مسن يعرض مكافأة (مليون جنيه) لمن يدله على اهله...

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 12:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-17-2011, 05:14 PM

بكرى خليفة صديق
<aبكرى خليفة صديق
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 157

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مسن يعرض مكافأة (مليون جنيه) لمن يدله على اهله...

    File exceeded limitations : sudansudansudansudansudan7.JPG
    مسن يعرض مكافأة (مليون جنيه) لمن يدله على اهله...
    بدار المسنين...الصبر (مظلة)..والاحلام محجوزة في (طبلية)..!!
    الخرطوم :وجدان طلحة
    تصوير : معتز ابوشيبة
    عندما أشارت الساعة الى الواحدة ظهراً،غادرنا الصحيفة متجهين صوب شمبات قاصدين فيها دار الضو حجوج للمسنين، الذى يتوسط ذلك الحى السكنى ، وفى الطريق تكونت لدي صورة ذهنية عن ذلك الدار، لكن وللحق عندما وطأة قدماى الدار وجدت ان الصورة اقتم مما رسمتها بكثير.
    (1)
    عند مدخل الدارتعالت اصوات يبدو انها كانت من الموظفين لم اعر لها اهتماما لان ذلك الرجل الثمانينى جعل سهام عيناى تتجه نحوه وتلحق بها خطاي التى تسابقت لتصل ميسه، لا ادرى لماذا ؟ فذلك الرجل الكاهل الذى اتخذ من ضل النيمة مكان جلس عليه مسنداً ظهره على الحائط، كأنما اراد ان ينتصر على ملامح الشيخوخة التى غطت على جسده رغم إشتعال رأسه شيبأ وكذا حاجبيه ووهن جسده، لكن رغم ذلك ومن خلال حديثى معه افصح أنه متشبث بالحياة برغم محطات العذاب التى كانت تستقر به من دار الى دار آخر من دور المسنين، حتى سجل فى دفاتر الترحال مروره بخمس ديار كان اخرها الضو حجوج...أسمه (محمد عبد الحميد) وبالرغم كبر سنه الا انه لايزال يتمتع بذاكرة قوية.. له قدرة على ان يتحدث ويسترسل فى الحديث لتأخذ انت ماشئت رغم انه يخرج الكلام من فاهه بصوت منخفض لكنه يذهب الى البقالة والسوق لجلب مايحتاجه زملائه بالدار الذين يثقون به كثيرا.
    (2)
    العم محمدعبدالحميد تحدث الينا كثيرا ولكن قال بصوت مرتجف: انه لا يمانع فى جلب الاشياء ان كانت من البقاله او السوق.. ولكنه يخاف فقط من "شارع الزلط" واشار بيده الى الناحية الشرقية من الدار، وبرر ذلك بقوله ان الشارع ملئ بالعربات وانه في كل يوم يذهب لجلب الواح من الثلج , هنا ذهبت عيناى بعيدا،ً وشبهت حالته تلك بحالة الاطفال الا أننى فندت ذلك التشبيه فيما بعد لأن الطفل تكسوه روح المغامرة، ودائما يحاول ان يثبت لمن حوله انه كبير.
    (3)
    اسئلة وجهناها للعم محمد...لماذا تذهب انت لتحضر الثلج رغم الخطر المحيط بك وانت تتوق الى رؤية اهلك؟؟ ومتى ياترى ستعود الى اسوان حيث يوجد اهلك ؟ حتى انك إختزنت قطع من البسكويت والعيش الناشف والشطة التى تجبرك على ان تتناول اليسير من الطعام حتى تلقاهم ، صحيح ان الدار ملتزمة بتقديم الغذاء لهم الا ان العم عبد الحميد اتخذ من شوال بالي مخزن متحرك يضع فيه بعض قوته و(كوز) ماء ولكن لا ادرى لماذا يضع علبة الفانيليا !!.
    بالدار برنامج لدمج المسنين مع اسرهم ومن خلال ذلك البرنامج تم دمج العديد من المسنين الا ان العم محمد عبد الحميد واصوله من مدينة اسوان جاء ابن عمه "باللفه" كما قالت الباحثة النفسية بالدار انتصار الفاتح ليأخذه معه الى اسوان ولكنها لم تستطع استخراج شهادة له من السجل المدنى لأن هذا الشخص ليس قريبه مباشرة وعلى هذا القرار سيظل العم محمد عبدالحميد مقيم فى الدار فهل كان يعلم ان هذه ستكون محطة فى حياته؟؟ , وكما يقول اهلنا ان الزواج قسمة ونصيب كذلك انجاب الابناء قسمة من الله .
    (4)
    بالقرب من شجرة (نيمة) وارفة الظلال.. توجد غرفة بها اربعة اسرة تتمدد عليها اجساد انهكها التفكير من مستقبل تبدو إضاءته خافضة.. بحسب المعطيات الشاخصة امامهم .. لكن ثقتهم بربهم زادتهم هدى .. واملهم فى الاستاذة انتصار جعل ينظرون الى بقعة ضوء هدفهم ان يصلوها..ولعل صمتهم جعل العنكبوت ينسج بيته على جدران حائط الغرفة التى ينامون عليها.. وحتى النمل الصغير اتخذ من الغرفة مطعم من فُتاة طعامهم.. بينما هم رُقود مسندين رؤوسهم على حقيبة ملابسهم.
    (5)
    بغرفة اخرى..إستكان جسد العم آدم موسى الذى كان مقيم بالعراق لمدة اربعة عشر عاما، أصيب خلالها برصاصة فى قدمه، مهدت له طريق العودة الى السودان متوكاءً الهموم، ليصعد على طائرة الاحزان وبين طيات السحاب يعجزعن كتم الالم , كان يحدث نفسه بأنه لم يكن يتوقع ان يعود الى حضن بلاده بصحبة ابنته التى لم تتجاوز العشرين عاما فى ذلك الزمن..العم آدم كان فى العراق مع ابنته وزوجته الا ان الله قبض روح زوجته وأرخ لوفاتها بعبارات بسيطة قائلاً:( عيد الضحية الجاى دا بكون ليها 3سنه) , اما إبنته فتقيم الان فى مدينة امدرمان مع خالتها، وللعم آدم ابن مقيم بالسعودية من إمرأة أخرى قال انه طلقها منذ زمن بعيد وتزوجت رجل اخر سافر بها الى السعودية ومعها ابنه، ومنذ تلك اللحظة لم يتمكن العم آدم من رؤية ابنه الا قبل بضع اشهر بعد ان اثمرت جهود الاستاذة انتصار فى الاتصال به وعندما جاء الى الدار زرف دموع الفرح لانه متع عيناه برؤية والده وحمدالله ان رأى والده بخير , وقال آدم ان ابنه سيأتى للسودان قريبا ليدفع المبلغ المتبقى للمنزل الذى منحته اياه الوزارة فى الاسكان الشعبى ودفعت له مبلغ (4000) الف جنيه .
    وطالما ان للحلام بوابة مشرعة من دون حارس فلم لا يتحقق حلمه الصغير بأن يخرج من دارالضو حجوج الى دار تقيه هو وابنته ويحيطها بالرعاية والاهتمام, ويكون امام بيته الذى حدثنا عنه دكان صغير او حتى "طبليه " ويأخذ الصبر الذى تعلمه فى هذه الفترة وما سبقها رفيق درب وعون لما تبقى من سنين عمره وينصبه مظله يجلس عليها كل من الم به خطب.
    (6)
    لم اتوقع ان توجد بدار المسنين ذلك الكم الهائل من الغرف التى يسكنها (46) حاج وتأكدت بأن هذا العدد يُنزر بمشكله اجتماعية بدأت تلوح فى الافق ويمكن ان تكون اسبابها متداخله , وان لم نقف قليلاً لمعرفة كنهها ستتصاعد وتتسرب خيوطها من بين ايدينا ولا ندرى مألاتها .
    (7)
    بينما نحن نتجول داخل تلك الغرف تحدثنا قليلاً الى العم حسن طه بيومى ذلك الشيخ الذى بلغ الى التسعين عاما (هذا تقدير من عندنا ).. نسبة للحقائق التى كان يقولها، فقد خرج بيومى من قريته منذ اربعينات القرن الماضى وفيما يذكر انه ترك اخيه من ابيه رضيعاً، عندما سألناه عن زوجتة قال :( انا ماعارف هى حية ولا ميته واضاف زمان كان بدوك المرأة وعمرها 8 سنوات.. كأنما اراد ان يقول انه لم ينجب منها ) وسأله زميلى معتز عن اسماء اخواته ان كان لديه اخوات ؟ فرد عليه عم بيومى بلهجة تدفقت منها شلالات الغيره قائلاً :( البنات بدور بيهن شنو؟) رد معتز سريعاً ليصحح الفهم الذى وصل للعم بيومى بقوله )لا... ياحاج عشان لما نكتب اسمائهن يعرفونك ) فرد عليه العم بيومى رداً استفهامياً اذا جاز التعبير( يعرفونى؟؟ نحن الجينا الخرطوم وحفرنا اساس العمارات وما خلينا بحر ولا ارض ولم يشرح معنى الكلمتان الاخيرتان).واضاف العم بيومى:(البُشارة مليون جنيه للبلمنى فى اهلى )... مازحناه يالحاج مليون بالجديد ولا القديم ؟ فضحك طويلاً.
    (4)
    رجل اخر تقف فى انتظار خدمته (دراجة معاق ) والى الجانب الايمن منه كتاب مصحف وبالقرب من قدميه (كرتونه) فيها عدة اشياء لكن كوز الماء وقطع من الزلابية كانا الاكثر ظهوراً للعيان , كان يجلس على ذلك السرير العم كرار عبدالغفار وكما قال لنا انه من مواليد ابوروف يُقيم فى الدار منذ خمس سنوات سألته لديك ابناء؟ رد بقوله :( ماعندى اولاد , واضاف كنت اعيش فى البيت الكبير مع اخوانى العشرة والان تزوجوا ولهم ابناء يعيشون معهم فى نفس المنزل.. واصبح المنزل به مالا يقل عن الاربعين شخص فكيف اعيش معهم؟؟ واضاف: (انا اصبحت معاق بسبب إصابتى بقضروف الظهر، ومن يقبل ان يساعدنى ؟ واذا ساعدونى فى النهار فهل سيقبلون مساعدتى فى الليل ؟ وقال انه قبل ان يأتى الى الدار كان يجلس فى مقابر احمد شرفى الى ان أتى بصحبة صديقه الى الدار.
    وقال كرار:( الوزارة لم تقصر معى فى سبيل أن اقف مرة أخرى على قدماي وتم إخضاعى الى عملية جراحية بـ(1000) جنيه لكن لم يُكتب لها النجاح ).
    وقبل ان نغادره حلف بالله ان كل من فى الدار يتمنى خدمتهم لكنه اعاب على الدار شئ واحد وهو ان الوجبات فى الدار لا تعجبهم ، وضحك عندما قال والله المرة الوحيده التى اكلنا فيها "دجاج لما شبعنا قالوا جابوا لينا المدير من جيبو ".
    فهلا نظرت الوزارة فى هذا الطلب ؟؟؟ فإذا كان هذا هدف لمن هم فى سن آبائهم... هل سيصعب على الوزارة تحقيقه؟؟؟.
    (5)
    محمود محمد احمد أحد المقيمين فى الدار مصاب بداء السكر تمرد عليه المرض ودخل محمود فى معركة مع المرض افقدته يده اليمنى , محمد يحاول ان يحدث الناس عن شبابه لكن الزمن جارعليه من خلال الصورة التى يحملها معه .
    له ولدان احدهما فى حلفاء والاخر متزوج ويسكن فى الخرطوم حسبما قالت استاذة انتصار التى قامت قبل عامين بالاتصال بأخته من ابيه التى تسكن الكلاكلة واقام معها ثم ذهب الى حلفا، لكنه عاد قبل بضع شهور ومعه ورقة من اللجنة الشعبية من كسلا محلية حلفاء الجديدة ليتثنى له الاقامه فى الدار، وبعد ان حل محمود فى الدار حاولت الاستاذة انتصار الاتصال بأبنه المقيم فى الخرطوم لكن حتى اجراء هذه المادة لم تتمكن من الوصول اليه ولكنها لن تتوقف .
    (6)
    غرفة اخرى مجاورة للمطبخ تفتح نافدتها على مصراعيها تستطيع من خلالها رؤية الطباخ "يسوط فى الحلة" ففى ذلك اليوم كان طبيخهم (قرع).. نظرت الى وجه العم على احمد ياسين الذى هجرت الاسنان فاه، وقلت فى نفسى معظم كبار السن يحبون القرع خصوصاً بالكسرة ويحبون الكاستر ايضاً فيأكلونهما بثقة عالية، ويمكن ان يتسابقا فى أكلهما مع الشباب ) ، فعلى مصاب بمرض السكرى ادى الى بتر قدمه ويقول انه اتى الى الدار قبل حوالى خمس شهور لم ينجب اولاد وكان يعيش مع اخيه وابناء اخيه ، لكن اخيه الان مقعد بسبب حادث الم به وحتى لا يكون عاله عليهم هو الان بالدار.
    (7)
    الراديو في الدار يمثل انيساً للكثيرين هناك، ليس لعلاقة وطيدة مابينه واولئك، ولكن لأن الدار تفتقر الى وسائل الترفيه، ولانعني هنا أن المسنين يريدون مشاهدة مسلسل تركى او فيديو كليب اجنبى , بل القليل منها خصوصاً ان الدار بها تفلزيون واحد فقط،بجانب ذلك فأن سخونة الاجواء داخل الدار تبعث على الرأفة بحال اولئك، فمالضير لو تم إستجلاب اجهزة تكييف لها بالتعاون مع بعض الجهات؟؟ سؤال يطرح نفسه.
    (8)
    بينما نحن نهم للخروج من الدار شاهدنا رجل مُسن جالس على قدميه يتململ فى جلسته بينما شاب يحلق له شعر رأسه كما هو بائن فى إحدى الصور , صورة تزلزل ثبات القلوب وتجعلك تسأل الم يجد الشاب كرسى ليجلس عليه ذلك الرجل المسن ويقوم هو بحلق رأسه ؟ وان كان عقاب للرجل المسن فما الذنب الذى اقترفه "ولا اظنه كذلك" .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de