اليمن ثورة ضد الملك وثورة ضد الرئيس.. بقلم احمد المسلماني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 06:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-09-2011, 05:08 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اليمن ثورة ضد الملك وثورة ضد الرئيس.. بقلم احمد المسلماني

    هل يمكن ان يكون هناك بلد سيئ الحظ الي هذا الد

    كان الرئيس «على عبدالله صالح» يتحدث إلى الملك فهد بن عبدالعزيز.. قال الرئيس اليمنى للعاهل السعودى: «الفارق بيننا وبينكم أنكم فى السعودية تملكون وتحكمون، بينما نحن فى اليمن لا نملك ولا نحكم.. إنما نحن نُدير».. من كتاب رياض نجيب الريس «رياح الجنوب».

    (1)

    وضعت فى كتابى «خريف الثورة.. صعود وهبوط العالم العربى»، الذى صدرت طبعته الأولى عن دار ميريت عام 2003، فصلاً كاملاً عن الثورة اليمنية.

    وقد وضعت عنواناً للفصل يعبر عن مدى الاستثنائية التى تمثلها اليمن.. «ثورة اليمن.. سقوط الملكية بعد ألف عام»!

    ■ لكن الثورة اليمنية التى نجحت فى إنهاء حكم أسرة بقيت على مقاعدها ألف عام هى نفسها الثورة التى قادت اليمن إلى المحنة الراهنة.. لا سياسة ولا اقتصاد، ولا خطوة إلى الأمام، ثم إذا نحن إزاء الثورة اليمنية الجديدة.

    ■ إنها «الثورة على الثورة».. أو الثورة على النظام الذى حكم نصف قرن باسم الثورة.

    (2)

    اليمن هى أصل العرب، وواحدة من عواصم الحضارة الإنسانية.. وقد دخلها الإسلام فى أول وجوده وبقى سيداً فيها مع أقلية يهودية ومسيحية إلى اليوم.

    وينقسم أهل اليمن إلى شافعية وزيدية من حيث المذهب الإسلامى، وهما متعادلان تقريباً، والشافعية هم مسلمون سُنّة من أتباع الإمام الشافعى.

    والزيدية هم مسلمون شيعة من أتباع الإمام زيد بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب.

    ويرى الزيديون أن الإمامة لا تكون إلا لأبناء فاطمة وعلى، وهم يقبلون بالإمام المفضول مع وجود الإمام الأفضل، ومن ثم يقبلون إمامة أبى بكر وعمر على الرغم من وجود الأفضل وهو على بن أبى طالب، وهم فى هذا يختلفون مع عموم الشيعة، كما أنهم يرفضون فكرة المهدى المنتظر، ولا يرون العصمة للأئمة، ويقبلون وجود إمامين فى بلدين مسلمين.. وعلى ذلك فالزيدية هم أقرب الفرق الشيعية إلى أهل السنة.

    < وقد أسس الإمام الهادى الدولة الزيدية فى اليمن فى عام 898 ميلادية، وقد ظلت هذه الدولة الزيدية قائمة أحد عشر قرناً حتى قضت عليها الثورة اليمنية فى عام 1962.. وهكذا بقى الحكم الإمامى الزيدى فى اليمن متوارثاً لأكثر من ألف عام.

    (3)

    أدى الحكم الإمامى الزيدى فى اليمن إلى تدهور وضعية اليمن التاريخية، وبعد أن كانت اليمن واحدة من قواعد الحضارة الإنسانية الكبرى تراجعت مكانتها لصالح الدول الإسلامية المتعاقبة، من دمشق إلى بغداد، ومن القاهرة إلى غرناطة، ثم كان أن انزاحت أكثر وأكثر ومكثت فى سبات عميق قروناً طوالاً.

    وطيلة هذه القرون لم تكن اليمن حاضرة فى أى شىء، وباستثناء ميناء عدن، وما يتمتع به من نفوذ اقتصادى بحرى كبير، فإن قلب اليمن ومدنها وقراها كانت تقريباً خارج التاريخ.

    ويُنسب إلى شاعر يُدعى «أبونخيلة» زار اليمن فى القرن الخامس الهجرى، ولم ير فيها ما يوجب الإعجاب، أنه اندهش لما آلت إليه الحضارة اليمنية من تدهور وهبوط، فقال ناقماً:

    «لَمْ أَرَ فيها حُسنَا.. منذ دخلت اليمنَا

    كيفَ تكونُ مدينةً.. خَيْرُ مَن فيها أَنا»

    ■ وقد بقى الحكم الإمامى فى اليمن يتوارثه الأئمة الزيديون من شريحة «السادة» أو «الهاشميين».. وجميعهم من خارج القبائل اليمنية.

    وفى عام 1918 تأسست المملكة المتوكلية اليمنية على أنقاض السيادة العثمانية.

    (4)

    فى نوفمبر 1918 دخل الإمام يحيى حميدالدين صنعاء، بناءً على دعوة القائد العثمانى أحمد توفيق. قام «توفيق» بتسليم الإمام «يحيى» ما تبقى من ممتلكات العثمانيين بعد هزيمتهم فى الحرب العالمية الأولى.

    وفى هذا التاريخ نشأ النظام الإمامى الحديث بقيادة الإمام «يحيى» ومساعدة ابنه أحمد بن يحيى حميدالدين، وأصبحت المملكة المتوكلية اليمنية دولة مستقلة ذات سيادة.

    ويذهب الباحث اليمنى محمد على الشهاوى فى دراسته «الزبيرى.. وحركة المعارضة»، التى نشرتها مجلة الثقافة الجديدة التى تصدر فى عدن، إلى أن الإمام يحيى حميدالدين لم يتسلم «صنعاء» نتيجة هزيمة الأتراك فى الحرب العالمية، ولكن نتيجة قيادته حركة تحرر يمنية ناجحة ضد الاستعمار التركى. ويصف الباحث الإمام «يحيى» بأنه «قائد حركة التحرر اليمنية، أعظم حركة تحرير ضد الأتراك آنذاك، وأنه رافع شعار الوحدة اليمنية، وهو المقاتل الباسل ضد بريطانيا وابن سعود».

    ■ وهو عكس ما يرى الكاتب اليمنى عبدالبارى طاهر فى كتابه «اليمن.. الإرث وأفق الحرية»، حيث يقول: «ورث الطاغية يحيى نضال الشعب اليمنى ضد الأتراك مع تركة والده محمد المنصور، ولأنه البديل الذى قبل به الأتراك لصلاته السياسية بالباب العالى، وهو ما عبرت عنه اتفاقية 1911، فدعم الأتراك للطاغية ليس خافياً، ومراسلاته للباب العالى معروفة، وقد جاء الاستقلال عام 1918 ببديل ليس أفضل من جيش الاحتلال العثمانى، فقد رافق تأسيس الدولة المتوكلية مضاعفة الضرائب والإتاوات على الفلاحين، فهجر الناس أرضهم بأكثر مما كان وقت الأتراك، عمت المجاعة ومات الناس على الطرقات.

    لقد كان الاستقلال، برغم كل شوائبه، يمكن أن يكون أساساً صالحاً لبناء دولة مستقلة لكن استلام الطاغية يحيى السلطة جاء مخيباً للآمال».

    (5)

    حكم الإمام يحيى حميدالدين اليمن حتى عام 1948. خرجت اليمن فى عهده من سياق الحضارة الإنسانية. لم يكن الإمام يخرج من «صنعاء» إلا نادراً، وكان ابنه الإمام أحمد بن يحيى حميدالدين هو من وطد حكم أبيه، فقد كان الإمام الابن مقاتلاً شديد البأس، وكان قاسياً فى قتاله مع القبائل ومع السعوديين فى حرب عام 1934، وهى الحرب التى انتهت بعقد اتفاقية الطائف فى العام نفسه، والتى بموجبها سيطرت السعودية على عسير ونجران وجيزان.

    خلال الثلاثين عاماً من حكم الإمام «يحيى» عانت اليمن من الفقر والجوع ومن انقطاع الصلة بين كل قرية فيها. ويصف أحمد جابر عفيف فى مذكراته «شاهد على اليمن»، التى صدرت فى «صنعاء» عام 2000، حالة اليمن فى ذلك الوقت: «كان الإمام يحيى يحكم اليمن بطريقة غريبة وعجيبة، كان لا يعرف شيئاً عن العالم، وظل فى صنعاء لا يغادرها ولا يخرج منها، لا مشاريع ولا تمدن ولا أدوات حضارة. إن الإمام لم يفكر فى شق طريق واحد، كان يخرج إلى الروضة فى الخريف، يأمر قبيلة بنى الحارث بالخروج لإصلاح الطريق بين صنعاء والروضة!

    إلى جانب ذلك كان الرجل بخيلاً على نفسه وعلى الشعب، كان يكدس ملايين الريالات (ريال مارى تريزا) فى دار السعادة ودار الشكر، وعندما يمتلئ المخزن يغلقه ويسده بالحجر.

    وكان يحمل فى جيبه دفتراً صغيراً يكتب فيه ما يحتويه هذا المخزن أو ذاك، وكانت سنوات الجدب تحدث مجاعات كثيرة، فتأتى إلى (صنعاء) أعداد كبيرة من الجائعين، وكثير منهم يموت فى الطرقات، وكانت (صنعاء) تشهد كل يوم أعداداً من هؤلاء والإمام يعرف ذلك، ولم يحدث أن لانت نفسه وصرف شيئاً لهؤلاء المساكين».

    (6)

    كان الإمام رجلاً غريباً إلى أبعد الحدود، وكان الناس يقدسونه، أما أبناء الإمام - سيوف الإسلام - فكان عددهم كبيراً، وكان لكل واحد منهم قصر خاص به وبأسرته، لكن اليمن لم تكن تعيش مع العالم لا من قريب أو من بعيد، كان بعض اليمنيين آنذاك على يقين أن آخر الدنيا هى مكة المكرمة أو عدن أو عند مصر على أقصى تقدير!

    ويذكر عبدالله البردونى فى كتابه «الثقافة والثورة فى اليمن» أن رجال القبائل لم يكن لديهم وعى بالثورة ولا معناها، وأنهم كانوا يسخرون من اسم «الجمهورية»، لأنها «مؤنثة». وتصل المبالغة مداها عندما يروى أن بعض رجال القبائل دخلوا العاصمة «صنعاء» عقب قيام الثورة للتعرف على المرأة المسماة «جمهورية»!
                  

10-09-2011, 05:15 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليمن ثورة ضد الملك وثورة ضد الرئيس.. بقلم احمد المسلماني (Re: مطر قادم)

    ثورة ضد الإمام وثورة ضد الرئيس «2»
    أحمد المسلمانى


    كان ملك اليمن هو الإمام يحيى حميد الدين، وكانت مملكته هى الأكثر تخلفاً على مستوى العالم. تم إسقاط نظامه بعد عمل ثورى طويل.. لكن المفارقة كانت فى عدم التغيير.

    انتهت الرجعية ولم يأت التقدم، سقطت الملكية ولم يسقط التخلف.. رحل الإمام وجاء ألف إمام وإمام.

    (1)

    قامت أول ثورة واسعة ضد الإمام عام 1948.. كان القصر الإمامى يسمى الثوريين بالقصريين أى الكفار. وأقسم الإمام يحيى حميد الدين أنه يريد أن يلقى ربه وسيفه مخضب بدماء العمريين. وأفهم الناس أن الدستور الذى يدعو إليه العصريون هو اختصار للقرآن الكريم، وأن الدستوريين كفار ملحدون!

    فشلت الثورة رغم مقتل الإمام يحيى، وجاء ولى العهد الإمام أحمد الذى واجه معارضة يمنية قوية وحديثة.

    فى هذه الأثناء قامت ثورة 23 يوليو 1952 فى مصر، وفى عام 1955 قام العقيد اليمنى أحمد الثلايا بمحاولة الانقلاب ضد النظام كان الرئيس عبدالناصر فى ذلك الوقت فى مرحلة القناعة الثورية ولم يكن حينها ذلك الزعيم العربى على نحو ما صنعته حرب السويس عام 1956، ولم تكن أيضاً فكرة تصدير الثورة أو تقويض نظم الحكم الملكية هدفاً لنظامه، لذا كان طبيعياً أن يهاجم نظام الرئيس عبدالناصر محاولة الثلايا للانقلاب على الملكية. وهاجمت إذاعة صوت العرب محاولة تغيير حكم الإمام!

    بل إن عبدالناصر أوفد حسين الشافعى إلى اليمن للتأكيد على أن مصر بعيدة تماماً عن تلك الحركة التى حاولت إسقاط النظام!

    (2)

    لم يمكث عبدالناصر طويلاً فى موقفه هذا إذ سرعان ما اتخذ موقفاً مناهضاً للنظام الملكى فى اليمن. أوت القاهرة المعارضين اليمنيين وأصبح الإمام كارهاً وناقماً على عبدالناصر.

    وضع الإمام أحمد ملك اليمن الرئيس عبدالناصر أمام خيارين: إما أن يكف معاداته أو أن ينضم إلى «حلف بغداد» الاستعمارى المعادى لسياسات التحرر فى العالم العربى، وكان أن أمر عبدالناصر بوقف الهجوم على النظام اليمنى تماماً.

    ثمة مفاجأة بعد قليل.. ففى 21 أبريل عام 1956 أبرم عبدالناصر ميثاق جدة العسكرى الثلاثى مع الإمام أحمد والملك سعود وهو حلف مضاد لحلف بغداد.. وموجه ضد الاستعمار البريطانى.

    ومضت العلاقة جيدة.. إلى أن تم إعلان دولة الوحدة بين مصر وسوريا فبراير 1958، بعد أسبوعين انضمت اليمن بقيادة الإمام أحمد إلى دولة الوحدة المصرية السورية وفى 8 مارس 1958 تم إعلان اتحاد الدول العربية من مصر وسوريا والمملكة المتوكلية اليمنية.

    ■ كان عبدالناصر يخشى من عداء الملك سعود لدولة الوحدة وأراد «تكتيف الإمام بدلاً من تركه هدية للملك سعود» وكان الإنجليز يعدون للتحالف الهاشمى بين العراق والأردن.

    إن المدهش هنا هو أن «اتحاد الدول العربية» الذى ضم دولة الوحدة المصرية السورية واليمن ظل قائماً إلى ما بعد انفصال سوريا. وقد انتهى «اتحاد الدول العربية» رسمياً فى 26 ديسمبر عام 1961.

    (3)

    بعد الانفصال بين مصر وسوريا عام 1961 انتشرت قصيدة للإمام أحمد بن يحيى حميد الدين تتكون من «64» بيتاً يهاجم فيها عبدالناصر وسياساته.. وزادت القاهرة من انقلابها على الإمام وكتب محمد حسنين هيكل فى الأهرام عدد 29 ديسمبر 1961 يقول «لقد تم الاتحاد مع اليمن فى ظروف مرحلة سابقة من النضال اقتضت أو تصورنا خطأ أنها اقتضت مداراة الرجعية والسكوت عليها.. حتى تتفسح فرصة لتدعيم تجربة الوحدة الأولى بين مصر وسوريا».

    ويذكر صلاح نصر فى مذكراته أن «الاتحاد كان مثار تهكم الأصدقاء والأعداء.. كيف يتحالف عبدالناصر زعيم التقدمية العربية مع إمام يمثل الرجعية المتخلفة قروناً؟».

    (4)

    لجأ الإمام أحمد بطبيعة الحال إلى الملك سعود العدو الأهم لجمال عبدالناصر، ولكن الملك سعود نفسه كان قد وصل إلى مدى أبعد فى العداء لعبدالناصر فقد بادر بالإعداد لفتوى دينية بتكفير عبدالناصر وسعى الملك سعود إلى علماء الدين فى اليمن لإصدار هذه الفتوى ووافقه الإمام أحمد على ذلك.

    ويحكى القاضى عبدالرحمن الإريانى فى مذكراته «استدعانى الإمام أحمد أنا والسيد أحمد زبارة رئيس الهيئة الشرعية اليمنية فى 20 أغسطس 1961.. وسألنا: ما رأيكم بعبدالناصر؟ لزمت الصمت، وقال رئيس الهيئة: من أى ناحية؟ قال الإمام: هو كافر لأنه يصادر أملاك الناس ويخالف الشريعة فقال رئيس الهيئة: يا مولانا.. إن التكفير خطير ولاسيما لرئيس دولة مسلمة فقال الإمام: ولكن عبدالناصر يخالف القطعى والمتواتر لحديث (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا فى بلدكم هذا.. اللهم قد بلغت). ثم قال الإمام: وأنت ما رأيك يا إريانى؟.. وكنت قد اطلعت على مقال للداعية العراقى الصواف فى صحيفة (البلاد) السعودية يكفر فيها عبدالناصر. وكان الملك سعود قد طلب من الإمام أحمد استصدار فتوى من علماء اليمن بتكفير عبدالناصر وقد عارضت أنا ورئيس الهيئة الشرعية».

    ■ وفى اليوم التالى واجهنى الإمام بمفردى وقال «إنت شيوعى»، قلت: أعوذ بالله. قال: ولماذا أعوذ بالله؟ أو لست تدافع عن عبدالناصر؟ ألم يعلن الاشتراكية العلمية ومعناها الشيوعية. قلت: إن عبدالناصر يقول إن ما فعله هو تطبيق للعدالة الاجتماعية، وأول من دعا إليها أبوذر الغفارى ونحن لو فرضنا أن عبدالناصر قد خالف قطعياً ما جاء فى القرآن الكريم، فإنه لا يجوز تكفيره ما لم ينكر ذلك، وإنما يعتبر مرتكب كبيرة ولا يكفر. ولا يقول بكفره إلا الخوارج.. ولسنا منهم».

    (5)

    يكمل القاضى الإريانى فى مذكراته مصير فتوى تكفير عبدالناصر.. يقول: «ذهبت إلى جدة فى سبتمبر 1961 لحضور مؤتمر الرابطة الإسلامية قال لى الإمام: سيكون سفرك غداً إلى جدة، قلت له: لقد عرفت مما اطلعت عليه من الصحف السعودية أنهم يهيئون لاستصدار بيان يكفرون به عبدالناصر وأنتم تعرفون رأيى فى الموضوع فلو تفضلتم بتكليف أمير الجح. فقال: حاولنا ولكنهم طلبوك ولا مانع لدينا أن تقول رأيك».. «ذهبنا إلى أداء مناسك الجح، والتقيت د.سعيد رمضان أحد زعماء الإخوان المسلمين وطرحت عليه الموضوع، وكنت قد عرفت أنهم أعدوا العدة لاستصدار القرار، وقلت له: إنهم يريدون استغلال الدين ورجال الدين لأهدافهم السياسية.. فقال: أنا لا أتردد فى تكفير من قتل محمد فرغلى وعبدالقادر عودة.. ولكن هؤلاء الملوك يريدون استغلال الدين ويسخروننا لاستغلال مقاصدهم السياسية.. أنا معك فى معارضة الفكرة».

    ■ وجاءت أول جلسة للمؤتمر فقدم العلامة الباكستانى أبوالأعلى المودودى بحثاً حول الاشتراكية، وقرر أنها العدالة الاجتماعية التى هى من مبادئ الإسلام، وقامت قيامة علماء السعودية.. ولما كانوا يجلون المودودى فقد حاروا فى أمره، ورجوه أن يحذف بعض الفقرات.. لقد التفت إلىّ د.سعيد رمضان وقلت له: لقد كفانا الله شر الجدال».

    (6)

    بعد أيام من فشل محاولة تكفير عبدالناصر توفى الإمام أحمد وجاء من بعده ابنه الأمير محمد البدر وتلقب بالإمام المنصور.

    ■ فى 22 سبتمبر 1962 أرسل المعارض اليمنى فى القاهرة أحمد محمد نعمان رسالة إلى الإمام البدر باسم «الاتحاد اليمنى» يهنئه فيها بإمارة المؤمنين ويذكره بمطالب الشعب، وفى يوم توليه العرش قام الإمام البدر بإصدار عفو عام عن المسجونين السياسيين.. وبعض القرارات الإصلاحية.. لكن المجموعة الثورية فى المعارضة لم تمهله أكثر من أسبوع لبدء الثورة.. وبدء حرب اليمن الطويلة.

    ■ لقد عرضت فى كتابى «خريف الثورة» تلك الأجواء الصعبة التى عاشها شعبنا فى اليمن فى ظل الملكية.. وهى الأجواء الصعبة التى توالت فى ظل الثورة وهى الأجواء الصعبة التى يواجهها اليمنيون اليوم وهم يقومون بالثورة على الثورة!

    إلى الأسبوع المقبل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de