الوطني يستفيد من تجاربه

Quote: رغم ما صاحب ممارسة الاحزاب السياسية في البلاد من شوائب ساهمت في اضعاف الكثير منها ، فان خطوات الاصلاح الداخلي عندما تتحقق تستوجب الوقوف عندها والتعرف على مدى فعاليتها واكتساب مناصرة أعضاء تلك الاحزاب لخطوات الاصلاح ، ونحن نشعر بالاسى حقيقة عندما نرى حزبا (عتيقا) مثل الاتحادي الديمقراطي (الأصل) لا يتعلم من أخطائه التاريخية و(يتخبط) في قراراته ويفتقد لمرجعية مؤسسية يحتكم لها تحظى بالاحترام قبل الاجماع بين قيادته وقاعدته ، بينما نسعد كثيراً لاستفادة حزب كبير (ناهض) مثل المؤتمر الوطني من مسيرته التنظيمية بأخطائها ونجاحاتها ويتداول حولها في الهواء الطلق برقابة اعلامية وشهادة سياسية من أحزاب صديقة وشقيقة مما يؤكد انفتاحه المحلي والاقليمي والدولي رغم محاولات بعض أصحاب الأيادي الطويلة في العالم محاصرته سياسياً واقتصادياً وأمنياً .. كما ان التزام هيئات ومؤسسات المؤتمر الوطني بانعقاد دورات تنشيطية للحزب في منتصف دورة التكليف الممتدة لأربعة أعوام يمثل قمة الانضباط التنظيمي ، ومراجعة سياسات الحزب وقضاياه بجانب الاطلاع على المكاسب والخسائر للتعامل معها هو أيضاً صورة متقدمة للتطور السياسي والتفاعل الجماهيري . كان طبيعياً أن يحظى المؤتمر التنشيطي بمتابعة سياسية واعلامية كبيرة محلياً واقليمياً ودولياً من واقع ان المؤتمر الوطني هو الحزب الحاكم في البلاد واصبحت القضايا التي يتداولها والنهج السياسي الذي يتبعه تخضع للمتابعة ومدى تاثيرها على القرار التشريعي والتنفيذي خاصة في ظل (تعثر) تشكيل الحكومة الجديدة التي لا نتوقع أن يمتد انتظارها أكثر من ذلك بعد انتهاء أعمال المؤتمر التنشيطي ، ولا يمكن أن يكون انتظار (المترددين في المشاركة) الى ما لا نهاية ، وعلى المؤتمر الوطني اعلان الحكومة اليوم أو غداً (بمن حضر) !! وفي تقديري أن حكومة للمؤتمر الوطني بمشاركة قوى سياسية ظلت داعمة للمواقف الوطنية طوال السنوات الماضية خير من دخول حزب يعاني التمزق والخلافات مهما كان (تاريخه) فانه لن يحقق الاستقرار للجهاز التنفيذي ونخشى أن (يستنسخ) الممارسة المشوهة التي قدمتها الحركة الشعبية في حكومة (الاتفاقية) . المؤتمر التنشيطي بما حققه من خلال ايام انعقاده استطاع ان يضع الامور داخل مفاصل الحزب في نصابها وأطفأ بعض النيران التي كانت تحت الرماد قبل اشتعالها خاصة في بعض الولايات وما شهدته في الفترة القليلة التي سبقت انعقاد المؤتمر ، وفي ذلك نجاح سياسي وتنظيمي يحسب لصالح الحزب بتجاوز تلك الخلافات وتضميد بعض الجراحات الطبيعية في حزب يضم في صفوفه أفرادا وجماعات لا يحتملون بعضهم البعض ،،، واذا كان المؤتمر الوطني قد تجاوز تحدي التنظيم وقضاياه بالاستفادة من تجاربه فاننا نأمل كذلك في تخطي تحدي التشكيل الوزاري بتعيينات جديدة تتجاوز بعض الوجوه المتكررة في المشهد التنفيذي وتدور حولها كثير من الملاحظات التي لا أعتقد أنها لم تبلغ مسامع صانعي القرار .