دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
من ذاكرة الذاكرة ( حلقة 1 )ه
|
من ذاكرة الذاكرة ..
أمدرمانيات
كنا صغارا وكانت صغيرة .. إي والله .. شهدناها وهي تتقلد الأعمدة وأسلاك الكهرباء . غير عابئة بانزيـــاح (طرحة القريــة) عنها ، تاركة شعرها للريح . ورأينا رأي العين كيف أنها كانت تبتلع القرى من حولها وتسافر بالبيوت وتتكلم بالخيوط وتستحم من الصنابــير المعلقة والمطر الموضعي ، كم كانت رحلتها شاقة وشيقة من ( تشنيقة الطاقية ) إلى (تسريحة إبراهيم عوض) .. فانحسار الخدور وسفور البدور وكأن ساحرا غجريا تسلط على نبع ( الحقيبة ) فمحاه وترك جداوله منتمية إلى اللاشـــئ فجأة قبل أن تجف تلقائيا .. حيث استدارت البنات عن جلستهن في الحفلة قبالة الجدار دفعة واحدة إلى صدور لا تحسن الســـامبا ولكنــها ترقصها على كل حال ...
وأمدرمان لا تدع مزاحها الإفريقي ذاك الخشن تارة بالمطر المفاجئ ذي القطرات الكبيرة المضحكة وحينا بالريح المتربة التي تمارس شقاوتها على أشكال الجميع فتضحك الشيخ على ( حيرانه ) والحيران على شيخهم وتساوي في اللون والسحنة بين مفيدة الحلبية وأمونة الشايقية رغم شلوخها المحفورة باتجاه الريح .. ولشمس أمدرمان في ذلك المزاح جنونها الخاص ، والحمد لله أنها لم تكن تستعمل في مزاحها ذاك إلا عينها .. ( تحمرها ) بسبب وبلا سبب إذا عن لها ولا تحفل في ذلك صيفا كان الفصل أم شتاء المــهم أن ( تحمر عينها ) تماما ( كإسماعيل الطهار ) إذا نظر إلى ولد ليس مختونا يلعب في الشارع .. ويا لها حينما تغيم وتحنو من أم رؤوم .. تبيح لنا يومها كل ماء النيل وأمواه ترعة الحبيب وما جاورها وما من طائر قدوم أحمر يطير بجناحيه إلا وأتاحته لنا ( وهو طاير ) رحم الله أيامك يــا أمدرمان ، هكذا أنت حتى يومنا هذا لا تتركين تقلب مزاجك ! ..
تنتجين المشايخ والصعاليك والبرد الذي يشقق الكعوب والشفاه وتلدين الشعراء والمغنيين سهوا وكأنك تتلمظين ( فول فلاتة ) في انتظار بص الشنقيطي لا تلقين إليهم بالا ، فإذا ما وخزك فجأة نزغ النشوة العابث لعادتك القديمة ناقرت نيلك كلبؤة تستفزأســدها .. تستمتعين حيــن يطـــاردك كحــوت مقهــور حتـى ديوانيــات بيـــوت( السراريج ) ومشارف بيت المال بل ربما يفيض به الحنق عليك أحيانا فيبلغ بيت أزهري وبيان الســيد أحمد التيجاني !! أيرضيك أن يصل إلى بيان السيــد أحمد التيجاني ؟ .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من ذاكرة الذاكرة ( حلقة 1 )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
الأخ الحبيب الكتيابي
لك الود
حرصاً على جمال ذكرياتك أتمنى أن تبثها في بوست موحد وليس في حلقات منفصلة لتسهل المتابعة والتوثيق وحتى لا تشوش مداخلات احبابك على وحدة النص وجماله أتمنى أن ترسلها متصلة وذلك بأن تذهب لآخر حلقة من الذكريات أضغط عليها لترسل الحلقة الجديدة Reply تجد تحتها مباشرة
تحياتي وأطيب أمنياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|