بقلم فنسنت مايانجا كامبالا - ا ف ب يقوم الرئيس الاميركي جورج بوش بزيارة خاطفة الجمعة الى اوغندا، احدى الدول الافريقية المفضلة لدى الولايات المتحدة والمنظمات والدول المانحة، لكنها كذلك اكثر الدول تعرضا للاتهامات المتزايدة من بعض الدول المجاورة لها بانها تسعى الى زعزعة استقرارها. وتتدفق اموال المعونات التنموية على اوغندا، ويقول روبرت بليك ممثل البنك الدولي انه يتوقع ان تتلقى اوغندا حوالي 800 مليون دولار خلال السنة المالية 2002-2003. ومنذ اوائل التسعينات تتصدر اوغندا قائمة الدول النامية التي تتلقى اكبر قدر من المعونات المالية من الدول الغنية. وتحت رئاسة الرئيس يوري موسيفيني الذي يتولى السلطة منذ عام 1986، اعتبرت الحكومة من اكثر الدول تمسكا بالوصفات الغربية للنجاح الاقتصادي فقامت بتخصيص المشاريع الحكومية وفتحت الاسواق وزادت من حكمتها في التصرف في الاموال. وفي الوقت التي تتظاهر فيه معظم دول افريقيا بان مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) لا وجود له رغم الارتفاع الهائل في عدد ضحاياه، الا ان اوغندا نالت الاستحسان لكسرها المحرمات التي تحيط بفيروس "اتش اي في" المسبب للايدز ونجاحها في خفض انتشار المرض من 30 في المائة عام 1990 الى 6 في المائة في الوقت الحاضر. وقال بليك "نفذت الحكومة برامج كانت تهم المانحين ولذلك اجتذبت الدعم". وتوجه دعوات الى بوش الذي سيزور اوغندا مدة اربع ساعات الى التطرق الى بعض افعال الرئيس موسيفيني التي لا تستحق الاشادة خارج بلاده. وقالت اليسون ديز فورغيس من منظمة "هيومان رايتس ووتش" لحقوق الانسان ومقرها نيويورك في مكالمة هاتفية مع وكالة فرانس برس "من المهم ان لا تكون الزيارة مليئة بالابتسامات والنوايا الحسنة فقط". وقد وجهت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان الانتقادات الشديدة لدور اوغندا في الحرب الاهلية المدمرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة والتي بدأت عام 1998. واوضحت ديز فورغيس "عندما ظهرت اوغندا على ساحة" الجماعات العرقية المتقاتلة في منطقة ايتوري شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية "تدهور الوضع بسرعة". وتتهم ديز فورغيس كامبالا بمواصلة دعمها للجماعات المسلحة هناك حتى بعد قيامها بسحب الاف الجنود من منطقة ايتوري في وقت سابق من العام الحالي. ويقدر عدد من قتل في ايتوري منذ عام 1999 بحوالي 50 الف شخص. واضافت ديز فورغيس ان تدخل اوغندا في المنطقة كان بدافع المصالح الاقتصادية، حيث ان المنطقة غنية بالموارد الطبيعية مثل الذهب والالماس، وكذلك بسبب الصراع على السلطة في رواندا المجاورة التي تلعب كذلك دورا رئيسيا في الحرب في جمهورية الكونغو الديمقراطية. واوضحت ان "هذه مسالة تتمحور حول اي دولة ستصبح القوة المهيمنة في المنطقة. والطرفان يوافقان على انه لا يوجد مجال لقيادة مشتركة". وقالت ان "بوش يجب ان يستغل هذه الفرصة لافهام موسيفيني باهمية السلام في المنطقة". وتدعم اوغندا الجماعة المتمردة في بلد مجاور اخر اذ تقدم الدعم للجيش الشعبي لتحرير السودان الذي يقاتل النظام الاسلامي في الخرطوم والذي يحظى كذلك بدعم واشنطن. ومما يزيد من حدة الخلاف بين كامبالا والخرطوم الدعم الذي تقدمه السودان الى مجموعات التمرد في اوغندا مما ادى الى قطع العلاقات بين البلدين عام 1995 وكذلك العام الماضي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة