في تذكر الشريف (أبدا) حسين الهندي: الليلة ظلماء ونفتقد بدرك المنير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 04:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-22-2011, 10:42 PM

فخرالدين عوض حسن
<aفخرالدين عوض حسن
تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1682

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في تذكر الشريف (أبدا) حسين الهندي: الليلة ظلماء ونفتقد بدرك المنير

    في تذكر الشريف (أبدا) حسين الهندي: الليلة ظلماء ونفتقد بدرك المنير

    إن أحشاءه من حديدٍ،

    واحشاءكم من زبدْ.

    وضعَ اللهُ في مقلتيه النفاذَ

    وعاقبكم بالرمد.


    من قصيدة للشاعر الرائع محمد المكي ابراهيم
                  

11-22-2011, 10:44 PM

فخرالدين عوض حسن
<aفخرالدين عوض حسن
تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1682

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في تذكر الشريف (أبدا) حسين الهندي: الليلة ظلماء ونفتقد بدرك المنير (Re: فخرالدين عوض حسن)

    Quote: شهداء المنفى.. وقراصنة الوطن



    بقلم : غادة السمان

    (1) كما في الدراما الاغريقية ، كان القدر هو الذي يقود خطواتي في شوارع أثينا تلك الأمسية الدامعة بالمطر .. وكنت أمضي إلى المأساة بنفسي ، وأجهل أن ستارة المشاهد الأليفة ستنفتح فجأة على مشهد يوقظ أحزان القلب الموغلة في الأعماق .. ويخرج عرافات الذاكرة من أوكارها في بوح مرير ، أين منه بوح عرافات (دلفي) ..

    كما في الدراما اليونانية ، لم أكن أدري أن أمسية التسكع الهادئة تلك ، ستتحول إلى طعنة مسددة بإتقان نحو صدر النسيان .



    (2) لا إدري ما الذي قاد خطواتي من "ساحة الدستور " (السينتاغما) إلى شارع (الستاديو) ، سرت طويلا تحت رذاذ المطر الشفاف كدموع سرية ، حتي وصلت إلى ساحة (أمونيا) ، وتابعت تجوالي فيها .

    كنت أحدق في و جوه الناس ، ووجوه الاشجار ، ووجوه الجدران والأرصفة والأعمدة والسيارات .. وكانت المدينة تنزلق إلى الغروب ، وكنت أنزلق إلى سكينة نفسية لها مذاق الغيبوبة العذبة ، حين وقعت نظراتي مصادفة ، علي لافتة معدنية من كلمات ثلاث تقول : (فندق الملك مينوس) ! كانت العبارة مكتوبة بحروف لاتينية نحاسية صفراء ، وملصقة علي جدار رخامي صلد ، لا نا فذة فيه ، ولا شهقة ! وكان ضؤ الغروب الشاحب ينسحب عن ساعة (أمونيا) الممتدة أمامي ، كما ينســحب اللون من الوجه لحظة الدخول في الإغماء .. ودخلت في الصحو دفعة واحدة !



    (3) " فندق الملك مينوس " !

    إذن هنا سقط شهيد المنفى ، الشريف حسين الهندي ، ذلك الإنسان النبيل الذي لم ألتق به إلاَّ في سطور محبيه ، وعيون تلامذته .

    وفكرت بأ سى : لو كنت على هذا الرصيف قبل شهر ، لصافحته ، وخيِّل إليَّ أنني أسمع غراب "إدغار آلن بو " ينعق : " لن يكون ذلك بعد اليوم " ..آه ، لن يكون ذلك أبداً .



    (4) لماذا قادت المأساة خطواتي إلى هذا المكان ؟ توهَّمت - بل تأ كَّدت - أنني أسمع الضربات التقليدية للقَدَر ، التي ترافق رفع الستارة في المسرح الإغريقي الدرامي .. هذه الأمسية ، تمزقت الستا رة عن جرح شاسع ، ينبض كفاحا معذبا ، جرح إسمه " شهداء المنفي العرب " .



    (5) بدأت أتأمل المرئيات بعين جديدة ، هذه الساحة بالذات ، تجمع شمل الناس الذين عاش الشريف الهندي لأجلهم ، ومات وسطهم .

    إنها ساحة البسطاء ، يهرولون وراء لقمة العيش والحُلم ، وجوه طيبة ، وجوه كادحة ، وجوه معذَّبة ، وجوه أدمتها قسوة الواقع ، وزرعت في حناياها بعض شراسته ؛ وجوه كسرها الزمن . أيد خشنة تقبض علي خبز الأسرة ، وتختفي تحت المطر . ساق مقطوعة ، وعكاز قافلة من المتعبين والخاطئين والأبرياء ، والناشلين الصغار والمساكين ، والحائرين الذين يجهلون قراءة أعماقهم ، وربما قراءة الجريدة !

    من أجل هؤلاء يعمل المناضلون جميعا ويتشردون. ولأجلهم نذرالشريف الهندي حياته ، وكان موته بينهم ، محاطا بزحامهم وعذاباتهم وأفراحم وأحلامهم المتواضعة الصغيرة ... بحجم طابع البريد .



    (6) كما في الدراما اليونانية ، كان القدر يقود خطواتي تلك الأمسـية الأثينية الماطرة ، ليسمِّرني أمام لافتة عادية ، تحرك في النفس مأساة عامة غير عادية .. إسمها (شهداء المنفي) ، مأســاة فجَّرتها في نفسي ، ذكرى إنسان عمِلْت في منبر يحمل بصماته ، ولم أعرفه ، ولم ألتق به ، وها أنا أوزوره ذات ليلة ماطرة ... بطريقة رمزية موجعة ، أتلفت حولي كمن كان يمشي أثناء نومه ، وأستيقط فجأة ..

    أمام مدخل الفندق أربعة أحواض تضم نباتات خضراء .. وها هو الباب الدوار الذي إجتازه ماشيا ذات غروب ، وغادره محمولا .. وكالمسحورة ، وجدتني أدخل إلى بهو الفندق ، عم كنت أبحث ؟ عن صوت ؟ عن ظل ؟ عن شبح ؟ لا أدري ‍‍‍. كانت المرئيات شديدة الوضوح كما في الكوابيس ، ردهة الفندق رمادية الجدران ، وأرضها أيضا رمادية المرمر .. إلى اليمين سبورة تحمل بعض الاعلانات والأوراق ، توقفت أمامها كأنني توقعت أن أجد رسالة أو إشارة ، لعل الإشارة كانت هناك ، لكنني لم أُحسن قراءتها .. وكلها مكتوب بالألغاز (أم باليونانية ؟!).. وثمة سِلِّم تعلوه نجفة كبيرة ، يقود إلى الغرفة 222 ؟ .. إلى اليسار طاولة الاستقبال المستطيلة جدا ، وخلفها رجل يحدق في وجهي بفضول ، ولعله الرجل ذاته الذي استقبله منذ شهر . وخلفه ، أعلى الحائط ، جدرانية تمثل رواقا إغريقيا بأعمدته النافرة ، وباحاته وأقواسه .

    ويســألني الرجل شــيئا ما باليونانية ، لعله: "ماذا تريدين ؟" .. قلت له بالعربية : " لا أعرف بالضبط " ! وغادرت الفندق ، وقرب الباب ثمة طاولة تتوسطها آنية نحاسية للأزهار ، ولاحظت أن الورود فيها كانت ميتة .



    (7) ماذا أريد من الفندق؟ إنه مجرد فندق آخر (آه ، ليس تماماً) . يتدخل المنطق المحايد: حسنا . إنه نموذج آخر لسلسة (فنادق الغربة) اللامتناهية ..

    غادرته وتوقفت قليلا أمام بائع الألعاب المجاور . فبائع التذكارات . فالصيدلية .. وموكب الكادحين على الرصيف العتيق ، يكاد يجرفني كالموجة . بدأ كل شيء رمزياً تلك الأمسية . بائع الألعاب .. للعبث ؛ بائع التذكارات .. للرومانسية ؛ الصيدلية للذين ما زالوا يحاولون جاهدين مداوات أوجاع الوطن . والجماهير تمضي وقلما تلتفت إلى أوجاعهم إلاَّ بعد موتهم ! ..

    وصار المطر ينهمر منتحباً ، وبائع الصحف لملم أشياءه ، والناس يركضون مسرعين في الاتجاهات كلها. قلت لنفسي : تفرقت الجنازة مؤقتاً، فعودي إلى وكرك في هذه المدينة ، واحجزي لنفسك غرفة في فندق الغربة ، كأن يكون رقمها 222 !

    مشيت من جديد باتجاه ساحة (أمونيا) ، وكأن البائع العجوز للأشرطة المسجلة (الكاسيت) تعاطف وهمِّي ، وها هو يقدم لي رشوة باللغة العربية: أم كلثوم تصرخ (آه) بكل ما في حنجرتها من طاقة على الاحتجاج !

    لم تعد الـ (آه) تجدي .. لقد تجاوزنا هذه المرحلة منذ زمن بعيد ، ونضجت الجراح على أشجار الغضب ، وحان قطافها !



    (8) كما في الدراما الإغريقية ، الموت الفردي يتسع ليشمل الجماعة بمدلوله . واستشهاد الشريف الهندي في الغرفة 222 ، على بعد أمتار مني ، يذكرني باستشهاد مئات من رفاقه ، في بقية غرف الوطن والمهجر والمنفى .. من الغرفة رقم 1 إلى الغرفة رقم ( لا نهاية ) . هذا يموت في المعتقل بين يدي سجان الوطن ، وذاك يموت في المنفى بين يدي سجان الغربة . هذا يقتل برصاصة القمع ، وذلك برصاصة صامتة من مســدس الغربة . هذا تغتاله كوارث الوطن وغصـاته ، وذاك كوارث الغربة ولوعاتها . أفكر - بحنان - بعشرات من أحبائي ، وأصدقائي العرب الذين هاجروا من أوطانهم ، لمواصلة الكفاح من أجل ذلك الوطن . وأفكر - بحقد - بعشرات من قراصنة الوطــن المقيــمين على أرضــه ، يمتصون دم ترابه ، وضَوْء شبانه وفرحة أهله .. ويحتكرون ثماره .

    ذلك الشهيد في فندق الغربة ، مد يده من نافذة غرفته المعتمة ، ليفكَّ جرحي قطعة بعد أخري .. وها أنا أتذكرهم صديقاً بعد الآخر ، أولئك الذين قد يموتون في فنادق الغربة قبل أن يشهدوا فجر تحرر أوطانهم ... أولئك الذين ضحوا بأموالهم وبيوتهم وأسرهم وسلامتهم الشخصية ، ورفاق طفولتهم ؛ ورضوا بالغربة وعاء مراً للنضال العذب .



    (9) ذلك الشهيد في (فندق الغربة) ، الذي مات وهو يمارس الأهداف التي طالما آمن بها ... ذكرني أيضاً بالوجه الآخر البشع للغربة ، كما الضوء يذكِّر بالظلمة ، والشيء يذكِّر بنقيضه . تذكَّرت (غربة) الذين يغادرون أوطانهم لتدميرها من الخارج ! إنهم الوجه الآخر لقراصنة الوطن .. وهم يتسترون خلف الشعارات ويتشبهون بالمناضلين الحقيقيين دونما جدوى ، ويصنعون من الكلمات والنظريات قفازات لممارسة السرقة !

    ما كل من غادر وطنه مات شهيداً . ثمة فارق بين القتيل والشهيد . وبين القاتل والبطل . وثمة فارق بين الذين يهاجرون للكفاح من أجل الحق ، والذين يهاجرون للبطر والنسيان .. والهجر أو للتخريب .

    أنه الفرق الذي لا ينسى بين شــهداء الوطن والمنفى . وبين قراصنة الوطن والمنفى . ثمة فارق أيضاً بين المجاهدين في (الخارج) ، واللامبالين في (الداخل) ، فالمجاهد المغترب لم يغادر وطنه حقاً .. ما دام الوطن يســكنه في أعماقه ، أما اللامبالي ، فإنه يقطن الوطن فقط ، دون أن ينتمي إليه حقاً .. أو يعي ذلك الانتماء ..



    (10) لماذا قاد القدر خطواتي تلك الليلة ، إلى هذه المتاهة من الخواطر والأحزان ؟ وبعدما كنت سائحة هادئة ، تحولت في ومضة عين إلى غاضبة ومقهورة ، وجراحي اللاملتئمة تنزف ضد الذين يحولون الوطن إلى فندق للبيع ، ويقتلون المناضلين في فنادق الغربة . كل منا مرشح مهاجر .. ومشروع متشرد ، ما دامت ثمة أنظمة تغتال النبتات التحررية في الوطن العربي ، وتتآمر ضد كل من يصهر كفاحه ، من كفاح المناضلين في القارات كلها .

    تذكَّرت كيف كففت عن زيارة لندن ، منذ اللحظة التي راودتني فيها فكرة الهجرة إليها .. من العنف البيروتي الأعمى . فجأة تحولت لندن في خاطري من مدينة عشقتها كسائحة، إلى منفى محتمل ، بل وشبه مؤكد ! .. وصرت اتجنَّبها وأخاف منها وأُحار ، أيهما أقل مرارة : الموت بلا معنى ، في وطن يحولونه إلى فيلم للرعب ، أمْ الموت في فندق الغربة .. ميتة مجدية وذات معنى ؟



    (11) إن موت هذا المناضل .. يفتح جرحاً عربياً عميقاً وشاسعاً ، زاخراً بالتراث النضالي لأمتنا .. موته نموذج للموت العربي المعاصر ، حيث الاستشهاد ممكن في كل مكان .. في الوطن .. والخندق .. وساحة الحرب .. وفندق المنفى ! وموته تذكير بالفجائع التي يجرها علينا بعض قراصنة الوطن ، من مقيمين مغتربين أيضاً ، بإصرارهم على سرقة الأرض بحجة (تحريرها).



    هذا الرجل الذي وُلِد في أفريقيا وأحبها ، وحالف آسيا وحمل همها ، ومات في أوروبا ، يذكِّرنا بعشرات النبلاء أمثاله ، الذين تساقطوا قبله في الغربة ، وسيتساقطون بعده في الغربة ، كي يردوا الوطن إلينا من غربته ! لأجله ، ولأجلهم جميعاً أُصـَلِّي ، وصوتي الريح ، وقلبي قصبة مثقوبة ... وأتساءل بحزن غاضب : تُرى من الشهيد القادم ؟ في أي منفى ؟ أي قدر ؟ أية غربة ؟ أي فندق ؟ وما رقم الغرفة هذه المرة ؟

    غادة السمان
                  

11-22-2011, 10:47 PM

فخرالدين عوض حسن
<aفخرالدين عوض حسن
تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1682

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في تذكر الشريف (أبدا) حسين الهندي: الليلة ظلماء ونفتقد بدرك المنير (Re: فخرالدين عوض حسن)

    Quote: احقاً مات الشريف ؟ أحقاً خلت منه الساحة ؟



    بقلم: صلاح احمد ابراهيم

    مجلة الدستور بعدد في 15/1/1998م

    هكذا نقف بإزاء المنية - مستهولين غير مصدقين - من حيث لا ينبغى لنا ، وكم رأينا مصرع كبير وعزيز ولو كان موت فقيدنا الراحل موت شخص عزيز وحسب ، لأسينا وحزنا ثم عدنا لواجبات الحياة باعتبار ماحدث جرحاً شخصياً وألماً خاصاً . اما ان نفتقد فجأة رجلاْ كان يصنع الأحداث ، وقائداً يحرك الجماعات ، وزعيماً يُرجع إليه ، ورائداً تُنتظر منه المبادرات ، فان الفقد يتخذ أبعاداً تتخطى الشخص الى الشخصية ، والموت يلقي باسئلة تتعدى المفقود الي المفتَقد فلا غرو ان أخذنا نردد (وفي خواطرنا تضطرب الاحتمالات) : "أفي هذا المصاب الجلل بداية انقشاع المأزق ام بداية تفاقمه؟" .. نردد مستهولين غير مصدقين لا من حيث الحقيقة بذاتها ولكن لما سينجم عنها :

    احقاً مات الشريف ؟ أحقاً خلت منه الساحة ؟ نحن بنو الموتى فما بالنا نعاف ما لابد من شربه.. ان الحياة قصيدة ابياتها اعمارنا والموت فيها القافية .



    اين الأكاسرة الجبابرة الالي كنزوا الكنوز فما بقين ولا بقوا



    وكما قيل :فان حياة بعض الناس موت ، وموت بعض الناس حياة .. كان رحمه الله رجلاً كبيراً بحق .. وكان رحمه الله رجلاْ كريماً .. وكان رحمه الله رجلاْ حليماً .. وكان رحمه الله رجلاْ مقداماً .. وكان رحمه الله رجلاْ متواضعاً وزعيماً .. وكان رحمه الله رجلاْ ذكياً وموهوباً .

    هذا بعض ما اصفه به ، وما وصفته به لأنه مات .. الموت من بعد يستثير النزعة للمبالغة في ذكر محاسن من مات ، ولكن وصفته بما عرفت عنه وبما هو حق وصفه علي المنصف . فالمنحاز بدءاً يبالغ .. ولكن المنصف يشهد .. وصفته بعد مماته بما كنت اصفه به ما اقتضتني المناسبة في حياته ، ووصفته به وانا من يعرف بنو وطنى اجترائى بقول الحق عن كل من تعرَّض للمسئولية العامة وتصدى للامانة ، لم استثن احداً .. ولم اداهن احداً .. لأنه لا غرض لي عند احد. ولا مقصد لي غير الحق .. وفي خلال ذلك اخطىء واصيب وضميرى في الحالتين مطئمن .



    كان الشريف حسين الهندي اريحياً وهاباً .. يذل ماله لأجل مجده .. يقضي الحاجات ،ويكلاً المحتاج .. ويقيل العثرة .. ويدعو الجفلي .. بابه مفتوح وقاصده ممنوح .. ويده ندية . وكان الفقيد ذكياً موهوباً .. ذا ذاكرة حفيظة لاتفلت منها الاسماء او الارقام ، خطيباً ذرباً بلغتين .. قوي العارضة قديراً علي التاثير .. محنكاً في مجالي عمله : المال والسياسة ، حسن التدبير .. واسع المصادر باسلوب تميز به وتفرد ..

    وكان الشريف حسين رجلاً مقداماً .. يجابه صلداً عند المجابهة، ويلاين مرناً عند الملاينة .. ولكنه دائماً يقتحم الموقف الصعب .. ويتصدى للمأزق الحرِج .. ملء العين والبصر؛ لم يقصِّر فى نشاطه الاعلامي والعسكري والتنظيمي .. بعزيمة صادقة؛ فاذا هو بمفرده جيش عرمرم يضرب القدوة في المثابرة والمصابرة والتحدي؛ لم يرأف علي نفسه ولعل ذلك بعض ما اودى بحياته وهو فى ذروة العطاء .



    فمضى الشريف حسين الي رحاب ربه .. بعد ان ترك من بصمات العمل القومى والحزب ما يصعب تكراره .. ولندع صلاح ذلك الكاتب والمقاتل العنيد الذي لا يعرف المحاباه او المجاملة ..لندعه يتكلم في الشريف وعن الشريف ليعرف ابناء وطني .. ورفاق دربي - وقد تفرقت بهم السبل - أي خسارة تلك التي المت بهم وعن أي فقْد نحن نتكلم ..انه فقْد امة .. نعم فقْد امة بكاملها .. نبحث عنه اليوم في ليالينا المظلمة فلا نجده .. ونجمع نثار هتاف قديم .. فلا نرى غير اصداء بعيدة .. بعيدة ..



    يكفينى هنا والحزن منيف .. ان احني رأسي اجلالاً .. لرجل مقاتل بحق.. لم يضن بدقيقة من وقت أو ذرة من نشاط في سبيل ما نهض فى سبيله حتى خر في ذلك صريعا؛ لقد كان صوتاً عاليا من أصوات المعارضة السياسية في السودان ... بل اعلاها صوتا .. وكان وجهاً مبرزاً للمعارضة السياسية في السودان ، وفي مواقف ومنابر، وجهها الوحيد .. وكان بجانب ذلك نموذجاً مجسداً للتفاني والبذل والاصرار .. اتفق المرء ام اختلف في شىء احنى رأسي اجلالاْ للعزيمة لم تهن .. وللشجاعة لم تنخذل .. وللسماحة التي دأبنا على تسميتها بالخلق الاصيل تزين الساحة .. احني رأسي اجلالاْ لجوال حمل قضيته علي العاتق واغذ السير .. في ليل ونهار .. في عافية ومرض .. في غربة ممضة ووحدة مريرة .. وفي الجوانح لهفة محلاْ عن مائة، وفي الفؤاد نيل ونخيل ودار وعفاة .. وفى المسامع أصوات احبائه الذين خلَّفهم على عجل من ورائه .. يحول بين الوصال والاتصال حديد علي كتف وحديد علي الصدر .. وحديد علي الساعد ..وحديد علي النعل .. واه من الليل ووحشة الطريق .



    لاينبغي لشامته ان يقر عينا او يهدأ بالاً .. بهذا الفقد الفاجع .. والامل المهيض .. فالموت عظة الغافل والمغرور .. يطول الاعزل .. ويطول العزيز ولو كانوا في بروج مشيدة .. ولا ينبغي لشامته ان يقر عيناً ويهدأ بالا .. فإن مالا يذهب قط باق هناك. الافراد مهما بلغ شأوهم وعظم شأنهم وجلَّ عطاؤهم هم بضعة شعبهم الولود .. اذن فما مات الشعب ولا مات تصميمه .. وها المارد يتحرك، والجبل يتململ، والتنور يفور.. ولعل في هذا الفقد ما يوقظ الهمم .. وما يزيد الشعب المناضل حمية علي حمية وهو يرى الغائب آيب، ولا تزال تحكم الوطن النبيل المعايب :



    قل لمن عربد في الشعب طويلاْ لعنة التاريخ في إسمك تلصق

    عبثاً تطلب منا المستحيـــلا نحن قناصك والسيف المعلَّق



    حين كان العمل يتطلب من الشريف حسين الهندي رفع الصوت بالكلمة المرة .. جهر بصوته .. وحين كان العمل يتقضي حمل البندقية تحامل على ألمه .. وحمل البندقية موغلاً في الصحراء .. وحين كان العمل يتطلب منه سهر الليل، تحمَّل اعباء مرض السُكَّر واعياء القلب والبدن وسهر الليل .. وحين كان العمل يتطلب منه الصبر على الجدل .. صبر وجادل حتى تعبت منه اللهاة .. كان في كل مكان؛ وفى كل عمل؛ ولقد كان بإمكانه (لو شاء) .. ان يعيش مرتاحاً في بحبوحة بما تحت يده من مال؛ ولكنه آثر عيشة الجندي المقاتل في اخشوشان الجندي المقاتل ومات - حين مات - في ميدان القتال ما بين الجبهة والجبهة .



    فيا رفقة فقيدنا المناضل المقاتل .. تراثه النضالي المقاتل، امانة في اعناقكم؛ فلا تهِنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون .. ضعوا ايديكم في يد شعبكم .. وفي يد أخوة آخرين - بالغاً ما بلغ الخلاف أو الاختلاف - حتى تنجلي غمة الوطن .. سدوا الثغرة وكونوا علي ما كان عليه حزماً وجرأة وثباتاً واصراراً؛ فالمسئولية بأكملها انتقلت اليكم بعده .. ابقوا الراية خفاقة والمشعل عالياً والصوت كما كان جهيراً .
                  

11-23-2011, 11:54 AM

Ahmed Yousif Abu Harira
<aAhmed Yousif Abu Harira
تاريخ التسجيل: 10-19-2005
مجموع المشاركات: 2030

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في تذكر الشريف (أبدا) حسين الهندي: الليلة ظلماء ونفتقد بدرك المنير (Re: فخرالدين عوض حسن)

    Quote: الليلة ظلماء ونفتقد بدرك المنير


    ويا له من فقد
                  

11-23-2011, 04:46 PM

احمد محمد احمد عتيق

تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1819

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في تذكر الشريف (أبدا) حسين الهندي: الليلة ظلماء ونفتقد بدرك المنير (Re: Ahmed Yousif Abu Harira)

    Quote: الليلة ظلماء ونفتقد بدرك المنير


    نعم والله ويا له من فقد ...
                  

11-23-2011, 10:43 PM

فخرالدين عوض حسن
<aفخرالدين عوض حسن
تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1682

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في تذكر الشريف (أبدا) حسين الهندي: الليلة ظلماء ونفتقد بدرك المنير (Re: احمد محمد احمد عتيق)

    مرحبا عتيق

    لا ادري لماذا لا يتحمل من يدعون القيادة اليوم

    مسئولية النضال بقوة وشرف وووطنية

    تحياتي
                  

11-23-2011, 06:37 PM

فخرالدين عوض حسن
<aفخرالدين عوض حسن
تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1682

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في تذكر الشريف (أبدا) حسين الهندي: الليلة ظلماء ونفتقد بدرك المنير (Re: Ahmed Yousif Abu Harira)

    نعم الاخ الفاضل احمد يوسف

    كلما زادت العتمة نذكر النجوم التي خلت منهم ساحاتنا

    قل لمن عربد في الشعب طويلاْ لعنة التاريخ في إسمك تلصق

    عبثاً تطلب منا المستحيـــلا نحن قناصك والسيف المعلَّق
                  

11-23-2011, 06:44 PM

فخرالدين عوض حسن
<aفخرالدين عوض حسن
تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1682

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في تذكر الشريف (أبدا) حسين الهندي: الليلة ظلماء ونفتقد بدرك المنير (Re: Ahmed Yousif Abu Harira)

    نعم الاخ الفاضل احمد يوسف

    كلما زادت العتمة نذكر النجوم التي خلت منهم ساحاتنا

    قل لمن عربد في الشعب طويلاْ لعنة التاريخ في إسمك تلصق

    عبثاً تطلب منا المستحيـــلا نحن قناصك والسيف المعلَّق
                  

11-23-2011, 08:09 PM

Adam Omer
<aAdam Omer
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 4478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في تذكر الشريف (أبدا) حسين الهندي: الليلة ظلماء ونفتقد بدرك المنير (Re: فخرالدين عوض حسن)





    ألاخ فخر الدين عوض حسن تحية وسلام.


    الشريف حسين الهندى يتحدس من ألاخوان المسلمين

    رجل و الرجال قولال.
                  

11-23-2011, 08:15 PM

Adam Omer
<aAdam Omer
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 4478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في تذكر الشريف (أبدا) حسين الهندي: الليلة ظلماء ونفتقد بدرك المنير (Re: Adam Omer)




    و هنا يتحدث عن الحزب ألاتحادى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de