|
|
|
 Re: جنوب كردفان : المجموعات الاثنية والقبلية والتعايش السلمى (ملخص + ص (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
الأستاذ مكي على بلايل من مواليد 1959 , بـ منطقة الصبى ريفى الدلنج , الحالة الاجتماعية متزوج , درس فى جامعة الخرطوم كلية الاقتصاد والدراسات الاجتماعية وتخرج منها عام 1982 , ودرس فى المعهد الدولى للدراسات الاقتصادية والمصرفية بقبرص دبلوم عالى فى الدراسات المصرفية عام 1983 , له خبرات فى المجال المصرفى والمجال الدبلوماسى , عمل وزيراً للمالية والتنمية الاقتصادية بولاية جنوب كردفان 1994 – 1995 , عضو المجلس الوطنى عن دائرة كادوقلى 1996 , وزيراً للطيران حتى ديسمبر 1999 , ثم وزيراً للتجارة الخارجية يناير 2000 , مستشاراً لرئيس الجمهورية لشئون السلام 2001 .
نشاطه السياسى , عضو ناشط فى الحركة الاسلامية منذ 1979 , 2002 قام بتأسيس حزب العدالة مع أخرين والان هو رئيس هذا الحزب , كاتب وباحث فى مجالات الاقتصاد والسياسة وله عديد من المقالات فى الدوريات المحلية والخارجية , وله مُشاركات فى عدد من المؤتمرات والسمنارات فى الداخل والخارج .
أ/ مكي على بلايل :-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيدنا محمد
السلام عليكم الحضور الكريم
الشكر لمركز الخاتم عدلان لطرحه هذا الموضوع فى هذه المرحلة التاريخية الهامة فى تاريخ السودان عموماً وتاريخ ولاية كردفان على وجه الخصوص , وهى ولاية ملتهبة الان كما تعلمون وفيها حرب .
سوف اتحدث فى هذه المحاضرة عن المجموعات الاثنية والتعايش السلمى فى هذه المنطقة , من الناحية العلمية فان الاثنية والقبلية لا تتمثلان حيث ان هناك عناصر أخرى غير العرق تدخل فى تعريف الاثنية , ولكن للتبسيط فى هذه المحاضرة فسوف اتحدث عن الاثنية والقبلية باعتبارهما شيئاً واحداً .
سوف ابدأ بما هو معلوم لكم , عن التركيبة الديمغرافية الاثنية القبلية الموجودة فى هذه المنطقة , عن المجموعات الرئيسة , وصحيح اننى قد لا احيط بكل المجموعات كبيرها وصغيرها , ولكن على الاقل فان المجموعات الرئيسة فى المنطقة هى مجموعات النوبة وهى نفسها ليست مجموعة واحدة وتنقسم لمجموعات على الاقل لغوياً وقد قسمها (ارت استيفن) الانثربولوجست البريطانى لـ 10 مجموعات لغوية وهى تنتشر فى جبال النوبة شرقاً وغرباً وجنوباً , وهذه المجموعة الريئسة هى المجموعة الاسبق فى المنطقة , وهناك المجموعات العربية والتى يُمكن ان تتصف بالترحال على الاقل فى الماضى واهمها الحوازمة والمسيرية وكنانة واولاد حميد والكواهلة ومجموعات أخرى عربية , وهناك مجموعات افريقية وهى التى جاءت من الغرب الاقصى من دارفور وربما ما بعد دارفور مثل البرقو والبرنو وغيرهم , ثم هناك مجموعات الجلابة وهى مجموعات مؤثرة للغاية فى المنطقة رغم انهم من الناحية العديدة ليسوا كثير العدد لكن لهم تأثير كبير فى الحياة الاقتصادية السياسية والاجتماعية .
اقف عند فذلكة تاريخية تتحدث عن العلاقات بين هذه المجموعات , ونحن عندما نتحدث عن التعايش السلمى فنحن نتحدث بقدر كبير من المثالية , لكن المثالية لا توجد فى علائق المجموعات المختلفة حتى لو كانت مجموعة قبلية واحدة , لكن اتحدث عن الصورة العامة , والصورة العامة للعلاقة بين هذه المجموعات بالذات بين المجموعات النوبية والمجموعات العربية التى دخلت وهى لم تدخل من جهة واحدة وهى من الاشياء التى ساهمت فى وجهة نظرى لان العلاقات فى الماضى لم تأخذ الطابع العنصرى البحت , على سبيل المثال فان مجموعات المسيرية التى دخلت جبال النوبة من الجنوب الغربى من ناحية (المجلد) ومجموعات الحوازمة من ناحية الشمال واولاد حميد ومجموعات أخرى من الناحية الشمالية الشرقية وهكذا .
هى مجموعات لم تدخل من جهة واحدة , وكل مجموعة عندما دخلت من جهة اقامت العلاقات مع المجموعات النوبية التى وجدتها فى واجهتها فى البداية , وهى نقطة هامة وتلعب دور عندما نتحدث عن علاقات الاحلاف فى هذا المنطقة والتى كان لها جانب ايجابى فى تقديرى .
المجموعات فى طابعها وطريقة سكنها وسبل كسب العيش وانشطتها , هى فى الاساس مجموعات مستقرة , ومستقرة قرب الجبال وليس فى سفوح الجبال وانما بالقرب من الجبال , والنشاط الرئيسى لهم هى الزراعة ولكن ايضاً تمارس هذه المجموعات الرعى .. والمجموعات العربية البدوية الرحالة حرفتها الاساسية كانت الرعى , ورعى الابقار بالذات , صحيح مع مرور الزمن جزء من هذه المجموعات استقرت ودخلت فى الزراعة والان جزء كبير منهم فى نشاط الزراعة لكن تاريخياً كان هناك اختلاف فى سبل كسب العيش بين المجموعتين , مجموعات نوبية زراعية مستقرة ومجموعات عربية راحلة غير مستقرة لا تهتم بالارض تاتى وتذهب حسب الحركة الموسمية المعروفة , فى ذلك الحين فى التاريخ البعيد ونسبةً لهذا الترحال فكل شخص يدخل بيئة جديدة يحتاج لقدر من التأمين للذات قامت اعراف وتحالفات , بين القبائل تحالفات وبين الاسر درب بمعنى ان أسرة معينة تأخى او تحالف أسرة معينة , حيث فى منطقتنا كنانة اولاد على كنا نحن فى اسرتنا دربها حتى تصل لمنطقتنا , وكذلك احلاف قامت بين مجموعات عربية نوبية واحياناً حتى عندما تندلع الحروب القبلية وكانت نادرة جداً فى الماضى فكانت الاحلاف بين القبائل العربية النوبية فى مواجهة قبائل عربية نوبية فى تلك الحروب النادرة لانها حروب مناطقية , وهذه نقطة هامة للغاية , العلاقة كانت بهذا الشكل ولكن ايضاً يجب ان لا نجهل التوترات التى كانت تقوم بين المجموعات العربية والنوبية , كانت بسبب الزراعة او غيرها , لكنها كانت مشاكل محدودة ويتم حلها بواسطة العرف ,
هذه المجموعات وحتى تتساكن وتتعايش قامت بتطوير اعراف , وهذه الاعراف قامت بمرعاة طبيعة المنطقة وسكانها , على سبيل المثال فى موضوع الديات والدية ليست من ثقافة النوبة وليست متجذرة فيهم لكنها متجذرة فى الثقافة العربية واصبحت ثقافة مشتركة وتمت مراعاة ان تتم الديات بالابقار حيث ان البقارة يمتلكون الابقار , ومن الاعراف التى تقوم بالمرعاة الحقيقية لسكان المنطقة عندما يتقاتل العرب فيما بينهم ويقاموا بتسوية الخلاف بالديات كانت الدية 61 بقرة فيما بينهم كعرب لانهم يمتلكون الكثير جداً من الابقار , وعند تسوية الخلاف بين النوبة والعرب فان الدية 15 بقرة , اذا قتل النوبى العربى فانه يدفع 15 بقرة والعكس , لانهم لو قالوا 61 بقرة فانها ستكون مرهقة للغاية للذين لا يمتلكون ابقار , وهناك مثل طريف فى قصة الاعراف حيث ان قبائل كادوقلى اوجدت عرف انه فى حالة شجار النساء وقطع شعر الرأس فى الشجار فان المرأة العربية التى تقوم بقطع خصلة شعر من المرأة النوباوية يتم تغريمها 5 جنيهات , واذا قطعت المرأ’ النوباوية خصلة شعر مرأة عربية فى الشجار يتم تغريمها 1 جنيه فقط , حيث ان شعر المرأة النوباوية ليس كثير فهو بالتالى عزيز عليها (يضحك) .. فى اطار التعايش هناك اعر اف لمراعاة هذا التعايش , وهذه الاعراف ظلت موجودة , والاحتكاكات ظلت موجودة , والاسباب التى اوقفت وجود خلاف حاد بين مجموعات البقارة بالذات والنوبة , انها كانت خلافات عادية فى مسائل الزراعة والرعى والاختلاف حول الموارد وليس هناك تورط لطرف بعيد , عندما جاء الحراك السياسى منذ ايام الحركة الوطنية , فان المجموعات النوبية والعربية فى كل منطقة كانوا فى جغرافية واحدة والولاء السياسى لهم كان متشابهاً , اهل الجبال الشرقية النوبة والعرب كانوا اقرب للحركة الاتحادية , اهل الجبال الغربية حتى قبائل جنوب كادوقلى كان لهم ولاء لحزب الامة .. الولاء السياسى كان متقارباً وقاد لقدر من الانسجام فيما بينهم .
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جنوب كردفان : المجموعات الاثنية والقبلية والتعايش السلمى (ملخص + ص (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
يواصل أ/ بلايل :-
بعد اكتوبر , قامت الحركات السياسية ذات الطابع الاقليمى , تأسس اتحاد عام جبال النوبة , وهى فترة اظهرت وعى لاهل المنطقة بان مصالحهم السياسية متقاربة , لذلك نجد فى كادوقلى كلها ان سكرتير عام اتحاد جبال النوبة كان الناظر بلال حامد اللكة وهو زعيم قبيلة الحوازمة الرواوقة , لقد تشاركوا حتى عندما قاموا بتأسيس الاتحادات ذات الطابع الاقليمى , كان هناك وعى المصالح المشتركة رغم التناقضات الموجودة فى سبل كسب العيش , فى الحراك السياسى سوف نشاهد ان السياسة المركزية رويداً رويداً تقوم بالدخول فى التباعد التدريجى بين هذه المجموعات , حيث بدا الحديث حول التهميش فى المركز وانه ليس تهميشاً اقتصادياً فقط وانما فيه طابع الهوية وطابع ثقافى , والمجموعات المسيطرة فى المركز مجموعات دعنا نقول انها عربية اسلامية , الحراك الذى بدأ هو حراك سياسى يرفض هذا التهميش ويتحدث عن نوع من الهيمنة .. عندما يتم نشر مثل هذا الخطاب فى الواقع فانه لا يقتصر بالضرورة على المركز فقط بل يقوم بالقاء ظلاله فى المنطقة ومن الممكن استغلال هذا الكلام بان هناك استهداف للثقافة العربية وللعروبة , وهو امر قام بالتدريج ويتطور شيئاً فشيئاً .
عندما جاءت الحرب الاهلية , او الحركة المسلحة فى جبال النوبة , كانت هى نقطة التحول الرئيسية ليس فقط بالخطاب وانما بالحراك العملى , بالقتال والهجمات , ونحن نعرف ان اول هجوم للحركة الشعبية فى ولاية جنوب كردفان كان فى بداية خريف 1985 فى منطقة (قدود ام ردمى) , وخطاب الحركة نفسه كان عن التهميش وعن البعد الثقافى وعن العروبة والمجموعات الافريقيانية , والمجموعات المحلية من الطبيعى ان تتوجس من ان هناك خطاب جديد ومشروع جديد من الممكن ان يشكل خطر عليها , ثم بعد ذلك اصبح هناك كلام عن الدفاع الشعبى والدفاع عن الذات فى سبيل الاستقواء بهذه المجموعات , وفى واقع به الكثير من الامية والجهل دخل السلاح ولا اريد التطرق هنا لمن هو الذى قام بادخال السلاح , واخذ الصراع يأخذ البعد القبلى تدريجياً على مستوى العمل العسكرى والحراك السياسى والخطاب .
أنتخابات 1986 كان الخطاب السياسى الحزبى فيها وطريقة الاصطفاف واضحة جداً , المجموعات النوبية كانت مع الحزب القومى السودانى , والمجموعات العربية بقدر كبير مع حزب الامة , هنا دخل الحراك السياسى كعامل تبعاد بين هذه المجموعات وحدث شرخ للنسيج الاجتماعى رويداً رويداً , استمرار القتال فى الحرب الاهلية والتمرد نفسه اعتمد استراتيجية كانت واضحة وهى تعميق التناقض الاثنى حيث كان يعتقد ان هذا يصب فى مصلحته , وفعلاً فان التجاوزات التى تتم من المراحيل او الدفاع الشعبى يدفع الضحية للبحث عن سند , واعتقد ان الكثير جداً من العمليات التى قامت بها الحركة الشعبية فى المنطقة كان المقصود منها ان تقوم بتعميق الخلاف , وعلى مدى 20 عام تم شرخ النسيج الاجتماعى وتم نزوح مجموعات للمدن الرئيسية وأخرين اصبحوا فى مناطق تسيطر عليها الحركة الشعبية بالكامل وأخرين فى مناطق الحكومة .
فى السنوات الاخيرة للحرب الاهلية حدث هدواء فى القتال , وحدث استراخ فى هذا الجانب جانب الصراع والتناقض على الاساس القبلى , ثم عاد النشاط فى هذا الجانب للمفارقة بعد اتفاقية 2005 نتيجة انه قد اصبح هناك خطاب سياسى قوى جداً من الحزبين الشريكين وهو خطاب اعتمد لحد كبير على الجانب الاثنى وبالذات من جانب الحركة الشعبية لنتحدث بوضوح , وهو امر لا يُغالط فيه الا من يُكابر , واصبح هناك فهم فى الولاية لا اعرف من اين جاء ؟ ان المؤتمر الوطنى يمثل مصالح العرب والحركة الشعبية تمثل موضوعياً مصالح النوبة , واى خلاف او مشاكسة بين الحزبين يترجم على ارض الواقع .
هناك عوامل أخرى ساهمات فى هذه التناقضات , ومنها التزاحم على الموارد وانا قلت ان سبل كسب العيش بها خلاف نسبى , العرب مجموعات رعوية فى اغلبها والنوبة فى اغلبهم مجموعات مستقرة .. منذ ايام الانجليز وحتى منتصف عقد السبعينات لحد كبير كانت السلطات الادارية حازمة جداً فى الفصل بين الزراعة والرعى حتى لا يحدث احتكاك , لكن جاء بعد ذلك التراخى فى العقود التالية , تراخى قانونى وتم افتقاد الحزم فى دخول المراحيل لمناطق الزراعة الا فى اوقات معينة , وساعد هذا التراخى التغيرات المناخية وحدث الجفاف , وكذلك دخلت الزراعة الالية بطريقة فيها حد كبير من عدم العدالة , فالزراعة الالية التى دخلت لم تراعى مصالح المجموعات المحلية فى الزراعة والرعى وتم افقار التربة التى قل عطائها , كل هذا قاد الى تزاحم حول الموارد والمراعى , هذا التزاحم فى ظل عدم الحسم والتراخى الادارى والجهل الموجود , واصبح هناك احتكاك , فهناك ثقافة ان الابقار لو اكلت (العيش) فانها سوف تقوم بالتكاثر بشكل جيد فى الخريف وهناك من يحمل السلاح ومن الممكن ان يستبيح المزرعة , وهذا اصبح جزءً من تعميق التناقضات , ووجدنا مسائل سياسية فى قمة الهرم ومسائل محلية فى القاعدة .
واصبح هناك انتشار للسلاح , كان هذا سلاح الدفاع الشعبى او من قاموا بشرائه لان المنطقة اصبحت غير امنة او كان سلاح الحركة الشعبية مؤخراً , سلاح زائد ثقافة حرب زائد تناقض فى سبل كسب العيش زائد توترات سياسية بسبب خلافات محلية او مركزية , كلها اصبحت أشكال للتعايش السلمى .
الاسباب الحادثة الان هى فى تقديرى اسباب سياسية قومية ومحلية , والتزاحم على الموارد , وانتشار السلاح وثقافة الحرب , هذه هى مُنغصات التعايش السلمى فى المنطقة بالرغم من وجود ارث تاريخى باعراف واحلاف باشياء كثيرة حتى من بينها توافق سياسى .
المدخل الاهم للتعايش السلمى هو تسوية الخلافات السياسية القائمة الان وتسوية النزاعات , وعندما اقول تسوية النزاعات ان لا اقصد النزاعات المحلية فقط بل حتى على المستوى القومى , حيث اننا لو لم نقوم بحل الاشكالية على المستوى القومى فاننا لن نتقدم خطوة نحو الامام , اذا لم يحدث الاستقرار فان الاستقطاب يظل موجوداً , الخطوة الثانية للتعايش هى تنمية الموارد والتنظيم السليم لاستغلال هذه الموارد حيث ان البيئة قد تعرضت للتدهور بعد ان رفعت الحكومة الاتحادية يدها عنها واصبحت هناك عشوائية فى الزراعة ورعى جائر وقطع جائر للاشجار بالاضافة للجفاف , فى تلك المنطقة نجد اقتصاد الريف القائم اساساً على البيئة الطبيعية , وفى الـ 10 سنوات الماضية نجد ان نصيب القطاع التقليدى المطرى فى السودان كله والذى يُشكل 80% من الناتج القومى الزراعى , لا ينال من اعتماد الزراعة والرعى على اكثر من 5% , والـ 95% تذهب للقطاع المروى والذى يساهم ب 20% من حصة الزراعة فى الناتج الاجمالى .
وهناك تناقضات الارض , فنجد فى اتفاق نيفاشا وفى بروتوكول جبال النوبة والنيل الازرق كان يفترض ان تكون هناك مفوضية الاراضى حيث ان اهميتها تاتى من تنظيم الاراضى بالملكية العرفية وكيفية استغلالها بواسطة هذه الملكية العرفية , ولم يهتم اى احد بهذا الجانب وهى قضية عالقة ولابد من تنظيمها والاهتمام بها وفتح المسارات بطريقة عادلة وسن قوانين صارمة لفك الارتباط والاشتباك بين سبل كسب العيش المتناقضة
ومن الضرورى ايضاً بسط الوعى ونشر ثقافة السلام بدلاً عن ثقافة الحرب , فلو كان هناك وعى حقيقى فان مصالح هذه المجموعات مكملة لبعضها البعض وليست متناقضة .
وكذلك فرض هيبة الدولة وحكم القانون والسيطرة على السلاح , فواحدة من المشاكل ان الدولة عندما لا ترغب او لا تستطيع حمايتك فان الشيء الطبيعى ان اى انسان يحاول ان يدافع عن نفسه وعن مصالحه , ومن المهم ان تعمل الاجهزة الحكومية فى شفافية وان تنال ثقة الناس , والسيطرة على السلاح تتم بواسطة ضبطه فى البداية ثم جمعه بعد ذلك , فانت لا تستطيع ان تجمع سلاح دون تسويات سياسية شاملة .
فى الختام اقول ان هذه المجموعات التاريخية وعندها اعراف راسخة وتقاليد فى الاحلاف والدروب , هذه المجموعات فى مراحل تاريخية معينة شعرت ان مصالحها متكاملة وعلينا ان نعمل لعودة هذا الشعور وهذا الوعى .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جنوب كردفان : المجموعات الاثنية والقبلية والتعايش السلمى (ملخص + ص (Re: بريمة محمد)
|
الأستاذ احمد مختار كاتب وباحث فى شئون منطقة جنوب كردفان , وله مقالات منشورة فى كثير من الصحف , ويتحدث فى الندوة باسم مجلس شورى عموم الحوازمة بالخرطوم , وهذه القبيلة معنية بالصراع الدائر فى جنوب كردفان باعتبار انها تشكل واحدة من المجموعات فى المنطقة .
الأستاذ أحمد مختار :-
فى البداية الشكر لمركز الخاتم عدلان على المثابرة الدائمة فى مناقشة شئون الوطن وخاصةً المناطق الملتهبة كنت اتمنى ان تكون هذه الندوة والتى تتحدث عن التعايش السلمى فى مناطق يتجسد فيها هذا التعايش فى امبدة والحاج يوسف والكلاكلات حيث ان المهتمين بهذا الموضوع هم هناك .
اتحفظ على كلمة اثنية التى وردت فى عنوان الندوة , واعتقد ان لها ظلال سالبة وافضل ان اسميها المجموعات السكانية او المجموعات القبلية , ولو كانت فسحة زمنية كافية لفسرنا معنى القبيلة فى جنوب كردفان والفرق بين القبيلة والقبلية , الأستاذ بلايل كعادته متحدث بارع وقام بتغطية شاملة للموضوع , لكن لابد ونحن نتحدث عن مجموعات قبلية وسكانية وعن التعايش فى منطقة جنوب كردفان او جبال النوبة ان نقوم بالعودة للتاريخ , وللتاريخ الموثق , والامة التى لا ليس لها تاريخ لا تستطيع ان تحفز ابنائها لمستقبل افضل .
لماذا نتحدث عن التعايش ؟ , انا لا اتصور ان هناك تعايش حربى , وطالما ان هناك كلمة تعايش فهذا يعنى ان هناك توافق او تكامل مصالح , هناك العشرات من الكتب التى بحثت عن التسميات للمجموعات السكانية المختلفة , ونستطيع ان نقول ان كل مجموعات سكان السودان توجد فى جنوب كردفان وفى جبال النوبة بنسب مختلفة وفى مناطق متعددة ولاسباب مختلفة وفى ازمنة متباعدة او متقاربة .
سوف اقدم اشارة لمملكة تقلى , وهى واحدة من الممالك العرقية التى نشات فى المنطقة وهى تضم كل قبائل السودان , ونجد ان الاسرة المالكة فيها قادمة من شمال السودان , ونجد فيها مجموعات قادمة من غرب السودان ومن النيل الازرق والجنوب والوسط , وهذا يظهر فى طريقة حياة الناس والطرق الصوفية والاسماء والسحنات وشكل الاجسام , واستطاعوا الامتزاج والانصهار وابدعوا كيان عاش مئات السنين وخلف تراث شفاهى ومكتوب عن نمط الحياة فى المنطقة , الاستاذ عبدالقادر دور له كتاب (الوسادة) ويتحدث عن تاريخ منطقة تقلى , والأستاذ موسى حسب الله له كتاب عن تاريخ السياسى والاقتصادى لجبال النوبة ويتحدث ايضاً عن هذه النقطة .
