـَّرورة أن يكون اجتهادك أنت وتصوُّرك للإسلام هو الحل، كأن تعتبر أنك حامل رسالة السَّماء، وميزان الحقِّ والباطل، والناطق باسم اﻹسلام، ومترجمه اﻷوحد، فما أن تمسك بالسُّلطة حتى تشـرع فـي فرض رؤيتك هذه عـلى الناس، جاعلاً من اﻹسلام مشكلة، ﻻ حلاً! حركة النهضة ليست "كنيسة" لتقول هذا هو اﻹسلام. ترجمة اﻹسلام هي نتاج تدافع اجتماعي عـلى مبدأ الحريَّة. اﻹسلام دين موجَّه إلـى اﻷحرار ذوي العقول. من ﻻ عقل له ﻻ حريَّة له وﻻ دين. نحـن نثق فـي الناس، فـي عقولهم وحريَّتهم. ليس من مهام الدَّولة فرض نمط معيَّن من الحياة، فتتدخَّل فـي ملابس الناس، وما يأكلون، وما يشـربون، وما يعتقدون، وفـي مساكنهم. وظيفة الدَّولة أن توفِّر إطاراً عامَّاً للمجتمع يتعايش الناس فيه، ويبدعون، ويتعاونون، ويتدافعون، حتى يتبلور اﻹسلام لديهم كرأي عامٍّ وثقافة عامَّة. أما الإسلام الذي تفرضه الدَّولة بأدوات القمع فإن الناس يتفلتون منه. مَن يتديَّن خوفاً مِن الدَّولة منافق، ونحن ﻻ نريد أن نحوِّل التوانسة إلـى منافقين!" (برنامج "فـي العمق"، 31/10/2011م). من ناحيته، وكما لو قصد إلـى استخلاص أهمِّ ركائز هذه الأطروحة المضيئة، كتب فهمي هويدي، الرمز المهمُّ اﻵخر من رموز حركة اﻹسلام السِّياسـي فـي المنطقة، أن "الإسلاميين مطالبون بأربعة أشياء: طمأنة الناس وإزالة مخاوفهم، والانشغال بخدمتهم ﻻ بوعظهم، والكفِّ عن الحديث عن توزيع الخلق فـي الآخرة علـى الجنة والنار، واحترام الحياة الخاصَّة للناس". (2) على هذه الخلفيَّة نستطيع، من الزاوية الموضوعيَّة، تصنيف ألدِّ أعداء أطروحة الغنوشـي، المعزَّزة من هويدي ومفكرين آخرين، في ثلاثة أقسام: (1) إسلاميُّون متطرِّفون يعدُّونها ضـرباً من التوحُّل فـي رمال (علمانيَّة/كفرانيَّة) متحرِّكة! بعض هؤﻻء قد يبرزون حتى من بين صفوف الحركة نفسها، اﻷمر الذي سيشكل، في المديين القريب والمتوسط، خطراً ساحقاً ماحقاً عـلى الحركة، بل وعـلى حياة الغنوشـي نفسه، ﻻ قدَّر الله! (2) علمانيُّون متطرِّفون يتشككون فـي نواياها، أصلاً، ويرون أنها إنما تتعاطى مع الحريَّات والحقوق، وباﻷخصِّ حريَّات النساء وحقوقهنَّ، بخطة "العصا المرفوعة والعصا المدفونة"، ما يعني أنها ما تنفكُّ تبذل، في البدء، تعهُّدات مغلظة بصون هذه الحريَّات والحقوق، ثم ما تلبث أن تنكص عن هذه التعهُّدات بمجرد "تمكنها" من سدَّة السُّلطة! وربَّما كان أحدث نموذج لهذه الشُّكوك العلمانيَّة المتطرِّفة موقف سهير بلحسن، الناشطة التونسيَّة، والرَّئيسة السَّابقة للفيديراليَّة الدَّولية لحقوق اﻹنسان، فقد استنجدت، مؤخَّراً، بفرنسا لحماية "قيم الحريَّة" فـي تونس بعد فوز حزب النهضة، وذلك على حدِّ تعبيرها فـي برنامج تلفزيوني بثته القناة الفرنسيَّة الثانية، وشارك فيه أولبرت فيدرين وزير الخارجيَّة الفرنسـي اﻷسبق (قناة الجَّزيرة، 3/11/2011م)، هذا باﻹضافة إلـى المظاهرة النسائيَّة التي توجَّهت إلـى مكتب الوزير اﻷول بتونس، فور اﻹعلان عن فوز النهضة، تطالب باحترام الحقوق المكتسبة للمرأة، وبضمانها فـي دستور البلاد القادم (المصدر). (3) ناشطو حركات إسلام سياسي فـي بلدان أخرى يُظهرون زهواً عصبيَّاً لفوز النهضة هذا، بنظرة تعمد إلى تصويره كتبشير باتساع "شعبيَّة" هذه الحركات، أجمعها، دون فرز، وﻻ تتجاوز اعتباره محض إضافة (كميَّة) لما يسمونه "انتصار حركات الإسلام"، دون أن يشغل أحدهم نفسه بالتفكير فـي سؤال الغنوشـي: "أيُّ إسلام؟!"، أو يقيم وزناً لمضمون هذا الفوز كانتصار، في الحقيقة، ﻷطروحة مغايرة تماماً، تنزع للحـداثة، وتعـلي من شأن الاستنارة، عـلى خطى التجربة التركيَّة، بعكس التجارب التي تقاطعت مع العقلانيَّة، وخاصمت قناعات شعوبها، فحصدت الفشل، فـي السُّودان، كما في إيران والصومال وغيرها، مع الفارق. تلك وضعيَّة تتسم بتناقضات فكريَّة وحركيَّة داخـليَّة مرشَّحة للانفجار، عمَّا قريب، بين هؤﻻء وبين حركة النهضة، فـي ما لو واصلت تمسُّكها بأطروحتها. (3) تجربة اﻹسلامويين السُّودانيين فـي الحكم معروفة. فمنذ انقلابهم عـلى الديموقراطيَّة فـي الثلاثين من يونيو عام 1989م ونظامهم يتدخَّل فـي ملابس الناس، وما يأكلون، وما يشـربون، وما يعتقدون، وفـي مساكنهم، ويمضـي، باختصار، عـلى خط مغاير، طرداً عـلى عكس، لأطروحة الغنوشـي والنهضة، منصـرفاً، تماماً، عن هموم المواطنين، بل عاجزاً، بالكليَّة، عن اجتراح الحلول ﻷبسط المشاكل، فليس لديه ما يواجهها به، باﻹضافة، طبعاً، لمناهج القمع، سوى المواعظ والشِّعارات فـي أفضل اﻷحوال. وقد تكفي اﻹشارة، هنا، إلـى أحدث مخاطبات الرئيس السُّوداني، فـي الثاني من نوفمبر الجاري، أثناء حفل افتتاح مدينة رياضيَّة بغرب أم درمان، حيث كان يُنتظر أن يستغل تلك المناسبة للإعلان عن خارطة طريق محدَّدة تكفل انفلات البلاد من طوق اﻷزمات الخانقة التي ما تنفكُّ تحتوشها عـلى خلفيَّة انفصال الجَّنوب، وخروج النفط من قائمة موارد البلاد، وتدمير القطاعين الزراعي والصناعي بفعل السِّياسات الاقتصاديَّة الخاطئة، واستشـراء الفساد فـي كلِّ مفاصل النظام وحزبه الحاكم، وتفاقم الضَّوائق المعيشيَّة، تبعاً لذلك، فـي كلِّ الوﻻيات، وانفجار اﻷوضاع اﻻحتجاجيَّة فـي كسلا والقضارف ومناطق أخرى، وإيغال النظام فـي مجابهتها، كالعادة، بأدوات القمع، وازدياد المهدِّدات الحربيَّة واﻷمنيَّة فـي دارفور وأبيي وجنوب كردفان والنيل اﻷزرق وغيرها، فضلاً عن مفاقمته لنذر حرب دوليَّة، هذه المرَّة، بين (السُّودانَيْن) القديم والجديد. لكن الرئيس نحا، بدﻻً من كل ذلك، منحىً آخر، حيث جعل أكبر همِّه دعوة المواطنين "للإكثار من الصَّلاة عـلى الرَّسول صلى الله عليه وسلم"، ﻷنهــا، كمـا قـال، "تغيظ الشـَّعبيين (حزب الترابي) والشـِّيوعيين"، مؤكـداً عـلى أن نظامه "سيمضـي فـي إقامة دولة إسلاميَّة قوامها الشَّـريعة، ومجتمع قرآني متكافل، متراحم، خال من الموبقات، متمسِّك بمبادئ الدِّين، ونابذ لدعوى الجَّاهليَّة والقبليَّة والعنصـريَّة" .. الخ (اﻷهرام اليوم، 3/11/2011م). ما يهمُّنا إبرازه هنا، بوجه خاص، هو أن الغنوشـي، سواءً فـي حديث قناة الجَّزيرة المار ذكره أو فـي غيره، لم يكتف بإضاءة النَّهج الذي ستعتمده حركته فـي إدارة الدَّولة والمجتمع، بل عـبَّر، وبوضوح ﻻ يحتمـل اللبس، عـن نقـده لنهج أنظمة أخرى زعمت انتسابها للاسلام، لكنها قدَّمته فـي مستوى القهر ﻻ الحريَّة، والجَّبر ﻻ اﻻختيار، والتخلف ﻻ الحداثة، ففشلت، أيَّما فشل، وأساءت، بالتبعيَّة، للإسلام ذاته فـي نظر المسـلمين قبل غيرهم. ولن نكون غادرنا الحقيقة مقدار عقلة إصبع إن نحن أومأنا هنا إلـى تجربة اﻹسلام السِّياسـي السُّوداني في الحكم باعتبارها من التجارب الفاشلة التي عناها الغنوشـي، ليس، فقط، ضمن مقارنته المثيرة للجدل، والتي اعتبرها الكثيرون فـي حاجة إلـى توضيح، بين الهُويَّتين الوطنيتين السُّودانيَّة والتونسيَّة فـي منظور هتين الحركتين اﻹسلامويَّتين، وإنما، بإفصاح أكثر، فـي العديد من أحاديثه اﻷخرى. وما لنا نتكبَّد مئونة اﻻستقراء واﻻستنتاج ودوننا تقويم الرجل بنفسه للتجربة السُّودانيَّة، لا بين يدي انتخابات 2011م التونسيَّة فقط، وﻻ حتى بعد فوز حركته بها فحسب، بل قبل ذلك بكثير جدَّاً، وفـي أكثر من مناسبة، منذ مطالع ثمانينات القرن المنصـرم! ففـي ذلك الوقت، وعـلى حين كانت سجون النميري تعـج بمعتقـلي الرأي والضمير من كلِّ المعسكرات السِّياسية اﻷخرى، كان اﻹسلامويُّون قد استكملوا تحالفهم مع الديكتاتور بشـروط نظامه الشُّمولي القائم عـلى سلطة الفرد المطلقة. وكان تنظيمهم فـي جامعة الخرطوم يسيطر عـلى اتحاد طلابها، فرتبوا موسماً ثقافيَّاً للعام 1980 ـ 1981م، ودعوا الغنوشي للمشاركة فيه بمحاضـرات جُمعت، ﻻحقاً، بين دفتي كتاب. وقد كان ﻻفـتاً، بل محتشـداً بالمفارقــة، تمامـاً، أن يركز الرجل، ضمن تلك المحاضـرات، عـلى النعي عـلى الإسلاميين، بالذات، سبَّة تماهيهم مع الديكتاتوريَّات. وكان مما قال فـي هذا الشأن إن "..النضال من أجل الحريَّة هو من جوهر النضال من أجل الإسلام، وإذا اعتبرت الحركة الإسلاميَّة أن الحريَّة ليست قضيَّة جوهريَّة فذلك سقوط رهيب! والذي أخشـاه أن تكون الحرية قضيَّة (ظرفيَّة) بالنسبة لنا، نطالب بها عندما يكون (الظرف) غير مناسب لنا. وهنا يكون السقوط الرهيب. إننا نطالب بالحريَّة للإنسان أيَّاً كان" (محاور إسلاميَّة، ط 1989م، بيت المعرفة، ص 143). وبعد ثلاثين عاماً من ذلك عاد الغنوشي ليقول ما ننقل عنه هنا بتصـرُّف: "إن فشل التجربة السُّودانيَّة أمر واقع. وليس متوقعاً مِمَّن فشل فـي إدارة الحوار فـي صلب جماعته أن ينجح في التوافق مع جماعات لطالما أعلن عليها الجِّهاد، ولم يدِّخر وسعاً فـي تخوينها، والتعبئة ضدَّها؛ وليس متوقعاً ممن أسَّس مشـروعه عـلى استبعاد الآخرين، والانفراد بالسُّلطة، ونظّر لذلك، ورتب عليه أمره، أن يتراجع، أو يتحوَّل إلـى ديموقراطي يحترم حقوق الآخر" (سودانايل، 26/12/2010م). وتعليقاً على اتفاقيَّة السَّلام الشَّامل التي كانت قد أبرمت، آنذاك، بين حكومة السُّودان والحركة الشَّعبيَّة لتحرير السُّودان، اعتبر الغنوشي أنها غير كافية وحدها لضمان تحوُّل النظام باتجاه الدِّيموقراطيَّة، قائلاً: "اتفاقيَّة السَّلام لا تعني حسم الدَّاء من أساسه طالما استمرَّ الفشل فـي اقتسام السُّلطة مع بقيَّة المكوِّنات الرَّئيسة للبلد عبر الحوار . إن المشـروع إﻹسلامي الذي كان يبشر بالحريَّة، والتجديد، والتأصيل لسلطة الشُّورى، والمؤسَّسة، والمجتمع المدني، تحوّل إلـى حكم قامع ومستبد، يستأثر رجاله بالمناصب والمصالح لأنفسهم وأسـرهم وأبناء قبائلهم، ويزاحمون عـلى الشَّـركات والمشاريع التجاريَّة. المشـروع الإسلامي فـي السُّودان امتداد لعجز أصيل فـي تاريخنا السِّياسـي عن إدارة الاختلاف سلميَّاً، وعن عدم المسارعة إلى سيف الحجَّاج وأدوات الدَّولة العنفيَّة لإقصاء الآخر" (المصدر). (4) ﻻ يستطيع أحد، بالطبع، أن يمـاري فـي أن الغنوشـي وحزبه هم وحدهم المسئولون عن مدى النجاح الذي يمكن أن يصيبوه فـي المحافظة عـلى طرحهم المفتاحي ناصعاً، مـبَّرأ من عيوب التجارب اﻹسلامويَّة التي لطالما نتف ريشها بنقده اللازع، ومقنعاً للمزيد من الجَّماهير المسلمة التي أولتهم، كما يمكن أن توليهم فـي المستقبل، ثقتها عبر صناديق اﻻنتخابات، وذلك من خلال ما يستطيعون إظهاره، فـي مستوى التطبيق، من اقتران وثيق بين اﻹسلام والدِّيموقراطيَّة والحداثة. ولعل الغنوشـي قصد أن يُضمِّن حديث الجَّزيرة المار ذكره وعيهم بهذه المسئوليَّة، واستعدادهم لتحمُّلها، حيث حرص عـلى اﻻستناد إلـى المنطق البسـيط القائل بأنهم، إذا أرادوا تكرار حصد أصوات الناخبين فـي اﻻنتخابات القادمة، فإن ذلك لن يتيسـَّر لهم، بطبيعة الحال، إذا ما تكشف، عند التطبيق، أنهم إنما كانوا يكذبون (قناة الجَّزيرة، 31/10/2011م). هذا، بلا ريب، هو منطق من وطن نفسه عـلى إدارة حركته من فوق منصات ديموقراطيَّة؛ فإذا نجحت حركة النهضة، عمليَّاً، في ذلك، فسوف تثبت، أوَّﻻً، أنه ﻻ وجود لنموذج إسلامي واحد متطابق ومتكرِّر، وسوف تثبت، ثانياً، أنها، كحركة إسلاميَّة، مغايرة للنماذج الفاشلة، وسوف تثبت، ثالثاً، أنها جديرة بثقة الناخبين "المسلمين" فيها، وسوف تثبت، رابعاً، أن فرحة الإسلامويين السُّودانيين بفوزها .. لا طائل من ورائها!نقلاً عن سودانيل
    الكاتب : علي جلاس
    المصدر :http://www.sudaneseinphila.com/t295-topic
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de