دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
رؤى لا تطرف لها عين
|
رؤى لا تطرف لها عين(1) -------------- (I)
أتاوا 1999
() عندما عرفت كيف أخطو على الجليد و في جيبي ضمانات ضرورية أوصاني بها رجال الهجرة، حجلت مثل غراب أحوّل على طرقات مزججة حتى تعثرت على أعتاب مكتبة المدينة العامة. و بعد أن علمني باب الدخول بشئ من اللف و الدوران كيف أترك الزمهرير ورائي و أنا أشيد برشاقته الكاملة في استخدام تقنية شبية بتقنية الساقية، اذا بي في أجواء صمت و بهرة و انكار كامل لما يدور في الخارج من عصف و ضعضعة. سألت نفسي كيف لا يهادن الجليد كل هذا البهاء و دفء المعرفة يوسع !لنفسه، هكذا، مكانا ينفي عنه البرودة و البياض () قدرت أن أرسل بصري المنخلع في كل أحداب المكان. اأبهية فخيمة و أقبية عليمة مصاعد مجبولة على رقة الحلول حتى لا يصح وصف استخدامها بالركوب! فأنت حينا واقف على مستوى الصحائف و حينا آخر عيناك ترفان لعناوين أثيرة في الروايات اللطائف! أمشاج من المسموع و المقروء و ....المحسوس () صاعد بين نظم الترقيم وءاحالاتها أومأت بالتحية لمحفوظ و مينا و صالح و للافارقة الافذاذ يا سنغور، ليباغتني محمود محمد مدني و هو يدق بطوربيده (2) أوتاد حكاية سحرية في فضاء أم درمان، يقول ما قاله الخليل قبله: أن أم درمان هي جغرافيا الروح! و ليتني ما تمليت عندهما فكرة الروح في الجغرافيا و لا نزلت من علايل أبروف أوذكرت مقرن النيلين فلقد ترنحت و أنا أطوّف بصري على الوجوه التي أكسبتها غربتها عني أمنة من فردية سميكة عصية على من يهتبل المقاربات مثلي فحرت كيف و أنّى لي أن أجلو لنفسي صورة لمدينتي الجديدة و أم درمان قد أخذت مكانها هنا و في متن البهاء؟ () ترنحت على الممرات الكثيفة و بي شئ من رهب يدق على أبواب قلبي. كان الادعى لترنحي دون شك هو أنني وجدت ما هو خاطر على بالي! لم يكن لالتماع الجديد أو نصاعة البهاء دخل بما حدث فلقد سقطت !! لبرهة خيل لي أنني استمتعت بمرأى جسدي مطروحا على أرض البهو الكبير الذي كنت أتخبط محاولا اجتياز فكرة ما عربدت فوق أديمه. كنت مثلي مثل تلك المراجع الضخمة التي يسقط بها رواد المكتبة أو هم يطرحونهاأرضا على ظن التمكن من محتوياتها. كنت مثل نص أرهقه التأويل يحوم حوله صوت صافرة الاسعاف المكتوم، القادم عبر الزجاج السميك، المشرئبة خلفه وعود الصقيع. () قال الطبيب: يحدث،.يحدث! نرى عشرات القادمين الجدد أمثالك، الجدير أن الاعراض التي يصفونها لا تنطبق على ما هو موثق، في معظم الحالات!سألت نفسي أية حالات؟ ثم ءامتثلت لرصد طبي رائع و بلغة سلسة وفي لحظة،وقعت عينه على عيني فخطر ببالي و لأول مرة منذ نقلي اليه في سيارة الاسعاف أن هذا الحديث، في حياديته المريحة، ليس حديث طبيب الى مريض والطبيب نفسه أحس بنفس الشئ، فيما يبدو، لكنه استطاع أن يزيد من نسبة اللون الرمادي في شواطئ عينيه الدقيقة مما يساعده في التحرك في اطارالاعراض بالصرامة المطلوبة من طبيب فقال ان ما حدث لي سببه اختلال في كيمياء دمي! اندهشت نوعا فكندا، في هذا، لم تخنلف عن مصر لأن الطبيب المصري كان قد قال ان عندي شوية أملاح على سبيل تبسيط الحالة. فسألت هذا محاولا تسوية المسألة بين كندا و مصر: - يعني عندي أملاح Salts ؟ لكن سؤالي رغم سلامته لغة، لم يبدو مساهمة مقدرة مني في الارتقاء بلغة التشخيص لأنهم هنا، لابد، قد تجاوزوا الاملاح ءالى مفهوم الكيمياء الأضخم! فعدت أسأل الطبيب: - ما العلاج ءاذن؟ و يبدو أن ءاذن هذه قد أذنت له بفتح صفحة جديدة في ما كان يدونه فكتب قليلا ثم نظر الي مليا بعينين غاب عنهما ذلك الرمادي ليحل محله أزرق ملغزو قال لي: عليك بالراحة الكاملة ريثما تكتمل فحوص الدم. خذ الآن....هذا! و سحب منضدة متحركة لها صوت الكتروني يحاكي نوح النساء الخافت في عزاء ميت و بها أصناف من الصحف و المجلات. نظرت اليه مستطلعا فانتفضت الممرضة التي انضمت الينا على أثر النوح الالكتروني و جذبت بخفة احدى المجلات مفتوحة على صفحة داخلية و مدتها لي. ثم ءانتبهت لذلك و قبل أن تعدلها بحيث أراها من غلافها لمحت شيئا فصرخت كالملدوغ: انتظري! تدخل الطبيب، و هو يقوم من مجلسه، قائلا في صرامة: استرخ! استرخ يا سيد! ثم خرج و حفيف حذائه يذكرني بالجليد المتربص خلف الابواب الذكية. () و قفت الممرضة وقفة اكلينيكية حائرة تنتظر ما أريد دون أن تغير صفحة المجلة،فقرأت بصوت مسموع و المجلة بين يديها: رؤى لا تطرف لها عين! نعي. ابتسمت الممرضة ابتسامة شفاهية محدودة ثم رددت نصيحة الطبيب الذي وصلني هواءبارد سمح به خروجه قلت لها: بلى سأسترخي و لكن ليس بقراءة نعي، أليس كذلك؟ تأسفت برقة فسألتها: من هو على أي حال؟ المتوفى؟ و كان قد أثارني عنوان المقال. ردت باهتمام مفاجئ و صوت هامس: ستانلي كوبريك. مخرج سنمائي مات قبل أن يعرض فيلمه الاخير "عيون مغلقة لآخرها"(3) صرخت بألم و بالعربية هذه المرة: - يا خي! ستانلي كوبريك مات؟ ثم أطرقت حزينا و معتملا بأشياء أخر. ذهلت الممرضة، لا تطرف لها عين، بينما سقطت جفوني أنا مغلقة علي آخرها و انحلت أعضائي و أنا لا أصدق سهولة ارتدادي الى تلك الحالة المعرّفة باختلال الكيمياء (أو شوية الاملاح، حاليا!) و تراءى لي شبح الاغماء. انتابتني حالة نوح كتلك التي أبدتها تلك المنضدة اللعينة فرحت أردد عبارة حافظ الاثيرة: قال ليك..ستانلي كوبريك!!
