دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
تطرقت في بوست سابق فتحه الزميل الأستاذ الطيب شيقوق، من وحي مقال كتبته تحت عنوان " ظلال وأشجان" ، لماغنا كارتا او وثيقة العهد الاعظم.وعلقت آنذاك بأن " وثيقة بهذه الخطورة والأهمية في إلهام الشعوب وإثارة نزوعها نحو التحرر جديرة ببوست خاص بها". وكان تقديري أنها اكبر من أن يتم تناولها بالتحليل او التعليق في سياق بوست، ولو كان ذي صلة!. لذا رأيت ان افرد لها بوستا منفصلا.!
وافر تقديري.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
ماغنا كارتا كلمة لاتينية تعني " الميثاق الأعظم" وتعتبر من أهم الوثائق التي أطرت للحقوق الإنسانية وحجمت شطط الملوك الذي جسَده "مبدأ الحكم الإلهي" (The divine rule) وأرست مبادئ قانونية قام عليها الفقة الدستوري. وأحسب أنه لو لا ماغنا كارتا لصعب علينا تصور إقدام فيلسوف التنوير شارل مونتسكيو على الإتيان بنظرية " الفصل بين السلطات " والتي لا تستقيم أية تجربة ديموقراطية بدونها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
" قصة الميلاد " بنهاية القرن الثاني عشر وبداية الثالث عشر كان المجتمع الإنجليزي لا زال يرزح تحت نير نظام الإقطاع. وكانت طبقة النبلاء على الرغم من أنها اكثر الطبقات إستفادة من هذا النظام الجائر، إلا أنها لم تكن راضية كل الرضا، ذلك أن نظام الجبايات الذي تم فرضه لدعم المجهود الحربي لمغامرات ريتشارد قلب الاسد ضد صلاح الدين الايوبي و فيليب أغسطس ملك فرنسا و الفدية الضخمة التي طلبها إمبراطور روما هنري لفك الملك ريتشارد إثروقوعه في الأسر قد أثقل كاهلها بمثلما، أثقل كاهل الرعية،حيث بلغت الفدية التي طلبها الإمبراطور هنري 65 الف جنيه من الفضة، وكان ذلك لوحده يساوي ضعف الدخل السنوي لإنكلترا آنذاك!.
وافر المودة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
يعتبر "الميثاق العظيم" المعروف باسم ماغنا كارتا (Magna Carta) أول دستور مكتوب في التاريخ الحديث. وصدرت مسودة هذه الوثيقة عام 1214.... المضحك في الامر ان صادق عليها الملك جون لاكلاند عام 1215. ويلقب الملك جون لاكلاند John Lackland "جون بلا أرض" (1166-1216) لأن الفرنسيين استولوا على ميراثه من الأرض. وتنظم وثيقة ماغنا كارتا العلاقة بين القوى الرئيسية الثلاث في إنجلترا، وهي الملك والبارونات والكنيسة. وتلزم هذه الوثيقة الملك بالقانون الإقطاعي وبرعايه مصالح النبلاء...ومما لا شك فيه ان الاسلام دين يعترف بمفهوم حقوق الانسان منذ الازل ، وقد سبق بذلك الميثاق البريطانى المشهور بحوالي 600 عام.....ّّّ!!!!!
وفي الاسلام الحنيف, جميع الناس متساوون في اصل الكرامة الانسانية وفي اصل التكليف والمسؤولية من دون تمييز بينهم بسبب العرق أو اللون أو اللغة أو الجنس أو المعتقد الديني أو الانتماء السياسي أو الوضع الاجتماعي أو غير ذلك من الاعتبارات.... (منقول)...
نحن كمسلمين بلا فخر نستبق بمفهومنا الديني الكثير من الحضارات الانسانيه في كثير من المحاور التي تنظم شؤون الفرد وترعى مصالحه...
سأعود لاحقا الى هذا البوست الجميل .. شكرا اخي وارقد عاااااافيه...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: فيصل محمد خليل)
|
Quote: يعتبر "الميثاق العظيم" المعروف باسم ماغنا كارتا (Magna Carta) أول دستور مكتوب في التاريخ الحديث. وصدرت مسودة هذه الوثيقة عام 1214.... المضحك في الامر ان صادق عليها الملك جون لاكلاند عام 1215. ويلقب الملك جون لاكلاند John Lackland "جون بلا أرض" (1166-1216) لأن الفرنسيين استولوا على ميراثه من الأرض.
وتنظم وثيقة ماغنا كارتا العلاقة بين القوى الرئيسية الثلاث في إنجلترا، وهي الملك والبارونات والكنيسة. وتلزم هذه الوثيقة الملك بالقانون الإقطاعي وبرعايه مصالح النبلاء...ومما لا شك فيه ان الاسلام دين يعترف بمفهوم حقوق الانسان منذ الازل ، وقد سبق بذلك الميثاق البريطانى المشهور بحوالي 600 عام.....ّّّ!!!!!
وفي الاسلام الحنيف, جميع الناس متساوون في اصل الكرامة الانسانية وفي اصل التكليف والمسؤولية من دون تمييز بينهم بسبب العرق أو اللون أو اللغة أو الجنس أو المعتقد الديني أو الانتماء السياسي أو الوضع الاجتماعي أو غير ذلك من الاعتبارات.... (منقول)...
نحن كمسلمين بلا فخر نستبق بمفهومنا الديني الكثير من الحضارات الانسانيه في كثير من المحاور التي تنظم شؤون الفرد وترعى مصالحه...
سأعود لاحقا الى هذا البوست الجميل .. شكرا اخي وارقد عاااااافيه... |
العزيزة دكتورة داليا تحياتي الصوادح سرني جدا مرورك الدسم واعجبني بشكل خاص توصيفك لـ " ماغنا كارتا" والملك جون ومقارناتك اللماحة ما بين " ماغنا كارتا" وما راكمته الحضارات الأخرى.. كوني بقرب فوجودك ثراء وإثراء للبوست.
وافر تقديري وإحترامي،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
العزيز الفاتح ميرغني (توقفت عن مخاطبتك بالابن! وأنت تتطرق لمثل هذه الموضوعات الكبيرة والجادة)
لك التحية والتهنئة وأنت تتناول هذا الميثاق المرتبط بالجذور التاريخية للدساتير الديمقراطية، ولقضايا الحريات وحقوق الإنسان التي أصبحت هي روح القرن الحادي والعشرين، ومحور نضالات شعوب العالم، وهي تنفك من أسار الأنظمة الشمولية والدكتاتورية، ماضية في ثوراتها المخملية نحو المستقبل الحر. هذه تحية عجلى.. وآمل أن أشاركك بالكثير من التعليقات.. الشكر لك لنفاذك إلى العمق الفكري لهذا الموضوع ذي الأهمية الكبيرة. محبتي عبد المنعم خليفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: Abdul Monim Khaleefa)
|
Quote: المسنوح الفاتح ميرغني ماغنا كارتا دي على وزن اكونا متاتا ? ازيك يا راجل متابعين |
كبير المسانيح بالإنابة باشمهندس فيصل. تحياتي وحمدلله على السلامة مرة ثانية. ياخي توريني اللوحات العجيبة ديك مرة واحدة وتختفي؟. "أكونا متاتا" دي إلا أرجي المسنوح الأكبر داك يجي يشرحها لينا.
صادق الود والمعزة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: حبيب نورة)
|
Quote: العزيز الفاتح ميرغني (توقفت عن مخاطبتك بالابن! وأنت تتطرق لمثل هذه الموضوعات الكبيرة والجادة)
لك التحية والتهنئة وأنت تتناول هذا الميثاق المرتبط بالجذور التاريخية للدساتير الديمقراطية، ولقضايا الحريات وحقوق الإنسان التي أصبحت هي روح القرن الحادي والعشرين، ومحور نضالات شعوب العالم، وهي تنفك من أسار الأنظمة الشمولية والدكتاتورية، ماضية في ثوراتها المخملية نحو المستقبل الحر. هذه تحية عجلى.. وآمل أن أشاركك بالكثير من التعليقات.. الشكر لك لنفاذك إلى العمق الفكري لهذا الموضوع ذي الأهمية الكبيرة. محبتي عبد المنعم خليفة |
* أستاذنا عبد المنعم تحياتي كلماتك وشاح يزيَن صدري كما تزيِن صدر السماء الأنجم! You rendered me speechless
في إنتظار مشاركاتك الثرة العميقة.
وافر محبتي وإحترامي،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
سلامات بوست موفق "الماغنا كارتا" ارست قاعدة لنيل الحقوق ليت يكون هناك اسقاط على ما آل إليه حال القضاء على مر العصور مثلا، حال الشريعة الاسلامية منذ عهد الخلافة الراشدة وحتى الان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
Quote: سلامات بوست موفق "الماغنا كارتا" ارست قاعدة لنيل الحقوق ليت يكون هناك اسقاط على ما آل إليه حال القضاء على مر العصور مثلا، حال الشريعة الاسلامية منذ عهد الخلافة الراشدة وحتى الان |
سلامات يا مان ربما نعقد بعض المقارنات لاحقا في هذا الشأن عند التطرق لنصوص الماغنا كارتا.
شكرا على المرور والتعليق.
وافر تقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
الأصدقاء الأعزاء.. في البداية وجدته أمراً مثيراً للدهشة أن أرى "الماقنا كارتا" عنوانا لبوست في المنبر العام لسودانيز أونلاين ! وذلك رغم ثقتي في المقدرات الفكرية العالية للأخ الفاتح ميرغني التي تجعله مؤهلاً تماما لتناول مختلف الموضوعات الثرية التي يمكن أن تتفرع من هذا الموضوع. سبب الاندهاش أن العنوان مستمد من لغة أجنبية، بل هو مغرق في أعجميته، إذ أن جذور العبارة ترجع إلى اللغة اللاتينية القديمة! تساءلت ما لعزيزنا الفاتح يرجع بنا إلى أعماق التاريخ ويختار هذا العنوان الأكاديمي الذي ربما يثير رغبة عدد محدود من القراء، في وقت يجيد فيه الكثيرون في هذا المنبر فن اصطياد القراء وجذبهم من خلال اختيار العناوين المثيرة!.. ولا شك أن الجميع يعرف نماذج متعددة لمثل تلك العناوين التي أعنيها! والتي يتمخض الجبل بعدها ليلد فأراً.
لا عجب إن كان هذا العنوان الأعجمي قد جعل صاحب البوست عرضة لتعليقات ساخرة ، مثل تعليق الأخ فيصل مهمد هليل! (أرى أن اعتقالي في مظاهرة أهالي حلفا التاريخية عام 1961م يعطيني الحق الدائم في توجيه مثل هذه الدعابة بحرية للأخ فيصل، ولجميع أصدقائي الإسفيريين الآخرين كذلك.. أبو بكر ومنان وزمراوي وكل أفراد القبيلة من أصحاب الأمجاد الكوشية العظيمة!).
فكرت في العنوان البديل المناسب الذي كان يمكن للأخ الفاتح اختياره لتناول الموضوعات ذات الارتباط بالديمقراطية (من خلال كتاباته الهادفة المرتقبة، وما تثيره من حوار مطلوب خاصة في هذه الأوقات التي يكثف فيها شعبنا النضال لإرساء أركان ديمقراطية راسخة ومستدامة).. بدت لي بعض العناوين مثل: "الجذور التاريخية للديمقراطية" أو : "الديمقراطية وحقوق الإنسان .. التاريخ والمستقبل". أما إذا جنحنا إلى أساليب الإثارة واصطياد القراء! فيمكن أن نفكر في : " ديمقراطية وستمنستر والشرعية الثورية"!.. أم يا ترى أن صاحب البوست رأى أن هذا الغموض والأعجمية والأكاديمية المحيطة بالعنوان أكثر إثارة للفضول؟!
بعد هذه الدعابة، أكرر تهنئتي للأخ العزيز الأستاذ الفاتح ميرغني على هذا المدخل الرحب الذي اختاره لبدأ الحوار حول الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والقضايا الأخرى ذات الصلة التي تبلورت من خلال مسيرة الفقه الدستوري عبر التاريخ. وما يهمنا أكثر هو إسقاط كل ذلك على حالة بلادنا وبحث مستقبل الديمقراطية فيها، وإمكانية استدامتها، مع مسلسل الانقلابات العسكرية التي طبعت تاريخنا الحديث، (ومع بعض الانتهاكات لمبادئ الديمقراطية التي جرت حتى في العهود الديمقراطية!).
سوف يكون نهجي في ما أنوي إبداءه من تعليقات من خلال هذا البوست هو عدم الاستغراق في تفاصيل التاريخ الإنجليزي القديم .. فبعد تقديم التعريف والخلفيات المناسبة للمبادئ الأساسية التي اشتمل عليها هذا الميثاق (ماقنا كارتا) ، ننطلق مباشرة إلى تناول الموضوعات المرتبطة بالتطورات اللاحقة في الفقه الدستوري وفي أسس الديمقراطية..مثل الفصل بين السلطات، والعقد الاجتماعي.. ألخ . ومراعاة لطبيعة المنبر ومزاج الأعضاء لا أميل إلى الكتابة المطولة، وإنما تقديم المعلومة بقدر المستطاع في كبسولة أو، كما يقولون، في nut shell . كذلك أنوي أن أطلب من صديق قانوني - غير عضو بالمنبر- أن يقدم مداخلات موجزة عن الدساتير السودانية منذ الاستقلال، إذ سبق له تقديم محاضرة بذلك العنوان في النادي الاجتماعي للجالية السودانية بمسقط. محبتي عبد المنعم خليفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: Abdul Monim Khaleefa)
|
عاليـــــــــــا وفوق... شكرا...اخي الفاتح.. بوست..دسم..و ذي فائدة كبيرة,دعونا نقرأ علنا نتعظ و نفهم,ونعمل شئ.. مادة هذا البوست..تهمنا نحن كسوادنيين وخاصة في هذا الزمن,,والحقبة العصيبة في تاريخ السودان, فلعل التاريخ,,يعلمنا بعض الشئ.. لك كل الاحترام.. هواري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
Quote: الأصدقاء الأعزاء.. في البداية وجدته أمراً مثيراً للدهشة أن أرى "الماقنا كارتا" عنوانا لبوست في المنبر العام لسودانيز أونلاين ! وذلك رغم ثقتي في المقدرات الفكرية العالية للأخ الفاتح ميرغني التي تجعله مؤهلاً تماما لتناول مختلف الموضوعات الثرية التي يمكن أن تتفرع من هذا الموضوع. سبب الاندهاش أن العنوان مستمد من لغة أجنبية، بل هو مغرق في أعجميته، إذ أن جذور العبارة ترجع إلى اللغة اللاتينية القديمة! تساءلت ما لعزيزنا الفاتح يرجع بنا إلى أعماق التاريخ ويختار هذا العنوان الأكاديمي الذي ربما يثير رغبة عدد محدود من القراء، في وقت يجيد فيه الكثيرون في هذا المنبر فن اصطياد القراء وجذبهم من خلال اختيار العناوين المثيرة!.. ولا شك أن الجميع يعرف نماذج متعددة لمثل تلك العناوين التي أعنيها! والتي يتمخض الجبل بعدها ليلد فأراً.
لا عجب إن كان هذا العنوان الأعجمي قد جعل صاحب البوست عرضة لتعليقات ساخرة ، مثل تعليق الأخ فيصل مهمد هليل! (أرى أن اعتقالي في مظاهرة أهالي حلفا التاريخية عام 1961م يعطيني الحق الدائم في توجيه مثل هذه الدعابة بحرية للأخ فيصل، ولجميع أصدقائي الإسفيريين الآخرين كذلك.. أبو بكر ومنان وزمراوي وكل أفراد القبيلة من أصحاب الأمجاد الكوشية العظيمة!).
فكرت في العنوان البديل المناسب الذي كان يمكن للأخ الفاتح اختياره لتناول الموضوعات ذات الارتباط بالديمقراطية (من خلال كتاباته الهادفة المرتقبة، وما تثيره من حوار مطلوب خاصة في هذه الأوقات التي يكثف فيها شعبنا النضال لإرساء أركان ديمقراطية راسخة ومستدامة).. بدت لي بعض العناوين مثل: "الجذور التاريخية للديمقراطية" أو : "الديمقراطية وحقوق الإنسان .. التاريخ والمستقبل". أما إذا جنحنا إلى أساليب الإثارة واصطياد القراء! فيمكن أن نفكر في : " ديمقراطية وستمنستر والشرعية الثورية"!.. أم يا ترى أن صاحب البوست رأى أن هذا الغموض والأعجمية والأكاديمية المحيطة بالعنوان أكثر إثارة للفضول؟!
بعد هذه الدعابة، أكرر تهنئتي للأخ العزيز الأستاذ الفاتح ميرغني على هذا المدخل الرحب الذي اختاره لبدأ الحوار حول الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والقضايا الأخرى ذات الصلة التي تبلورت من خلال مسيرة الفقه الدستوري عبر التاريخ. وما يهمنا أكثر هو إسقاط كل ذلك على حالة بلادنا وبحث مستقبل الديمقراطية فيها، وإمكانية استدامتها، مع مسلسل الانقلابات العسكرية التي طبعت تاريخنا الحديث، (ومع بعض الانتهاكات لمبادئ الديمقراطية التي جرت حتى في العهود الديمقراطية!).
سوف يكون نهجي في ما أنوي إبداءه من تعليقات من خلال هذا البوست هو عدم الاستغراق في تفاصيل التاريخ الإنجليزي القديم .. فبعد تقديم التعريف والخلفيات المناسبة للمبادئ الأساسية التي اشتمل عليها هذا الميثاق (ماقنا كارتا) ، ننطلق مباشرة إلى تناول الموضوعات المرتبطة بالتطورات اللاحقة في الفقه الدستوري وفي أسس الديمقراطية..مثل الفصل بين السلطات، والعقد الاجتماعي.. ألخ . ومراعاة لطبيعة المنبر ومزاج الأعضاء لا أميل إلى الكتابة المطولة، وإنما تقديم المعلومة بقدر المستطاع في كبسولة أو، كما يقولون، في nut shell . كذلك أنوي أن أطلب من صديق قانوني - غير عضو بالمنبر- أن يقدم مداخلات موجزة عن الدساتير السودانية منذ الاستقلال، إذ سبق له تقديم محاضرة بذلك العنوان في النادي الاجتماعي للجالية السودانية بمسقط. محبتي عبد المنعم خليفة |
أستاذنا المبجل( عفوا التشكيل لا يعمل معي في الكيبورد) عبدالمنعم خليفة تحيات وأشواقي لك الشكر أجزله على الملاحظات النابهة والثقة العميقة فيما أكتب. كنت أود أن اخوض في الوثيقة مباشرة ولكنني عدلت عن ذلك حيث رأيت بأن الدخول في النصوص الدستورية والقانونية بشكل مباشر ربما يضفي على الموضوع بعدا تخصصيابحتا أو أكاديميا قحا يحيد بدوره كثير من القراء بأكثر مما حيد عنوان البوست!.عليه آثرت إستدعاء البعد التاريخي بتناول حقبتين مهمتين في التاريخ الإنجليزي القديم وهما حقبة الملك ريتشارد وشقيقه الملك جون لما لهما من صلة واضحة بالظروف والملابسات التي افضت إلى ميلاد هذه الوثيقة الاسطورية، وتقديم المعلومات التاريخية بشأنهما على طريقة " الفاست فوود الامريكية"!.حتى لا يشعر القارئ بشيء من التطويل والملل.
في إنتظار مساهماتكم الثرة التي كثيرا ما تعطيني الإحساس بـ " أنا أفكر إذن أنا موجود"!
لك مودتي وحبي بلا حدود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
ماقنا كارتا إذا ما شئنا أن نقدم وصفاً موجزاً لميثاق (الماقنا كارتا)، الذي اكتسب شهرة واحتراماً عبر القرون، فيمكن القول بأنه يمثل القانون الذي يحكم الجميع بما فيهم الملك. فبالموافقة على محتويات ذلك الميثاق في عام 1215م، ألزم ملك إنجلترا نفسه وورثته اللاحقين بمنح الحقوق والحريات لكل "الأحرار" في المملكة؛ أي أنه أخضع نفسه والملوك اللاحقين والقضاة لحكم القانون.
من البنود الهامة في هذا الميثاق أنه "لا ينبغي أن يؤخذ أي رجل حر أو يسجن أو يضار بأي وسيلة أخرى إلا من خلال حكم قضائي قانوني؛ وأن لا يؤجل إنفاذ العدالة؛ ولا يحرم أي إنسان من حقه في العدالة". وهكذا رسخ الميثاق واحداً من المبادئ الهامة في الفقه الدستوري، ألا وهو أن لا أحد فوق القانون.
لكن ذلك لا ينفي عن ميثاق (الماقنا كارتا) كونه ميثاقاً إقطاعياً قصد منه حماية حقوق وملكيات العائلات القليلة المؤثرة، والتي كانت على رأس النظام الإقطاعي المؤسس على هياكل جامدة. ولم تكن أغلبية السكان والآلاف من العمال "غير الأحرار" معنية بالحقوق التي حماها ذلك الميثاق.
وهكذا وعلى الرغم من الأهمية التاريخية التي تحيط بهذه "الوثيقة العظيمة"، إلا أنها في الأصل منحت امتيازات لقلة من عائلات البارونات ذوي النفوذ؛ واشتملت على امتيازات للكنيسة والتجار وسكان المدن، والأرستقراطية الدنيا، بينما بقي أغلب الإنجليز بدون صوت مؤثر في الحكومة لسبعمائة سنة تالية.
ومع أن "الرجال الأحرار" في إنجلترا القرن الثالث عشر الذين تحدثت عنهم الوثيقة كانوا يمثلون أقلية، إلا أنه مع التطور التاريخي أصبحت العبارة تعني كل (الشعب) الإنجليزي – تماماً مثل (الشعب) المعبر عنه في الدستور ألأمريكي. وكما هو معروف لا توجد وثيقة اسمها الدستور البريطاني، إذ أنه دستور غير مكتوب. وإن أصبحت (الماقنا كارتا) وثيقة أساسية من مكونات الدستور البريطاني، إلا علينا أن نذكر مرة أخرى أن الديمقراطية وحماية الحريات العامة لم تكن من بين أهداف البارونات الإنجليز في القرن الثالث عشر.
محبتي عبد المنعم خليفة
يتبع..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
Quote: عاليـــــــــــا وفوق... شكرا...اخي الفاتح.. بوست..دسم..و ذي فائدة كبيرة,دعونا نقرأ علنا نتعظ و نفهم,ونعمل شئ.. مادة هذا البوست..تهمنا نحن كسوادنيين وخاصة في هذا الزمن,,والحقبة العصيبة في تاريخ السودان, فلعل التاريخ,,يعلمنا بعض الشئ.. لك كل الاحترام.. هواري |
الأخ العزيز هواري تحياتي لك الشكر أجزله على المرور والتعليق. بالفعل الأمم التي لا تستفيد من عظات تاريخها وعبره فهي أمم حتما ستدور خارج عجلة التاريخ!
لك وافر تقديري وعميق إحترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
النصب التذكاري حيث وقعت الماغنا كارتا في رنيميد بالقرب من لندن نتيجة لتعنت الملك وعملية الشد والجذب بينه وبين البارونات قامت الثورة وتم إحتلال لندن ولم تنجح محاولات الملك بتاليب الكنيسة أو حتى البابا إنوصنت ضد النبلاء ولا محاولات شراء ذمم بعضهم . وهكذا إضطر الملك جون في 19 يونيو 1215 إلى التوقيع صاغرا على وثيقة العهد الأعظم ماغنا كارتا. تقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
Quote: من البنود الهامة في هذا الميثاق أنه "لا ينبغي أن يؤخذ أي رجل حر أو يسجن أو يضار بأي وسيلة أخرى إلا من خلال حكم قضائي قانوني؛ وأن لا يؤجل إنفاذ العدالة؛ ولا يحرم أي إنسان من حقه في العدالة". وهكذا رسخ الميثاق واحداً من المبادئ الهامة في الفقه الدستوري، ألا وهو أن لا أحد فوق القانون. |
بالفعل هذه من أهم المبادئ التي أرستها الماغنا كارتا ليس فقط فيما يتعلق بإخضاع الملك للقانون بل أن الملك نفسه لا يستطيع أن يفرض الضرائب والجبايات كيف ما شاء دون موافقة مجلس البارونات وفق ما جاء في الفقرتين 12 و14. كما حددت الفقرة 15 الاحوال التي يمكن أن تفرض فيها الضرائب وقصرتها في ثلاث حالات على ألا تكون باهظة!(هذا كان قبل 800 سنة، فيما قرأت قبل فترة خبرا مفاده أن وزير المالية في السودان قرر زيادة الضرائب على المحروقات بسبب تراجع عائدات النفط!). ومن اهم المبادي التي أرستها الماغنا كارتا ايضا تلك التي وردت في الفقرات 17 و18 . فقبل الماغنا كارتا كانت المحكمة تتبع شخص الملك في حله وترحاله حتى أن رجلا إضطر للتنقل وراء الملك لخمس سنوات قبل سماع دعواه.وعليه حددت الفقرة 17 ضرورة أن تكون هناك محكمة ثابته يستطيع الجميع أن يتقاضوا إليها.! فيما حددت الفقرة 18 " ضرورة إتاحة الوصول للعدالة وبأيسر السبل والتكاليف".
ونواصل،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: Abdul Monim Khaleefa)
|
ديباجـة ميثاق الأمم المتحدة
نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا • أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصف،
• وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية،
• وأن نبيّن الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي،
• وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدماً، وأن نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح.
وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا • أن نأخذ أنفسنا بالتسامح، وأن نعيش معاً في سلام وحسن جوار ،
• وأن نضم قوانا كي نحتفظ بالسلم والأمن الدولي،
• وأن نكفل بقبولنا مبادئ معيّنة ورسم الخطط اللازمة لها ألاّ تستخدم القوة المسلحة في غير المصلحة المشتركة ،
• وأن نستخدم الأداة الدولية في ترقية الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للشعوب جميعها،
قد قرّرنا أن نوحّد جهودنا لتحقيق هذه الأغراض
ولهذا فإن حكوماتنا المختلفة على يد مندوبيها المجتمعين في مدينة سان فرانسيسكو الذين قدّموا وثائق التفويض المستوفية للشرائط، قد ارتضت ميثاق الأمم المتحدة هذا، وأنشأت بمقتضاه هيئة دولية تُسمّى "الأمم المتحدة".
****** رأيت الاقتصار على ديباجات هذه المواثيق ، ويمكن الرجوع إلى نصوص بنودها بسهولة في جوجل.
محبتي عبد المنعم خليفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: Abdul Monim Khaleefa)
|
ديباجة دستور المرحلة الانتقالية (جمهورية السودان)
بسم الله الرحمن الرحيم
نحن شعب السودان • حمداً لله العظيم الذي وهبنا الحكمة والإرادة لإنجاز اتفاق السلام الشامل الذي وضع حداً قاطعاً لأطول صراع في القارة الأفريقية. • وبعد تجاوزنا للعواقب المأساوية التي نجمت عن ذلك الصراع المنهك.
• والتزاماًِ منا بإقامة نظام لا مركزي وديمقراطي للحكم يتم فيه تداول السلطة سلمياً.
• والتزاماً منا أيضاً بضرورة التوجه بالحكم في المراحل المقبلة من مسيرتنا السياسية نحو مضاعفة الجهد للارتقاء بمعدلات النمو الاقتصادي، وتوطيد الانسجام الاجتماعي، وتعميق التسامح الديني، وبناء الثقة بين أهل السودان جميعاً.
• وإقراراً صادقاً منا بحق أهل جنوب السودان في تقرير المصير حتى تؤسس وحدة البلاد على الإرادة الحرة لأهله، وحتى تصبح تلك الوحدة خياراً جاذباً لهم.
• واستهداء باتفاقية السلام الشامل الموقعة في 9 يناير 2005م، ودستور السودان لعام 1998م، والإرث الدستوري السوداني، والتجارب الأخرى ذات الصلة.
• نعلن بهذا تبنينا لهذا الدستور.
***** محبتي عبد المنعم خليفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
فصل الكنيسة! لعل القارئ للماغنا كارتا قد يتوقف أمام الفقرة الأولى التي بدأت بعبارة " "توكلنا على الله ان تكون كنيسة بريطانيا حرة، وان تعتمد على حقوقنا المدرجة هنا ... " ولا يفهم من هذا السياق فصل الدين عن الدولة بالمعني الذي أطرت له اطروحات جون لوك او مونتسكيوأو ما ورد في التعديل الاول في الدستور الامريكي الذي يمنع الكونجرس من إصدار اي قانون يتبنى دينا بعينه.! ولكن أهمية هذه الفقرة تكمن في دلالتها التاريخية التي توضح بأن الماغنا كارتا لم تكن معنية فقط بالشؤون الدنيوية.والأهم من ذلك أن إستعمال تعبير " كنيسة بريطانيا" وليس " الكنيسة المقدسة" كان أمرا مقصودا في حد ذاته. ويذهب معظم الباحثين إلى أن هذه الفقرة قد أقحمها أسقف كانتربري لانغتون خلال توسطه ما بين الملك وطبقة النبلاء.الغريب أن الاسقف ستيفن لانغتون نفسه تم تنصيبه من قبل البابا إنوصنت!وعليه يمكن القول أن الماغنا كارتا هي التي مهدت لإستقلال كنيسة إنجلترا عن الفاتيكان!.
ونواصل،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
Quote: الكرامة والعدل للجميع |
أستاذنا العلامة عبدالمنعم وجد بعقليته المتقدة الرابط ما بين الماغنا كارتا والإعلان العالمي لحقوق لإنسان. بالفعل نصت الماغنا كارتا في الفقرة 39 على " لا ينبغي أن يؤخذ أي رجل حر أو يسجن أو يضار بأي وسيلة أخرى إلا من خلال حكم قضائي قانوني؛ وأن لا يؤجل إنفاذ العدالة؛ ولا يحرم أي إنسان من حقه في العدالة".
سوف أعود لاحقا للتعليق على هذه الفقرة الهامة.
صادق محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
"الشهيد الدكتور علي فضل" "حكم القانون " الفقرة 39 تعتبر من أهم الفقرات على الإطلاق في الماغنا كارتا ويتفق الكثير من الباحثين والمؤرخين أنه لو لا هذه الفقرة لما إكتسب الميثاق عظمته ولأصبح في أحسن الفروض وثيقة محلية تنظم العلاقة في مجتمع إقطاعي.ويعود الفضل لهذه الفقرة في شيوع ما يعرف في الادبيات الدستورية بـ " حكم القانون" أو "دولة المؤسسات". وقد لعبت هذه الفقرة دورا كبيرا في تأطير الحقوق المدنية حتى أنه ورد في ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان " إذا أردنا أن نحيد يأس الإنسان ونزع جنوحه نحو التمرد والعصيان وحمل السلاح ضد الظلم والطغيان فإنه لا بد من حماية "حكم القانون"!.إغتيال الدكتور علي فضل كان أكثر تأكيدا على تغيب ذلك المبدأ السامي عن سماوات السودان، والذي لسخرية القدر، لم يكن يتعارض مع الشرائع السماوية او الأرضية.
محبتي،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
صديقتي تعود (نموذج لعناوين الإثارة واصطياد القراء!)
ها هي صديقتي القديمة (الماقنا كارتا)!، والتي غابت عني وعن ذاكرتي عقوداً عديدة، تعود لي في استحياء، وكأنها تريد أن تبادرني بالاعتذار عن ذلك الغياب الطويل.. فبادلتها اعتذاراً باعتذار..وجدتها لا تزال تنبض بالحيوية والعنفوان. ها هي لدهشتها تجدني ما زلت وفياً لها وحفياً بها، إذ بدأت بسرعة ترتقي درجات سلم اهتمامي كما كانت سابقاً. ويعود الفضل في هذا الالتئام (Reunion) للعزيز الفاتح ميرغني - ابن الأبيض البار- الذي قدمها لي مفاجأة سعيدة وهدية ثمينة في عنوان هذا البوست الزاهي (ماغنا كارتا)! ولا تثريب عليه إن كتبها بالغين!
نهضت بي الذكريات ( ونحن أبناء الأبيض نعرف كيف تنهض الذكريات بجيلها!ّ كما جاء في كلمات شاعرنا محمد عوض الكريم القرشي، والتي صدح بها الفنان عثمان الشفيع)؛ وعدت بذاكرتي إلى ذلك المكان العزيز علينا الذي وصفه صديقي المرحوم الشاعر الحسين الحسن في رائعته "حبيبة عمري" (ذكرت مكاناً عزيزاً عليّ..) ألا وهو جامعة الخرطوم.
دارت عجلة الزمن، فوجدت نفسي مجدداً أتربع على مدرج كلية الاقتصاد شاباً فتياً أسود الشعر! أصغي باهتمام لأنهل من فيض علم بروفسور شيرما وهو يحدثنا عن (الماقنا كارتا)؛ ويبحر بنا في أعماق الفكر السياسي، ويلج بنا بوابات النظريات السياسية وتطورها عبر القرون. كانت العلوم السياسية في ذلك الزمان تدرس في كلية الاقتصاد إلى جانب العلوم الاقتصادية والأنثروبولوجيا الاجتماعية.
حدثنا ذلك الأستاذ العالم حديثا مشوقا عن تطور فكرة العقد الاجتماعي حتى لا تكون "حرب الجميع ضد الجميع"، كما عبر عنها ثوماس هوبز، وعن رؤية جون لوك للقيم الأخلاقية وحصره لسلطة الحكومة في حماية الملكية ؛ وعن مونتسكيو الذى رأى أن حماية الحرية تكون في الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية؛ وعن جان جاك روسو الذي رأى في العقد الاجتماعي تعبيراً عن الإرادة العامة، ونادى بالديمقراطية التي يكون فيها الشعب هو السيد.
زملاؤنا في كلية الآداب كانوا أيضاً يعرفون عن (الماقنا كارتا)، وذلك في إطار دراستهم لتاريخ أوروبا، والذي كان جزءاً من منهج كلية الآداب؛ وكان بروفيسور كولنسون يقودهم عبر مجاهله في العصور المظلمة وحتى يصل بهم إلى عصور التنوير والنهضة (في نفس تلك الفترة كان بروفيسور ثيوبولد يدرس تاريخ السودان.. وله، من بين كتب أخرى، كتابه عن المهدية وكتابه عن علي دينار).
زملاؤنا طلاب كلية القانون كذلك كانوا ملمين بخلفيات (الماقنا كارتا)، إذ أنهم درسوا عنها بتركيز وتخصص أكثر، نظراً لتأثيراتها على مسيرة تطور الفقه الدستوري، والذي يشكل موضوعاً جوهرياً وهاما لدارسي القانون.
بعيداً عن المدرجات.. في الداخليات أو في دار الاتحاد.. يدور الحديث أحيانا عن بعض الموضوعات الدراسية وغالباً ما تكون المشاركة محصورة بين من درسوا الموضوع محور الحديث..مثلاً كنا نسمع أحيانا من طلاب الجغرافيا رؤوس موضوعات مثل تكوين "الأخدود العظيم" The Great Rift Valley ، أو من دارسي الأدب الإنجليزي عن قصيدة "الملاح القديم The Ancient Mariner لكوليردج ..وأشعار أخرى للورد بايرون وروبرت بيرنز وغيرهم.
غير أنه عند الحديث عن (الماقنا كارتا) تتسع دائرة المشاركة ويدلي الكثيرون بدلوهم، وذلك لأن صديقتنا (الماقنا كارتا) - وكما أسلفت - لها مكانة وحضور في جميع الكليات الأدبية بالجامعة، الاقتصاد والآداب والقانون. لكن من مساوئ ذلك الانتشار الواسع أنه حرمنا من فرصة الانفراد والاستعراض للآخرين و(القشرة) بهذه العبارة اللاتينية الساحرة!
شكراً لك يا عزيزنا الفاتح ميرغني يا من أعاد لي صديقتي! وجعلني استعيد ذكرى السنوات الزاهية.. سنوات الشباب والفتوة والشعر الأسود!
محبتي عبد المنعم خليفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
لك التحيات المباركات الاخ العزيز جدا / الفاتح
سرد بديع وابداع من خلال هذه الاضافات التاريخية
نتنقل معك وانت تجوب دهاليز تلك العصور كاشفا عن هذا الارث
ننتظر المزيد ايها الاعلامى والقانونى المرهف اخى / الفاتح
ماغنا كارتا.. أول دستور مكتوب في التاريخ الحديث يعتبر "الميثاق العظيم" المعروف باسم ماغنا كارتا (Magna Carta) أول دستور مكتوب في التاريخ الحديث. وصدرت مسودة هذه الوثيقة عام 1214 ثم صادق عليها الملك جون لاكلاند عام 1215. ويلقب الملك جون لاكلاند John Lackland "جون بلا أرض" (1166-1216) لأن الفرنسيين استولوا على ميراثه من الأرض. وتنظم وثيقة ماغنا كارتا العلاقة بين القوى الرئيسية الثلاث في إنجلترا، وهي الملك والبارونات والكنيسة. وتلزم هذه الوثيقة الملك بالقانون الإقطاعي وبالمحافظة على مصالح النبلاء. تعني ماغنا كارتا ليبرتاتوم (Magna Carta Libertatum) وهي كلمات لاتينية، ميثاق الحرية العظيم. وبمقتضى هذا الميثاق أجبر جون على منح الأرستقراطية البريطانية كثيرا من الحقوق، بينما لم ينل المواطن العادي غير النزر اليسير. ولم تكفل ماغنا كارتا الحريات الفردية لجميع فئات الشعب، لأن هدفها كان إخضاع الملك لحكم القانون وكبح جماح السلطة المطلقة. عندما فتح النورمنديون بريطانيا عام 1066, حكم ملوكهم البلاد لأكثر من مائة عام محترمين القوانين الإقطاعية والعدل دون رقابة حقيقية على سلطة الملك. ولما تولى الملك جون العرش عام 1199 أساء استخدام سلطته، فطالب الإقطاعيين بمزيد من الخدمات وباع الوظائف الملكية لأكبر المزايدين. ورفع جون الضرائب في عهده دون موافقة النبلاء, وأجبر المحاكم على الفصل في القضايا حسب رغبته وأوامره لا طبقا للقانون. ومن يخسر دعواه يتحمل غرامة كبيرة. هذا التصرف دفع النبلاء للاجتماع مع قيادات الكنيسة للنظر في كيفية الحد من سلطة الملك، وصاغوا قائمة حقوق طالبوا أن يمنحهم إياها، لكنه رفض الاستجابة لمطالبهم مرتين. وبعد ذلك، حشد النبلاء جيشا لإجبار الملك على تحقيق مطالبهم. ولما أدرك جون استحالة هزيمة هذا الجيش وافق على مطالبهم. اشتملت ماغنا كارتا على 63 مادة، ومنحت بعض المواد الكنيسة حرية ممارسة سلطاتها دون تدخل من الملك. وكفلت مواد قليلة بعض حقوق الطبقة الوسطى الناشئة في المدن. ويلزم الميثاق الملك بالحصول على مشورة وموافقة النبلاء في كل المسائل, ولا يجوز زيادة أي ضرائب إلا بموافقة النبلاء. كما تمنع سجن مواطن حر إلا بموجب حكم يصدر من أفراد طبقته. وتضمنت ماغنا كارتا كثيرا من المواد التي قصد بها إلزام الملك بتنفيذ وعوده، ومن ثم شكل مجلس من النبلاء لضمان جدية التنفيذ. فإن أخل الملك بما التزم به ولم يأبه بإنذارات مجلس النبلاء حشد المجلس جيشا لإجباره على الانصياع لأحكام الوثيقة. ولم تحسم ماغنا كارتا الصراع بين جون والنبلاء، ولم يلتزم أي من الطرفين بها كاملة، فنشبت حرب بينهما توفي الملك أثناءها. وفي السنوات اللاحقة وافق ملوك إنجلترا على شروط هذه الوثيقة, واعترفوا بها جزءا من القانون الأساسي للبلاد. خلال القرن السادس عشر اختفت ماغنا كارتا, وأعاد بعض أعضاء البرلمان الحياة لها من جديد خلال القرن السابع عشر. وظل النواب يستخدمون موادها في مواجهة الحكم الاستبدادي لملوك آل ستيوارت، واعتبروا ما ورد بها يخولهم رقابة دستورية على سلطة الملك. ولم يبق في بريطانيا من النسخ الأصلية لماغنا كارتا غير أربع نسخ: نسختين بالمكتبة البريطانية في لندن، والثالثة في كاتدرائية سالزبري، والرابعة في كاتدرائية لنكولن. وتعتبر نسخة لنكولن أفضل حالا من النسخ الأخرى. ولأن الميثاق العظيم عرف بين الشعب البريطاني باسم ماغنا كارتا, فقد تبنت الحكومة رسميا هذه التسمية اللاتينية عام 1946.
( المصدر اخبار الجزيرة)
كل الود واكيد الاحترام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
صديقتي تعود (نموذج لعناوين الإثارة واصطياد القراء!)
ها هي صديقتي القديمة (الماقنا كارتا)!، والتي غابت عني وعن ذاكرتي عقوداً عديدة، تعود لي في استحياء، وكأنها تريد أن تبادرني بالاعتذار عن ذلك الغياب الطويل.. فبادلتها اعتذاراً باعتذار..وجدتها لا تزال تنبض بالحيوية والعنفوان. ها هي لدهشتها تجدني ما زلت وفياً لها وحفياً بها، إذ بدأت بسرعة ترتقي درجات سلم اهتمامي كما كانت سابقاً. ويعود الفضل في هذا الالتئام (Reunion) للعزيز الفاتح ميرغني - ابن الأبيض البار- الذي قدمها لي مفاجأة سعيدة وهدية ثمينة في عنوان هذا البوست الزاهي (ماغنا كارتا)! ولا تثريب عليه إن كتبها بالغين!
نهضت بي الذكريات ( ونحن أبناء الأبيض نعرف كيف تنهض الذكريات بجيلها!ّ كما جاء في كلمات شاعرنا محمد عوض الكريم القرشي، والتي صدح بها الفنان عثمان الشفيع)؛ وعدت بذاكرتي إلى ذلك المكان العزيز علينا الذي وصفه صديقي المرحوم الشاعر الحسين الحسن في رائعته "حبيبة عمري" (ذكرت مكاناً عزيزاً عليّ..) ألا وهو جامعة الخرطوم.
دارت عجلة الزمن، فوجدت نفسي مجدداً أتربع على مدرج كلية الاقتصاد شاباً فتياً أسود الشعر! أصغي باهتمام لأنهل من فيض علم بروفسور شيرما وهو يحدثنا عن (الماقنا كارتا)؛ ويبحر بنا في أعماق الفكر السياسي، ويلج بنا بوابات النظريات السياسية وتطورها عبر القرون. كانت العلوم السياسية في ذلك الزمان تدرس في كلية الاقتصاد إلى جانب العلوم الاقتصادية والأنثروبولوجيا الاجتماعية.
حدثنا ذلك الأستاذ العالم حديثا مشوقا عن تطور فكرة العقد الاجتماعي حتى لا تكون "حرب الجميع ضد الجميع"، كما عبر عنها ثوماس هوبز، وعن رؤية جون لوك للقيم الأخلاقية وحصره لسلطة الحكومة في حماية الملكية ؛ وعن مونتسكيو الذى رأى أن حماية الحرية تكون في الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية؛ وعن جان جاك روسو الذي رأى في العقد الاجتماعي تعبيراً عن الإرادة العامة، ونادى بالديمقراطية التي يكون فيها الشعب هو السيد.
زملاؤنا في كلية الآداب كانوا أيضاً يعرفون عن (الماقنا كارتا)، وذلك في إطار دراستهم لتاريخ أوروبا، والذي كان جزءاً من منهج كلية الآداب؛ وكان بروفيسور كولنسون يقودهم عبر مجاهله في العصور المظلمة وحتى يصل بهم إلى عصور التنوير والنهضة (في نفس تلك الفترة كان بروفيسور ثيوبولد يدرس تاريخ السودان.. وله، من بين كتب أخرى، كتابه عن المهدية وكتابه عن علي دينار).
زملاؤنا طلاب كلية القانون كذلك كانوا ملمين بخلفيات (الماقنا كارتا)، إذ أنهم درسوا عنها بتركيز وتخصص أكثر، نظراً لتأثيراتها على مسيرة تطور الفقه الدستوري، والذي يشكل موضوعاً جوهرياً وهاما لدارسي القانون.
بعيداً عن المدرجات.. في الداخليات أو في دار الاتحاد.. يدور الحديث أحيانا عن بعض الموضوعات الدراسية وغالباً ما تكون المشاركة محصورة بين من درسوا الموضوع محور الحديث..مثلاً كنا نسمع أحيانا من طلاب الجغرافيا رؤوس موضوعات مثل تكوين "الأخدود العظيم" The Great Rift Valley ، أو من دارسي الأدب الإنجليزي عن قصيدة "الملاح القديم The Ancient Mariner لكوليردج ..وأشعار أخرى للورد بايرون وروبرت بيرنز وغيرهم.
غير أنه عند الحديث عن (الماقنا كارتا) تتسع دائرة المشاركة ويدلي الكثيرون بدلوهم، وذلك لأن صديقتنا (الماقنا كارتا) - وكما أسلفت - لها مكانة وحضور في جميع الكليات الأدبية بالجامعة، الاقتصاد والآداب والقانون. لكن من مساوئ ذلك الانتشار الواسع أنه حرمنا من فرصة الانفراد والاستعراض للآخرين و(القشرة) بهذه العبارة اللاتينية الساحرة!
شكراً لك يا عزيزنا الفاتح ميرغني يا من أعاد لي صديقتي! وجعلني استعيد ذكرى السنوات الزاهية.. سنوات الشباب والفتوة والشعر الأسود!
محبتي عبد المنعم خليفة خازن كنوز الملك سليمان في المعرفة والإبداع أستاذنا عبدالمنعم ما سطره يراعك يعد " ماغنا كارتا ثقافية " Per se ولا أزيد!
محبتي المعروفة الفاتح ميرغني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
مواقف مشرفة دفاعاً عن العدالة وحكم القانون
مولانا ابيل ألير
*****
مولانا أبيل ألير: مواقف تاريخية متصلة دفاعاً عن العدالة وحكم القانون.
مولانا عبد المجيد إمام ، قاضي محكمة الاستئناف: يسجل له تاريخ ثورة أكتوبر موقفه التاريخي المشرف الذي انتصر فيه لضميره وللمهنة وللعدالة.
المرحوم الأستاذ/ الحاج الطاهر أحمد - المحامي بمدينة الأبيض- وأحد القانونيين الرواد- اعتزل الممارسة في سنوات الحكم العسكري التي اشتد فيها انتهاك حقوق المواطنين وحرياتهم وكرامتهم، وقام بتسليم رخصة المحاماة إلى لجنة قبول المحامين ، مصمما على أن لا يمارس المهنة إلا بعد عودة حكم القانون؛ وبالفعل عمل مزارعاً في تلك السنوات.
المرحوم الدكتور/ حسن عمر، المحاضر بكلية القانون بجامعة الخرطوم بادر بالدعوة لاجتماع اتحاد أساتذة جامعة الخرطوم بعد ساعتين فقط من إطلاق الرصاص بالجامعة ليلة الحادي والعشرين من أكتوبر، واستشهاد الشهيد أحمد القرشي، وطرح من خلال الاجتماع أن هذه الانتهاكات ينبغي أن تكون نهاية هذا النظام.
******* سبق أن أشرت لهذه المواقف في سلسلة "أوراق أكتوبرية".
محبتي عبد المنعم خليفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: Abdul Monim Khaleefa)
|
Quote: لك التحيات المباركات الاخ العزيز جدا / الفاتح
سرد بديع وابداع من خلال هذه الاضافات التاريخية
نتنقل معك وانت تجوب دهاليز تلك العصور كاشفا عن هذا الارث
ننتظر المزيد ايها الاعلامى والقانونى المرهف اخى / الفاتح
ماغنا كارتا.. أول دستور مكتوب في التاريخ الحديث
يعتبر "الميثاق العظيم" المعروف باسم ماغنا كارتا (Magna Carta) أول دستور مكتوب في التاريخ الحديث. وصدرت مسودة هذه الوثيقة عام 1214 ثم صادق عليها الملك جون لاكلاند عام 1215. ويلقب الملك جون لاكلاند John Lackland "جون بلا أرض" (1166-1216) لأن الفرنسيين استولوا على ميراثه من الأرض. |
عزيزي وصديقي إبن التربوي العظيم محمود شلال/ الرشيد تحياتي الصوادح أسعدني جدا مرورك الثر وتعليقك العميق وإهتمامك الأثير بماغنا كارتا. ولم أندهش لتعليقك البديع عن هذا البوست، لأن من يكن والده محمود شلال لا بد وأن تتعتق "شفراته الوراثية" بحب المعرفة والإبداع! ____________________ اثار أستاذنا الموسوعي عبدالمنعم خليفة شجوني بحديثه عن الذكريات( وهذا موضع سوف أعود له لاحقا) فتذكرت ايام الفريق القومي لتنس الطاولة.أرجو أن تكون مواظبا.
لك يا صديقي من الود شلالات وبحار.
تقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
" الرد بالسد والتنمية بالكرباج" إكتسبت الفقرات 28 و29 و30 و31 أهمية خاصة في الماغنا كارتا لأنها عنيت بحماية الافراد وأموالهم وممتلكاتهم من المصادرة التعسفية دون تعويضهم تعويضا عادلا .ففي تلك الحقبة كان موظفي البلاط الملكي يستغلون سلطاتهم للإستحواذ على ممتلكات الأخرين دونما تعويض. ولذلك جاءت هذه الفقرات حماية لضحايا الإستخدام التعسفي للسلطة، حيث نصت الفقرة 28 على أنه " لا يجوز لأى مسؤول أن يصادر أو يأخذ قمحا أو مطمورة غلة لأي رجل دون أن يدفع ثمنها نقدا، ما لم يبدي صاحبها الموافقة طوعا على تأجيل الدفع لأجل لآحق.وتمنع الفقرة 30 أخذ الخيول أو المقطورات بدون إذن من صاحبها فيما تتحدث الفقرة 31 عن ضرورة الحصول على موافقة المالك قبل الشروع في أخذ الاخشاب من مالكها.! الدساتير الحديثة كلها تضمنت في ثناياها هذه الفقرات وتوسعت فيها بإدخال الملكية الخاصة من عقار وما شاكل ذلك. فالدستور الامريكي تعرض لها في التعديل الخامس الذي تحدث عن وجوب دفع " التعويض العادل" في حال مصادرة ممتلكات خاصة من أجل المنفعة العامة". والفضل في ذلك يعود للماغنا كارتا! في ذهني واقعة مصادرة عدد من السيارات في ميناء بورتسودان بأمر من عضو مجلس قيادة الإنقلاب آنذاك الزبير محمد صالح لإستخدامها في مناطق العمليات العسكرية دون تعويض أصحابها شيئا، فعاد بعضهم إلى المنافي مرة أخرى على أمل بدء حياة أفضل!. وفي ذهني كذلك الذين تم تهجيرهم من اراضيهم دون " تعويض عادل " ليسمعوا لاحقا عبارة " الرد بالسد!". ونواصل،،، محبتي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: محمد المرتضى حامد)
|
شكرا علي هذا الدويتو المعرفي الجميل الذي تقدمونه ... الاستاذ ميرغني والأستاذ عبد المنعم خليفة جميلة وذكية تلك المقارنات التي تشير بها الي واقع الحقوق للمواطن السوداني في بدايات الالفية الثالثة..مقارنة بما إكتسبته البشرية وظلت تطوره منذ قرون ------------------------------------- كانت ابيغيل آدمز قد كتبت لزوجها جون، أحد المشاركين في صياغة الدستور،رسالة مؤثرة كما لو كتبت بالدموع، حيث قالت فيها"أتمنى أن اسمع إنك قد إتخذت موقفا مستقلا، وأنكم في هذه الوثيقة التي تعكفون على صياغتها، سوف تتذكر النساء وستبدي نحوهن كرما وعطفا بأكثر مما فعل أجدادك.!فانتم معشر الرجال تحملون خصائص طاغوتيه لا مجال لإنكارها، ولكني أتعشم فيك بأن تتخلى برغبة وطواعية عن النزعة السلطوية من أجل الإلفة والمودة التي بيننا.! وكانت بالفعل مسيرة شاقة ومؤلمة للمرأة قبل أن يمنحها التعديل التاسع عشر الحق في التصويت وذلك عام 1920.ولكن إن كانت هناك إشادة وتقدير فينبغي توجيهها للماغنا كارتا ولنيوزيلاندة، أول دولة منحت المرأة حق التصويت. ----------------------------- ما أقسي ما أثارت في هذه الفقرة من مشاعر ونحن نقرأ هذه الأيام ليس عن حق التصويت بل حق إختيار الملبس!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
Quote: شكري وافر يا الفاتح على ما تفيدنا به يعوزني كيبورد عربي للمشاركة رغم ان الموضوع يحرض على الكتابة تسلم |
محمد المرتضى سلامات وأريت الجيت منهم طيبين. تسلم على المرور وفي إنتظار مساهماتك الثرة.
محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
Quote: The Magna Carta was signed in 1215 by King John of England, giving legal rights (formerly the rights of only the king) to barons and to the people. The Magna Carta conceded the freedom of the church and of tradesmen, guaranteed fair taxation, and established the doctrine of habeas corpus. Most importantly, it guaranteed that no free man could be imprisoned except by lawful judgment of his peers and the law of the land. This guarantee is the blueprint of English common law. No matter the ideals of equality desired, in 1278 this same judicial system ordered the hanging of 278 Jews for “clipping coin” (forgery or theft), while Christians guilty of the same offense were merely fined. In 1509, the first attempts were made to restrict the practice of medicine to licensed and qualified doctors. In 1530, the Holy Roman Empire enacted a criminal code and established police regulation (the first “state police”). Around 1600 the English transported criminal offenders to the American colonies as a punishment. The first law dictionary, called “The Interpreter,” was written in England in 1607 by John Colwell, who was burned in 1610 for trying to make the monarchy more powerful. The first speed limit, 3 mph, was enacted to regulate horsedrawn hackneys (carriages) in London.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
|
مارتن لوثر كنج Quote: جئنا إلى عاصمة أمتنا مدركين أننا سنصرف الصك الذي وقّعه بناة جمهوريتنا عندما كتبوا الكلمات العظيمة في الدستور وإعلان الاستقلال، لقد وقعوا تعهدا أصبح ميراثا لكل أميركي. كان هذا الصك وعدا بأن الجميع سيضمن حقوق الحياة الثابتة: الحرية، وطلب السعادة. من الواضح اليوم أن أميركا أهملت في أداء حق هذا الصك إلى حد أثار قلق مواطنيها الملونين. فبدلا من تكريم هذا الالتزام المقدس، أعطت أميركا السود صكا رديئا عاد إليهم وهو يحمل عبارة "الرصيد لا يكفي". لكننا نرفض أن نصدق أن بنك العدالة مفلس. نرفض أن نصدق عدم وجود رصيد كاف مع كل تلك القفزات الضخمة للفرص في هذه الأمة. |
من خطبة مارتن لوثر الشهيرة "لي حلم"
محبتي عبد المنعم خليفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
|
Quote: The Magna Carta was signed in 1215 by King John of England, giving legal rights (formerly the rights of only the king) to barons and to the people. The Magna Carta conceded the freedom of the church and of tradesmen, guaranteed fair taxation, and established the doctrine of habeas corpus. Most importantly, it guaranteed that no free man could be imprisoned except by lawful judgment of his peers and the law of the land. This guarantee is the blueprint of English common law. No matter the ideals of equality desired, in 1278 this same judicial system ordered the hanging of 278 Jews for “clipping coin” (forgery or theft), while Christians guilty of the same offense were merely fined. In 1509, the first attempts were made to restrict the practice of medicine to licensed and qualified doctors. In 1530, the Holy Roman Empire enacted a criminal code and established police regulation (the first “state police”). Around 1600 the English transported criminal offenders to the American colonies as a punishment. The first law dictionary, called “The Interpreter,” was written in England in 1607 by John Colwell, who was burned in 1610 for trying to make the monarchy more powerful. The first speed limit, 3 mph, was enacted to regulate horsedrawn hackneys (carriages) in London. |
Dear Mohammed Thanks alot for dropping by Indeed, your quotation is so interesting that it deserves a full-fledged response
Stay tuned
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الرشيد شلال)
|
الزميل العزيز أستاذ الفاتح...
أجلس الآن كي أتعلم منك ومن الفاضل الدكتور عبدالمنعم خليفة عن (ماغنا كارتا)، وقد تقطعت بي سُبل المعرفة، مذ تركت مقاعد الدراسة في كلية القانون قبل عقدين ونيف وهمتُ على وجهي، متجذرا ومتكلسا ما بين منفاي القسري وهجري لدور العلم. وأحمد لك كثيرا أنك تعلمنا التأريخ والقانون والحرية والدستور في إطار بديع!
إن المبادىء العظيمة التي أتتنا من الغرب ولم يتم تطبيقها في بلداننا، مازالت هاجسا يؤرق كل ذي ضمير. كيف لا وقد رأينا بأم أعيننا كيف يُهان الإنسان في السودان، ودونك تجربة الشابة/ لبنى، التي تم إنتهاك خصوصيتها وتم رفع عصا التتار الغليظة في وجهها. لو علّم كل واحد منا، عشرا من أقاربه، هذه المبادي الإنسانية العظيمة، لغارت هذه الأنظمة عن وجوهنا للأبد، ولنعمنا بالحرية والسلام.
أحييك على هذا السفر البديع وأحيي عبرك أستاذنا دكتور منعم خوجلي....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
Quote: جئنا إلى عاصمة أمتنا مدركين أننا سنصرف الصك الذي وقّعه بناة جمهوريتنا عندما كتبوا الكلمات العظيمة في الدستور وإعلان الاستقلال، لقد وقعوا تعهدا أصبح ميراثا لكل أميركي. كان هذا الصك وعدا بأن الجميع سيضمن حقوق الحياة الثابتة: الحرية، وطلب السعادة. من الواضح اليوم أن أميركا أهملت في أداء حق هذا الصك إلى حد أثار قلق مواطنيها الملونين. فبدلا من تكريم هذا الالتزام المقدس، أعطت أميركا السود صكا رديئا عاد إليهم وهو يحمل عبارة "الرصيد لا يكفي". لكننا نرفض أن نصدق أن بنك العدالة مفلس. نرفض أن نصدق عدم وجود رصيد كاف مع كل تلك القفزات الضخمة للفرص في هذه الأمة.
من خطبة مارتن لوثر الشهيرة "لي حلم" محبتي عبد المنعم خليفة |
أستاذنا عبدالمنعم لله درك. لك الشكر وأنت دوما تتحفنا بمأثور الأقوال وجميل الأفعال. لا تتوقف فالإبداع يأبى على أهله أن يمنعوه.
"مارتن لوثر قيد الإعتقال" " ألإنسان الذي يخرق القانون الذي ينبئه وجدانه بظلمه ويتقبل من أجل ذلك أي عقوبة توقع عليه كي يلفت ضمير المجتمع لذلك القانون الظالم، فهو في الواقع يعبِر عن أسمى أيات الإحترام للقانون"!. " من مقولاته إثر القبض عليه للمرة الثانية بتهمة الإخلال بالامن العام في منتغمري"
محبتي غير المحدودة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
Quote: الزميل العزيز أستاذ الفاتح...
أجلس الآن كي أتعلم منك ومن الفاضل الدكتور عبدالمنعم خليفة عن (ماغنا كارتا)، وقد تقطعت بي سُبل المعرفة، مذ تركت مقاعد الدراسة في كلية القانون قبل عقدين ونيف وهمتُ على وجهي، متجذرا ومتكلسا ما بين منفاي القسري وهجري لدور العلم. وأحمد لك كثيرا أنك تعلمنا التأريخ والقانون والحرية والدستور في إطار بديع!
إن المبادىء العظيمة التي أتتنا من الغرب ولم يتم تطبيقها في بلداننا، مازالت هاجسا يؤرق كل ذي ضمير. كيف لا وقد رأينا بأم أعيننا كيف يُهان الإنسان في السودان، ودونك تجربة الشابة/ لبنى، التي تم إنتهاك خصوصيتها وتم رفع عصا التتار الغليظة في وجهها. لو علّم كل واحد منا، عشرا من أقاربه، هذه المبادي الإنسانية العظيمة، لغارت هذه الأنظمة عن وجوهنا للأبد، ولنعمنا بالحرية والسلام.
أحييك على هذا السفر البديع وأحيي عبرك أستاذنا دكتور منعم خوجلي.... |
شاعرنا المبدع عبدالإله زمراوي تحياتي النواضر شكرا على المرور والتعليق والكلمات الطيبة في حقي وحق أستاذنا عبد المنعم. فنحن يا سيدي نأخذوا منك حسن العبارة نظما وحسن التعبير شعرا.! ولا زال صدى تساؤلك الموجع " "يا نورَ الحقِّ مَتَى غَدُهْ "؟ "يرن في أذني وأذن كل من يحلم بغد جميل. وكما يقال أن " التعبير إلى جانب إلهام الشعر نبض ضمير!"
لك وافر محبتي غير المحدودة،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الشفيع محمد صادق)
|
Quote: شكرا علي هذا الدويتو المعرفي الجميل الذي تقدمونه ... الاستاذ ميرغني والأستاذ عبد المنعم خليفة |
الشكر أجزله لك يا أخ الشفيع محمد الصادق على كلمات التقدير هذه .. وعلى مساهمتك القيمة التي تمثل مناصرة قوية لحقوق المرأة.
محبتي عبد المنعم خليفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: Abdul Monim Khaleefa)
|
أخي و أستاذي / الفاتح حقيقة بوست رائع بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان و الحق أنه أزداد ألقاً بمداخلات الأفاضل من متابعيه و خاصة أستاذنا و فخرنا / عبد المنعم خليفة خوجلي .. و على الرغم من مشغولياتي الشديدة جداً خلال الأيام السابقة إلا أنني كنت و لا زلت أتحين الفرص لمتابعة هذا الجهد الرائع المقدر .. أستوقفتني هذه المداخلة عن المرحوم الأستاذ المحامي الفذ / الحاج الطاهر المحامي و هو علم من أعلام الأبيض و والد زملائنا أيمن ود.ياسمين و أخوانهم ..
Quote: الاستاذ حاج الطاهر - عليه رحمة الله - ترك بصمات واضحة في ساحات العدالة وكذلك في أخلاقيات المهنة(Professional ethics ) واذكر في بداية عملي بمهنة المحاماة في المدينة الفاضلة( الابيض)، كان يقال لنا هذه هي القاعة التي ترافع فيها حاج الطاهر في قضية "نجمة" وهي قضية تعتبر حقا من اجمل القضايافي تاريخ القضاء والتي تخللتها الحصافة القانونية مزينة بالمقاطع الشعرية، و حملت في تراجيديتها شيئا من المسرح، كما في روميو وجوليت، وماثلت في عنفوان الحب قصص طوق الحمامة لإبن حزم، وبدت من خلال الاشعار الحميمة المتبادلة(بين المتهم والمجنى عليها) اشبه باسطورة الالياذة وليس من قصص الواقع وإن إنتهت بالدم والمقصلة!. ومن المصادفة أن القاضي العباسي الذي نظر تلك القضية كان أديبا جمع بين الموهبة الشعرية الفذة والحصافة القانونية الرصينة فختم حيثياته بقوله " الحمد لله الذي وفقنا لخدمة القانون والأدب"!! |
و حيثيات هذه القضية من أجمل ما سرد في مجلة الأحكام القضائية ، لذلك أرتأيت نقلها إلى هنا بعد إختصار الأسماء التي وردت كاملة ، و ذلك حتى يقف القراء الأكارم على حقائقها ..
Quote: حكومة السودان/ضد/ ح . م . م . أ
نمرة القضية: م أ / م ك / 243/1970 المحكمة: محكمة الإستئناف العدد: 1970
المبادئ: • قانون العقوبات – الإستفزاز الشديد المفاجئ- المادة 249 (1) من قانون العقوبات يجب إتحاد العنصرين (1) شدة الفعل الإستفزازي و (2) عنصر المفاجأة- السلوك السي من جانب الزوجة نوع من فساد الحياة الزوجية يؤدي إلي الإنفصال أو الطلاق ولا يعتبر سلوكاً إستفزازياً إذا أنعدم إتحاد عنصر الشدة والمفاجأة. الإستفزاز الشديد هو الحالة النفسية أو العصبية التي يصاب بها المتهم متأثراً بأي فعل أو سلوك يصدر من المجني عليه بحيث يكون المتهم فاقد الشعور والإحساس بطريقة فجائية ومؤقتة وفي نفس الوقت يجب أن يكون الفعل الإستفزازي شديداً وعنيفاً في وقته وعليه سلوك الزوجة المشين أو المريب يعتبر فعلاً أو سلوكاً إستفزازياً شديداً وعنيفاً في وقته 249 (1) من قانون العقوبات إذا أنعدم إتحاد عنصري الشدة والمفاجأة وفي هذه الحالة يعتبر نوعاً من فساد الحياة الزوجية يؤدي إلي الإنفصال أو الطلاق. الحكم: محكمة الإستئناف المدنية حكومة السودان ضد ح . م . م . أ م أ / م ك / 243/1970 المحامي: الحاج الطاهر أحمد............عن المتهم عثمان الطيب(رئيس القضاء)- أغسطس 19/1970. أنعقدت المحكمة الكبرى في الأبيض برئاسة القاضي الجزئي ؟؟؟؟بين يومي 12/4/ و 9/5/1970 لمحاكمة المتهم المذكور أعلاه متهماً بأنه في يوم 2/8/1969 بالأبيض طعن زوجته ( ن ، ب ، م ، ا ) بسكين في صدرها و سبب وفاتها وبذلك يكون مرتكباً جريمة القتل العمد تحت المادة 251 من قانون العقوبات. أدانته المحكمة تحت هذه المادة وحكمت عليه بالإعدام. طعن المتهم المتوفاة طعنة واحدة في الجانب الأيسر من صدرها، وتوفيت في نفس الوقت. ونقلت جثتها إلي مستشفى الأبيض وظهر من الكشف الطبي عن سبب الوفاة إن السكين وصلت إلي غشاء البلورة وفتحته، وأدى ذلك إلي دخول الهواء في الصدر وإنكماش الرئيتين، و تعطلت عملية التنفس، ونتجت الوفاة، أول ما أستجوب المتهم في يومية التحري بعد القبض عليه أعترف بأنه طعنها قاصداً ذلك وعندما أخذت أقواله أمام قاضي قال إنه كان يريد أن يضربها في وجهها ولكن أصابتها السكين في مكان آخر من جسمها لا يعرفه. وفي أقواله أمام قاضي التحقيق القضائي قال إنه أخذ السكين وطعنها ولكن لا يعرف في أي جزء من جسمها. وفي أقواله أمام المحكمة الكبرى قال إنه كان يريد أن يضربها بالسكين في وجهها وهي راقدة و أصابتها السكين في جنبها. من خلاصة هذه الأقوال يتضح-كما وجدت المحكمة الكبرى- إن المتهم قد قصد طعن المتوفاة، وطعنها طعنة قوية بسكين حادة يستنتج منها أنه قد قصد قتلها. ركز السيد محامي المتهم دفاعه على الفقرة الأولى من المادة 249 من قانون العقوبات. أي إن المتهم عند طعن المتوفاة كان واقعاً تحت إستفزاز شديد ومفاجئ أفقده السيطرة على نفسه، وبذلك تلزم أن تكون إدانته بالقتل الجنائي تحت المادة 253 من قانون العقوبات. ولكيما تقرر صحة هذا الدفاع أو عدمه يتوجب تتبع الوقائع عن العلاقة بين المتهم والمتوفاة وسلوكهما حتى لحظة الحادث. ينتمي المتهم والمتوفاة إلي قبيلة المسيرية وكل واحد منهما إبن عم الآخر. و والد المتهم هو ( م . م . أ ) رئيس محكمة أبوكوع الأهلية ومن أعيان المسيرية. ويظهر إن أبناء العائلة وبناتها نالوا حظاً من التعليم. يعمل المتهم محاسباً في مجلس ريفي المسيرية. تزوج المتهم بإبنة عمه المتوفاة من قبل حوالي عشر سنوات، وظلوا يعيشون بين المجلد والفولة ولقاوة ويقومون بزيارات للأبيض. تزوج المتهم بزوجة ثانية، وتزوج بثالثة في حوالي 1968. وبطبيعة الحال ضاقت المتوفاة ذرعاً بهذه الزيجات المتعددة ولم ترض عن زوجها وصارت تشعر بتعاسة معه. ونشأت بينهما الخلافات التي أدت في مرة من المرات إلي الطلاق الذي أعادها بعده إلي عصمته. ويبدو أنها أصبحت تفكر جدياً في الإبتعاد عنه. يظهر إنها في إحدى سفراتها إلي الأبيض أو في غيرها تعرفت على شاب يدعى ( ي ، ع ) (شاهد الإتهام الخامس)، و أنسجمت معه في علاقة حب. وأصبحا يتبادلان خطابات الحب. ولإستكمال القصة أرى أن نرجع إلي بعض تلك الخطابات. أول رسالة عثرت ل ( ي ) إلي المتوفاة ( ن ) مرسلة من الأبيض ومؤرخة 29/6/1968، ويسمى نفسه فيها (أختك المشتاقة سلمى) وبعد التحية والأشواق يقول لها فيها تسلمت منذ يومين رسالتك التي أنتظرتها، والحق يقال لقد أعادت الطمأنينة إلي قلبي كما أعاد قميص يوسف البصر إلي عيني والده. ويذكر لها إن الأيام القصيرة التي قضياها معاً كان لها أطيب الأثر في نفسيهما وينهي الخطاب بأبيات الشعر الأتية: لك في خيالي روضة فينانة غنى على أغصانها شاديها يحمي مغارسها ويرعى نبتها راع يجنبها البلي وبقيها فإذا النوى طالت على وشفني جرحى وعاد لمهجتي يدميها نسق الخيال زهورها و ورودها فقطفتها وشممت عطرك فيها ورسالة أخرى من الأبيض مؤرخة 19/11/1968 مذيلة بعبارة (المخلص إلي الأبد أنا) يقول في هذه الرسالة: أريد أن أكتب شيئاً منمقاً كعبارات القصص ولكني لا أجد أبلغ من الكلمة السهلة (أحبك) عندما تنبع من أعماق القلب ويردد كلمة أحبك. ويمضي فيتغزل في سحر عينيها الغامض وإبتسامتها ورقتها الحالمة. ويذكر أيام اللقاء التي مرت سريعاً ويتشوق إلي لقائها وإنه في إنتظار الموعد الذي حددته والذي يراه بعيداً ويستعجلها الحضور. ويذكر لها إنه عرف بقصة طلاقها، ويعلق عليه بأن المولى أنقذها من ( ح )، وإنه سعيد لهذه النهاية. وبعد حديث عن بعض الأخوات وذهابه للخرطوم وعودته يقول لها (ما زلت عند وعدي وطبعاً الظروف تغيرت) ونضيف إلي ذلك إنه كان ينوي أن يحضر لها في المجلد، ولكن عليها أن تحضر بأسرع فرصة لأن الشوق فاض. ويمضي في حديث حب وهيام عنيف ويضيف إليه أبياتاً من الشعر اللطيف ويختم الرسالة هكذا. إلي حين حضورك سأظل بعدك للسجون وللعصابات الآخر أقتات بالذكرى الحبيبة إذ تعاودني الذكر إن أتجهت أو إلتفت أرى خيالك في الأثر والرسالة الثانية من ( ي ) من الأبيض مؤرخة 18/12/1968 إلي منية النفس ( ن )- كما بداها. بعد الشوق واللهفة الشديد إلي اللقيا، خبرها إنه في ذلك اليوم استلم رسالتها الغالية، وأعتذر عن عدم الرد على رسالتها السابقة. ودخل معها في حوار بهذه العبارة (لاحظت تساؤلاً في خطابك عما أقصد بكلمة الظروف عندما علقت على قولك (أما زلت عند وعدك. بالطبع أوعدتك بأنني سأظل أحبك ما دمت حيا، وإن ما من حب إلا وله نهاية سعيدة هذا هو مفهوم الحب. وعندما حصل ما زلت أريد حيا، وإن ما صدراً حنوناً ويقول لها إن الظروف هي ظروف رجوعها إلي زوجها ما زالت قائمة. ويمضي فيجد لها العذر بأنها كتبت تلك في إندفاعاتها عندما ذكرت أنها لا تريد أن تغمس نفسها مع الزوجة الثالثة و إن ( ح ) خلق لها مشاكل كثيرة. ويذهب في القول هكذا. ( ( ن )) أنت شابة يتمناها الجميع ولو القدر كان يجمعنا قبل زواجك من ( ح ) لكنت فتاة أحلامي وزوجتي. هل تذكرين في أول لقاء لنا إنني قلت لك لماذ لم أعرفك قبل اليوم. وبعد معرفتي لك أكثر و أكثر وحبي لك يا ترى ماذا كنت تتوقعين غير ان احمد الله على خلاصك وبانك صرت حره وكلانا متعلق بالآخر ماذا ياترى ان نفعل غير العيش مع بعض . ثم يتساءل إن كانت تحب ( ح ) أو أنها تحب طفلها ( ب) ويؤكد لها إنه لا زال عند وعده ويردد ما زال عند وعده وإنه مستعد أن يضحي تضحية كبرى في سبيل حبها. وظهرت في إجراءات القضية رسالة من ( ن ) إلي ( ي )، وهي ليس (مؤرخة) ولكن يبدو أنها كانت قبل رسالة ( ي ) المؤرخة 8/12/1968 إذ أنها ذكرت فيها إقتران ( ح ) بزوجة ثالثة. والطلاق الذي تدعى وقوعه و ( ح ) ينكره وإصرارها عليه ومحاولتها الإبتعاد عنه ودخول الوساطات لحملها على تغيير رأيها. وهي تبدأ هذه الرسالة بأبيات من الشعر أولها: أستخبر الشمس كلما طلعت و أسال البرق عنكم كلما لمعا و آخر تلك الأبيات: لا تحسبو إنني بالغير مشتغل إن الفؤاد بحب الغير ما وسعا وتزف إليه الأشواق مع النسمات الرقيقة عبر المسافات البعيدة، وتعبر له عما في قلبها من شوق لرؤياه. وتعتذر عن التأخير في الكتابة إليه لما هي فيه من مشاكل، وتعتذر أيضاً لعدم تمكنها من كتابة كل شئ عن قصتها مع الثعلب الماكر الذي أضاف إلي العدد ثالثة- تعني الزوجة الثالثة. و تختم الرسالة بأبيات من الشعر. وتكتب له رسالة أخرى مؤرخة 15/1/1969، تقول فيها (حبيبي لقد أتاني خطابك الذي أحاطني بعبارته العميقة العالية، وأعاد إلي طمأنينتي التي فقدتها منذ زمن، حبيبي إني لا اشك في حبك وغايتك أبداً.. والله ومدى قداسته أبداً... إنما الذي أرجوه هو الغاية وكل حب يدوم.. إلا وله نهاية سعيدة.. وتمضي فتتحدث عن الطلاق وتدخل الناس والرياء الإجتماعي وسوء العادات والتقاليد، التي وقفت سداً منيعاً دون بلوغتها غايتها، وتشكو حزنها وألمها وإنكسار قلبها في منزل ( ح ) حيث لا يوجد عزاء ولا توجد رحمة وتحدثت عن منعها من الذهاب للأبيض ولكنها ستسعى لتجد الطريق إليها لكي تقابله. ورسالة أخرى مؤرخة 15/3/1969 ترسلها ( ن ) لعزيزها تبدأ بالقبلات الحارة وتردد كلمة حبيبي وتقول ما أبلغ هذه الكلمة التي تنبع من سويداء قلب مفعم بالشوق الأكيد... وتمضي قائلة، طبعاً أعلم علم اليقين بما تكنه لي من إخلاص وحب فياض وتضحية، وقد تسئ فهمي بأنني قد خنت حبك ولكن والله هذا لم ولن يحصل. وتطمئنه بأنها لم تكن لها حيلة في الرجوع ل ( ح ) بسبب الوساطات، وإن التأخير سيكون على حسابها، وأنها رأت الإستسلام لكي تجد فرصة أخرى، وترى إن هذا من اللباقة، إلي أن تنال إستقلالها كاملاً في القريب إنشاء الله. وحتى يتمكنان من بناء عشهما الحبيب وتؤكد له إن الذي أرجعها ل ( ح ) ليس حباً، و تتألم من الظلام الذي أطفأ نور عينيها وهصر قلبها وأنها فقدت شخصيتها وصارت له بلا إحساس. وتتساءل إن كان ( ح ) يستطيع أن يستمر مع آلة بلا إحساس أو شعور. وترد بالنفي. ثم تسأل حبيبها (هل رجوعي بجسدي تراه خطأ في حق حبك؟ وروحي معك عقلي معك.. لا أظن ذلك) وتتألم لما هي فيه من عذاب نفسي، وتؤكد له إنها ستأخذ إستقلالها كاملاً شاملاً في القريب. وأنقضت فترة زمنية حوالي الثلاثة أشهر لا تعرف ما حصل فيها من شأن ( ي ). وبعدها شاءت المقادير أن تجمع العشيقين قدر الله أن توفيت عمة ل ( ح ) و ( ن ) في الأبيض، وحضر الأثنان للعزاء، وكان ذلك يوم 24/6/1969. وبعد نهاية أيام العزاء كان على ( ح ) أن يرجع إلي مقر عمله في المجلد، و أما ( ن ) فأظهرت رغبتها لتبقى في الأبيض للعلاج. وتركها ( ح ) هناك ورجع إلي المجلد بعد أن بقى في طريقه بضعة أيام في رجل الفولة. وهنا بدأ الإتصال بين الحبيبين. وخوفاً من أعين الناس وشفقة على حبهما كان يتقابلا سراً، ويتفقان على مواعيد اللقاء بالرسائل. وقد وجدت بعض رسائل ( ن ) إلي ( ي ) التي تحدد له فيه ميعاد ومكان اللقاء. كانت ( ن ) تسكن مع أحد أقربائها حيث تركها ( ح )، وكان في جوارهم قريبات ل ( ي ) يتردد عليهن، ويبدو إن هناك قابلها لأول مرة، و كانت ( ن ) مصممة على ألا تعود ل ( ح ) وأن تبقى في الأبيض إلي الأبد حيث وجدت حبيبها وسكنت إليه وسكن إليها حتى يستطيعا أن يبنيا عشهما الهادئ وتنفيذاً لهذا التفكير أشتغلت ( ن ) موظفة للآلة الكاتبة في وكالة عروس الرمال للسفر والسياحة، وكان ذلك إبتداء من يوم 7/7/1969. في إحدى رسائلها لحبيبها وهي معه في الأبيض كتبت له قائلة (أتمنى لنا دائماً السعادة والرفاهية في ظل القوي المتين الذي لا نهاية له كما أتمنى للعوازل آلاماً مرة على مدى السنين. وصلت البارحة في آمان الله وروحي بل ومعنوياتي في الثريا ونمت نوم قرير العين (مضت تحكي له أنها سمعت بعض الصغار في الحي يتحدثون عن حبهما وتكرار زيارته لمنزل ( ع ) لكي يراها. وقالت أنها قابلت هذا الحديث بجمود وبدون إكتراث، لأن مسألة حبهما لا ريب فيها، وعليهما أن يقابلا الموضوع بشجاعة، إذا عرفه وتناقله الناس. كان ( ح ) قد أرسل خطاباً إلي قريبهما الذي كانت تقيم معه لكي يستعجلها الرجوع وأيضاً أرسل لها برقية، وأخيراً أرسل خطاباً الذي ردت عليه بخطابها الذي عليه ختم بريد الأبيض المؤرخ 27/7/1969 وأيضاً عليه ختم بريد المجلد المؤرخ 31/7/1969. وقالت له في هذا الخطاب إن الخطابات التي تجدها وبحوزته كانت قد أرسلت في لقاوة وكانت لها حياتها الخاصة التي تحياها بإعتبارها طالق. فقالت له إن شكوكه فيها لا محل لها. قالت فيه أنها أشتغلت بالمؤسسة، وإن العمل حق و واجب وشرف وكرامة، وإن إبنهما ( ب ) فهو أمانة في عنقه، وثم أسترسلت في قصيدة من الشعر الحديث أنقل منها ما يلي: متى يا سيدي تفهم بأني لست واحدة من صديقاتك ولا فتحاً نسائياً يضاف إلى فتوحاتك أياً جملاً من الصحراء لم يلجم بأني لن أكون هنا رماداً في سيجارتك ولا رأساً بين آلاف الرؤوس في مخداتك ونهاد فوق مرمرة تسجل شكل بصماتك وأيا سيد انفعالاتـــــــــــك ومن صارت الزوجات بعضاً من هواياتك تكدسهن بالعشرات في جدران صالاتك متى تفهم؟ كهوف الليل في (المجلد) قد قتلت مرؤاتك و أنت صريع شهواتك تنام كأن المأساة ليست مآساتك متى تفهم؟ متى يستقيظ الإنسان في ذاتك وكان وصول هذا الخطاب في يوم الخميس وما أن قرأه ( ح ) إلا وأستعد لسفر إلي الأبيض التي وصلها في حوالي العاشرة صباحاً يوم السبت وذهب للمنزل و وجد ( ن ) وطلب منها أن تذهب معه في الحال إلي المكتب الذي أشتغلت فيه لكي تستقيل. وأقترحت عليه كتابة خطاب إستقالة، ورفض ( ح ) هذا الإقتراح واصر على الذهاب. وذهبا إلي ذلك المكتب وكانت تصحبهما قريبتهما جدة محمد الفقير. ودخلوا مكتب وكالة عروس الرمال للسياحة والسفر، و وجدوا صاحبها. و وجه له ( ح ) السؤال عن كيف شغلوا ( ن ) عندهم إمرأة بدون موافقة زوجها. ويبدو إن الردود لم تكن مقنعة له وفيها بعض السخرية به، فأنفعل وهدد من كان هناك و وصل إلي الدرجة أن بعثر أثاث المكتب. وهنا خرج صاحب الوكالة لكي يبلغ البوليس. ولكن ( ح ) و ( ن ) وجدة خرجوا قبل حضور البوليس ذهبوا إلي المنزل. و روت جدة محمد الفقير ما حصل بعد ذلك ويتلخص في الأتي: ذهبوا إلي منزل حاج يوسف وجلسوا. وقال ( ح ) إنه كان غضبانا لأنه كان يفتكر في الأمر شيئاً آخر، ولكن ما دام ( ن ) تركت العمل وستذهب معه فإن الغضب زال عنه. وقال إنه لم يشرب شاي منذ أيام وطلب عمل شاي. وخرجت ( ن ) لتذهب إلي منزل جدة لأن ملابسها وأمتعتها كانت هناك. ولحق بها ( ح ) ودخلا معاً في الحجرة وجلسا معاً، وجلست جدة في الفرندة. و لم يكن هناك حديث بين ( ح ) و ( ن ). وحضرت إحدى البنات تدعو حس للغداء، فرد بأنه لا يريد غداء وأنه مصدوع. وبعدها قالوا فلتحضر ( ن ) للغداء وقال ( ح ) لا بأس. ولم تتحرك ( ن ) وقام ( ح ) فجأة وطعنها وهي استلقت في السرير، وخرج ( ح ) وهو يحمل السكين وجلس تحت شجرة. وفي نفس اللحظة دخلت جدة و وجدت ( ن ) مغمورة بدمائها ولا حركة فيها. وأستغاثت جدة حتى حضر إبنها جبارة. وحاولت جدة أخذ السكين من ( ح )، وقبل أن يتركها لها طعن بها نفسه و وقع على الأرض. وقد نقلت ( ن ) جثة هامدة كما نقل ( ح ) جريحاً إلي المستشفى. رواية ( ح ) تقول إنهم بعد أن رجعوا من الوكالة للمنزل، قال إنه كان غضباناً لأنه كان يعتقد إن الشخص الذي أرسل لها الخطابات الغرامية، وهو الشخص الذي شغلها لكي تبقى معه في الأبيض، وكان مستاء من سلوكها لأنها أشتغلت بدون إذن. وقال إنه عاتبها لأنه تركها في الأبيض للعلاج وليس للعمل وكتابة الخطابات الغرامية وأقترح عليها أن يحضر مصحف لتحلف عليه بأنها ستقطع علاقاتها مع ( ي )، وأن ينتهي أمر الخطابات بدون أن يعرف عنها أحد شيئاً. وقبل ان ترد ( ن) سمع حركه فى الباب الخارجي وذهب ولم يجد شيئاً وفي اثناء رجوعه رأى ( ن ) ترمي ببعض أوراق في حفرة الأدبخانة، ومن هناك ذهبت إلي منزل جدة. وقال إنه في أثناء ذلك وجد خطاباً غرامياً في حقيبة يدها وقام ولحق بها هناك، وجلس معها في الحجرة، قال إنه سألها عن ذلك الخطاب وردت عليه بأن تلك الخطابات التي وجدها حررت عندما كانت طالقة. وقال إنه رد عليها بأنه طلقها الساعة العاشرة مساء ورداها إلي عصمته في الساعة الثامنة صباحاً فكيف تكون مطلقة وكيف تتبادل تلك الخطابات. وقال إنها ردت عليه بما معناه أن ينظر إلي وجهها جيداً إن كان يرى إن مثل هذا الوجه يستحق أن يكون آهلاً لوجه مثل وجهه لولا أنها كانت غبية عندما تزوجته وهو رد عليها بما معناه إن وجهها ذلك الذي تفخر به فإنه سيشوهه لها حتى لا يرغب فيه أحد من بعد. وقال إنه أستل السكين الذي كان يلبسها وأراد أن يضربها في وجهها ومالت قليلاً فأصابتها السكين حيث أصابتها، هذا ملخص أقواله أمام المحكمة الكبرى، أما أمام قاضي الإحالة فلم يرد على قوله أنه في أثناء النقاش عن الخطابات الغرامية المتوفاة أساءته وهو أستل سكينه وطعنها ولا يدري في أي جزء من جسمها. وفي أقواله التي أدلى بها للمتحري عقب الحادث مباشرة، قال إنه أحضر مصحفاً وطلب منها أن تحلف أنها تترك ( ي ) ولا تكون لها علاقة معه، وأنها ردت أنها ستحلف أنها ستتركه، ولكن ليس كلياً وقال إنه هنا أخرج سكينه وطعنها. لقد سردت كل هذا لأن المحكمة الكبرى لم تكن دقيقة في تقرير الوقائع التي قبلتها عما كان حاصلاً بالفعل، والتي طبقت عليها القانون للوصول إلي النتيجة إنه لم يكن هناك إستفزازاً شديد ومفاجئ أفقد ( ح ) السيطرة على نفسه في وقت الطعن. إن المحكمة لم تعط إهتماماً كلياً لأقوال ( ح ) في الصورتين، الصورة الأولى إنه طلب منها أن تحلف إنها ستترك ( ي ) وقالت إنها ستحلف أن تتركه ولكن ليس كلياً. والصورة الثانية أنها قالت له إن وجهها لا يستحق أن يكون آهلاً لوجهه يبدو إن المحكمة أعتبرت ( ح ) غير صادق في الصورتين لوجود التناقض في أقواله، وأخذت بأقوال جدة وقبلتها على أنها تمثل الصورة الحقيقية، التي كانت أنه لم يكن هناك أي حديث بين ( ح ) و ( ن ). وكان ( ح ) مستلقياً على سرير، وكانت ( ن ) تجلس على سرير آخر، وكانا صامتين. وفجأة قام ( ح ) وخطأ نحو باب الحجرة، وأقبل على ( ن ) وطعنها. ناقشت المحكمة الكبرى قصة الخطابات الغرامية، أولاً الخطابات التي وجدها ( ح ) في حقيبة ( ن ) في المجلد، وهي رسائل ( ي ) الثلاث التي سلف ذكرها.والرسالة التي قال ( ح ) إنه وجدها في حقيبتها في اللحظات الأخيرة، على إعتبار أنها لا تحدث إستفزازاً شديداً مفاجئاً. قيل عن الرسائل إن ( ح ) وجدها في 31/7/1969، وقد إستفزته ودفعته للقيام من المجلد والحضور إلي الأبيض. والواقع إنه لم يجدها في ذلك اليوم بل وجدها في وقت سابق وأنه كتب بشأنها ل ( ن )، وقد ردت عليه ( ن ) بخطابها الأخير الذي عليه ختم البريد 27/7/1969. قررت المحكمة الكبرى إنه كانت هذه الخطابات الغرامية إستفزته، فإن الإستفزاز لم يكن مفاجئاً في وقت إرتكاب الجريمة، وعن الخطاب الذي وجده في اللحظات الأخيرة لم يكن مفاجئاً أيضاً لأنه أعتاد على مثل هذه الخطابات من قبل. ركز السيد محامي المتهم دفاعه من ناحية الوقائع التي سببت الإستفزاز الشديد المفاجئ على الأتي: (1) أثير المتهم بالمعلومات التي وصلته عن إلتحاق زوجته المتوفاة بوظيفة في الأبيض بدون علمه أو موافقته في حين أنه تركها هناك للعلاج. (2) وفي نفس يوم وصول المعلومات عثر على رسائل الحب التي أرسلها لها ( ي ). (3) وأهتز المتهم للمرة الثالثة عندما حاول أن يضع حداً لعلاقة غير الشريفة بين المتوفاة وبين عشيقها ( ي )، بأن يجلعها تحلف في المصحف بقطع علاقتها معه، وهي ترددت أو أمتنعت. (4) وأهتز للمرة الرابعة عندما وجد في حقيبة يدها خطاباً غرامياً، أغلب الظن إنه من ( ي ). من كل ما تقدم فإني أقرر الوقائع التي أعتقد حصولها على الوجه الأتي: عثر المتهم على الرسائل الغرامية بين أمتعة المتوفاة في المجلد وبعدها سمع بإلتحاقها بعمل في الأبيض. وعند ذلك حرر لها خطاباً يعاتبها ويتهمها ويتشكك في سلوكها وكان ردها عليه في خطابها الذي وصله يوم 31/7/1969 فقالت له عن الرسائل إنها كانت حياتها الخاصة التي تحياها عندما كانت طالق وتنفي الإتهامات وترد الشكوك. وقالت عن العمل إنه حق و واجب وشرف وكرامة. ومفهوم هذا مع مفهوم الشعر الذي كتبته في الخطاب انها لم تعد له، ولا ستعود له. لأنها ليست فتحاً نسائياً يضاف إلي فتوحاته، ولا رأساً بين آلاف الرؤوس على مخداته، وسألته متى يفهم ويستقيظ الإنسان في ذاته، إثارة هذا الخطاب وأعتقد إن عشيقها هو الذي هيأ لها العمل في الأبيض لكي تبقى معه. فأسرع للمجيء إليها. وقبل أن أسترسل في سرد الوقائع بعد مقابلته لهأ يجب أن أعيد إلي الذاكرة ان رسائل ( ي ) التي وجدها ( ح ) في المجلد، لم تكن رسائل غرامية وكفى، ولكنها تعلن بوجود وعداً اوإتفاق على الزواج، وفيها إستنكار لها بالإسراع للحضور له بالأبيض. وكان ( ح ) طبعاً قرأها وأحضرها معه. ورسائل ( ن ) ل ( ي ) تؤكد وجود إتفاق على الزواج بعد الخلاص من ( ح ). وبطبيعة الحال لم يكن ل ( ح ) مجال للإطلاع على رسائل ( ن ). والرسالة التي قيل إن ( ح ) وجدها في اللحظات الأخيرة و وصفت بأنها من ضمن رسائلها الغرامية ل ( ي )، لم يكن واضحاً هي أي الرسائل التي عرضت في القضية، و لم يكن واضحاً ماذا كان فيها. ذهب ( ح ) مباشرة. إلي المنزل الذي تسكن فيه ( ن )، وكان الوقات حوالي العاشرة صباحاً. و وجدها وقابلته ببرود وهدوء، وذهبا إلي مكان عملها ورجعها. ودخلا في الحجرة، وأنتقلا إلي الأخرى. وما يعتقد كان قصد ( ح ) من كل هذا، لم يكن سوى أن يقطع صلتها بعشيقها وبالأبيض ويأخذها معه إلي المجلد لتكون بجانبه. لم يكن بينهما حديث مسموع وهما معاً في الحجرة، ويبدو إن ( ن ) كانت باردة صامتة واجمة. وشعر ( ح ) بأنها لا تريد أن تذهب معه وأنها مصممة على البقاء في الأبيض، وفي هذه اللحظة أستسل سكينه التي كانت في ملابسه وطعنها الطعنة القاتلة. والسؤال المهم هو هل في هذه الظروف وقع الإستفزاز بمعناه القانوني الذي يخفف الجريمة من القتل العمد إلي القتل الجنائي. إن الإستفزاز هو الحالة النفسية والعصبية التي يصاب بها المتهم متأثراً بأي فعل أو سلوك يصدر من المجني عليه، يحيث يكون المتهم فاقد الشعور والإحساس بطريقة فجائية و مؤقتة، وغير قادر على تملك أعصابه وتحكيم عقله. ولابد لهذا من أن يكون الفعل الإستفزازي شديداً وعنفياً في وقعه وتأثيره على نفس المتهم، وبالدرجة التي تثير غضبه الشديد، الذي يفقد في لحظة شعوره وإحساسه ويفقد أيضاً المقدرة على التحكم في تصرفاته. ولابد أيضاً من أن يكون الفعل الإستفزازي قد وقع عليه بطريقة مفاجئة بدون تقوع وأنه إرتكب جريمة في حالة الإنفعال وحدة العاطفة فقدان الشعور والإحساس يجب أن يتحد عنصران أولها شدة وعنف الفعل أو السلوك الإستفزازي، وثانيهما عنصر المفاجأة وعدم التوقع. ونتيجة لهما حصلت للشخص حالة فقدان السيطرة على نفسه وتصرفاته وفي تلك الحالة وقعت منه الجريمة. وقد أصبح واضحاً إن المقياس درجة فقدان السيطرة على التصرفات في مقابل الفعل أو السلوك الإستفزازي، هو مستوى الشخص العادي وهو في البيئة التي نشأ فيها، والمجتمع الذي يعيش فيه. لأن نظرته إلي الأشياء تتكيف بسلوك تلك البيئة أو ذلك المجتمع. ومع أهمية القاعدة و أخذها دائماً في الإعتبار فإن الأهم هو إخراج الشخص ذي الإحساس الشاذ غير المتلائم مع أخلاق وتقاليد أهل مجتمعه. لا يوجد خلاف في أن سلوك الزوجة المشين أو المريب يعتبر فعلاً أو سلوكاً إستفزاياً لزوجها، وهذا في أغلب المجتمعات بما فيها مجتمع المسيرية. والخلاف في درجة شدة الإستفزاز وفجائيته التي نتج عنه ذلك السلوك. إن القاعدة التي هي حصول الإستفزاز الشديد المفاجئ عندما يجد الزوج زوجته في المضجع مع شخص آخر، ليست على إطلاقها. فإذا كان الزوج يعلم إن زوجته لها صلات غير شريفة مع عشيق لها، وكتم ذلك في نفسه وصار يترصد لها. وليلة الحادث خرجت الزوجة، معتقدة إن زوجها لا يعلم شيئاً عن خروجها. وسارت، وسار الزوج خلفها متخفياً، حتى دخلت منزل عشيقها، وأنتظر قليلاً حتى صارت في المضجع مع عشيقها، هنا دخل عليهما وقتلهما. فإن هذه الحالة أعتبرت في الهند ليست حالة إستفزاز شديد ومفاجئ، بل أعتبرت حالة إنتقام وتشفي. إن الزوج هنا يعلم بسلوك زوجته وليس غريباً أن تحمل من إتصالها بعشيقها. وفي مثال ثالث: كان للزوجة عشيق تتردد عليه، وطلب منها زوجها أن تقطع علاقتها به وهي رفضت، وعلى إثر ذلك وقعت بينهما مشاجرة وفي أثنائها أشتد غضبه فقتلها. أعتبر رفضها لقطع علاقتها مع عشيقها ليس فعلاً إستفزازياً شديداً ومفاجئاً. في بعض القضايا أعتبر إعتراف الزوجة بالخيانة الزوجية، فعلاً إستفزازياً مفاجئاً إذا كان الزوج خالي الذهن عن أي سلوك سيئ كانت الزوجة تمارسه، ولم تكن تثاوره أي شكوك في عفتها وعصمتها. وإن سماعه لإعترافها لأول مرة وبدون مقدمات، ينطوي على عنصر المفاجأة. وأما إذا كان الإعتراف بالخيانة قد سبقه علم الزوج بها أو علمه بسلوك الزوجة الذي يوحي بإعترافها للخيانة أو يوجد في نفسه الشكوك نحو عفتها، فإن عنصر المفاجأة قد ينعدم فيه أو يكون ضعيفاً أو ليس بالدرجة التي تلهب الشعور وتفقد المقدرة على تملك التصرفات. في القضية الإنجليزية التي قتلت فيها الزوجة لضيقها من سوء معاملته لها، قال اللورد كودارد ما معناه وهو ما نقلته المحكمة الكبرى في حكمها في هذه القضية و أعتمدت عليه. الإستفزاز هو أي فعل أو سلسلة أفعال أتى بها المتوفى نحو الجاني، من شأنها أن تسبب لأي شخص إعتيادي فقدان السيطرة على نفسه فجأة ومؤقتاً، يخضعه للعاطفة التي تجلعه في لحظتها ليس مالكاً لقواه العقلية. ويكون ذلك قد وقع بالفعل. أما الغيظ أو السخط أو إثارة الإضطراب النفسي الشديد، أو السلوك طويل الأمد الذي يسبب الألام والقلق، لا يكون بمفرده منتجاً للإستفزاز في معناه القانوني. وبالطبع كلما بعدت الحادثة عن الجريمة كلما قل الإعتماد عليها. والسلوك الذي يتسم بسوء المعاملة المتكرر المستمر قد يكون فعلاً مستحقاً لملامة ولزمه ، أكثر من كونه فعلاً فجائياً إستفزازياً يقابل بالقتل. كانت الحياة الزوجية بين ( ح ) و ( ن ) في الفترة الأخيرة التي كانت حوالي السنة حياة غير سعيدة، والسبب فيها إن ( ح ) بالإضافة إلي زوجته الثانية تزوج بالثالثة أشتدت المشاكل حتى وصلت إلي الطلاق والرجعة. وصارت ( ن ) تضيق ب ( ح ) وتحاول أن تضيق عليه ولكي تظفر منه بالطلاق الذي لا رجعة فيه وقبل الحادث الأخير بأيام وجد ( ح ) رسائل ( ي ) ل ( ن ). وهي رسائل تدل على علاقة عميقة وحب مكشوف. وفهم أن تضيق عليه لكي تظفر منه بالطلاق الذي لا رجعة فيه. وقبيل الحادث الأخير بايام وجد سلوكها الذي أقل ما يقال عنه إنه يجلب الشك و الظنون في عفتها وعصمتها. وكتب لها مبدياً شكوكه، وردت عليه بخطابها الذي كان واضحاً فيه إنها ليست له ولا تريد العودة له. فهذا زاد شكوكه وربما قربها إلي درجة اليقين. وحضر إلي الأبيض لكي يقطع علاقتها مع حبيبها ولا يتم قطع تلك العلاقة إلا برجوعها معه إلي المجلد. وقد قابلته ببرود و وجوم وأظهرت له عدم رغبتها في الرجوع معه. وأنتهت القصة بقتلها. لا شك في إن سلوك ( ن ) كان سلوكاً مثيراً للشعور ولكن ماهي درجته من الشدة، وما هي درجته من الفجائية. إن أي شخص عادي في مثل البيئة التي يعيش فيها ( ح )، كان يتوقع من خطاب ( ن ) الأخير أنها لن تعود معه إلي المجلد. إن الرفض للعودة معه في حد ذاته، ليس إستفزازاً شديداً، حتى إذا صاحبه إمتناعها عن القسم بقطع علاقتها مع عشيقها. كما ذكر ( ح ) في أقواله التي لم تقبل من ناحية الوقائع. تمثل في سلسلة من الأفعال التي تجلب لزوجها المتهم عدم الرضي والغضب والقلق والإضطراب النفسي. وهو نوع من فساد الحياة الزوجية الذي يؤدي في النهاية إلي الإنفصال و الطلاق وليس أكثر من ذلك. كما يمكن أن يقال إن سلوك ( ن ) بالرغم مما وجدته من ( ح ) من سؤ المعاملة، كان سلوكاً مستحقاً للملامة والمذمة ولكنه لم يمكن مصدر إستفزاز شديد ومفاجئ بحيث يثور فيه شعور ( ح ) بالدرجة التي تفقده السيطرة على نفسه إلي أن يصل إلي قتلها. لهذه الأسباب فإني أؤيد إدانة المتهم بالقتل العمد تحت المادة 251 من قانون عقوبات، و أؤيد الحكم عليه بالإعدام. |
و بإذن الله سأعود لأنهل من هذه الروائع ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: عصام دهب)
|
RULE OF LAW
DUE PROCESS OF LAW
مباديء عظيمة تعض عليهاالشعوب بالنواجذ، من أجل سيادة القانون وتطبيقه على الجميع.. وتوفير الضمانات الدستورية لسلامة الإجراءات وعدالتها، حماية للحقوق والحريات.
محبتي عبد المنعم خليفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: Abdul Monim Khaleefa)
|
Quote: و حيثيات هذه القضية من أجمل ما سرد في مجلة الأحكام القضائية ، لذلك أرتأيت نقلها إلى هنا بعد إختصار الأسماء التي وردت كاملة ، و ذلك حتى يقف القراء الأكارم على حقائقها .. |
صديقي الأستاذ عصام دهب. تحياتي النواضر شكرا على المرور والتعليق وإيراد قضية "نجمة" والتي أتفق معك بأنها أحد أجمل السوابق التي وردت في مجالة الأحكام، حيث أحاطت بالجانب الادبي والقصصي والشعري كما أحاطت بالجانب القانوني بمهنية عالية، وما ذلك إلا لأن اطرافها من مترافعين وقضاة كانوا فطاحلة زمنهم، لذا قد تركوا لنا إرثا نفاخر به الامم!.وإنه من المؤسف أن يأتي يوما يفقد فيه هذا الإرث قدسيته وبريقه وتفقد فيه هذه المؤسسة العدلية إستقلالهاوهيبتهاوتصبح محل شك وريبة لدرجة أن يقترح البعض الإتيان بقضاة من جامعة الدول العربية والإتحاد الافريقي للوقوف على أدائهاوإستقلاليتها، لنحقق بذلك مقولة الصحفي البريطاني روبرت فيسك الذي زار السودان عقب الإنتفاضة وايضا بعد رفض السيد الصادق المهدي لإتفاقية الميرغني - قرنق ليطلق مقولته الشهيرة والتي لازالت تؤرقنا" أن الشعب السوداني مدهش في إنجازاته وكذلك في إخفاقاته!!!".
لك مني الود الذي تعرف،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
Quote: RULE OF LAW DUE PROCESS OF LAW مباديء عظيمة تعض عليهاالشعوب بالنواجذ، من أجل سيادة القانون وتطبيقه على الجميع.. وتوفير الضمانات الدستورية لسلامة الإجراءات وعدالتها، حماية للحقوق والحريات. محبتي عبد المنعم خليفة |
الإسكندر هاميلتون "حكمة الفصل بين السلطات" استاذنا عبدالمنعم لا شك بأن الوسائل القانونية السليمة أو حكم القانون( The rule Of law & due process Of law) لا يتأتيان بمنأى عن فصل السلطات، الذي هو الضامن الوحيد لممارسة السلطة القضائية للدور المناط بها على اكمل وجه. وفي هذا الصدد تستحضرني مقولة شائعة للاسكندر هاميلتون ، احد واضعي الدستور الامريكي، يقول فيها "لا وجود للحرية دون فصل السلطة القضائية عن السلطتين التشريعية والتنفيذية وما على الحرية ان تخشى امر يتعلق بالسلطة القضائية بمفردها ولكن عليها أن تتخوف لدرجة القلق إذا ما إتحد القضاء مع أي من السلطتين الأخريين" نستشف من ذلك ان الحرص والإلتزام بحكم القانون لا يتأتى إلا من إستقلال القضاء بل أن المساس بهذا الإستقلال تنصرف تبعاته للمساس بهيبة الدولة نفسها( اعتقد ان قضية إفتخار محمد شودري رئيس قضاء باكستان كانت أبلغ تعبير عن مدى فداحة تاثير هيبة القضاء على هيبة الدولة). وتستحضرني في هذا الصدد مقولة لودرو ويلسون - مؤلف اوراق فيدرالية - مفادها أن " الحكومة تحافظ على وعودها أو لا تحافظ على وعودها من خلال محاكمها"! ونواصل،،
وافر محبتي،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
أعود اليوم من حبسي قـويّـاً رافعـاً رأسي وأرجِـعُ سيـرتي الأولى حديـدَ العزم والبـأسِ وأحمـلُ رايتـي قُدُمـاً بـلا خَــوَرٍ بــلا يـأسِ فصوتُ الحـقِّ نـاداني فلبّيــتُ النِّــدا القُــدسي ولـو ما ساعتي حانت بـذلـتُ رخيـصـةً نفـسي لحِقْـتُ بفتـيةٍ سقطوا بجنــبِ المــاءِ والكَلْـسِ تنـاوشهم فأرداهــم رُصـاصُ الغـادر الجِبْـسِ وقـد ثبتـوا لـه وهُمو بـلا وتــرٍ ولا قــوْسِ سـوى دعوى حناجرهم وحـبِّ الأرضِ والغـرسِ إلـى الجنّاتِ قد صعدوا وتبـقى حُـرمـةُ الرَّمْسِ وفـي الجنّـات مثواهم فيـا أمّــاهُ لا تـأسـي فيـومُ شهيـدنـا فـأْلٌ وسعـدٌ ليـس بالنّـحـسِ ويـومُ عـدوِّهـم شؤمٌ فيـا بئسـاً عـلى بـؤس ويـومُ شهيـدنـا نورٌ عـلى نـورٍ كـما قبْـسِ تلقّـى المـوتَ مبتسماً وفــاز بعـزّةِ النّـفـس فيـا بُشـرى بتزكيـةٍ وتطهيـرٍ مـن الرّجْـسِ ويـا بُشـرى بمغفـرةٍ ورِضــوانٍ وفــردوسِ ******************************** ألا يا ربِّ فـانصرني وكُـنْ حصني وكُـنْ تِرْسي وباشِـرْهُـم بـآيـاتٍ مـن القـرآن ذي البـأسِ بنـونٍ ثــمّ يــسٍ وعـمّ وآيـةِ الكُـرْسـي ومـن أسمائك الحسنى بأعظـم سـرِّها القُـدسي وبالإنـجيـل والتـورا ومـا أنزلـتَ في طِرْس فـدمِّـرْ مـن سيُغرِقُنا بـلا فُلْـكٍ بنـا تـرْسي وخـذِّلْ كـلَّ خـوّانٍ وذي وجـهيـنِ مُنـْدسِّ يبيـعُ نخيلَـه هُونـاً بسـعـرٍ زاهـدٍ بخْـسِ وأَكْـرِسْهُمْ بمـا ضلّوا كمـا عُمْـيٍ كمـا خُرْسِ جميعـاً ربِّ فاخْسفْهُـم بعَتْمـة سُحْـرةِ الغلْـسِ وصبِّـحْهُـم بغاشيـةٍ وريـحٍ صرْصرٍ نحـسِ ومـسّيـهم بـداهيـةٍ تميـدُ لمطلـع الشّمْـسِ ودمْـدِمْـهُـم ببركـانٍ ومـاءٍ منْـكَ مُنْبَـجْـسِ ودُكّـنْ سـدَّهم دكّــا فـلا يغـدو ولا يُمْـسي ليبـقى آيـةً كبـرى ودرسـاً لا كـمـا درسِ وتذكـرةً لمـن يخـشاك مـن جـنٍّ ومن إنْـسِ ********************************* لئِن سعّرْتمـو حربي سيصـدقُ فيكمو حـدْسي وإمّـا غرّكـم أمـري فذوقـوا اليومَ مـن كأسي تذوقـوا حنظـلاً مُرّاً يُـداوي فاقـدَ الحِـسِّ ويشفي كـلَّ طاغيـةٍ خفيفِ العقـلِ ذي مَـسِّ فنصرَعُـه فنترُكُـه بـلا نابٍ ولا ضُـرْسِ ************************ وأختمُ مـرّةً أخـرى بما قدّمـتُ عن نفسي بأنّي اليومَ ألقـاكـم قوِيّـاً رافعـاً رأسي وأرْجِعُ سيرتي الأولى حديـدَ العزمِ والبأسِ وأحمـلُ رايتي قُدُمـاً بـلا خورٍ بـلا يأسِ وأهتفُ مِلْءَ حنجرتي ألا هُـبِّي ألا بُـسّي بـإذن الله وانطلـقي بـلا شـكٍّ بـلا لبْسِ لتُشرقَ شمسُ ثورتـنا كما قد كان في أمْـسِ ونخرجَ في شوارعـنا بلا سيـفٍ ولا فـأْسِ سوى أصواتنا تدعـو بحقِّ الشّعبِ في السَّوْسِ بزحْفٍ من جماهيرٍ كزحف الجحفل الخَمْسِ فيسقطُ عرشُ فرعونٍ بـلا عمَـدٍ بـلا أُسِّ ويرقُصُ شعبُنا طرباً كما لو كان في عُـرْسِ
( فيسقط عرش فرعون) محمّد جلال أحمد هاشم معتقل كوبر ـ 11/07/2007
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
Quote: الفاتح سلام متابعين يا زول الله ينور عليك... قطعا اذا امد الله فى العمر سوف نعود للبوست لاهميته،،، |
شكرا يا خال على المرور والتعليق. ربنا يديك طولة العمر والصحة.
محبتي المعروفة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
Quote: اب لحما مر في الزنقة ام لوم قبال ميلين البسمع فيهم يا ابو مروة بفرارو ينط من جوة
|
البوست دة كان وين يالفاتح دايرليه ثيرمس قهوة.. ومزااج رائق ..
| |
|
|
|
|
|
|
واصل يالفاتح البوست عميق اكتر ممانتصور . وسمح القول في خشيم سيدو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: باسط المكي)
|
الأعز الفاتح ميرغني والأصدقاء لكم التحية والمودة والإعزاز
تهانينا بعودة هذه النافذة الفكرية التي لا ينبغي لها أن تغلق طالما أن جذوة التطلع للحكم الراشد والديمقراطية وحقوق الإنسان لا تزال متقدة في النفوس.. محبتي عبد المنعم خليفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: Abdul Monim Khaleefa)
|
الاخ الفاتح ميرغني
الاستاذ عبد المنعم خليفة
وانا اتصفح في مواضيع سودانيز اونلاين صادفني هذا البوست وقد اعجبتني المداخلات الرائعة من دكتور منعم خليفة -
الغريب ان عدد قراء هذا البوست تجاوز 1600 رغم ان مثل هذه البوستات لها القليل من الرواد كما سبق ان تفضل دكتور منعم
التحية لكما ولكل من اسهم بمداخلة في هذا البوست
لنا عودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الطيب شيقوق)
|
Quote: البوست دة كان وين يالفاتح دايرليه ثيرمس قهوة.. ومزااج رائق |
.. صديقي الجميل باسط. شكرا على المرور والثناء.
محبتي المعروفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
Quote: الأعز الفاتح ميرغني والأصدقاء لكم التحية والمودة والإعزاز
تهانينا بعودة هذه النافذة الفكرية التي لا ينبغي لها أن تغلق طالما أن جذوة التطلع للحكم الراشد والديمقراطية وحقوق الإنسان لا تزال متقدة في النفوس.. محبتي عبد المنعم خليفة |
أستاذنا المبجًل عبد المنعم خليفة الحق أنه لو لا مداخلاتكم العميقة النابهة لما إكتسب هذا البوست زخما يذكر او لفت إنتباها.
لك محبتي الوافرة وإحترامي الأكيد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
Quote: الاخ الفاتح ميرغني الاستاذ عبد المنعم خليفة وانا اتصفح في مواضيع سودانيز اونلاين صادفني هذا البوست وقد اعجبتني المداخلات الرائعة من دكتور منعم خليفة - الغريب ان عدد قراء هذا البوست تجاوز 1600 رغم ان مثل هذه البوستات لها القليل من الرواد كما سبق ان تفضل دكتور منعم التحية لكما ولكل من اسهم بمداخلة في هذا البوست
لنا عودة |
حبيبنا الأستاذ الطيب شيقوق تحياتي أتفق معك في أن أستاذنا عبدالمنعم قد أثرى البوست وأسرى به إلى رحاب أكبر بكتاباته الضافية.
في إنتظار عودتك الميمونة.
محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: نهلة محكر)
|
Quote: استمتعت جداً بهذه الوجبة المعلوماتية الصباحية المترعة
متابعة بشغف ... واصلوا هذا الدفق الجميل .. |
الاخت نهلة محكر شكرا يا ستهن على المرور والمتابعة.
تقديري وإحترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
الأستاذ الفاتح .. التحية لك وللدكتور عبد المنعم وزوارك الكرام.. على هذا البوست التنويري الهام .. الذي تناولت فيه بسرد تاريخي وثيقة الماقنا كارتا الشهيرة .. وهي كما تفضلتم من الوثائق الدستورية الهامة التى غيرت تأريخ بريطانياالدستوري.. ونهضت عليها تطورات دستورية لاحقة في العالم حتي بلغت وثيقة حقوق الأنسان التى أشار اليها الاستاذ عبد المنعم خليفة.. المحيّر في شأننا السوداني يا صديقي .. التدحرج الذي يصيب مسارنا الدستوري من القمة الى السفح من وقت لآخر .. ولعل أكثر ما شد انتباهي وأنا أطالع تأريخ السودان القديم .. ما ذُّكر به الملك المروي اركماني وثورته ضد نفوذ الكهنة القابض آنذاك .. ولعلى دهشت عندما علمت أنه اول حاكم من حكام العصور القديمة.. عمل على الغاء عقوبة القتل واستبدلها بالاشغال الشاقة .. ولعل عقوبة الاشغال الشاقة التى مازالت تنص عليها القوانين المصرية .. مشتقة من ذلك الأرث التأريخي..
بوست محفز للعود والنقاش والمماثلة.. مودتي موصولة للجميع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: محمد على طه الملك)
|
Quote: الأستاذ الفاتح .. التحية لك وللدكتور عبد المنعم وزوارك الكرام.. على هذا البوست التنويري الهام .. الذي تناولت فيه بسرد تاريخي وثيقة الماقنا كارتا الشهيرة .. وهي كما تفضلتم من الوثائق الدستورية الهامة التى غيرت تأريخ بريطانياالدستوري.. ونهضت عليها تطورات دستورية لاحقة في العالم حتي بلغت وثيقة حقوق الأنسان التى أشار اليها الاستاذ عبد المنعم خليفة.. المحيّر في شأننا السوداني يا صديقي .. التدحرج الذي يصيب مسارنا الدستوري من القمة الى السفح من وقت لآخر .. ولعل أكثر ما شد انتباهي وأنا أطالع تأريخ السودان القديم .. ما ذُّكر به الملك المروي اركماني وثورته ضد نفوذ الكهنة القابض آنذاك .. ولعلى دهشت عندما علمت أنه اول حاكم من حكام العصور القديمة.. عمل على الغاء عقوبة القتل واستبدلها بالاشغال الشاقة .. ولعل عقوبة الاشغال الشاقة التى مازالت تنص عليها القوانين المصرية .. مشتقة من ذلك الأرث التأريخي..
بوست محفز للعود والنقاش والمماثلة.. مودتي موصولة للجميع. |
عزيزي محمد تحياتي كم اعجبني تعبير " التدحرج الذي يصيب مسارنا" كما أدهشني مثلك موقف الملك اركماني. وكنت قد قرأت قصة عن العظيم بعانخي حين غزا مصر بسبب إساءة أحد ملوكها للخيول!( إختلف بعض المؤرخين حول ذلك، ولكن رمزية الواقعة في حد ذاتها تدل على نفس أبية وروح ودودة وتقدم في الإنسانية!). أما عن التدحرج فهو لم يصب مسارنا الدستوري فحسب، بل اصابنا كذلك في الكثافة السكانية والموارد البشرية عبر حرب عبثية سقط جرائها وفاق عدد ضحاياها عدد ضحايا الحروب الكبرى مجتمعين.! واصابنا كذلك في شكل الوطن نفسه والذي بات مهددا بالتآكل في رقعته الجغرافية بالتقسيم أو الإنفصال، في وقت تتوحد فيه ليس الدول فحسب بل وتندمج فيه الشركات لتصبح عابرة للقارات!. في إنتظار عودتك الميمونة. محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
في بريطانيا كانت بدايات الديمقراطية باقتسام السلطات بين الملك والنبلاء (الإقطاعيين) في وثيقة "الماغناكارتا" الشهيرة. ولم تمتد الفكرة بعد ذلك كثيراً, ثم تطبيقات "الحقوق" مقابل الواجبات لعامة الشعب .
أخي الفاتح ........... الموضوع شيق ، وجدير بالمتابعة ، حيثُ أنَّ هذه الوثيقة هي التي أرست لمبدأ الفصل بين السلطات ، كما أسلفت أنت سابقاً.
سأعود لك ، لإستئناف الحديث حول هذا الموضوع الثر. لك ودي ومحبتي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: بخاري عثمان الامين)
|
Quote: في حين يأتي علينا زمن يأمر فيه وزير الثقافة عبدالله محمد احمد بإزالة بعض التماثيل بحجة تعارضها مع التوجه الحضاري! الأمم التي تهدم جزء من تاريخها لابد أن يضطرب حاضرها ويدلهم مستقبلها بكل الخطوب!!! :
|
حتى كلاسيكيات الغنا السمح زيى خمرة هواك يا مي، حظروها من الإذاعة!
شكرا بالفاتح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
Quote: ما غنا كارتا وما لاحت بارقة في السيل الدافقة |
عزيز بخاري عثمان الامين فرح شديد بمرورك، رغما للظروف والحال الحرن! اطيب أمنياتي لك ولاسرتك الكريمة بدوام العافية. وما تشوفوا شر.
محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ماغنا كارتا! (Re: الفاتح ميرغني)
|
Quote: حتى كلاسيكيات الغنا السمح زيى خمرة هواك يا مي، حظروها من الإذاعة! |
مش بس رائعة أحمد حسين العمرابي بل ومعظم العتيقيات! "قم نرتشف خمر الهوى — ونذكر احاديث الغرام
علي شاطئ النيل السعيد
الطقس معتدل الهوا —– قوم يا حبيبي نمر سوى
في خميلة و العالم نيام
الروض حلا و بسم الزهر — البدر في افقه ازدهر
مضى اسمه في شاطئ النهر"
يقول العلامة منصور خالد "اشارات عتيق للشرب فيها صفاء ابن الفارض اكثر ممافيها من تهتك ابى نواس وان كان صفاء بن الفارض صفاء لاهوت فصفاء عتيق صفاء ناسوت!" سلام يا صاحبي
| |
|
|
|
|
|
|