|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Imad El amin)
|
من التعاريف اعلاه ...
ان مصطلح بمين يسار شانه شان كل المفاهيم ,,نشا في واقعة محددة واكتسب تعميما بحيث فارق ملابسات نشاته واكتسب روحا معممة وقدرة علي توصيف وقائع اخري بملابسات اخري وهكذا
يقر التعريف وواقع حال الاحزاب السياسية بان المنظمات السياسية وان كانت ذات توجه يساري لايمنع وجود فئات ومواقف يمنية ...
يضيف الجابري بان المصطلح بالاضافة لبعديه الاقتصادي والايديلوجي صار له بعده الدولي ابان حقبة نشؤ الاتحاد السوفيتي وابان الحرب الباردة وتحالفاتها الدولية وصار له حضوره الفاعل في الصراع السياسي في اي من بقاع العالم
ويتحدث العديد من المحللون ان مفهوم اليسار واليمين في حاجة الي اعادة تعريف , اخذين في الاعتبار نهاية حقبة الحرب الباردة التي كما اسلف غزت المصطلح ايما تغذية واخذين كذلك ماتفرضه حقائق اليوم انتصار الراسمالية المعولمة وبروز قضايا الديمقراطية وحقوق الانسان والفئات المضطهدة والحفاظ علي البيئة ....الخ وبالطبع قضايا الفقر . و بعض هذه القضايا صارت من فرط الاهتمام بها والتصدي لمعالجتها قضايا فوق طبقية بالنظر لمعسكر مناصريها... وصار معسكر اليسار (التقليدي) لا (يختشي) من التحالف مع بعض اعدائه (التقليديون ) في خضم معاركها وان احتفظ بتميزه الاستراتيجي في استشراف الافق الاشتراكي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Imad El amin)
|
ناتي لمقولتك او بالاصح توصيفك يمنيي الحزب الشيوعي وقبل الاسئلة
اود ان استدعي من الذاكرة انها ليست المرة الاولي في تاريخ الحزب الشيوعي ان يرد هذا (التوصيف) وابرز ما ازكره هو : ان الحزب قد شهد اكثر من انقسام دارت فيه الصراعات حول ثورية القيادة وابرزهاانقسام 1970 علي خلفية الموقف من انقلاب مايو وبرغم تباين المنقسمين لاحقا الا ان احد ابرز الانقساميين وهو عمر مصطفي المكي قد كتب كتابا وصدر ملخص له في فترة الحملة الانتخابية في الديمقراطية الثالثة لصالح الجبهة الوطنية التقديمية .الكتاب هو تاملات ماركسية في نهج القيادة الحالية للحزب الشيوعي /الجزء الاول / الطائفية والديمقراطية اكبر قضايا بلادنا (علي مااعتقد) وملخصه الماركسية اللينية المفتري عليها/ انتخابات ومواقف .في هذا الكتاب ومن مواقع يسارية/ماركسية تم انتقاد مواقف الحزب الشيوعي والتنظير والتاكيد علي يمينيتها ..
الاشارة لهذا الكتاب مهمة لاحتواءه علي العديد من الدعاوي والدفوعات التي يطلقها اصحاب التوصيف (يمنيو الحزب /القيادة اليمنية) وسنعود اليه ..
اذا هي ليست دعوة جديدة ..ولكن ماوجه الشبه بين توصيفك الذي يخاطب قضايا القرن الواحد والعشرين وبين وصف الستينيات ذاك اين يتقاطعان واين يختلفان?
قبل اطلاق اي توصيف لابد من دراسة الجسم/التنظيم السياسي المعني المراد توصيفه وعلي اي واقع يعمل ويتحرك وقدرته في التاثير والتاثر بهذا الواقع ..ان اصدرت توصيفك ولن نختلف في تحديد اهم قضايا الوطن الان الماثلة والملحة وان سمحت لي ساورد اهمها في تعميم ارجو الا يكون مخلا :
السلام ووقف الحرب
التحول الديمقراطي
تفكيك الدولة الشمولية واعادة بناء الدولة القومية علي اسس العدالة والمساواة
التنمية الاقتصادية ..ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين وبالطبع غيرها وغيرها ..
وعلي اي واقع تتحرك هذه القضايا ..وايضا بايجاز هو واقع التجزءة وغياب العمل الجماعي الجاد والفاعل مما يشئ بامكانية عدم انجاز المهام اعلاه..
الا تعتقد ان بعض هذه القضايا يمكن ان تكون عابرة للتوصيف يسار/يمين ويمكن بل المطلوب التصدي لها بتحالفات قومية...?
هل قيادةالحزب التي تصفها باليمينية هي كذلك فقط في تفاوضها مع حزب الترابي ..ام ان الامر اكبر من ذلك وهي سلسلة من المواقف وماهي?
ورد في ثنايا حواراتك ان السودان الجديد هو القادم بقوة ..وطرح السودان الجديد هو الاكثر بروزا ومحورية في الصراع السياسي الان ودفعا للنقاش دعني ايضا اتسائل هل الموقف من طرح السودان الجديد هو الذي يحدد يسارية ام يمنية الفءات السياسية المختلفة? اعلم انك لم تقل ذلك هل الشعار هو شعار لتجميع قوي اليسار ?وهل ضمن قضايا هذا ماهو فوق التصنيف يسار/يمين ?
اعلم ياصديقي ان الامر معقد والمحاور كثيرة ولكني اثق في قدرتك علي الابانة
وساعود باسئلة وتعليقات اخري بعد افاداتك ..
ولك مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Imad El amin)
|
أهلا عماد الأمين
أنا بخير و كذا الأسرة بألف خير.
Quote: اسمح لي ياعزيزي في (التدخل) في تخصصك لمناقشة امر استصعب علي ..ورد في ردودك ولاكثر من مرة
لقاء يمينيي الحزب الشيوعي السوداني بالمؤتمر الشعبي
وردت وبتكرار يؤكد اصرارك عليها مما يوحي استنداها علي مايجعل منها وصفا دقيقا لحال تلك القيادة, وان تاتي بهذا التكرار من متخصص وذو تجربة سياسية يفتح باب التساؤل والحوار وهذا ما انشده في الحوار معك ...فهل تسمح |
جدا يا عماد و منكم نستفيد. سأعود خلال اليوم لا محالة لما أعنيه بيمينيي الحزب الشيوعي السوداني
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Murtada Gafar)
|
مرحبا عزيزي مرتضي وشكرا للاستجابة
ولم تخيب ظني في المباشرة وتحديد المحاور ..فذلك ادعي لياتي الحوار مبينا وواضح ولنبدا بمحورك الذي ذكرته ...
محاربة التجديد و الإصلاح لعل منهاضة التغيير و التطور تعد عندي من أكثر السمات المميزة لليمينية.
...يجعل منها عملا غير منتج و ترفيهي هذا إذا ما أحسنا الظن بها و قلنا إنه أريد بها التجديد أصلا و لم يراد بها إمتصاص رغبة الكادر في التغيير لوقف هدره و التفريط فيه،
وفي يقيني انها حقا تصلح لتمييز مواقف الهيئات والافراد اقترابا وابتعادا من مواقع اليسار واليمين بمعناهما الذي رسخ او اي معني اخر بعد توضيحه
ولكني اختلف معك في ان يستند التمييز علي سرعة البت في قضايا التغيير واعتقد ان الاجدي هو التصنيف استنادا علي محتوي التغيير المطلوب .. وكما تلعم ان محتوي ورقة الراحل الخاتم عدلان قد تم النظر اليها من بعض عضوية الحزب باعتبارا هجرة الي اليمين ..وهنالك جماعة اخري نظرت لبعض ما اسفرت عنه حصيلة المناقشة العامة ومارشح منها باعتباره ايضا توجه يميني يسيطر علي الحزب واصدرت بيان بذلك تحت مسمي (مقاومة تصفية الحزب)
الحادثتان تثبتان ان الامر به من التعقيد مابه , وان الصراع حول محتوي التغيير هو جوهر الصراع
اما مسالة البطءوالتلكو في حسم القيادة لمسالة التغيير فذلك امر اجرائي وانا اتفق معك في امكانية وجود بعض الذين يسعون الي استدامة التلكو لمقاومة التغيير لكن يبقي المحك في جرهم الي ساحة صراع المحتوي وعندها سيتضح بجلاء يمينيتهم من يساريتهم ..
وساتي الي نقطة تاخير حسم المناقشة العامة بعد سماع رايك حول احقية واسبقية محتوي التغيير في تصنيف اليسارية/اليمينية ولك ودي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Murtada Gafar)
|
الاخ/مرتضي ...
كتبت
Quote: ليمينيون في الحزب الشيوعي يناهضون و و يحاربون التغيير هذا ما قصدت قوله من مداخلتي .
|
وانا ادركت ذلك واعتقد انك كنت واضحا كما قلت ..ولكن وكما اوضحت انت ادناه ان الامر به شي من صعوبة
Quote: فيا عماد أنا أرعى الفرز هنا إلى يمنيين و يساريين بحكم الموقف من التجديد و التغيير أدري الأساليب التي يمكن أن تمارس حتى تصعب مهمة تسمية من هم اليمنيين و من هم اليساريين بإستعمال هذا المعيار لكن لن يصعب رصد تلك النزعات و لا ذلك التيار
|
اوافقك انه يمكن الاخذ به معيارا ولكن كما قال (بتوضيحاته) .فما استقر عليه تعريف اليسار/اليمين (رغم حوجته للتجديد) لايجعل من توصيفك امرا واضحا دون توضيح .وقلت انني لا اعتقد انك تقر بان الرفض للتجديد فقط كافيا لاطلاق نعت اليمنية بل يجب البحث عن اي تجديد تم رفضه ...
Quote: أما فضية مساهمة الخاتم أراك تحاول تبسيطها |
مساهمة الراحل الخاتم لا احاول تبسيطها فقط اوردتها في سياق ان الامر برمته معقد ..فلقد نعتت بالهجرة الي اليمين مثلما نعتت اراء القيادة التي رفضتها باليمنية ايضا..
وفي انتظار البقية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Imad El amin)
|
مواصلة ياعزيزي مرتضي
انت تعلم وان قيادة الحزب (مجبرة ام مختارة) قد قبلت بضرورة التغيير , وبذلك ارسيت ساحة الحوار ليدلو كل بما اراد , وان احتفظت هي بما يوجه المناقشة وتلك كما اسلفت مسائل اجرائية سياتي النقاش حولها لاحقا واجزم بامكانية اتفاقي معك 100%
لكن ياعزيزي لنبقي في محتوي التغيير المطلوب واسمح بالدفع بهذه الاسئلة مرة اخري :
انت تعلم ان برنامج الحزب ولائحته المجازان منذ النصف الثاني من الستينيات صنفت الحزب ضمن قوي اليسار ان لم يكن قلب حركة اليسار في السودان,وتعلم ملابسات تلك الفترة وقضاياها وتحالفاتها...الخ وتعلم ايضا حجم وعمق التغييرات التي ضربت كوكب الارض في العقدين المنصرمين وما القته علي قوي اليسار واليسارالماركسي علي وجه الدقه ..
نحن اذن اما حقيقتان قيادة (مجبرة ام مختارة) قد قبلت بضرورة التغيير , وقضايا جديدة امام قوي اليسار ...
وحقيقة ثالثة مهمة برغم عدم اكتمال الرؤي والسقف الواطئ لقضية التغيير التي تباشرها هذه القيادة (كما تفضلت) برغم ذلك رشح من المناقشة العامة (مقترح البرنامج اللائحة مثلا)و التي تجد التايد من قبل القيادة . والاسئلة هي:
مما صدر من المناقشة ماهو المحتوي الذي يجعل من قيادة الحزب قيادة يمينية?
فالسقف الواطئ ليس كله يمينيا وقد يكون مرده لعدم القدرة
اما مساندة التغيير بوجه مطلق فلا اعتقد ان ذلك ماترمي اليه وانك تساند وجهة ما للتغيير المطلوب ; لكن هل تصنيفك لليمنين يستند علي ماتويده من محتوي وجهة التغيير التي تساندها? ان كان الامر كذلك ارجو ان تورد لنا عموميات او تفاصيل هذه الوجهة? ولك مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Imad El amin)
|
الأخ عماد كتبت:
Quote: مساهمة الراحل الخاتم لا احاول تبسيطها فقط اوردتها في سياق ان الامر برمته معقد ..فلقد نعتت بالهجرة الي اليمين مثلما نعتت اراء القيادة التي رفضتها باليمنية ايضا.. |
مرة أخرى أنا أوردتها هنا ليس من باب التحقق من هجرتها نحو اليمين أو اليسار، لكن أنا أوردتها هنا من باب التدليل على يمينية من تعاملوا معهابفقه الإخفاء و الحجب عن النشر و بالكذب و إدعاء أن آلة طباعة الوثائق الحزبية متعطلة،، كما روى هو هنا على سطح المنبر، إعداما لفرص تداولها سلميا و وفق اسس ديمقراطية مفترى عليها، و هذا ما أعنيه بالتبسيط فأمرها أكبر من هجرتها يمينا أو يسارا أو هجرة معارضيها يمينا و يمينا فقط و لا أرى في ذلك تعقيدا.
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Murtada Gafar)
|
شكرا للأستاذ عماد الأمين لفتحك هذا الحوار الهادئ المفيد. وأرجو أن تسمحوا لي بالمشاركة فيه. وأرجو أن أوكد على صحة ما أورده الأستاذ عماد الأمين من تاريخية التعريف لليسار واليمين وأرتباط ذلك بالثورة الفرنسية والمجلس الذي كان يسمى ب French Estates- General والذي يعادل بمفاهيم اليوم البرلمان فينا أورد قاموس البتجوين للسياسة The Penguin Dictionary of Politics طبعة 1993 ص 277. وصحيح أيضا ما ذهب إليه الأستاذ عماد من إرتباط مفهوم اليسار بالتغيير الإجتماعي الراديكالي المرتبط بالجماهير وحقوقها والعدالة الإجتماعية بشكل عام والإشتراكية بشكل خاص. ولنأتي الآن لمقولة الأستاذ مرتضى جعفر. يقول الأستاذ مرتضى: "هذا النمط من العضوية و الذي حاز مني على هذا التوصيف تتبدى ملامح يمينيته في أكثر من وجه من أوجه ممارستة للنشاط الحزبي، سأتناول في هذه المداخلة الموقف من قضية التغيير و التجديد و سأقوم لاحقا بتعديد بقية ما أعتقده ملامح الإتجاهات اليمينية داخل الحزب الشيوعي السوداني فمثلا قضية التغيير و الإصلاح داخل الحزب تعد مسرحا يظهر فيه بوضوح هذا التيار اليميني بوقوفه سدا منيعا أمام التغيير و الإصلاح، و لعل منهاضة التغيير و التطور تعد عندي من أكثر السمات المميزة لليمينية." أولا: هل هناك موقف واحد من التغيير والإصلاح في الحزب الشيوعي؟ أم هناك مواقف عدة؟ وكيف نفرز ماهو يميني وما هو يساري بين هذه المواقف المتعددة؟ أنا مثلا أعتقد أن هناك تيارا يمينيا، بعضه خرج من الحزب والبعض ما زال باقيا فيه يهدف لتصفية الحزب الشيوعي: جزء من خذا التيار طالب مباشرة بحل الحزب وتكوين لجنة جديدة لتنشئ حزبا جديدا يقطع العلاقة مع تاريخ الحزب وماضيه ونظريته وجزء آخر يريد أن يرث تاريخ الحزب وجماهيره ويغير الحزب لحزب غير شيوعي، غير عمالي، غير ماركسي. و في تقديري هذا التيار هو تيار يميتي تصفوي، مهما كان القناع الذي يلبسه حول محاربة ونقد الستالينية وتبني روح العصر ويمكن تلخيص أفكاره كنا فعلت في موسم الهجرة لليمين في الآتي "أ- الهجوم على تاريخ الحزب الشيوعي وقراءة ذلك التاريخ بشكل يركز على السلبيات ويؤطر الهجوم على قيادة الحزب، الاحياء منهم والاموات، وخص عبد الخالق محجوب بجزء كبير من ذلك الهجوم (الدكتور فاروق محمد ابراهيم في قضايا سودانية، العدد الرابع، ابريل 1994). ب- الاستدلال بانهيار الاشتراكية السوفيتية في الاتحاد السوفيتي وشرق اوربا لاثبات: سقوط الماركسية اللينينية، عدم امكانية تطبيق الاشتراكية (فيصل، ورقة الى اين نتجه، مصطفى الشيوعي 157) وبالتالي حذف كلمات واهداف الاشتراكية من برنامج الحزب الجديد. ج- قراءة الثورة العلمية والتقنية بانها تمثل نهاية الطبقة العاملة او تقلصها او انها غير قادرة على قيادة ثورة اشتراكية (فيصل، مصطفى، مراجع مذكورة سابقا) د- قراءة الخارطة الطبقية في السودان على اساس ان الطبقة العاملة في السودان نقطة في محيط (فيصل) وان الحزب الشيوعي ينبغي ان يتخلى عن انه حزب الطبقة العاملة السودانية (فيصل، مصطفى) لذا ينبغي ان يتحول الى حزب جماهيري واسع، ولانه شائخ غير قادر على التحول ينبغي ان يحل نفسه ويكون لجنة لاقامة حزب جماهيري ديمقراطي يقوده المثقفون (مصطفى، فاروق) ه- هجوم على اسس التنظيم اللينيني ومبدأ المركزية الديمقراطية باعتبارها قد خلقت الهة في الاحزاب الشيوعية وانها تعمل من المركز الى القاعدة فقط وفي اتجاه واحد (مصطفى، فيصل، فاروق)." أما التيار اليساري والذي أجد نفسي معبرا عن أطروحاته فهو يستند على ما لخصته كعنوان جانبي لكتيبي "موسم الهجرة لليمين" " القضية الاساسية: تطوير الحزب الشيوعي ام تصفيته" وقد قلت في الصفحة الأولى " الشيوعيون والديمقراطيون السودانيون ينبغي الا يشغلهم الدفاع عن وجود حزبهم عن العمل على تطويره وتحديثه لجعله حزبا جماهيريا ومؤسسة اجتماعية كبرى والا يندفعوا في الدفاع عن وجود حزبهم الى درجة تبرير الأخطاء والسلبيات بل ينبغي عليهم نقد تلك الاخطاء والسلبيات بلا هوادة والاسترشاد بتراث الحزب في اصلاح الخطا في العمل وسط الجماهير بممارسة النقد والنقد الذاتي." إن حزبنا يعاني من نواقص كثيرة وينبغي العمل على تطويره وتحديثه، ليس تصفيته. ثانيا القضية إذن تصبح ليس من يقف في وجه التغيير، القضية التغيير في أي إتجاه. وإذا إتخذنا بوصلة ثورية وليس بوصلة متأثرة بالشعارات الأيديولوجية للرأسمالية العالمية، فإن الإتجاهات نحو اليمين واليسار واضحة. ثالثا: هل يمكن بإستخدام مقياس الأستاذ مرتضى أن نوصف قيادة الحزب الشيوعي باليمينية؟ الأستاذ مرتضى يرى أن القيادة يمينية لأنها طرحت المناقشة العامة بشكل غير مقبول له وهو يفضل شكل آخر، يقول الأستاذ نرتضى "أنه كان بمقدور قيادة الحزب و لا يزال طرح قضايا التجديد عبر اشكال تنظيمية أخرى لأن المناقشة العامة تثبت بشكل مستمر عدم جدواها و إفتقارها للتنظيم يجعل منها عملا غير منتج و ترفيهي هذا إذا ما أحسنا الظن بها و قلنا إنه أريد بها التجديد أصلا و لم يراد بها إمتصاص رغبة الكادر في التغيير لوقف هدره و التفريط فيه، بل أكثر من ذلك تصلح المناقشة العامة لأن تعطي صورة لكيفية التعامل مع قضية التجديد داخل الحزب" وأقترح في مداخلة أخرى "أن تشكل لجان لجنة من الإختصاصيين و الأكاديميين لمناقشة محور مراجعة الماركسية مثلا، و أخرى لمناقشة الرؤية الإقتصادية و هكذا أو أي شكل آخر يسهل تنظيمه و يمكن إدراته بشكل افضل،" وفي الحقيقة فتحت المناقشة في الداخل بتشر مساهمات في مجلة الشيوعي (وسأتناول مسألة مساهمة الزميل الراحل الخاتم عدلان فيما بعد) وطلبت السكرتارية من فروع الخارج فتح المناقشة في مطبوعة علنية تصدر لذلك الهدف فصدرت قضايا سودانية؟ هل ذلك كان ترفيها أو تفريغا لقلق أو غضب الأعضاء بلا فائدة أم أنه كان نقاشا ثريا مسئولا تعامل معه أعضاء الحزب وقيادته بكل إهتمام ومثل مصدرا من مصادر صياغة موجهات اللائحة والبرنامج. ورغم العمل السري عقدت عشرات السمنارات عن الماركسية والإشتراكية واللائحة والتنظيم والتعليم الحزبي، ومازالت مطابع الحزب السرية تطبع المزيد من المداخلات. ولعل اللجان التي تعمل بالداخل كلجنة البرنامج المتفرعة لعدة لجان ولجنة اللائحة (والتي لا أتفق مع ما توصلت له)، تغطي ما أقترحه الأستاذ مرتضى. رابعا يؤى الأستاذ نرتضى أن تأخير طباعة ورقة الراحل الخاتم عدلان دليل على يميتية القيادة، ولربما هو دليل على فقر إمكانية الحزب أو شدة هجمة اليمين الإسلامي، ولا أدري كيف يكون ذلك وقد نشرت كاملة في عدد من الشيوعي تداوله أعضاء وغير أعضاء الحزب! خامسا: أن حصيلة المناقشة العامة ستنعكس على المؤتمر الخامس على الحزب بإعتبار أن هذه أوسع مناقشة في تاريخ الحزب قبل إنعقاد أي موتمر له، بما في ذلك المؤتمر التداولي في أغسطس عام 1970 الذي حسم التيار اليميني لمجموعة معاوية.
ونحن ما زلنا في إنتظار شواهد أخرى على يمينية القيادة غير مسألة الموقف من التغيير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Sidgi Kaballo)
|
مرحبا دكتور صدقي كبلو وتعازينا في الراحل خاتم
وشكرا للمساهمة التي اضاءت كثيرا
Quote: القضية إذن تصبح ليس من يقف في وجه التغيير، القضية التغيير في أي إتجاه |
وايضا شكرا علي التاكيدان الحزب الشيوعي شانه شان كل الاحزاب يمور بالافكار المختلفة ,وتوضيح ان التصنيف الي يساري و يميني يجب ان يكون وفقا لمحتوي هذه الافكار
ونامل رجوع الاخ مرتضي بالمزيد من الاضافات وان نري اضافات اخري من اخرين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Bashasha)
|
الاخوة عماد الامين مرتضى جعفر د. صدقى كبلو
التحية على هذا النقاش الهادئ
اعتقد ان النقاش حول ( يمينية) بعض اعضاء الحزب الشيوعى _ حسب زعم مرتضى_ تحمل فى طياتها كثير من الجدل و فى نهاية الامر سيؤول الى اضفاء مفاهيم نسبية حول اى فعل يمكن وصفه بأنه يمينى . و الى اى درجة هى ( يمينيته) . فالمصطلح نفسه كما قام عماد بتوضيحه ودعمه د. صدقى هو مصطلح تاريخى له دلالات سياسية و ايديولوجية لاحقة و بالتالى استخدمه مرتضى قياسا على مفاهيم سياسية عصرية أنية_ فى خارج اطاره التاريخى النظرى وهو حق مشروع ولكن تبقى مصداقيته نسبية . على ان اهم ما فى الامر هو التحول فى النقاش من مقهوم اليمين و اليسار الى الحديث عن معوقات التجديد داخل الحزب الشيوعى كضرورة يقرها الجميع لا يختلفون حول اسبقيتهاولكن تختلف تصوراتنا حول الية و امكانية التنفيذو طرائقه. هنا يجدر الاشارة الى ان موقف مرتضى مغاير بصورة كلية فى منطلقاته النظرية والممارسية حول كيفية التجديد و التغيير فى كيان الحزب الشيوعى . فهو طالما يشير الى استحالة التغيير و التجديد من داخل الحزب الشيوعى _ هو لم يعبر عن ذلك صراحة و لكن يمكن الاستنتاج من مناحى النقاش و منطلقاتها . وربما يكون قد أثر الخروج عن اطار الحزب ككل كتعبير عن حالة الاستحالة تلك و شعوره بعدم جدواها. الامر الثانى هو تحديده لشروط التجديد و التغيير بتنحى عضوية محددة وصفها باليمينية و الكف عن ان تكون مؤثرة فى قرارات الحزب. هنا يبرز السؤال هل هذه العقلية اليمينية على حد زعم مرتضى هى سمة عامة تغلب على خط الحزب و عضويته ام هى ظاهرة محدودة يمكن ان تذوب بالطرق عليها مرارا للوصول الى التغيير المنشود؟ اعود للشرط الذى المح اليه مرتضى فى ضرورة التغيير و التجديد بالتجديد او قل التخلص من العضوية_ دعنا نقول صراحة القيادة التى وصفها بالبراغماتية و التلكؤ. هل فعلا ازمة الحزب فى تغيير قيادته ام فى تمحيص منطلقاته النظرية بعد سقوط الكتلة الشرقية ؟ وهل نضمن ان يكون الحزب متعافيا تماما بمجرد اجراء تغيير فى القيادة؟ ماذا عن وسائل العمل و الاتصال بالجماهير و مواكبة السياسى اليومى و التفاعل معها و تمليك الحقائق للجماهير بشفافية؟ بالاشارة الى خطاب الاستاذ الخاتم حول التجديد , اعتقد ان الرسالة تجاهلت معضلة اساسية فى التعامل مع مهمة التجديد . تجاهلت تلك الرسالة اسئلة اساسية هى: كيف يمكن اجراء التغيير داخل قيادة الحزب دون اللجؤ الى المؤتمر؟ حيث كان تصعيد الخاتم و الحاج وراق نفسه اجراء استثنائى لا يمكن اعتباره نموذجا للتجديد المنشود فالتصعيد لم يكن الا صورة اخرى لتكريس المركزية الديمقراطية و الانتخاب نيابة عن اعضاء الحزب. اعتقد ان الرسالة كانت يجب ان تنتقد عملية تصعيد الخاتم نفسه بالاضافة الى الحاج وراق باعتباره اجراء غير ديمقراطى و التركيز على التعجيل بضرورة قيام المؤتمر الخامس .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: محمد اشرف)
|
الدكتور صدقي
التحية و الإحترام
لا أخفي سعادتي بإنضمامك إلينا في الحوار.
لا أجد لنفسي و لبعض من الآخرين مبررا في التعامل بسذاجة و بساطة مع قيادة هي بالأساس متهمة في أكثر من قضية و ينتظر محاسبتها في كثير من الملفات و لعل تجربتنا السياسية و الحزبية على محدوديتها و قصر عمرها تخبرنا بضرورة الحذر من أن نكون سذجا أو بسطاء، الإتجاهات الداعية لتلميع المناقشة العامة و محاولة التبشير لمنهج إنتظار المؤتمر الخامس كيما يتسنى لنا تقييمها تقييما عادلا ما هو إلا هذا التبسط.
أقول أن يأتي إقتراحي بتشكيل لجان حتى تدار قضايا التغيير و تطوير الحزب عبرها غير مكتملا أو معيبا، و أن تأتي قصة إيراد الكيفية التي فتحت بها المناقشة لعامة الحزب و كيف وجهت قيادة الحزب فروع الخارج للإنخراط في سلكها و تاسيس قضايا سودانية لذات الغرض، لن ينفي عن المناقشية العامة عبثيتها و إفتقارها للتنظيم الشئ الذي يحاصر حصيلتها التي تدعونا يا دكتور لزفها إلى المؤتمر الخامس بالكثير من الأسئلة حولها و حول هذا المؤتمر.
إفتقار المناقشة العامة للتنظيم و الترهل المصاحب لإدارتها هو من أهم عيوبها و كيما لا أحاصر بالسؤال عن بديهيات و بتكتيك إستباقي أقول أن المناقشة العامة شارك فيها 100% من عضوية الحزب العاملة ففي أي مصب صبت مساهمتهم و من أي أرشيف الآن يمكن أستخراجها حتى توظف في المؤتمر الخامس لخدمة أغراض التجديد هذا إذا ما تسنى لكثير من المساهمين أن يتذكروا مساهماتهم، أنا أقول لك تجربتي مثلا معها فحتى الآن و منذ تفجيرها أنا أسهمت فيها ثلاثة مرات مرة و أنا طالب بالجامعة و أخرى و أنا موظفا في مجال عملي بالسودان و مرة أخرى و أنا بأحد فروع الخارج و ربما يخبئ القدر مرة رابعة إن تغير بلد المهجر و رضيت عني اليهود و النصارى حتى أتبع ملتهم من جديد.
المناقشة العامة و بإفتقارها للتنظيم لم تباعد فكرة أن تكون حوار فوقي دارت فصوله في الشيوعي و في قضايا سودانية تشرفت بالمشاركة فيه أقسام من القياديين و من هم في مكاتبهم المساعدة لا أعرف للعضوية العريضة مساهمات تجاوزت حدود نشرها في الصفحة الأولى لجريدة الميدان من باب الإعلان (وصلتنا مساهمة.....). أما المحاولة للإستدلال على جديتها من حيث قول الدكتور صدقي " وفي الحقيقة فتحت المناقشة في الداخل بتشر مساهمات في مجلة الشيوعي (وسأتناول مسألة مساهمة الزميل الراحل الخاتم عدلان فيما بعد) وطلبت السكرتارية من فروع الخارج فتح المناقشة في مطبوعة علنية تصدر لذلك الهدف فصدرت قضايا سودانية؟ هل ذلك كان ترفيها أو تفريغا لقلق أو غضب الأعضاء بلا فائدة أم أنه كان نقاشا ثريا مسئولا تعامل معه أعضاء الحزب وقيادته بكل"، هنا أسأل الدكتور عن المصير الذي آلت إليه "قضايا سودانية" و ما هو آخر عدد صدر منها أم إنتهت قضايا مناقشة قضايا التغيير في فروع الخارج فلا أعتقد بأن ذلك منهج سليم للحكم على المناقشة العامة.
أنا هنا أجدد زعمي بأن المناقشة العامة و الطريقة التي تم التعامل بها مع ورقة الخاتم عدلان هما دليل على ضيق تيار بداخل الحزب من التجديد و التغيير و هذا ما أسميه بأحد ملامح اليميين بداخله
عماد أنا بإنتظارك لتقول حول زعمي لتبسيطك حادثة الخاتم فلم ندرجه هنا للتقرير حول هجرتها يمينا أو يسارا
محمد أشرف
يا حبيب و الله طلتك تعجب على الرغم من إنو لي عليها تعليقات و تعليقات حتى حينه تمتع بمودتي و إحترامي و تلك الرائحة من تلك الأيامز
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Murtada Gafar)
|
الاعزاء المتداخلون الكرام الغالي عماد الامين شكرا كثيرا علي البوست الباب ! لكم جميعا التحية اعجبتني عبارة البرنامج المجاز خلال الستينات و يجب الا ننسي اننا اليوم في قرن جديد لابل في الفية جديدة . لان العبارة فيها انتماء لفكرة المؤتمر العام الذي يجير برنامجا ؟ يجب الا ننسي ان السودان قد مر بفترات من الحروت و الاستبداد دامت منذ 1967 الي ثلاثون عام و ان هذه الاستبدادات كان هدفها المعلن هو تصيفية الحزب ( النميري و الكيزان) التخلف الاقتصادي المريع الذي يضرب السودان يمنة و يسرة و من اعلي و من اسفل
لا اقول اننا في انتظار مؤتمر بل يجب ان تتوحد الجهود لانجازه حتي نقول كلاما معاصرا و فكرا جديد لمن انتظرونا كثيرا و لم يجدوا غير السلاح بديلا الذي لم يوردنا غير مزيدا من الانهيار و الهلاك و الخراب و المساومات . تصنيف الاتجاهات علي اساس انها يمين و يسار في مؤسسسة كالحزب الشيوعي السوداني يحتاج لمنهج و هذا المنهج خليط من الموقف من التجديد و اتجاهات التجديد المنقسمون لا يمثلون محورا في ترتيب هذا المنهج لانهم غادروا المؤسسة سلفا و سيظل هدر الكادر تساؤلا يجب التعامل معه لفهم اتجاهات التجديد و المواقف من التجديد
طه جعفر
اتمني ان استطيع المرور من جديد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: TahaElham)
|
العزيز طه مليون سلام ليك وللاسرة
تصنيف الاتجاهات علي اساس انها يمين و يسار في مؤسسسة كالحزب الشيوعي السوداني يحتاج لمنهج و هذا المنهج خليط من الموقف من التجديد و اتجاهات التجديد الموقف من التجديد قد حسم بصورة عامة بضرورته ,جميعنا نقر بضرورة التجديد وبوجود اتجاهات عديدة تباشر هذه الضرورة بالطبع ويجب ان تعلن جميعها رؤاها من التجديد ,اما مناهضوا التجديد وبصورة مطلقة فلا اعتقد بامكانية تاثيرهم وحسبهم فقط ان يتخندقوا خلف ماهو موجود باعتبار ليس بالامكان ابدع مما كان ..وضوح اتجاهات التغيير هو المطلوب وجوهر الصراع ,وانتقاله الي سيرورة التغيير ام فرملته تعتبر ردة عنه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: TahaElham)
|
الثنائي المذهل طه جعفر .. إلهام عيد الخالق شوق جارف ... أسعدني خبر أنكم ما زلتم على قيد الوفاء لذلك الحب المتماسك أخبار الجيتار شنو ..
سامر حسن
معليش يا شباب للمداخلة الشترة لكن ما قدرت أحوش أشواقي
النقاش جد موضوعي .. ياريت يا مرتضى تتحدث عن أثار العمل السري في تأهيل الكادر وهل دور التنظيمات أثناء الديكتاتوريات أم الحقب الديموقراطية أهم (الشمعة غير مفيدة بالنهار)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: محمد اشرف)
|
العزيز اشرق
مليون سلام ..
نعم كما قلت ان مصطلح يمين/يسار الوارد في نقاش مرتضي نسبي المصداقية باعتبار مارسخ من معني المصطلح وباعتبار مايشير اليه ,مرتضي يود القول ان مناهضة التغيير ملمح يميني ومانوده هو ان مناهضة التغيير الذي يوكد يسارية الحزب في تبنيه لقضايا الكادحين والمهمشين برؤية واضحة هو مايجب اطلاق اليمينية عليه وهنا المحك . كتبت
Quote: على ان اهم ما فى الامر هو التحول فى النقاش من مقهوم اليمين و اليسار الى الحديث عن معوقات التجديد داخل الحزب الشيوعى كضرورة يقرها الجميع |
وهذا النقاش جزء من ذلك ..واعتقد انه يجيب علينا بعض التنظيم كما قال مرتضي ويجب ان ننظر الي مااسفرت عنه مداولات المناقشة العامة وتحديد تياراتها الغالبة وتركيز الحوار حولها ..فالمناقشة بها مابها كما تفضل د/كبلو التمايز داخلها ليس فقط في ان يكون اسمه الحزب الشيوعي او الاشتراكي الديمقراطي..الخ
اتي ردي بعد رد الاخ مرتضي ولاداعي لتكرار ماقاله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Imad El amin)
|
الاخوه عماد و مرتضي والجميع سلام و تقدير جيد فتح مزيد من الاسئله والحوارات ، كثير من الرجال والنساء يقلقهم مال الحال،ليس وطنيا فقط بل كونيا، الاسئله والمعضلات المطروحه هنا وفى نقاشات اخرى تشبه/تلامس/تتقاطع مع اخرى مطروحه على حركات سياسيه واجتماعيه فى كل بلدان العالم فالهم واحد و المحنه شبيهه وان اختلفت مظاهرها، والخصم او "الغول" هو نفسه وان اختلفت وتعددت وجوهه. فى سؤال اليسار واليمين، هذه مساهمه للخاتم عدلان فى سياق اخر لكنها من اميز ما قرات حول المصطلح ، ربما تضيف للنقاش ، انوى المشاركه لكن المعايش و حلقوم خالد ما مدينى سكه، وعدت فى نقاشات اخرى ولم اف بوعدى لذا خلوها مفتوحه والقلم ليهو رافع ،لكن متابع جدا
سلام تانى
Re: ما بين (قوي الاستنارة) و (قوي الظلام) فركة كعب نظريا !!
Quote: الأخ العزيز برير المشغوليات هي التي منعتني من التعليق على هذه القضية الهامة التي أثرتها هنا، مثلما تمنعني دائما من التعليق على كثير من القضايا التي ترد في محاورات الكثيرين، رجالا ونساء. وربما يكون في ذلك عذر لكثيرين يمنعهم ضيق الوقت من التعليق على قضايا يودون أن يعلقوا عليها. كما فيه مدخل كذلك لأستبانة أسباب لا علاقة لها بالتحزب، الإجتماعي أو السياسي، رغم أهميتهما، تحول بين الناس والكتابة في هذه القضية أو تلك. وأستفيد من مدخلي هذا كذلك، في التنبيه إلى أهمية تفادي التورط في إطلاق النسبي. أثرت في بوستك هذا قضايا كثيرة، لا أستطيع أن أعلق عليها جميعا. ولكني سأعرض إلى ما أعتبره جوهرها، وربما أكون مخطئا في تحليلي. أنت تقول أن كل شيئ مختلط، الرايات لا تعبر عن منطوقها، الأحزاب لا تطبق برامجها، الأشخاص لا يعيشون ما يبشرون به. وتتوصل إلى كذب هذه الرايات كلها: فلا اليسار يسار، ولا اليمين يمين، ولا المستنير مستنير ولا الظلامي ظلامي. أي أنك توصلت إلى نفس الإستنتاج الذي توصلت إليه الساحرات في مسرحية ماكبث لشكسبير : Fair is foul and foul is fair. كما دعوت، بعد أن بينت أننا جميعا متورطون في الشرور، إلى التخلص من كل ذلك، وبداية صفحة جديدة. دعني اختلف معك في التحليل وفي النتيجة. ودعني أقول لك ذلك منذ البداية، لأنك لم تفتح ذلك البوست، بحثا عن المدح، ولا القدح بطبيعة الحال. بل كانت بغيتك الصدق والأمانة والصراحة، وها أنذا أناقشك من هذه الأرضية نفسها، مع الإحترام الموفور والإستعداد للإستماع. قلت أن اليمين في السودان، ودعنا نحصر أنفسنا هنا، ليس يمينا واليسار ليس يسارا. وأقول: اليمين في السودان يمين، راسخ في يمينيته. بل إن اليمين السوداني، يجلس على قاعدة وطيدة من الهيمنة الفكرية، الأيديولوجية، السياسية والإجتماعية. اليمين في السلطة، اليمين في المعارضة، في الحياة الإقتصادية، في المؤسسات التعليمية، في المناهج، في وسائل الإعلام، في القيم السائدة، في نمط الشخصية. ثمة هيمنة متعددة الجوانب والوجوه لليمين في السودان، لا تخطئها العين. هيمنة اليمين ليست ناتجة من تفوقه الفكري أو الأيديولوجي، بل هي ناتجة عن صلاح تربة السودان، الحالية، لنمو تصوراته وسيادتها. ثمة شخصية يمينية واضحة المعالم، غير متذبذبة ولا خفية. القول إذن بأن اليمين ليس يمينا، بمعنى أنه يمكن أن يكون يسارا، أو بين بين، قول غير صحيح، من وجهة نظري المتواضعة. يمكن أن تكون هناك أصوات يسارية، نسبيا، في صفوف اليمين، المعارض خاصة، ولكنها ليست مؤثرة، بل إن تأثيرها آخذ في الإضمحلال وليس العكس. ظاهرة الهيمنة ظاهرة مهمة جدا، ويجب أن تكون هي خلفيتنا لتحليل كثير من الظواهر. ونسبة لهيمنة اليمين، بل إن واحدة من أشكال تمظهر هذه الهيمنة، هي إمتداده في اليسار. وهنا مصدر الإختلاط الذي أشرت إليه بصورة موفقة. أي أنني بينما أختلف معك في الجزء الأول من مقولتك حول اليمين، فإنني أتفق معك، على الأقل جزئيا، حول الجزء الثاني منها حول اليسار، وافسرها في إطار الهيمنة المشار إليها. ثمة تاثيرات يمينية قوية على اليسار، وثمة أصداء لهذه التأثيرات. ثمة رايات كاذبة ترفعها هذه العناصر التي جاءت من معسكر اليمين، أو ألتحقت به بعد إنتماءاتها السابقة إلى اليسار، أو ضلت طريقها لهذا السبب أو ذاك. الإنتماء إلى اليسار صعب، بكثير جدا، من الإنتماء إلى اليمين، فالواقع كله يدفعك بأيد غليظة نحو تبني التوجهات السائدة، والخضوع للعلاقات القديمة، والعمل في إطارها، والعائد الشخصي، ماديا أو أدبيا أو إجتماعيا، كبير جدا في هذه الحالة. وهناك بالطبع الأبعاد الفكرية البحتة التي تجعل بعض الناس يفكرون بطريقة، وتجعل آخرين يفكرون بطريقة نقيضة. كما هناك الأبعاد النفسية التي لم تجد تحليلا كافيا، في نظري، في تحديد الإنتماءات. المهم أن درجة الإنتماء اليساري، لهذه الأسباب كلها، أضعف بصورة واضحة، من درجة الإنتماء اليميني. ولذلك بينما يسهل عليك أن تجد الشخصية اليمينية القياسية، وربما بكثرة مزعجة، فإنه يصعب عليك إيجاد الشخصية اليسارية القياسية. كما أن درجة صراحة (بالمعنى الكلاسيكي للكلمة) الإنتماء تقل هنا عما هي عليه هناك. لهذا السبب نفسه فإن وجود شخصيات يمينية في اليسار، شائع أكثر من وجود شخصيات يسارية في اليمين. ولذلك فإن درجة الزيف في الإنتماء، أكبر هنا أيضا مما هي عليه هناك. وهذا ما لاحظته أنت، من ان مظهر اليسار مخالف لجوهره، وما يترتب على ذلك من شيوع الرايات الكاذبة، ومخالفة القول والعمل. وجود ميول يمينية في الشخصية اليسارية، يمكن أن يكون واعيا أو غير واع. وإذا كان واعيا، ونسبة لمعرفته أنه صار يمثل نقيضه، فإنه يتميز بكثير من الإلتواء والمكر، لأنه يعلم أن موقفه الجديد لا يمكن التمسك به إلا في جو من التعتيم والإلتواء شديد. خاصة وأن مهمته حينها، لن تكون الدعوة الصريحة لبرنامج اليمين، وربما يفعل ذلك، ولكن الدعوة المبطنة، والملتوية، والقابلة للتفلت من الكشف. وهو يعي أكثر من جميع الآخرين أن الجو المثالي الذي يلائمه، هو نشر التشويش في صفوف معسكر يوجد فيه دون أن يكون منه، وشل إرادته، وإختلاط الحابل فيه بالنابل. ويشعر اليمين نحو هؤلاء بتعاطف غير عادي، لا يقلل من إظهاره سوى ضرورة حمايتهم في مواقعهم، وعدم فضحهم حتى لا يسهل إخراجهم من ملتهم القديمة، إذ أنهم يؤدون رسالة يعجز عنها اليمين نفسه، رغم كل أسلحته. فالوضوح حول الأهداف، ومحاربة الغباش والتشويش في الرؤية، هو أمضى أسلحة اليسار. من هنا أيضا مركزية التنوير بالنسبة لليسار. والتنوير حركة عالمية، وتاريخية، لم أكن أتوقع منك التبرؤ منها بهذه السهولة، خاصة وأنت تمارسها، في أكثر من موضع. أوافقك إذن أنه بالنسبة لليسار فليس كل ما يلمع ذهبا. وأوافقك على ما توصلت إليه من أكذوبة الإنتماء لدى الكثيرين من أدعياء اليسارية، وما يصاحب ذلك من إلتواءات وحيل ومكر. ودعني أقول في نفس الوقت أن هذه الظاهرة ليست مطلقة، بمعنى أنه يقابل الشخصية الزائفة في اليسار، شخصية يسارية حقيقية وصادقة وعميقة الإنتماء. التمييز بين هذا وذلك ليس عملية سهلة. بل هي عملية محفوفة باحتمالات الضلال. وهذا هو حالنا حتى الآن. التنوير مرة أخرى، هو المهمة المركزية هنا. ربط القول بالعمل، ورسوخ الرؤية المنسجمة، والخلو من التناقضات المميتة، والوضوح في الأهداف، يمكن أن تعيننا على التمييز. كما الشطارة الشخصية والعين الفاحصة والتدقيق والمضاهاة، أي البحث بكل تعقيداته، تلعب أدوارا لا يستعاض عنها باية وصايا أو نصائح. اليمين يمين. ليس اليسار كله يسارا. اليمين مهيمن. اليسار مهيمن عليه. اليمين يمتد في اليسار، اليسار لا يستطيع ذلك الآن. لا يمكننا أن ننسى كل إنتماءاتنا ونبدأ صفحة جديدة. إسمح لي: هذه دعوة تصب في مصلحة اليمين، الذي لا تنتمي أنت إليه. فنسيان كل شيئ والتخلي عن إنتماءاتنا وأحزابنا وراياتنا، لا يحدث إلا لصالح اليمين الذي استولى حاليا على كل الفضاء السياسي والإجتماعي، ويريد لخصومه أن يصبحوا " فكة" لا تظهر في الصفقات الكبيرة أو الصغيرة. كما أنها دعوة غير واقعية: لأنها تتجاهل المصالح وأهمية المؤسسات في خدمتها. وعلى كل حال فإن تخلي اليسار عن راياته، مهما كانت مختلطة ومشوشة حاليا، يعادل خلع أبو موسى الأشعري لصاحبه، فالأمر الواقع يخدم معاوية. عندما يهيمن اليسار، فإن رايات الإنتماء الكاذب ستتحول إلى اليمين، وسيبرز حينها من ينبهه إلى أن عدوه يعيش في صفوفة لابسا جلده. وهو يوم ربما لا يكون قريبا. فنحن لا نخدع أنفسنا ولا الناس. التنوير، مرة أخرى، ولا شيئ غيره هو ما يعيننا على أستبانة الطريق. وما يزال في الأمر شيء من حتى. وإذا كان في هذا فتح لأبواب الحوار، فإن ذلك يكفيني حاليا. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Murtada Gafar)
|
عزيزي مرتضي
والمتدخلون
اسف لتاخري في الرد لبعض المشاغل الاكاديمية ..