()
بغتة عادت الحياة الى جسد الممرضة فبدت بتكسرات حركتها داخل ردائها الابيض الضيق كأنها قادرة على أن تهش ذلك الحزن الذي رك عليّ وتدفعه عبر ذلك الباب الذي خرج منه الطبيب قائلة له: أخرج، هكذا يا حزن فنحن في كندا! و لكن لا! حزني لم يكن عميقا فحسب، بل كان ذا مناخ استدعائي يجعلني أسأل أطياف الذاكرة هل علم حافظ بموت صاحبه هذا؟ أم عليّ أن أتصل به أول ما أغادر وعكة الكيمياء المزعومة هذه؟ يجعلني أسأل عن مشهد أو آخر، هل هو كما هو أم أنا لست ذلك؟ تحوّل حزني الى ءاعتمال سيربك مقاصد هذا الفريق الطبي و ربما سيحدث تحوّلا جذريا في مسار علاجهم لي. () و تماما كما توقعت! دخل الطبيب، بعد أن استدعته الممرضة هامسة عبر رقائق شفافة همسا لا علاقة له بفكرة النجدة و النفير. دخل و أرسل لها نظرات ذبذبية قصيرة كدت أسمع لها صليلا، ثم تحدثا برطانة أعجزتني و أوردا اسم المخرج غير مرة لكنه أفصح في قوله باستحالة تفاعلي مع ما قرأت في تلك المجلة والتفت يسألني و قد غيّر لون عينيه مرة أخرى: هل أنت حزين؟ و لم أشأ أن أنكر لا سيما و جسدي صار مدلوقا على الكرسي الوثير بفعل الحالة التي أحدثها خبر الوفاة و الجهاد الخاسر الذي تكبدته النفس في استدعاء أصداء ذلك الخبر على نفوس و مشاهد بعيدة يصعب التأكد من وجودها، هنا و الآن! عاد الطبيب يسألني: لماذا أنت حزين؟ هل تعرف هذا الرجل؟ و أشار الى صورة المخرج!
كانت المجلة قد أحتلت موقعا مرموقا فوق المنضدة اياها فادركت ءان هذا الاّ تصعيد من الممرضة لن تحس غرابته الاّ اذا قدر لها أن تعرف كيف أنظرأن لمسألة موت المخرج أضاف كل هذا غموضا أثيرا للامر و لاول مرة قام السؤال: هل كنت أريد لاحتفالية الصدمة الثقافية أن تقطع شوطا كهذا؟ أم أن وفاة المخرج أمر هام فعلا؟ دعني أفحص الوقائع ()
أذهلتني مكتبة المدينة فعلا. و لكن الدوار أتاني من ناحية حضور أم درمان في قلبها بعد أن ظننت أنه خبا، فسقطت مغشيا على أشواقي. ثم مات ذلك المخرج و هذا أمر سأتهكم من أي محاولة سيقوم بها الطبيب لسبر أغواره. لكن الطبيب، كمان، لن يقبل أي حكاية من شأنها أن تقلل من أهمية الصدمة الثقافية التي قرر أن يؤسس عليها علاجه لحالتي منذ عودته الاخيرة، العاصفة، الى الغرفة و كنت قد لاحظت، في ما مضى من حوارنا، أنه يلتف على هذه الفرضية بالحديث عن الخلل الكيميائي و ما ءاليه مما اربك لون عينيه، و لذلك، و ياللدهشة، فلقد توصلت أنا المريض لما سيفعله الطبيب! فسألته: لماذا ءاذن تعطيني حقنة مهدئة؟ لماذا التغييب؟ لاح في تلك الشواطئ الزرقاء المرمدة من عينيه لائح استنكار و خرجت من فيه كلمات !كأنها صممت لتدخل أنفه، فقال: هذا ما تحتاجه الآن! ثم شرع في اجراءات خبرتها قبل الآن و ما كنت لأقاوم. لا شكة الابرة و لا ذلك الدفق الوريدي الصاعد، فلقد تكورت عندي حاجة مسيسة لاطفاء مماحكات هذا الواقع التعيس! فكان لابد أن.. .... أفسح مهابط الذاكرة لأزيز يقترب... و يقترب..... و يق ترب! فافتح لي يا زمان!
"السهام الشالت أزيزها معاها لحقتها صاقعات من لحون ضاريات و شوف كمان القعقعات و أسمع ليك صليل و أرتال حشرجات مبهمات!" مفعول المهدئ يقوى على بردالسراديب (II) مفعول المهدئ يفتح كوة على أم درمان في ستينيات قرن فات!
نداءات الضحايا ، ارتطام الدفوف ، ثم ! ها هي ذي أبواق تعزز خطو المنايا، و المنايا قادمات.
()
الوغى يعبر بيتنا! يعبرنا، عبر ثقوب في الكرتونة المثبتة على النافذة،لم تفلح أعقاب السجائر التي حشرتها أمي أن تمنع عبوره الهادر. كانت تعالج الامر علاجها البائس ذاك ثم تركض للدفء تحت بطانيتها الشائلة من رائحة دخان الطلح القوية. وفي لحظات، و كالقدر الاكيد، كانت الموسيقى تترك موضوعها لتعزف الاجزاء الاكثر زعيقا هنا في وسط غرفتنا الكابية ثم تنقشع مثل زخة مطر أهوج فوق اناء صدئ. و كانت أمي تبحلق في الظلام كأنها تنتظر- مثلي- مشهدا بعينه سيشرق على عرش حجرتنا ثم لا تلبث أن تدرك سيجارتها قبل أن يسقط رمادها الذي تطاول و انثنى عائدا في ناره البرتقالية. أمد يدي في الظلام لألمسها بعد طول تردد، فتستجيب! لم يحدث أن اعترضت و لا حتى في اليوم الأول. لكنها قالت لي يوما بالنهار ان لا أفعل ذلك مع غيرها و لذا كنت آخذها فيذهب بي دخانها الى مشهد جديد.
()
لم يكن هنالك ما هو أحب الىّ من الهروع الى البيت و استعادة مشاهد الأفلام التي أراها في دار السينما القريبة. كانت الموسيقى من دار السينما تمتطي رياح الشتاء بحثا عن نظائرها البصرية في ذاكرتي فأستعيد الفيلم على خيوط بطانيتي النافرة. و كانت متعة هذه الهواية الشتوية تتعاظم باضطراد عدد مرات مشاهدتي الحقيقية للفيلم حيث يستدعي الصوت صورته، التي عمل له، من ذاكرتي أنا! لقد شاهدت فيلم العظماء السبعة فعليا أكثر من خمس مرات و في البيت، على طريقتي، أكثر من مرة لم أقبل فيها أي تشويش. فقط كنت ألحق باقي السيجارة قبل أن تشفطه أمي و أهرب من أسئلتها الواهنة. كنت أراه ضربا من المشاهدة المجانية الممتعة بينما رآه صديقي استمناءا بصريا فأفزعني التعبير و ما كنت، بعد، بلغت "ذلك" الحلم!
() - قال ليك.. استانلي كوبريك! قال لي وهو يتطلع في الوجوه باحثا عن أصحابه في الزحام.لم أفهم ما قاله فسألته: تعني كيرك دوجلاس، الممثل؟ أم من هذا الذي ذكرته؟ قال و نظره لما يزل يتنقل بعيدا عني مما أتاح لي فرصة التأكد من أنه – جادا- يلقي عليّ معلومة جديدة - كوبريك المخرج! سألته: كيف عرفت؟ فبدا كأنني أتشكك في معرفته و ألقى هو اجابته على عجل ملحقا لها بقراره المفاجئ: - في آخر الفيلم يكتبون اسماءهم.أسمع، ارجع أنت البيت. سندخل الدور الثاني يللا! أندهش قليلا لعدم مناكفتي له في هذا القرار لكنني حقيقة فضلت الرجوع الى البيت و سريعا. فأولا هو قد كذب عليّ لانهم لن يدخلوا الدور الثاني بل سيذهبون للسهر في الجنينة حول أحاديث معقدة و كنت أنا حاضرا طرفا من حديثه لصديقه،و لم يكن حديثهما مشفّرا الاّ قليلا بعبارات يأخذونها من الكتب الشائكة. ثانيا حيرني أنه أضاف اسما جديدا مرتبطا بالفيلم الذي يعرض حاليا و باعزاز واضح له و لمن أسماه في حديث سابق محرر العبيد، سبارتاكوس.
()
فكرت و أنا أتحاشى الأزقة المظلمة، رغم أنها الأقصر، و فكرت و أنا أغتبط لأنوار السيارات التي تنير طريقي بين حين و آخر من أين عرف اسم المخرج و من قال ءانه مخرج عظيم؟ انه يقول " قال ليك..." عبارة يقصد بهاالتفخيم . كانت لهفتي لبلوغ عتبة البيت تقلع بي من خوف غريب و مفاجئ الى فرح، الى وثبة ناقصة، الى احتباس وشيك لانفاسي ثم الى هروب جبان عبر دهليز موحش طويل يقذف بي الى حضن البيت و أمانه. و الآن و قد ألصقت سريري بسريرها و انسحبت داخل بطانيتي، أستطيع أن أقلب الامر على أوجهه, أن أكشف الاسرار.
()
- تعشيت؟ جاءني صوتها واهنا و كنت أظنها نامت، فقررت أن أسمعها تنفسا منتظما كي تعفيني من الحديث، وسؤالها في مثل هذه الحالة، لو تجاهلته لدقائق لأعقبه شخير مكدود يفتح أمامي تلك الخلوة التي أنشدها. الخلوة المحضورة بالرؤى.لكن فيلم هذه الليلة أثار فيّ تساؤلات مربرة و انتقل بي من كونه فيلم الى ذلك الشريط البني اللامع ذي الثقوب في جنبيه الذي كنا نحس بفداحة أن تجرفه الرياح عبر ميدان الخليفة فنركض وراءه متسائلين أي فيلم يكون فيه؟ أي ممثل؟ فينتهرنا مدرس الجمباظ واقفا بالشورت و النظارة السوداء: بس خلاص يا شطار! أوغلت أمي في نومها و أصوات "اسبارتاكوس" من طعان و صليل و قعقعات تترى دون أن يخرج لملاقاتها معادل بصري من سراديب ذاكرتي وءان خرج، فثمة شخص ليس من الفيلم في شئ ، أقول، شخص في ثياب أفرنجية يتجول تحت السيوف غير آبه لصليلها! وجدتني اتقلب هكذا لا أدري أي صفحة يأتيني فيها النوم، تتفلت مني الرؤى نحو زوايا غامضة لكنها ناضحة بمعان جديدة مستغلقة.
()
و خفتت الاصوات، بعثرها اشتداد الريح. أدركت من همهمات نائية و نداءات غائرة متداخلة أن حشد المشاهدين قد غادر دار العرض. لكنه لن يعود، بل هو مع اصدقائه القادمين من دور عرض أخرى، من العرضة، بانت و حي البوستة في برنامج أعرف بعض أسراره من بعيد، مسرحه تلك النجائل المسوّرة بنبات التمر هندي المشذّب بعناية من قبل البلدية و كانت هذه النجائل تفصل شطرى شارع العرضة و تشكّل منتزها غريب الوجه و التكوين. هنالك كانوا يتبادلون الآراء و الكتب أو خلاصتها وأغلبهم اذا عرفوا موضوع الكتاب شفاهةّ تحدثوا عنه حديث العارف المتمحص. هذه الكتب لم تكن في نظري الآ مصدر قلق و توترات فهي ءاما ثمار محرمة أو هي نادرة و متنازع على ملكيتها، يأتي الناس للسؤال عليها كسؤالهم عن طفل تائه ورغم كل هذا، فالواحد من هذه الكتب تراه قابعا على التربيزة فتحس له هيبة، بغض النظر عن حجم الفائدة التي يمكن أن تجنيها اذا أنت تجشمت فك رموزه، والمعرفة بهذه الكتب المتحركة عبر نجائل و حدائق أم درمان و حواريها بعد العاشرة مساء، تضعك في مرتبة متميّزة أو هكذا قالوا ولكن حافظ لم ير أميّز من مرتبة سربره فكان يضع الكتب تحتها، كلما سحبتها أمي، ظنا، أن مكانها الأرفف مع كتب والدي الصفراء، أسرع هو يعيدها تحت مرتبته مجنبا لنا كارثة أصطفاف التفاسير و السيّر النبوية مع أعمال ماركس و سارتر! و حالة حشر الكتب هذه كانت عند والدي،أصلا، يجعل بها الأوراد أقرب ماتكون اليه، تحت المرتبة، حتى تداخل لون صفحاتها الصفر مع مكونات نسيج مرتبته المبتلة بفضل هوايته في بخ الماء على جسمه!
()
خاطرآخر، يتعلق بقصة الكتب، أشرق علىّ فأرسل جفنيّ ينفتحان على سعتهما. أزحت عني غطائي محاذرا ألاّ يحيد عنقريبي عن "كوز" وضع تحت رجله لقصر فيها. وتحسست طريقي خارجا من الغرفة. كانت ليلة داجية خرجت لها النجمات كلها ودنا بعضها يسمعنني لغطا، لكن انفلات ذلك المذنب من خلفها جعلني أركض فزعا لادخل الغرفة الأخرى محتبس النفاس! وكان سريره في تلك الغرفة، التي أغاظني ءاتخاذه لها غرفة له بعد أن كانت مهملة، عنقريبا(3) ذو أرجل سمينة ملفوفة و مطلية بالجملكة عليه مرتبة قديمة، ثقيلة الوزن، عليها خرائط من ماء لكونه يتلكأ في ءادخالها من الحوش في الليالي المطيرة، مستمتعا بأحدى هواياته: معاقرة الرذاذ! الخاطر الذي هلّ عليّ و أرسلني، كمن يمشي في نومه، كان يقوم على فرضية أن الحل لأي معضلة يكون دائما هناك و ما على المرء الاّ أن يقوم يشوف حكايته! وأسرار هذا التحول الواضح في كلامه و اهتماماته، أسرار هذه المعرفة اليقينية عن ثورية سبارتكوس و ثورية المخرج الذي أختار أن يمجده،لابد أنها ترقد هنا، تحت هذه المرتبة، وفي كتاب ما.
()
وقفت فوق المرتبة أستجمع قواي و أصرف عن ذهني المخاوف بأن شيئا آخر ينتظرني تحت المرتبة من قبيل الثعابين و العقارب. أمني نفسي بمرأي كتب في طبعات بيروتيه على ورق حائل اللون، خشن و بأغلفة مصقولة ملوّنه، لها نفس تلك الرائحة الأثيرة التي كنت أشمها من كتب والدي الصفراء. لدهشتي، لم يكن تحت المرتبة أي كتب! لكأنهاءانقلبت ثعابين وأسرعت تختبئ في أركان الغرفة. كانت هنالك قصاصات بها أسماء وعناوين وهذه الورقة المنزوعة من مجلة وعليها قائمة باسماء ممثلين و مخرجين أمريكيين يقدمهم السطر الأول من الورقة على أنهم يساريين. لم يكن من بينهم، قال ليك، ستانلي كوبريك!! لماذا هو ليس بينهم وأين ذهبت الكتب؟ عدت الى مرقدي أدخرأسئلتي ليوم جديد.
(III)
أتاوا 1999
أيقظتني الممرضة بتحية الصباح وقالت: يمكنك الذهاب ا وكانت هي معي معلقة دمعة من جفنها بدت لائقة بأمر خروجي من المستشفى! ولم يك هنالك جليد على الطرقات! لم أمكث بالمستشفى حتى الربيع، طبعا، كلها ساعات حدث فيها انسحاب الجليد و ما أدراني؟ لعلها طبيعة الأشياء هنا! وكانت هي واجمة، تسألني وقد بدا لها أني بخير: هل أنت بخير؟ هنالك خبر هام! وطبعا كنت بخير. كانت هناك نشوة انقشاع الجليد واندحار ذ لك الطبيب الذي لم ير ما رأيت و لاسمع الاّ ما لم أسمع فأخلى سبيلي تقديرأ منه لبلاء حسن أبليته في موضوعة الصدمة الثقافية وعكسها. أما نتائج فحص كيمياء دمي فقد اتفقنا أنّ له أن يقرأها على ضوء أي علم آخر عدا الطب قلت لها معتقدا أنني أنقل لها أهم ما حدث: طبعا بخير. ولكن هل تعرفين؟ لقد مات شخص مهم! توقفت هي كأنما لتخفي نحيبا أنكرته دواخلي. قلت لها: مات شخص مهم جداوالله! سألتني وقد طغت الدهشة على ءارتعاشها: من؟ لوهلة تبينت وهم انقشاع الجليد فأسرعت أستدفئ بالقول: واحد صاحب حافظ أخي، مخرج سنمائي! لابد أن أكتب لحافظ! قاطعتني: - هذا غير ممكن بعد اليوم! تجاوزت عبارتها لمدالق دمعها فاذا بها أخاديد تلوى عبرها رجع سؤالي: - حافظ؟ أومأت لدمعها. تصدعت، وءانداح منها سائل الاحزان. قلت: يا الهي... متى حدث هذا؟ قالت: اتصلوا ليلة الامس... . حط نظري فوق صندوق بريد منتصب يقاوم هامه الجليد. تذكرت أنني طلبت من الممرضة أن تعطينى نسخة من مقال التأبين ذاك و لكنني نسيت أن آخذها. عدت أسألها والنفس تدرأ عن نفسها وطأ الفراق: - هل أنت متأكدة؟ حافظ؟ لقد كان معي ليلة الامس؟ بكيت وأنا أحكي لها ليلة معراجه تلك ويزداد ءاحساسي بما حولي من عصف و ضعضعة. و... كان الجليد باهرا وكنت أنت حاضرا وكانت الرؤى كذلك وليس بعد الآن ما أبثه اليك، ليس بعد الآن، سدت المسالك! حتى الردى سبقتني اليه، تعرفه وءان يقال عنك هالك(5)
------------------ كتبت في أتاوا 2003-1999
حاشية أولى: (1) العنوان ءاقتباس و ترجمة لعنوان مقال بالانجليزية (Unblinking Visions) في تأبين المخرج السينمائي ستانلي كوبريك. (2)ءاشارة ءالى رواية "جابر الطوربيد" لمحمود محمد مدني. (3) Eyes Wide Shut آخر أفلام المخرج المشار ءاليه أعلاه. (4)سرير. (5)أبيات كتبتها في نعي شقيقي حافظ مدثر.
حاشية ثانية بقلم السفير جمال محمد ابراهيم ـ لندن:
أخي مصطفى مدثر . . كلا ، لا تقل لي إنها قصة قصيرة ! بل هي قطعة من قلبك العامر بالإلفة والتوادد ، المسكون بالفجيعة بين سطر وآخر ، المزهو بالحزن زهو الطواويس بتيجانها... كلا . . لا تقل لي إنها قصة قصيرة فحسب..! إنها بكائية طويلة تتمطى على بساط سنوات الستينات من قرن مضى ، بأيامه الزاهيات المؤتلقات في أمدرماننا تلك التي تعرف... لا . لا تقل لي قصة قصيرة و أنا أرى في مراياها بهاء أيامنا تلك ، وتقافزنا بين الأزقة الضيقة في مدينتنا الحبيبة ، عند مدرسة النهضة الوسطى ، قبالة قصر سلاطين باشا ، أو رواحنا إلى حصة الجمباز في ميدان الخليفة فجر شتاء بارد...ثم حافظ...هذا الذي أحببته كأخ كبير ..في تلكم الأيام التي ما كان ظننا أنها آفلة ذائبة.. بقراءاتنا المتطفلة لمتون كتب ، نفقه أو نستوعب أقل من ربع محتواها .. يحدثنا أستاذ عمر علي أحمد في حصة اللغة العربية عن تيمور و نجيب محفوظ .. وقصائد للعقاد في سبعينه ، أتذكر ذلك ..؟ و كنا وقتها دون بلوغ سن الحلم فتأمل ، وبيننا صديقنا في الصف يحي ، متزوج وله ذرية..!.. ثم حافظ ، بيننا وبين اللحاق به عامان ، يحبنا و نحبه بحميمية جاذبة ، أنت و هاشم الخير وعبد المجيد و خالد ساتي و صلاح وأنا . نلمح بعينيه بعض عالم يحيط بنا ، نتسقط منه الأخبار و النوادر ، الكتب و أفلام السينما ، العرضة و بانت و سينما الوطنية .. ولم تكن سينما أمدرمان بعد قد شيدت ، بعد أن صارت برمبل أثرا بعد عين .. كلا .. لا تقل لي هي قصة قصيرة و حافظ فيها .! كان يتقدمنا في الصف ، و لكنه كان الأقرب في نظرنا إلى أستاذ السر –أصغر الأساتذة سنا في مدرسة النهضة – أو الأستاذ حمدي بولاد..! كان حافظ يكبرنا بسنين قليلة ، لكن ذلك الزمان ، يكاد الواحد فينا أن يسجد احتراما لمن رأى الشمس قبله ، لا مثل فعل بعض صبية اليوم في الخرطوم ، رشاشاتهم على أكتافهم يذلونك –رغم شيبك –إن لم تكن بطاقتك الشخصية في جيبك..! و لكن ، قل لي متى ودع حافظ الفانية.. و كيف ؟ نعم ، أخي مصطفى ، توزعتنا الرقع الجغرافية أيدي سبأ ، و تداعت ذكريات الذكريات هباءا منبثا ، ولكن حين يكون الود جوهرة ثمينة ، لامعة و براقة ، لا أحسب أن الأيام الحالكة ستقبرها ، لكنها ، إن نفض الريح غبارها ، يتجلى بهاؤها . تلكم هي ذكرى حافظ عندي . سعدت سعادة كبرى بعد الذي قرأت لك في سودانايل ، فهذا عمل إبداعي يتجاوز حدود الروعة و الجمال .. الجليد و كوبريك و الليالي الباردة في مستشفيات أوتاوا ، ثم تداعي ستينات قرن مضى ، لكن شظاياه باقية في دواخلنا ، ثم حزنت حزنا كبيرا أن حافظ .. ليس هناك . يأبى قلمي أن يخط الكلمة الناقصة القاسية ، فلنقل : ليس هناك .. هذه هي دنيانا: كل جميل فيها إلى ذهاب .. وتبقى القصص القصيرة الحزينة.. لك ودي ، أخي مصطفى....
لندن - سبتمبر 2003ّ *
(عدل بواسطة mustafa mudathir on 09-14-2003, 01:57 AM) (عدل بواسطة mustafa mudathir on 09-14-2003, 03:17 AM) (عدل بواسطة mustafa mudathir on 09-14-2003, 03:22 AM) (عدل بواسطة mustafa mudathir on 09-14-2003, 03:44 AM) (عدل بواسطة mustafa mudathir on 09-15-2003, 04:00 AM) (عدل بواسطة mustafa mudathir on 09-18-2003, 08:39 PM) (عدل بواسطة mustafa mudathir on 10-08-2003, 07:18 AM) (عدل بواسطة mustafa mudathir on 11-21-2003, 03:19 AM) (عدل بواسطة mustafa mudathir on 11-21-2003, 03:41 AM) (عدل بواسطة mustafa mudathir on 11-24-2003, 00:17 AM) (عدل بواسطة mustafa mudathir on 11-24-2003, 00:17 AM) (عدل بواسطة mustafa mudathir on 12-25-2003, 11:26 PM) (عدل بواسطة mustafa mudathir on 12-25-2003, 11:32 PM)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رؤى لا تطرف لها عين (Re: mustafa mudathir)
|
رائع رائع يا أبوطارق حقيقة لقد تجاوزت الروعة ذاتها عمل ممتع بمعنى الكلمة ألا رحم الله أخانا وصديقنا وجارنا المتفرد حافظ مدثر ، ورحم الله ليالي أمدرمان وصباحاتها المشرقة والتي لا يحلو ذكرها إلا بذكرى حافظ مدثر الذي تجده بين تداعيات عثمان حامد وخلف تصاوير كمال الجزولي وفي عمق حكايات شوقي بدرى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رؤى لا تطرف لها عين (Re: عاطف عبدالله)
|
نداء إلى الأساتذة عبد الجبار عبد الله ود. حسن الجزولي وأشراقة مصصطفى ودز أبكر آدم وعجب الفيا وبقية الأخوة النقاد أن يتناولوا هذا العمل الفني بالنقد والتمحيص وأن لا يتركوه يمر مرور الكرام إلى الصفحات الخلفية دون أن يستمتع به قراء المنبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رؤى لا تطرف لها عين (Re: عاطف عبدالله)
|
نداء إلى الأساتذة عبد الجبار عبد الله ود. حسن الجزولي وأشراقة مصصطفى ودز أبكر آدم وعجب الفيا وبقية الأخوة النقاد أن يتناولوا هذا العمل الفني بالنقد والتمحيص وأن لا يتركوه يمر مرور الكرام إلى الصفحات الخلفية دون أن يستمتع به قراء المنبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رؤى لا تطرف لها عين (Re: عاطف عبدالله)
|
!!أشكرك يا عاطف حتى تستغيث (و لات حين مغيث . كنت في سفر ليومين .نقاد? النقاد ما طوالي فارزين عيشتهم مننا! لكنهم مدعوون للقراءة بالمناسبة تحصلت على روايتك من حيدر بعد أن سافرت للسلام عليه و طبعا رواية جيدة و صالحة تماما و سأكتب .عنها قريبا الشكر موصول للشريف و خقانية و ودالسافل الذي لم ينفعني البروفايل بتاعه في معرفة من هو مصطفى مدثر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رؤى لا تطرف لها عين (Re: ودالسافل)
|
عزيزي مصطفى
بحميمية وشغف قرأت "رؤى لا تطرف لها عين " وحقيقة أدهشتني معظم أعمالك السابقة يغلفها ضباب الرمزيه ويدثرها الغموض وهكذا منحى الكتابة التجريدية أما في هذه الرؤى التي كتبتها عن مصطفى مدثر الطفل والصبي والرجل والإنسان فقد تكاملت لها كل عناصر الروعة من فنتازية وتجريد وواقعية خيالية وسلاسة في الحكي لا يقدر عليها إلا كاتب متمرس مثلك تماما، لا ادري لماذا أحسست وأنا بين سطورها بأنها مشروع رواية طويلة ولكن كما يقول أخواننا المصريين الحلو ما يكملش !!
لا يوجد عنصر للصدفة ولوي عنق الحدث فيها بل كل حرف وكل كلمة وكل عبارة كأنما كتبت نفسها بنفسها والتداعيات المدهشة للأحداث وتلك البداية القوية التي تقول فيها ... " عندما عرفت كيف أخطو على الجليد و في جيبي ضمانات ضرورية أوصاني بها رجال الهجرة، حجلت مثل غراب أحوّل على طرقات مزججة حتى تعثرت على أعتاب مكتبة المدينة العامة"
وتلك التداعيات الفذة لحضور العقل الباطن ولعب دوره جنبا بجنب العقل الصاحي أو الواعي في عملية السرد
" أذهلتني مكتبة المدينة فعلا. و لكن الدوار أتاني من ناحية حضور أم درمان في قلبها " حتى القصيدة لا تحس بأنها مقحمة بل كأنها ألفت وكتبت بنفس أحساس ونَفْسّ القصة القصيرة الطويلة
كان الجليد باهرا وكنت أنت حاضرا وكانت الرؤى كذلك وليس بعد الآن ما أبثه اليك، ليس بعد الآن، !سدت المسالك حتى الردى سبقتني اليه، تعرفه وان يقال عنك هالك أتعلم ما هو أجمل ما في هذه القصة هو أنك لا تملها وتتغلغل فيك تفاصيلها تماما وتحسسك بأنك جزء منها وهي جزء منك وبعد أن تنتهي من قراءتها تظل أحداثها معلقة فيك فلك الشكر ياصديقي ومزيد من الأبداع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رؤى لا تطرف لها عين (Re: mustafa mudathir)
|
استاذ مصطفي لك الشكر علي هذا العمل الرائع الذي مثله مثل كل اعمالك يغرقنا في متعة دون نهاية من خلال الحكي الجميل بلغته البالغة السلاسة وعفوا لأنني كنت مسافرا لبضع ايام فلم اقرا النص الا اليوم لك بالغ مودتنا وامنياتنا الطيبة ،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رؤى لا تطرف لها عين (Re: ahmad almalik)
|
!شكرا يا ملك أسمح لي أن أواصل عبر ردك مع الأخ عاطف حول حضور السينما .كمحور اساسي في القصة وذلك بعد قليل مصطفى مدثر ملحوظة أعتقد أنني أفتقد يحيى فضل الله و حسن الجزولي وقد علما .مني عن الصعوبة التي عانيتها في كتابة هذه القصة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رؤى لا تطرف لها عين (Re: Agab Alfaya)
|
مرحب يا عجب و يهمني رأيك جدا و انت ايه أخبارك؟ و بالمناسبة انت عايش (موجود) وين؟ لدي حديث ابحث عن جدواه في مسألة ظهور أعراض مابعد الحداثة في سودان الستينيات و ما بعدها أجد أنه يشكل خلفية لهذا العمل سانشره في هذا البوست. امكن مساء اليوم الثلاثاء فشكرا مرة أخرى مصطفى مدثر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رؤى لا تطرف لها عين (Re: mustafa mudathir)
|
صديقي مصطفي مدثر عارم الود ولاشواق واشهد انني قد هزني هذا النص القصصي الحريف اطربني التنقل في نسيج الزمن الدرامي بين امدرمان ـ جغرافيا الروح ـ وذلك الجليد المتربص خلف الابواب الذكية و يا مصطفي استطعت ان تسيج ذلك الحزن الكثيف بكتابة شفيفة ورفيعة الله يديك العافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رؤى لا تطرف لها عين (Re: Yahya Fadlalla)
|
abulya!! أولا ليك وحشة بتطاول شديد بتحاول تضاهي اشواق ابنك !درش ليك تانيا طلتك رفعت عدد قراء البورد بشكل درامي كونك ذا جمهور مشهود
introvertان شاء الله تعجبهم الكتابة المتجهةالى الداخل !extrovertو أنت بارع في ال .كيف هملتم والاصدقاء و الكيدز تحياتي لهم أجمعين .Awad koberارجو اهداء هذه القصة الى mustafa mudathir
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رؤى لا تطرف لها عين (Re: mustafa mudathir)
|
اهلا وسهلا اخ مصطفي وشكرا لك للمرة الثانية علي هذه القصة الجميلة انا مختلج بالامارات-دبي ستجد عنواني الالكتروني بالبروفايل تجدني في انتظار حديثك عن الحداثة ومابعدها في السودان فهو موضوع ذو شجون كما يقولون ولا ينقضي وطر الحديث فيه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رؤى لا تطرف لها عين (Re: Agab Alfaya)
|
يحي فضل الله عبده عبد الله " عجب الفيا" ما جاء منكم غير المرتجى والأمل في كتابة تملأ العين بحجم أقلامكم هذه القصة تستحق وقفه أطول وتأني أكثر ومن ثم تعليق يليق بأسمائكم ننتظر منكم الكثير اليوم كنت في محادثة مع عبد الجبار عبد الله حول القصة " وهو بالمناسبة مريض فأدعوا له بالشفاء " ووعد بقرائتها حالما يتسنى له والتعليق عليها حتى اللحظه لا أدري ما شدني لهذه القصة وأياك يا مصطفي أن تظن بأنها علاقتنا الأليفة .... أبدا .. فما أكثر ما نشرت عبر البورد وسواه وما أشح تفاعلي .. لكن كما ذكرت
(يا سلام عليك يا عاطف انت خلي بالك زي شايف شوفي ذاتو في القصة دي و لكن ما تزعجك مسألة غياب
تعرف يا أبو طارق أنا فعلا شايف شوفك ذاتو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رؤى لا تطرف لها عين (Re: mustafa mudathir)
|
مصطفى ! .. حسدتك عديل كده ! .. بحثت اصلا عن القصه بعد ان سمعت بها من منى وعاطف , ولم اعثر عليها من بين ركام الارشيف , حتى وجدتها الآن صدفة امامى , فدخت معها عديل وحسدتك تانى وتالت ! ة
ياخى .. ستانلى كوبريك مات ؟ ة ولكن لا ! حزنى لم يكن عميقا فحسب , بل كان ذا مناخ استدعائى يجعلنى أسأل أطياف الذاكرة :- هل علم حافظ بموت صاحبه هذا ؟ ة
ثم التمهيد للتداعى فى مدخل القصه والراوى يدلف لمكتبة المدينة والذى تظهر فيه طرائق واساليب القطع السينمائى المستخدم ببراعة لاتخطئها العين واظنها مقصودة لذاتها طالما ان المقام يحتشد بأبطال وجمهور سينما امدرمان الستينات ! ة
ثم يتشابك التداعى من مكتبة المدينة الى الطبيب ومساعدته حيث يتحول حزن الراوى الى ( اعتمال سيربك مقاصد هذا الفريق الطبى وربما سيحدث تحولا جذريا فى مسار علاجهم ) ! , فاستدعاء لأصداء خبر الرحيل فتتعدد الاسماء والرحيل واحد ! , ويتتالى التداعى عبر تصوير وقائع الذاكرة التى افسحت المجال لفحص الوقائع من مهابطها ! ة
انفتح الزمان على كوة نرى عبرها امدرمان الستينات , وعبر الغرفة الكابية التى يعبرها الوغى خلال النافذة الطينية , وموسيقى دار السينما تمتطى رياح شتاء الشارع (الشاقى الترام) ! , مع السبعة العظام وكيرك دوجلاس محرر العبيد , ففى آخر الفيلم دائما ما تكتب الاسماء ! , .. وعبر الدهليز الموحش الطويل الى حضن البيت وامانه
ومن مكتبة المدينه الانيقة الفخمة (أبهية فخيمة وأقبية عليمة , ( ... ) فأنت حينا واقف على مستوى الصحائف وحينا آخر عيناك ترفان لعناوين أثيرة فى الروايات واللطائف , أمشاج من المسموع والمقروء و ...المحسوس
ثم انتقال مدهش بنفس لغة السينما وجميع ادواتها الى تلك النجائل فى امدرمان وحواريها بعد العاشرة مساء ذات الثمار ( المحرمة النادرة والمتنازع علي ملكيتها )! , وحافظ لم ير اميز من مرتبة سريره لدس الكتب تحتها
قصة تستدعى ذكرى الرحيل كأبلغ ما تكون فيه الذاكرة الامارة بالحنين فى كل منعطف وحين ! ,كل ذلك فى تداخل ممتع وجميل تتداعى فيه اكثر من رؤية وموقف وزمن ومكان , فمن صقيع اورباالذى يشحن العظام بالأسى قبل الصقيع الى شتاء امدرمان الذى يشحن شوارع المدينة الوادعة بالوحشة قبل ان يدلف الى الابدان ! , ومن مكتبات مدن اوربا الفارهة العمران والمجلدات الى ستينات المدينة بأسراركتبها المحرمة والنادرة والمتنازع على ملكيتها جنبا الى جنب مع اورادها ومجلداتها الصفراء المحفوظة بعناية فائقة تحت الالحفة البالية
قصة قصيرة خرجت منها بعد القراءة متأملا حقيقة السؤال الذى طرحه مدثر حول تأثير المعرفه بشكلها العام والمفتوح على الحداثة والاستنارة من جيل المدن الكبيره فى السودان, وادعو مع مصطفى وعاطف كل النقاد المتخصصين بالبورد لقراءة هذه القصه الجميله لكى نستنير بآضاءاتهم حولها
ياخى .. استانلى كوبريك مات ؟!ة وأطرقت حزينا ومعتملا بأشياء أخر ! ة ورحت اردد عبارة حافظ الآثيره :- ة قال ليك استانلى كوبريك ! ة
نعم ففى آخر أى الفيلم دائما ما تكتب الآسماء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رؤى لا تطرف لها عين (Re: Rawia)
|
! كيفك يا راوية و... انت الرئعة المرأة هي أجمل المخلوقات طبعا و جمالها لا يمكن تحديده في !العيون لكن لما هي تنسى الحقيقة دي بيكون هنالك مشكلة أشكرك و تحياتي مصطفى مدثر !جمال عينيك عاد يعمينا...أبو عركي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رؤى لا تطرف لها عين (Re: abuguta)
|
!أبقوته ما بعرف من أبقوته الا جمال عبد الناصر ادريس و عبدالعظيم أخوه كان ما خانتني الذاكرة و امكن برضو !القاص صلاح الزين لكن اسمك دا حقنا عديييل الغريبة ود أخوي الذي يحمل نفس اسمك برضو قرا في الهند !وعموما أنا عمو فعلا و أتشرف بي دخلتك على هذا البوست
upمنذر نقدالله حبابك و شكرا على ال مصطفى مدثر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رؤى لا تطرف لها عين (Re: Walid Safwat)
|
Hi Walid? First of all how are you? I think I know your name! Do you mean the article about the director? If that is what you mean, I have the page cut from a second class Canadian magazine called Maclean. It actually republishes some US articles. I will try to email it to you, but I can't really promise to do this very soon! However I need to make sure that you will not expose me as palgirizing. The writer can sue me for not taking permission to use his article's title. Not a good joke, right? But, may I ask, are you a cinema person, like are you a film maker or student or what? You can choose not to answer the last question! You are welcome to my post! mustafa mudathir
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رؤى لا تطرف لها عين (Re: mustafa mudathir)
|
Thank you Dr. Mustafa,
I was refering to the رؤى لا تطرف لها عين short story not the magazine. I understood that the original was in English. It seems that I was wrong.
I am not a cinema person. I consider myself a dramatist. I write produce and direct ameture productions(with no visible activity in the last five years). You may have mistaken me for my younger brother Mohammed who just graduated with a degree in cinema and television from San Fransisco State University.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رؤى لا تطرف لها عين (Re: Walid Safwat)
|
مشكاة علي البحر الحزين تنسرب إليك منها ..قهقهات المهربين وانعتاقات الملح من شبق الرطوبة النوارس تهرب من رائحة القهوة الرديئة التي وضعت جسدك قبالتها أين منك عبق إلبن تحمله اللواري ..من مهبط الشمس عبر دروب المحل ؟؟
ده في حالة كوني بتاع مشاكل ..اجيب ليك كلام قلتو زمان سنة تلاتة وتسعين وأزرزرك بيهو في الفين وتلاتة وبرضو فيهو قهقهات ..يعني النص..التحت والنص الفوق حلالك .. يعني قندولي عديل وعندك بهائم في ضهر بيتكم.. وأنا أطلع بي قد الدهشة .. بالمناسبة .. قريته الايام الفاتت كتير خلاص ..كانت موضوعي عديل كده .. تاني لقيت ليك حاجه ..
Quote: حجلت مثل غراب أحوّل على طرقات مزججة حتى تعثرت على أعتاب مكتبة المدينة العامة |
الكلام ده كلو طبعا قبل زاوية الصينية ..احتمال أكون جمب الدايات .. وكان الدوشة راحت ...برجع لي الزاوية دي ..
(عدل بواسطة tmbis on 10-05-2003, 05:54 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رؤى لا تطرف لها عين (Re: aba)
|
مرحب يا أبا و شكرا على فتح قناة التواصل. أعدك بمزيد !من النصوص، اذا حبيت تمبس زاغ من المناقشة. قول ليهو الهرولة البوردية (التي يبدو أنها أصل عبارة بردبة السودانية!) لا تسمح لأحد !بالتباطؤ في الرد mustafa mudathir
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رؤى لا تطرف لها عين (Re: mustafa mudathir)
|
الصديق مصطفي مدثر استغرقتني تماما
منعني الغياب من متعة الدخول الي هذه اللوحة وقد عرفتك قبلها في ابداع قربك الي النفس .ارهقتني اللوحة وانا اطارد الوانها هبوطا وصعودا فأحسستك خلف كل الحروف مزيجا من الحزن والفرح والحنين والغربة والحاضر والماضي ايضا.لست يناقد ولكن بطربني حرفك حد العمق لك الود والشكر وانت تهدينا من الابداع اروعه مع الامنيات
عبدالله جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
|