كيزان تونس يتقدمون في غالبية الدوائر..

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 08:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-24-2011, 11:07 AM

بشير أحمد
<aبشير أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 10017

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كيزان تونس يتقدمون في غالبية الدوائر..

    الانتخابية.
                  

10-24-2011, 11:09 AM

بشير أحمد
<aبشير أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 10017

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيزان تونس يتقدمون في غالبية الدوائر.. (Re: بشير أحمد)

    ورد علي قناة العبرية قبل قليل.


    ________
    قال سرقة ثورات قال.
                  

10-24-2011, 11:47 AM

محمد المسلمي
<aمحمد المسلمي
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 11831

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيزان تونس يتقدمون في غالبية الدوائر.. (Re: بشير أحمد)

    الف مبرووك وعقبال الاكتساح المباشر لكل الاسلامين في العالم

    ــــــــــــــــــــــــــ
    الاخ بشير كل عام وانت بخير مقدما
                  

10-24-2011, 12:06 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيزان تونس يتقدمون في غالبية الدوائر.. (Re: محمد المسلمي)

    سلامات بشير
    ليس دفاعا عن اسلاميي تونس
    النظام المكنوس ساهم في ذلك كثيرا
    حكم الناس بقوانين قمعية وصادر الحريات واستعدى الاسلاميين
    ياخي الاذان البسيط ده كان ممنوع في التلفزيون
    كيف بلد مسلم كافح بأكمله ضد المستعمر تأتي فئة بائسة تصادر نضاله وتحتكر السلطة كيفما تريد
    ياخي كان ممنوع ان يتزوج الرجل بأكثر من واحدة كما في ليبيا
    ده انتهاك واضح للاسلام نفسه
                  

10-24-2011, 06:17 PM

بشير أحمد
<aبشير أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 10017

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيزان تونس يتقدمون في غالبية الدوائر.. (Re: حيدر حسن ميرغني)

    الاخ/حيدر حسن

    تحياتي؛؛؛

    Quote: النظام المكنوس ساهم في ذلك كثيرا
    حكم الناس بقوانين قمعية وصادر الحريات واستعدى الاسلاميين
    ياخي الاذان البسيط ده كان ممنوع في التلفزيون
    كيف بلد مسلم كافح بأكمله ضد المستعمر تأتي فئة بائسة تصادر نضاله وتحتكر السلطة كيفما تريد


    بالضبط كده ياحيدر
    والجماعة هنا فالقننا بانو التجربة الاسلامية فاشلة ؛
    اهو برضو النظام العلماني فشل في مصر تونس ليبيا.

    نشوف النظريات الجديدة ح تكون شنو.
                  

10-24-2011, 06:19 PM

بشير أحمد
<aبشير أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 10017

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيزان تونس يتقدمون في غالبية الدوائر.. (Re: حيدر حسن ميرغني)

    الاخ/حيدر حسن

    تحياتي؛؛؛

    Quote: النظام المكنوس ساهم في ذلك كثيرا
    حكم الناس بقوانين قمعية وصادر الحريات واستعدى الاسلاميين
    ياخي الاذان البسيط ده كان ممنوع في التلفزيون
    كيف بلد مسلم كافح بأكمله ضد المستعمر تأتي فئة بائسة تصادر نضاله وتحتكر السلطة كيفما تريد


    بالضبط كده ياحيدر
    والجماعة هنا فالقننا بانو التجربة الاسلامية فاشلة ؛
    اهو برضو النظام العلماني فشل في مصر تونس ليبيا.

    نشوف النظريات الجديدة ح تكون شنو.
                  

10-24-2011, 12:10 PM

ibrahim alnimma
<aibrahim alnimma
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 5197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيزان تونس يتقدمون في غالبية الدوائر.. (Re: محمد المسلمي)

    Quote: كيزان تونس يتقدمون في غالبية الدوائر..

    الاخ بشير سلام:
    عن نفسي لا اشعر باي ضغينة واستطيع ان اؤكد لك مباركتي ، ولا اشعر باي ازدواجية في مواقفي الفكرية ، ولكن بالمقابل الا تحس بانك تقف مع الديمقراطية هناك ثم تقف مع نقيضها هنا؟ لماذا لا يتعامل كيزان السودان بمثل هذا الموقف؟
    وهل كيزان تونس استثناء ؟ هل في تونس عندهم اسلام لا يمانع في الديمقراطية ، وعند كيزان السودان اسلام اخر يبيح الانقلاب العسكري والوصايا علي الشعب ، وتصميم بيوت الاشباح وفصل الناس للصالح العام والتمكين؟
    واوكد لك بان كيزان تونس لو فازو بالوحي الالاهي ماحيقدرو ينفذو برنامج معادي للجماهير كما هو في السودان؟
    فهل بقوة الانتخابات والفوز بثقة الجماهير يستطيعون ان يفصلو الناس للصالح العام؟ هل يستطيعون ان يلغو مكاسب الشعب مثل مجانية العلاج والتعليم تحت ذريعة انهم منتخبون او متمكنون؟
    لذلك قلنا ان طريقة تولي الاخوان المسلمين للسطلة السياسية هي ليست الانتخابات ، وان الانتخابات لن تمكنهم من تطبيق برامجهم ، هل تعتقد انهم لو جاؤوا بالديمقراطية والانتخابات ،يمكن ان يساعدو اخوتهم الانقلابين في السودان؟ هل يمكنهم ان يكممو افواه الشعب ويكسرون اقلامهم ؟ هل يمكنهم ان يعتقلو ويعذبو الخصوم في مناخ ديمقراطي؟
    هذا هو الفيصل يابشير وليس هناك ادني مشكلة من الفوز بالانتخابات ، لان الديمقراطية هي وسيلة للبلوغ للسطلة وفي نفس الوقت هي وسيلة للخروج منها ، وبخيارات سلمية خالص ، مافيها جهاد ولا قتال ولا ضرائب ولا مائة ريال للحرب والسلام
    وسلام
                  

10-24-2011, 06:47 PM

بشير أحمد
<aبشير أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 10017

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيزان تونس يتقدمون في غالبية الدوائر.. (Re: ibrahim alnimma)

    الاخ/ابراهيم النعمة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛؛؛


    Quote: عن نفسي لا اشعر باي ضغينة واستطيع ان اؤكد لك مباركتي ، ولا اشعر باي ازدواجية في مواقفي الفكرية


    كلام زي الورد ؛
    اكتفي بهذا الاقتباس.
                  

10-24-2011, 04:56 PM

بشير أحمد
<aبشير أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 10017

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيزان تونس يتقدمون في غالبية الدوائر.. (Re: محمد المسلمي)

    تحياتي يامحمد المسلمي

    وانت بالف خير

    وعقبال مصر وليبيا.
                  

10-24-2011, 06:20 PM

Alshafea Ibrahim

تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 6959

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيزان تونس يتقدمون في غالبية الدوائر.. (Re: بشير أحمد)

    شكرا أخي إبراهيم النعمة .... كفيت ووفيت ممكن أنام مرتاح البال ....
    شكرا د.بشير ... حاول البحث عن أدنى رابط يجمع بين كيزان السودان وتونس أو غيرها ...
    الشفيع
                  

10-24-2011, 06:41 PM

الامين محمد علي
<aالامين محمد علي
تاريخ التسجيل: 10-11-2009
مجموع المشاركات: 1676

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيزان تونس يتقدمون في غالبية الدوائر.. (Re: Alshafea Ibrahim)

    سلامي اخي بشير
    كيزان السودان ..من بين جميع اسلاموي الوطن العربي لم يكن مُضيق عليهم..وحققوا افضل انتصاراتهم السياسيه في ظل الانظمه الديمقراطيه..

    لكنهم جحدوا كل ذلك وغدروا بالمؤسسه السياسيه كلها وساموها خسف العذاب..ومارسوا بحق ابشع دكتاتوريه يشهدها السودان..كانت نتيجتها وبالاً على كل صعيد..
    وطناً ممزق وقبليات وعنصريات تتطاول..حياه سياسيه مدمره..وطن مقسم..ثارات وغبائن ومرارات في كل حدب وصوب..اقتصاد على وشك الانهيار....وما زالو في غيهم يعمهون..

    فساد فاحت نتانته وازكمت الانوف..والاهم انه بسبب هذه التجربه انكسر ظهر الاسلامويين السودانيين الفكري ومزقت التجربه جسمهم واختبرت اخلاقهم اختبار قاسي ..رسبوا فيه بامتياز

    باعترافات من داخل مفكريهم حتى.......قال حسن مكي((ان مظهر حياة الاسلاميين في السودان مستفز للشعب السوداني))
    الاسلاموين حرقوا ورقتهم في السودان ولن يكون لهم وجود في ظل نظام ديمقراطي (كامل الدسم) ولكنهم يكابرون....

    مبروك للاسلاميين فوزهم في اي انتخابات حقيقيه ..مبروك لهم وزنهم الحقيقي..وسحقاً لاي نظام شمولي محتكر طاغي مهما كان الشعار الذي يتستر وراءه...

    مبروك لحزب النهضه التونسي وننتظر ممارسه ديمقراطيه باذخه تُحرج الآخرين رافعي ذات الشعار الوالغين في التناقض حد الارتباك...
                  

10-27-2011, 10:32 AM

الامين محمد علي
<aالامين محمد علي
تاريخ التسجيل: 10-11-2009
مجموع المشاركات: 1676

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيزان تونس يتقدمون في غالبية الدوائر.. (Re: الامين محمد علي)

    يرحمنا الله .. ولا عزاء لـ «إسلاميي» السودان
    خالد التيجاني النور

    الانتصار الانتخابي المهم الذي حققته حركة النهضة التونسية ذات الجذور الإسلامية في أولى أعراس ديمقراطيات الربيع العربي يسجل نقطة تحول لافتة في المشهد السياسي العربي، كما يشكل سابقة ذات مدلولات عميقة في مسيرة ومستقبل «الإسلام السياسي» في المنطقة، لم يأت هذا الفوز اعتباطاً أو صدفة في واحد من أكثر المجتمعات العربية استنارة، ولكنه يكشف عن نجاح «الحركة الإسلامية التونسية» في تبني خطاب سياسي معاصر تجاوز بامتياز «الحالة الشعاراتية» التجريدية المغرقة في الماضوية لخطاب «الحركات الإسلامية» التقليدي المنبت عن التطور ال?جتماعي الحداثي الذي نشهده في اللحظة الكونية الراهنة.
    ما كان لـ»حركة النهضة» أن تحقق هذا النصر الديمقراطي الكاسح، الذي فاجأها في حجمه مثلما لم يتوقعه منافسوها السياسيون في الساحة التونسية، وفاجأ كذلك المراقبين، لولا أن خطابها المنفتح والمتصالح مع الواقع الاجتماعي في بلد عرف حركة تحديث جريئة منذ وقت طويل تماست مع ما لا يزال معتبرا مسلمات لا يمكن الاقتراب منها في الكثير من المجتمعات العربية الأخرى، وجدت تجاوباً وعقولاً مفتوحة من الناخبين التونسيين على الرغم من حملة التشكيك القوية التي تعرضت لها أطروحات حركة النهضة وتعهداتها من قبل خصومها الذين حذروا من أنها تتب?ى خطاباً منفتحاً لأغراض انتخابية ولا تمثل تحولاً حقيقياً في خياراتها الفكرية وممارساتها السياسية.
    ولذلك سارع المتحدثون باسم حركة النهضة» ما أن تبين تقدمها في السباق الانتخابي إلى إرسال رسائل لطمأنة الداخل والخارج إلى تأكيد تعهداتها في برنامجها المعلن، فقد أكد عضو المكتب التنفيذي للنهضة نور الدين البحيري التزام حزبه بـ»احترام حقوق المرأة وتعهدات الدولة التونسية كافة»، وقال «نحن مع إعادة بناء مؤسسات دستورية قائمة على احترام القانون واحترام استقلالية القضاء، ومجلة الأحوال الشخصية واحترام حقوق المرأة بل وتدعيمها على قاعدة المساواة بين المواطنين بصرف النظر عن المعتقد والجنس والجهة التي ينتمون إليها». وأضاف?«نحن ملتزمون باحترام كل تعهدات الدولة التونسية والأمن والسلم العالميين والأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط».
    أما القيادي الآخر في النهضة عبد الحميد الجلاصي فقال في مؤتمر صحفي «يجب أن تطمئن رؤوس الأموال والأسواق والشركاء الأجانب على التعهدات التي أبرمتها الدولة التونسية والتزاماتها» مؤكدا «أن مناخات الاستثمار ستكون أفضل في المستقبل في تونس».
    وعلى المستوى الداخلي حرص البحيري مجددا على تأكيد انفتاح النهضة على باقي القوى السياسية التونسية، مضيفا «مهما كانت نسبة مقاعد النهضة لن ننفرد بالحكم ولن نسمح لأحد أن ينفرد بالحكم ونحن نمد أيادينا لكل أحرار تونس من أجل تونس بلا ظلم ولا استبداد ونحن في حوار مع جميع الأطراف السياسية إلا من رفض ذلك». في وقت تتجه «النهضة» إلى إبرام تحالف حكومي مع حزبين علمانيين.
    صحيح أنه من المبكر الحكم على نهج «النهضة» وهي في دست الحكم بعد سنوات طويلة من المعارضة المقموعة، وهل ستلتزم فعلاً في الواقع العملي بخطابها السياسي المتصالح مع الواقع الاجتماعي والسياسي التونسي، أم تتنكب الطريق وترتد على أدبارها تحت بريق السلطة نحو ما يحدث للحركات السياسية الهشة التي تسقط عند أول اختبار حقيقي لشعاراتها المرفوعة.
    ربما يشفع لـ»النهضة» ويشكل لها عامل وقاية من الوقوع في براثن النكوص أنها تصل للحكم وفق معطيات اللعبة الديمقراطية، وستكون حظوظها المستقبلية رهينة بالتزامها بقواعد الممارسة الديمقراطية السليمة وعدم الإنقلاب عليها، فضلاً عن قدرتها على الحفاظ على قبول الناخبين لها في الدورة الانتخابية المقبلة التي ستأتي في غضون عام واحد، إذ أن المجلس التأسيسي الذي جرى انتخابه مكلف بمهمة مؤقتة لتأسيس النظام السياسي الجديد وكتابة الدستور للعهد الديمقراطي بعد الثورة التي أطاحت بنظام بن علي.
    ويعزز كذلك من فرص التزام «النهضة» بخطابها الإسلامي وممارستها المتصالحة مع الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي التونسي، وكذلك المتفهم لحسابات المصالح التونسية الإقليمية والدولية، أنها تتمتع بقيادة واعية ذات عمق استراتيجي وإدراك للتحديات الحقيقية التي تواجه بلادها تجاوزت به الخطاب السطحي والممارسات السياسية الفطيرة والتلاعب بالشعارات لبعض الحركات الإسلامية في المنطقة، السودان نموذجاً، فزعيم الحركة الاستاذ راشد الغنوشي يعد بامتياز صاحب رؤية عميقة في الفكر الإصلاحي في العالم الإسلامي تدرك أن مستقبل الإسلام ا?حقيقي يكمن في تقديم نموذج حداثي وديمقراطي، ويدرك أن الإصلاح لا يتحقق إلا بترتيب سليم لأولويات وأسئلة التغيير الكبرى التي لا يمكن تقديم أجوبة حقيقية لها إلا في ظل سيادة قيمة الحرية، وليس الغرق في تفاصيل جانبية انصرافية تشغل عن المهمة الكبرى، فالمجتمع لا يمكن تغييره بغارات وهمية على «العصاة» ودعاوى إقامة مدينة فاضلة أول من يعجز عن الإلتزام بقيمها للمفارقة «دعاتها» المفترضون.
    ويعتبر الغنوشي أن النموذج التركي هو الأقرب للنموذج الذي تسعى «حركة النهضة» لانتهاجه بما يتواءم مع خصوصية التحديات التي يجابهها المجتمع التونسي، ولا غرو في ذلك إذ أن أفكار الغنوشي وكتاباته كان من ضمن ما استعان بها حزب العدالة والتنمية التركي في تأسيس أدبياته النظرية.
    ولعل السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا أين «الحركة الإسلامية السودانية» من هذه التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة، وما موقعها من الإعراب في ظل صعود نجم الأطروحات الإسلامية الجديدة المتماهية مع قيم الحرية والديمقراطية والإصلاح التي اجتاحت العالم العربي والتي اتخذت فيها مواقع متقدمة مع ثورات الربيع العربي المتتالية، وتتزايد فرصها وحظوظها مع التحولات الديمقراطية الجارية؟.
    المفارقة هي أنه في الوقت التي تتعزز مكانة حركات «الإسلام السياسي» في المنطقة وباتت مرشحة لأن تحظى بقبول شعبي مقدر، ومحل اعتراف بدورها في عواصم القرار الدولي، فإن «الحركة الإسلامية السودانية» تعيش في أسوأ أوقاتها على الإطلاق وقد اضمحلت إن لم تكن قد فقدت فرصتها في الحياة بعد أن فقدت مصداقيتها لأبعد مدى، وبعد تجربة مريرة في الحكم المنفرد للسودان لأكثر من عقدين أصبحت مرشحة لأن تكون ضمن الأنظمة العربية التي تنتظر وقد بدلت تبديلاً أن تهب عليها رياح التغيير ضمن ثورات الربيع العربي، بدلاً من أن تكون في ركاب السائر?ن في طريق الحرية والديمقراطية والإصلاح.
    بالطبع من الهذر بمكان ما يزعمه بعض قادة الحزب الحاكم في السودان من باب تعزية النفس وتبرير الواقع المرير والتجربة البائسة أن الربيع العربي مر من هنا بل وتأسس ب»انقلاب الإسلاميين العسكري» في العام 1989، والخشية أن يصدق مطلقو هذا الزعم ما يدعونه، إذن لتعين علينا أن ندرك أن موجة ثورات الربيع العربي ستمر بالسودان بأسرع ما نتوقع. وهل نجحت الثورات في تونس ومصر وليبيا، وعلى وشك نجاحها في اليمن وسوريا، إلا حصاد حالة الأوهام التي تتلبس القادة المطاح بهم لأنهم اعتقدوا أنه لا بديل لهم، ولا يوجد من يهدد سلطانهم، بل أن?شعوبهم تحبهم ولا تقوى على فراق زعامتهم؟!في الواقع فإن «الحركة الإسلامية السودانية» انتحرت، أو بالأصح نحرها قادتها، عندما عجزت عن الصبر على الرهان النظام الديمقراطي التي كانت أحد سداته في عهد الديمقراطية الثالثة، وبادرت إلى التورط في مغامرة إنقلابية تحت مبررات بدت مسوغة حينها من قبيل ان البلاد مهددة في وحدتها بفعل اشتداد ساعد التمرد الجنوبي، وقيل لاحقاً أن الغرب لا يرضى بنظام ذي توجه إسلامي يأتي عبر الصندوق الانتخابي ولذا لم يكن للانقلاب من بد، وقيل الكثير غير ذلك، ولكن سرعان ما تبين أن كل تلك المبررات واهية وأسفر الواقع المعاش بعد أكثر من عشرين ?اماً عن نتائج معاكسة ومغالطة بالكامل لكل المبررات التي سيقت للسيطرة على السلطة بالقوة، وأن السبب الحقيقي وراء الانقلاب أن لعاب قادة الحركة سال للاستفراد بالحكم مستعجلين الحصول السهل على سلطة باتت ملقية في قارعة الطريق، وما ضعفت إلا لأن من أؤتمنوا عليها بدلاً من الدفاع عنها وتقويتها وتعزيزها ائتمروا على إضعافها وعدم الصبر عليها ليجعلوا من عجزها المصطنع مسوغاً للانقضاض عليها.
    حسناً قد يعتبر البعض أن هذا النقد نوع من الاصطياد لبطة عرجاء، ولكن لنقارن خيارات قادة «الحركة الإسلامية السودانية»، وما فعله نظرائهم في الحركات الإسلامية الآخرى، فحين اقدموا على الإنقلاب العسكري لم يكن أيديهم في ماء ساخن، ولم يكونوا بلا بدائل، بل كانوا طرفاً مهماً في اللعبة السياسية، ولم يكن ثمة خلاف أن حظوظ الحركة تتزايد شعبياً، ومع ذلك لم يؤثروا الصبر على اللعبة الديمقراطية وتعزيزها، بل آثروا العكس استعجالاً للوصول إلى دست الحكم، في حين صبر نظرائهم على أوضاع قمعية في بلدانهم وكانوا معارضة مطاردة ومضيق عليها. ففي تركيا مثلاً عايشت «الحركة الإسلامية» مضايقات لا حصر من العسكريين والقوى العلمانية ولكنها ظلت على رهانها على الديمقراطية حتى جاءها الفتح مع حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان، ومثل ذلك حدث «للنهضة» في تونس، ولـ»الإخوان في مصر».
    يكمن الفرق في قدرات القيادة على اتخاذ القرارات الاستراتيجية المفصلية، وهي خيارات يجب أن تستند على معطيات موضوعية ولكن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال أن يكون على حساب مبادئ وقيم أساسية لا تقبل التلاعب بها، ولا تقبل القسمة على اثنين. فلا يمكن أن تكون مؤمناً بالحرية كمبدأ، ثم لا تجد غضاضة في كبتها لصالح حساباتك الضيقة، ثم تأتي في وقت آخر لتزعمك أن مؤمن ومتمسك بها. وما هي قيمة القيادة إن لم تحسن التقدير الصحيح للقرارات الاستراتيجية.

    لقد اختارت قيادة «الحركة الإسلامية السودانية» حين تعين عليها الاختيار الرهان الخطأ، وثمة أخطاء لا يمكن إصلاحها، فالوصول إلى السلطة عبر فوهة البنادق لا يعني سوى شيء واحد أنك رهنت مصيرك بالكامل لمنطقها، ولن يكون بوسعك الاستمرار في السيطرة عليها إلا عبر البندقية، ولا يمكن لنظام جاء بإنقلاب عسكري إلا أن يكون ديكتاتورياً متسلطاً مهما حاول التمسح بشكليات ديمقراطية مزيفة، أو حاول التبرير بأنه اضطر لاستخدامها مرغماً في لحظة معينة، وأن تلك مرحلة لم يكن بد منها في إتجاه إعادة الأمور إلى نصابها الديمقراطي، وهو أمر ثبت أنه لم يحدث حتى بعد مرور أكثر من عشرين عاماً.
    لن يصدق خصوم ومنتقدو «الحركة الإسلامية السودانية»، أن الأغلبية الغالبة من منسوبيها ومؤيدوها هم أشقى الناس وأكثرهم حسرة على «المغامرة الإنقلابية» التي حملتها إلى السلطة منتصف العام 1989، والذي كرس لمأزق «الإسلاميين» متجلياً في محنة القاعدة ومحن القيادة. لأن المشروع الذي طالما حلموا به ومثل كل اشواقهم كانوا أول ضحاياه، لقد وجدت الأغلبية «الصامتة» نفسها خارج المشهد والتأثير، حين احتكرت القيادة وفئة من بطانتها كل إرث ومجاهدات وتراث وأشواق الحركة، حين حلت التنظيم وورثته لطبقة حاكمة صنعتها السلطة الجديدة استأثر? بكل شيء مستخدمة كل من استطاعت استغفاله لتعزيز وتكريس سلطتها الجديدة. وأصبح غمار الإسلاميين البسطاء يتلقون اللوم من مواطنيهم على كل أخطاء وخطايا القادة الغارقين في احتكار السلطة لأنفسهم والتمتع بامتيازاتها ومكاسبها دون حسيب أو رقيب.
    وللحديث بقية إن شاء الله.


    الصحافة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de