|
|
 زمن الربيع ولى !
|
لا يحتاج أي "عاقل" ينظر إلى صورة الواقع السوداني الراهن ليدلل على أن التغيير بات أمرا وشيكا. فالكيان الذي يسمى الدولة تفكك ولم يعد له حضور، والقانون انتهك والقضاء لم يعد صوت العدل، والانهيار غطى كل شيء تقريبا من الاقتصاد إلى التعليم إلى الصحة إلى كافة القطاعات. لكن ماذا ينتظر السودانيون؟
في كيمياء التغيير كما تعلمنا من دروس الربيع العربي أن الساعات الأخيرة أو الأيام الأخيرة تشهد نوعا من "الململة" تعيشها السلطة، بمحاولة الظهور بمظهر الكمال ومن يحرص على الحريات كلاما لا فعلا ومن يقوم على رضا الجميع بظن أن ذلك يقنعه أولا قبل يقنع الشعب.
الرئيس البشير في الأيام الأخيرة أكثر من الحديث عن الربيع بنفيه، وأن الحالمين سينتظرون طويلا، ونافع يرى أن ربيع السودان حل قبل عقدين من الزمان، أي ربيع هذا الذي صنعته القوة بعيدا عن إرادة شعب.
في لحظات تختلط فيها الأمور، ويستعلي الصوت الأجوف، والسابلة تسيطر على زمام الأمور، ويباع الوطن أرضا ومعدنا وغذاء، لا يبقى سوى الانتظار.
في الشمال خرج أبناء المناصير يعتصمون في مدينة الدامر مطالبين بحق قديم يتجدد، يعلو صوتهم وتختلط الأوراق في ظل صوت السلطة التي تحاول أن تلاعبهم.
وفي حلفا القديمة تنهب أراضي المواطنين للغرباء. وزعيم حزب مصري يحصل على أراضي سودانية لكي يستثمرها.. هكذا قيل قبل أن يعرف مصير ثورته. لا يهمنا هذا.. ولكن بأي حق!!
أكثر من 400 احتجاج بحسب تقارير صحفية سجلت في الشهور الثلاثة السابقة، ولكن لم تفعل شيئا، وليس هذا مهما. لأن ثمة لحظة سوف تلتهب فيها الأشياء وينتهي كل شيء.
يدرك النظام أكثر من أي وقت مضى أنه ينتظر مقصلته، ويعيش هذا الهاجس الذي يبدو واضحا في التصريحات وفي كلام مرتجل يحاول أن يعزي الحال والنفوس الخائفة. والشعب وصل إلى حالة الخناق.
ليحصل التغيير، وسيحصل، لكن لا نريد تغييرا استبداليا كما حدث في مصر وليبيا، نريد "ثورة سودانية حقيقة" تقضي على نظم الاقتصاد القديم وهيمنة رأسمال الطفيلي سواء من قبل الإسلاميين أو الطائفيين وزمرتهم الذين جمعتهم المصالح في الزمن الضائع.
التغيير الحقيقي يجب أن يمس جوهر وبنية المجتمع السوداني، القيم والمفاهيم والعقول المتحجرة إزاء عالم متسارع ليس لنا منه إلا البكاء على الماضي. وأي ماض لم نر فيه خيرا..
|
|
  
|
|
|
|
عماد البليك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست