|
وداعا التجانى ... لا يموت ألأمل أيها المعلم
|
رحل التجانى الطيب .. طوى صفحاته وسكت قلمه واضطجع ونام فوق غمامة بيضاء ..رحل وهو لآخر نسمة فى حياته كان ماسكا طريقه النضالى ، طريق الصدق والاخلاص لوطنه وحزبه ، لأكثر من نصف قرن من الزمان اختار طريقه ومسيرته ولم يحيد عنه ظل حتى رمقه الأخير على خط الدفاع الأمامي، لم يكن طريقه مفروشا بالورود ولا معبدا بالجاه والاموال ، هو طريق الكادحين والمتعبين والمعروقين ، لم ينهزم ابدا فى سبيل الدفاع عنهم وعن حقوقهم ، كان مقاوما للهزيمة ومعلما كبيرا ، يدرك شأنه شأن أي ثورى كبير، بما يملك من رهافة حس وبصيرة يقظة، أن هزيمة النفس، هزيمة الذات هي الهزيمة الحقيقية ، لم ييأس ، لم تفت فى عضده التراجعات والانتكاسات ، والخيانات ، والدماء التى سالت انهارا ، دماء رفاقه وجموع السودانيين ، لم تفت عزيمته الحروب الاعلامية المضللة التى استغلوا فيها المقدس والاعراف والتقاليد ، لم تهن عزيمته وتكسر صلابته السجون والمحاكم والاسلحة المشرعة فى وجهه ، لم تزيده السنين الا صلابة وعجما لعوده الثورى والنضالى ، لم تخدعه المظاهر والقشور والبهارج التى تتخفى وراء الكلمات الزائفة والمظاهر الخادعة ، كان يعرف ويرى ما خلف الظاهر من الشعارات البراقة التي تطلق للاستهلاك،ويعرف اين قضية شعبه واين مكمن حلها ، كان واضحا وصريحا ، لقد عاش كل حياته من اجل بلده ومن اجل شعب هذا البلد ومن اجل انسانيته . سيرته سوف تكون مثال يحتذى للوطنى الغيور وانه فى سبيل قضايا الكادحين يهب الانسان حياته كلها رخيصة دون ثمن ودون من ولا اذى ، ظل يغرس فى شجرة الامل طيلة حياته ، ظل يوقد شمعة الامل كل حياته ، ظل يعلمنا ان لا نيأس ولا نفتر وان لا بد ان ينتصر الحق فى النهاية وان دولة الظالم ساعة ودولة الحق الى يوم الساعة ، ظل قلمه وفكره وحياته كلها مكرسة من أجل أن يظل الأمل باقياً، ليس فقط لأن الأمل آخر ما يموت، كما تقول حكمة روسية، وإنما من أجل بلوغ تلك الحال التي لا يعود بوسع الأمل فيها أن يموت.
خسارة الوطن كبيرة بفقدانك، أيها الغائب والباقي
وداعا ابو عزة نم قرير العين فلن يموت الامل الذى زرعته ولن ينقطع الدرب الذى سلكته ولن ينتهى الدرس الذى علمته ايها المعلم
|
|
|
|
|
|