الاخلاق، الدين! ..أم مبدأ سيادة القانون؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 12:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-30-2011, 12:11 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاخلاق، الدين! ..أم مبدأ سيادة القانون؟

    المعني في القاموس لمفردة الاخلاق يمكن تلخيصه الاتي
    الأخلاق هي كل ما يرتبط بالجوانب الحسنة و السيئة في الشخصية او في الاوضاع التي توافقت عليها اطراف عدة بالمجتمع. و الاخلاق هي ايضا ذات صلة بالقدرة علي التمييز بين الخطأ و الصواب او كل ما يتعلق بضوابط السلوك ذات الصلة بالموروث الثقافي ومنه الدين. الباحث عن معني الكلمة في القاموس الانكليزي يجد ارتباطاً بين مفردتي morals و ethics و المفردة الثانية تتعلق بالجوانب التطبيقية للاخلاق في مجال محدد علي مستوي التعامل مع اسئلة الاخلاق العامة. اورد الدكتور مصطفي حجازي نقلا عن الدكتور محمد عابد الجابري في كتابه الانسان المهدور، اورد أن الاخير يحيل الاخلاق الحسنة الي مبدأ او فكرة العمل الصالح. لم يقل الدكتورمصطفي حجازي أن الدكتور الجابري قد استقي تلك الفكرة من عمومية الاثر النبوي المشرف القائل " البر حسن الخلق" و لكنني أقول، معروف لدي معظمنا معني كلمة البر. و من جانبي أري ان الاثر النبوي الشريف الذي يرد فيه " إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق" مقصود به الاشياء الحسنة التي تواضع عليها الناس او الاخلاق في صيغتها الاجتماعية مثل موضوع حلف الفضول المعروف في التاريخ العربي المجايل للبعثة المحمدية او ما يرتبط بكسب الاحناف علي مستوي السلوك الخاص كما في حالتي ورقة بن نوفل و زيد بن عمرو بن نفيل او حالة امية بن الصلت ذات الفرادة المدهشة حيث ان الاخير اجري حكما اخلاقيا علي ممارسة النبي (ص) و اصحابه في بدر علي خلفية الاخلاق في صيغتها العامة. ادناه ما يمكن ان تجده في لسان العرب لمعني مفرد الأخلاق
    "وفي الحديث: ليس شيء في الميزان أَثْقلَ من حُسن الخُلُق؛ الخُلُقُ، بضم اللام وسكونها: وهو الدِّين والطبْع والسجية، وحقيقته أَنه لِصورة الإِنسان الباطنة وهي نفْسه وأَوصافها ومعانيها المختصةُ بِها بمنزلة الخَلْق لصورته الظاهرة وأَوصافها ومعانيها، ولهما أَوصاف حسَنة وقبيحة، والثوابُ والعقاب يتعلّقان بأَوصاف الصورة الباطنة أَكثر مما يتعلقان بأَوصاف الصورة الظاهرة، ولهذا تكرّرت الأَحاديث في مَدح حُسن الخلق في غير موضع كقوله: مِن أَكثر ما يُدخل الناسَ الجنَّةَ تقوى الله وحُسْنُ الخلق، وقولِه: أَكملُ المؤْمنين إِيماناً أَحْسنُهم خلُقاً، وقوله: إِنَّ العبد ليُدرك بحُسن خُلقه درجةَ الصائم القائم، وقوله: بُعِثت لأُتَمِّم مَكارِم الأَخلاق؛ وكذلك جاءت في ذمّ سوء الخلق أَيضاً أَحاديث كثيرة."
    ربما يلاحظ القاريء ان هنالك تشابها في معني المفردة بين ما هو وارد في المعجم الانكليزي اكسفورد و قاموس لسان العرب.
    مبدأ سيادة القانون معروف مع انني ارحب بالزيادة التي يمكن ان يفيدنا بها اهل الاختصاص من القانونيين.
    يجري حديث بين الناس هذه الايام حول الاثار السالبة التي ترتبت علي اخلاق الناس و سلوكهم في ظل نظام دولة المشروع الحضاري المزعوم. هنالك حديث خافت الصوت في مجالس المدينة ولكنه متواتر عن ارتباط بعض ملامح سوء السلوك الاخلاقي بالعديد من الاساميين و أخص بالذكر المثلية الجنسي، الاعتداء علي الاطفال، الفساد المالي و الثراء الحرام، الفشل في مصانعة الاهل و السقوط الاجتماعي عموما. و هذا مبحث سأعود له اذا توفر الوقت و لم يتقاصر الجهد.
    ليكون الحوار واضحا انا لست مع زيف الاخلاق و ضبابيتها و لكنني مؤمن بضرورة انفاذ مبدأ سيادة القانون. و سأقوم بمناقشة بعض الامثلة لاشرح فكرتي . عندما كنت طالبا في الجامعة خلال الثمانينات كان من الامور الدالة علي سوء الاخلاق فكرة التزاحم ( المدافرة) في المواصلات و كان ايضا من الاشياءالمذمومة اصرار الشباب علي الجلوس في حالة ان بعض المسنين من الجنسين، النساء غض الطرف عن العمر و المرضي اصرار الشباب علي الجلوس و هؤلاء وقوف. و كان ايضا من الامور الشائعة ان يدفع المقتدر كلفة الترحيل لغير المقتدر او حتي علي سبيل المجاملة لصديق او قريب.
    هنا في كندا توجد مقاعد مخصصة للمسنين و يسمونهم senior citizens و هنالك مركبات نقل خاصة باصحاب الاحتياجات الخاصة و هنا ايضا اولوية في الجلوس للامهات حال ان الاطفال في صحبتهن. في اول قدومي الي كندا اعتقدت ان ذلك من حسن اخلاق الناس ولكني علمت لاحقا انه من ضمن القوانين الخاصة التي تلتزم بها شركة المواصلات و تلزم بها كل من يستخدمها. هنا ابدال واضح لفكرة الاخلاق بمبدأ سيادة القانون لان المخالفة للقواعد ستكلف المخالف الغرامة و ربما السجن. و الامثلة كثيرة اذا ذكرنا امورا مثل احترام النساء و منع الاعتداء عليهن باللفظ الخشن او المعاكسة اللزجة ناهيك عن الاعتداء الجنسي، قوانين حماية الطفل و بقية التشريعات ذات الصفة الاخلاقية التي تسهر الشرطة علي انفاذها و ينشط القانون في انزال العقوبات علي المخالفين بما يضمن استمرارها و سيادتها.
    ومن الامور الاخري التي يمكن ان تكشف فكرة ان السليم هو سيادة القانون كمبدأ بديل تماما لفكرة الاخلاق، لان الاصرار علي مبدأ سيادة القانون سيقود في النهاية الي نتيجة جديرة بالركون اليها اكثر من ترك الناس الي اخلاقهم التي ربما يضعف اثرها في النفس فيقع الفرد في اللخبطة و النفاق و الكذب علي الدقون، الامور مثل المعالجات القانونية في الغرب للجرائم المتعلقة بالممارسات الجنسية.
    المحرمات في الدين الاسلامي هي:

    الزنا و هوممارسة الجنس خارج مؤسسة الزواج الشرعي.
    و هنالك علاقات محرمة كزواج المحارم.
    هنالك خلاف واسع بين العلماء حول حرمة او اباحة ممارسة العادة السرية.
    المثلية الجنسية ( النصوص حول اللواط) و تم تحريم السحاق بمبدأ القياس لانه لم يكن معروفا اوان البعثة.
    و هنالك تحريم لمبدأ اللمس باليد، بالشفاه او اي جزء من الجسد بغرض المتعة الجنسية او اظهار الرغبة الجنسية او استثارتها.
    هذه الموانع خلقت واقعا معقدا علي مستوي الفرد و هو ما يعرف في علم النفس بالكبت و نتج عن هذا الكبت العديد من ملامح الاحباط الجنسي، الكبت علي المستوي الاجتماعي له اسقاطات فادحة التدمير و يمكن للجميع مراجعة كتاب الدكتور مصطفي حجازي عن التخلف الاجتماعي للاطلاع علي تلك النماذج من الاسقاطات . الجنس طاقة بناءة و هي طاقة الحياة و الحب التي تعاكس طاقة الموت و الكراهية فيجب التعامل مع اسئلتها بالجدية المطلوبة علي مستوي المناهج الدراسية و التراكيب القانونية و عدم تركها نهبا لاهواء الافراد و احكامهم. و كنتيجة لذلك الكبت تنتشر في العالم الاسلامي العديد من المظاهر غير ذات الصلة بمنطوق التشريع لان الانسان لم يعد يحتمل كل تلك المحرمات و الكوابح الكابتة لواحدة من اهم طاقات الانسان. وكنيجة لهذا الوضع الاجتماعي الفريد نجد مثلا في العديد من مجتمعات الخليج خاصة المخملية منها ان فكرة المثلية الجنسية نفسها ليست مرفوضة بل هي من الملامح الدالة علي أن الشخصية cool . و الان في سودان انتشرت جرائم الاغتصاب و جرائم الاعتداء علي الاطفال بصورة ملفتة و مثيرة للاهتمام، و الغريب في الامر ارتباط المثلية الجنسية بسيرة العديد من ادعياء الاسلام ، لماذا أقول ادعياء الاسلام مع أن الامر لا يعنيني لكن لان هذا النوع من الناس قد طرح نفسه في المجتمع كمرجع للاخلاق الحسنة و فكرة التقيد بمنطوق الشرع الاسلامي الذي يحرم العديد من تلك الممارسات الجنسية.
    في الغرب الان انتهت مرحلة الوعظ الديني و الادعاءات الاخلاقية الجوفاء بصورة كبيرة و اصبح الممنوع جنسيا هو:
    الاعتداء الجنسي مثل الاغتصاب، المعاكسة ذات المغزي الجنسي او حتي اللغة الجنسية المعتدية.
    الاستغلال الجنسي كحالات الجنس بين الاباء و الابناء او ايقاع المرؤسين و الخدم في حبائل الاغواء الجنسي بما يرغمهم عليه بنعومة.
    و من اشد المحرمات الاعتداء علي الطفولة.
    و من تلك المحرمات يتضح ان الممارسة الجنسية في جو من الرضي و القبول بين من هم في سن الثامنة عشر او اكثر منها ليس مرفوضا. العلاقات الجنسية بين الاقران ( افراد من نفس الفئة العمرية) دون اكراه غير مرفوضة ايضا. و معلوم كيف ينشط القانونيون و الشرطة في حراسة تلك القيم و المباديء.
    هذا الجو من الحرية و انصراف الكبت هو علي حسب ما يقول الدكتور شاكر عبد الحميد في كتابه علم نفس الابداع من اصدارات دار غريب للطباعة و النشر في القاهرة، هذا الجو من الحرية و حالة الفكاك من مترتبات الكبت الجنسي هو الاساس الذي ينبني عليه الابداع . اليس سيادة القانون ارحب مدي و اقرب لجوهر الانسان من الاخلاق الجوفاء و الوعظ الديني الكذاب المنافق.




    طه جعفر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de