التحالف المعلن في غضون الأيام القليلة الماضية في السودان بين الفصائل المسلحة السودانية ، يشكل نقطة فارقة في المشهد السياسي السوداني ، ليس في كونه اعلن أن هدفه الأول هو ازاحة نظام البشير عن السلطة ، و لكن في كونه جعل مؤسسة النازية السودانية تلملم صفوفها في اخر محاولة للبقاء..و كالعادة لم تكن المواجهة بالسهولة و انما اتخذت مناحي عنيفة و شرسة..و العنف هنا ليس بالضرورة أن يكون عن طريق البندقية و انما يمكن أيضا ان يكون بوسائل اخرى منها المواقف السياسية المعلنة و المناوئة و محاولة خلق خط في مواجهة التحالف.
التحالف تكون من اربعة فصائل: الحركة الشعبية قطاع الشمال ، حركة العدل و المساواة ، حركة تحرير السودان (جناح مناوي و جناح عبد الواحد ) و اخيرا اعلنت فصائل اخرى تأييدها للتحالف مثل مؤتمر البجا و حركة تحرير كوش ، و مجموعة شباب للتغيير ، والجبهة السودانية العريضة ، و هناك تضامن من المؤتمر الشعبي الذي اعلن اتفاقه مع المبدأ (ازاحة عمر البشير عن السلطة) و اختلافه مع الوسائل ( العمل المسلح). وبالرغم من ان عمر التحالف حديث حتى اللحظة ، و لكنه في الطريق الصحيح و سوف يجمع حوله كثير من شعوب السودان تلك التي ملت اكاذيب نخبة الهيمنة و مؤسستها النازية في السودان ، تلك المؤسسة التي خربت السودان و دمرته و جعلته ممزقا معنويا و ماديا..فكيف واجهت المؤسسة النازية تحالف الجبهة الثورية السودانية؟
كبر
11-20-2011, 07:08 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
حينما تم الإعلان عن التحالف ، كان السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية ، فهو قريب من الإدارة الأمريكية و قريب من الأمم المتحدة. اعلن الصادق المهدي المحاذير من انتصار قوى الهامش و انها سوف تؤدي الى تقسيم ما تبقى من سودان و انها سوف تؤدي الى كارثة الإبادة العرقية و العنف الذي يكتسح كل السودان و لن يبقى فيه شئ يذكر. تأريخيا ، الصادق المهدي و حزبه هو الذي قاد عنف مسلح ضد سلطة جعفر نميري في احداث 1976 و التي عقبها بالتصالح مع نفس النظام في 1977 ، و ايضا شارك في المعارضة المسلحة ضد نظام عمر البشير في ابان عقد التسعينات ، ثم عقبها بالمصالحة مع نفس النظام في بداية الألفية الثالثة..فالصادق المهدي حينما قاد اعمال العنف تلك لم يحدثه احد بانه يسعى الى فتنة السودان و تمزيقه و جعله صومالا أو لبنانا . و لم يتحدث احد في السودان بان مثل هذه الأعمال ستؤدي الى حدوث الإبادة العرقية أو سيادة خطاب العنصرية في السودان ،و الصادق اكثر من يعلم بان عماد حزبه الذي يخوض به العنف السياسي المسلح هو عبارة عن قواعد تنحدر من الأطراف التي يرى الآن في ثورتها أنها ستؤدي بالسودان الى الدمار..فكانما الصادق المهدي يريد أن يحدثنا نحن اهل السودان أن خياره للعنف كان خيار الرجل الرشيد الحكيم و ان خيار غيره هو خيار الطيش و الجهلاء الذين لا يعرفون التمييز بين الوسائل و الأهداف التي تسمى مصالح الوطن العليا..فالصادق مثله و مثل كافة عناصر نخبة مؤسسة النازية في السودان ، يرى أن التغيير يجب ان يكون عن طريقه هو وحده سواءا كان تغيير مصحوب بالعنف (كما حدث في حروبه الفاشلة ضد نظام جعفر نميري أو ضد نظام البشير)..فهو يبصم و يقر التحالف الذي يحدث في الخارج في طرابلس و القاهرة و اسمرا..و لكنه يرفض التحالف الذي يحدث داخل السودان في مدينة سودانية مثل مدينة كاودا في جنوب كردفان..!!
بيد أن ما قاله الصادق المهدي لم يكن جزافيا و بريئا و انما كانت له ابعاد اخرى..فهو بهذا الموقف اكد وقوفه الى جانب نظام البشير و انه لا يرغب في ازاحة البشير عن السلطة..و اذا كان للصادق المهدي ادعاء بانه اخر رئيس وزراء منتخب عبر الشرعية الديموقراطية ، فهذا الإدعاء هو ايضا سلاح يخدم القضية..فحينما قال رأيه هذا ، اعلنت الأمم المتحدة تخوفها من التحالف و قالت انه يقود الى مزيدا من العنف (و هي نفسها الأمم المتحدة التي دعمت استخدام الناتو لطيرانه في التخلص من القذافي ،و هي التي صمتت عن تصريحات البشير بانه ارسل السلاح للثوار الليبيين)..و في نفس الوقت قامت الإدارة الأمريكية بتسريب رأي ينتقد تكوين التحالف و دعت الأطراف الى التفاوض السياسي المباشر مع نظام عمر البشير..و هي نفس الإدارة التي تدرك جيدا أن البشير رفض اتفاق اديس ابابا الذي وقعه نافع على نافع ، ثم اعلن أنه لن يجلس مع الحركة الشعبية قطاع الشمال ، و انه يطالب بان يكون أي تفاوض داخل السودان..و هي نفسها الإدارة التي تعلم جيدا أن رئيس الوزراء الأثيوبي مليس زيناوي زار الخرطوم و لم يوفق في اقناع البشير بالتفاوض و حل المسألة بصورة سياسية سلمية..!
و ان كان الصادق المهدي يظن انه لازال يتمتع بالذكاء و اللعب بالبيضة و الحجر في نفس الوقت ، فعليه أن يدرك ان الزمن تجاوز هذه الأحابيل الطفولية ..فموقفه من تحالف كاودا منح النظام فرصة البقاء..و هو النظام الذي يستعد الآن في تسليم الجنوب منطقة ابيي و البصم على ترسيم حدود وفقا لرؤية و مصالح دولة جنوب السودان و كل ذلك في سبيل البقاء في السلطة.. فهل هناك تفريط في مصالح السودان اكثر من هذا؟..و النظام سيعود صاغرا في المستقبل لكي يبصم على تمزيق ما تبقى من سودان و انه سوف يسمح بذهاب دارفور و جنوب كردفان و النيل الأزرق..حتى يتبقى مثلث حمدي الذي يخدم السيد الصادق في مصالحه دون أن يدري..!
و ان كان الصادق المهدي يبتز اهل السودان بانه يرفض المشاركة في حكومة المؤتمر الوطني العريضة ، فهو بموقفه من تحالف كاودا وتخويفه و تثبيطه للهمم يقدم للنظام افعالا افضل بكثير من المشاركة في حكومة النظام..!
كبر
11-20-2011, 07:09 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
التحول الديموقراطي..في فهم المؤسسة النازية السودانية:
المواجهة الثانية..جاءت عن طريق فصيل سياسي له وزنه في المشهد السوداني القديم..و هو حزب الإتحادي الديموقراطي بقيادة الميرغني.. فهذا الحزب لم يقل صراحة رأيه في تحالف الجبهة الثورية السودانية..و هو ايضا ، الإتحادي ، فصيل شارك في العمل المسلح ضد انظمة الطغاة في السودان كما حدث في عهد الجبهة الوطنية و حروبها ضد نظام جعفر نميري ،و ايضا مشاركته في العمل المسلح ضد نظام البشير..فالإتحادي صمت تجاه التحالف..و لكن اجاب بيان بالعمل كما تقول لغة العسكر..
الأخبار تفيد بان الحزب الإتحادي منح ثلاثة وزراء قوميين ووزيري دولة و اثني عشر وزيرفي الولايات و معتمدين.. بمعنى نال نصيبه في تركة ذهاب الحركة الشعبية بدولة الجنوب..و موقف الإتحادي بهذه الكيفية لا يختلف عن موقف الصادق المهدي..و كل من الموقفين يصب في خدمة نظام عمر البشيرو اطالة عمره..و بالتالي اطالة عمر النظام..فالإتحادي الذي يحدثنا عن وحدة السودان و ضرورة التحول الديموقراطي .. يتخلى عن كل هذه القيم النبيلة و يكشف عن حقيقته التي تسعى لحماية ما تبقى من هيمنة المؤسسة النازية حتى لو كلف الأمر نيل حقائب وزراية عن طريق التعيين..!
فالحزب الإتحادي هو الآخر..قصر الصراع على الحرص على وجود مثلث حمدي..و بمشاركته في حكومة البشير العريضة اعلن انحيازه الواضح لوجود هذا المثلث كاخر ورقة للحفاظ على هينمة مؤسسة النازية السودانية..
كبر
11-20-2011, 07:11 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
طالعتنا الصحف بان الطرق الصوفية اعلنت صراحة رفضها لتحالف الجبهة الثورية ، و ان ذلك التحالف هو مؤامرة تستهدف الوطن..ثم اخذت نفس الطرق تحدثنا بان من يريد التغيير عليه بصناديق الإقتراع..و احسب ان تلك الطرق تظن ان صناديق الإقتراع تلك صحون فتة يغشاها الهوام..!
لم نسمع بموقف لنفس الطرق الصوفية من جرائم الإبادة العرقية و الجرائم ضد الإنسانية و جرائم الحرب.. و لم نسمع لها حسا حينما انقطع جزء من الوطن بكل مقدراته البشرية و ثرواته الطبيعية و ذكرياته المشتركة..و هنا نظن أن اهل تلك الطرق عجبتهم الموضة و اخذوا يفعلون كما فعل و يفعل اشياعهم المسمون زورا بهيئة علماء السودان ، و هم في حقيقتهم علماء السلطان يزوقون له الباطل و يكبرون و يهللون بعطاياه بكرة و اصيلا..!
لم تكن الصوفية في السودان ايدولوجيا للإسلاموعروبية..و لكن الصوفية المتأخرة اصبحت اكثر عنصرية و ممالاة للسلطان الجائر.. فالنظام الذي تتوالي معه صوفية اليوم التي تسترزق في وسائل الإعلام بتصريحات متوهمة ، هو نظام مجرم و لم يتق الله في حق شعوب السودان..و سامها العذاب و التقتيل..و التنكيل..!
الشئ الذي فات على الطرق الصوفية .. أن كل شعوب السودان تعمل لذهاب البشير و نظامه اليوم قبل الغد..و لو طرأ طارئ الردة على اهل تلك الطرق و صابتهم حمية العرق و الدفاع عن العروبة.. فنقول لهم لقد خسر البيع يا هؤلاء..!
فموقف الطرق الصوفية المعلن في الصحف السودانية.. هو وجه اخر من وجوه النازية السودانية و التي اصبحت في حيرة من امرها..و لو استطاعت لأستجدت الدجاج في اقفاصه ليقول ان تحالف الجبهة الثورية هو ضد وجود الدجاج..!.. فما الذي يمنع طالما الأمر بلغ بالطرق الصوف أن تقول البغلة في الإبريق..!!
كبر
11-20-2011, 07:12 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
مواجهة التحالف اتخذت منحى متساوق..و ذلك بخلق خطاب اعلامي موجه يخدم نفس خطة التحذير التي ابتدرها الصادق المهدي قبل عدة اشهر..فلقد ظهر موقف منظم يصف التحالف بانه حركات عنصرية جهوية تسعى لإستئصال الهوية العربية و الإسلامية في السودان..و يتناسى اهل هذا الخطاب أن تلك الهوية و الإصرار عليها بتلك الكيفية لم يعطي السودان سواء تمزقه الى اشلاء و اجزاء و ابادات عرقية و جرائم ضد الإنسانية و جرائم حرب..فماذا يمكن ان يقدم اكثر من هذا؟ ميديا الأبادة العرقية تلك التي تهلل لصلاة البشير في الكرمك..و تهلل لوصف لبعض من مواطينيه من اهل السودان بانهم حشرة شعبية .. هي نفسها الميديا التي تصف تحالف كاودا بانه عنصري..!!
كبر
11-20-2011, 07:14 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
اخيرا: هذا التحالف ان كانت له حسنة وحيدة ، هو انه تحالف سوداني و تم في اراضي سودانية و بواسطة افراد من شعوب السودان..و ان كان غرضه هو اسقاط نظام عمرالبشير..فهذا غرض مشروع..لأن نظام عمر البشير لم يدع فرصة لأهل السودان..و انما سامهم جرائم الإبادة العرقية و الفساد المؤسسي و العنصرية التي باتت تمشي بين الناس اكثر من بصات النقل العام في اي مدينة سودانية..! و مطالب اهل السودان واضحة.. اولها محاسبة و محاكمة كل رموز النظام التي شاركت في الجرائم المتتالية.. و اولهم راس النظام عمر البشير ووزير دفاعه عبد الرحيم محمد حسين..و احمد هرون و على كوشيب و غيرهم من زبانية النظام..و هذا هدف سيصله اهل السودان بوجود تحالف الجبهة الثورية أو بغير وجوده..! و نحسب ان معركة التغيير اصبحت واضحة للغاية..و ان عنصر المفاجأة فيها انتفى..وعلى النظام ان يعد عدته..و على الشعب ان يعد عدته..و لنكن اكثر صراحة ووضوحا لا مستقبل للمؤتمر الوطني في السودان..و ليذهب الى الجحيم غير مأسوفا عليه..و من يريد أن يجعل من الفسيخ شربات..و يراهن على وجود المؤتمر الوطني في السودان.. فعليه هو الآخر ان يعد عدته للذهاب الى الجحيم غير ماسوفا عليه..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Kabar
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست