مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 08:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-09-2011, 05:10 AM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل
                  

11-09-2011, 05:19 AM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل (Re: Ridhaa)

    هنا امريكا .... هناك حبيبى

    (1)
    سلمى الشيخ سلامة
    طعم الحياة ، عمقها ، اشياء لم تعد مرئية او ملموسة ، لا تحس اليوم وهو ينسرب من بين يديك وكانى به لمحة ، الاسبوع يكر مسبحة متسارعة الحبات ، مما يخلط عليك الايام والاسابيع مع ذلك تحس رتابة سوى بين الفصول حين تتاخر الشمس عن مغيبها او تخرج باكرا ، فتدرك انك ابن
    الموسم المحدد او حين ينزل الجليد فتدرك ان الوقت شتاء ، ربما لان الشتاء هو الفصل الوحيد المغاير
    فاليوم الذى تقضيه فى البيت اثر اجاز ة فيدرالية او يوم تكون فيه خارج العمل ، ينصرم كالريح حاملة ساعاتك ، فى العمل تحسها لا تمر ؟؟
    حين حللت على مدينة ( ايوا )لاول مرة شهدت المدينة شتاءا لم تر مثله منذ اعوام خلت كما حدثنى احد مواطنيها فى مناسبة ما ، فالثلج كان يغطى كل شئ ، تتساوى درجة الحرارة ليلا ونهارا ، تحس ان عظامك تصطك ، وانك لا تقوى على فعل
    الحيا ة نفسها
    كثيرا ما اعترانى احساس ان اعود من حيث اتيت لان ذلك البرد سيلحقنى بابى ذر خاصة لحظة ان اكون عائدة من العمل مشيا ، تحت زخات الجليد ، وصوته يصر تحت اقدامى كنت اتحسس جلدى حين اصل الى البيت لاتاكد انى ما زلت على قيد الحياة لاول مرة اهتم بما يعرف بالمذكرات ، كتبت اول يوم عدت من العمل ( كل شئ يمضى حسب ال(system )حتى انت نفسك صرت تدور فى هذا الفلك ، تؤدى نفس العمل ، نفس الاشياء منذ صحوك فى الصباح ( هذا ان كنت محظوظا ) ونلت قسطا من النوم ، تحتسى قهوتك التى لا تعرف لها مذاقا لان حاسة الذوق لديك اعتراها التعطل ، لا تعرف طعما لما تاكل ، لنفس السبب كنت احيانا اتساءل :هل لدىّ الوقت لتذوق الاطعمة ؟ والاستمتاع بما اكل ؟ فما هو دور الماكدونالز ان لم يكن لافساد ذوقك ؟ وكذا البيرجر كينج ، والكنتاكى ؟ حتى وان اتهموا هذا الاخير فى القنوات الرسمية من خلال عرض لفيلم شاهدناه كيف ان احد العمال اساء الى الدجاج !! وهذا ما اعتبروه خارجا عن الانسانية ، وان منظمات حقوق الحيوان رفعت دعوى ضد كنتاكى !!
    اجد ان حاسة ذوقى اصابها العطب ضمن ما اصاب حواس اخرى لدى
    فبعد ان( ينقطع نفسك )وتفقد القدرة على اداء كثير من الاشياء لا عليك سوى ان ترتمى الى سريرك ان استطعت ان تدخل الى الغرفة ، حينها سترتمى الى اقرب كرسى او اريكة ،ولسان حالك يردد ( كلها كم ساعة ) فالليل سواء كان صيفا او شتاءا لا يفى بالراحة المطلوبة ، الجسد منهك ، لا عليك تمدد ، لا يهم ان استبدلت ملابسك ام لا ؟ ستنام بما كنت تلبس منذ الازل ، حتى الحذاء احيانا لا تجد دافعا لخلعه ، لا يهم ان تمددت او انكمشت ، فكلاهما طريقتان للنوم ، ستصحو فى الصباح حتى ان كنت فى اشد حالات الاعياء ، لا عليك ، ما عليك حتى ان كنت فى المستشفى ان تبلغ الجهة التى تخدمك بانك مريض ، ولا عذر لك ان لم تخبرهم ، فحينها انت مفصول مفصول والنظام المحكم وراءك والفواتير امامك فى دائرة من جهنم مهما هفت نفسك لمغادرتها لن تستطيع
    منذ ان حللت فى هذه المدينة وكل عملى مرتبط بالمطبخ كان علينا ان نرص الاطعمة الى ( صينية ) بيضاء مستطيلة ،مغطاة بورق ملون نضع عليها اصناف الاطعمة يمر عليك خط الطعام line فهناك وجهان للخط واحد للاطعمة الباردة والآخر للحارة بما فى ذلك لحم الخنزير ( الذى كانت رائحته تنعقد فى ملابسى حتى لحظة خروجى من المطبخ باتجاه البيت الامر الذى يدفعنى للاستحمام حتى لو كان البرد من نوع الذى قتل اخانا ابا ذر ) وكنت اتعجب كيف ياكل المريض هذا اللحم النتن ؟ وكل انواع البكتريا تعيش فى داخله ، يمكنك ان تراها داخل الاناء المعد لطبخ ذلك اللحم ، بل احيانا يطلب المريض مزيدا منه ؟ المهم ان الاطعمة بحارها وباردها توضع الى عربات كبيرة ندفعها باتجاه الغرف لافطار او لغداء او لعشاء المرضى ، لكل وجبة نوعها الذى يحدده الطبيب ، والمريض تجده حريصا على طعامه حرصه على الحياة نفسها ، عدا عن الاسناك(snacks ')وجبات تقدم بين الوجبات ، كنت اتحسر على مريضنا حين يجول بخاطرى ، اذكر كم هو صوفى حتى فى مرضه ، وهنا ان تصادف وتاخرت عن مواعيد الطعام فانت مزجور زجرا وازعم انه لو علم بمصدر الطعام لما اكله حتى ، فكل الاطعمة مجمدة ، السمك مجمد، اللحوم بانواعها احيانا اخال ان العواطف نفسها تخضع للتجميد ، كنت اخرج عن تلك الدائرة لحظة الراحة التى لا تتعدى الخمسة عشر دقيقة تجدنى اكتب واقرأ محاولة نسيان المطبخ وما اعتراه من روائح لا تطاق ،( اسرح ) احيانا فى الردهات فى المستشفى بين اللوحات التى تملا انحاء المستشفى من كل انحاء الدنيا جاءوا بها لوحات لبيكاسو ودافنشى ،ولفان جوخ ، وغيرهم من الفنانين العالميين ، معارض تقام ، اسواق تباع فيها المصوغات للمرضى والزوار ، اسواق خيرية لصالح المرضى ، عيادات متحركة للمتبرعين بالدم ، والشعر لمرضى السرطان ، نساء ورجال ، احيانا تجد واحدا نذر نفسه لهذا الفعل ، سواء ان كان رجلا او امرأة ، تحضر الى المستشفى كل حين ، او تحضر وتقوم بقص شعرها او يقوم بقص شعره للمرضى ، او تجدنى اركض باتجاه المكتبة او الى صالات الكونشيرتات الموزعة فيها البيانو فى كل ركن ، ما عليك هو ان تعزف ، سواء كنت مريضا او زائرا
    ..
    .
    .

    (عدل بواسطة Ridhaa on 11-09-2011, 05:27 AM)

                  

11-09-2011, 05:21 AM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل (Re: Ridhaa)

    (2)
    حكم على طموحى ان اسافر الى ولاية مينسوتا شمال ولاية ايوا ، ولاية يسميها اهلها ولاية العشرة الف بحيرة ، وانت لا ترى سوى البحيرات اينما وجهت بصرك ، كانت زميلتى فى الغرفة من اهل نيويورك ، فى البداية كنت اعتقد ان مشكلتى معها شان فردى فى امر التخاطب ، لكنى اكتشفت ان الكل يعانى من امر التواصل معها ، فهى الى صعوبة التواصل معها كانت صعبة المراس وكنت ارد ذلك لصغر سنها والفارق الكبير بيننا ، فهى فى العشرين من عمرها ، اى انها من الممكن ان تكون فى سن ابنتى ، حين سالناها عن المدينة التى جاءت منها وحين اجابتنا لم اكن اتوقع كل تلك الدهشة ان تصدر عن بقية الطالبات اللاتى اعلن دهشتهن كونها جاءت من نيويورك!
    كنت اذن قد دخلت المدرسة فى مينسوتا ، لكن قبلها كنت دخلت الى فصول اخرى فى تكساس ، لم تكن المدرسة هى المشكلة بل كانت اللغة ، فحين تسالك المدرسة وتجيبها تقول لك هذا ليس انجليزى امريكى ، هذا تقراه هناك ، فى انجلترا ، ومن هنا فهمت ما كنت قد اطلعت عليه ذات مرة فى مجلة امريكية حول ( امركة اللغة الانجليزية ) وبالفعل بدت لى مختلفة ، فكل كلمة درسناها باللغة الانجليزية لا تصادف كثيرا ما تعلمناه مؤخرا ، لكن لابد لك من ان تتعلم تلك اللغة ولو على مضض لانها ستكون لغتك للاعوام التى ستعيشها هناك ، كانت الاستاذة التى تدرسنا من النوع الذى نسميه فى السودان ( متجهلة ) فهى معنية كل العناية بمكياجها رغم الحر ، وباظافرها الطويلة المقززة ، التى تحرص على صبغها كل يوم بلون جديد تبعا للفستان الذى ترتديه دائما ما كانت تلبس باروكة ربما لانها سوداء وشعرها كان قصيرا ، حتى احذيتها كانت غريبة ، كنت اناديها الانتيكة لغرابة ما كانت تلبس، يداها المعروقتان كانتا تتحركان كثيرا ، لعلها شاءت ان تشهدنا على الخواتم المزيفة اليواقيت نحن ابناء العالم الثالث
    كنا نجلس فى فصل مزدحم بالاجانب من المكسيك وكوبا والصومال واثيوبيا ارتيريا ، وغيرها من البلدان ، معظم الطلاب كانوا ممن جاءت بهم المقادير الى هناك ، سواء كانوا لاجئين او داخلين بطرق غير شرعية الى الولايات المتحدة التى يراها البعض ( جنة الفردوس )
    كنت حتى ذلك الوقت اداوم على مراسلة جريدة الاتحادى التى كانت تصدر فى القاهرة ، من هيوستون كنت ابعث بمقالاتى ، بعد توقف الجريدة بدأت رحلة البحث عن عمل
    الفندق الذى تقدمت للعمل فيه ، كان من اكبرالفنادق فى المدينة ، بدأنا المعاينة للعمل ، فى المعاينة كانت المشرفة كل لحظة تسالنى هل انت متاكدة انك ستعملين هنا ؟ كنت اجيب بنعم ،لا لسبب سوى انها علمت اننى كنت ذات يوم صحفية ، كانت تقول لى لماذا عليك ان تقدمين لمثل هذه الوظيفة ؟ كنت بينى وبينى اقول ( المعايش جبارة )
    لحسن الحظ او لسوء الحظ بدأنا العمل فى اليوم التالى كانوا اثناء ذلك اعدوا لنا الملابس التى كانت عبارة عن( مريلة ، فستان رمادى ، غطاء للرأس ، حذاء اسود ، وشراب ) واسمونا ال (maid)كنت امشى للعمل صحبة( حوا الصومالية) ، وصلنا الصباح التالى الى مكان العمل باكرا ، دخلنا الى غرف الغيار لنبدل ملابسنا ، ومضينا باتجاه مكان تجمع العمال ، او ان صحت التسمية العاملات ، منحوا كل واحدة منا معدات ( الشغل ) صابون ومنظفات ، اخبرونا اين نجد المعدات الخاصة بكل غرفة ، من ( اكياس المخدات ، الى الملاءات الشامبو للضيوف الذين ينزلون فى الغرف ، الصابون ، البشاكير ، وهذه لها ا نواع من كل الاحجام ) وكان علينا ان نحمل كل تلك المعدات الى الغرفة المراد نظافتها ، نبدأ النظافة التى كانت احيانا تصل عدد الغرف التى عليك نظافتها اكثر من العشرة غرف واحيانا تكون الغرفة مزدوجة !!!
    .
    .
    .
                  

11-09-2011, 05:23 AM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل (Re: Ridhaa)

    (3)
    كنت جديدة عهد بمثل تلك الانواع من الاعمال ، فظللت اشكو لنفسى ما حل بى من قهر ، خفت ان يستمر طويلا ،لكن لابد لك من حيل تخرج بها من تلك المآزق ، علمتنى صبية امريكية حيلة طريفة كنت الجأ اليها كلما احسست بالاجهاد ، كان علىّ كما علمتنى حين تكون الغرفة غير ماهولة ان امرر قطعة على الاثاث وان ارش ارضية الغرفة بمعطر دون استخدام الهوفر ،وان اعيد ترتيب الاشياء بقدر المستطاع بحيث لا اترك انطباع اننى لم انظفها ، على ان اغير تاريخ الكتاب الخاص بالتلفزيون واكون فى حل من النظافة ، لكن الرئيس الصينى فى العمل كان لئيما لا يترك الامور تمشى كما نهوى ، احيانا ينغص علينا يومنا بملاحظاته الخائبة
    لاسبوعين كاملين كنت اؤدى تلك الوظيفة ، فى اليوم السادس عشر صحوت من النوم وكنت لا اطيق ان اضع قدمى الى الارض ، كنت احس اننى ساموت ان عدت الى ذلك المكان ، كل اعضائى احسستها معطلة ، بكيت على ما آل اليه حالى ، وتحولت حياتى كل ذلك التحول ، وشخصى الى كائن آخر بت لا اعرفه ، لم ابك مثل ذلك اليوم الا حين فارقت القاهرة ، ففى المطار وكنت اغادر القاهرة فعلت بى ادمعى كما لم تفعل من قبل لم تكف عن النزول ، كانى افارق ضفة عزيزة على الى ضفة اخرى ، وحياة الى حياة لا اعرفها ، كنت فى القاهرة اصحو فجرا ، قبل ان تنام المدينة التى اشتهرت بصحيانها ، كنت كمن يسابقها ، ادخل الجريدة اول محرر ، قبل رئيس التحرير ( عم ابراهيم عبد القيوم ) ولشدة حضورى الباكر نسخوا لى نسخة من مفتاح باب الجريدة ،سواء فى شارع الميرغنى او شارع سته وعشرين يوليو ، كنت ادلف الى المكتب ، اعد قهوتى ، واشرع فى كتابة مقالى ( اليومى ، اوالاسبوعى ) واعد الصفحة الثقافية والرياضية لم اتوقف عن ذلك الفعل لمدة تزيد على السبعة اعوام ، كنت سعيدة بكل تلك الحياة من حولى ، لا ينغصها سوى شح المواد بعض الاحيان ، اخرج من الجريدة باتجاه القهوة او الندوات او المنتديات التى كنت ضيفا اصيلا فيها
    المؤتمرات كانت متنفسا ثقافيا لكل المشتغلين بالصحافة ، وما اكثرها فى القاهرة ، وحين دخلت الى الاذاعة بعون الاستاذ فاروق الجوهرى ، الذى منحنى اخوته وصداقته اولا ثم وهبنى دافع ان اكتب المسلسل وانافس به داخل المؤسسة الكبيرة لماسبيرو ، وهذا فضل لن انساه له ما حييت ، ولطالما احب السودان واهل السودان للدرجة التى سافر اليه بعد نزوله المعاش مدرسا فى جامعة من جامعاته
    كلما ارخيت اذنى وجدته يترنم بغناء سودانى يحفظه كما يحفظ اغانى المصريين سواء بسواء ، كنت اقول له
    ــ دى اغنية منو ؟
    ــ يابت ، انتى فاكرة انك بتعرفى الغنا السودان احسن منى ؟
    فيسرد لى تاريخ الاغنية وشاعرها وملحنها ومناسبتها
    كنا فى احد الجلسات صحبتنا الفنان ابو عركى البخيت والفنان زيدان ابراهيم ، فاذا باستاذ الجوهرى يطلب اغنية ( جبل مرة ) ويحكى قصة الاغنية ، كما فعل مع زيدان واغنية فى (الليلة ديك ) وجدته يحفظ تاريخا لا يعرفه الكثيرون منا
    حين غادر فاروق الجوهرى الى السودان لم يشأ لمعرفتى به ان تنفصم عراها ، تعرّف الى كل اهل بيتى وصار واحدا منهم
    .
    .
    .
                  

11-09-2011, 05:25 AM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل (Re: Ridhaa)

    أعود الى( هنا ) حيث كل يوم يمر تحس ان عبئا قد نزل عن ظهرك ، فانت حمار لا نفع فيك الا لسداد الفولتير ، والشغل المؤبد الذى تمارسه ، كتبت عن ذلك (الايام تتوالى ، يوما اثر يوم ، كل يوم ترى يحمل ما حمل سابقه
    من خواص ، نفس الشغل ، نفس الواجب ، تعود اثره منهك الى البيت الذى لم يعد سوى مكان ، لا تسال نفسك اى سؤال ، الاشياء تتساوى لديك (عدمية ) ابدو قلقا يمشى معى اينما توجهت الاسئلة تطاردنى لا ادرى الى متى ؟
    الذكرى هى الزيت الذى اوقد به محركات الروح فتدور بلا نهاية ، تجدنى اتذكر احيانا احداث قريبة التاريخ بصعوبة ، فيما احداث مضى عليها اكثر من ثلاثين عاما تكون حاضرة ، تجدنى هنا اقلب دفاتر ذاكرتى ، كثيرا ما افعل ، الآن ادخل فى جوف الزمن ، اخرج من باب المدرسة الابتدائية ، لا اعرف لماذا تلبسنى فى هذه اللحظة المدرسة الابتدائية ؟
    اكتب عن مدرسة العباسية الابتدائية للبنات ،( واترحم على صديقتى وابنة خالتى رفيقتى الى تلك السنوات سمية محمد المكى عبد الحليم )
    كانت المدرسة ( العباسية ) ولا اعرف من اين جاءت التسمية ؟ لكنها العباسية على كل حال ، تقع المدرسة على مبعدة ثلاثة شوارع من بيتنا (حوش الماذون ) فى شارع الفيل ، الملاصقة له طلمبة بنزين ( توتال )
    فى طريقنا الى المدرسة كنا نعبر خور صغير يفصل بين الحى شرقا وغربا نمر عابرين يصادفنا اول ما يصادفنا ( كشك عم سعيد ) بلونه الاخضر ، يقودنا سيرنا الى زقاق يفضى الى المدرسة ، لا اعرف له اسما حتى الآن ،
    عادة كنا نطلق الاسماء على الشوارع والازقة حسب المعالم البارزة فيها ، وكذا نفعل بالبيوت والشوارع ، فشارع بيتنا مثلا نطلق عليه شارع الفيل لكننى لم ار لافتة تشير الى ذلك الاسم !! وهذا الشارع يتقاطع مع شارع الموردة وهكذا ، كنا ايضا نسمى البيوت باسماء اصحابها ( بيت الامير محمود ، الامير يعقوب ، بيت ناس مخير ، او حوش البدوى ، حوش اسحاق حمد النيل ، حوش الماذون )والازقة لدينا منها ( زقاق العمايا ، زقاق بيت زيدان ابراهيم ) اما الزقاق المفضى الى المدرسة كنا نسميه (زقاق المدرسة ) ثم حولنا الاسم الى( زقاق بيت فاطمة عبد المحمود )
    حيث اشترت بيتا هناك ، المهم ، ان الزقاق حين ينتهى تلوح لك المدرسة ، حتى المدرسة لم تكن تحمل علامة خاصة باسمها ؟؟
    الباب الخشبى للمدرسة مفتوح دائما على مصراعيه صباحا ، حتى موعد الطابور
    المدرسة مكونة من نهر واحد ، لاربعة صفوف ، حين تعبر البوابة اول ما يصادفك ممر مرصوف بالحصى ، ينتهى عند الصالة الطويلة التى تمر بالفصول الثلاثةعدا الصف الرابع الذى يقع على الطرف الآخر من المدرسة ، امامه فناء مستطيل تقف فيه على استحياء شجرة كبيرة من النيم تجعل المكان يبدو كمعبد يحفه الوقار ، تمتد الصالة المبلطة باسمنت خشن مقطوع الى مربعات من اول المدرسة الى آخرها ، كنا نتعب حين ننظفه ، لان التراب يدخل الى فرجات المربعات ، فناء المدرسة لم يكن بالشاسع المساحة ، تختصر المربعات كثيرا من مساحته ،مع ذلك كانت الفصول تبدو كالقلاع ، بابوابها العالية وكذا شبابيكها الزجاجية ،ومقاعد الدرس كانت من الخشب تجلس عليها كل اربعة طالبات
    حين تم تعيينى لاول مرة كمدرسة للمرحلة الابتدائية كان ذلك فى الابيض والمدرسة كانت امير الابتدائية لم يكن فيها مقاعد للطالبات كل تلميذة عليها احضار كرسى من البيت والا فعليها الجلوس الى الارض ، المدرسات كن يجلسن بالتناوب ، لكل مدرسة الحق فى الجلوس فى غياب زميلتها ، حتى المديرة كانت تعانى مثلما كنا نعانى واحيانا تجدنا نجلس الى ظهر التربيزات كنا ننحشر الى ذلك الجحر الذى اسميناه جزافا المكتب !! ، وهى على قلتها لا تكفى لجلوسك لتصحيح كراسات التلميذات فنضطر اما الى ربطها فى شكل حزمات وحملها معنا الى البيوت او ان نثبت علها اسماء الفصول لنفرق بين الفصول والمواد ؟!!
    الفصول خالية من المقاعد بالضرورة ، فالتلميذات اما جالسات الى الارض مباشرة او الى مقاعد حملنها من بيوتهن ، او الى بروش ، او طوب؟مع ذلك كان يدهشنى حضور البنات الى مثل تلك المدرسة بل وتفوقهن الذى مازلت اندهش له رغم كل تلك المعوقات
    فى مدرسة العباسية ، كان اليوم الدراسى لا يبدأ بمجرد دخولنا الى حوش المدرسة ، كان علينا ان نغسل ( طرح وتياب المدرسات ؟؟؟؟) بعد النظافة كنا نرى فيها لعبة ، لكنى انظر اليها الآن على انه نوع من أنواع الاضطهاد رغم اننا كنا نجرى بتلك الملابس بين الفسحات بغرض ان نجففها سريعا يرن جرس الطابور ، الجرس كان من الحديد او النحاس ، يده كانت من الخشب ، كانت تهزه( ست الناظرة) نقف امام الصالة الطويلة التى تمر امام كل الفصول ، تمر امهات الفصول امامنا كطابور عسكرى يقف لتحية العلم ،لكن على ايامنا لم تكن تحية العلم قد دخلت المدارس بعد لكنه كان بغرض ( كشف الحال )كما اسميناه لاحقا ، حيث وجوه المدرسات الكالحة تحيله الى موقع للتعذيب ، ذلك انهن يحملن معهن ( سوط العنج ، او الفرع المقطوع من الشجرة ، او المساطر الخشبية ، او اقلام الرصاص ) وكن يجلدننا على نحو سادى بعقب المساطر او يدخلن الاقلام الى مفرق الاصابع( الوسطى والسبابة ) فقط اذا ما وجدن ان احدنا لم يكن فستانها نظيفا كفاية او انها كانت تلبس ما يخالف الزى المدرسى ، كنانحب يوم الجمعة كثيرا لانه يعفينا من تلك العقوبات ،لكن ثمة عقوبات من نوع آخر تنتظرنا فى البيت ، تبدو العقوبات المدرسية اهون منها تلكم هى ( الفطيرة ) او ( قرصة الورك )
    الساعة الثامنة كانت الحصص تبدأ تحس وقع الزمن على روحك بطيئا خاصة ان كانت الحصة الاولى هى حصة الرياضيات ، كنت احيانا ادعى المرض لاجتاز وطأتها علىّ لان مدرسة الرياضيات كانت من معارف جدتى ، ودائما ما كانت تسعى الى تعنيفى امام التلميذات الامر الذى جعلنى اكره الرياضيات واكرهها من ثم ، وازدادت الجرعة فى الهروب من حصة الرياضيات بعد ان انتقلت الى مدرسة كانت زوجة خالى هى ناظرتها ، حين سافرت جدتى للحج ، ( مدرسة ميرغنى حمزة )ولسوء حظى كانت زوجة خالى لا تقل عنفا عن سابقتها فكانت اما تضربنى بعنف تفرغ فيه كل احقادها من خالى ، او تعاقبنى بالطرد لاننى لم احل الواجب ، كنت كرد فعل لذلك امتنع عن الطعام ، حتى اصبت بداء الامساك المزمن ، لكن ذلك لم يدخلنى الى باحة الرياضيات ابدا ، ولم يجعل منها صليحا لى
    فى المرحلة الثانوية كان مدرسى فى الرياضيات مصرى ( استاذ بهاء ) وكان ان علم بكراهيتى للرياضيات منذ الحصة الاولى ،لم يستطع الى تغيير رائ كنت قد بقيت عليه منذ زمن ، لكنه كان يلقبنى ( بهيئة النقل العام حيث يكتب الحلول للمسائل ويطلب الى نقلها) ولو كنت تفاعلت معه فى الرياضيات تفاعلى معه فى النكات لكنت اليوم قد خرجت الى العالم بنظرية جديدة فى تعليم الرياضيات
    فى مدرسة العباسية كانت( فسحة الفطور) من المبهجات ، ما ان يرن جرس انتهاء الحصة الثانية ، الا ونكون نحث الخطى باتجاه خالتى (؟؟؟) التى نسيت اسمها الان ، لكنى اذكر الحدث :
    كانت تجلس دائما الى مقعد صغير من الخشب ، جسدها المترهل يصل الى الارض ، دائما صدرها كان يعلو ويهبط فى تراتب عال ، تضع قفة الرغيف الى يمينها ، وما تحشوه لنا الى يسارها ، او على الارض لم يكن يهمنا الغبار المنثور الى داخل تلك العبوات من الطعام ، كانت تامرنا ان نقف صفا ، لكننا لانسمع مع التدافع الذى كان عنيفا ، فالمكان يضيق ، كل مرة ، حتى لا تستطيع حشو الارغفة فتتوقف معلنة النهاية لكننا مع ذلك كنا نتدافع المهم اننا نظفر بالذى تدافعنا لاجله وتكون من ثم فساتيننا البيضاء حالت الى اللون البنى بفعل الغبار ، لم اكن من اللاتى يتدافعن على الاكل الذى تشتريه زميلاتى ، لان امى نفيسة كانت تخاف على من
    ( اكل النسوان ) الذى ترى انه ( ما نضيف ) لكن بالنسبة لى كان من اروع الاكلات التى اكلتها فى حياتى ، فما يزال طعم ( سلطة الاسود والطعمية ، والفول ، حتى الفول كان من الاكلات التى ما ازال على خصومة معها ، لكن فى ذلك الوقت كان من اعظم المأكولات ،رغم الحصى والغبار ، كنا ننزع الاوراق من قلب الكراسات او نفرش اوراق الصحف التى كانت جدتى تلف لى بها السندوتشاات ، لايهم اين نضعها وناكل ، المهم اننا سناكل معا ،
    ونجلس الى الارض بنهاية الامر وناكل بخاطر طيب
    من كتاب "كل الحمائم التى ربيناها طارت "
    تحت الطبع
    [email protected]
                  

11-09-2011, 05:48 AM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل (Re: Ridhaa)

    (1)
    وادى الملوك ، كافتيريا تقع على مقربة من مدرسة المؤتمر الثانوية للبنين فى شارع الموردة فى مدينة امدرمان ، تدخل اليها "الكافتيريا "من "الفسحة "الموجودة امام المدرسة ، طريقها ترابى غير معبد تماما ، تغدينا فيها ذات يوم
    لحظة خروجك من الكافتيريا فانت امام مبنى قديم على مرمى خطوات لعله مبنى خاص بادارة الكهرباء ، لحظة ان خرجنا من ذاك المكان ، كانت عربة محمد مصطفى صديقنا الذى اقلنا الى مكان الغداء تحتاج ان يستدير بها الى الجهة المعاكسة حين فعل وجدت عيناى تلتقطان عبارة كتبت على جدار ذلك المبنى الذى كما ذكرت بامكانية تابعيته لادارة الكهرباء كتبت عبارة شاب لونها الصفار "رشحوا مرشحكم عبدالخالق محجوب"ربما كانت العبارة قد كتبت ابان الانتخابات للعام 1965 آخر انتخابات يشهدها الشهيد عبد الخالق محجوب ، تلفت حولى لارى مشهدا آخر ينضاف الى ذلك المشهد "الزى " كان ديمقراطيا ، لا شئ ، لم اجد شيئا يشى بدمقراطية ما ، كل شئ بدا مغطيا تحت غطاء ما ،تساءلت بينى وبينى اين كنت فى ذلك الزمان1965اين كانت البلاد؟ اين صارت الآن ؟ لم اجد اجابة واحدة "تفش " غلى ومضيت ، مضيت ابحث فى الشوارع تركت عينى تجوس بحثا عن موقع قديم لمحال اعرفها وعرفتها ، واناس خبرتهم ، لكن ، لا شئ لا احد ...
    (2)
    كنا فى زمان مضى نخرج من البيت (شارع القبة ، كما يحلو لى تسميته او شارع قبة الشيخ البدوى ) نتمشى بين الدكاكين فى مواقع بدت الان غير ما كانته ، كنا فى مسيرنا نغشى سوق الشهداء حيث الاكشاك التى طالما اشترينا منها ملابسنا وذلك
    الفتى الذى كان يجعل الامر سهلا لنا اذ "نشترى منه بالجرورة فى تساهل غير مسبوق يمنحنا كل مانشتهيه فى مقابل اقل من اسعار الاسواق " كل ذلك حين عدت بعد غياب ممتد لاكثر من عقد ونصف العقد لم يعد موجودا ، بل حالت الساحة "الشهداء "الى موقف للحافلات القادمة من بحرى ومن مناطق اخرى من العاصمة ، تساءلت بينى وبينى :
    ـ اين ذهبت كل تلك المحال التجارية الصغيرة الانيقة
    قلت لى ربما طواها الزمن كما طوى الكثير غيرها ، لم ار اثرا ايضا لعمارة الحرية قلت ربما فى زمن تختفى فيه الحريات تختفى كل مسمياتها سواء كانت اسواق او محال تجارية ، او ربما افلس اصحابها وباعوها لمن يشترى الحريات" بدكاكينها "وتجارها من ثم !
    حتى السوق الشعبى فى امدرمان تغيرت ملامحه لم يعد ذاك الذى عرفناه باتت المحال التجارية على الهواء فى الارض او الرواكيب لكنك تلاحظ ان الاسعار هى الاسعار لاصحاب الرواكيب واصحاب الدكاكين كيف لا اعرف وازعم ان لا احد يعرف
    (3)
    على ايامنا كان فى شارع الاربعين ثمة بوتيك اشتهر باسم صاحبه (صلاح ريفولى )لم اجد له اثرا قط ، ولا حتى لصاحبه اين ذهب وبوتيكه ؟ توارت ملامح كنت اعرفها فى المنطقة المجاورة لبيتنا فى العباسية شارع الاربعين ـ دكان عم جعفر ـ لم يعد له ذلك البريق ، صار مبنى بعدة طوابق لكنه لم يعد ذلك المكان الحميم الذ تشكلت على يديه ذاكرتنا الطفولية ، اختفت معالم دكان بت مسيمس ، ذلكم الدكان الذى كانت تباع فيه الموبيليا ، وباتت العشرات من المحال التجارية تتعب بصرك فى الشارع فى غير ما تناسق او جمال فى شكل العرض ، تجد الاشياء مترادفة فى العراء تصليها نار الشمس ،لا جامع بينها سواء فى اللون او الخامة ، حتى فن العرض لا يشكل وجودا ،ما لسبب سوى ان المعارض لم يكن من شانها الجمال، فقط المادة المعروضة ، فيما الكساد يشل اطرافهاباسماء اقرب للقبح منها للجمال ، طابعها القبلية والجهوية محال تجارية حملت اسم (الشايقى ، او الجعلى ، او ود الفاشر ، او مطعم نيالا ، او كسلاوى ، او ودالمحس) تنتابك رعشة وانت تحدق فى تلك الاسماء وتستحضر بت مسيمس ،او غيرها من الاسماء التى ما ارتبطت سوى بشان عام او مكان عام ، بل انك تجد فى الناحية الاخرى للتسميات ما وفد من خارج الحدود ( الارسنال ) او تجد اسما ارتبط بحدث ما (نيفاشا ،ابو جا ، او روتانا )
    اطرف مشهد لمسمى كان لعربة كارو تحمل بصلا مكتوب عليها "ابو رحيق " فلم ادر هل هو البصل ام صاحب الكارو ؟
    (4)
    المواصلات تندلق الساعات هباء فى انتظار ان تصل الى موقع ما فى العاصمة المثلثة خاصة فى الصباح فانت امام خيارين اما ان تخرج باكرا لتهنا بمقعد فى حالة اوتضطر الى اهدار كومة من من الاوراق النقدية لتحصل على "ركشة " ان كان مشوارك داخل المدينة سواء الخرطوم او بحرى او امدرمان او " امجاد "لتعبر الكوبرى ، هذا ان كنت ميسور الحال ، حتى هذه الوسائط احيانا تتعثر ولو كنت بصدد تاكسي فهو فى بعض الاماكن نادر ندرة الباصات التى اختفت عن هذا العالم فى المدن الثلاث اختفاء المحطة الوسطى
    هل قلت الباصات ؟لقد اختفت كما تختفى حضارة ما ، لاحظت ذلك الاختفاء فى عديد مدن زرتها تحديدا مدينة الابيض فلقد اختفى "قطار الغرب " كما لم يكن ذات يوم ؟!عدا عن اختفاء سيارات التاكسى الروسية الصنع " الفولجا"التى تتميز بلونها الازرق ليحل محلها عربات صغيرة "صناعة كورية "هى الاوتوس كما يحلو للناس تسميتها فيما هى "تحمل نفس اللون" ، حدثنى سائق التاكسي حين سالته عن اختفاء الفولجا : ان ذلك امر حتمى ، ومؤشر من مؤشرات العولمة ، فلقد اختفى ذلكم النوع من السيارات كما اختفى باص ابورجيلة ولم اعثر له على اثر او حتى مجرد هيكل
    قلت لنفسى ربما عثرنا فى الحفريات لقرن قادم يكتبه احفاد احفادنا حينها سنتبين اين ذهبت تلك الوسائل الرخيصة للمواصلات التى تحتفى بها كل مدن العالم عدا نحن ، على سبيل المثال فى ولاية تكساس جنوب الولايات المتحدة وعلى الرغم من ان معظم المواطنين لديهم سياراتهم لخاصة لكن الباص وسيط حيوى للمواصلات فهو نظيف ورخيص فى نفس الوقت بل ان معظم الولايات تعتمد على الباصات والسائق او السائقة فى كل الاحوال هو نظيف ومهندم ، مبتسم وهى كذلك تنتشر الابتسامة بمجرد وصولك لسلم الباص وانت ترمى بالاجرة الى تلك الفتحة حيث لا مساعد ولا هم يحزنون ، انت الذى تساعد نفسك وتفعل تصفر الماكينة ان اخطات فى العدد ، او ان تذكرتك الشهرية او الاسبوعية قد نفد رصيدها ، او حين تخرج لك تلك الماكينة تذكرة جديدة لتركب بها باصا آخر يقلك الى مكان آخر بنفس الاجرة السابقة ، لا تزيد ولا تنقص تنتهى صلاحيتها فى اليوم التالى فى بعض الولايات ، وفى اليوم نفسه فى البعض الآخر ، لذلك الباص لا غنى عنه حتى ان كنت تمتلك سيارة ، يمكنك ان تتركها فى موقف المواصلات الخاص بذلك وتذهب الى مكان عملك وتعود لتجدها آمنة مطمئنة وتكون قد تخلصت من عبء ان تركنها اين وكيف ؟وكم ستدفع اجرا للموقف الذى ستقف فيه سيارتك مختصرا ثم الوقت والمصاريف
    حمولة الباص تزيد على الخمسين راكبا فضلا عن الوقت الذى تهدره فى الطريق بفعل الزحام ، فللباصات خطوطها الخاصة حين ذروة المواصلات اضافة الى ان الباص يمكن للدولة ان تتحكم فى خط سيره او مدخولاته تحدد اسعار التذاكر وتوحد تعريفته من هنا الى هناك ولا دخل لك ان كانت ثمة ازمة وقود او خلافه لان الدولة هى التى تتحمل الخسائر ، وبذلك يكون المواطن قد وجد ما يمكنه من خفض تكاليف المعيشة خاصة فى جانب المواصلات لانها الاعلى كلفة هنا فى السودان ، ذلك ان الحافلات تتعاطى مع الزبون وكفى لا يهمها دخله او وظيفته ، وهنا يتجلى الفرق فى الدولة التى ترعى مواطنها والتى تتركه نهبا للمنتج
    حين تطأ قدمك مطار الخرطوم " الدولى " ليس كما تطا اقدامك اى مطار وقفت عنده فى مكان فى ارجاء العالم ففى تلك المطارات اول ما يسترعى انتباهك مدى البشاشة التى يستقبلك بها الموظف ايا كانت وظيفته او كان موقعه ، يدهشك سرعة انجاز الاجراءات منذ دخولك الى لحظة مغادرتك دون المن او الاذى ،تخرج من المطار اينما كانت وجهتك فى تلك الدولة من مدينة او فندق او منزل خاص بك فوسيلة المواصلات ان كنت قادرا هى الليموزين ، وان لم فانت امام خيار آخر هو المواصلات سواء كانت مترو او باص
    فى القاهرة مثلا، هناك العديد من وسائل المواصلات الى داخل وخارج المدينة تجدها وقتما تشاء اينما توجهت
    فى المطار تجد عربات التاكسى تقف فى مدخل المطار ـ صحيح ان سائقى التاكسي ملحاحون لكنهم يوصلونك فى النهاية مقدمين لك النموذج فى التعريف بالبلد واهم معالمها فى تجرد لكنه مصحوب بطلب مستبطن ان تزور مناطق السياحة والوقوف عليها من باب "الدعاية "
    اما ان شئت أبلغ انواع الراحة عليك بالليموزين ، وكل هذه الانواع من السيارات تجدها فى العديد من عواصم الدنيا الا هنا فى الخرطوم ، وان حدث ووجدته فالتاكسى هو حليفك الذى لا مفر منه او ما يعرف الآن بالامجاد السيارة الكورية الصنع التى تخشى على نفسك من ركوبها ما لسبب الا لاحساسك انها سترمى بك الى الطريق حتى دون حادث ؟؟
    المهم انك ستجد تاكسيا ما فى انتظارك ، تاكسى متهالك يبدو كلعبة للاطفال تتحرك كلما مشي خطوة تهتز الاركان يثير فى خطوه ذاك غبارات من الدخان فتنتابك حالة من العطس تذكرك بقطار البخار الذى كان علامة من علامات حياتنا حيث ظلت السكة الحديد رافدا من روافد النقل للبشر والبضائع من كافة انحاء الوطن عابرا الفيافى والوهاد ، المدن والقرى ، هالله لم يعد له من وجود حتى اذا صار له ذلك الوجود فهو وجود محدود ولانه صاحب صدى راسخ فى حياتنا ما زلنا نتمثله ونحلم بعودته ننتظر ذلك كما ينتظر المؤمنون عودة المهدى المنتظر
    جين عدت من سفرى الطويل ذاك غامرت بالسفر عبر الباص الى مدينة الابيض التى كان غالبا وسيطنااليها القطار من محطة الخرطوم الى محطة الابيض ، لحظة دخول الباص الى طرف المدينة كان اول ما لفت انتباهى محطة السكة الحديد التى قادنى حالها الى حالة من البكاء والتأسي بكيت بحرقة وتجولت ببصرى بحثا عن مكتب الناظر الذى كان يحتله والدى لعدد من السنوات مددت بعنق البصر لارى " الجرس النايم وعفش الناس الماشى يناهد بالكيمان " لم اجد سوى شباب يجلسون الى مسرى القطار الحديدى وحواف الممر الذى كان يعبره القطار متهاديا باتجاه الخرطوم ، لم ار بيتنا ولم ادخله بالتالى كما دخل ميجيل ليتين فى رواية مغامرات ميجيل ليتين التى كتبها عن رواية حقيقية جابريل غارثيا ماركيز ـ حين عاد ميجيل من منفاه دخل بيته متخفيامن منفاه فى ايطاليا الى بيته فى تشيلى ، لم استطع ان اقف الى سور بيتنا وحديقته التى شهدت صبانا وملعبه الجميل لكنى رفعت بيدى ووضعتها الى صدرى كمن يحتضنه وسالمته شبرا شبرا ، دخلت غرفه ومطبخه وحمامه ، لكنى لم اجد الراكوبة التى كنا "نقيل" فيهاولا وجدت بيت الغنم الذى كان محل غضب امى حين لا نعنى به ، ولم اجد بيت "الحمام " الذى كان مصدرا لدخل والدى نبيع الحمام كيما نشترى اللحم وكذا نفعل مع الدجاج
    لم اكتف بالبكاء لحظة ان التقيت صديقتى قمر زين العابدين ومهدى ادم عثمان فى انتظارى فى محطة الباص قلت لهما :
    ـ وين القطار المرّ؟
    ضحكا منى وبكيت لاننى وجدت المحطة تنزلق الى مجرى الصمت والعزلة فيما تضج المحطات فى كل انحاء العالم بالبشر والبضائع ( كنا احيانا نتوقف لمدة نصف ساعة كيما يمر القطار فى اى ولاية من الولايات المتحدة لطول القطار الذى تصل احيانا عرباته الى ما يزيد عن المئتين ، ايضا انت واجده فى مصر يفعل ما تفعله قطارات اوروبا وامريكا ، الا هنا فى بلادنا )وما ذلك الا لانه وسيط حيوى وناقل جبار ورخيص فى ذات الوقت تكلفته تقل عن كل المواصلات الاخرى خاصة فى النقل فهو ينقل ما يعادل الاف الشاحنات فى مرة واحدة لكننا رمينا به الى فكى الظمأرغم تمثلنا له فى كثير من اغنياتنا وادبنا شعرا ونثرا ودراما كالتى كتبها هاشم صديق وباتت اغنية من افضل اغنياتنا
    "قطر ماش وعم الزين وكيل سنطور
    وزى ما الدنيا سكة طويلة
    مرة تعدى مرة تهدى مرة تجور
    عمى الزين محكر فى قطار الهم
    يشرق يوم
    يغرب يوم
    شهور ودهور
    او انك واجده فى مسرحية ما نزال نحتفى بها الى يومنا"السكة حديد قربت المسافات "او تلك القصيدة"قطار الغرب" التى تصف القطار فى رحلته من الخرطوم الى الابيض للشاعر محمد المكى ابراهيم، ولاتخلو الاغنيات من تمجيد لسيرة القطار منذ الفنان زنقار الى الفنان عثمان الشفيع والشاعر محمد عوض الكريم القرشى والقطار المر ّ
    الى ان تصل اغنية البنات "التى تتاسي على سفر حبيبها فتدعو ان يتكسر حته حته ، وتسلم لى انت "ورغم خروجه عن قضبان الحياة الان لكنه ما يزال يمثل وجودا لا ينقطع فهاهى مسرحية "صفر يا قطر "للمخرج اسامة سالم تستحوذ على القلوب عبر القطار فى دعوة للوحدة الوطنية التى يمثلها القطار وما ذلك الا لانه مكون ثقافى اجتماعى استطاع الى توحيد الناس فى بلدى وترسخت من خلاله حيوات كثيرة من تعارف لم تنقطع اواصره لعشرات الاعوام بين ساكنى المحطات وسائقى القطارات وكماسرة ، ونظار ، وعمال وموظفين ، فما نزال نتجاوب فى مناسباتنا ونتزاور فيما بيننا كاننا من رحم واحد ، رغم مرور الاعوام ماتزال الاواصر منعقدة
    على صعيد شخصى ظل القطار احد اهم المراجع لدى فى السفر سواء من خلال المحطات التى عشت فيها صحبة اسرتى او تنلقت فيها معهم بين القضارف والابيض كنت اتساءل دائمابينى وبينى هل مازلت احلم بدوى صافرته معلنا دخوله المدينة مدينة الابيض حيث يتدافع الناس باتجاهه فى المحطة ، اما زلت احمل تلك اللحظات جنينا خديجا فى دواخلى الى الابد ؟ ربمالو عاد ولو فى الحلم ذاكم الحلم الذى ارى اليه انه "اكبر من خطاى ، املى اكبر من رجاى " لكنى احلم ان يعود من وقفته تلك الى حيز الوجود يشق البلاد طولا وعرضا حاملا الاغنيات والحيوات الى اماكن باتت يعمها الصمت ويحتويها النسيان منذ ان بارحها صوت القطار المر ، فهل يعود لتنتعش الاغنيات من جديد ؟ هل يعود لينعش اقتصاد تخبطه الركود ؟ احلم ان ...
                  

11-09-2011, 11:58 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل (Re: Ridhaa)

    الاخ العزيز رضا
    كل سنة وانت طيب
    واشكر لك اهتمامك بما كتبته
    ربما انى مسكونة بالكتابة
    او ربما هى امر ازدادت حدته فى الغربة
    فلم اجد ما يعزينى سواها
    لك الحب اجزله

    كتاب الحب ]
                  

11-09-2011, 01:18 PM

Magdi Ahmed Elsheikh
<aMagdi Ahmed Elsheikh
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 7720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    Quote: ربما انى مسكونة بالكتابة


    يسلم قلمك................

    وما أجمل الحروف التي ترسمين بها اجمل اللوحات المموسقه.....!


    ربنا يديك الصحة والعافيه وكل سنة وانت بالف خير...!
                  

11-09-2011, 09:23 PM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل (Re: Magdi Ahmed Elsheikh)

    Quote: الاخ العزيز رضا
    كل سنة وانت طيب
    واشكر لك اهتمامك بما كتبته
    ربما انى مسكونة بالكتابة
    او ربما هى امر ازدادت حدته فى الغربة
    فلم اجد ما يعزينى سواها
    لك الحب اجزله




    الأخت العزيزة سلمى

    سلام وكل سنة وانتي طيبة ...

    تعجبني كتاباتك لأنها كلمات صادقة بدون رتوش ...
    أتمنى لو جمعتي ماكتبتيه في كتاب ....

    تحياتي ليك ولي عزة وزوجها وجميع الأهل .
                  

11-09-2011, 09:27 PM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل (Re: Ridhaa)

    الأخ د. مجدي
    سلام وكل سنة وانت ياطيب ...

    شكرا للمداخلة ..

    تحياتي
                  

11-09-2011, 09:39 PM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات الأخت / سلمى الشيخ سلامة ..سودانايل (Re: Ridhaa)

    Quote: صحيفة الاتحادى

    بدات العمل في صحيفة الاتحادى الدولية منذ ان بدات تصدر فى العام (1993 ) فى القاهرة ،
    لم اكن قد عملت قبل الان في صحيفة بصورة منتظمة كصحفية فقبل الان كنت اكتب فى بعض الصحف السودا نية والعربية كقاصة او كاتبة لكنى لم ادخل باحة التحرير والوظيفة فى الصحافة.
    هنا فى صحيفة الاتحادى بدات العمل ككاتبة لكنهم وجدوا فىّ ما لم اكن احسب له حسابا ،
    وجدونى (نافعة) فبدات اكتب فى الملحق الثقافى الذى اشرفت عليه لعدد من الاعوام امتدت بين (1993ـ1999) كاطول امد وظيفى،
    عملت كمحرر رياضى كذلك ، واحيانا فى المنوعات ، كنت اجئ فى الصباح الباكر قبل ان يهل المحررون معى ، لم نكن اكثر من خمسة (عم ابراهيم عبد القيوم ، جهاد الفكى ، محمد الحسن داؤود ، سامى سالم
    ،فى اهم الاقسام ( المالى) كان المحاسب الكبير حامد الدعاك من اهم شخصيات الجريدة شخص دائم الابتسام والترحاب ، فى بعض المرات كان صديقنا محمد محمد خير يهل علينا فى الجريدة ويملا المكان صخبا خاصة حين يدخل حامد الدعاك ، كان يردد دائما ( ياحامد الدعاك ياحى الشعور ) على راس كل ذلك وكرئيس لمجلس الادارة كان يقف الرجل الاصيل النبيل حاتم تاج السر ،لكنه كان دائم التسفار ، اما فى التصحيح والقسم الفنى كان معنا من السودانيين محمد عبدالرحمن ، يوسف ابراهيم ـالعشوائى ـ عليه الرحمة ، ومن الفنيين هاشم ودراوى ، مصمم الصحيفة ، وجميل مدبولى وحنان صلاح المصرية ،هكذا كنا نناديها ، كان هناك فى الاستقبال عزة عبد القادر سكرتيرة الصحيفة وحجاج وشقيقه عماد من العمال الذين ظلوا معنا منذ البداية حتى سفرى على الاقل ،كانوا من الصعيد لكنهم لم يكونوا سوى احب الاخوة والاصدقاء الينا بل اننا تعرفنا الى اسرهم وباتوا كاخوة لم تلدهم امهاتنا ، نذهب الى افراحهم ويشاركوننا افراحنا واحزاننا ، لا اعرف فى اعقاب اغلاق الصحيفة ما هم فاعلين ؟ لكن الجريدة كانت الهواء الذى يتنفسون
    كنت اجئ باكرا اذن اشرب قهوتى واكتب عمودى الاسبوعى او اليومى فى حال ان كانت الصحيفة تصدر يوميا فاحيانا كانت تصدر اسبوعية
    فى مرة كنت فى زيارة الى صحيفة الاهالى لم اكن اعرف سوى بعض المحررين منهم استاذى حلمى سالم ، وكنت بصدد ان اسلمه صورا كان قد طلبها القسم الثقافى ، فى المصعد كنا ثلاثة امراة مصرية وشخصى ورجل لم اكن اعرفه ، سالتنى المرأة :
    ــ حضرتك بتدرسى فى مصر ؟
    ــ لا ابدا بعمل محررة فى صحيفة الاتحادى
    لم يتبادر الى ذهنى انها حتى يمكن ان تعرفنى ، ناهيك عن كل ما باحت به حينها
    ــ انتى سلمى الشيخ سلامة
    مع العلم اننى لم اكن اضع صورة لى اطلاقا لكنى كنت المراة الوحيدة التى تكتب فى تلك الصحيفة ،قبل ان تبدأ الاستاذة سعدية عبد الرحيم فى الكتابة للجريدة
    ــ قلت نعم
    فاخذتنى من يدى ونزلنا عن المصعد قادتنى الى كل المكاتب معرفة بى فوجدتنى معروفة لدى الكثيرين ، غضبت انهم لم يعرفونى عليها
    ولم تترك السانحة تمر قالت لى :
    ــ الجريدة بتاعتكم حلوة وجميلة تصميم كويس خالص ، بس ليه بتعملوها يومية ؟ اسبوعية ممتازة كلميهم على لسانى ، وكمان ازيدلك انتى فى بيتك لو عايزة تكتبى فى الصحيفة بتاعة الحزب(الاهالى) او غيرها تعالى ، الله ، انا سعيدة اوى انى شفتك ، ابقى زورينا
    وخرجت ذلك اليوم وكنت امتلئ وجدانا بتلك المقابلة غير المرتبة مع صحفية وانسانة كان الهم السودانى يؤرقها ربما اكثر من بعض السوداننين انفسهم ، فهى كانت تشرف على صفحة اسبوعية فى صحيفة الاهالى تستكتب السياسيين والصحافيين تلكم هى السيدة النبيلة امينة النقاش
    الى ذلك كنت اكتب قصصى بعدكل حين فى ذلك الهدوء الذى شجعنى بعد فترة الى كتابة مجموعتين قصصيتين و اصدارهما كاول مجموعتين قصصيتين ،الاولى والثانية كان فضل نشرهما يعود الى صديقى وزميلى هاشم ودراوى ، حملت الاولى اسم ( مطر على جسد الرحيل ، والثانية ابن النخيل)
    فى تلك الصباحات النديات فى الصحيفة كنت اكتب( موادى عمود ـ مساحة حب للوطن ـ ومواد الصفحة الاخرى) وابدأ فى اعداد الصفحة ، لكنى انتظر حتى ياتى جميل مدبولى ليقوم بجمع مادة الصفحة الثقافية وانتظره كيما اصححها بنفسى ويتم تصميمها، واحيانا كنت اجمع المادة الرياضية بصورة كنت اضحك منها واستمر ذلك الحال طويلا ذلك لاننى كنت جديدة على استعمال الطابعة فى الكومبيتر ، كنت احيانا الجأ لاذاعة لندن لالتقاط الاخبار بخاصة ( المجلة الرياضية ) او الى الصحف العربية استخرج منها مواد سودانية او عالم الرياضة متى ما كان الصوت واضحا فى راديو ام درمان حيث يقل مدى الوضوح فى الاذاعة ، او كنت انتظر القادمين فى بعض الاحيان يحملون معهم الصحف السودانية لاجرى بعض التحليل الذى كنت اعتمد عليه فى المادة، او انزل الى سوق العتبة حيث كل ماهو سودانى متوفر ، كنت احيانا ادخل المباريات فى الاستاد، او اسافر صحبة الفريق(غالبا الهلال) حتى ان جاء زميلى فايز ديدى العام 1997 ليتسلم مهام الصفحة الرياضية ، وتلاه محمد كامل حيث غادر ديدى الى صحيفة الخرطوم ، لاتفرغ بعد ذلك للصفحة الثقافية كامل التفرغ ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de