مقال الاستاذ السر بابو حول الانتخابات التونسية.... ماله وما عليه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 04:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-11-2011, 00:36 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقال الاستاذ السر بابو حول الانتخابات التونسية.... ماله وما عليه
                  

11-11-2011, 00:39 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال الاستاذ السر بابو حول الانتخابات التونسية.... ماله وما عليه (Re: طلعت الطيب)

    بعد أن أحرزت حركة النهضة الاسلامية في تونس 41 % من الأصوات في الانتخابات الأخيرة، تعهدت بأنها لن تجبر النساء علي ارتداء الحجاب أو غطاء الرأس ، ولن تمنع الخمور والبكيني، ولن تعرقل حركة السياحة التي يعتمد عليها الاقتصاد التونسي، وأنها سوف تتبع النموذج التركي المنفتح في الحكم، وتجديد الحركة الاسلامية في ظل النظام الديمقراطي.
    وهذه التطمينات تعبر عن أزمة حركات الاسلام السياسي التي تجاوز العصر أفكارها، وتحاول التكيّف مع المتغيرات المتسارعة حولها. وهي بطبيعة فكرها ومنهجها الذي يقوم علي ايديولوجية دينية استعلائية، لايمكن أن تكون ديمقراطية، لأن فاقد الشئ لايعطيه، ولكنها شأن كل الحركات في التاريخ التي قامت علي ايديولوجيات دينية اوعنصرية اوفاشية قوضت النظم الديمقراطية البرلمانية التي وصلت عن طريقها للسلطة، كما فعل هتلر، واسهمت في تدمير ما انجزته الحضارة البشرية من استنارة وعقلانية وتسامح واحترام الراي الآخر، وتسببت في حروب مدمرة كان حصادها الملايين من البشر.
    وحسب تجاربنا مع حركة الاسلام السياسي أنها غير جادة في الممارسة الحقيقية للنقد الذاتي والديمقراطية والانفتاح واحترام الرأي الآخر وأنها تراوغ بتلك الاجتهادات، وبهدف تطمين الرأي العام المستنير في تونس وأمريكا وحلفائها والتعاون معها دفاعا عن مصالحها ومصالح الفئات الرأسمالية الطفيلية الحاكمة ومحاربة قوي الشيوعية واليسار والتقدم والاستنارة. وقد لعبت حركات الاسلام السياسي دورا كبيرا في فترة الحرب الباردة في التحالف مع الغرب الرأسمالي وأنظمة الحكم الظلامية في المنطقة لاجهاض حركات التقدم والاستنارة في المنطقة ، وفي الاطاحة بالتجارب الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق اوربا. وقلب أنظمة الحكم الديمقراطية واستبدالها بأنظمة قهرية وشمولية كما حدث في السودان، وبعد انقلابها في السودان واصلت التعاون مع امريكا حتي تم تمزيق البلاد بفصل جنوب السودان وتزوير الانتخابات، واغراق البلاد في حروب أهلية تهدد بتمزيق ماتبقي من الوطن. وبالتالي قدمت نموذجا سيئا لحكم الاسلام السياسي كما حدث في تجارب طالبان وايران، وحماس ..الخ، حيث تمت مصادرة الحريات والحقوق الأساسية باسم الدين والاسلام، وفرض أنظمة ظلامية أعادت البلاد الي محاكم التفتيش في العصور الوسطي.
    صحيح أن حركة النهضة لن تستطيع الحكم بمفردها ، حيث لم تحقق أغلبية الأصوات. وأسهمت عوامل كثيرة في تحقيق تلك النتيجة منها تشتت أصوات القوي الديمقراطية والعلمانية واليسارية بكثرة المرشحين، والقمع المتواصل ضد حركة النهضة طيلة فترة النظام الشمولي الديكتاتوري، اضافة لاجتهادات زعيمها الغنوشي حول ضرورة الانفتاح وممارسة النقد الذاتي لتجربة الحركة الاسلامية السابقة وضرورة اعتماد التعددية والديمقراطية في نظام الحكم، وقد تابعنا اجتهادات الغنوشي منذ اوائل تسعينيات القرن الماضي في هذا الشأن..
    وحسب تحليل حزب العمال الشيوعي التونسي، في بيانه الذي اصدره، لنتيجة الانتخابات يتضح أن نسبة المشاركة لم تتجاوز 48,9% من الناخبين ( عدد الذين صوتوا 3,867,197 من 7,569,824) ، أي أن الأغلبية لم تشارك، وأن المال والفساد وشراء الأصوات لعب دورا كبيرا وقذرا، اضافة الي أن الاعلام ظل في ايدي أعوان النظام السابق، واستغلال الدين ومنابر المساجد في الحملة الانتخابية واتهام المنافسين للنهضة بالكفر اضافة الي السب والشتائم والتضليل باسم الدين، والتزوير بتصويت أعداد كبيرة من ناخبين غير مسجلين، وعدم اعلان النتائج في وقتها مما قلل من شفافيتها ونزاهتها. وهي أساليب تقدح في تطمينات حزب النهضة، وتهدد مستقبل الديمقراطية في تونس. مما يتطلب خلق اوسع جبهة من القوي الديمقراطية واليسارية والعلمانية للدفاع عن الديمقراطية ، والعمل علي انجاز دستور ديمقراطي يكفل الحقوق والحريات الأساسية وحرية الفكر والمعتقد ، ويكرس دولة المواطنة: الدولة المدنية الديمقراطية التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو الثقافة أو اللغة.
    ويصبح المحك الحقيقي هو ضمان استمرار الديمقراطية التي شكل انتصار ثورة الشعب التونسي خطوة مهمة نحوها. واستنادا علي تجربة الثورة التونسية، فان الحركة الجماهيرية راكمت تجربة كبيرة تؤهلها لهزيمة حركة الاسلام السياسي التي تشكل خطورة ماثلة علي الديمقراطية، لأن التجربة أكدت أن الفئات والأحزاب التي تعبر عن مصالح الفئات الرأسمالية الطفيلية التابعة وفي مقدمتها حركة الاسلام السياسي سرعان ما تضيق بالديمقراطية وحرية التعبير والنشر والعمل النقابي، والتجمع السلمي..الخ، وتفرض انظمة ديكتاتورية مدنية أو عسكرية دفاعا عن تلك المصالح ومصالح الدول الامبريالية في المنطقة.
    وأن قضية الحقوق والحريات لايمكن اختزالها في عدم منع الحجاب والبكيني واستنساخ النموذج التركي ، ولكن يجب استكمال الحقوق والحريات الديمقراطية، ومنجزات الدولة العلمانية الديمقراطية التي انتزعتها الشعوب في نضالها ضد انظمة القهر والطغيان، بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، والتي تتمثل في توفير الاحتياجات الأساسية للشعوب مثل الحق في التنمية المتوازنة، وفي التعليم والصحة والخدمات الأساسية( كهرباء، مياه شرب نقية...الخ)، وتحقيق العدالة الاجتماعية بأفقها الاشتراكي والمساواة الفعلية بين المرأة والرجل، وضمان حق الأقليات القومية في ممارسة حقوقها الثقافية واللغوية والدينية، وعدم مصادرتها باسم الدين.
    لقد أنجزت ثورات تونس ومصر وليبيا الخطوة الأولي من مهامها وهي الاطاحة بالنظم الشمولية الفاسدة. وامام شعوب المنطقة، التي اصبحت مرجلا يغلي وبركانا يثور، مشوار طويل من أجل استكمال ذلك الانتصار بقيام أنظمة حكم ديمقراطية راسخة توفر العدالة الاجتماعية والسيادة الوطنية. وهذا يتطلب اوسع جبهة ضد حركات الاسلام السياسي التي اكدت التجربة أنها تشكل خطرا حقيقيا علي الديمقراطية، ومطيّة لتحقيق اهداف امريكا وحلفائها الاقليميين والداخليين للسيطرة علي موارد المنطقة، واعادة الانظمة الظلامية الديكتاتورية والفاسدة للحكم مرة اخري باسم الدين.
                  

11-11-2011, 00:50 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال الاستاذ السر بابو حول الانتخابات التونسية.... ماله وما عليه (Re: طلعت الطيب)

    عزيزى القارىء
    عزيزتى القارئة
    تكمن اهمية هذا المقال فى اهمية الحدث نفسه وهو الانتخابات التونسية بعد سنوات طويلة من الحكم الديكتاتورى الذى اطاحت به ثورة لم تعلن فقط عن نهايته ، وانما كانت ايذانا لبداية عهد اصبح يعرف فى التاريخ بالربيع العربى
    كذلك تاتى اهمية المقال فى ان كاتبه الاستاذ السر كان قد شغل السكرتارية الثقافية للحزب الشيوعى وهو الان عضو اللجنة المركزية المنتخبة فى المؤتمر الخامس لذلك الحزب
    ثالثا تأتى اهمية تقييم المقال لان كاتبه استخدم المنظور الماركسى فى التحليل وتوصل الى نتائج محددة نود ان نخضعها للتدقيق والفحص ما امكن
    اسجل اختلافى مع العديد من الملاحظات والنتائج التى توصل لها المقال فى هذا البوست ، لقناعتى ان المقال يعبر عن تصورات القيادة الحالية للحزب الشيوعى او اغلبها على الاقل فيما يحدث حولنا من تغييرات سياسية كبيرة
    الاحاطة بمثل هذه التصورات امر على قدر كبير من الاهمية كما سوف نرى

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 11-11-2011, 00:52 AM)

                  

11-11-2011, 01:35 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال الاستاذ السر بابو حول الانتخابات التونسية.... ماله وما عليه (Re: طلعت الطيب)

    وهذه التطمينات تعبر عن أزمة حركات الاسلام السياسي التي تجاوز العصر أفكارها، وتحاول التكيّف مع المتغيرات المتسارعة حولها. وهي بطبيعة فكرها ومنهجها الذي يقوم علي ايديولوجية دينية استعلائية، لايمكن أن تكون ديمقراطية، لأن فاقد الشئ لايعطيه، ولكنها شأن كل الحركات في التاريخ التي قامت علي ايديولوجيات دينية اوعنصرية اوفاشية قوضت النظم الديمقراطية البرلمانية التي وصلت عن طريقها للسلطة، كما فعل هتلر، واسهمت في تدمير ما انجزته الحضارة البشرية من استنارة وعقلانية وتسامح واحترام الراي الآخر، وتسببت في حروب مدمرة كان حصادها الملايين من البشر.
    وحسب تجاربنا مع حركة الاسلام السياسي أنها غير جادة في الممارسة الحقيقية للنقد الذاتي والديمقراطية والانفتاح واحترام الرأي الآخر وأنها تراوغ بتلك الاجتهادات، وبهدف تطمين الرأي العام المستنير في تونس وأمريكا وحلفائها والتعاون معها دفاعا عن مصالحها ومصالح الفئات الرأسمالية الطفيلية الحاكمة ومحاربة قوي الشيوعية واليسار والتقدم والاستنارة. وقد لعبت حركات الاسلام السياسي دورا كبيرا في فترة الحرب الباردة في التحالف مع الغرب الرأسمالي وأنظمة الحكم الظلامية في المنطقة لاجهاض حركات التقدم والاستنارة في المنطقة ، وفي الاطاحة بالتجارب الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق اوربا. وقلب أنظمة الحكم الديمقراطية واستبدالها بأنظمة قهرية وشمولية كما حدث في السودان، وبعد انقلابها في السودان واصلت التعاون مع امريكا حتي تم تمزيق البلاد بفصل جنوب السودان وتزوير الانتخابات، واغراق البلاد في حروب أهلية تهدد بتمزيق ماتبقي من الوطن. وبالتالي قدمت نموذجا سيئا لحكم الاسلام السياسي كما حدث في تجارب طالبان وايران، وحماس ..الخ، حيث تمت مصادرة الحريات والحقوق الأساسية باسم الدين والاسلام، وفرض أنظمة ظلامية أعادت البلاد الي محاكم التفتيش في العصور الوسطي.
    -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

    اعلاه اقتباس من المقال نلاحظ ان اهم ما ورد فيه هو اصدار حكم نهائى يفيد باستحالة تطور حركات الاسلام السياسى لتصبح حركات ديمقراطية تستطيع ان تتعايش مع الرأى الاخر وتؤمن بضرورة التداول السلمى للسلطة السياسية وهو سلوك سياسى يتاسس بعد تبنى مفهوم للحقوق يقوم على المواطنة وليس الدين او العرق
    صحيح ان واقع الحال يقول ان حركات الاسلام السياسى من حولنا لا رصيد لها فى هذا الامر البتة وان كلما لديها حتى الان تاريخ ملىء بالقمع وعدم التسامح والتامر على المؤسسات السياسية الاخرى ، لكن هذا التاريخ ليس كافيا لاصدار هكذا حكم قطعى بمستقبل حركة النهضة فى تونس ، حيثيات اخرى قدمها السر حينما كتب فى عاليه
    ان منهجها الذى يقوم على ايديولوجية استعلائية دينية وطبيعة ذلك لا يمكن ان تفرز حركة ديمقراطية لان فاقد الشىء لا يعطيه،
    كذلك من اللافت للنظر غلبة التحليل الطبقى الماركسى فى اصدار الحكم باعتبار ان حركات الاسلام السياسى ظلت تعبر عن مصالح الفئات الطفيلية وهذا ما يفسر عدائها للشيوعية واليسار والاستنارة
    اتحفظ على وضع اليسار الشمولى فى حندق واحد مع قوى الاستنارة والديمقراطية طبعا وسوف اعود لذلك
    من الملاحظ ايضا ان الكاتب يعزى سقوط الاتحاد السوفيتى لاسباب خارجية فى الاساس سببها تحالف الاسلام السياسى وانظمة الحكم الظلامى مع الغرب الرأسمالى !!
    وهذا يعنى ان مراجعة التجربة الاشتراكية والنموذج السوفيتى الذى انهار ليست ذات اهمية كبيرة لان الاتحاد السوفيتى انهار بسبب التامر وليس بسبب ازماته الداخلية
    فى مقال سابق للاستاذ السر كان قد عزى المسألة لاستمرار ما اسماه بالمنهج الستالينى !!
    اعود

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 11-11-2011, 01:38 AM)

                  

11-11-2011, 01:48 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال الاستاذ السر بابو حول الانتخابات التونسية.... ماله وما عليه (Re: طلعت الطيب)

    في انتظار عودتك يا طلعت

    كل سنة وأنت طيب
                  

11-11-2011, 01:50 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال الاستاذ السر بابو حول الانتخابات التونسية.... ماله وما عليه (Re: طلعت الطيب)

    وأن قضية الحقوق والحريات لايمكن اختزالها في عدم منع الحجاب والبكيني واستنساخ النموذج التركي ، ولكن يجب استكمال الحقوق والحريات الديمقراطية، ومنجزات الدولة العلمانية الديمقراطية التي انتزعتها الشعوب في نضالها ضد انظمة القهر والطغيان، بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
    --------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    اعلاه ايضا اقتباس اخر شديد الدلالة
    صحيح ان قضية الحريات لا يمكن اختزالها فى عدم منع الحجاب والبكينى ولكن يجب استكمال الحقوق والحريات ، لكن استخدام التحليل الطبقى وحده هنا لا يفيد على الاطلاق لقارىء مثلى يعتقد ان عملية المعرفة نفسها تتم وفقا لشروط ثقافية ونفسية صارمة وان قبول حركة النهضة لاستمرار السياحة فى تونس بشكلها الحالى الذى يتناقض مع كل مفاهيم الاسلام الاصولى كما نعرفه
    ان هذا القبول يمثل تحديا كبيرا ومذهلا للتصورات الدينية والنفسية للمسلم العادى ، اى ان هذه الحركة الاسلامية تقوم فى سبيل اصلاحها للمفاهيم الدينية ، تقوم باعادة انتاج شروط المعرفة نفسها وهى لعمرى عملية شاقة ومعقدة فى المجتمعات العربية تحديدا
    اختصار مثل هذه الظواهر الثقافية فى المنظور الماركسى تعتبر اشكال كبير فى المقاربة والقراءة والفهم
    اعود
                  

11-11-2011, 01:55 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال الاستاذ السر بابو حول الانتخابات التونسية.... ماله وما عليه (Re: طلعت الطيب)

    مرحب بيك يا معاوية واشكر لك متابعتك واقدرها عاليا
    من المفيد التنبيه الى اننى لا امثل النقيض لفرضية الاستاذ السر ، اى بمعنى اخر انا لا اعتقد بحتمية نجاح حركة النهضة فى مخاضها الحالى لكنى اعتقد ان امكانية النجاح موجودة على الرغم من المصاعب العديدة التى تعترضها
    ولذلك رأيت ان المقال به ثقوب كبيرة فى كل من الحيثيات والنتائج التى توصل اليها
                  

11-11-2011, 02:05 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال الاستاذ السر بابو حول الانتخابات التونسية.... ماله وما عليه (Re: طلعت الطيب)

    وأنا -في هذا الوقت المتأخر من اليوم أو المبكر من اليوم التالي في هذه الدوامة- أتابع رتقك للثقوب
    والأمور ليست كلها مع أو ضد، في حاجة اسمها المتابعة والاطلاع من أجل المتابعة والاطلاع
                  

11-11-2011, 08:08 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال الاستاذ السر بابو حول الانتخابات التونسية.... ماله وما عليه (Re: معاوية الزبير)
                  

11-11-2011, 08:12 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال الاستاذ السر بابو حول الانتخابات التونسية.... ماله وما عليه (Re: احمد ضحية)
                  

11-11-2011, 12:18 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال الاستاذ السر بابو حول الانتخابات التونسية.... ماله وما عليه (Re: احمد ضحية)

    Quote: وأنا -في هذا الوقت المتأخر من اليوم أو المبكر من اليوم التالي في هذه الدوامة- أتابع رتقك للثقوب
    والأمور ليست كلها مع أو ضد، في حاجة اسمها المتابعة والاطلاع من أجل المتابعة والاطلاع


    اتفق معك يا معاوية
    حديثى حول النقيض كان مجرد استطراد لخواطرى الخاصة بنقد المقال ولم تكن موحهة لك
    عفوا ان بدت كذلك ويبدو انه كان من الافضل وضعها فى مداخلة منفصلة عن المداخلة الخاصة بالترحيب بك
    مرحب بك مرة اخرى وبمتابعتك واهتمامك
    الاخ احمد
    مرحب بك واشكرك على الرابط والمشاركة وكل عام وانتم بخير
                  

11-11-2011, 12:23 PM

الهادي هباني
<aالهادي هباني
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال الاستاذ السر بابو حول الانتخابات التونسية.... ماله وما عليه (Re: احمد ضحية)

    تحياتي أخ طلعت و الشكر لك علي الإستعراض النقدي لمقال الأستاذ السر بابو
    و أتمني أن يثمر الحوار بما يفيد الناس ،،،
    طالعت المقال في عدة مواقع و كذلك في مطلع بوستك المقدر و مع إحترامي
    و تقديري لبعض ما تفضلت به من نقد إلا أنني وجدت فيه تصحيف للكلام و حمله
    بغير معانيه الأمر الذي في تقديري أوقعك في تعميمات غير موفقة فعلي سبيل
    المثال ورد في مداخلتك النقدية الأولي ما يلي:

    في تعليقك علي ما ورد في مقال الكاتب في هذا الجزء:

    Quote: .......وقد لعبت حركات الاسلام السياسي دورا كبيرا في فترة الحرب
    الباردة في التحالف مع الغرب الرأسمالي وأنظمة الحكم الظلامية في المنطقة
    لاجهاض حركات التقدم والاستنارة في المنطقة ، وفي الاطاحة بالتجارب الاشتراكية
    في الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق اوربا....


    أطلقت تعميم و خلاصة مفادها حسبما ورد فيها بالنص ما يلي:

    Quote: ..... من الملاحظ ايضا ان الكاتب يعزى سقوط الاتحاد السوفيتى لاسباب
    خارجية فى الاساس سببها تحالف الاسلام السياسى وانظمة الحكم الظلامى مع الغرب
    الرأسمالى !!
    وهذا يعنى ان مراجعة التجربة الاشتراكية والنموذج السوفيتى الذى انهار ليست
    ذات اهمية كبيرة لان الاتحاد السوفيتى انهار بسبب التامر وليس بسبب ازماته
    الداخلية


    فليس هنالك ما يفيد بأن الكاتب قد عزي سقوط الإتحاد السوفيتي لأسباب خارجية
    في الأساس سببها تحالف الإسلام السياسي مع الغرب و إنما أفاد بأن حركات الإسلام
    السياسي قد لعبت دورا في سقوط الإتحاد السوفيتي و هنالك فرق كبير
    بين هذا التعبير الذي يفهم منه أن هنالك عوامل أخري غير هذا التحالف قد لعبت
    أدوارا أخري و بين تعبير (يعزي ل) أو (يعزي إلي بالأساس) الذي يفهم
    منها عدم وجود أسباب أخري و هذا ما لم يرد في مقال الكاتب ،،، لذلك أعتقد أن
    إختيار المفردات في الكتابة خاصةً الكتابة النقدية مسألة جوهرية و تساعد كثيرا
    للوصول بالحوار دائما لنتائج مفيدة للجميع ،،،
    كما أنني أعتقد بأن القارئ و خاصة قراء سودانيزاونلاين بدرجة من الوعي و القدرة
    علي المتابعة و قراءة ما بين السطور تمكنهم من فهم المقال بشكل جيد و أن الرجل
    بالفعل لا يعزي إنهيار الإتحاد السوفيتي فقط لمجرد تحالف إسلاموي مع الغرب في
    أفغانستان أو في الشيشان أو غيرها فلا كاتب المقال أو قارئه بهذه الدرجة من السذاجة
    و الجميع يعرف الظروف و العوامل المتعددة التي أدت مجتمعة لإنهيار الإتحاد السوفيتي
    و هو أمر قد قتل بحثا و الجميع و منهم كاتب المقال نفسه يعرف أن تجربة الإتحاد السوفيتي
    كانت تجربة مغلوطة و مشوهة و فاشلة و هي التي أدت في النهاية إلي زواله ،،،

    شئ آخر و هو محاولتك لإقحام ما سميته أنت ب (المنظور الماركسي) في أجزاء من
    المقال لم تكن لها علاقة أصلا بهذا المنظور الذي قصدته ،،، فعلي سبيل المثال و رد
    في مداخلتك النقدية الثانية تعليقا علي ما أورده الكاتب في هذا الجزء من مقاله:

    Quote: ..... وأن قضية الحقوق والحريات لايمكن اختزالها في عدم منع الحجاب و
    البكيني واستنساخ النموذج التركي ، ولكن يجب استكمال الحقوق والحريات الديمقراطية،
    ومنجزات الدولة العلمانية الديمقراطية التي انتزعتها الشعوب في نضالها ضد انظمة
    القهر والطغيان، بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية...


    حيث كان تعليقك علي هذا الجزء من المقال ما يلي:

    Quote: لكن استخدام التحليل الطبقى وحده هنا لا يفيد على الاطلاق لقارىء مثلى يعتقد
    ان عملية المعرفة نفسها تتم وفقا لشروط ثقافية ونفسية صارمة وان قبول حركة النهضة
    لاستمرار السياحة فى تونس بشكلها الحالى الذى يتناقض مع كل مفاهيم الاسلام الاصولى كما
    نعرفه
    ان هذا القبول يمثل تحديا كبيرا ومذهلا للتصورات الدينية والنفسية للمسلم العادى ،
    اى ان هذه الحركة الاسلامية تقوم فى سبيل اصلاحها للمفاهيم الدينية ، تقوم باعادة انتاج
    شروط المعرفة نفسها وهى لعمرى عملية شاقة ومعقدة فى المجتمعات العربية تحديدا
    اختصار مثل هذه الظواهر الثقافية فى المنظور الماركسى تعتبر اشكال كبير فى المقاربة والقراءة والفهم

    فالجزء المقتبس من مقال الكاتب لم ترد فيه أية إشارات للتحليل الطبقي و لم تشتمل علي
    منظور ماركسي و يبدو أن الأمر إستند إلي معرفتك المسبقة لإنتماء الكاتب السياسي و الفكري و هذا
    في حد ذاته يتناقض مع فكرة الديمقراطية و الإستنارة حيث لا يجوز في تقديري الحكم علي أقوال
    الناس و إسهاماتهم علي أساس المعرفة المسبقة لإنتماءاتهم السياسية و الفكرية و هذا ما
    كنا نلاحظه في فترة الجامعة في الندوات الخاصة بالإتجاه الإسلامي و يكون مقدمها أحد كوادرهم
    التي يتم إحضارها من خارج الوسط الطلابي فيقوم مدير الندوة عقب كل مداخلة لأحد الحاضرين
    بمجرد إعطائه الفرصة بكتابة قصاصة صغيرة للمحاضر مبينا فيها تصنيف المتداخل السياسي
    فيقوم بعد ذلك كل رد المحاضر علي المتداخل مبنيا علي هذه القصاصة دون التقيد بتفنيد
    ما قاله المتداخل بالفعل و يمكن أن يكون صحيحا أو مفيدا للحديث ،،،

    مع فائق و شكري و تقديري لك و لهذه النافذة علي أمل أن تثمر ما فيه خير للجميع
                  

11-11-2011, 01:12 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال الاستاذ السر بابو حول الانتخابات التونسية.... ماله وما عليه (Re: الهادي هباني)

    عزيزى الهادى
    اشكر لك تفضلك بالمشاركة والنقد
    كنت قد اشرت فى نقدى لمسألة سقوط الاتحاد السوفيتى لموقف كاتب المقال من انهيار المنظومة الاشتراكية حيث ذكرت القارئة بانه كان قد اجمل الاسباب الداخلية فى السابق الى هيمنة المنهج الستاليينى
    فانا لم اقوم بتغييب رأى الكاتب حول الاسباب الداخلية التى قادت الى انهيار ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتى العظيم !
    ويبدو ان موقف الكاتب فى هذا الشأن كان يمثل خلاصة ما عرف فى أدبيات الحزب ب(المناقشة العامة )
    اما مسألة ايرادى للتحليل الماركسى فلم ابنيه على موقف الكاتب المسبق وانما على نصوصه نفسها فى المقال وسوف اعود الى ذلك بالتفصيل

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 11-11-2011, 01:16 PM)

                  

11-11-2011, 02:15 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال الاستاذ السر بابو حول الانتخابات التونسية.... ماله وما عليه (Re: طلعت الطيب)

    يستطيع اى شخص ان يدافع عن الخط السياسى للحزب الشيوعى قبل وبعيد المؤتمر الخامس قائلا:
    ان الحزب ومنذ منتصف السبعينات تقريبا وهو تاريخ الوثيقة التى اصدرها الاستاذ محمد ابراهيم نقد تحت عنوان (الديمقراطية مفتاح الحل، حبهة عريضة شمال وجنوب )
    يستطيع ان يحاجج بان الحزب صار يتبنى التعددية والنظام البرلمانى منذ ذلك التاريخ
    نستطيع ان نحاجج ايضا بقولنا ان الحزب كان وما يزال يتبنى التعددية لظروف التاكتيك وليس لاسباب استراتيجية تماما مثل الحركة الاسلامية
    مقال الاستاذ السر فى تقديرى يعتبر الابن الشرعى لتطبيق المنهج الطبقى فى التحليل على اهميته ولكن تكمن الاشكالية فى عدم استخدام المناهج الاخرى ، بمعى اخر اسعى هنا كى اوضح خطل استخدام المنهج الماركسى كنهج وحيد فى تحليل الظزاهر السياسية والاجتماعية
    وسوف اوضح من خلال النص نفسه اين يكمن التحليل الماركسى حتى لا اتهم باننى اقحم المسألة اقحام ،
    اهم شىء فى نقدى للمقال هو توضيح حقيقة فى غاية الاهمية مفادها ان الموقف الحقيقى من التعددية هو موقف من المعرفة بشكل عام ومن استبعاد تعدد المناظير فى الرصد والتحليل السياسى ،
    افعل ذلك ليس بدافع تسجيل نقاط على الاستاذ السر او بدافع العداء لحزبه ، فالحزب الشيوعى حزب وطنى (ولكنه غير ديمقراطى ) اما فيما يخص الاستاذ السر فللرجل كتابات عديدة حيدة فى نقد النظام اضافة الى اننى قد تعلمت والحمد لله ومنذ زمن اهمية التحلى بفضيلة النقد عند تناول الاقلام الوطنية التى تكتب تحت سيوف الانقاذ بينما انا فى مامن فى بلاد الانجليز اذا استعرنا مقولة استاذنا الطيب صالح طيب الله ثراه فى معرض دفاعه عن الاديب الراحل والدبلوماسى العريق المرحوم حمال محمد احمد فى وجه الجنرال نميرى فى تدخلاته فى عمل وزارة سيادة مثل الخارجية
    تلك الوزارة التى ال امر قيادتها فى ظل الانقاذ يوما ما للاسف الى طبيب اسنان غير ممارس !!!

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 11-11-2011, 03:10 PM)

                  

11-12-2011, 03:01 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال الاستاذ السر بابو حول الانتخابات التونسية.... ماله وما عليه (Re: طلعت الطيب)
                  

11-12-2011, 03:04 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال الاستاذ السر بابو حول الانتخابات التونسية.... ماله وما عليه (Re: طلعت الطيب)

    النهضة التونسي مسير وليس مخيراً ... بقلم: عمر العمر


    الجمعة, 11 تشرين2/نوفمبر 2011 21:36

    Share

    [email protected]

    عندما نتحدث عن فوز النهضة التونسي بــ 40% من الأصوات علينا التذكر بوقوف 60% ضدها. هذه الأغلبية لا تبارح مخيلة النهضويين وهم يتحدثون عن المرحلة الانتقالية. اذا كانوا يقنعون أنفسهم بأنهم «الحزب الإسلامي الأكثر تقدمية» حسب تعبير سميه الغنوشي فلأنهم ينتمون إلى أكثر قطر عربي يتميز بتقاليد علمانية. تونس تتمتع بمجتمع مدني صلب وروح إسلامية متحررة من التزمت أكثر من أي وطن على خارطتي الإسلام والعرب. التونسيات أكثر نساء العرب ممارسة لحقوقهن، مكاسب المرأة التونسية تفوق ما لدى أي امرأة في العالم الإسلامي.
    قادة النهضة لا يستطيعون حالياً الحفر في مجتمع علماني اخترق مؤسسه الحبيب بورقيبة خطوطا حمراء عدة في الموروث الديني. الممارسة التونسية راكمت تجارب في الوسط الشعبي والنخبوي بحيث تناطح التقاليد العقيدة في أكثر من مشهد.
    عندما يعبر الغنوشي وبعض إخوانه عن افتنانهم بنهج اردوغان وحزب العدالة والتنمية في تركيا فلانهم يدركون أن بورقيبة انشأ قاعدة حداثية تشابه ما أنجزه كمال أتاتورك في بلاد الترك.
    النهضويون لا يستطيعون الانغلاق داخل مجتمع مستنير تتدنى نسبة الامية فيه عن 10%. قادة الحزب الإسلامي يدركون أنهم خاضوا معركة انتخابية في أعقاب ثورة شعبية استثنائية أطاحت نظاماً استبدادياً. الثورة أنجزت ذلك على الرغم من افتقادها رؤية ايديولوجية، برنامجاً سياسياً أو قيادة كرازماتية. الوقوف أمام شارع تسكنه مثل هذه الروح يشكل حماقة تفضي بصاحبها إلى المجهول. النهضة أحرزت تقدماً عبر صناديق الاقتراع في غياب حراك سياسي حقيقي. المزاج التونسي أفرز رد فعل يفرض البحث عن بديل يحتمل الرهان ولو انتفى اختباره من قبل.
    النهضة فرس رهان محتمل لأنه الحزب الأكثر تنظيماً، الأطول باعاً في الوصول إلى القاعدة الشعبية والأكثر بريقاً بوجوهه الخارجة من السجن والعائدة من المنفى. قادة النهضة يعرفون حدود فوزهم في المعركة الانتخابية. مهام المرحلة الانتقالية أكبر من طاقاتهم. هم لا يستطيعون انجازها منفردين. الحاجة إلى حلفاء يتقاسمون معهم كعكة السلطة ضرورة حتمية. محاولة القفز فوق توافق المرحلة الانتقالية ضرب من الانتحار السياسي.
    من أبرز مهام المرحلة الانتقالية الملحة إعادة كتابة الدستور، تحديد موعد الانتخابات الرئاسية، معالجة اقتصاد متدن. قطاع السياحة الذي يشكل رئة حيوية للاقتصاد يعاني انسداداً. البطالة تشكل عبئا ثقيلاً على الحكومة الانتقالية. الفاقة في أوساط الشباب أشعلت فتيل الثورة التونسية. الأرقام الرسمية تتحدث عن 19% لكن الواقع يشير إلى رقم أعلى من ذلك بكثير. 40% من الخريجات يتسكعن خارج خطوط الإنتاج. هذه نسبة بالغة الأهمية عندما يأتي الحديث عن المرأة في الخطاب الحزبي.
    تونس بلد صغير على خارطة العالم العربي وعدد سكانه متواضع لكنه يعاني في الوقت نفسه من أمراض الوطن العربي المزمنة. هناك صراع مناطقي محموم على السلطة والثروة. الحبيب بورقيبة قضى على العصبية القبلية. تونس خالية من احتقانات العروش – وهي ظاهرة مغاربية – لكن تونس تشهد صراعاً مناطقيا محتدماً. هناك شعور متعاظم عبر السنين لدى أهل الجنوب بالتهميش. ذلك احساس راسخ لدى أهل الشريط الجنوبي الغربي بصفة خاصة. انطلاق الثورة من سيدي أبو زيد لم يكن صدفه تاريخية. البوعزيزي أضرم النار في جسده احتجاجاً على التهميش الإقليمي. الجنوب يملك موارد طبيعية مثل الفوسفات والنفط والثروة الزراعية بقطاعي الحبوب والحيوان غير أنه يعاني اهمالاً. أهل الساحل ينعمون بالفاكهة وزبدة الثروة والسلطة.
    نظام الرجل الاستبدادي الواحد القابض على تونس نصف قرن من الزمان ظل يستعين بإرستقراطية ساحلية تتطلع دوماً إلى الشمال. كل رجال الرئيس في عهدي بورقيبة وبن علي ينتمون – إلا ماندر – إلى الساحل.
    جميعهم يشتركون ثقافة فرنسية وقلوب طموحاتهم مشدودة إلى باريس. بين هؤلاء من ينتمي إلى شريحة ذات أصول غير تونسية إذ ينحدرون من عائلات تركية أو أندلسية. التونسيون يطلقون على هذه الشريحة «البلديين». اسماء هذه العائلات تدلك على أصولها مثل المبذع، السبسي، المستيري، بن جعفر وبن عاشور.
    العلاقة الحميمة بين تونس في عهدي بورقيبة وبن علي من جهة وباريس على الطرف الآخر فرضت على المعارضين وبينهم قادة النهضة اتخاذ ملاذات خارج فرنسا. هذه الحالة أفرزت تباعدا بين النهضة وباريس وحميمية بين الحزب الإسلامي وعواصم غربية أخرى بينها لندن وواشنطن. هذه قضية سياسية حيوية إذ سنلحظ توافقاً حزبياً على اختيار رئيس الجمهورية من وسط أصحاب الانتماءات الفرنسية غالباً.
    هذا هو المناخ السياسي حيث تتشكل المرحلة الانتقالية في تونس. هي أجواء تفرض على النهضة طابعاً براغماتيا لا يمكن الانفكاك عنه بغية تشكيل التحالفات والتصدي لمهام المرحلة الانتقالية. ربما نحمد للغنونشي استيعابه تعقيدات الظرف السياسي الضاغط. الرجل بادر إلى طمأنه الداخل والخارج في شأن توجهاته المستقبلية. زعيم الحزب الاسلامي يؤكد عدم المساس بمكتسبات المرأة بما في ذلك تحريم تعدد الزوجات وتقييد حقوق الرجل في ممارسة الطلاق. أكثر من ذلك يعترف زعيم النهضة بحق المرأة في الظهور بلباس البحر على الشاطئ. حتى عندما يتحدث الغنوشي عن النموذج التقدمي في مخيلته السياسية فانه لا يقف عند تركيا بل يذهب شمالاً إلى السويد مثالاً لدولة الرعاية الاجتماعية.
    براغماتية الغنوشي الذكية لا تنفي طبيعة النهضة باعتباره حزبا يمثل حاضنة لأجندة مناقضة تماماً لهذا التوجه الاستثنائي استناداً إلى طبيعية المرحلة الانتقالية. مع التقدم في انجاز مهام المرحلة ينزع النهضة أقنعته البراغماتية وتتكشف عوراته شيئاً فشيئاً.
    هذه حقيقة تتبدي عندما يتحدث الغنوشي عن وطن «تصان فيه حقوق الله وحقوق المرأة». عند عتبة المرحلة الانتقالية يعلو الكلام عن استحقاقات الأمن والشفافية وحقوق العمل والمساواة على حقوق عديدة. كلنا نعرف حقوق المرأة المرتبطة بحقوق الله.
    رئاسة الحكومة الانتقالية حق تؤمنه الأغلبية البرلمانية للنهضة غير أن إصرار النهضة على التمسك في بدايات المشاورات الحزبية لتشكيل الحكومة بوزارة العدل ينم عن حرصه على الإمساك ببؤرة التشريع والتقنين. من هنا تصدر الفتيا.
                  

11-16-2011, 00:38 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال الاستاذ السر بابو حول الانتخابات التونسية.... ماله وما عليه (Re: طلعت الطيب)
                  

11-16-2011, 00:44 AM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال الاستاذ السر بابو حول الانتخابات التونسية.... ماله وما عليه (Re: طلعت الطيب)

    الصفحة الرئيسية منبر الرأي كمال الجزولي فِيْمَ فَرْحَةُ إِسْلامَويِّي السُّودانِ بِفَوْزِ ”النَّهْضَةِ“ التُّونسيَّةِ؟! ... بقلم: كمال الجزولي
    فِيْمَ فَرْحَةُ إِسْلامَويِّي السُّودانِ بِفَوْزِ ”النَّهْضَةِ“ التُّونسيَّةِ؟! ... بقلم: كمال الجزولي
    الإثنين, 14 تشرين2/نوفمبر 2011 12:47
    Share16

    بمناسبة التقدُّم المرموق الذي أحرزته حركة النهضة التونسيَّة فـي انتخابات المجلس التأسيسـي مؤخَّراً، سألت (قناة الجَّزيرة) المفكر البارز راشد الغنوشـي، زعيم الحركة، وأحد أهمِّ رموز اﻹسلام السِّياسـي فـي المنطقة، عن نظرته لشعار (اﻹسلام هو الحل)، فسارع الرجل لتعديل السُّؤال إلـى: "أي إسلام"؟! ومن ثمَّ مضـى إلـى اﻹجابة مزيلاً أي حواجز بين اﻹسلام والحداثة والدِّيموقراطيَّة.
    ــــــــــــ

    (1)
    في السِّياق قال الغنوشي: "ليس بالضـَّرورة أن يكون اجتهادك أنت وتصوُّرك للإسلام هو الحل، كأن تعتبر أنك حامل رسالة السَّماء، وميزان الحقِّ والباطل، والناطق باسم اﻹسلام، ومترجمه اﻷوحد، فما أن تمسك بالسُّلطة حتى تشـرع فـي فرض رؤيتك هذه عـلى الناس، جاعلاً من اﻹسلام مشكلة، ﻻ حلاً! حركة النهضة ليست "كنيسة" لتقول هذا هو اﻹسلام. ترجمة اﻹسلام هي نتاج تدافع اجتماعي عـلى مبدأ الحريَّة. اﻹسلام دين موجَّه إلـى اﻷحرار ذوي العقول. من ﻻ عقل له ﻻ حريَّة له وﻻ دين. نحـن نثق فـي الناس، فـي عقولهم وحريَّتهم. ليس من مهام الدَّولة فرض نمط معيَّن من الحياة، فتتدخَّل فـي ملابس الناس، وما يأكلون، وما يشـربون، وما يعتقدون، وفـي مساكنهم. وظيفة الدَّولة أن توفِّر إطاراً عامَّاً للمجتمع يتعايش الناس فيه، ويبدعون، ويتعاونون، ويتدافعون، حتى يتبلور اﻹسلام لديهم كرأي عامٍّ وثقافة عامَّة. أما الإسلام الذي تفرضه الدَّولة بأدوات القمع فإن الناس يتفلتون منه. مَن يتديَّن خوفاً مِن الدَّولة منافق، ونحن ﻻ نريد أن نحوِّل التوانسة إلـى منافقين!" (برنامج "فـي العمق"، 31/10/2011م).
    من ناحيته، وكما لو قصد إلـى استخلاص أهمِّ ركائز هذه الأطروحة المضيئة، كتب فهمي هويدي، الرمز المهمُّ اﻵخر من رموز حركة اﻹسلام السِّياسـي فـي المنطقة، أن "الإسلاميين مطالبون بأربعة أشياء: طمأنة الناس وإزالة مخاوفهم، والانشغال بخدمتهم ﻻ بوعظهم، والكفِّ عن الحديث عن توزيع الخلق فـي الآخرة علـى الجنة والنار، واحترام الحياة الخاصَّة للناس".

    (2)
    على هذه الخلفيَّة نستطيع، من الزاوية الموضوعيَّة، تصنيف ألدِّ أعداء أطروحة الغنوشـي، المعزَّزة من هويدي ومفكرين آخرين، في ثلاثة أقسام:
    (1) إسلاميُّون متطرِّفون يعدُّونها ضـرباً من التوحُّل فـي رمال (علمانيَّة/كفرانيَّة) متحرِّكة! بعض هؤﻻء قد يبرزون حتى من بين صفوف الحركة نفسها، اﻷمر الذي سيشكل، في المديين القريب والمتوسط، خطراً ساحقاً ماحقاً عـلى الحركة، بل وعـلى حياة الغنوشـي نفسه، ﻻ قدَّر الله!
    (2) علمانيُّون متطرِّفون يتشككون فـي نواياها، أصلاً، ويرون أنها إنما تتعاطى مع الحريَّات والحقوق، وباﻷخصِّ حريَّات النساء وحقوقهنَّ، بخطة "العصا المرفوعة والعصا المدفونة"، ما يعني أنها ما تنفكُّ تبذل، في البدء، تعهُّدات مغلظة بصون هذه الحريَّات والحقوق، ثم ما تلبث أن تنكص عن هذه التعهُّدات بمجرد "تمكنها" من سدَّة السُّلطة! وربَّما كان أحدث نموذج لهذه الشُّكوك العلمانيَّة المتطرِّفة موقف سهير بلحسن، الناشطة التونسيَّة، والرَّئيسة السَّابقة للفيديراليَّة الدَّولية لحقوق اﻹنسان، فقد استنجدت، مؤخَّراً، بفرنسا لحماية "قيم الحريَّة" فـي تونس بعد فوز حزب النهضة، وذلك على حدِّ تعبيرها فـي برنامج تلفزيوني بثته القناة الفرنسيَّة الثانية، وشارك فيه أولبرت فيدرين وزير الخارجيَّة الفرنسـي اﻷسبق (قناة الجَّزيرة، 3/11/2011م)، هذا باﻹضافة إلـى المظاهرة النسائيَّة التي توجَّهت إلـى مكتب الوزير اﻷول بتونس، فور اﻹعلان عن فوز النهضة، تطالب باحترام الحقوق المكتسبة للمرأة، وبضمانها فـي دستور البلاد القادم (المصدر).
    (3) ناشطو حركات إسلام سياسي فـي بلدان أخرى يُظهرون زهواً عصبيَّاً لفوز النهضة هذا، بنظرة تعمد إلى تصويره كتبشير باتساع "شعبيَّة" هذه الحركات، أجمعها، دون فرز، وﻻ تتجاوز اعتباره محض إضافة (كميَّة) لما يسمونه "انتصار حركات الإسلام"، دون أن يشغل أحدهم نفسه بالتفكير فـي سؤال الغنوشـي: "أيُّ إسلام؟!"، أو يقيم وزناً لمضمون هذا الفوز كانتصار، في الحقيقة، ﻷطروحة مغايرة تماماً، تنزع للحـداثة، وتعـلي من شأن الاستنارة، عـلى خطى التجربة التركيَّة، بعكس التجارب التي تقاطعت مع العقلانيَّة، وخاصمت قناعات شعوبها، فحصدت الفشل، فـي السُّودان، كما في إيران والصومال وغيرها، مع الفارق. تلك وضعيَّة تتسم بتناقضات فكريَّة وحركيَّة داخـليَّة مرشَّحة للانفجار، عمَّا قريب، بين هؤﻻء وبين حركة النهضة، فـي ما لو واصلت تمسُّكها بأطروحتها.

    (3)
    تجربة اﻹسلامويين السُّودانيين فـي الحكم معروفة. فمنذ انقلابهم عـلى الديموقراطيَّة فـي الثلاثين من يونيو عام 1989م ونظامهم يتدخَّل فـي ملابس الناس، وما يأكلون، وما يشـربون، وما يعتقدون، وفـي مساكنهم، ويمضـي، باختصار، عـلى خط مغاير، طرداً عـلى عكس، لأطروحة الغنوشـي والنهضة، منصـرفاً، تماماً، عن هموم المواطنين، بل عاجزاً، بالكليَّة، عن اجتراح الحلول ﻷبسط المشاكل، فليس لديه ما يواجهها به، باﻹضافة، طبعاً، لمناهج القمع، سوى المواعظ والشِّعارات فـي أفضل اﻷحوال. وقد تكفي اﻹشارة، هنا، إلـى أحدث مخاطبات الرئيس السُّوداني، فـي الثاني من نوفمبر الجاري، أثناء حفل افتتاح مدينة رياضيَّة بغرب أم درمان، حيث كان يُنتظر أن يستغل تلك المناسبة للإعلان عن خارطة طريق محدَّدة تكفل انفلات البلاد من طوق اﻷزمات الخانقة التي ما تنفكُّ تحتوشها عـلى خلفيَّة انفصال الجَّنوب، وخروج النفط من قائمة موارد البلاد، وتدمير القطاعين الزراعي والصناعي بفعل السِّياسات الاقتصاديَّة الخاطئة، واستشـراء الفساد فـي كلِّ مفاصل النظام وحزبه الحاكم، وتفاقم الضَّوائق المعيشيَّة، تبعاً لذلك، فـي كلِّ الوﻻيات، وانفجار اﻷوضاع اﻻحتجاجيَّة فـي كسلا والقضارف ومناطق أخرى، وإيغال النظام فـي مجابهتها، كالعادة، بأدوات القمع، وازدياد المهدِّدات الحربيَّة واﻷمنيَّة فـي دارفور وأبيي وجنوب كردفان والنيل اﻷزرق وغيرها، فضلاً عن مفاقمته لنذر حرب دوليَّة، هذه المرَّة، بين (السُّودانَيْن) القديم والجديد. لكن الرئيس نحا، بدﻻً من كل ذلك، منحىً آخر، حيث جعل أكبر همِّه دعوة المواطنين "للإكثار من الصَّلاة عـلى الرَّسول صلى الله عليه وسلم"، ﻷنهــا، كمـا قـال، "تغيظ الشـَّعبيين (حزب الترابي) والشـِّيوعيين"، مؤكـداً عـلى أن نظامه "سيمضـي فـي إقامة دولة إسلاميَّة قوامها الشَّـريعة، ومجتمع قرآني متكافل، متراحم، خال من الموبقات، متمسِّك بمبادئ الدِّين، ونابذ لدعوى الجَّاهليَّة والقبليَّة والعنصـريَّة" .. الخ (اﻷهرام اليوم، 3/11/2011م).
    ما يهمُّنا إبرازه هنا، بوجه خاص، هو أن الغنوشـي، سواءً فـي حديث قناة الجَّزيرة المار ذكره أو فـي غيره، لم يكتف بإضاءة النَّهج الذي ستعتمده حركته فـي إدارة الدَّولة والمجتمع، بل عـبَّر، وبوضوح ﻻ يحتمـل اللبس، عـن نقـده لنهج أنظمة أخرى زعمت انتسابها للاسلام، لكنها قدَّمته فـي مستوى القهر ﻻ الحريَّة، والجَّبر ﻻ اﻻختيار، والتخلف ﻻ الحداثة، ففشلت، أيَّما فشل، وأساءت، بالتبعيَّة، للإسلام ذاته فـي نظر المسـلمين قبل غيرهم. ولن نكون غادرنا الحقيقة مقدار عقلة إصبع إن نحن أومأنا هنا إلـى تجربة اﻹسلام السِّياسـي السُّوداني في الحكم باعتبارها من التجارب الفاشلة التي عناها الغنوشـي، ليس، فقط، ضمن مقارنته المثيرة للجدل، والتي اعتبرها الكثيرون فـي حاجة إلـى توضيح، بين الهُويَّتين الوطنيتين السُّودانيَّة والتونسيَّة فـي منظور هتين الحركتين اﻹسلامويَّتين، وإنما، بإفصاح أكثر، فـي العديد من أحاديثه اﻷخرى.
    وما لنا نتكبَّد مئونة اﻻستقراء واﻻستنتاج ودوننا تقويم الرجل بنفسه للتجربة السُّودانيَّة، لا بين يدي انتخابات 2011م التونسيَّة فقط، وﻻ حتى بعد فوز حركته بها فحسب، بل قبل ذلك بكثير جدَّاً، وفـي أكثر من مناسبة، منذ مطالع ثمانينات القرن المنصـرم! ففـي ذلك الوقت، وعـلى حين كانت سجون النميري تعـج بمعتقـلي الرأي والضمير من كلِّ المعسكرات السِّياسية اﻷخرى، كان اﻹسلامويُّون قد استكملوا تحالفهم مع الديكتاتور بشـروط نظامه الشُّمولي القائم عـلى سلطة الفرد المطلقة. وكان تنظيمهم فـي جامعة الخرطوم يسيطر عـلى اتحاد طلابها، فرتبوا موسماً ثقافيَّاً للعام 1980 ـ 1981م، ودعوا الغنوشي للمشاركة فيه بمحاضـرات جُمعت، ﻻحقاً، بين دفتي كتاب. وقد كان ﻻفـتاً، بل محتشـداً بالمفارقــة، تمامـاً، أن يركز الرجل، ضمن تلك المحاضـرات، عـلى النعي عـلى الإسلاميين، بالذات، سبَّة تماهيهم مع الديكتاتوريَّات. وكان مما قال فـي هذا الشأن إن "..النضال من أجل الحريَّة هو من جوهر النضال من أجل الإسلام، وإذا اعتبرت الحركة الإسلاميَّة أن الحريَّة ليست قضيَّة جوهريَّة فذلك سقوط رهيب! والذي أخشـاه أن تكون الحرية قضيَّة (ظرفيَّة) بالنسبة لنا، نطالب بها عندما يكون (الظرف) غير مناسب لنا. وهنا يكون السقوط الرهيب. إننا نطالب بالحريَّة للإنسان أيَّاً كان" (محاور إسلاميَّة، ط 1989م، بيت المعرفة، ص 143).
    وبعد ثلاثين عاماً من ذلك عاد الغنوشي ليقول ما ننقل عنه هنا بتصـرُّف: "إن فشل التجربة السُّودانيَّة أمر واقع. وليس متوقعاً مِمَّن فشل فـي إدارة الحوار فـي صلب جماعته أن ينجح في التوافق مع جماعات لطالما أعلن عليها الجِّهاد، ولم يدِّخر وسعاً فـي تخوينها، والتعبئة ضدَّها؛ وليس متوقعاً ممن أسَّس مشـروعه عـلى استبعاد الآخرين، والانفراد بالسُّلطة، ونظّر لذلك، ورتب عليه أمره، أن يتراجع، أو يتحوَّل إلـى ديموقراطي يحترم حقوق الآخر" (سودانايل، 26/12/2010م).
    وتعليقاً على اتفاقيَّة السَّلام الشَّامل التي كانت قد أبرمت، آنذاك، بين حكومة السُّودان والحركة الشَّعبيَّة لتحرير السُّودان، اعتبر الغنوشي أنها غير كافية وحدها لضمان تحوُّل النظام باتجاه الدِّيموقراطيَّة، قائلاً: "اتفاقيَّة السَّلام لا تعني حسم الدَّاء من أساسه طالما استمرَّ الفشل فـي اقتسام السُّلطة مع بقيَّة المكوِّنات الرَّئيسة للبلد عبر الحوار . إن المشـروع إﻹسلامي الذي كان يبشر بالحريَّة، والتجديد، والتأصيل لسلطة الشُّورى، والمؤسَّسة، والمجتمع المدني، تحوّل إلـى حكم قامع ومستبد، يستأثر رجاله بالمناصب والمصالح لأنفسهم وأسـرهم وأبناء قبائلهم، ويزاحمون عـلى الشَّـركات والمشاريع التجاريَّة. المشـروع الإسلامي فـي السُّودان امتداد لعجز أصيل فـي تاريخنا السِّياسـي عن إدارة الاختلاف سلميَّاً، وعن عدم المسارعة إلى سيف الحجَّاج وأدوات الدَّولة العنفيَّة لإقصاء الآخر" (المصدر).

    (4)
    ﻻ يستطيع أحد، بالطبع، أن يمـاري فـي أن الغنوشـي وحزبه هم وحدهم المسئولون عن مدى النجاح الذي يمكن أن يصيبوه فـي المحافظة عـلى طرحهم المفتاحي ناصعاً، مـبَّرأ من عيوب التجارب اﻹسلامويَّة التي لطالما نتف ريشها بنقده اللازع، ومقنعاً للمزيد من الجَّماهير المسلمة التي أولتهم، كما يمكن أن توليهم فـي المستقبل، ثقتها عبر صناديق اﻻنتخابات، وذلك من خلال ما يستطيعون إظهاره، فـي مستوى التطبيق، من اقتران وثيق بين اﻹسلام والدِّيموقراطيَّة والحداثة. ولعل الغنوشـي قصد أن يُضمِّن حديث الجَّزيرة المار ذكره وعيهم بهذه المسئوليَّة، واستعدادهم لتحمُّلها، حيث حرص عـلى اﻻستناد إلـى المنطق البسـيط القائل بأنهم، إذا أرادوا تكرار حصد أصوات الناخبين فـي اﻻنتخابات القادمة، فإن ذلك لن يتيسـَّر لهم، بطبيعة الحال، إذا ما تكشف، عند التطبيق، أنهم إنما كانوا يكذبون (قناة الجَّزيرة، 31/10/2011م).
    هذا، بلا ريب، هو منطق من وطن نفسه عـلى إدارة حركته من فوق منصات ديموقراطيَّة؛ فإذا نجحت حركة النهضة، عمليَّاً، في ذلك، فسوف تثبت، أوَّﻻً، أنه ﻻ وجود لنموذج إسلامي واحد متطابق ومتكرِّر، وسوف تثبت، ثانياً، أنها، كحركة إسلاميَّة، مغايرة للنماذج الفاشلة، وسوف تثبت، ثالثاً، أنها جديرة بثقة الناخبين "المسلمين" فيها، وسوف تثبت، رابعاً، أن فرحة الإسلامويين السُّودانيين بفوزها .. لا طائل من ورائها!
    ***

    Kamal El Din Elgizouli [kamalgizouli
                  

11-16-2011, 02:50 AM

باسط المكي
<aباسط المكي
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 5475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال الاستاذ السر بابو حول الانتخابات التونسية.... ماله وما عليه (Re: طلعت الطيب)

    Quote: علمانيُّون متطرِّفون يتشككون فـي نواياها، أصلاً، ويرون أنها إنما تتعاطى مع الحريَّات والحقوق، وباﻷخصِّ حريَّات النساء وحقوقهنَّ، بخطة "العصا المرفوعة والعصا المدفونة"، ما يعني أنها ما تنفكُّ تبذل، في البدء، تعهُّدات مغلظة بصون هذه الحريَّات والحقوق، ثم ما تلبث أن تنكص عن هذه التعهُّدات بمجرد "تمكنها" من سدَّة السُّلطة

    بالضبط دة الحايحصل
    سلامات طلعت
    تقبل مروري
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de