لكن مداخلة الاخ مرتضي الاخيرة تجبرني علي الرد قبل ان يذهب الامر بعيدا وينحرف عن مساره ..كتبت ياعزيزي
Quote: من وعيي و إدراكي التام أيضا للنفوذ الذي تتحلى به بعض الدوائر في صياغة راي عام حول قضية ما أو شخص ما لذلك أرى من الضروري الرد على مثل هذه الإفتراضات في مكانها و دون تأجيل قد يضر بأهدافي منها مستقبلا
|
والذي اضطرك للتصريح
Quote: خلاصة القول أنا لست عضوا في الحركة الشعبية ولا رغبة لي في ستر حقيقة كهذه إن كانت هي ماثلة |
رغم التلميح الواضح دعني ياعزيزي اوضح الاتي :
لم اشير من بعيد او من قريب الي تركك الحزب او رغبتك في ذلك
ماذكرته من افكار ليست بالجديدة وانت تعلم انها متواجدة وبكثرة داخل اروقة الحزب وحسب قناعتي المتواضعة اعتقد انها دليل صحة وعافية ; ان توجد بؤر وشخوص تتمسك بالطابع اليساري للحزب الشيوعي وتنتقد دون تهيب ماتراه مساسا بهذا التوجه الاستراتيجي.
لارغبة لي من بعيد او قريب في ابتدار او المشاركة في حملة للاستهداف لاي شخص , دعك ان يكون هذا الشخص انت يامرتضي ..
لم يرد في كلامي مايشير لانضمامك او احتمال انضمامك للحركة الشعبية, لكن لا وضح الامر اكثر , طرح السودان الجديد يعتبر الان من اكثر الطروحات تحديا لكل القوي السياسية وذلك للعديد من الملابسات والظروف التي صاحبته منذ كان جنينا في مانفستو الحركة الشعبية الاول انتهاءا بالتسوية التاريخية في اتفاقية نيفاشا , ومن نافلة القول وجود العديد من الاشخاص داخل مختلف الكيانات السياسية التي تضغط وبقوة علي كياناتها لاخذ مواقف واضحة تجاه هذا الشعار , وهذا لايعني باي حال ذوبان هذه الكيانات او هؤلاء الاشخاص داخل الحركة الشعبية ..
قناعتي ياصديقي ان ماتقوم به ان تركت الحزب ام ظللت به حق طبيعي وما اعلمه من طبيعتك وتكوينك النفسي انك جهرت به هنا وداخل الحزب يقينا ,فلاتضعني في هكذا خانة
اعلم ياصديقي مادفعك لهذا القول واعلم اننا انقطعنا عن الحوار فترة ليست بالقصيرة وهي كما قلت
Quote: إذ أنني لا أعر ف حتى الآن ما هي طبيعة مواقفك الكلية دعك عنها الجزئية، |
لكني او تطمينك انني ضد اي سلوك يضمر اغتيال الشخصية ويتهيب النقد الواضح والمباشر ويسعي لوأد اي حوار بالالتفاف عليه ودمغه بخساسة باكليشيهات استهداف الحزب وقيادته..مالم يصرح صاحب النقد برغبته في ذلك
ماقمت به ياصديقي مرة اخري صحي ,وهذه قناعتي ,وما اطالب به في هذا الحوار هو استيضاح رؤيتك حول اليمين /شخوصه,هيئاته وافكاره/داخل الحزب الشيوعي الذي لن يمنع وجودهم وجودك داخل الحزب بل هو ادعي للصراع معهم وستجدني من مناصريك ان اتضح الامر لي فقط دعنا نتعرف علي افكارهم بالوضحوح المطلوب والتوصيف الدقيق حتي لانبدو كمن يغتال شخوصهم
اعتذر للاخ مرتضي ان وجد في مداخلاتي ما اساءه , واطلب من كل المتداخلون ان يعوا ان هذا الحوار هو
Quote: أقول أنها ليست من ذات الطابع التناحري فالهم هو تطوير الحزب لا تصفيته كما تساءل د.صدقي و ألمس فيما ألمس من مداخلاتك رغبة في ذلك
|
وياعزيزي عليك ان تتوقع من (عنقالي زي كدة) اكثر من ذلك وجات خفيفة ومن البداية قلت ليك ده تخصصك ونحن (متدخلين ساكت(
ولكن لسة مختلف معاك في ملمح اليمنية الذي ذكرته وهذا ما ساعود اليه والي بقية المتداخلون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Imad El amin)
|
ديىىىىىىىىىىىىىىشك... دي غايتو... فيها شك.... وين الغاية... والوسيلة...؟
Quote: يساري
بكل ماحملته الكلمة من غيرية ونكران ذات وثبات ..ومهما كان الاختلاف ستحفظها ونحفظها له .. |
تفتكر... وين النكران... والغيرية... هو ... غورباتشوف... نفسو... ما ثبت.... قدام البروستريكا...
حاجة عجيبة....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Imad El amin)
|
الأخ عماد
لا رغبة لي في تشعب الحوار لأن يشتمل إي قضايا أخرى غير تقفي آثار اليمينية داخل الحزب، أكتفي بالتوضيحات التي قلتها عن نفسي و أشعر بالرضا تجاهها إذ حفظت لها حقها في مستقبل المعارك التي أيضا أعي جدا ضراوتها، و لنكتفي بهذا الحد من هذا التوضيح إذ هو خدم و يخدم غرضه طالما هو معلق على جدار كعبة هذا البوست. و لنعود إلى يمينية قطاع من العضوية حسب موقفهم من التجديد.
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Murtada Gafar)
|
الغالى مرتضى جعفر
صدقنى تساؤلاتى و افتراضاتى التى وردت فى مداخلتى الاخيرة لم تكن اتهام لك بقدر ما هى حيرة حيال اشياء تبدت لى كنت اود ان تعلق عليها بشكل واضح : انك لم تترك الحزب الشيوعى حتى الان . وقد تعمدت ان اقوم باستفزازك لكيما احصل على هذه المعلومات التصحيحية ربما الخلط الذى حدث هو شكل الحوار الذى دار بينك و بين الاخ خالد العبيد و الذى جعلنى اقوم بذلك الافتراض حتى اتأكد منك شخصيا.
مزيدا من النقاش و الحوار يا صديقى و لك كامل الحق ان تقول ما تراه دون التفاف حول نقاشك و تأويله ما لا يحتمل التاويل.
انها لعنة عدم التواصل .. لا زالت تلاحقنا عذرا على الخلط و شكرا على التوضيح
سأعود لاحقا للتعليق على بعض النقاط
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: esam gabralla)
|
الوالد عصام
مرحب وشكرا علي الاضافة التي اتفق معك فيها , نعم ياعزيزي لايخلو اي تجمع بشري من اختلاط الاتجاهات والحزب الشيوعي ليس استثناءا ..والانتباهة لميكانيزمات تسرب الاتجاهات اليمنية ضرورة واجبة وفي قمة هذه الانتباهة تاتي اهمية كشف هذه الاتجاهات بالتحليل السليم والتوصيف الدقيق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Imad El amin)
|
Quote: الطريقة التي تم التعامل بها مع ورقة الخاتم عدلان يجب ان تخضع للوسائل التنظيمية المتبعة وهذه وغيرها من المواقف لن تسقط من دائرة المحاسبة وماتقوم به انت الان جزء من ذلك ..لكنها لن تكون مسوغا للدمغ باليمينية الا اذا تم تحديد جوهر ماورد في الورقة (الذي يجب ان يكون يساريا) وتحديد محتوي ما تسانده تلك المجموعة التي تآمرت عليها (والذي يجب ان نجده يمينيا ومناقض لورقة الراحل) ومن ثمة يكون التمييز والوصف باليمينية. والمح في مداخلة الراحل الخاتم التي تكرمت بايرادها وصفه لكل ما حدث بالتآمر وهذه علة ليست مسجلة باسم اليمين
ولك ودي |
الغالي عماد الامين يفهم من هذا الكوتيشن ان ما يقوم به مرتضي الان كما كان حال ورقة الاستاذ المرحوم الخاتم من ناحية تعامل قيادة الحزب انها امور ستخضع للمحاسبة . هل هذه فقط هي الامور التي ستتم المحاسبة عليها ؟؟؟ انها والله ستكون محاسبة رائعة بمقاييس العصر عصر الخراب و الهروب نحو اليمين المهزوم من سيحاسب قيادة الحزب الحالية غير اللائحية و الناجمة عن اللامؤتمر بواقع الحال عن قيامها بمقابلة لا بل و التفاوض حول تكتيكات متشابهة مع حزب المؤتمر الشعبي ممثلا في لصه المدان الدكتور علي الحاج و مجرمه المأفون الترابي الذي لا نتمني له شيخوخة هادئة لما قام به من اعتداء علي سلطة منتخبة بجريمة الانقلاب المنكرة من سيحاسب هذه القيادة التي سارت في شيخوختها سير العميان يتوكاؤن علي عصي من بقايا النظام الفاسد اللص ومن سيحاسبهم علي الذهاب بالحزب الي دائرة النسيان نتيجة للمواقف التي لا يمكن وصفها بغير كلمة الغريبة وز المنكرة
مثل : لقاء الاستاذ التجاني الطيب بعلي الحاج في اسمر ذهاب الدكتور فاروق لتهنئة الترابي بحادثة ما مقابلة الحزب للمؤتمر الشعبي الاخيرة اقتحام مقر السكرتير العام من قبل الامن ممثلا في قيادته المجرمة
من سيحاسب اعتقد ان من سيحاسب هو التاريخ و ليس المؤسسات نحن نعرف محتوي ورقة الخاتم و علي علم بها و ليس المجال هنا لمناقشتها انما الحيز هو فقط لوصف من وصفهم الخاتم بالمتآمرين بانهم يمينون فقط و هم غير متآمرين بل غريبي الاطوار
طه جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: TahaElham)
|
التحية للجميع
وودت القول بإنني موجود في الحوار بس شوية إنشغلت لكنني سأعود بسرعة حتما.
العزيز محمد أشرف:
لك ودي و محبتي و قبل ذلك شكري على رقتك البالغة فهكذا تعودناك يا صارم القسمات يا حيي الشعور، و بإنتظارك
الأخ عصام جبر الله
أولا الولد إنشاءالله عمة من عماتو مخالفة لمقولة الولد خال و مناصرة للمرأة السودانية و قبل ذلك مبروك و يربى في عزك، وياخي تشكر الف شكر لمساهمة الراحل المقيم الخاتم عن اليمين و التي لا يمكنك أن تتصور متعتي و فرحتي بها.
الأخ طه جعفر
ياخي شكرا على المساهمتين لا محدود و قبلهم تلك المساهمة التي حاولت تنظيم الحوار و رسم منهج للتعاطي مع محور الخلاف، و لي عودة بكل تأكيد على تعقيباتك
الأخ عماد الأمين
بكل تأكيد سأعود لمداخلتك الأخيرة حتى حينه طول بالك بس
لكم الإحترام جميعا
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: TahaElham)
|
العزيز طه
Quote: هل هذه فقط هي الامور التي ستتم المحاسبة عليها ؟؟؟ |
ليست هي فقط ,ولقد ذكرت وغيرها..وكما تفضلت انت هي اكثر من 38عاما لم تكن بالطبع خالية من الاخطاء والاخطاء الجسيمة وما يقوم به مرتضي وانت واخرون كثر هو الذي سيرسخ ضرورة المحاسبة ويثبت حقيقة ان الاعين كانت وستظل مفتوحة لاي تجاوز يضر بالحزب ومواقفه ..
Quote: من سيحاسب اعتقد ان من سيحاسب هو التاريخ و ليس المؤسسات |
والمؤسسات ايضا ياعزيزي
Quote: نعطيل و اطالة امد المناقشة العامة اتجاه مشكوك في يساريته الوقوف ضد التجديد باتجاهاته الاكثر يسارية اغراق في تيمن صوب اليمين المساهمة و لو حتي بالصمت و التعالي في هدر الكادر موقف يميني |
كل هذه يمكن التاكد منها بعد التعرف علي الاهداف الكامنة في البرامج التي تدعمها العناصر التي تقوم بماذكرته انت اعلاه ..وهذا هو ملخص حواري وببساطة يتلخص في
التعرف علي مجمل الاطروحات المختلفة داخل الحزب تحديد التيارات المختلفة التي تساند هذه الاطروحات (هيئات وافراد) من ثمة لا تثريب علي تصنيفها ونقد مواقف اي طرف
اما من يقوم بذلك فالقول بكل عضوية الحزب ضرب من الخيال واعتقد ان المختصون والناشطون هم الاجدر بالمبادرة .وصدقني ان قلت لك بانني (رايح لي الدرب) في هذه المسألة وجل ما اقصده من هذه الحوارات هو عدم اضاعة الجهود في ما لا يجدي والتركيز علي جوهر الصراع فالمنتقدون عملة يجب الحفاظ عليها من الهدر وفي ذات الوقت الحرص ان تكون عملة سارية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Murtada Gafar)
|
العزيز مرتضي
Quote: مع قيادة هي بالاساس متهمة في أكثر من قضية، |
وحتي نحافظ علي مستوي الاتفاق بيننا يجب ان نذهب اعمق في هذه النقطة, واقول انك ,رغم الختلافنا, قمت بتحديد الملمح اليميني وانت الان تقرنه بالهيئات الداعمة له . دعني اتفق معك علي وجود ازمة طاحنة وقاتلة في العمل القيادي في الحزب وماتقول به من اتهامها في اكثر من قضية هو احد تجليات هذه الازمة , وستجدني واتفق معك في العديد من هذه الاتهامات ,
لكن لماذا ذكر الازمة هنا? لانها اس البلاء في العديد من مفاصل العمل داخل الحزب , والاجابة علي بعض الاسئلة حول هذه القيادة المتهمة سيخفض كثيرا من سقف اتهامك باليمنية علي الاقل في بعض القضايا وان كان سيفتح اليك (طاقات )جديدة للبحث عن ملامح اليمين في الحزب (التي اجزم باحساسي بوجودها والوذ بالمختصين تقصيها وكشفها)
اعتقد ان ما يمكنك الخروج به هي قيادة بائسة في ظروف عمل ضاغط وملح وضعها في خانة اقرب الي مغلوب الحيلة , وهذه الاسئلة ستكون من شاكلة تحديد مستويات القيادة (قيادة عليا قيادات وسيطة) , وشائج الصلة بينهما في ازمان السرية استقلالية كل منهم , القدرات والتجارب المتراكمة لكل منهم , وجودة المتوفر من هذه القدرات والتجارب في قيادة المهام الماثلة من تسيير دفة العمل الحزبي في كل جبهاته واخطرها المناقشة العامة ...الخ الاجابة يجب ان تنظر الي مايحيط بهذه القيادة من ظروف مثل فاجعة تراجع الحركات الماركسية وهجمة الجبهة وما يقابلها من ظروف خاصة داخل الحزب ابرزها هجرة الكادر واتساع فجوة الاجيال بالداخل ....الخ. لا اود اخذ ك بعيدا ...ملخص ما اقوله هو ان قيادة الحزب ودعنا نحددها بهيئاته العليا لا يمكن الركون الي الاستنتاج والاستقراء من مواقفها للوصف باليمينية , ففي ظل ازمة القيادة هذه كل شئ سيكون جائزا في تفسير اخطاءها باليمينية واليسارية الجامدة , ولكن يمكننا تلمس ماترضاه هي من اتجاه للتغيير وهذا مما رشح من المناقشة العامة (مقترح الدستور ..البرنامج واللائحة) الغوص في هذين السفرين سيمكن من التصنيف ..
Quote: تعكس المناقشة العامة مستوى إهتمام القيادة و إدراكها لقضايا التجديد، أو ليس في الواقع و بحكم معرفتنا بطاقات الحزب و بقدرات عضويته أحسن من الذي تحقق
|
وهذه الاسئلة يمكن الاجابة عليها بما لايسر فانا لا اتفق معك في وجود قدرات اكبر مما ظهر علي الاقل ,وقد يعزي ذلك لضعف تنظيمي لست مطلعا علي كل دقائقه ولكن اقول بضعف المساهمات , وشح الكادرالمؤهل بالداخل وهذه حقائق لايمكن القفز عليها ..اما مسالة اهتمام القيادة بها فهذه مسالة نسبية ولديهم حسب قدراتهم فهمهم للاهتمام الذي قد لايوافقك .. ياعزيزي حتي نجعل الامر اكثر وضوحا انا اقول ان هذه القيادة وفي هذه اللحظة لديها برامنجها وخطها للتغيير ويمكن العثور عليه في وثيقة البرنامج واللائحة وبعض المقالات المتفرقة من بعض شخوصها ومن يدورون حولها ..عليك بوصفك مختصا تنويرنا بالنزعات والاتجاهات اليميية في هذا الخط ..واعتقد ان ذلك قد يفسر لنا بعض سلوك هذه القيادة سواء في ادارة المناقشة العامة او في تأمرها علي ورقة الخاتم ..كما اود ان اقول ان الحوار حول سلوك هذه القيادة دون التعرف علي ماتدعمه من برامج سيكون من باب جدل العربة والحصان المحسوم بديهيا لصالح تقدمة الحصان..
اشارتك لتعريف حسقلان تحتاج ايضا الي افاضة في الربط بين تطوير وتجديد الحزب الذي سينعكس في المطالبة بتطوير وتجديد المجتمع السوداني ,فالمحك هنا البرنامج الذي توده هذه القيادة هل يدعم الرقي بالمجتمع السوداني ام يرتد بخط ارتقاءه الاجتماعي وهذه ايضا ستردنا الي نقطتنا الجوهرية اي خط تسانده هذه القيادة?
ومحمد حسبو يسير في هذا الاتجاه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Imad El amin)
|
الاخ العزيز عماد الاخوة المتداخلون الافاضل..سلامى للجميع ترددت كثيرا قبل ان اتداخل ..فهذا البوست على عكس ما بدا عليه من موضوعية وهدوء..تسارعت وتيرته واحتدت ملامحه فى بعض الاحيان..وكان بامكانى تدارك ذلك لولا قصور ذاتى اعترف به (وهو عدم وجود الوقت الكافى للمتابعة وترتيب الافكار ومن ثم الكتابة)ففضلت التروى وقد اتى اكله..واستعدت قناعتى بانه من البوستات التى لاتندم على متابعتها ولاتشعر باننه تضييع للوقت (كما هو حال المنبر فى الاونة الاخيرة)..وهذه بمثابة دعوة للجميع للمحافظة على تلك السمة.. القضية متشعبة المحاور والاتجاهات..وارى انه يوصف من باب الوهم عدم وجود تيار يمينى(اصطلاحا كما اتفق عليه المتداخلون)داخل هذه المؤسسة..وكما تفضل بعض الاخوة فى انه من الاجدى محاولة تحديد المعايير التى على اساسها ينبنى (هذا الاتهام)..وهذه المعايير يتاتى لها من باب اولى الا تكون مزاجية ومرتبطة (فقط )بمواقف محددة من قضايا محددة. ولكن ..لتحقيق ذلك تجده من الصعوبة بمكان..ففى تقديرى ان هنالك اعضاء فى هذه المؤسسسة تحول ارتباطهم بها الى ارتباط عاطفى اكثر من انه تحالف طوعى او ما الى ذلك.وهذا فى تقديرى الشخصى من اخطر الامراض التى تتجلى فى ظل السرية..وقد تتحول هذه العناصر الى اجهزة قمع داخل هذه المؤسسسة دون ان يشعر الاخرون بحقيقة ما يدور لغياب الشفافية الكافية للقضاء على هكذا ظواهر..وهذا ما اسميه (فى قاموسى الخاص) منتهى اليمينية .وقد لايراها البعض كذلك..اوردت ذلك كمثال يوضح بعض الزوايا التى قد ننظر بها الى هذه القضية..ولكنى لاا ستطيع تسميتها بانها (مخطط يجرف الحزب نحو هاوية اليمينية) وان هنالك (لوبى )يقف من وراء هذا المخطط..بقدر ما انها ظواهر تشوب العمل فى ظل الديكتاتوريات..وهذا ليس للتقليل من خطورتها على اداء المؤسسةككل فهى فى تقديرى لا تقل خطورةعما تجود به قريحة اعداء هذه المؤسسة من خطط لتصفيتهاواعاقة تقدمها.. عليه..فاننى ارى بانه من الطبيعى جدا ان نختلف حول تحديد تلك المعايير..ولا ارى غضاضة فى ذلك..ما التزمنا الموضوعية فى طرحنا وابتعدنا عن التمسك الغوغائى بصحة ارائنا ..وادعاء امتلاكنا الحقيقة المطلقة(مهما كانت تجاربنا)..فهذا النوع من القضايا لا يمكن التوصل فيه الى نتائج بطريقة الدخول الى الغابة ..ورفع السلاح تحيتى لكل المتداخلين..وشكرا على وقتهم الثمين عاصم كته
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Murtada Gafar)
|
ياعزيزي مرتضي
كلامي ليس غريبا وهو جاء علي صيغة التعميم , بان وجود متامرين ليس اشارة دالة علي اليمين , لانني لا اعتقد ان فقط تصنيف شخص بانه يساري سيجعله محصنا ضد التامر ..
اما بقية التوصيفات التي اوردتها ودعوتك لي بتسجيل التامر باسم اليمين داخل الحزب سيكون من دواعي سروري ان يكون اليمين هو صاحب هذه المآسي ولكن دعنا قبل مباشرة (النبذ) والذين سيكون اكثر مما اطلقته انت بعد تحديد برنامج اليمين وهزيمته في معركة واضحة تبدأ بالبرامج فتتضج التيارات وشخوصها وبعد ذلك جرائم هذا اليمين (مابتغلب ليها زول=
امابخصوص حادثة الخاتم انا لا اتفادها ولم اطلب تركها للوسائل التنظيمة وعدم مناقشتها ياعزيزي مرتضي .. وعذرا ان بدأ كلامي غير واضح .ماطلبته هو ان تظل حاضرة كاحد الواجبات واجبة الحساب وقلت ان ماتقوم به تت وغيرك بصدد التمسك بالمحاسبة فيها وغيرها شئ مطمئن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Asim Sharief)
|
عزيزي عاصم
تحايا
الموضوعية التي ترغبها ستظل محفوظة وهذا مااراه من كل الاخوة المشاركون..فالهم واحد واعتقد ان الحزب ليس طوطما وهو في احسن المظان قنطرتنا للعبور بشعبنا من وهدته اتفق معك في انه من الوهم عدم وجود تيار يميني وكما تري اتفق كل من تداخل علي وجوده وتبقت فقط مسالة تحديده (افكاره وموقعه في الهرم الحزبي ) وهذه نقطة الخلاف (مداخلة د/صدقي والاخ / مرتضي والاخ/طه) اما مزاجية اطلاق النعوت والتوصيفات ,فهذه مقدور عليها بتحديد التعريف العلمي الدال عليها والحرص علي الدقة في اطلاقه وايراد الشواهد وهكذا وهذا مايقوم به الاخوة هنا وتشكر مرة اخري
| |
|
|
|
|
|
|
افضل ان اصف المنهج لا الاشخاص ، مجرد تفضيل (Re: Imad El amin)
|
عماد و مرتضـي و الجميع هنا سلام
حبذا لو يمخر هذا الحوار ويرسي اوتاده دون ان تعصفه عصبية النقد وتطرفه او قداسة الولاء وتذففه والجميع في حل من روائش كلامي .. و حقا ما احوجنا الي تمحيص مقولاتنا بدلا عن اجترارها كيفما اتفق ، و حباب التمحيص
كعادة بعضنا (السودانيين) اود استباق ماسيصاحب مشاركاتي من ذلل في التعبير او ترتيب الافكار بنسبته الي التزامات اكاديميه قطع الله دابرها تنتهي بنهاية الاسبوع المقبل ، فأرجو المعذره مع اكيد التزامي بمعاوده الكره كلما سنحت الفرصه اشارك في هذا الحوار وموقفي ان قيادة الحزب الشيوعي السوداني تدير المؤسسة الحزبيه وتشكل سحابة مواقفها الفكريه وخطـها السياسي وفعاليتها وفق منهـج يمـيني وعلي بطبيعة الحال تسنيد هذه التهمه ، و الحوار سجال
كعربون اود ان احتطـب انا ايضـا في موضوع التعريفات هذا ، فبحر الاجتهاد لن يتلوث بحجر يلقيه سابلة مثلنا
نستهل بمراجعة تعريف حسقيل اعلاه الذي اراه روحاً دون جسـد ، وسوي عجزه عن تقديم محددات او خصائص لليسار اكثر تفصيلا ، فأنه بخل ببعض الكلمات التي من شأنها ضمان التماثل الجانبي لشقي التعريف ، اذ انه –ربما لحساسية يساريه- اختار ان يغمط اليمين حفنة كلمات يكتمل بها وصفه ، فقد قال حسقيل والعهدة علي عماد الامين (لان موقع الحوار المتمدن محظور هنا في الامارات) ؛ "اعتقد ان افضل تعريف علمي لليسار في المجتمع البشري هو وجود فئات من البشر تتطلب مصالحها تغيير المجتمع القائم الى مجتمع افضل منه واعلى منه مستوى من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولذلك يمكن تعريف اليمين بوجود فئات في المجتمع تتطلب مصالحها بقاء المجتمع القائم دونما تغيير" فهذا التعريف حين يحشر الموضوع في قميص التغيير كقيمه فإنه يقصر عن الاحاطه باليمين الراديكالي الذي هو في الحقيقه اكثر انواع اليمين فتكا و فعاليه ، فهذه الراديكاليه الاصوليه تحمل برامج تغيير اجتماعي شديدة الحماقه ولاتقبل مطلقا بقاء المجتمع القائم دونما تغيير ، وهل يعقل ان نقول ان بن لادن يود الحفاظ علي ماهو قائم دون تغيير؟ ام نضطر بمسطرة التغيير هذه لأن نقول انه يساري ؟ ماضره –حسقيل- لو اكمل بأن لفظ اليمين يشير الي الفئات التي تتطلب مصالحها بقاء المجتمع علي ماهو عليه أو تغييره وفقا لنموذج سلفي ماضوي . علي كل اعتقد ان حسقيل اعطانا روح النص ونسي متنه فيما يخص يسار/ يمين ونتفق معه ان جوهر الموضوع هو الموقف من التطور ، تقدمي ام رجعي ، محافظ ام مجدد
أما عابد الجابري فيجد منا كلامه تفهما دون قبول ، فالبعد الاقتصادي ليس محددا بالطريقة التي وصفها الجابري ، وكنا لنجد له العذر لو لم يكن عربيا مغربيا ، فكما نلاحظ أن بعض اقسام اليسار العربي تحتكر السلطه والثروه في العراق وسوريه ان لم نضع مصر ودول اخري في المغرب العربي لحد ما ضمن سلة اليسار ، او بتعبير اخر لايمكن للجابري اخراج صدام حسين والأسد (اي البعث بنسختيه) من سلة اليسار الا بحيلة اكاديميه تقول بأن كلمة يسار تستخدم كخطأ شائع ضمن اخطاء اللغه ، او كأني بالجابري يود ان يقول ان اليسار لايمكنه ان يصل الي السلطه وبالتالي السيطره الاقتصاديه والا توقف عن كونه يسارا ، وهذا خطأ خصوصا اذا علمنا اعتماد بعض تيارات اليسار المتنفذه علي الفكر الانقلابي الذي يجعل الوصول الي السلطه ممكنا اوفر أ نايت . انا استحسن استخدام البعد الاقتصادي بمعيار اخر وهو ان اليسار يطرح شعارات العداله الاجتماعيه بمعناها تقليل الفوارق الطبقيه (ليست الاشتراكيه حرفا او حكرا) لفض هذا التوتر. اما البعد الايديلوجي وهو في نظر الجابري يتمحور حول الموقف من الدين فأري فيه ايضا مقابلة خاطئه لأن معظم قوي اليسار علي مناداتها بالعلمانيه السياسيه الا انها لم تكن تنتمي الي المدرسة الماديه في الفلسفه بل ان بعضها يري في مفاهيمه الاجتماعيه طريقـة في التدين مثل جمال عبد الناصر وصدام والاسد مرة اخري ، انما يصبح هذا المعيار اقرب الي الصواب لو استبدلنا الدين في التعريف الجابري اعلاه “وهكذا غدا التقدمي هو المتحرر دينيا، والرجعي هو المتمسك بالدين". لو استبدلنا الدين في نفس العباره بـالوعي الاجتماعي لمجتمع ما ، اي دينه واخلاقه وتقاليده الخ ، فاليسار كما يبدو لي يهدف الي تغيير الوعي الاجتماعي القائم (او مايتعارض منه مع السمات التي سيرد ذكرها) الي وعي آخر ، سماته علمانية الحياه السياسيه ، ترسيخ قيم العداله الاجتماعيه –بمعناها السابق- و مشاركة المرأه . ولم نلحظ ان الديمقراطيه كانت شرطا من شروط مظلة اليسار في تجربته المعروفه ، فكثير من قوي اليسار كانت شمولية ومازالت ، لذا يمكن التمييز بشكل اساسي بين اليسار الديمقراطي و اليسار غير الديمقراطي كما اتصور..
ما وددت قوله ، هو أننا إن اردنا الحصول علي تعريف / توصيف في حدود واقع الحال . فكل ما نحصل عليه هو سمات اليسار badges لا اكثر ، اي توصيف لليسار بما هو عليه وخصوصا في حيزنا الثقافي والجغرافي . فيمكن تلخيص سمات اليسار في انه تيار فكري يقوم علي - علمانية الحياه السياسيه - العداله الاجتماعيه – تقليص الفوارق الطبقيه - مشاركة المرأه وتحريرها - النزوع لاحداث تغيير اجتماعي تقدمي ويمتلك نظره نقديه لقيم المجتمع
وتفاديا لاجحاف حسقيل فبالامكان اجراء فحص مخبري لرسم خارطه جينيه لليمين علي ذات الاسس التي اجرينا بها تعريف اليسار عاليه هنا ، ونقول ان خصائص اليمين - يبني برامجه ومواقفه وفقا للسائد من قيم المجتمع ، ترتبط مصالحه بترسيخ مكونات الوعي الاجتماعي من دين واخلاق وتقاليد الخ ويعمل علي استغلال هذا الوعي في السياسه - يعمل علي ابراز هوية المجتمع استنادا علي اسس قديمه ، دينيه او عرقيه او ثقافيه - يعمل للحفاظ علي علاقات الانتاج القائمه او لا يطرح برامج لتغييرها (متصالح مع العلاقات القائمه)
وقد يكون مكان هذا العمل مبحث منفصل لو انابني الدهر صبرا ، اما ما يستوقف هذه المهمه الان وهنا فهو اعتقادي بامر له اهميته ، وهو ان انبه الي مصدر اخر للأدله بخصوص ما اذا كان منهج العمل القيادي يمينيا ام لا ، ذلكم (المصدر) هو ان الحزب الشيوعي من ابناء الذوات في الفكر والممارسه ومن سلالة لها تقاليدها في الصراع حول هذه الموضوعات (يسار / يمين) ولا يصح تجاهل حقيقة ان الحزب الشيوعي نفسه كمسترشد بالماركسيه يمتلك ولابد معاييره الخاصة للموضوع والتي يجب ايضا استصحابها ، وقد فعل ذلك الدكتور صدقي كبلو في مساهمته التي أرثي لها ، وسنأتي لهذا لاحقا ، المهم لولا ان الدكتور عماد لا غيره هو من احالنا الي تعريفات الجابري او حسقيل لقلت بأن هذه الاحاله تعادل نصب شرك للرأي الاخر ، كما سيمثل اثبات فرضية المنهج اليميني علي القياده باستخدام هذه التعريفات نفسها انقلابا للسحر علي الساحر وهو معتاد لدينا قيادة الحزب الشيوعي تنتهج منهجا يمينيا لأنها تقاوم التجديد داخل الحزب كما قال مرتضي وسادعم رأيه لأنه ايضا يتقاطع مع رأيي في احداثيي ما ، ومنهجها يميني لأنها تهادن السائد المجتمعي وتتماهي معه ولا تجرؤ علي انتقاد ثقافاتنا وتقاليدنا الباليه الا من طرف خفي وسأورد امثلتي ، وهي تساير ما وجدنا عليه اباءنا بدرجة تضعها في ثلة من يقاوم التغيير الاجتماعي لا من يستن سننا جديده و يقبل تكلفة المفارقه ، ومن ذلك وعلي رأسه موقفها المتطور سلبا من علمانية الحياه السياسيه والذي بدأ بالتنصل تحت شعار التأصيل للمفهوم ومقايضتها بموجبه بمصطلحات مثل الدوله المدنيه (نقد) او العقلانيه (كمال الجزولي) وانتهي الي قبول القوانين الدينيه التي ينبغي علي كل يساري وكل ذو حس انساني ان يرفضها دون هواده ولا مماحكه ، ومنهجها يميني لان مفاهيمها ومواقفها حول مشاركة المرأه وحريتها اقل مايقال عنها انها نصف متخلفه و نصف متقدمه ، ومنهجها يميني لأنها منذ امد تغلَّـب الموازنات التكتيكيه علي الاستراتيجيه في خطها السياسي مايفضي الي جعل الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ، ومنهجها يميني لأنها في ادارتها للتنظيم وفي تحصيل معارفها بالحياة من حولها لا تعتمد علي العلم وطرائقه ومنها احترام التخصص وتوظيفه بل تمارس عملها وفق اساليب المباصره و السماع والانطباع ما يعتبر لابدا في صميم المنهج اليميني في الحصول علي المعارف او اشاعتها ، والتعاطي مع العلم مفصل في التمييز بين منهج اليمين ومنهج اليسار ، العلم موضوع التغيير الاجتماعي في حياتنا المعاصره
ما ان تصبح عودتي ممكنه فامامي التزام اخلاقي و معرفي بأن افصل فيما اجملت ، الا ان شأفه التنطع تأبي علي الا أن اقول للدكتور كبلو ، كبيرنا في هذه الحضره ، بأنني يميني بموجب بعض من معاييرك التي ذكرت ، فأنا ماعدت اري حلة الماركسيه اكثر اناقة في حفل العلوم المعاصره مقارنه بما ترتديه منتجات علمية اخري واستعدادي كامل للحوار حول النظرية الماركسيه بشكل مفصل لتثمين مقولاتها وتدعيم فرضيتي ، وقد عرضت لبعض من هذه التفصيلات في موضع اخر ومنها قناعتي ان الدور القيادي ماعاد بيد الطبقة العامله مهما تلاعبنا بتعريف الطبقة العامله وفق منهج الاعجاز العلمي في الماركسيه ، ورأييي بفسالة قانون فائض القيمة و تفسيراته لكيفية خلق القيمه الفائضه ، اعتقد ان المجتمع الشيوعي الفاضل هو اضغاث احلام وغيره وغياره مما احسب انه انتقادات تسهتدف سدي الماركسيه ، وانت تري في بعض من هذا تيارا يمينيا تصفويا ، ورغم انك قبلت أو رحبت بمرجعية د. عماد (تعريفي حسقيل و الجابري لليمين واليسار) الا انك عدت واستخدمت موروثك الحزبي او فلنقل مرجعيتك الخاصه حول الموضوع حين التطبيق و سقت الناس زرافات الي زمرة اليمين ، فبموجب التعريفين اعلاه ليس من صفات اليسار التمسك بالماركسيه او منع تصفية الحزب الشيوعي او احترام قيادة الحزب الشيوعي او الايمان بالدور القيادي للطبقه العامله و اعتبارها محيطا في محيط ، او قطرة في بحر متلاطم ، ولذا اراني يساريا حتي لو لم تقل بذلك نظارتك ، واتمني ان اعود بشكل افضل الي مساهتمك وهي علي كل تسعد امثالنا من لاعبي الروابط
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: افضل ان اصف المنهج لا الاشخاص ، مجرد تفضيل (Re: Murtada Gafar)
|
العزيز عماد الشكر كل الشكر فتحك هذا الحوار الجميل في هذه الارض الموحله دعنا نعود للبورد بعد انقطاع طويل اولا اود الاشاره هنا الى ان مثل هذه الحوارات وهذه الكتابات عزيزي عماد تجد صعوبة في الوصول الى الهيئات التي يجب ان تناقشها داخل الحزب وذلك لظروف كثيره منها انشغال الحزب بمجارات العمل السياسي والتنظيمي مما يشكل ذلك خللا كبيرا في جبهة العمل الفكري في اخر اعداد الميدان وفي ما يخص المناقشة العامه ورد انهم لم يصلهم ما يفيد من الهيئه الخاصه بذلك هذا مجرد مثال يا صديقي وانا اركز في ذلك على توصيل مثل هذه الحوارات والنقاشات والكتابات الى ما يفيد تطور التنظيم الفكري وذلك عبر الصراع الفكري والذي في الغالب يذهب االى اشكال تصبح مرضية توذي عمل التنظيم وتقود بدورها الى تكتلات وانشقاقات لان كثير من الافراد غير قادرين على توصيل افكارهم ومناقشتها والخروج منها بما يفيد خط هذا الحزب الفكري ... ولك الود معتصم سيد احمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: افضل ان اصف المنهج لا الاشخاص ، مجرد تفضيل (Re: محمد حســبو)
|
محمد حسبو
مليون سلام
Quote: قيادة الحزب الشيوعي تنتهج منهجا يمينيا لأنها تقاوم التجديد داخل الحزب
منهجها يميني لأنها تهادن السائد المجتمعي وتتماهي معه ولا تجرؤ علي انتقاد ثقافاتنا وتقاليدنا الباليه الا من طرف خفي وسأورد امثلتي ،
وهي تساير ما وجدنا عليه اباءنا بدرجة تضعها في ثلة من يقاوم التغيير الاجتماعي لا من يستن سننا جديده و يقبل تكلفة المفارقه ،
ومن ذلك وعلي رأسه موقفها المتطور سلبا من علمانية الحياه السياسيه والذي بدأ بالتنصل تحت شعار التأصيل للمفهوم ومقايضتها بموجبه بمصطلحات مثل الدوله المدنيه (نقد) او العقلانيه (كمال الجزولي) وانتهي الي قبول القوانين الدينيه التي ينبغي علي كل يساري وكل ذو حس انساني ان يرفضها دون هواده ولا مماحكه ،
ومنهجها يميني لان مفاهيمها ومواقفها حول مشاركة المرأه وحريتها اقل مايقال عنها انها نصف متخلفه و نصف متقدمه ،
ومنهجها يميني لأنها منذ امد تغلَّـب الموازنات التكتيكيه علي الاستراتيجيه في خطها السياسي مايفضي الي جعل الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ،
ومنهجها يميني لأنها في ادارتها للتنظيم وفي تحصيل معارفها بالحياة من حولها لا تعتمد علي العلم وطرائقه ومنها احترام التخصص وتوظيفه بل تمارس عملها وفق اساليب المباصره و السماع والانطباع ما يعتبر لابدا في صميم المنهج اليميني في الحصول علي المعارف او اشاعتها ، والتعاطي مع العلم مفصل في التمييز بين منهج اليمين ومنهج اليسار ، العلم موضوع التغيير الاجتماعي في حياتنا المعاصره
|
في انتظار عودتك وساعود لمراجعتك للتعاريف واقتراحك بسمات اليسار واليمين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Murtada Gafar)
|
و الله يا جماعة انه لبوست مميز تقريبا في كل شيء ... فالشكر موصول للجميع و نتمني ان نجد فرقة للمجادعة او لقيط الحجار علي اقل تقدير... هذا هو النفس المفقود في مؤسساتنا الحزبية اليوم ... و اعني به نفس الاستماع الي الاخر و بقلب و عقل مفتوحين ثم الرد عليه بنفس النفس الطويل ... بدلا من خنقه و فطيسه قبل ان يتفوه ببنت شفه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: برير اسماعيل يوسف)
|
الأستاذ محمد أبوحسبو سلام أولا أسمح لي بالترحيب بنقدمك هنا رغن نا ذكرت من مشغوليات أكاديمية. ثانيا أشكرك على رثاء مساهمتي بقولك "، وقد فعل ذلك الدكتور صدقي كبلو في مساهمته التي أرثي لها ، وسنأتي لهذا لاحقا" ثالثأ فيما يتعلق بموضوع اليسار واليمين فهناك عدة مستويات هنا: الأول تعريف المفاهيم بشكل عام وهنا فقد قلت " وأرجو أن أوكد على صحة ما أورده الأستاذ عماد الأمين من تاريخية التعريف لليسار واليمين وأرتباط ذلك بالثورة الفرنسية والمجلس الذي كان يسمى ب French Estates- General والذي يعادل بمفاهيم اليوم البرلمان فينا أورد قاموس البتجوين للسياسة The Penguin Dictionary of Politics طبعة 1993 ص 277. وصحيح أيضا ما ذهب إليه الأستاذ عماد من إرتباط مفهوم اليسار بالتغيير الإجتماعي الراديكالي المرتبط بالجماهير وحقوقها والعدالة الإجتماعية بشكل عام والإشتراكية بشكل خاص." وفي هذا الفهم تندرج فئات ومدارس وأحزاب عدة. وهناك استعمال المفهوم في نسبية محددة في قضية الموقف من التغيير في الحزب الشيوعي ولقد لخصت ماأراه والذي يبدو أنه في رأيك يدعو للرثاء حول وجود تيارين يميني ويساري من مسألة الإصلاح والتجديد والتغيير في الحزب، وهناك فرق بين أن يغير الشخص قناعاته الفكرية وينتقل بها لمواقع يسارية مختلفة عن الحزب الشيوعي، وبين أن يدعو لتصفية الحزب الشيوعي.وقلت بوضوخ:" القضية إذن تصبح ليس من يقف في وجه التغيير، القضية التغيير في أي إتجاه. وإذا إتخذنا بوصلة ثورية وليس بوصلة متأثرة بالشعارات الأيديولوجية للرأسمالية العالمية، فإن الإتجاهات نحو اليمين واليسار واضحة." وفي هذه المسألة المحددة فإن وصف قيادة الحزب الشيوعي باليمينية غير دقيق. وقد ختمت مساهمتي " ونحن ما زلنا في إنتظار شواهد أخرى على يمينية القيادة غير مسألة الموقف من التغيير." رابعا تناولت في مساهمتك، إلى جانب دعمك لرأي الأستاذ مرتضى حول مسألة التغيير والتي أعتبرها غير مقنعة حتى الآن، بطرح قضايا جديدةعندما تقول: " ومنهجها يميني لأنها تهادن السائد المجتمعي وتتماهي معه ولا تجرؤ علي انتقاد ثقافاتنا وتقاليدنا الباليه الا من طرف خفي وسأورد امثلتي ، وهي تساير ما وجدنا عليه اباءنا بدرجة تضعها في ثلة من يقاوم التغيير الاجتماعي لا من يستن سننا جديده و يقبل تكلفة المفارقه" ولعمري هذا إتهام خطير، لو صح لصار الحزب الشيوعي حزبا رجعيا، علينا محاربته، ولكنك بعد هذا الإتهام تورد حيثية تقول فيها "ومن ذلك وعلي رأسه موقفها المتطور سلبا من علمانية الحياه السياسيه والذي بدأ بالتنصل تحت شعار التأصيل للمفهوم ومقايضتها بموجبه بمصطلحات مثل الدوله المدنيه (نقد) او العقلانيه (كمال الجزولي) وانتهي الي قبول القوانين الدينيه التي ينبغي علي كل يساري وكل ذو حس انساني ان يرفضها دون هواده ولا مماحكه ،" ولنبدأ بالآخر أين ومتى قبل الحزب الشيوعي القوانين الدينية؟ أما مسألة العلمانية والدولة المدنية، فتلك مغالاة تعتمد المركزية الأوربية مرجعا في المصطلحات، وتحرم حركة سودانية سياسية ثورية صياغة المصطلحات الملائمة في مجتمعها، والمهم هنا هو جوهر الدعوة للدولة المدنية الديمقراطية! وقد جرت هذه المناقشة أيام انتخابات 1986 وسط الكادر الخطابي وجرت مرة أخرى بين وفد من الحزب وممثل مجلس رأس الدولة أبان أزمة 1988 السياسية. أورد الأستاذ محمد إبراهيم نقد في كتابه حوار حول الدولة المدنية أن وفد الحزب أبلغ مندوب مجلس رأس الدولة: "أ- أننا لا نتقيد بحرفية المصطلحات وعما إذا كان مصطلح علمانية وعما كان مصطلح علمانية بكسر العين أو فتحها، وأننا نعطي الأسبقية للديمقراطية كحقوق وحريات وكنظام حكم ومؤسسات وأننا نعارض الدولة العلمانية عندما تصادر الديمقراطية- مثال معارضتنا لدكتاتورية عبود. ومن جانب آخر، دخلنا في صراع وصدام مع نظام مايو الذي بدأ يساريا وعلمانيا, وواصلنا مواقفنا ضده عندما أعلن قوانين سبمتبر 1983م وتصب نميري نفشه إماما حتر أطاحت به الإنتفاضة. " لآنوافق علة مشروع حكومة الوفاق، ليس رفضا لمبدأ الوفاق، إنما لكون المشروع يلتف حول شعار الانتفاضة الداعي لإلغاء قوانين سبتمبر بدعوى الإلتزام بقوانين بديلة تقدنها الجبهة الإسلامية لن تختلف عن قوانين سبتمبر. نقدر حرص وجهود رأس الدولة لحل الأزمة الوزارية، وتقريب وجهات النظر لنزع فتيل الاشتعال عن استقطاب دولة علمانية، دولة دينية ... ونقترح مصطلح دولة مدنية، علو اعتبار تعامل المجتمع السوداني في الشمال والجنوب مع القنون المدني والمعاملات المدنية، والقانون الشرعي والمحاكم الشرعية." (ص 26). ويقول نقد أن الحزب بالخارج أصدر ورقة بعنوان قضايا أسترتيجية أوضح فيها ان الديمقراطية السياسية السودانية تقيم علاقتها مع الدين على "مبادئ النظام المدني التعددي، والتي هي في تفس الوقت تشكل فهمنا لمعنى العلمانية. فمصطلح النظام المدني أقرب لواقعنا من مصطلح النظام العلماني ذي الدلالات الأكثر ارتباطا بالتجربة ألوربي’" (ص 32 ) ويقدم نقد في صفحات 35 و-37 شرحا أوفى لمفهوم الدولة المدنية الديمقراطية. وعند معالجتي لقضية الدستور الديمقراطي فقد أوردت ما يلي "ينبغي إن ينص الدستور الديمقراطي على مبدأ السيادة للشعب، فمثلا يكون النص الدستوري في هذه الحالة "السودان جمهورية ديمقراطية السيادة فيها للشعب" وهذا نص لا يعبر فقط عن مبدأ ديمقراطية الدولة وإنما يشكل أساسا لمبدأ علمانيتها أيضا، فمبدأ السيادة للشعب يشكل من ناحية دستورية المقابل الديمقراطي والعلماني لكل أشكال السيادة القائمة على الحق الإلهي Divine Right أو الحق الوراثي المطلق أو المقيد دستوريا في الأنظمة الملكية أو الديكتاتورية، فالنص لا بد إن يعلن بوضوح أن الشعب هو مصدر السلطات والتشريع؛ وفي الحقيقة لا يكفي هذا النص لمنع قيام دولة سلطوية إذ لا بد من النص على كيفية ممارسة الشعب لسيادته بشكل ديمقراطي وعلى أسس دستورية واضحة، حتى لا يدعي مدعي، كما فعل قادة انقلاب مايو ، ممارسة السيادة نيابة عن الشعب بدون تفويض من الشعب ذاته. والشعب يمارس سيادته عن طريق ممثليه الذين يختارهم في انتخابات دورية لمؤسسات دستورية يحدد الدستور واجباتها وصلاحياتها ودوراتها، كما يحدد بشكل عام كيفية انتخابها بينما يترك للقانون تفاصيل ذلك" خامسا: تقول "ومنهجها يميني لان مفاهيمها ومواقفها حول مشاركة المرأه وحريتها اقل مايقال عنها انها نصف متخلفه و نصف متقدمه،" وأكاد لا أفهم ما تقصد! فهلا أوضحت؟ سادسا: تقول "ومنهجها يميني لأنها منذ امد تغلَّـب الموازنات التكتيكيه علي الاستراتيجيه في خطها السياسي مايفضي الي جعل الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ،" كيف؟ وفي أي موقف؟ هل التجنع كتحالف لا يخدن أغراض أسترتيجية؟ مثلا ما الذي يجعل تحالفنا مع حزب الأمة في الجبهة الإستقلالية منسجما مع الإستراتيجية وتحالفنا مع الإتحاديين وقوى التجمع الأخرى تكتيكا خاطئا؟ سابعا: "ومنهجها يميني لأنها في ادارتها للتنظيم وفي تحصيل معارفها بالحياة من حولها لا تعتمد علي العلم وطرائقه ومنها احترام التخصص وتوظيفه بل تمارس عملها وفق اساليب المباصره و السماع والانطباع ما يعتبر لابدا في صميم المنهج اليميني في الحصول علي المعارف او اشاعتها ، والتعاطي مع العلم مفصل في التمييز بين منهج اليمين ومنهج اليسار ، العلم موضوع التغيير الاجتماعي في حياتنا المعاصره" وبالطبع هذا تصور خاطئ تماما عن مناهج الحزب في التنظيم وفي بناء خطه السياسي وفي تشر معارفه وفي تعليمه الحزبي وبالطبع لدي تحفظ على جملة "العلم موضوع التغيير الاجتماعي في حياتنا المعاصرة" وأعتقد أنها مقولة خاطئة تخلط بين الأداة والموضوع، وحتى لو إستعملنا تعبير "العلم أداة التغيير الاجتماعي في حياتنا المعاصرة" لن يكون صحيحا تماما إذ "أن العلم هو أحد أهم أدوات التغيير الاجتماعي في حياتنا المعاصرة" وأرجو أن ننتقل من الإنبهار بالثورة العلمية التقنية لفهمها أولا ولاستعمال ما توفره من إمكانيات "للتغيير الاجتماعي في سوداننا المعاصر".
أرجو أن يتصل النقاش في خذخ القضايا ولكم مني الود أطيبه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Imad El amin)
|
عماد الأمين مرتضى جعفر وضيوفهما { أصحاب البيت }
في الأول عايز أعتذر لغيابي مرغمآ عن المساهمة في هذا البوست الرصين الراقي ، بسبب تحذير من الطبيب نسبة لصداع لازمني وإلتهاب في العين اليسرى قدر الطبيب ان جهاز الكمبيوتر الذي أستخدمه-وهو جهاز عتيق- هو السبب . أمس فقط استطعت نسخ الموضوع وعكفت على قرآته كل الليل بإستثناء فترة المبارة-السودان/ مصر- التي أفسدت علي متعتي بالمقاربات الذكية. لم أنم إلا بعد أن قرأت آخر مساهمة بعد محمد حسبو ، ونمت سعيد ومطمئن على مستقبل حزبنا طالما فيهو شباب قارح بهذا الوعي وتلك الشجاعة والرصانة
نذرآ علي أعود بي قدحي ولغاية ذلك الوقت نقولها بالفم المليان نعم هناك إتجاه يميني مسيطر في القيادة ذكر محمد حسبو بعض مظاهره وسنواصل على منواله وبحثآ عن جذور الإنحراف اليميني.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Imad El amin)
|
اسمحو لي في البدء أن احيي الأستاذ عماد الامين لمبادرته بطرح موضوع هذا النقاش على الأستاذ مرتضى جعفر بطريقة أقل ما يمكن أن يقال عنها انها حضارية. كما احيي الأستاذ مرتضى على إستجابته الراقية لتلك الدعوة. وهذا ما جعل هذا البوست يجتذب كل محب للنقاش الهاديء الرزين. فالتحية للكل.
أولاً: ولأني قررت أن أكون من المتابعين والحريصين على قراءة هذا البوست والمساهمة بقدر ما يتوفر لي من وقت ، أود أن أوضح موقفي المبدئي وهو أنني ضد إطلاق مسميات بعمومية مثل "يسارية القيادة" و"يمينية القيادة". كما أرى أن من الخطأ إطلاق الأحكام والعموميات على مجمل تاريخ "شخص" أو "قيادة" لكي لاندخل في نفق مظلم. في إعتقادي الشخصي المتواضع أن "يمنية" أو "يسارية" اي قيادة في وقت ما تحدد بناء على "مواقف" و"اطروحات" بعينها في ذلك الوقت . ولا أرى حرجاً في إنتقاد موقف أو خط سياسى معين اعتقد انه "يميني" صادر عن قيادة ما كنت بالأمس مؤيد لموقف آخر أرى انه "يساري" صادر عنها . ثانياً: في إعتقادي وكأحد الذين يتابعون طرح الأساتذة ويتعلمون من نقاشهم ، أن من المفيد مقارنة الموقف موضوع "اليمنية" أو "اليسارية" بالموقف البديل الذي كان من الممكن اتخاذه وهو ما يجعل النقاش يؤتي ثماره. ثالثا": لا أود ان أحيد بالنقاش عن النقطة التي إرتضاها الأستاذ عماد والاستاذ مرتضى كمحور ولكن يمينية أو يسارية "القيادة" كمفهوم أرجو أن لا تُفهم كأننا نطمح أن لا وجود للقاعدة والأشكال التنظيمية الحية التي قد تفرض على "القيادة" تبني مواقف معينة. نود شكل تنظيمي يحفظ يسارية الحزب.
تحية وشكر للجميع ولي عودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Murtada Gafar)
|
العزيز مرتضي
قضية الموقف من الديمقراطية هي من القضايا المهمة لا شك في ذلك . واعجنبني كثيرا ربطك بين الموقف العام للحزب من الديمقراطية بوصفها وسيلة للحكم واساليب العمل و ممارسة النشاط الحزبي , ولغرض النقاش معك ساقوم بالفصل بين الموقفين وساورد ملاحظاتي علي نقاط:
الموقف من الديمقراطية بوصفها وسيلة للحكم :
وهنا ساستعين بكتيب الاستاذ كمال الجزولي المعنون الشيوعيون والديمراطية في السودان للشراكة ام لزود الطير عن مر الثمر , ففي هذا الكتاب تم رصد تاريخ موقف الحزب من الديمقراطية الليبرالية. فمنذ تاسيس الحزب في منتصف الاربعينيات ظل الموقف من الديمقراطيةملتبسا ومتنازع عليه ومنشا هذا الالتباس والتنازع يعود وبدرجة كبيرة لتاثير الاتحاد السوفيتي وشعارات اليسار في تلك الفترة (الديموقراطيات الشعبيةوالديمقراطية)الجديدة ونقده للديمقراطية الليبرالية . ظلت البرامج المجازة من قبل الحزب تحمل ملامح شعارات اليسار في تلك الفترة
كانت مفارقة الحزب من مجاميع اليسار في تلك الفترة في اصراره علي التمسك بجوهر الديمقراطية الليبرالية المتمثل في مبادئ الحريات العامة والحقوق الأساسية وان تقاصرت البرامج في الاقرار صراحة بذلك بل وردوها في نزعات
اكدت مجمل تجارب الحزب في تلك الفترة (53-1969) حرصا علي مبادئ الديمقراطية الليبرالية بل يمكن القول بانه كان الابرز نضالا من اجلها ..
شهد تاريخ الحزب وفي اكثر من حادثة تراجعا عن هذا الموقف المتميز في النضال من اجل الحقوق الديمقراطية (الموقف من مايو ويوليو)
منذ دورة اللجنة المركزية في ديسمبر1978 حسم الحزب الشيوعي موقفه ونهائيا لصالح الاقرار صراحة بتبني التعددية السياسية خيارا وحيدا لتداول السلطة وبذلك توج الحزب واستكمل الحزب موقفه من قضية التغيير الاجتماعي والعدالة الاجتماعية والحقوق الليبرالية .. راجع كتاب الجزولي في الرابط ادناه
الشيوعيون والديمراطية في السودان للشراكة ام لزود الطير عن مر الثمر
وناتي للملاحظات حول القول بيمينية القيادة وفقا للموقف من الديمقراطية
اولا رفض الديمقراطية تاريخيا وما قبل دورة 1978 كان موقفا يساريا ولم يكن يمينيا والاصرار عليه من موقع لالاشتراكيةوالتقدم يعتبر يسارية جامدة .والربط بين ربط موقف اليسار الرافض للديمقراطية واليمين الرافض كذلك يتطلب اكثر مما تفضلت به بوصفه موقفا يمينيا ..فالموقفان وان تشابها يختلفان من حيث المنطلق ومن اجل دقة التحليل والتصنيف يجب التمييز جيدا .ويمكن القول ان موقف الحزب ماقبل 1978 , وهي الفترة التي لم يكن موقف الحزب قاطعا في قبول التعددية السياسية وان كان مقرا وقابلا لمبادئ الديمقراطية الليبرالية , كان موقفا يساريا متاثرا بشعارات اليسار في تلك الفترة ..ورغم قناعتي بان الموقف قد حسم تماما مابعد 78 ولا اعتقد بوجود موقف رسمي ومكتوب مضاد لهذا الاقرار وجود اي زلة مضادة لهذا الموقف وان تشابهت مع موقف يميني هو من قبيل اليسارية الجامدة التي تحن ولا زالت اسيرة لفترة الخمسينيات والستينيات.
ديكتاورية البروليتاريا لم تكن في اي من برامج الحزب احد شعاراته وان كنت اقر معك بانها كانت الحاضر الغائب لجهة تبني شعارات الديمقراية الجديدة/الثورية/الشعبية وهذا بالطبع ماقبل 1978
اما مايخص ورقة تقييم يوليو اعتقد ياعزيزي ان نقلها هكذا مخل , فانت تعلم ان الجدل في تحديد طبيعة الفئة التي قادت الحركة الانقلابية قد بدأ منذ الصراع حول ضباط مايو ..هل هم برجوازية صغيرة ام عناصر ديمقراطية ثورية ..وتعلم ان الاشارة للديمقراطية هنا لاتعني التعددية السياسية وانما اتت لتمييزهم عن المجموعة التي انفردت بانقلاب مايو ..واعتقد ان جوهر تقييم يوليو قد ورد فيما اشرت اليه واشارت اليه الوثيقة باعتبارها انقلاب عسكري. ولي عودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Imad El amin)
|
الأخوان مرتضي جعفر و عماد الأمين و المشاركين
تحياتي و شكرا لهذا الحوار الصعب ..
وقد ظللت أتابعه منذ يومه الأول ولم تتوفر لي الفرصة بعد في كتابة مداخلة حول هذا الموضوع و ماتفرع عنه .. لكن مبدئيا اتفق مع الأخ alfazia3 في ماكتبه .. ولدي تساؤلات عماهي الصفة المناسبة لمقاومة التغيير : هل هي " اليمينية" أم " الجمود" ..؟ أتفق مع مرتضي جعفر في أن المناقشة العامة لم تحسن ادارتها مما يخلق ظلالا من الشك في جدوي النتائج المرجوة منها و أول مؤشر لسوء الادارة هذا هو تركها مفتوحة في سياق الزمن .. كنت قد تحصلت مؤخرا علي نسخة من كتيب الدكتور صدقي كبلو " موسم الهجرة الي اليمين" وكنت قد قررت كتابة نقد حول ماطرحه الكتيب خاصة فيمايتعلق بمفهومه حول اليمين التصفوي وأناعلي يقين انه لاغبار ان نادي احد المجددين بتحويل الحزب الشيوعي من عمالي الي حزب تخف فيه الحمولة الايديولوجية وهذه وجهة نظر يمكن تبادل الأفكار حولها دون ان نلجأ للوصفات مثل يميني تصفوي والتي يستخدمها البعض كنوع من الارهاب الفكري وككابح للأفكار الجديدة ..
سوف اعود مجددا لنقد كتيب الدكتور صدقي كبلو و تبيان بعده عن روح العصر و تكريسه للأفكار القديمة ..
خالد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Khalid Eltayeb)
|
Quote: يميني الحزب الشيوعي |
ما اعرفه انا انا لدائرة نقط وسط واحده ولكن محيطها يتسع لجميع النقاط واليسار يعد نقطة علي محيط الدائرة واليمين ايضا نقطة اخري في اتجاه مغياره من محيط الدائرة فلا مجال لالتقاء خط مستقيم يجمع بين النقطيتين الا بالمرور عبر نقط الوسط ولكي يتلقي اليمين واليسار فلا بد ان يكون الالتقاء في نقطة الوسط علي ما اعتقد واليسار تتطرف واليمين تتطرف فذا فكرا في الاعتدال يكون اتجاهم نحو الوسط حيث ان الوسط هو فطرة الانسان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Murtada Gafar)
|
الأخ خالد الطيب:
تحياتي و إحترامي
أخى خالد بخصوص سؤالك
Quote: ولدي تساؤلات عماهي الصفة المناسبة لمقاومة التغيير : هل هي " اليمينية" أم " الجمود" ..؟
|
أنا أقول بإنها يمينية، بحيث أن مقاومة التغيير تكبح الحزب عن تجديد نفسه و تغيير مواقفه حتى يساير عصرا، أضحت وتيرة أحداثه متسارعة و قضاياه و أسئلته التي يطرحها جد محرجة و تحتاج إلى رؤى فلسفية جديدة، كبح تجديد الحزب عن تلك التطورات كيما يضطلع بتلك المهام يمين محض و من يقفون ورائه يمينيون لا يتميزون عن من يريدون أن يحاكموا إنسان القرن الواحد و عشرين بشريعة القرن السابع فالمسافة اليوم بين فلسفتنا الماركسية بوضعها الراهن و التي تبناها الحزب من منتصف أربيعنيات القرن الماضي و العصر بسماته الرهنة هي تشبه المسافة بين القرن السابع و الواحد و عشرين، بل و تتميز مناهضة التغيير عن تلك اليمينية بطابعها الإجرامي المتفزع من التغيير و التجديد و له في ذلك اساليب شتى.
أتمنى عليك أن ترفد الحوار بتقييماتك لكتاب الدكتور صدقي كبلو و من محاسن الصدف إنه من ضمن أطراف الحوار هنا مشكورا فبذلك يكون لمادتك قيمة نحاورية بالغة الفائدة، فما تبخلش علينا يا صديقنا العزيز خالد.
مودتي
الأخ حبيب الكل لك الشكر على المرور
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Murtada Gafar)
|
الأخ عماد الأمين كتبت:
Quote: اما مايخص ورقة تقييم يوليو اعتقد ياعزيزي ان نقلها هكذا مخل , فانت تعلم ان الجدل في تحديد طبيعة الفئة التي قادت الحركة الانقلابية قد بدأ منذ الصراع حول ضباط مايو ..هل هم برجوازية صغيرة ام عناصر ديمقراطية ثورية ..وتعلم ان الاشارة للديمقراطية هنا لاتعني التعددية السياسية وانما اتت لتمييزهم عن المجموعة التي انفردت بانقلاب مايو ..واعتقد ان جوهر تقييم يوليو قد ورد فيما اشرت اليه واشارت اليه الوثيقة باعتبارها انقلاب عسكري. |
أنا لا مانع لدي البتة أخ عماد من أن جوهر الوثيقة يكمن في تسميتها 19 يوليو 1971 إنقلابا و كنت قد إمتدحت صراحة كاتبها عندما قال ذلك، لكن ما أعترض عليه هو إطلاق النعت "ديمقراطيين" على من دبروها و ليس هذا بأي حال من الأحوال إنتقاصا من شخصياتهم، حيث أن الديمقراطية تعني ضمن ما تعني الإقرار بالتداول السلمي للسلطة و لمن يستحق أن يوصف بالتوجه الديمقراطي يجب أن يقر ذلك أو يستوفيه، لذلك أح عماد و إن إبتغى الحزب تمييزهم عن الفئة التي إنفردت بمايو لا يجب أن يأتي ذلك على سبيل التجني على المفهوم حتى يجانب الدقة و هو خلط كثيرا ما وقع فيه الشيوعيون بأن تبرعوا بإطلاق نعوت على من لا يحملون صفاتها الوراثية المميزة و لطالما تفننوا في تسمية الأشياء بغير مسمياتها و هذا إعتراضي و هو خلل أكبر من هذا الأمر الشكلاني إذ يراد به بث دعاية و تشكيل راي عام و هو ما أعترض عليه أيضا و بشدة.
و منتظين عودتك
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Murtada Gafar)
|
Quote: الحقيقة بوجوهها الكاملة دعني أقول أن هذين الموقفين لا يشكلان لدي أدلة كافية لإستئصال بؤر الفكر الإنقلابي اليمنية المعادية للديمقراطية و الداعية للوصاية و الشمولية بداخل الحزب الشيوعي السوداني |
ياعزيزي مرتضي كلامك اعلاه هو حدرة في الظلام ...وتلك من افات النقد , فاهتداءقيادة الحزب مجبرة يشير الي ان الامر اتي عقب تجربة وتجعل من هذا الاستخلاص / ضرورة وحتمية الاخذ بالطريق البرلماني/تجعل منه مصدر قوة في ايدي الديمقراطيون داخل الحزب وتضعف كثيرا من نفوذ ذوي الاتجاه الانقلابي باعتبار ان الاستخلاص صار موقفا رسما لهذه الموسسة . انظر اليها هكذا لقد توصل الحزب الي تبني هذا الموقف بعد تجربة مريرة ضربت اثارها عميقا في جسد وتاريخ الحزب وجعلت ان تراجع عن هذا الخط هو من قبيل المغامرة بما تبقي ..
اشارتك الي افراغ الموسسة العسكرية من الكوادر ونفوذ الجبهة الاسلامية داخل الجيش وتنفيذ انقلابها لا اعلم هي من قبيل الاسي .الشي الذي لا اعتقده من منتقد الفكر الانقلابي وان تواجد في اي موسسة .والحديث عن بؤر التنظيمات السياسية داخل المؤسسة العسكرية يطول وان كنت اعتقد ان تكف التنظيمات السياسبة عن ذلك وان دعي داعي فليكن وجود هذه البؤر لتامين حركة الجماهير الثائرة ومكتسباتها وفقما نص الغرض من فكرة الضباط الاحرار الذي لم يكن تاسيسه من اجل استلام السلطة ولم يكن ضربه وصعوبة انشاءه هو السبب في تبني التعددية السياسية كما تقول .
اما مطالبتك بالوضوح والاعتذار للجماهير من اعتداءت الحزب علي التعددية فاعتقد ان الامر تم وباكثر من شكل وعلي سبيل المثال تصحيح خطاءنا بالاقرار وبوضوح بتبني الحزب للتعديد والتداول السلمي للسلطة , توقفنا عن ان نكون طرفا في اي تحرك عسكري انقلابي , افادة الحزب بواسطة التجاني الطيب في ندوة القاهرة الشهيرة ونقدنا لموقفنا من مايو ويوليو ووثيقة تقييم يوليو ايضا كلها امثلة للنقد الذاتي وهي ايضا تمتين وتقوية للخط الرسمي المنادي بتبني التعددية استكمالا لمبادئ الليبرالية التي انتبه الحزب لاهميتها.
وثيقة يوليو نعتت الحركة بالانقلاب برغم مافي الامر من تعقيد نفسي واخلاقي , ولكن ياعزيزي الوثيقة تحدثت عن حدث في فترة زمنية محددة بظروفها وملابساتها ومصطلحاتها من ضمنها التقييم الذي يطلق عن ضباط يوليو ..نعتهم بالديمقراطيين الثوريين نعت يوصف وبدقة طبيعة تكويين اولئك الضباط ودوافع تحركهم وفق ما فهموه وشاع في اوساط الحزب , ولا اعتقد ان الوثيقة قالت اكثر من ذلك بل ذهبت لاتجاه تصحيح الامر برمته ومن ضمنه موقفنا من تحرك عسكري يحسب علي الحزب.
كلامك عن تهافت حجة التاثر بالنموذج السوفيتي ..ياعزيزي ذلك ماحدث وهو امر منتقد وغير مقبول واشاركك الحسرة في تخلف موقف الحزب عن الحزب الشيوعي الهندي وان كنت اعتز ولو نسبيا في توصل الحزب دون سواه من العديد من قوي اليسار لموقفه المنادي والمدافع عن جوهر الحقوق الليبراليةالمتمثلة في مبادئ الحريات العامة والحقوق الأساسية , والذي استكمل في 1978.
تعامل الحزب بانتهازية مع الديمقراطيات ومطالبتك بمقاطعتها ليتسق مع يساريته ..لا اعتقد ان الامر مرده للانتهازية او عدم يسارية الحزب في ذلك الوقت بل هو التنازع الذي ساد العديد من قوي اليسار في تلك الفترة فمع قبولهم بالتعددية بل والدفاع عنها كانوا مشدهون بالنقد الذي قالت به ماركسية تلك الفترة للديمقراطية الليبرالية ومطالبهم لاستكمال الديمقراطية السياسية بالاجتماعية والاقتصادية التي ظنوا تغييبها وعدم الحماس لها من قبل المعسكر الراسمالي المؤيد لها.وان كنت اقر معك مثلما هنالك الحزب الشيوعي الهندي المنخرط في البرلمانية ومجاميع اليسار المقاطعة اتي موقف الحزب متنازعا فمن جهة هو مدافع صلد عن الحقوق الاسياسية ومنخرط في التعددية وان تقاصر برنامجه عن الوضوح في المطالبة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Sidgi Kaballo)
|
الدكتور صدقي كبلو:
ألف شكر على هذه المساهمة الغنية حول الديمقراطية، و لا بد لي من عودة إليها أكثر تفصيلا، و أطمع في عودتك للحوار أيضا بشكل مفصل فكم نحتاج إلى مساهمتك. تشر يا دكتور و التحية مجددا لك بالمشاركة في الحوار.
العزيز عماد الأمين:
ياخ لا حدرة في الظلام لا حاجة هذه إنتقادات حددنا هدفنا منها سابقا أرجوك أن تتعامل معها كذلك و لي عودة للرد على ردك.
لكما إحترامي
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Murtada Gafar)
|
الأستاذ العزيز مرتضى شكرا على مساهمتك التي سأعود لها، فقط أود أن أشركك والقراء في قراءة هذا الجزء من كتابي "موسم الهجرة لليمين" والذي كمت أناقش فيه ثورة أكتوبر وإنقلابي مايو ويوليو
" ان الحقوق الديمقراطية في الديمقراطية الليبرالية ليست نتاج لنضال وتصور البرجوازية وحدها، بل ان اكثر العناصر ليبرالية سعت في بعض الاحيان لتقييد الحقوق المعبر عنها في قوانين ليبرالية، ولم يؤدي ذلك بالقوى الديمقراطية الاخرى ان تسعى لمصادرة الديمقراطية او الحقوق التي يتمتع بها هذا الجناح من الليبرالييين؛ هكذا يمكننا ان ننظر لجوهر الصراع بين 1956 و 1964 وان نفهم محاولة القوى التقليدية الحاكمة نحو تقييد الحريات الاساسية التي اوضح تقرير المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي ان تلك "الحقوق الديمقراطية البرجوازية نفسها اصبحت عاملا في جلب جماهير القطاع التقليدي الى ميدان النشاط السياسي و الأجتماعي" (الماركسية وقضايا الثورة السودانية، ص 134). وهذا بطبيعة الحال يدفع الثوريون للدفاع عن الديمقراطية بدلا عن التامر عليها الا اذا كانوا يعتقدون انهم عن طريق التآمر والاستيلاء على السلطة بليل (او حتى في منتصف النهار، كما فعل الرائد هاشم العطا) يستطيعون ان يقوموا نيابة عن الجماهير بالتغيير الذي يرون انه من مصلحة تلك الجماهير دون ان يقنعوا الجماهير اولا بذلك. وهذا ما يريده أستاذنا الدكتور فاروق. ويوضح تاريخ نفس الفترة ان ما قاله الدكتور فاروق عن موقف القوى الحديثة من مبادئ الدستور الليبرالي لم يكن دقيقا تماما، فهو لم ير التناقض العميق بين نضال هذه القوى اليومي والدائم من اجل اهم مبادئ ذلك الدستور: الحريات الاساسية، سيادة حكم القانون واستقلال القضاء..الخ وبين نظرية الديمقراطية الجديدة التي كان يطرحها الحزب الشيوعي، والذي رغم انه اكثر القوى الحديثة تنظيما ليس هوكل القوى الحديثة، وانا هنا فقط اعيد للذاكرة صراعات جبهة الهيئات والتي سيكون دفنا للرؤوس في الرمال اذا قلنا انها فقط كانت تعبير عن تامر الرجعية والاخوان المسلمين، فمن صوت في الجمعية العمومية لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم لانسحاب الاتحاد من جبهة الهيئات لم يكن الاخوان وحدهم بل كان هناك ايضا تيار الاشتراكية الديمقراطية واعداد من الطلاب المستقلين كانوا يشعرون بان الشيوعيين يريدون سرقة ثورة اكتوبر وهو التعبير السياسي لمحاولة طرح مهام على الثورة اكثر من قدراتها، بل اكثر من مطالب، قواها الاساسية، القوى الحديثة، دعك من مطالب وقدرات كل الجماهير التي لم يزل اغلبها حينذاك تحت نفوذ الاحزاب التقليدية ومستعد للحضور للعاصمة للاطاحة بحكومتها الثورية مثلما فعل الانصار مع حكومة سر الختم الخليفة الاولى في فبراير 1965. لقد كان هناك صراع مماثل يدور في معظم النقابات والاتحادات التي تنظم القوى الحديثة، والحقيقة التي لايريد عدد كبير من التقدميين في السودان ان يقتنعوا بها ان ثورة اكتوبر لم تنجز اكثر مما انجزت لان القوى الديمقراطية كانت ضعيفة ومشتتة ولم تستطع ان تستنهض اغلبية الجماهير وفقا لبرنامج ابعد من البرنامج الذي انجزته فعلا ثورة اكتوبر، بل ان عبد الخالق اعترف في لمحات، والتي كتبت قبل ثورة اكتوبر ان الاعضاء الجدد يلتحقون بالحزب وفقا لنضاله من اجل استعادة الحقوق الاساسية والديمقراطية، يقول عبد الخلق محجوب "واصبح الكثير يرى في الحزب الشيوعي مكافحا من اجل الديمقراطية، فربما ادى هذا الى دخول الكثير من العناصر على اعتبار قضية الديمقراطية وحدها لا على اعتبار البرنامج الكامل للحزب الشيوعي وافكاره الأشتراكية العلمية"(لمحات ص 116) وحتى على هذا الاساس فان الحزب كان قد فقد قواعده وفروعه التي بناها في مناطق الاقتصاد المسمى تقليدي، كمناطق جبال النوبة، بل انه وبقيام الحكم العسكري فان الحزب قد فقد التنظيم الوحيد الديمقراطي لتحالفه مع الديمقراطيين على مستوى الوطن، الجبهة المعادية للاستعمار، وبالتالي فقد اشتعلت ثورة اكتوبر والقوى الثورية الديمقراطية معزولة تنظيميا عن قطاعات واسعة من الجماهير والحزب الشيوعي موجود في القطاع الحديث من الاقتصاد وبعض المدن البعيدة. ولكن استاذنا الدكتور فاروق لايرى ان البرنامج الوطني الديمقراطي كان مطروحا لظروف داخلية فقط وانما لاسباب عالمية واقليمية، يقول دكتور فاروق "...والجاذبية التي نالها النموذج السوفيتي للتنمية الاقتصادية، والتعبئة السياسية التي حققها حزبه الواحد، والنجاح الذي اصابته النسخ المحلية لذلك النموذج في العالمين العربي والافريقي وخاصة في مصر، كل ذلك اعطى مصداقية كافية للثورة الوطنية الديمقراطية. لا كرؤية خاصة بالحزب الشيوعي، ولا كمؤامرة على الديمقراطية الليبرالية، وانما كمشروع وطني سوداني طموح قاعدته القوى الحديثة في المجتمع" (د. فاروق، مرجع سبق ذكره، ص 11) وهكذا نرى كيف يحتل النموذج السوفيتي والناصري ودولة التنمية ذات الحزب الواحد موقعا رئيسيا في تصور دكتور فاروق للثورة الوطنية الديمقراطية، اليس ذلك هو النموذج الستاليني؟ بل انه يرى ان قاعدة تلك الثورة، وليس طليعتها ولا قوتها الرئيسية، هي القوى الحديثة. ان اي نظام يتاتى من استيلاء القوى الحديثة وحدها للسلطة سيكون نظاما ديكتاتوريا وسيحتاج للسجون والمعتقلات لمواجهة اعدائه الذين يمتلكون اغلبية جماهيرية في القطاع المسمى بالتقليدي، وذلك نظام في جوهره ستاليني وسينتهي به الامر الى ما انتهى اليه نظام ناصر ومنقستو وانظمة شرق اوربا. وهذا ما انتهى اليه نظام نميري و ما كان سينتهي اليه حتى ولو قبل الشيوعيون اطروحة الانقساميين في السير في ركابه. لهذا يصبح المسئول عن تراجع المشروع الوطني هو من دبر انقلاب مايو ومن وافق على برنامجه الذي يصادر الديمقراطية وضمنها الوجود المستقل للحزب الشيوعي. ولكن الا يتحمل الحزب الشيوعي وباقي قيادته بعض المسئولية فيما حدث؟ واجابتي هنا بلا تردد هي انهم يتحملون مسئولية كبيرة، بل اني اذهب للقول ان مايو خرجت من تحت معطف الحزب الشيوعي السوداني، ولعل هذا ما ظل الشيوعيون يصفونه بعدم التمايز الايدولجي بينهم وتيارات البرجوازية الصغيرة في المنطقة العربية. وفي تقديري ان المسألة اعمق من ذلك، انها تكمن في نظرية القوى الحديثة نفسها والتي تعتبر تلك القوى هي صانعة التغيير، دون ان تدرك الجانب الاخر من المسألة ان التغيير الذي تصنعه هذه القوى سيظل محدودا كما في ثورة اكتوبر 1964 او انتفاضة مارس-ابريل 1985 اذا لم تستطع هذه القوى الحديثة ان تستنهض اغلبية الشعب، اذن المسألة ليست فقط في غياب برنامج يجيب على سؤال "ما العمل؟" (د. فاروق، مرجع سبق ذكره، ص 12) كما قال دكتور فاروق "كبسولة من السياسات تحدد مسار الثورة السودانية التي لا زالت في بدايتها بالنسبة لتلك الجماهير على غرار ٌالارض، السلام، السوفيتاتٌٌ"(نفس المرجع ص 12)، انما تكمن المسألة في استنهاض اغلبية الجماهير حول برنامج كذالك الذي يدعو له الدكتور، بحيث لايستطيع الصادق المهدي فرض حل حكومة اكتوبر عن طريق حشد الانصار في العاصمة، وبالطبع يوجد الحل الاخر وهو تسليح القوى الحديثة او انحياز القوات المسلحة اليها لفرض التغيير وحمايته بالقوة، وهذا يؤدي الى النموذج الستاليني (ولربما عبر حرب اهلية) ولا فرق بينه والانقلاب العسكري الا فرق درجة كما يقول استاذنا محمود محمد طه! وهذا ما ادركته اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بعد اكثر من عشر سنوات من ثورة اكتوبر اذ قالت "ان تدرك القوى الثورية في المدن انه مهما علا شأنها ووجدت من الدعم النشط من المزارعين في القطاع الحديث لن تكتمل مسيرتها نحو النصر في الثورة الاجتماعية الديمقراطية الا بمشاركة نشطة وثورية من جماهير القطاع التقليدي - حيث اغلبية سكان السودان - اي لا يكفي التاييد والتعاطف كما كان الحال في ثورة اكتوبر"(دورة يونيو 1975 ص 36). اذن المسألة هنا توضع على قدميها فتنظيم واستنهاض القوى الحديثة هو خطوة في طريق استنهاض كل الجماهير الشعبية وليس بديلا لها، انه لايعفي هذه القوى الحديثة من مهمة استنهاض كل الشعب. وهذا ما حاول عبد الخالق محجوب البحث عن امكانية تحقيقه في قضايا ما بعد المؤتمر عندما بدأ يستكشف امكانيات نهوض حركة جماهيرية واعادة تنظيم الحزب في مناطق ما سمي بلاقتصاد التقليدي. ولنعد لقراءة دكتور فاروق للتاريخ، اذ يقول: لقد اكتسح الحزب الشيوعي دوائر الخريجين في الانتخابات (يقصد عام 1965، الكاتب)، وحاز مرشحوه على صوت ناخب من كل اربعة ناخبين في العاصمة القومية، وعلى 35 الف صوت في الجزيرة. وحينما حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من الجمعية التأسيسية زادت الجماهير الحديثة من وحدتها وتماسكها خلف جبهة الدفاع عن الديمقراطية، وجاءت جماهير اكتوبر باحمد سليمان في دائرة الشريف الهندي في الخرطوم وعبدالخالق في دائرة ازهري بام درمان والحاج عبد الرحمن في دائرة عطبرة، وكانت تلك المرة الاولى التي يحوز فيها الحزب الشيوعي على مقاعد في دوائر جغرافية منذ الانتخابات البرلمانية الاولى عام 1954. وتعزز مركز الجماهير الثورية في الاتحاد العام لنقابات عمال السودان الذي خاض اضرابا عاما ناجحا في اغسطس 1978 بقيادة الشفيع، وتعزز موقف قيادة شيخ الامين في اتحاد عام مزارعي الجزيرة وعقدت وحدة المزارعين مؤتمرها التأسيسي، وتزايد نشاط مزارعي النيلين الابيض والازرق التي التفت حولما الحكومة فاممت المشاريع (وحصلت على التعويضات) وتصاعد نشاط اتحادات المهنيين والطلاب والنساء والشباب، وعلا صوتها. وفي هذا السرد لايرى الدكتور فاروق العلاقة الوطيدة بين تصاعد الحركة الجماهيرية وتزايد نفوذ الشيوعيين وسطها والنضال الديمقراطي، بل والنضال من اجل الديمقراطية وبالتالي يرى في المشروع الوطني الديمقراطي مجرد اجراءات للتغيير الاجتماعي تتم بمعزل عن الجماهير ويجردها من اهم محتوى لها، بل في تقديري جوهر تلك التغييرات، الجوهر الديمقراطي، خاصة شقه السياسي والمتعلق بالحقوق الاساسية المدنية والسياسية، ولان الدكتور فاروق ستاليني في منهجه للنظر لهذه التغييرات، مخلص للنموذج السوفيتي في محتواه فهو يرى ان التغيير يمكن ان يحدثه انقلاب كمايو1969 (او حتى يوليو 1971) فالمهم عنده هو سلطة تقدمية وليس كيف جاءت تلك السلطة، والتمسك بمفهوم يقوم على نضوج الظروف الموضوعية هو اصولية في رايه وستالينية.وهنا اختلافه مع عبد الخالق محجوب، يقول عبد الخالق امام المؤتمر التداولي "نحن كشيوعيين لانقبل ايدولجيا نظرية القلة التي تقبض على السلطة ثم بعد هذا ترجع الى الجماهير. في اعتقادي ان هذا موقف ايديولجي ثابت للشيوعية وجزء من فهم الشيوعيين للثورة، وقد تطورت الشيوعية كعلم في الصراع ضد هذه النظرية ضمن صراعها الطويل ضد الأيدولجيات الغريبة على حركة الطبقة العاملة""(حديث عبد الخالق امام امؤتمر التداولي كما اقتطفه القدال، الحزب الشيوعي وانقلاب مايو، الحلقة الثانية عشرة، الميدان، 14 أكتوبر 1985 ص6) وبالطبع هذا اختلاف جوهري في المواقف، فايهما الستاليني:الذي يدعو لان تستلم قلة السلطة وتجر خلفها الجماهير ام الذي يدعو للعمل وسط الجماهير وتنظيمها وبث الوعي وسطها حتى تصل السلطة؟ كما قلنا فان استاذنا العزيز يرى ويعترف بتصاعد حركة الجماهير وهو اذ يربط بين ذلك والازمة السياسية في البلاد في ذلك الوقت، يرى ان ساعة التغيير قد ازفت وليس امام الثوريين سوى التخلي عن الجماهير مؤقتا وتنظيم انقلاب عسكري، وهو هنا يكتفي بان صعود حركة الجماهير هو صعود لحركة الجماهير الحديثة، وهي ليست الاغلبية، وحتى وسط الجماهير الحديثة فان واحدا من كل اربعة ناخبين فقط ايد الحزب الشيوعي في الانتخابات ووسط مائتي الف مزارع نال الشيوعيون 35 الف صوت فقط ولم يفز لهم نائب واحد وسط أولئك المزارعين! ولهذا كان طبيعيا الا يرى ان التغيير يمكن ان يحدث بانتفاضة شعبية لانه واثق من ان الجماهير التي ستؤيدها ستكون اقلية، ولكن لابأس رغم ذلك من ان يستولى الضباط الاحرار نيابة عن هذه الاقلية على السلطة ويفرضوا التغيير فالجماهير حتما ستلحق بركب الثورة (رغم انفها!). ولا يصلح تبريرا لهذا الرجوع لتاريخ الحزب الشيوعي ومؤتمر الجريف الخ، اذ من المهم ان ننظر للنهج البديل الذي كان يطرحه الحزب الشيوعي في عام 1969 قبل الانقلاب لنرى الفرق بين التكتيك الانقلابي والتكتيك المعتمد على تنظيم الجماهير وتصعيد حركتها لدرجة الانتفاضة. والدكتور فاروق يدرك تماما ذلك النهج البديل فهو يقول: صار تاكتيك الحزب الشيوعي بعد المؤتمر الرابع يقوم على تجميع القوى الحديثة، التي يشكل تحالف العمال والمزارعين عمودها الفقري حول الحزب الشيوعي وتصعيد هذا النشاط حتى يتم نضج الازمة الثورية التي يجوز حينه القيام بعمل عسكري تنتقل بموجبه السلطة السياسية لتلك القوى (المرجع السابق ذكره، ص 14) ولكن الدكتور فاروق يرى انفصاما بين العمل العسكري وتصاعد الحركة الجماهيرية كانما الاثنان عمليتان منفصلتان، فهو يعتقد "ان العمل العسكري المشروع في نظر الحزب لم يكن قطعا الثورة المسلحة التي لم يعد لها الحزب الشيوعي ابدا. وانما الانقلاب الذي اسس لاجله تنظيم الضباط الاحرار." وفي تقديري ان هذه القراءة غير صحيحة لتكتيكات الحزب الشيوعي القائمة حينها على وحدة العملية الثورية: تصاعد العمل الجماهيري والعملية العسكرية من داخل وخارج صفوف القوات المسلحة. ولقد ركزت وثيقة المؤتمر الرابع "الماركسية وقضايا الثورة السودانية" والشكل الذي تنفذ به الجماهير التحول الديمقراطي الحاسم يتوقف ايضا على تجاربها عبر النضال من اجل انضاج الازمة الثورية. وفي قلب تجاربها تحتل تجارب ثورة اكتوبر مركزا مرموقا: فالرجعية لم تتورع لتحقيق اهدافها عن نزع القناع الليبرالي عن وجهها ومواجهة قلعة الثورة -العاصمة- بالعنف المباشر تارة وبالتلويح به تارة اخرى. وهذه السمة للعمل السياسي بين غلاة الرجعيين يجب ان تنتهي لغير رجعة ويجب دائما ان تكون قلاع الثورة محمية الجانب. (الماركسية وقضايا، ص142). ولعل الاستاذ فاروق ادرى مني، وكان عضوا باللجنة المركزية للحزب الشيوعي، باستعدادات الشيوعيين لحماية قلاع الثورة! ولا اظن من المفيد لاحد نشر المزيد حول هذا الموضوع! ,انا أورد هذا الجزء لتوضيح الموقف التاريخي للحزب الشيوعي فقط؛ إذ أني لا اوافق على التحليل الذي يرى ان ثورة اكتوبر قد انتكست فقط لان الرجعية هاجمت قلاع الثورة، ففي تقديري ان ثورة اكتوبر قد طرحت امامها مهام اكثر مما كان ممكن موضوعيا وذاتيا تحقيقها، وان الطريق الوحيد لتجاوز الاهداف الديمقراطية العامة للثورة لتحقيق تغييرات اجتماعية كان هو ان تتحول الثورة الى ضدها، أي الى ديكتاتورية للقوى الحديثة. الحزب الشيوعي وانقلاب مايو ولنعد لمسالة انقلاب مايو، اذ ان استاذنا الدكتور فاروق ينتقد موقف الحزب وسياساته بعد حدوث الانقلاب، ومن ناحية نظرية كان من الممكن حدوث اربعة سيناريوهات في علاقة الحزب بالانقلاب بعد حدوثه: 1- ان يعارض الحزب الانقلاب استمرارا لموقفه في رفض الانقلاب عندما كان فكرة وموقفه من التكتيكات الانقلابية؛ وينضم للقوى المعارضة حينها ويدعو لعودة الديمقراطية اللبرالية ومحاكمة الانقلابيين ...الخ. 2- ألا يؤيد الحزب او يعارض ما حدث ويقف منتظرا النتائج، لكي لايتحمل مسئولية النجاح او الفشل. 3- ان يقيم الحزب الشيوعي ما حدث باعتباره ايجابيا وان يعلن حل نفسه، وان ينضم اعضاؤه كافراد لتنظيمات السلطة الجديدة. 4- ان يقيم الحزب ما حدث من عمل عسكري باعتباره مسالة ايجابية وان يعمل على دعمها وتطويرها مع احتفاظه بتنظيمه ودفاعه عن استقلال الحركة الجماهيرية وتنظيماتها المستقلة وان يسعى لاقامة تحالف مع كل القوى الوطنية الديمقراطية، تلك التي في السلطة او خارجها. لعل السيناريو الاول يشكل خيارا مفضلا لاولئك الذين يتبنون "الحكمة المؤجلة"، ويحكمون على احداث التاريخ بشكل غير تاريخي، اي خارج اطار الاحداث والافكار التي حكمت الحدث المعين، ولكن ذلك السيناريو لم يكن ممكنا في الظروف العالمية والمحلية التي حدث فيها انقلاب مايو ولا وفقا للافكار التي كانت تسود الحزب الشيوعي ومعظم القوى الديمقراطية حينها، الحزب الشيوعي السوداني حينها لم يكن متميزا في خطابه الايدولجي عن فصائل البرجوازية الصغيرة التي استلمت السلطة، والذين استلموها خرجوا من تحت معطفه كما قلنا من قبل، رغم ارتباط بعضهم بتيارات فكرية وسياسية عربية، بعضها معاد للشيوعية حيث كان حاكما. ولو اتخذ هذا الموقف لتمت عزلته من القوى الحديثة التي كان يعمل وسطها وساهم مباشرة في تشكيل وعيها ونشر وسطها افكار الديمقراطية الجديدة. أما السيناريو الثاني، فهو سيناريو انتهازي، لم يكن يليق بالحزب الشيوعي وتاريخه، ولم يكن ليبرئ الحزب الشيوعي من تهمة تدبير الانقلاب لو سقط النظام. اما السيناريو الثالث، وهو ما دعا له الانقساميون في الحزب، وهو حل الحزب الشيوعي عمليا اما باعلان حله او تجميد نشاطه العلني والجماهيري على ان يعمل من داخل تنظيمات السلطة كافراد. وهذا هو التيار التصفوي الذي كان مجرد وجوده في صفوف الحزب يشل من قدراته ويجعل كوادره ومناقشاته الداخلية معروفة بشكل يومي لدى اجهزة الامن. وهو التيار المسئول عن تسرب الخطاب الداخلي نمرة "1" للسلطة واجهزتها وافهامها ان ذلك التقييم هو محاولة واضحة للتقليل من شأنهم باعتبارهم برجوازية صغيرة، ولعل ذلك يفسر تحول نميري من تقبيل عبدالخالق في صلعته امام الجماهير في الخرطوم بحري وحديثه عن ان هاشم العطا هو هدية الثورة للجماهير في بيت المال الى حقد دفين تجاه الشيوعيين، اشك ان مخابرات دولة اجنبية كانت ستستطيع زرعه في قلب نميري، رغم انها استغلته بعد ان زرع بواسطة بعض الانقساميين . بل ان ذلك قد شمل فاروق حمدنا لله وتوتير العلاقة الشخصية بينه وبين عبدالخالق وقد اوضح ذلك عبدالخالق نفسه في المؤتمر التداولي. ولقد كان عبدالخالق مدركا لبعض ما يفعله الانقساميون لتوتير العلاقة بينه وبقية قادة الحزب الذين يرفضون حل الحزب وبين اعضاء مجلس الثورة وبعض الوزراء وقد كان يبذل مجهودا كبيرا لتحسين الاتصال وتوضيح الامور، ولقد حدثني المرحوم الاستاذ علي الياس المحامي في ابريل 1970 بمدينة القضارف ان عبدالخالق قد تناقش معه مليا باعتباره كان احد اصدقاء نميري المقربين ان ينتقل الى الخرطوم للمساعدة في تحسين العلاقة مع جعفر نميري؛ وقد بذل عبدالخالق فيما علمت بمحض الصدفة، جهدا كبيرا لتحسين العلاقة مع فاروق حمدنالله بعد عودته من مصر التي كان قد ابعد اليها بعد احداث الجزيرة أبا . ومن المؤسف ان الانقساميين قد نجحوا في إبعاد نميري من دائرة نفوذ الحزب ولكنهم لم يستطيعوا أن يحتفظوا به في دائرة نفوذهم فوقع تدريجيا في دائرة نفوذ القوى اليمينية والمخابرات الاجنبية. ولم يكن ذلك مجرد خيار ذاتي فهو خيار تاريخي في حدود مستوى الصراع الطبقي في السودان، التحالف مع الشيوعيين كان يعني التحالف مع الطبقة العاملة والقوى الحديثة وكل القوى الديمقراطية وكان يعني الجدية في التوجه نحو استنهاض جماهير القطاع التقليدي، كان يعني المحاولة الجادة لتحول الانقلاب لثورة ديمقراطية. بينما البعد عن ذلك التحالف كان يعني ببساطة البحث عن حلفاء آخرين، الوقوع في نفوذ قوى إجتماعية أخرى، وهذا ما بدأ عمليا بعد 16 نوفمبر من إجتماع القصر مع الرأسمالية الوطنية وحتى بيان 12 فبراير 1971 واجتماع ميدان سباق الخيل الشهير وحل الاتحاد النسائي واتحاد الشباب والتحضير لحل النقابات. والسيناريو الاخير وهو الذي تبناه الحزب وبذل مجهودا كبيرا لانجاحه، وقد استنفر الحزب اعضاءه لدعم النظام الجديد وهب الشيوعيون في الاحياء ومجالات العمل من مصانع ومكاتب وحقول ينظمون لجان حماية الثورة ويسيرون المواكب ويقيمون المهرجانات فماذا كان رد فعل السلطة الثورية؟ انها اتهمت الشيوعيين بمحاولة احتوائها وحلت اللجان الثورية وكان ذلك هو بداية الهجوم على الشيوعيين والذي استمر حتى انقلاب 16 نوفمبر 1970، والذي كان استاذنا الدكتور فاروق من معارضيه في جامعة الخرطوم. وادى كل ذلك الى فشل هذا السيناريو. وفي تقديري ان هناك عدة اسباب لفشله واحد تلك الاسباب كان الانقسام في صفوف الحزب وموقف الانقساميين في تاليب السلطة على قيادة الحزب، ولكن السبب الرئيسي يكمن في طبيعة القوى الاجتماعية التي تعبر عنها السلطة وكيفية وصول تلك القوى للسلطة؛ ويمكننا الان ومن باب الحكمة المؤجلة ان نضيف ان ذلك، اي محاولة لاقامة تحالف ديمقراطي مع سلطة عسكرية للبرجوازية الصغيرة، قد فشل في كل التجارب في العالم الثالث وفي المنطقة العربية والافريقية على وجه التحديد، بل ان التجارب قد اثبتت فشل النموذج الستاليني القائم على مصادرة الديمقراطية والحزب الواحد. فهل يا ترى يتحمل الشيوعيون السودانيون فشل المشروع الوطني الديمقراطي في مصر واثيوبيا والجزائر وبورما؟ وكانت هناك اسباب اخرى سارعت بفشل سيناريو التحالف هذا، من بينها وفاة الرئيس جمال عبد الناصر والذي ابدى تفهما خاصا لطبيعة السودان السياسية والاجتماعية وتركيبته الاثنية والذي كان يكن تقديرا خاصا للقوى الديمقراطية والثورية السودانية، وهذا بالضبط عكس موقف الرئيس السادات، خاصة بعد تفجر الصراع السياسي في مصر واقصاء مجموعة علي صبري، وموقف القيادة الليبية المصر على فرض الوحدة على السودان وتقييمها الخاطئ القائل بان الشيوعيين السودانيين كانوا هم العقبة الرئيسية امام مشروع الوحدة الثلاثية. وليس صحيحا ان 19 يوليو هي التي دفعت نظام 25 مايو نحو اليمين، ولكن لربما عجلت بذلك الاتجاه ودعمت دعاته وجعلته أكثر عنفا ودموية. وافقدت الحركة الشعبية كثير من قدراتها وكوادرها المدربة في مقاومة ذلك النهج. اذ ان نظام مايو كان يسير بخطى حثيثة نحو بناء نموذج دولة الحزب الواحد والجمهورية الرئاسية، حتى قبل 19 يوليو 1971 بوقت طويل، ففي 1969 اعطى مجلسا الثورة والوزراء سلطاتهما لرئيس المجلسين واستخدم نميري تلك السلطة في اعفاء بابكر عوض الله واجراء اول تعديل وزاري، ثم استخدم تلك السلطة في ابعاد عبدالخالق لمصر وفي اتخاذ اجراءات 16 نوفمبر، رغم الاجتماع الشكلي الذي عقد لمجلس الثورة لاقرارها، فقد عقد ذلك الاجتماع تحت ظل انقلاب دبره القصر فيما عرف بمعرض السلاح المستولى عليه من قوات الانانيا والذي سمح بنشر الدبابات في شوارع الخرطوم. ثم تم الهجوم الواسع على الشيوعيين في بيان 12 فبراير 1971 وما تبعه من اجتماع سباق الخيل في 10 أبريل وتبع ذلك حل اتحاد الشباب والاتحاد النسائي واعلنت لجنة مركزية لاتحاد نساء السودان وللتنظيم السياسي في مايو 1971 وتم اعتقال عشرات الشيوعيين في 30 مايو 1971 وبدأ التحضير لحل النقابات. وقد ادت تلك الظروف جميعها بتنظيم الضباط الاحرار وقد توفرت له وفق تقديره القدرة على تصحيح مسار نظام مايو والانتصار لخط التحالف فقام بانقلاب 19 يوليو 1971. والشيوعيون باعتبارهم حلفاء في هذا التنظيم يتحملون، وقد تحملوا في شجاعة ومعهم قطاع واسع من الديمقراطيين المدنيين، مع الضباط الديمقراطيين مسئولية انقلاب 19 يوليو وما نتج عنه . ولاشك عندي ان انقلاب 19 يوليو، مهما كانت احتمالات نجاحه وما كان يمكن ان يفتحه من امكانيات لتطور الثورة السودانية، كان عملا خاطئا، ليس فقط بنتائجه العملية فهو قد افقد الحركة الثورية مجموعة من خيرة ابنائها المدنيين والعسكريين، والحق ضررا بالغا بقدراتها التنظيمية، بل انه قد استند على التكتيك الانقلابي المعزول عن مستوى تطور الحركة الجماهيرية؛ وهو إمتداد للتراث الستاليني الذي ظل حزبنا يناضل لللانفلات منه. ولا يقلل ذلك الخطأ الجسيم من نبل اهداف ابطال 19 يوليو ولا شجاعتهم سواء من واجه منهم الموت في شجاعة اسطورية او من تحمل سنوات السجن والحبس الانفرادي، وبقدر ما ستظل شجاعتهم وصمودهم تلهمنا في نضالنا، بقدر ما نحن مطالبين بتقييم ما قاموا به بموضوعية منتقدين التكتيك الانقلابي. ان الاستفادة الحقيقية من تجربة 19 يوليو ليست هي الحديث عن المسائل العسكرية الفنية حول اعادة تسليح اللواء الاول او تسريح المظلات، او تنفيذ نقل هذه المجموعة او تلك من العاصمة، او حتى تسليح القوى الثورية في العاصمة (وهو خيار في احسن احواله يقود الى حرب اهلية!)، فكل ذلك يصب في مجرى استلام السلطة بواسطة أقلية ومصادرة الديمقراطية، انه يصب في مجرى التراث الستاليني. والاستفادة الحقيقية من تجربة يوليو تكمن في ادراك ان التغيير الاجتماعي الجذري لا يتم الا بكسب اغلبية الجماهير الى برنامجه؛ وان القوى الديمقراطية والقوى الحديثة في سعييها الدؤوب لكسب الجماهير ومن خلال نضالها الديمقراطي يمكنها ان تحدث من الاصلاحات الديمقراطية والاجتماعية والاقتصادية ما يساعد في رفع مستوى حياة ووعي الجماهير وبناء ثقتها بنفسها وتنظيمها مما يمهد الى انحياز اغلبية الجماهير للبرنامج الوطني الديمقراطي."
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Sidgi Kaballo)
|
الصديق عماد اللّمين مرتضى طه محمد اشرف عاصم ... وجملة المتداخلين
هذا نقاش مفيد الى حد ابعد مما تتصوروا . ارجوا ان يتواصل بذات النّفس ... هنالك اسئلة كثيرة معلقة في رؤوس الجميع ، هنالك وهنالك ، هنالك بلد بحالها تغرق .. وأشياء وأشياء يجب ان تكون في معيار التحديد بين اليسار واليمين .. وعليكم أن تعرفوا جميعا إن شماعة إنتظار المؤتمر الخامس لا تعنى ابدا التحلل مع قضايا الواقع الرّاهن .. وعلينا أن نعرف هل هنالك حزب شيوعي الآن أم وجوده مرتبط بقيام ذلك المؤتمر - الانتظار ؟
سأتابع لكم كل الود ويا عماد وين أخبارك ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Imad El amin)
|
الجمهور المتناقش السلام عليكم لى متين حتقعدو تلفو و تدورو حول الموضوع، الاسئله الفارضا الواقع واضحه و صريحه: - الديمقراطيه: هل الديمقراطيه المركزيه ديمقراطيه فعلا (خضوع الهيئات الدنيا للعليا,يا زميل نفذ و بعدين ناقش), وهل لا يوجد تناقض ما بين المناداه بالديمقراطيه الليبراليه فى المجتمع (الانتخاب الحر،العزل الخ) وبين انعدامها داخل الحزب بناء على لوائحه - هل يمكن الحديث عن وجود "ماركسيه" معرفه بالالف واللام "الماركسيه" الصحيحه والحقيقيه الان او سابقا،وماهى هذه "الماركسيه"؟ والسؤال ده جوهرى لاى نقاش، واعتقد هذا ما يتفاداه كثير من الجمهور خاصه "المؤمنين"
نجيكم تانى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Hatim Elhassan)
|
الدكتور صدقي كبلو
التحية و الإحترام
Quote: شكرا على مساهمتك التي سأعود لها، فقط أود أن أشركك والقراء في قراءة هذا الجزء من كتابي "موسم الهجرة لليمين" والذي كمت أناقش فيه ثورة أكتوبر وإنقلابي مايو ويوليو |
أشكرك جدا على هذا الإستقطاع القيم من كتابك "موسم الهجرة لليمين" و الذي لم أطلع عليه حتى الآن، سوى أعتقد بعض المقالات منه نشرت في مجلة "قضايا سودانية"، هذا الإستقطاع حقيقة غني و استمتعت به غاية الإستمتاع فقد تفضل بالكثير من الإضاءات المفيدة و أشكرك جدا عليها، أتطلع إلى عودتك إلى مساهمتي المشار إليها أعلاه، بعدها أتصور أن النقاش سيكون قد إندفع إلى الأمام دفعة كبرى.
لك الإحترام و المودة
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Murtada Gafar)
|
الأستاذ مرتضى والأساتذة المتداخلون والقراء أولا: أليك مكان تجد فيه نسخة ألكترونية لكتاب "موسم الهجرة لليمين" ثانيا: لعلك أدركت من دراسة الشيوعيين وقضية الديمقراطية والمقتطفات من مناقشة دكتور فاروق في موسم الهجرة أن المنهج الذي أتبناه وأدعو له هو مناقشة الأحداث والمواقف والأفكار في محتواها التاريخي الإجتماعي وبصورة نقدية، وأعتقد أن ذلك هو المنهج العلمي وهو منهج ماركس، فالإنطلاق فقظ من الحكمة المؤجلةلا يساعد في فهم الظواهر التاريخية ولا في نقدها بهدف الإستفادة من التجربة وتجاوزها. ُثالثا: لعلك أيضا لا حظت أن ثمة تناقض بين نظرية الشيوعيين السودانيين، ماقبل مايو ونضالاتهم من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان منذ نشأة حزبهم، وأن ذلك التناقض لم يحل بشكل متكامل إلا في دورة الجنة المركزية حول العلاقات الخارجية في عام 1976 وما تلى ذلك من وثائق خاصة وثيقة الديمقراطية هي مفتاح الحل. ومنذ ذلك التاريخ أصبح نضال الشيوعيين السودانيين وموقفهم النظري منسجم وقد وصل الموقف النظري إلى تعميم في مقابلة نقد مع مجلة النهج والتي نشرت فيما بعد في كتاب. إنتهت إلى الأبد مقولة ديمقراطية للشعب وديكتاتورية ضد أعداء الشعب في أدب الحزب وإنتهى الحديث عن الديمقراطية الجديدة. وأعتقد أن ذلك تطوير لبعض الأطروحات النظرية الخجولة التي بدأت في الظهور منذ برنامج المؤتمر الرابع حول الطريق الديمقراطي للإشتراكية وفي مناقشات دورة مارس 1969 ضد التفكير الإنقلابي وفي بعض المساهمات خلال الصراع الداخلي قبل المؤتمر التداولي في أغسطس 1970 والذي حسم الصراع ضد مجموعة معاوية. إن إنقلاب يوليو هو فهم خاطئ لنتائج ذلك الصراع وكأنما المسألة ليست هي حكم ديكتاتوري لأقلية بل لأى أقلية مرتبطة بالحزب أو بالقوميين العرب، بينما الصراع كان في جوهره هل يتم التطور والثورة عبر الحركة الجماهيرية والشعب أو من أعلى بواسطة أقلية مهما كانت درجة ثوريتها. وهذا ما يجعلني أرى أن تطور نظرية الحزب حول الديمقراطية هي عمل ثوري ضخم لا يمكن وصفهه باليمنية. أنني أدعو لدراسة تاريخ الحزب والحركة الثورية والصراع الإجتماعي والسياسي في السودان ومحاكمة المواقف على أساس ذلك التاريخ وتطوير الحزب وبرنامجه ونظريتهوفقا لذلك التاريخ في علاقاته مع التطور المعقد للوضع الراهن عالميا وإقليميا ومحليا، من ناحية موضوعية ومعرفية. وتسألني يا مرتضى عن الصراع في دورة مارس 1956 والتي أعدها من أهم الدورات وبقراءتي لبعض الوتائق والحديث مع بعض الرفاقن أغتقد أن هناك ثلاث تيارات: تيار يساري كان يرى أن الطريق للثورة هو إعتزال العمل الديمقراطي واللجوء للعمل المسلح، وبقايا تيار خسم في المؤتمر الثاني، يرى البقاء كجزء وتيار يساري للحركة الإتحادية، والثالث والذي أنتصر هو تطوير مركز مستقل للشيوعيين يناضل بشكل ديمقراطي داخل وخارج البرلمان لتكوين أكبر تكتل وطني ديمقراطي. تثير مساهمتك ومسامة الأخ حاتم لقضية الديمقراطيةالمركزية ,ارجو أن تسمح لي ظروفي بالعودة للموضوع بتفصيل ورأي منشور في قضايا سودانية في مقالة بعنوان اللآئحة: جدل الثورة والتنظيم. ولي عودة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Murtada Gafar)
|
إلى الدكتور صدقي كبلو 2-2
التحية و الإحترام
مواصلة للجزء الأول من الرد على التعقيب الذي تفضل به الدكنور صدقي كبلو و الذي حقيقة أمتعنا بمداخلاته الغنية بالمعلومات و التحليل العلمي و الكلمات الجريئة و التي حقيقة أعدها مساهمات قيمة في إطار التأسيس لنظرية عصرية و ثورية للشيوعيين السودانيين حول الديمقراطية و التي أتصور أنها واجب حزبي عام يجب أن تتداعى له أقسام كبيرة من عضوية الحزب و هي بأي حال من الأحول ليست واجب ينفرد به قلة من المنظرين بل يجب أن يكون جهدا جمعيا يجب أن يشق طريقه إلى البرانامج و الأسس التي تنظم علاقة الكادر بالمؤسسة و منهج إتخاذ القرار و هذا جانب أعده هاما بإكتماله يتسنى للحزب أن يقول بإنه قد صاغ نظريته الخاصة بالديمقراطية الليبرالية و يمكنه أن يزعم أنه قد أكمل الترتيبات النظرية و العملية اللازمة لإستئصال البؤر اليمينية المعادية للديمقراطية و المضمرة للفكر الإنقلابي.
يجب أن لا يغيب الغرض الاساس من الحوار و هو أن اليمين بالحزب الشيوعي السوداني يمارس العداء للديمقراطية و يحتضن الفكر الإنقلابي و ينتهك القيم الليبرالية في الحياة التنظيمية للحزب، إذ نحن لسنا معنيون هنا بتقييم موقف الحزب الرسمي من قضية الديمقراطية و التطور التأريخي لهذا الموقف و هو ما ذهب إليه الدكتور صدقي كبلو، فعلى الرغم من الصلة الظاهرية لمسعى الدكتور بالإتجاه الرئيسي للحوار إلا أن فرضية الحوار الأساسية تتمتع بقدر كاف من الإستقلالية التي تجعل منها موضوعا منفصلا تستحيل معالجته في إطار الدراسة الموضوعية لتأريخ و راهن موقف الحزب من قضية الديمقراطية و هذا ما نتطلع إلى أن نستمع إلى رأي بشأنه من الدكتور.
إن فرضيتنا الأساسية و القائلة بوجود تيار يميني عريض بداخل الحزب الشيوعي السوداني معاد للديمقراطية لا ينتقص من الجهود النظرية و ربما العملية المتجهة صوب التخلص من أثر الافكار المغلوطة للديمقراطية الجديدة و التي تبين بما يكفي أنها ليست هي سوى تحريفية تضمر العداء للديمقراطية و تتبنى الأفكار الإنقلابية و تسعي للتمسك بأهداب الديمقراطية من خلال محاولات فكرية يائسة، ذلك رغم تحفظاتنا التي أبديناها حول القصور الذي يعتري تلك الجهود، فحقيقة قد بذل المنظرون و منذ وقت طويل جهدا مقدرا في إطار التصدي لتلك البؤر الرجعية المعادية للديمقراطية و لكن يظل هذا الجهد ينتظر الكثير من الصياغات النظرية و المواقف العملية التي تؤمن بقية الرحلة صوب ترسيخ الديمقراطية اليبرالية كمنظومة حقوق أساسية و كأداة حكم و منهج لإدارة أمور الحزب الداخلية، و ببساطة انا أعتقد أنه بيننا و بين تلك الافاق الكثير من الجهود إذ هي ليست واقعا معاشا حتى الآن.
إن المعركة ضد اليمنيين بداخل الحزب تعني تجديد الحزب بالقدر الذي يجعله مؤهلا لإحتلال موقعه وسط الجماهير، و تعني أيضا القضاء على بؤر الفكر الإنقلابي و أعداء الديمقراطية بالقدر الذي يجعل الحزب مؤهلا لأن يتراص في صفوف المنادين و المطالبين بالديمقراطية و الدولة المدنية العلمانية جنبن إلى جنب الوطنيين من أبناء الشعب فهذه معارك طويلة و عنيفة و تتطلب قدرا من التأهيل لصفوف الحزب و إشاعة لأجواء الديمقراطية بداخله و الوضوح في البرامج و المصداقية في الشعار، ولا أتصور أن الحزب سيستطيع أن يحرز في هذه القضايا نجاحا و أن يستعيد إحترام الجماهير دون أن يجدد نفسه و يستاصل السلوكيات المعادية للديمقراطية و الممتهنة لحقوق الإنسان و تلك معركة أطراف النزاع فيها يتواجدون فعليا رغم عن التدليسات التي تمارس لإخفاء أحد الأطراف، و المعركة ضد اليمنيين بداخل الحزب تعني مراجعة أساليب عمل الحزب و سلوكياته تجاه التحالفات التي ينشأها.
مع إحترامي
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Imad El amin)
|
بداية أعتذر عن طول الغياب .. وأعود الي موضوعة اليمين و تجلياتها في مواقف قيادة الحزب الشيوعي و أسجل مرة أخري تحفطي حول التوصيف باليمين و اليسار والذي أراه قد يفرغ النقد من محتواه .. و كنت قد وعدت بالتعليق علي كتيب الدكتور صدقي كبلو " موسم الهجرة الي اليمين " الصادر عن الشركة العالمية للطباعة و النشر" و الكتيب تناول بالنقد ورقة الراحل الخاتم عدلان : آن أوان التغيير " و أطروحات د. فاروق محمد ابراهيم .. و طالما كان الحوا هنا حول اليمين و اليسار داخل الحزب الشيوعي فسوف أحصر مناقشتي هنا أفكار د. صدقي حول ما أسماه بالتيار اليميني التصفوي والذي كما زعم فانه يهدف الي تصفية الحزب ووراثته هو و جماهيره وقد فهمت من حديث دكتور صدقي كبلو انه ينعت كل من بتحدث عن تحويل الحزب الشيوعي من حزب عمالي الي حزب ديمقراطي باليمينية و التصفوية حتي ولو لم يترك الحزب .. و طالما اننا نتحدث عن حزب شيوعي سوداني , ينبغي علينا اذن أن ننظر الي ذلك وفق وجود هذا الحزب في تربة السودان و سجل تأريخه منذ الأربعينات و السؤال الذي يقفز الي الذهن هنا : هل كان الحزب الشيوعي فعلا حزب شيوعي بمفهوم أن الهدف النهائي للشيوعية هو اقامة المجنمع اللا طبقي , الخالي من استغلال الانسان لاخيه الانسان حيث اضمحلال الدولة و تحول الصراع من طبقي اجنماعي الي صراع بين الانسان و الطبيعة .. الحزب الشيوعي هو ذلك الحزب الذي لايعترف بالديمقراطية الليبرالية و انما يقر بالديمقراطية الثورية كنظام سياسي في المرحلة الانتقالية الوطنية الديمقراطية والتي تضع الأساس المادي للتحول الاشتراكي .. منذ وقت مبكر تبني الحزب الشيوعي الديمقراطية الليبرالية وبذلك اصبح يتناقض مع مقولة شيوعية اساسية , فهل كان ذلك انحرافا يمينيا تصفويا؟؟ وهل فعلا الحزب الشيوعي السوداني هو فعلا حزب الطبقة العاملة السودانية ؟؟ القضايا التي يناضل من أجلها الحزب الشيوعي لا تزال هي نفس قضايا مابعد الاستقلال ولاتزال السياسة السودانية تراوح مكانها حول أمور كان ينبغي أن تحسم منذ اكثر من نصف قرن , مثل دستور البلاد الدائم , نظام الحكم , برلماني أم رئاسي ؟ ويمكن القول بأنه لم توجد ملامح للصراع السياسي تعبر عن صراع اجتماعي تناحري وهذا هو جوهر مفهوم الماركسية للسياسة و ما يعرف بالوعي الاجتماعي كمعبر عن الصراع الطبقي .. كان ذلك تاريخ السياسة في السودان و مشاركة الحزب الشيوعي كانت تتم من هذه الزاوية و ليس سواها و سيظل هذا هو محور الصراع في السودان لعقود قادمة .. البعد الاجتماعي للصراع في السودان لم يكن بتلك الحدة و الاستقطاب حتي نتحدث عن الحزب العمالي و الطليعي و ربما لم يحن الوقت بعد وحسب تطور الصراع الي بروز ذلك الصراع التناحري فالراسمالية السودانية وداخلها الطفيلية هي نفسها ضعيفة و تعاني من عدم التماسك و لاتوجد طبقة عاملة بالمعني الذي تتحدث عنه الماركسية الكلاسيكية حتي نطلق عليها صفة الطبقة الطليعية و القائدة للمجنمع والتي لاتملك أن تخسر سوي قيودها.. و أنا لا أوافق علي هذه التوصيفات يميني او يساري الخ .. و لكني مؤمن بالجوهر الحي للماركسية في عموم أهدافها المتمثلة في النضال النظري و العملي ضد كافة أشكال الاستلاب و القهر .. وأفضل أن استخدم عبارة المرونة في مقابل عبارة الجمود في التعامل مع منجزات البشرية .. و الجمود يتمثل في رفض التجديد وعدم الاستعداد لتقبل الجديد و المرونة تتمثل في الانفتاح و التفاعل الايجابي مع الجديد وفي ضخ دماء جديدة ... مظاهر الجمود تعكس موقفا ايمانيا عقيديا من المعتقدات الفكرية وفي ذلك يتساوي الشيوعي المتزمت مع الجبهجي المتطرف .. وبذات الفهم هل يمكننا أن ننعت القيادة الشيوعية التي تعمل علي التنسيق مع حزب المؤتمر الشعبي باليمينية المنحرفة لأن الممثلين السياسيين للطبقة العاملة يتوددون للممثليين السياسيين لطبقة الرأسمالية الطفيلية ؟؟. لم يكن الحزب الشيوعي السوداني ماركسيا بهذا الاطلاق و لم يكن حزبا شيوعيا بالمعني المدرسي و لكنه أخذ من الماركسية جوهرها وذلك في محاولة لفهم واقع السودان والخروج ببرامج تجد القبول لدي المجتمع السوداني .. أنا أري أن الحزب الشيوعي السوداني هو حزب القوي الديمقراطية الحديثة و ليس ذلك الحزب العمالي بمعايير الماركسية المدرسية و المطلوب فقط هو حذف هذه الصفة من برامجه و لوائحه و تغيير اسمه ليعبر عن طبيعته تلك و ذلك يعني امتدادوتطورا لتأريخه و ليس تصفية لتراثة ووراثة عضويته .. لقد قام الحزب الشيوعي الفلسطيني بتغيير منطلقاته النظرية و تغيير اسمه الي حزب الشعب و كذلك فعل الحزب الشيوعي التونسي والذي تحول الي حركة التجديد وقد أخذ هذان الحزبان من التجديد الحد الأقصي.. ويجب أن تختفي من وثائق الحزب الشيوعي أية اشارة الي ايدولوجية محددة واقامة الخطاب الجديد علي اساس مقاربة جديدة للواقع السوداني و هذا ماسوف يحسمه المؤتمر القادم و قد تشكلت ملامح التغيير وتكونت بدائل مختلفة يمكن الاختيار من بينها ... ولكم الشكر خالد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Imad El amin)
|
د. صدقي كبلو
Quote: أولا: أليك مكان تجد فيه نسخة ألكترونية لكتاب "موسم الهجرة لليمين"
|
الرجاء اضافة الرابط , اذ من السهل و الافيد الاتيان بفقرات من ذلك الكتيب عند التعليق عليها ..
ورد في مقدمة الكتاب حديث مامعناه أن التيار اليميني التصفوي ينشط في لحظات اشتداد الصراع الطبقي .. لتركيز النقاش حول هذه النقطة أرجو شاكرا في مداخلتك القادمة توضيح نماذج لهذا الصراع الطبقي وتجلياته ارتبطت مثلا بانقسام عوض عبدالرازق و انقسام مجموعة معاوية .. هل كانت هنالك تناقضات اجتماعية حادة بين الطبقة العاملة وحلفائها من جهة و الرأسمالية السودانية من الجهة الأخري ؟ وهل كان الموقف السياسي من مايو مثلا هو تعبير عن مثل هذا الصراع الاجتماعي .. هل هنالك أي أدلة في تأريخ السودان الاقتصادي علي وصول القوي المنتجة الي تناقض حاد مع وسائل الانتاج ؟؟ كفكرة أولية لنقاش هذا الجانب من الكتيب و الذي أعتقد انه استند علي ارث في تأريخ الحزب حاول و يحاول تحليل الانقسامات التي تمت و تفسيرها بأنها تعبر عن صراع طبقي , في حين ان الصراع برأيي كان و لايزال صراع سياسي- سياسي .. أو تنظيمي-تنظيمي .. لكن المشكلة تكمن في المقولة الشيوعية بأن الاحزاب ماهي الا تعبير عن الطبقات و أن الصراع بين تلك الأحزاب ماهو الا تجسيد للصراع الطبقي .. اعتقد ان علي الحزب الشيوعي اعادة تقييم الانقسامات السابقة و قراءتها من زاوية الواقع و السياق التأريخي الذي تمت فيه بدلا من استخدام و سائل اكليشية جاهزة و يجب علي الشيوعيين أن يعيدوا النظر في قراءة وفهم دراسة " قانون نمو الحزب" والتي صاغها الاستاذ التيجاني الطيب بابكر ..
ولك كامل التقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Sidgi Kaballo)
|
يبدو أن محاولة إتفاقي مع الأستاذ مرتضى على منهج لدراسة الأحداث والظواهر، لم تجد سوى الموافقة الشكلية، فالأستاذ مرتضى ما زال ينظر للاحداث والظواهر وفقا لتقييم يعزلها عن تاريخها السياسي والإجتماعي والثقافي، خاصة تاريخ الأفكار السياسية في أي بلد أو منطقة. فمثلا عندما نتناول قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان ونكشف تناقضا بين نظرية الديمقراطية الجديدة ونضال الشيوعيين من أجل الديمقراطية وكيفية حسم ذلك خلال فترة تاريخية إمتدت منذ نشوء الحزب وحتى دورة العلاقات الخارجية في عام 1976 والتوصل لحل التناقض النظري والنضال اليومي في وثيقة الديمقراطية مفتاح الحل، فالأستاذ مرتضى يتوقع أن يتم ذلك وفقا لخط مستقيم وطبعا هذا لا يحدث إلا في الكتب المدرسية، أما في الواقع فذلك يحدث من خلال الصراع، هناك قضايا في الصراع تحسم بشكل كامل ولا تحدث فيها تراجعات مثل الموقف من الإشتراك في الإنتخابات في عام 1954، فمنذ ذلك الحين لم يقاطع الحزب إنتخابات ديمقراطية. ولو تابعنا منهجنا لوضح لنا كيف ومن أين تولد الفكر الإنقلابي، فأصوله الإجتماعية موجودة في الحياة السياسية سواء بتياراتها اليمينية أو اليسارية، الأولى تهدف لمصادرة الديمقراطية كوسيلة لقمع النقابات والحركة المطلبية ونموالحركات الإقليمية ومنظمات المجتمع المدني والحزب الشيوعي، والثانية، مستندة لفكرة الديمقراطية الجديدة تريد إسعجال تنفيذ التغيير الإجتماعي ومصادرة حركة القوى اليمينية، وكلاهما فشلا في الواقع ويبتعدان عن الشعب والجماهير وينتهيان لحكم شمولي ديكتاتوري. والحزب الشيوعي تخلص من الفكر الإنقلابي بشكل قاطع بغد 19 يوليو ولكن الصراع ضد الفكر الإنقلابي بدأ منذ إنقلاب على حامد، وظهر بشكل واضح في الصراع بين عبد الخالق وأحمد سليمان على صفحات الأيام، ولكن ذلك الصراع لم يحسم بشكل نهائي لأن نظرية الحزب حول الديمقراطية كانت تراوح بين الديمقراطية الجديدة والديمقراطية الليبرالية، لهذا قلن أن إنقلاب مايو جاء من تحت معطف الحزب وأن الحزب الشيوعي يتحمل مسؤولية عدم تباين فكره عن فكر التيارات الإنقلابية في المنطقة العربية، وهذه المسؤولية لا يمكن تقييمها فقط بأحكام الخطأ والصواب ولكن من خلال فهم ظروفها ونقد أصولها في حركة التحرر الوطني والحركة الشيوعية. وهنا أندهش لقراءة الأستاذ مرتضى لكتاب الحزب التقييمي ل19 يوليو الذي أكاد أجزم أنه لم يتوافر على دراسته بالدقة الضرورية لتكوين رأي حول يمينية القيادة أو التيار الإنقلابي وأدعوه والقراء لإعادة قراءة الكتاب خاصة من صفحات 70 غلى 79 المعنونة التجربة والدروس، فمثلا ص 71 تنتقد الوثيقة موقف اللجنة المركزية من إقتراح عبد الخالق بعدم الإشبراك في سلطة مايو محلس وزراء وثورة، وأن رفض ذلك الإقتراح والإشتراك في الحكومة "جعل اللجنة المركزية أسيرة لتكتيك الإنقلابيين وتصارع الإنقلاب كفكر وممارسة من داخله وبشروط الإنقلابيين – فأصبحت طرفا في صراع التصفيات والإنقلابات الكامن في طبيعة انقلاب مايو منذ يومه الأول وليس بعد 16 نوفمبر 70 ." ولو قرأ بتمعن هذا الفصل لما شك للحظة أن قيادة الحزب تقف ضد الإنقلابات مهما كان مصدرها وقد توصلت لذلك بتلخيص التجربة وصياغة موقف نظري وبالتالي تسقط أحد أسباب وصفه قيادة الحزب باليمينية. أما عن الموقف من مايو ويوليو فلا أنا ولا قيادة الحزب نقدم أنصاف حقائق فالوثيقة المشارة إليها تقدم الحقائق كاملة وتنتقد المكتا السياسي واللجنة المركزية فيما أرتكبوا من أخطاء وتقصير. والمسألة يبدو أنها تتعلق بقراءة الأستاذ مرتضى. تبقى الموقف من مسألة التغيير فما زلت أعتقد أن ما طرحته في مساهمتي الأولى لم يتم الرد عليه. والغريب أن الأستاذ مرتضى يقول: " يجب أن لا يغيب الغرض الاساس من الحوار و هو أن اليمين بالحزب الشيوعي السوداني يمارس العداء للديمقراطية و يحتضن الفكر الإنقلابي و ينتهك القيم الليبرالية في الحياة التنظيمية للحزب، إذ نحن لسنا معنيون هنا بتقييم موقف الحزب الرسمي من قضية الديمقراطية و التطور التأريخي لهذا الموقف و هو ما ذهب إليه الدكتور صدقي كبلو، فعلى الرغم من الصلة الظاهرية لمسعى الدكتور بالإتجاه الرئيسي للحوار إلا أن فرضية الحوار الأساسية تتمتع بقدر كاف من الإستقلالية التي تجعل منها موضوعا منفصلا تستحيل معالجته في إطار الدراسة الموضوعية لتأريخ و راهن موقف الحزب من قضية الديمقراطية و هذا ما نتطلع إلى أن نستمع إلى رأي بشأنه من الدكتور." أولا هذا المقتطف يدعم وجهة نظري أن الأستاذ مرتضى يعلن شكليا موافقته للمنهج ولكن لا يستمر في إستخدامه ليصل به لنتائج وإلا كيف يفصل بين الموقف التاريخي من قضية الديمقراطية والوقف الحالي؟ وما هي المرجغية لليمنية واليسارية هنا؟ ما أردت إثباته هو أن نفس القيادة المتهمة باليمينية هي التي أكملت الصياغة النظرية الصحيحة للموقف من الديمقراطية وهي التي أكملت الصياغة النظرية لرفض الإنقلاب وإستحالة تطوير أى إنقلاب إلى ثورة، يقول كتيب يوليو ص 74 "إن تحويل التغيير السياسي في قمة السلطة الناجم عن إنقلاب عسكري، إلى ثورة شعبية ديمقراطيا وبالتدريج، وإن توفرت معطياته كفرضية نظرية، لا يعتمد على رغبة الحوب الشيوعي والحركة الثورية. فالإنقلابيون بحكم فكرهم وتكوينهم الطبقي الإجتماعي ونزعاتهم الاستبدادية، والقوى الإجتماعية التي تساندهم، يستميتون في عرقلة ومنع ذلك التحول. ولا سبيل لتحقيق تلك الفرضية النظرية إلا إذا خرج الإنقلاب من جلدته ونسخ ذاتيته وتوقف عن أن يكون انقلابا، او بهزيمة الانقلاب وسحقه وتجاوزه من جانب القو الثورية." أما موقفي من المركزية الديمقراطية فمنشور في قضايا سودانية في مقالة عن اللائحة جدل التنظيم والثورة وموجود في موسم الهجرة وسأعود له فيما بعد. ولي عودة لمناقشة الأستاذ خالد الطيب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرتضي جعفر ...حول يمينيو الحزب الشيوعي (Re: Imad El amin)
|
دكتور صدقي كبلو
شكرا علي ادراج " اللنك" لكتاب موسم الهجرة الي اليمين ..
أتابع باهتمام مناقشتك مع مرتضي جعفر حول الديمقراطية ..
أحاول الدراسة في تأريخ الانقسامات في الحزب الشيوعي و لكن للاسف المرجع الوحيد المتوفر لانقسام 1952 هو كتاب " لمحات من تأريخ الحزب " و لكنه لايوفر مرجعا حياديا كون كاتبه الشهيد عبدالخالق محجوب كان أحد أطراف الصراع في ذلك الانقسام ..
سأظل متابعا ..
وتقديري و شكري للجهد الذي تبذله ...
خالد
| |
|
|
|
|
|
|
|