فى المنطقة هناك 56 قبيلة مختلفة فى العدد والتأثير , وواحدة من الاسباب التى جعلت الاوضاع تتدهور الاسباب التاريخية , المنطقة كانت واحدة من المناطق المقفولة وهذا سبب غبن للمواطن فى وعيه وذاكرته , والمنطقة من المناطق المتخلفة تنموياً , والمنطقة تعتقد انها قدمت الكثير للسودان لكنها ظلمت فى فترات مختلفة .
كان فى المنطقة قانون من الفترة الاستعمارية واستمر 11 عاماً بعد استقلال السودان وهو قانون الدقنية او قانون الهواء , بمعنى ان الانجليز فرضوا جُعل محدد لكل فرد فى المنطقة , ومال الهواء كان مفروضاً على كل فرد وكل بهيمة , واستمر القانون بعد الاستقلال حتى ان اتحاد عام جبال النوبة قام بمظاهرة فى مدينة الدلنج وتم الغاء القانون .
اتحاد ابناء جبال النوبة لم يتكون فقط من ابناء النوبة حيث نجد ان احد ابناء مدينة حلفا كان من المؤسسين , بمعنى ان الاتحاد كان مطلبياً والرؤية كانت رؤية وطنية .
شهدت منطقة النوبة عبر التاريخ الحديث 39 ثورة لم يهتم بها احد , ومنها ثورة الفكى على النويراوى 1915 فى الريف الغربى لمدينة كادوقلى , وثورة السلطان عجبنا 1918 , كل هذه الثورات تمت بواسطة تضامن ابناء المنطقة ضد المستعمر الانجليزى ولم تجد الاهتمام من المركز او من كُتاب التاريخ او المعلقين او من اجهزة الاعلام .
الذاكرة الشعبية فى المنطقة شعرت ان هناك ظلم تاريخى وتخلف تنموى وان السلطات فى المركز او فى غير المركز لا تهتم بهم , ولفترة قريبة جداً كانت المدارس فى المنطقة معدودة على اصابع اليد الواحدة , والمجموعات السكانية هناك ظلت تحتفظ بقدرة هائلة على الابداع وخلق التحالفات والاعراف والحلول لاصعب المشاكل , والمنطقة لم تشهد اى حروب حقيقية بين المجموعات النوبية والعربية بل شهدت ارتباط وقت الازمات بين قبائل نوبية وعربية ضد قبائل نوبية وعربية وامتلك القادة القدرة على ايجاد الحلول لهذه المشاكل .
هناك ما يُعرف باسم حلف الدم وهو حلف بين مجموعتين او اسرتين او خشم بيتين من الطرفين ويقوم الزعيم من هذا الطرف بجرح يده حتى يخرج الدم ويفعل الزعيم الأخر نفس الشيء ويتم خلط الدم ويصبح الحلف حلفاُ مقدساً , كانت العلاقات تنداح بيسر وسهولة .
وبعد ان وقع الفاس فى الراس , ماهى الحلول ؟ , الحياة لا تعود للوراء وانما تذهب للامام واذا اردنا عودة علاقات المجتمع بشكل مستقر فلابد من معالجة الامر من جذوره , المواطن هناك يشعر بالسعادة عندما يجد وسيلة اعلامية تنقل همومه وثقافته فيجب الاهتمام بالمواطن هناك , وهناك باحث تحدث عن انه لم يتم تشريع قانون للرعى فى السودان كله وهناك ثروة حيوانية قد تضخمت , التعريف بالمنطقة اعلامياً ونقل مشاكلها وهناك المعالجة من الجانب النفسى والجانب القانونى واعادة الاعتبار للقبيلة وابتعاد الادارة الاهلية عن السياسة بشكل كامل .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جنوب كردفان : المجموعات الاثنية والقبلية والتعايش السلمى (ملخص + ص (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
الأستاذ يوسف تكنة يستعد لنيل درجة الدكتوراة قريباً , وهو ادارى , خريج جامعة الخرطوم , ماجستير علوم سياسية , عمل محافظاً لشمال دارفور , ووزيراً للزراعة لاقليم دارفور , ثم وزيراً للتعاون الدولى , ومحاضر باكاديمية السودان للعلوم الادارية , عمل مستشاراً للتنمية للامم المتحدة فى السودان , ومستشاراً للاتحاد الافريقى فى دارفور , وهو باحث وناشط فى منظمات المجتمع المدنى .
الأستاذ يوسف تكنة:-
ما يدور فى جنوب كردفان وثيق الصلة ببناء الدولة الوطنية السودانية , وهناك تشابه لما يدور الان فى جنوب كردفان وما كان وما زال يدور فى دارفور , ونحن قد دفعنا الثمن الغالى فيما يتعلق بالنسيج الاجتماعى وهى مسألة زرقة وعرب وهى اكبر وصمة لمجتمع دارفور والذى عاش اكثر من 3 قرون فى وئام , النسيج الاجتماعى يتم البناء له عبر قرون ويتم نتيجة تعايش وتداخل وتصاهر .
كل الاثنيات تعرضت لكم هائل من الظلم التاريخى فى جبال النوبة منذ فترة الحكم التركى , وهذا الحكم قد دخل فى تحالفات محلية وتم اخضاع المنطقة لممارسة بشعة كادت ان تؤدى الى اعداد السكان , ومن الاسباب التى الحقت الظلم بالمنطقة هى فترة الثورة المهدية حيث تعرضت المنطقة لنوع من الحروب الدينية وكان قائد هذه الحملات هو حمدان ابو عنجة , وفى فترة الحكم الانجليزى تعرضت لقانون المناطق المقفولة بفلسفة خلق هوية خاصة بمجموعات النوبة ومعزولة تماماً عن الهوية العربية الاسلامية .
منطقة جبال النوبة الحالية كانت مديرية قائمة بذاتها وتمت اضافتها الى كردفان فى 1928 , وسياسة المناطق المقفولة حرمت هذه المناطق من الكثير من الخدمات التعليمية والصحية وجعلت منهم مواطنين محلين من الدرجة الاولى وخلقت لهم حواجز الاندياح مع المجتمعات الاوسع وكسب المعارف والخبرات , والعهود الوطنية لم تقوم باصلاح الاخطاء , واكبر الاخطاء كان فى توزيع الارضى الزراعية التجارية , كل هذه التراكمات والظلم التنموى الذى حدث للمنطقة ادى لتفجر المشاكل الموجودة حالياً .
لو اردنا بناء الدولة الوطنية فى السودان فيجب ان تكون هناك عدالة وارادة سياسية لتحقيق هذه العدالة , توفير العدالة لمجموعة تشعر بالظلم وغبن فى الهوية الخاصة بها فيجب ان تكون لها ولاية خاصة بها , ولاية مستقلة فى جبال النوبة لكل اثنياتها , وهى خطوة تقوم بارضاء الذاتية والهوية المحلية , تقسيم جنوب كردفان الموجودة حالياً الى ولايتين , ولاية جنوب كردفان وولاية غرب كردفان اعتقد انه خطوة اولى لحل الاشكال , ويجب ان يتم منح السلطة لهذه المجموعات من اجل التعبير عن نفسها وهويتها , ويجب كذلك اعادة هيكلة المحليات فى جنوب كردفان على اساس مناطقى وليس على اساس عشارى .
السلام لن يتحقق دون تكثيف التنمية وتوزيع عادل لمداخيل التنمية على اعضاء المجتمع المحلى والاقليمى , واخيراً اعادة النظر فى الوسائل التقليدية لتربية الماشية .
| |
|
|
|
|
|
|
| |
مركز الخاتم عدلان
بريمة محمد
بدر الدين محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست