|
|
|
 Re: انحنا قبيل شن قلنا ما قلنا السادة التلاته لا ..لا ..لا ... (Re: يوسف الدفينة)
|
الخرطوم : سيف الدين احمد
إلى حين وضع اللمسات الأخيرة لدخوله في إدارة شؤون البلاد من جهة الحصص الممنوحة له عقب حسمه أمر المشاركة في الحكومة الجديدة، مايزال الحزب الاتحادي الديمقراطي «الأصل» في رحلة المباحثات لإرساء بنود الاتفاق مع المؤتمر الوطني على برنامج وطني يحقق المصلحة العامة وتطلعات الحزب من جهة ويكون ملزماً للطرفين،
ومن المتوقع أن يتم الإعلان عنه في بيان متفق على صياغته قريباً، فيما لا تزال ردود الأفعال تتوالى داخل الحزب الذي أعلنت قيادته المشاركة في وقت متأخر من مساء أمس الأول في أجواء فتحت الباب لكثير من الاحتمالات لاتخاذ بعض قيادات الحزب لاسيما في الأوساط الشبابية والطلابية قرارات مصيرية في مسيرته بدت من خلال البيانات التي وزعوها على الحضور الذي ضم صحفيين أرهقهم عناء الانتظار لساعات طوال، فقبل فراغ الهيئة القيادية للحزب من اجتماعها الذي ضرب عليه طوقاً أمنياً مكثفاً من قبل قوات الشرطة التي لازمت المكان وفرضت سيطرتها خارج أسوار جنينة السيد علي، بمسافة لا تسمح بوصول أصوات المتجمهرين إلى داخل قاعة الاجتماع.
فوات الأوان ....!!
كان الوقت قد فات لترديد شعارات تمجِّد الحزب خلال مسيرته التاريخية، ولم تكن الفرصة سانحة لترديد أن «عاش أبو هاشم» أو غيرها من التي تنهاض الاتفاق مع النظام، انشغل المتجمهرون بمحاذاة شارع النيل على الضفة الجنوبية بهواتفهم لالتقاط أنباء جديدة عن محاضر الاجتماع الذي احتدم داخله نقاش أفضى إلى خروج عدد من قيادات الحزب البارزين بسخطهم ليرموه على الحزب واليوم الذي أتى بهم إلى ساحته، حسب قولهم، وتصاعد الهمس الذي كاد يصبح جهرًا بتقديم البعض لاستقالاتهم عن الحزب، ودار الحديث عن تقديم القيادي البارز بالحزب حسن أبوسبيب لاستقالته بعد تأكيدات على خروجه من الاجتماع، نظرا إلى تأكيده بتقديمها حال اتفاق حزبه على المشاركة.
قلم على نايل الأحمر.. والتفاصيل المؤلمة
ومن بين الذين خرجوا القيادي ورئيس لجنة الإعلام بالحزب، علي نايل، الذي زاد من حالة التوتر عقب حكايته لأهم تفاصيل الاجتماع بعد أن أقسم بعدم العودة إليه مجددًا، وكان أول من أكد للملتفين حوله من أنصار الحزب ومجموعة من الصحفيين على وجه السرعة عقب خروجه غاضباً، بأن هناك إجماعاً على المشاركة وقليلون صوتوا ضدها، وأشار إليهم في لهجة ساخرة «الجماعة ديل راقدين سلطة»، قبل أن يعلن في لهجة أكثر حدة شطبه لـ«اتحاديته بالقلم الأحمر»، وأضاف «مولانا مصر جدًا على حسم الموضوع» ، وأشار إلى نقاشه مع الميرغني حول التأثيرات المحتملة على مكانة الحزب وزعامة الميرغني حال مشاركته في الحكومة، في محاولة للتأثير على القرار الذي بدا واضحاً له ، إلا أنه قال «الميرغني قال لي ما تنظر لي زعامتي»، ولم يتردد في وصف الأمر بـ «المؤامرة على الحزب من بعض قياداته، وأن الأمر مخطط واضح ومرتب» ، وأشار إلى أن مبررات رئيس الحزب كانت حول عدة قضايا من بينها علاقات السودان الخارجية لا سيما مع الدول العربية والإفريقية التي تستدعي وصول الحزب إلى دفة السلطة، ونبه نايل إلى أن لجنة الحوار حسمت الأمر حول المشاركة .
خارج أسوار الجنينة ..!!
وعقب ازدياد النقاش وارتفاع نبرة المتحلِّقين حول الرجل، لم يرق الأمر لأفراد الشرطة الذين ظلوا يحرسون أبواب الجنينة طوال الأيام الماضية تخوفاً من وقوع أحداث شغب بفعل الأنفاس التي تعالت سخونتها فوق طراوة شارع النيل، أمرنا أحد أفراد الشرطة وزملائي من الصحفيين بالابتعاد دون إبداء أي نوع من الاحتجاجات، إلا أن تدخل زميلي بصحيفة السوداني نبيل، أجبر أحد الضابط بتهديدنا برمينا في النيل إن لم ننصاع لأوامره وقال في لهجة أكثر حدة «لابعرف صحفيين ولاغيرهم » ، وعلى مقربة منا اقترب شباب الحزب من الدخول مع تلك القوة المرابطة في اشتباكات لولا تدخل بعضهم لحسم الأمر دون زوبعة، حينها قرر المتجمهرون المغادرة بعد لحظات انتظار لأكثر من «10» ساعات هي عمر الاجتماع لقيادات الحزب، ودعوا الصحفيين إلى مؤتمر صحفي عاجل لشرح موقفهم من القرار الذي يظنون أنه نضج على نار هادئة.
موقف مرتب
ولعل موقفهم كان مرتباً بحسب متابعاتهم المسبقة خلال الأيام الماضية التي لم يتذوقوا فيها طعم نوم هادئ على ما يبدو، وكان ذلك قبل أن ينفض اجتماع الهيئة القيادية إلى موقف يمكن أن تبني عليه أجهزة الإعلام خبرها، الأمر الذي جعلهم أكثر ترددًا في الذهاب إلى مركزية الحزب بالخرطوم مكان المؤتمر الصحفي، ظللنا وزميلي نرابط بالمكان عقب مغادرة الجميع والعيون تراقبنا من بعيد، قبل أن نيأس من التحليق حول الجنينة المحروسة عشماً في الحصول على تصريح من أحد القيادات لكشف الموقف النهائي للهيئة بعد انتهاء الاجتماع.
لحظة النطق بالمشاركة
وغادرنا المكان لنلاحق الحدث عبر هواتفنا التي عجزت عن المهمة بفترة زادت كثيراً عن العاشرة مساء، ونطقت بعدها الهيئة بالمشاركة، وعبرت مركزية الخرطوم والطلاب والشباب وعدد من الولايات «كسلا ، الدبة، الجزيرة، شمال كردفان، الجزيرة، شمال دارفور، وجنوب دارفور» عن رفضهم المشاركة بحسب البيان المرسل من جانب المجموعة ، حيث قالوا في بيانهم «نرفض المهزلة التاريخية التي حدثت باسم الحزب، ونؤكد أن الذين يشاركون هذا النظام قد فصلوا بأمر قواعد الشباب والطلاب والجماهير وأننا باقون على المبادئ والذين ذهبوا لا يمثلون إلا أنفسهم». وحمل البيان تهديدات واضحة بفضح القيادات التي اتهموها بالوقوف وراء الأمر وتسميتهم فردا فردا، إلا أن البيان لم يشر إلى رئيس الحزب.
هاتف من حسنين ...
وأشاروا إلى مخاطبة نائب رئيس الحزب علي محمود حسنين الموجود بالخارج المجموعة عبر اتصال هاتفي للتأكيد على صحة مواقفهم. وفي غضون تلك الأحداث المتوالية رشحت أنباء غير مؤكدة عن تقديم أكثر من «80» من كوادر الحزب الفاعلة بالولايات لاستقالاتهم، غير أن مكتب رئيس الحزب الميرغني نفى صحة تلك الأنباء، وأشار في بيان صادر أمس إلى عدم تسلمهم أو علمهم باستقالة اي من قيادات الحزب، ولعل كثيراً من المبررات هي ما دفعت بالحزب لإصدار البيان، من بينها تلويح العديد من تلك القيادات بالاستقالة عقب إرهاصات المشاركة، وربما اعتبره الكثيرون أمراً متوقع الحدوث خلال الأيام القادمة، حال عدم تراجع الحزب عن قراره الأخير، إلا أن تأكيدات المقربين من مطبخ القرار بأن احتمال تراجع الحزب عن موقفه الأخير يبدو ضئيلاً ومثيرًا لاستغراب الهيئة القيادية حين التساؤل عنه بشيء من الفضول، حيث اكد لي ذلك أحد القيادات البارزة في الحزب .
لاتعليق ..!!
قبل القرار الأخير بدا أكثر المتحمسين للمشاركة زاهدين في التعليق على الأمر، وقبل أن تلاحقهم وسائل الإعلام اوضحوا أن لاتعليق على الأمر وفي ذلك إشارة إلى أن كل شيء قد أصبح واضحاً، في انتظار الترتيبات الجديدة بين المتشاركين.
تصريحات حاتم السر
في تلك الأجواء المتوترة كانت تصريحات القيادي بالحزب ومرشحه للرئاسة في الانتخابات الماضية تنساب هادئة عبر موقع «سودانيز اون لاين»، حيث أشار لي احد الزملاء ان ما كتبناه خلال الأيام الماضية حول مشاركة الاتحادي لم تعدو أن تكون حبرًا على ورق بعد حديث الرجل، الذي يؤكد حتى بعد أن اتخذ حزبه قرار المشاركة، حيث أشار بحسب الموقع المذكور إلى أن الاجتماع قرر تكليف لجنة الحزب معاودة الاتصال بلجنة المؤتمر الوطني والوصول معها إلى اتفاق مكتوب على البرنامج الوطني الذي سيكون ملزماً للحكومة. والذي تم الوصول إليه من خلال الحوار الذي دار بين الحزبين وهو يتضمن حلولاً لأزمة دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة، مراجعة أوضاع حقوق الإنسان، صيانة الحريات العامة، ودعم التحول الديموقراطي، ومنع الاعتقال التعسفي، وقيام انتخابات برلمانية، ومعالجة الأوضاع المعيشية المتردية، وترميم العلاقات الخارجية. ولعل الموقف الأخير للحزب، بحسب مهتمين بالأمر، لم يكن حصاد الاجتماعات المتواصلة خلال الأيام الماضية، واللقاءات الفردية لمولانا الميرغني بعدد من القيادات بالحزب خلال تلك الأيام التي شهدت صراعاً محتدما داخل أروقة الحزب وندواته ولياليه السياسية، بل امتدت تلك الترتيبات خلال الحوار مع الوطني إلى أكثر من أربعة أشهر مضت ...
| |
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست