كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 خلاص يا (حمودي) خالتو أناهيد ما حترد تاني علي التلفون
|
تلقيت الصدمة بالخبر من أحد الزملاء في مكاتب الصحيفة وهو يبلغني بوفاتها باعتبار انها زميلة صحفية ، وما كان يدري انها اكثر من ذلك لاسرتي الصغيرة زوجتي لبنى وطفلي محمد ، ثم جمعت شتاتي قوتي وايماني فخرجت (انا لله وانا اليه راجعون) لتشيع معاني الصبر والاحتساب ،، ولكن كيف السبيل لابلاغ لبنى وحمودي ؟ ضغطت على أزرار الهاتف وأنا أتمنى أن تكون لبنى الى جوار أحد أفراد الأسرة وقد خرجت انا للصحيفة وتركتها بالمنزل في صحبة حمودي ،، حمدت الله كثيراً عندما قالت انها مع والدتها واخوانها في منزلهم فابلغتها بالفاجعة ثم فشلت محاولاتي لتهدئتها وايقاف صراخها وبكائها حتى اغلقت الاتصال وانا اسأل الله أن يلطف بها وبحمودي ،، الذي لا تفارق لسانه منذ تعرف عليها بالقاهرة بكلمات (أرحكم نمشي لخالتو اناهيد) ،، عاودت لبنى الاتصال بي لتخبرني انها تتوجه برفقة حمودي الى منزل اسرة الراحلة اناهيد وهناك بقيت لبنى مع عدد من زميلات اناهيد وبقي محمد ينتظر وصول الجثمان والتشييع وكأنه يؤكد (لخالتو اناهيد) محبته في حياتها وبعد مماتها .
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خلاص يا (حمودي) خالتو أناهيد ما حترد تاني علي التلفون (Re: عبود عبد الرحيم)
|
الصورة المرفقة كانت بكاميرتي الخاصة عندما شاءت ارادة المولى ان نكون في رفقتها الى القاهرة في شهر ابريل الماضي ،، اصطحبت زوجتي لبنى للعلاح بالقاهرة وكان معنا محمد ،، والتقينا في صالة المغادرة بمطار الخرطوم وبعد وصولنا للقاهرة لم نجد الشخص الذي كان يجب ان يستقبلنا وينقلنا الي الشقة التي استأجرناها منه عبر اتصال هاتفي ،، وقفت معنا واستقلت التاكسي معنا الى العنوان المطلوب ووقفت هناك ولم تغادر الى وجهتها الا بعد الاطمئنان علينا رغم ان الساعة وقتها كانت قبل الفجر بقليل وقالت انها تعرف القاهرة تماماً وتدرك كذلك مقر اقامتها ،،
بعدها كانت اناهيد حاضرة في اتصالاتنا الهاتفية وفي تنقلاتنا من الطبيب الى الشقة التي استقرينا فيها بالقاهرة ،، ازعجها محمد بالهاتف وهي لا تشكو تعود الينا للاطمئنان على لبنى ومقابلتها للطبيب وتستجيب لرغبة الابن محمد في الفسحة والتجول بالقاهرة ،،، وعادت الينا يوما بصحبة صديقتها ورفيقتها وزميلتها الاستاذة الصحفية الفاضلة سحر رمضان لتعرفنا اليها ،، ونتجول بميدان التحرير ونأخذ الصور المشتركة وحمودي يتعلق بها ويناديها (خالتو اناهيد)
في القاهرة عرفت الاستاذة اناهيد كمال كما لم اعرفها في الخرطوم ،، حيث ان كل معرفتي بها كصحفية وكاتبة وصديقة لزوجتي لبني ،، لكن في القاهرة عرفت فيها الانسانة صاحبة القلب الكبير ،، والفهم الراقي ،،، والصدق والالتزام بالفكرة والدفاع عنها ،، ورغم انني سبق ان زرت القاهرة اكثر من مرة الا ان وجود اناهيد ذلل علينا كثير من الصعاب في التعرف على المواقع التي نريد زيارتها ،، وقد كتبت ذلك في عمود صحفي بعد عودتنا من القاهرة في ذلك الوقت
لا حول ولا قوة الا بالله ،،، أناهيد كمال رحلت بدون عودة ،، ماتت في القاهرة التي أحبتها ،، درست فيها وكتبت روايات فيها ونشرت بدور نشرها ودشنت كتابها الأخير فيها ،، كانت تزور القاهرة وكأنها تنتقل من الخرطوم الى امدرمان ،، وكانت دليل زملائها وأصدقائها هناك ،، والى القاهرة تطلب العلاج سواء كان لها أو لزوجها ،، واليوم رحلت في القاهرة حيث أحبت ،، رحلت بجرعة دواء (خاطئة) من صيدلية حيث يفترض أن يكون شفاء الداء ،، وماهو الداء ؟؟ فقط نزلة برد كانت تحتاج الى اقراص الدواء ،، وقد يكون صيدلي جاهل قد منحها (حبة) الرحيل ،، كلها تصاريف القدر ،،( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت)
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عبود عبد الرحيم
الرفاعي عبدالعاطي حجر
محمد ادم الحسن
محمد المسلمي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست