|
فى ذكرى 11 سبتمبر نهاية خيال العالم:ملخص نظرية جديده فى (الدراما من التطهير الى التحمل!!)
|
سيظل التاريخ 11سبتمبر من عام 2001 م علامة فارقة في تاريخ عالمنا وتاريخ كوكب الأرض،ليس على المستويات السياسية، أو العسكرية، أو الاقتصادية فحسب بل على المستوى الفلسفي (الجمالي / الخيالى) أيضا.في ذلك اليوم وقع حدث (تجاوز الخيال) البشرى بصورة لا يمكن تقليدها وهو انهيار مبنى التجارة الدولية بمدينة نيويورك الأمريكية اثر ضربة من قبل تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن.بانهيار برج التجارة الدولية انهار( خيال العالم).ذلك الخيال الذي أسسته المعرفه – الابستمولولجيا-الغربية ألحديثه. المهم في الأمر انه من ضمن تلك النظريات التى انهارت الى الابد نظرية الدراما التى تقوم على التقليد Imitation للفيلسوف اليونانى ارسطوطاليس 384-322 ق.م التى تعتبر الجزر الفكرى للنظرية الغربية للدراما والمسرح الأوربى و التى سادت عالمنا لنحو ثلاثة الف سنة وهى النظرية التى يعرف فيها أرسطوطاليس المأساه قائلا " المأساة هى محاكاة فعل نبيل تام، لها طول معلوم ..." .لكل ذلك سيظل التاريخ 11 سبتمبر نهاية المسرح الغربي تاريخيا الذي قام على نظرية التقليد.فالنظرية الكلاسيكية تقول لا يمكن أن يكون هناك مسرحا بدون عنصر التقليد أو المحاكاة ، وبحدوث أفعال لا يمكن تقليدها مثل الحادى عشر من سبتمبر اذن لم تعد نظرية التقليد سارية المفعول، لكل ذلك فان كان هناك وصف مسرحى دقيق لعالمنا اليوم وما يعتوره من عنف يصعب تخيله وما يتصف به من تطور فى مجالات علوم الاتصال وتكنلوجيا الحرب هو (عالم صغير يصعب تقليده ).لكن من الواضح ليس العنف وتكنولوجيا الحرب وحدهما هما الأصل في موت نظرية التقليد بل هناك عوامل كثيرة تاريخية تضافرت تاريخيا وميكانيزميا كي تفقد نظرية التطهير جدواها.لعل منتصف القرن العشرين وما شهده من بداية للثورة السبرنية وتطور تكنولوجي ، وثورات مطردة في مجالات علوم الحاسوب والوراثة كلها مؤشرات على انتقال عالمنا إلي مرحلة جديدة من مراحل المعرفة ، وموقف الكائن البشرى تجاه تلك المعارف وتطور ه فى اطار مرحلة ما بعد الحداثه. فالتطور والتقدم الذي أحرزهما العلم منذ نهاية القرن الماضي وبصورة كبيرة في مجالين هامين هما مجال الحاسوب وال DNA يشكلان نقطة فارقة فى تاريخ العالم " لقد كانت ثورة الكم أولى ثورات القرن العشرين وأكثرها أساسية وهى التى ساعدت بعد ذلك على زرع بذور الثورتين العالميتين الكبيرتين الاخريتيين وهما الثورة البيوجزيئية وثورة الكمبيوتر " . لكن هل ظلت النظرية القديمة للمسرح ( نظرية التطهير التى تعتمد على التقليد ) بعيدة عن هذا التطور؟ هل ظلت العملية المسرحية المعتمدة على المشاهدة والتقليد مساحة معزولة عن هذا التطور؟ هل لا زال المسرح جزيرة معزولة من هذا التطور العلمى الذى يشهده عالمنا اليوم؟ فى تصورى ان المشاهدة المسرحية هى من أكثر الميادين التى تأثرت بالثورة السبرنية . يرجع ذلك إلى سببين أساسيين هما : 1 – السبب الأول : التطور في مجال تقانة المعلومات ، والوسائط المتعددة ، والسبرنيات. وهو تطور وفر إمكانيات عالية من الادائيات التي تعتمد الإيهام Animation مثل الوسائط المتعددة والإنترنت .والتي بمقدورها الوصول الى المشاهد بدلا من ذهاب المشاهد اليها.ايضا مقدراتها السبرنية الأدائية فهى مساألة لم تخطر على بال من سبقونا من نقاد وفلاسفة 2- السبب الثانى: تكنلوجيا الحرب War Technology التى تسببت فى أحداث عنف ، وترجيديات تفوق التصور والتقليد ، مثل احداث 11 سبتمبر و العدوان الأطلسى الاميركى على العراق وما قامت به من تجارب متقدمة فى مجال تكنلوجيا الحرب مثل الليزر والريموت .العمليات الانتحارية وقطع الرؤوس أمام المشاهدين عبر الفضائيات وتثبيت ذلك على صفحات الانترنت. لكن بلاشك ربما كان هناك سؤال حول ماعلاقة كل ذلك بفن المسرح؟ فهو السؤال الذى سأجيب عليه من خلال توضيح أهداف هذا البحث وفروضه. أهداف البحث: يهدف هذا البحث الى توضيح أثرادائيات الوسائط المتعددةMultimedia performances وتكنلوجيا الحرب وتقانة المعلومات على الفرجة المسرحية / الدرامية. فهو بحث فى اثر تطور تقانة المعلومات Information Technology IT على المشاهدة المسرحية أو ( الفرجة) وهو الامر الذى قاد الى نهاية نظرية التقليد للفيلسوف اليونانى أرسطوطاليس. فروض البحث : يرتكز هذا البحث على فرضيتين أساسيتين هما: أولا : هناك خطأ منشئي فى نظرية التطهير للفيلسوف اليونانى أرسطوطاليس ، تلك النظرية التى تقوم على التقليد ، كى يحس المشاهد بالخوف والشفقة اذاء ابطال المسرحية ، فيتطهر المشاهد ، ويعلم ويرعوى حتى لا يرتكب مثل هذه الأخطاء. هذه النظرية هى نظرية التطهير للفيلسوف اليونانانى أرسطوطاليس وهى التى أسست للدراما الغربية ، ونظرياتها من القرن الثالث قبل الميلاد الى القرن العشرين الميلادى ومطلع القرن العشرين. أرى ان هذه النظرية ظلت تحمل بذور فنائها داخلها ، لأنها فرقت بين المشاهد بوصفه ذات وبين أحساسيسه التى تتم تأديتها خارج ذاته لتصبح موضوعا قائما بذاته.هذا التفريق بين الذات والموضوع وفر مساحة من بحث الذات عن موضوعها بصورة مستمرة ، فكل ما كان الموضوع أكثر اثارة كلما تحمست له الذات ، مما قاد الى أن تتحول النظرية الأرسطية الى عكس هدفها فبدلا من أن تعمل على تقليص رغبة ولذة العنف عملت على ازدياد شهوة العنف ورغبته ، فأصبح العنف أصلا فى الدراما الغربية كما هو فى مسرح ( القسوة). أما الفرضية الثانية : هى امتداد للفرضية الأولى فان كان الهدف من الدراما هو تهذيب الروح والبحث عن وسيلة لتجنب العنف ، وبما أن نظرية التطهير لم تعمل فى هذا الاتجاه ، بل عملت على نقيض ذلك ، ولأن عالمنا اليوم يعيش أحوج فتراته للبحث عن مكافحة العنف ، كل ذلك يعنى البحث عن ثيقة ونظرية درامية تنتقل بالنظرية الدرامية من خانة التطهير الى خانة التحمل. لذلك سأقوم بارساء المرتكزات الفكرية والادبية والتاريخية لهذه النظرية الجديدة للدراما وهى ( نظرية التحمل ) التى تقود الى مسرح التعاون مثل المسرح التنموى .وهذه نظرية جديده لتحل محل نظرية التطهير لأرسطو طاليس. ان تطور الوسائط المتعددة ذات الادائيات العالية فى مجالات تقانة المعلومات سوف يؤدى الى تناقص وتقلص فضاء خشبة المسرح Theatre Stage بمعناه الغربى التقليدى الذى يقوم على المشاهدة الجماعية داخل مبنى المسرح ( Playhouse ) .ان التقدم العلمى المتمثل فى الثورة السبرنية سيكرس فى المستقبل القريب الى ما يمكن تسميته بالعروض الدراميه الحاسوبية السبرنية . وهى مرحلة فوضى الأدئيات حينها سيكون بمقدور أى شخص تصميم عرض كامل ثم بثه وهى مرحلة (حرب الصور). لعل فرضيات هذا البحث تتصادم مع رؤيتين : الموقف الأول هو أن بعض المسرحيين الاكاديميين وغيرهم من الهواة ظلوا حبيسين للنمط الدرامى المسرحى الغربى الذى يقوم على الفرجة والتمثيل وهى جميعها أشياء الذين صيرهما الزمان تراثا انسانيا رائعا فى ظل الثورة السبرنية. الموقف الثانى يتجلى فى تزمت المؤسسة الاكاديمية وتعصبها للمنهج المسرحى الذى يقوم على التمثيل و التقليد Imitation .وهو المنهج الذى يتم تدريسه فى المؤسسات الأكاديمية المتخصصة. لكل ذلك سأتناول فى الفصل الأول من هذا البحث نقد نظرية الدراما الغربية مبينا تناقض هذه النظرية ومقتفيا بذور العنف التي سادت هذه النظرية منذ القرن الثالث قبل الميلاد إلى نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين كل ذلك أدى الى نهاية نظرية التطهير. أما فى الفصل الثانى تناولت الأصول الفكرية والأدبية لنظرية التحمل وهى النظرية التى سأقدمها للمهتمين فى هذا المجال.فكما قال الفيلسوف البرت (اينشتاين ان بناء نظرية جديدة ليس عملا أشبه بهدم كوخ وبناء كوخ بدلا عنه بل هو عمل أشبه بالصعود من سفح الجبل الى قمته يكتشف المتسلق في كل خطوة منظر جديد وعالما مختلفا حتى يطل على فمضاءات جديدة ومنظر جديد) ولا يفوتني هنا أن أشير الى القارئ الكريم أن هذا البحث يجمع ما بين فلسفة العلوم وفلسفة الجمال ، لذلك هناك عديد من المصطلحات تحتاج الى الاطلاع والمراجعة لغير المختصين فى هذا المجال .
|
|
|
|
|
|