من عائشة بريمة الخرطوم - رويترز غادر وزير الاعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحاف العراق ولكنه لا زال باقيا في السودان باعتبار اسمه أخر موضة للثوب النسائي السوداني المعروف. والثوب أو التوب كما يطلق عليه بالعامية السودانية عبارة عن قطعة من القماش طولها 5ر4 متر تلف حول الجسم فوق الفستان فتغطيه من الراس حتى القدمين. والثوب الذي اطلق عليه اسم الصحاف كما يصفه قمر الدولة مختار مساعد صاحب متجر لبيع الثياب النسائية الفاخرة بام درمان ثوب مميز خامته من النسيج القطني الممتاز المعروف باسم // التوتال // ومطرز بالاورجنزا وهو من الثياب الاعلى سعرا. وقال مساعد في اتصال هاتفي برويترز أن التجار درجوا على الترويج للثياب باطلاق الاسماء والاحداث المؤثرة عليها ولان المجتمع تفاعل مع شخصية الصحاف ابان الحرب على العراق جاء اسم الثوب الصحاف وسيظل هو الموضة حتى ياتي حدث أخر. على أن التجار لا تغلبهم الحيلة في جذب المشترين حتى بعدم وجود حدث ضخم ومن ذلك انهم اطلقوا على ثوب مرتفع السعر في حقبة ماضية اسم كان راجل اشتريني أي أن كنت رجلا حقا فادفع ثمني و ذلك لاستفزاز الرجل السوداني ودفعه للشراء. واذا كان التجار يتحكمون في الاسماء فان الذي يتحكم في تشكيلة الثياب من حيث التلوين أو التطريز أو الرسومات هي شركات ومصانع النسيج السويسرية التي تغذي السوق السوداني بحوالي 80 في المئة من واردات الثياب النسائية حسب ما يقول مساعد. وتحرص هذه الشركات على ارضاء الذوق السوداني بارسال مبعوثين منها للسودان بين وقت وأخر لمقابلة التجار وعرض نماذج من تصميمات الثياب عليهم لمعرفة ارائهم فيها واضافة مقترحاتهم الجديدة. وظل الثوب هو الزي المعروف للمراة السودانية في جميع انحاء البلاد عدا جنوب السودان وأن كان للمراة في قبيلة الشيلوك الجنوبية زي اشبه بالثوب من ناحية تغطية الجسم ولكنه اقل طولا ولا يغطي الراس ويعرف باسم اللاوو. وقد صار الثوب مميزا للمراة السودانية خارج السودان حتى أن المطربة اصالة نصري رات أن خير ما يمكن أن تعبر به للشعب السوداني عن اعزازها له أن تغني في حفل بالخرطوم و هي ترتدي الثوب السوداني. الا أن أحد الصحفيين الظرفاء علق في اليوم التالي أن اصالة وجدت أنها الوحيدة التي ترتدي الثوب السوداني بين حضور حفل الزواج الذي غنت فيه اشارة الى تخلي الشابات خاصة فتيات الجامعات عن الثوب. ولكن مساعد يؤكد من موقعه كتاجر أن الثوب لا زال يجد رواجا كبيرا وهو حتفظ بقوته الشرائية ويضيف قائلا لا يمكن أن تخلو الهدايا التي يقدمها العريس للعروس وهي ما يسمى بالشيلة من الثياب. ولم ار سودانية لا تملك ثوبا فهي حتى أن كانت لا ترتديه في الجامعة لكنها تسارع للبسه عندما تريد فتح باب منزلها لزائر مثلا ولا اظن أن من السهل التخلي عنه فهو حشمة ويعطي المراة هيبة وله قيمته اجتماعيا. ويقول مصعب الصاوي وهو باحث وناقد أن الثوب ليس مجرد نوع من الملبوسات انما يعطي صورة للمجتمع وهو رمز وله معنى كبير في المحافظة على الهوية الوطنية ويشكل ثقافة متكاملة تتمثل فيها رؤيتنا للجمال. ويضيف الصاوي قائلا أن الثوب يشكل أيضا خريطة للتاريخ الاجتماعي والوجداني للمجتمع السوداني فكانت الموضة في بدايات الحركة الوطنية مثلا تحمل اسماء /عيون زروق اعجابا بمبارك زروق أحد كبار السياسيين وقتها و السلك الدبلوماسي/ و /الاستقلال/ و الخرطوم بالليل و رسالة لندن و غيرها . ثم ظهرت ثياب تؤرخ مثلا للتعاطي مع فن الغناء بشكل طبيعي بعد أن كان مستهجنا فحملت اسماء اغنيات منها الفراش الحائر/ و اوراق الخريف وحملت أخرى اسماء روائع السينما العالمية مثل /صوت الموسيقى. وحول ما يثيره البعض عن أن الثوب يعيق حركة المراة أو انه غير حضاري يقول الصاوي أن هذه الاقاويل شبهة مردودة ان التوب لا يعتبر معوقا للحركة الا للفتاة التي لم تخلق ثقافة في التعامل معه منذ الصغر اما اللائي تعودن عليه فيمكنهن ممارسة حتى الاعمال المنزلية وهن يرتدينه. ويشير الى ان قيادات الحركة النسائية في اواخر الخمسينات واوائل الستينات الماضية مثل فاطمة احمد ابراهيم القيادية الشيوعية وسعاد الفاتح القيادية الاسلامية كن يحرصن على ارتداء الثوب وليس التخلي عن هذا الموروث القيم كما فعلت بعض الحركات النسائية في دول أخرى. ويقول أن الثوب بالنسبة للحركة النسائية المستنيرة لم يكن قيدا أو اذلالا انما يعني لها نوعا من الاعتزاز بثقافتها الوطنية وهاتيك القيادات ينحدرن من اسر دينية متماسكة تلقى افرادها التعليم في الازهر الشريف ولا ترى تناقضا بين العلم والتقاليد. اما القول بأن الثوب غير حضاري فيشير الصاوي الى أن اليابان القوة الاقتصادية والحضارية تحافظ على تقاليدها فالمراة اليابانية لا زالت تحافظ على الثوب التقليدي المعروف باسم السو برغم صعوبة اعداده وغسله.. ويقول ان اليابان ربطت بين التراث والمعاصرة واستطاعت الحفاظ على توازنها الحضاري و تجنبت الاستلاب ويدعو للتقيد بلبس الثوب السوداني خاصة لمذيعات التلفزيون. وللفتيات اللائي يتذرعن بارتفاع سعر الثوب السوداني للتخلي عنه يقول مساعد ليس لارتفاع السعر أي دور فهن يشترين فساتين مرتفعة الاسعار تصل ما بين 100 و 150 الف جنيه سوداني بينما يمكن أن تجد ثوبا بسعر 20 الف جنيه فقط. وهذا النوع من الثياب اقل جمالا بطبيعة الحال من الثوب الصحاف الذي لا تحلم بشرائه الا القليلات فهو يكلف ما بين 280 و320 الف جنيه سوداني .
08-26-2003, 05:52 PM
WadalBalad
WadalBalad
تاريخ التسجيل: 12-20-2002
مجموع المشاركات: 737
بالله ممكن تأصلوا لينا حكاية الثوب السودانى من أين أتى ومتى بدأت المرأة السودانية إرداءه ؟؟
لأنى أعرف أن ليس فقط المرأة السودانية تلبسه فالمرأة المورتانية تلبسه أيضا وبنفس الطريقة !!! هل الثوب أتى من هناك مع شيوخ الصوفية الذين كانوا قد هاجروا إلى السودان وإستقروا فيه أم نقله هؤلاء إلى هناك ؟؟؟
والسلام
08-26-2003, 11:09 PM
bunbun
bunbun
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1974
موضوع جميل وممتع ولكن المحزن ان النساء وتجار الثياب في بلادنا اطلقوا هذا الاسم هل هو تعبير عن حب وتضامن مع احد سفاحي النظام البعثي البائد ام ركوب للموجة وعاجبهم الاسم فقط ام سخرية منو على كل اي كانت مسوغات اطلاق الاسم واي كان مصدر اطلاقه فهو اسم مقزز وغير مقبول واامل ان لا يقترن الثوب السوداني الجميل بسفاحي الشعوب ومعاونيهم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة