دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
ملامح من سيرة عصفور السودان إبراهيم عبد الجليل بقلم عبد الله محمد زين
|
مجموعة مقالات نشرت في صحيفة الخرطوم أواخر التسعينات للشاعر الراحل عبد الله محمد الزين يتناول فيها جانب من ملامح سيرة عصفور السودان الفنان الراحل إبراهيم عبد الجليل ولما تمثله تلك الحقبة الفنية من أهمية كان هذا البوست .
إبراهيم عبد الجيل عصفور السودان – 1 / 10
( صبي السمكري بسوق الموردة )
ولد الفنان إبراهيم عبد الجليل بحي الموردة بامدرمان في العام 1914 م وكغيره من صبية الحي فقد تعلم القراء والكتابة وحفظ ماتيسر من القران الكريم بخلوة الفكي ( حسن حسنين ) بحي الموردة ولكنه لم يستمر بالخلوة كثيرا إذ ساقته الظروف ليعمل صبي دكان في ورشة الأسطى ( يوسف السمكري ) الذي كان دكانه يقع في وسط تلك الدكاكين التي تصطف بالقرب من شاطئ النيل شرق ( حي الموردة ) قبالة جزيرة ( توتي ) جنوب ( منتزه الجندول ) وشمال ( بار حليم ) الذي أصبح محله فيما بعد مكتب بوستة أمدرمان وكان عمل الصبي إبراهيم عبد الجليل مع الأسطى يوسف السمكري كنافخ كير وتحضير لحام من القسطير والرصاص وفي بعض الأحيان كان يخرج متجولا بائعا للأباريق واللمبات .
وفي جولة من جولاته تلك بينما هو يدندن ويترنم بأغاني من سبقوه من الفنانين الكبار فقد أثار صوته الملائكي ذاك ولفت نظر الأستاذ " ديمتري الباذار " – غصبا عنه – فترجل من دراجته وقادها متتبعا ذلك الصوت الطروب وقد طرب جدا عندما سمعه يغني ويغرد باغنية التوم عبد الجليل :
يالقمري المضلل بي ورق الاراك روح لي حبيب وقوله متين أراك يالفي قوس حواجبك ناصب لي شراك بيعك في المحاسن والآرواح شراك يالغارم فؤادي ويالضارب ضراك شيل النوم ورجع قلبي الطاش وراك
وقد كانت قصيدة الشاعر أبو صلاح هذه مدخل الحديث بين ديمتري البازار وذلك العصفور الذي اتضح أخيرا لديمتري البازار بأنه شقيق الفنان الكبير التوم عبد الجليل وبعد ذلك لم يجد البازار صعوبة في أن يصل إلى أهل الصبي ويقنعهم بان ذلك الصبي سيكون له شأن عظيم في عالم الطرب والغناء وقد أقنع إبراهيم عبد الجليل نفسه أنه في في يوم من الأيام ستكون له أسطواناته وأغانيه الخاصة – وفي تلك الفترة كان ديمتري البازار يدرس بكلية غردون التذكارية ويساعد والده في إدارة المكتبة التي أسسها والده بمنزلهم الذي كان في مكان لوكاندة فيكتوريا التي التي لاتبعد كثيرا عن ميدان أبو جنزير بالخرطوم .
وقد كان الفنان إبراهيم في ذلك الوقت مولعا وشغوفا بأغاني الفنان عبد الله الماحي صاحب أول اسطوانات نزلت في السوق كما حكى بذلك إبراهيم نفسه على ما اذكر في حلقة إذاعية كان قد أجراها معه الأستاذ السر محمد عوض الذي خلف الأستاذ المبارك إبراهيم لفترة في تقديم برنامج حقيبة الفن وكما أذكر ان تلك الحلقة كانت في الستينات ومن الأغاني التي قدمها العصفور في تلك الحلقة كانت أغنية عبد الرحمن الريح :
أضيع أنا وقلبي يزيد عناهو وليحيا محبوبي ويبلغ مناهو سألت جارو عن راحتو وهناهو قالي دا واحد امه معجناهو وحياة صداقتك لو تسمع غناهو تقول لده بلبل ناح فاقد جناهو وأغنية الشاعر علي المساح : زمني الخائن مابيدورلو شهود ظلمك بائن جافيت النوم ولعل الأخيرة كانت : ضاع صبري للشاعر عبيد عبد الرحمن .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملامح من سيرة عصفور السودان إبراهيم عبد الجليل بقلم عبد الله محمد (Re: Emad Ahmed)
|
إبراهيم عبد الجيل عصفور السودان – 2 / 10
أول تسجيل للاسطوانات بالقاهرة
لقد عشق الفنان إبراهيم عبد الجليل فن الغناء عشقا لاتحده حدود ولذلك نجده قد حفظ جميع الأغاني التي كان يتغنى بها الفنانين الكبار الذين سبقوه وأخذ يشدو ويغرد بها في المنزل والشارع ومكان عمله وخاصة أغاني الفنان عبد الله الماحي الذي كان أول فنان نزلت أسطواناته في الأسواق وكانت تذاع في الفونغراف في مقاهي العاصمة وعند الموسرين بمنازلهم ومن الأغاني التي كان يرددها العصفور ( نور جناني ) للشاعر محمد ود الرضي : نور جناني وقبلة حناني ياجواهر عقد القصيد
والشئ الملاحظ أن أول ثلاثة أسطوانات نزلت للفنان عبد الله الماحي كانت للشاعر محمد ود الرضي وهي نور جناني وأحرموني والثالثة كانت تيهي فوق العز وهي من الأغاني التي عشقها الفنان إبراهيم عبد الجليل وكان يتغنى ويغرد بها معظم الأوقات وأنا في راي أن كل الحان الفنان عبد الله الماحي كانت من قبيل السهل الممتنع بمعنى ان اللحن سهل الأداء لافيه تضاريس ولا تعاريج ولاعلو ولا انخفاض ويسير على وتيرة واحدة ويعنى انه يختلف تماما عن الحان سرور وكرومة ولكن سرنجاح أغاني عبد الله الماحي كان ذلك الصوت الصافي العذب الطروب الذي جعل المستمع يتقبله ويحب سماعه بكل مشاعره ولذا قد واكبت أغاني الفنان عبد الله الماحي صوت الفنان إبراهيم عبد الجليل الذي لايقل صوته عذوبة وطربا ورقة عن صوت الفنان عبد الله الماحي.
ومثلما قلنا إن الأستاذ ديمتري البازار منذ أن اكتشف ذلك البلبل الغريد لم يفارقه لحظة واحدة وارتبط أسمه بالفنان إبراهيم عبد الجليل ارتباطا وثيقا كان أساسه وسببه الفن والطرب وفي أواخر سنة 1931 م صاحب ديمتري البازار الفنان إبراهيم عبد الجليل في أول رحلة للقاهرة للتسجيل بعد أن أتفق مع شركة ( أوديون ) وفي هذه المرة سجل الفنان إبراهيم عبد الجليل عبد الجليل أربع قصائد كانت للشاعر محمد ود الرضي " ينوحن لي حمامتن" وهذه الأغنية كان قد جارى بها الشاعر ود الرضي قصيدة " شموس عفة " وكان قد سجلها الفنان الحاج محمد أحمد سرور وكان معه كرومة والأمين برهان كشيالين وكذلك سجلوا معه قصيدة أبرهيم العبادي الشهيرة " برضي ليك المولى الموالي" .
كما شال سرور وكرومة مع الأمين برهان قصيدتين الأول للشاعر سيد عبد العزيز " الجنان في الدنيا " والثانية للشاعر عمر البنا " ياعيني وين تلقي المنام " كما وقف ثلاثثتهم خلف الفنان إبراهيم عبد الجليل كشيالين في قصيدة العمري " الشويدن روض الجنان" وفي ذلك الوقت كان الفنان إبراهيم عبد الجليل لم ييتجاوز سن السادسة عشرة .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامح من سيرة عصفور السودان إبراهيم عبد الجليل بقلم عبد الله محمد (Re: Emad Ahmed)
|
إبراهيم عبد الجيل عصفور السودان 3 – 10
مع أم كلثوم في استديو أوديون
لقد كانت الرحلة الأولى للفنان إبراهيم عبد الجليل للقاهرة في أواخر سنة 1931 م وقد سجل فيها بشركة " أوديون " أربع قصائد كانت الأولى للشاعر محمد ود الرضي ( ينوحن لي حمامتن ) والثانية للشاعر أحمد عبد الرحمن العمري ( الشويدن روض الجنان ) والثالثة للشاعر خليل فرح ( في الضواحي وطرف المدائن ) والرابعة كانت أيضا للشاعر خليل فرح ( ماهو عارف قدمه المفارق ).
وفي هذه القصيدة يظهر جليا ويتأكد حب الخليل لمدينة أم درمان ,, لقد كانت مدينة أم درمان عند الخليل هي الوطن والدولة بأعرافها – أي ممسكين بالشعر المتدلي فوق رقابها متسابقين للذود عن حياض وطنهم ودولتهم أم درمان ونحو النيل تدانو للموت واحتضانوا وللحرية كانوا تيجان المبادئ
وعندما قلنا أن الخليل قد اخذ النيل في رحلة عكسية إلى أم درمان ذلك لأن النيل في مسراه الطبيعي من الجنوب والشمال تقع مدينة أم درمان في يساره أو في غربه كما قال الشاعر محمد بشير عتيق في هذه المناسبة : في النيل بالجهة ( الغربية ) أنظر معقل الوطنية ( أم درمان )
والشئ الملاحظ أن الشاعر خليل فرح قد ذكر أم درمان في جميع قصائده الوطنية وفي إحداها يقول : سقاك يأم درمان كل مباكر يروى به روح وكل عمام سأبقى حزينا بعد بعدك كارها نعماءها حتى يحين حمامي
وكما يحكي ( مرجعنا ) الخال إبراهيم بابكر ( أبو الريف ) أن السيدة أم كلثوم عندما استمعت إلى الفنان إبراهيم عبد الجليل في إحدى بروفاته باستديو " أوديون " قد دهشت وأعجبت بذلك الصوت الملائكي وتساءلت : من فين العصفور دا ؟ ومن وقتها أصبح الفنان إبراهيم عبد الجليل يلقب بعصفور السودان والله اعلم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامح من سيرة عصفور السودان إبراهيم عبد الجليل بقلم عبد الله محمد (Re: Emad Ahmed)
|
إبراهيم عبد الجليل عصفور السودان 4 - 10
الغناء على مسرح علي الكسار
بعد أن سجل الفنان إبراهيم عبد الجليل الأربع قصائد التي ذكرناها ( ينوحن لي حمامتن, الشويدن روض الجنان, وفي الضواحي, وماعارف قدمه المفارق ) وكان قد مكث في القاهرة أكثر من شهر أقام خلاله عدة حفلات منها حفل كان رائعا جدا بيتاترو " علي الكسار " وقد قابل فيه الممثل الكوميدي الساخر نجيب الريحاني والممثلة القديرة أمينة رزق وبعدها أقام حفلا بمدينة درادو وبعدها حفلا بأسواق بتياترو النيل .
وبعد أن رجع العصفور إلى عشه بامدرمان بدأ في حفظ الجديد من الأغاني وتلحينها وتوقيعها وبدأ في حفظ الجديد من الأغاني التي أعجب بها عند الفنانين الكبار وتجويدها استعدادا لرحلته القادمة لتسجيلها ولا غرابة في ذلك الوقت أن يسجل الفنان ماسجل قبله من الأغاني فهنالك عديد من الأغاني قد تبودل تسجيلها بين أكثر من فنان وعاقبت أوقاتها من فنان لأخر فمثلا أغنية في الضواحي وطرف المدائن قد سجلتها الفنانة أم الحسن الشايقية قبل أن يسجلها الفنان إبراهيم عبد الجليل وكذلك أغنية الشاعر عبيد عبد الرحمن جور زماني : سهران ليل طائل حارس بدر غائب آه من جور زماني ومابي نوائب
كان قد تغنى الفنان الكبير الحاج محمد احمد سرور وسجلها قبل أن يتغنى بها ويسجلها الفنان إبراهيم عبد الجليل – كما سجل سرور قصيدة من مزاري بعد أن شطرها الشاعر إبراهيم العبادي وقد كانت قبل تشطيرها للشاعر محمد ود الرضي وتغنى بها وسجلها الفنان عبد الله الماحي.
وفي فترة المضاربة الثانية نجد أن قصيدة الشاعر عبيد عبد الرحمن ياحبيب رحماك عمري فيك مسيوم وقلبي ليك مشتاق وطرفي جافى النوم قد تغنى بها وسجلها الفنان الحاج محمد أحمد سرور وكان الشاعر عبيد عبد الرحمن قد جارى بها قصيدة الشاعر أبو صلاح التي لحنها وغناها كرومة ظبي رامة
ثم بعد ذلك نجد أن الفنان إبراهيم عبد الجليل قد سجل هاتين القصيدتين – ومن القصائد التي أعجب بها الفنان إبراهيم عبد الجليل قصيدة الشاعر خليل فرح ياليل صباحك مالو أحبابك جفوني ومالو
وهذه القصيدة قد سجلها الفنان إبراهيم عبد الجليل بعد أن سجلها الشاعر الفنان حدباي الصديق الحميم للشاعر خليل فرح ويعتبر راوية أشعاره – سجل له هذه القصيدة وكذلك قصيدة جناين الشاطئ. وهذه الأخيرة جنائن الشاطئ ماتزال موجودة بمكتبة الإذاعة بصوت الشاعر حدباي وأنا قدمتها في حلقة مع الأستاذ عوض بابكر.
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامح من سيرة عصفور السودان إبراهيم عبد الجليل بقلم عبد الله محمد (Re: Emad Ahmed)
|
إبراهيم عبد الجليل عصفور السودان 5 – 10
رحلات في أقاليم السودان
في قصيدة الشاعر خليل فرح التي سجلها في إسطوانة صديقه الشاعر حدباي فقد كان الشيالين الذين سجلوا معه هم الفنانين كرومة وإبراهيم عبدالجليل وأي مستمع مهتم بفن أغاني الحقيبة قد يكتشف صوت كرومة وإبراهيم عبد الجليل في ذلك التسجيل من أول وهلة . كما يكتشف صوت كرومة والأمين برهان في تسجيل الحاج محمد أحمد سرور لقصيدة برضي ليك المولى الموالي.
وبينما كان الفنان إبراهيم عبدالجليل منهمكا في الحفظ والتلحين والتوقيع والتجويد للقصائد الجديدة و القديمة جاءته دعوة من مدينة القضارف فلباها وأقام بعض الحفلات هناك وفي تلك الأثناء وصلته إشارة من السيد الفاتح التجاني مأمور مدينة الآبيض يدعوه فيها لزيارة الابيض وإقامة بعض الحفلات هناك فذهب إلى الابيض وأقام حفلا لصالح ملجأ القرشي تبرع بحقه في ذلك الحفل لملجا القرشي ثم أقام بعد ذلك حفلا لصالح نادي المدينة.
وبينما هو هناك دعاه الوجيه السيد عباس رحمة الله لزيارة مدينة النهود فذهب إلى هناك واقام لهم حفلا كان رائعا للغاية كما أخبرني الخال أحمد أبو الريف الذي كان هو وأحمد حسين ود أب كراع ومامون الزبير قد رافقوا الفنان إبراهيم عبد الجليل في تلك الجولة وكما يقول الخال ابو الريف ان الفنان إبراهيم عبدالجليل قد تغنى في هذه الجولة بكل الأغاني التي تخصه والتي تخص من سبقوه من الفنانين الكبار وكان معجبا بها ودائما يحب أن يغنيها وقد كانت قصيدة الشاعر ابراهيم العبادي عازة الفراق بي طال دائما ماينهي بها حفلاته.
لقد كان الفنان إبراهيم عبد الجليل أكثر الفنانين تجوالا بالاقاليم حيث كانت دعواتهم لاتنقطع أبدا عن طلبهم للفنان إبراهيم عبد الجليل ليزورهم ولذلك كان دائما مشغولا بتحضير الجديد من الأغاني لان أغانيه الخاصة وقتها لم تتعدى الاربع قصائد التي سجلها ولذلك كان في حالة حفظ وتجويد لكثير من أغاني الفنانين الذين سبقوه ووجدت هوى كثيرا في نفسه ولاقت مزاجه في أن يتغنى بها وخاصة اغاني الفنان عبد الله الماحي والأغاني التي تقع في بحر رواياتها – أي الحانها ومن المناطق التي زارها وأقام بها حفلات أيضا كانت مدن سنجة والسوكي وبربر وبور تسودان وود مدني وغيرها كثير من المدن وفي ود مدني التقى بالشاعر علي المساح الذي قدم له أغنية زمني الخائن.
من الأغاني التي كان يداوم على غنائها قصيدة آمنة للشاعر عبد الرحمن شوقي المهندس وهذه كان قد تغنى بها وسجلها في إسطوانة شقيقه الفنان التوم عبد الجليل وهذه القصيدة كان قد جاراها الشاعر إبراهيم العبادي بأول قصيدة غناها الفنان الحاج محمد أحمد سرور وهي ألم البعاد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامح من سيرة عصفور السودان إبراهيم عبد الجليل بقلم عبد الله محمد (Re: Emad Ahmed)
|
إبراهيم عبد الجليل عصفور السودان 6 – 10
رحلة القاهرة الثانية
في أوائل العام 1935 م كانت رحلة العصفور إبراهيم عبد الجليل الثانية للقاهرة وكان يرافقه فيها بجانب الأستاذ ديمتري البازار من الشيالين – كورس – علي حسن ومأمون الزبير والطيب مزاري وقد كان تسجيله هذه المرة باستديو " أديون " حيث سجل أغنية ياعازة الفراق بي طال للشاعر إبراهيم العبادي وللشاعر عبيد عبد الرحمن أغنية منظر شئ عجيب ما أحلى الغزل وللشاعر أبو صلاح ياظبي رامة وللشاعر خليل فرح بدر التمام والتي ذكر فيها صديقه محمد عثمان منصور الذي ألف له خصيصا هذه القصيدة بمناسبة زواجه في منتصف العشرينات.
وبعد أن سجل الفنان إبراهيم عبد الجليل هذه القصائد الآربعة عاد إلى السودان ووجد الشعراء ينتظرونه بفارغ الصبر وقد قدم له الشاعر أحمد عبد الرحيم العمري قصيدة : أوعديني ثم أمطليني هذا أنصف لو تعدليني عن هواي الزاد دلليني وكذلك قدم له : يالهواكم أذى في البداية النهاية كيف تبقى خير هذا أسلوب الشاعر أحمد عبد الرحيم العمري دائما نجد في نظمه مر الشجن ورنة الحزن وشكوى فؤاده الأسير وقد يظهر ذلك جليا اذا ماتعرضنا لقصيدته التي سجلها أولاد بري ( بابكر وحميدة ) يالهواكم بقي لي جريمة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامح من سيرة عصفور السودان إبراهيم عبد الجليل بقلم عبد الله محمد (Re: وليد عبد اللطيف)
|
الاخ الحبيب عماد احمد ، تحياتى واشواقى لشخصكم العزيز، وأشكرك بحرارة على هذا البوست وأترحم على الشاعر والاديب الفذ الراحل عبدالله محمد زين على هذا السرد الجميل لفنان مبدع فى قامة ابرتاهيم عبدالجليل ، تربطنى علاقة نسب ومصاهرة مع هذا المبدع، والحقيقة أود أن أضيف معلومة بحكم القرابة، وهو ملاحظتى لأننى لاحظت ان ظاهرة الطرب والصوت الجميل موجودة فى احفاد الراحل من ناحية أخواته، وينجلى فيهم حلاوة الصوت بنات واولاد، وكانوا دائما يحبون الطرب ويكثرون من الحفلات والغناء فى المناسبات العائلية وعطرونا بجمال لاينسى نتذكره فى الموردة والشعبية . أكرر شكرى لهذا الابداع، مودتى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامح من سيرة عصفور السودان إبراهيم عبد الجليل بقلم عبد الله محمد (Re: Magdi Is'hag)
|
أبراهيم عبد الجليل عصفور السودان ( 7 – 10 )
بين الخليل وعبيد عبد الرحمن
بعد أن عاد من رحلته الثانية للقاهرة الفنان إبراهيم عبد الجليل وكما ذكرنا سابقا فقد أعطاه الشاعر أحمد عبد الرحيم العمري قصيدتين وفي تلك الفترة أعطاه الشاعر أحمد حسين العمرابي قصيدة زيد في الهجران ليلى ما أحلاك .. وكذلك كان الشاعر سيد عبدالعزيز ينتظره بقصيدتان الأولى روح يانسيم وشقق الوديان والثانية يانديمي بندب صبايا .
وبينما بدأ في تحضير وتجهيز تلك القصائد وصلته دعوة من بور تسودان فشد الرحال اليها يرافقه الأستاذ ديمتري البازار وكان معهما من الشيالين علي حسن ومامون الزبير وعازف الأوكورديون محمد جوغان حسن وهؤلا كلهم من أبناء حي الموردة فاقاموا في بور تسودان عدة حفلات قيل أنها كانت ناجحة جدا وفي طريق عودتهم إلى الخرطوم نزلوا بمدينة هيا بناء على رغبة موظفي نادي السكة حديد وأقاموا لهم حفلا هناك وفي رحلتهم تلك زاروا كثيرا من مدن البحر الأحمر وقد زاروا ميناء سواكن وهي ترفل في ثوب الذكرى الباقية.
عند عودة الفنان إبراهيم عبد الجليل إلى أم درمان وجد الشاعر عبيد عبدالرحمن ينتظره باغنية ضاع صبري أين ياوصلي وهذه القصيدة قد ألفها الشاعر عبيد عبد الرحمن مجاراة لقصيدة خليل فرح ميل وعرض وقد كان هنالك لغط ومغالطات في أن خليل فرح هو الذي جارى قصيدة عبيد عبد الرحمن لكن هذا في رايي غير صحيح لان قصيدة خليل فرح قد لحنها الفنان كرومة وتغنى بها قبل أن يغني ويسجل إبراهيم عبد الجليل ضاع صبري في العام 1938 م وخليل فرح توفي في العام 1932 م.
وبعض المعاصرين يقولون أن الحاج محمد سرور قد تغنى بتلك القصيدة (ميل وعرض ) إضافة لقصائد : بلى جسمي وفتق جفاك وزاهي فرعك وفتق ملا الظل الوريف والله أعلم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامح من سيرة عصفور السودان إبراهيم عبد الجليل بقلم عبد الله محمد (Re: Emad Ahmed)
|
أبراهيم عبد الجليل عصفور السودان ( 8 – 10 )
على مسرح يوسف وهبي بالقاهرة
لقد ذكرنا أن الفنان إبراهيم عبد الجليل قد ذهب للقاهرة مرتين الأولى كانت في أواخر سنة 1931 م وعاد منها في أوائل سنة 1932 م والثانية كانت في سنة 1935 م حيث قابل فيها شقيقه التوم عبد الجليل الذي كان يعمل في منطقة التل الكبير وقد كان لقاؤهما بحي الأزبكية.
وفي اوائل سنة 1938 م تعاقد الأستاذ ديمتري البازار مع السيد حسن صالح خضر ليسجل الفنان إبراهيم عبد الجليل بعض الأغاني لحسابه وهذه المرة كان التسجيل باستديو " متشجان ".
لقد وصل الفنان إبراهيم عبد الجليل ومعه أستاذه ومدير أعماله ديمتري البازرا ومعه الشيالون حمودي ومامون الزبير وعلي حسن ونزلوا بفندق (فؤاد) الذي كان قريبا من منطقة العتبة وقبل التسجيل الرسمي أقاموا عدة حفلات الأولى كانت لصالح جمعية أبناءمدينة دنقلا والثانية كانت بعين شمس والثالثة كانت بمسرح الفنان الكبير يوسف بك وهبي وهناك تعرف الفنان إبراهيم عبد الجليل بالفنان الشعبي محمد البكار ونمت بينهما علاقة حميمة جعلت الفنان محمد البكار يرافقه في كل تحركاته بالقاهرة وقد أخذت لهم صور تذكارية هو والأستاذ ديمتري البازار والفنان المصري محمد البكار وقد رايتها معلقة بديوان الخال إبراهيم بابكر أبو الريف الذي كان يحتفظ بجميع صور الشعراء والفنانين ولاعبي الكرة القدامى وقد كان ديوانه عبارة عن متحفوقد كان هو مرجع متحرك لكل هذه الأنشطة.
ولقد كانت أولى القصائد التي سجلها الفنان إبراهيم عبد الجليل باستديو متشجان قصيدة سيد عبد العزيز يانديمي بندب صبايا ثم قصيدة الشاعر عبيد عبد الرحمن ضاع صبري أين ياوصلي وبعدها ذهب هو وجماعته مع شقيقه التوم عبد الجليل للمعسكر وما أن سمع الجنود بقدوم الفنان إبراهيم عبد الجليل حتى أسرعوا متسابقين بالتهانئ والسلام السوداني وبوادر الكرم والترحاب فمكثوا هنالك طوال ثلاثة أيام وأقاموا للجنود حفلا كبيرا أستمر الغناء فيه إلى ماقبل الصبح وقد شارك شقيقه التوم بالغناء في ذلك اليوم – وقد فارقوا المعسكر في اليوم الثالث في زفة وداع مؤثرة من الجنود الذين أثرت فيهم تلك الزيارة تأثيرا عظيما.
وبعدها واصل إبراهيم عبد الجليل تسجيلاته وسجل قصيدة الشاعر أحمد عبد الرحيم العمري يالهواكم أذى في البداية .. النهاية كيف تبقى خير ثم سجل قصيدة أوعديني ثم امطليني وهي أيضا للشاعر أحمد عبد الرحيم العمري.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامح من سيرة عصفور السودان إبراهيم عبد الجليل بقلم عبد الله محمد (Re: Emad Ahmed)
|
أبراهيم عبد الجليل عصفور السودان ( 10– 10 )
أغاني جديدة لمحمد بشير عتيق
الاتفاق الذي عقده الأستاذ ديمتري البازار مع مستر استراك مدير شركة " متشجان " وسجل بموجبه الثنائي عوض وإبراهيم شمبات ( لي في الحب مسائل ياقاضي الغرام) ذلك الاتفاق قد منح الفنان إبراهيم عبد الجليل أن يسجل القصيدة الوطنية التي تغنى بها في حفل التل الكبير وهي للشاعر محمد بشير عتيق .. عشت يانيل.
في سنة 1947 م رجع الفنان إبراهيم عبد الجليل إلى مصر بعد اتفاقه عقده صديقه ديمتري البازار مع شركة " أوديون " وسجل الفنان إبراهيم عبد الجليل في تلك المرة (مولاك ذو الجلال) للشاعر محمد بشير عتيق كما سجل للشاعر عبد الرحمن الريح (هات لينا صباح) وهذه قد سجلها لإذاعة أم درمان الفنان الكبيرعبد العزيز محمد داؤود .
في سنة 1949 م بعد إتفاق مع علي عبد الله (نيو بازار) ذهب الفنان إبراهيم عبد الجليل إلى القاهرة وسجل (بدر فاق بدرك .. سماهو فوق لي سماك) ولعل هذه القصيدة للشاعر سيد عبد العزيز والله أعلم.
في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات عندما كان الفنان إبراهيم عبد الجليل يسكن مع شقيقه التوم عبد الجليل في شمال غرب أبو كدوك كانت الدار التي نلتقي فيها جوار منزل التوم وقد كان يؤمها ويشرفها الأستاذان عبد الله عشري والأستاذ التني ولقد كنا أنا وصديقي جادين جابر صاحب الصوت الجميل – رحمه الله نأتي إلى هذه الدار ومعنا الفنان الكبير صقر الشيخ برفقة زميله الفنان إبراهيم عبد الجليل وعندما يلتقي الفنان صقر الشيخ بزميله الفنان إبراهيم عبد الجليل .. ياللطرب !! هذا زمن كان السودان سودانا وكل واحد على كيفه.
يعتبر الفنان إبراهيم عبدالجليل أصغر فنان سوداني غنى بالسودان ثم يليه الفنان عمر أحمد ثم الفنان إبراهيم عوض .. فترة الفنان إبراهيم عبد الجليل بعد العام 1949 م سوف نتطرق لها لاحقا في الوقت المناسب إن شاء الله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامح من سيرة عصفور السودان إبراهيم عبد الجليل بقلم عبد الله محمد (Re: Magdi Is'hag)
|
Quote: الأعزاء على حسب معلوماتي و كنت أجزم إنها حقيقه إن التوم و إبراهيم عبدالجليل أضلا من الكوه من النيل ألابيض فهل ميلاده في المورده هل مؤكد أم هو نتيجه لوجود الأسره في المورده في فنرة ولادته وطفولته؟ أرجو لمن يمتلك المعلومه تأكيدها أوتصحيحها إثراء لهذا التوثيق لكم الود |
كاتب المقالات الشاعر الراحل عبد الله محمد زين شاعر الأغنية الشهيرة (أنا أم درمان) كان أفضل من يكتب عن مدينة أم درمان لمعرفته الدقيقة والوثيقة بها وبعد أن انتهى من كتابة تلك الحلقات في صحيفة الخرطوم قام بعمل عدة تصويبات ولم يتم الأشارة لمولد الفنان إبراهيم عبد الجليل بالتصويب لذا نسبة صحة مولده بالموردة كبيرة جدا وللمزيد من التأكيد اتصلت بموسوعة الحقيبة عوض بابكر عدة مرات ولكن للأسف وجدت موبايله مقفول. ودي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملامح من سيرة عصفور السودان إبراهيم عبد الجليل بقلم عبد الله محمد (Re: هاشم محمد الحسن عبدالله)
|
Quote: الاخ الحبيب عماد احمد ، تحياتى واشواقى لشخصكم العزيز، وأشكرك بحرارة على هذا البوست وأترحم على الشاعر والاديب الفذ الراحل عبدالله محمد زين على هذا السرد الجميل لفنان مبدع فى قامة ابرتاهيم عبدالجليل ، تربطنى علاقة نسب ومصاهرة مع هذا المبدع، والحقيقة أود أن أضيف معلومة بحكم القرابة، وهو ملاحظتى لأننى لاحظت ان ظاهرة الطرب والصوت الجميل موجودة فى احفاد الراحل من ناحية أخواته، وينجلى فيهم حلاوة الصوت بنات واولاد، وكانوا دائما يحبون الطرب ويكثرون من الحفلات والغناء فى المناسبات العائلية وعطرونا بجمال لاينسى نتذكره فى الموردة والشعبية . أكرر شكرى لهذا الابداع، مودتى . |
الأخ الحبيب هاشم محمد الحسن عبدالله سلام وأشواق بالطبع الجينات لها دور كبير في انتقال ذلك الجمال والابداع لاحفاد الشاعر الراحل عبد الله محمد زين الف رحمة ونور تتنزل على قبره. لاشكر على واجب ومنورنا كتير ياهاشم وافر الود والاحترم
| |
|
|
|
|
|
|
|