إفرازات الإنفصال على المستوى الشعبي ندوة قدمها الأستاذ محجوب محمد صالح بمركز الأستاذ محمود محمد طه الجمعة 21 أكتوبر 2011 تقديم : الأستاذ الطاهر محمد حمد
قدم الأستاذ الطاهر لحديث الاستاذ محجوب بتعريف به كأحد مؤسسي جريدة الايام السودانية عام 1956 والتي دعت للديمقراطية والحرية منذ تأسيسها ، وتعرضه للإعتقال والإستجواب في كل عهود الحكم الوطني بسبب مواقفه المشرفة، ونيله لجائزة القلم الذهبي من سيول في كوريا . شكر المتحدث إستضافته وتقديمه في دار الأستاذ محمود محمد طه ، أحد رموز الإستنارة في السودان وجهده من أجل الشعب ودعوته للحرية القائمة على العدل والعلم وأشار لتلاميذه القائمين على دعوته هذه.وتحدث عن هذا اليوم العظيم الذي سقط فيه الطاغية معمر القذافي ، وفيه ذكرى يوم ثورة أكتوبر 1964 التي علم فيها الشعب السوداني شعوب المنطقة الإنتفاضة الشعبية السلمية وإستلام الشعب لأمرة بنفسه . تحدث عن إنفصال أي دولة وأن ذلك يعني مشاكل كثيرة من بينها تحديد الجنسية ووإبعاد البعض ، وذكر ثورة أكتوبر بأنها كانت إشارة وبداية لتحترك قوى الهامش ومطالبتها بالحقوق وتعطيل التنمية الشاملة ، ومنها مؤتمر البجا وهيئة تنمية دارفور وجمعية أبناء كردفان ومنظمات جبال النوبة . اما الجنوب فقد أرسل رسالة للمركز في تمرد الكتيبة الإستوائية 1955 . سرد الاستاذ محجوب تاريخا طويلا من تطور مشكلة الجنوب، إبتداءا من العهد الإستعماري ومحاولته لفصل الجنوب وإضافته لشرق أفريقيا ، ثم إهمال الحكم الوطني لحقوق الجنوبيين كما تم في لجنة الدستورالأولى 1957 التي لم يمثل فيها الجنوب إلا بنسبة 1إلى 10 ، ودور مؤتمر المائدة المستديرة بعد ثورة أكتوبر والتي ابرزت للسطح إمكانية الحكم الإقليمي للجنوب والذي تم فيما بعد في عهد مايو ولكن وبسوء بالرغم من أن هذا الإتجاه ظهر بعد الإنشقاق الذي قاده لام أكول ورياك مشار تصرف حكومة نميري الدكتاتورية ، تم خرق إتفاقية أديس اببا التى أبرمت عام 1973 ، فأنتجت أنانيا التانية والتي حاربها داعية الوحدة الدكتور جون قرنق والذي كان موته بداية لنشاط الفريق الداعي للإنفصال ، داخل الحركة الشعبية ، والذي نجح في إتفاقية نيفاشا 2005 في إثبات حق تقرير المصير للجنوب ، لأول مرة ، بسبب الإنشقاق الذي تزعمه رياك مشار ولام أكول ... ثم تطرق لتضييع الحكومات الوطنية لخمسين عاما في عمر الإستقلال لم تتم فيها تنمية حقيقية للجنوب لجعل الوحدة جاذبة . أكد المتحدث أهمية الضغط الشعبي ممثلا في منظمات المجتمع المدني على السلطة لإنتزاع شرعية التعامل الطبيعي والتمازج بين الجنوبيين والشماليين ، بإعتبارهم جزئين ليس هناك سبيل لإنفصالهم إجتماعيا وإقتصاديا ، فإن الماضي يقول بالإرتباط القوي للمواطنين في الجنوب والشمال والذي من ابرز صوره وجود شماليين وجنوبيين في حدود تتكون من 2000 كيلومتر وحوالي 8 مليون من الرعاة يدخلون سنويا إلى عمق الجنوب قادمين من الشمال ، وقد أتقن الجنوبيون لغة ( عربي جوبا) وهي دليل على تاثر ثقافي واضح بالشمال مما يجعل فصل الجانبين عمل ضد طبيعة الاشياء وضد مصالحهم .وذكر أنه حتى في حالات الحروب ، كان الجنوبيين يجدون الامن في الشمال ، إلى أن تمازجوا بدرجة كبيرة مع الشماليين ، فأصبح الشمال وطن لبعضهم . دعا المتحدث لإستعادة العلاقات بين الشعبين ، بعد أن أصبح الإنفصال واقعا ، وذلك بسبب المصالح الإقتصادية الكبيرة بين البلدين والمصالح الإجتماعية والثقافية التي تجعل البلدين أقرب البلدان لبعضهما البعض وأشاد بقرار توحيد الشهادة الثانوية السودانية الذي تم ونادي بأبعد من ذلك بتوحيد الانشطة الحيوية كلها وترمين العلاقة بين الشعبين وشجب طرد الموظفين العمال من الشمال ، حتى قبل التسعة شهور المحددة وفيهم من يستحق الجنسية بالميلاد وهو عمل ضد حقوق الإنسان، وذكر أن الحريات الأربعة هي الحد الأدنى للعلاقة بين الدولتين ، وأكد أخيرا أن الضغط الشعبي هو الأمل في إستعادة العلاقة القوية بين المواطنين في جنوب السودان وشماله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست