الأخ الحبيب الراحل العزيز محمد عثمان وردي.. يا سمارة يا سمرة.. يا واحة في الصحراء يا بشارة يا بكرة.. يا سحنة نوبية يا كلمة عربية يا وشمة زنجية.. يا نور العين.. يا سمح يا زين.. يا عجو المحس التقيل.. يا الربيع في عطرو دافي يا سيف مجوهر يا غضبة الهبباي.. يا قمح.. يا وعد .. يا تمني.. يا شرفة التاريخ يا راية منسوجة من شموخ النساء وكبرياء الرجال يا أعز الناس.. العمر زادت غلاوتو معاك -------- الأخ الحبيب الراحل العزيز محمد عثمان وردي.. لك التحية في عليائك.. أبناء شعبك يكنون لك الكثير من الحب.. وسوف يذكرون دوما بكل التقدير والعرفان إسهامك البارز والباقي في إثراء وجدان الوطن بحدائك العذب، وألحانك المموسقة البديعة، والدائمة التطور.. وغنائك المطرب الذي يفجر في نفوس أبناء وبنات السودان شلالات من الفرح العامر والتفاؤل والمسرة. إن كلماتك الزاهية المنتقاة التي صاغها أصدقاؤك الشعراء المجيدون: إسماعيل حسن، وإسحق الحلنقي، وصلاح أحمد إبراهيم، وصديق مدثر، والجيلي عبد المنعم، وأبو قطاطي ، وكجراي ، والتيجاني سعيد ، وإبراهيم الرشيد، والسر دوليب، وغيرهم .. تنساب بكل الدفء والعذوبة إلى حنايا نفوس الشباب، وإلى سويداء أفئدتهم النابضة بعواطف الحب السامية، وتحملهم على أجنحتها إلى فضاءات حالمة بالمستقبل، وبالفأل والسعد والحريرة والضريرة.. تتراءى لهم فيها الحبيبة بتشتغل منديل حرير لحبيب بعيد. . ويصطلون بنار الهوى الوقادة والشوق والضنى، وحلاوة الأحلام وآمال الهنا.. ويقسمون بالريد والهوى الأول بأنهم راجعون، ولو زاد الجفا وطول.. ويتخوفون أن يصبحوا تائهين والغرام يصبح حكاية.. هكذا صدحت بحنجرتك الندية معليا قيم الحب النبيلة .. وغزوت بألحانك الشجية قلوب المحبين (والما عندو محبة ما عندو الحبة). ولقد ظللت - أخي الحبيب - أنت والأنغام والعود في إيدك تحكي بالهمسة، وبالنشيد العذب؛ وتبوح للشمس البتقدل في مدارها.
02-18-2013, 03:23 PM
Abdul Monim Khaleefa
Abdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-27-2006
مجموع المشاركات: 1274
الأخ الحبيب الراحل العزيز محمد عثمان وردي سوف تبقى ذكراك دوماً نسمة عبقة يسري عبيرها في وجداننا، ووجدان الأجيال القادمة. وسوف نخلد سيرتك العامرة بأن نعمق في نفوس أبنائنا فضيلة حب الوطن، بالمستوى العالي من الحب الذي كنت تكنه أنت له. وسوف نرفع صوتنا هيبة وجبرة، ونحرص أن يكون نشيدنا عالي النبرة.. وسوف نغني لوطن نسيج الفدا هندامه، ونشيد الصبح كلامه. وسوف نطعم أبناءنا بمصل التفاؤل الذي يطغى دائماً على كلمات صديقك شاعر الشعب محجوب شريف.. ونجعلهم يثقون مثله ومثلك بأن أعلام الوطن – رغم المحن – سوف ترفرف على أجنحة الفجر، وأن شمس أعراسنا سوف تطلع من بين أكمام الوطن، وأننا سوف نبني البنحلم بيه يوماتي. ولقد عرفك أبناء شعبنا فناناً مبدعا، ووطنياً مخلصاً، وثورياً أصيلاً.. وعرفوا أنك تنتقي للتلحين من الشعر أجزله وأعذبه ، وتعجم عيدان الشعراء الذين تتغنى بقصائدهم، فتختار من بينهم أفصحهم بياناً، وأكثرهم التزاماً بقيم الحق والخير والجمال، وأقدرهم على التعبير عن ضمير الشعب. فكان شدوك بقصائد أصدقائك: محمد المكي إبراهيم، ومحمد مفتاح الفيتوري، وسيد أحمد الحاردلو، وعلي عبد القيوم، وعبد الواحد عبد الله، ومحجوب شريف..
02-18-2013, 03:27 PM
Abdul Monim Khaleefa
Abdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-27-2006
مجموع المشاركات: 1274
وكان أن ازدان الشعر الغنائي بمثل هذه الكلمات الثورية الرائعة التي صدحت بها، فأضاءت كمنارات مشرقة، مضيفة إلى ثراء التراث الأدبي والفني في بلادنا: أي المشارق لم نغازل شمسها ونميط عن زيف الغموض خمارها أي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها أي الأناشيد السماويات لم نشدد لأعراس الجديد بشاشة أوتارها أو هذه الأبيات عن جيل العطاء: من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر من غيرنا ليغير التاريخ والقيم الجديدة والسير من غيرنا لصياغة الدنيا وتركيب الحياة القادمة جيل العطاء المستجيش ضراوة ومقاومة المستميت على المبادئ مؤمنا المشرئب إلى النجوم لينتقي صدر السماء لشعبنا
وجعلتنا نثق بأن: شعبنا الهمام سوف يتسامى ويفج الدنيا ويطلع من زحاما زي بدر التمام
02-18-2013, 03:31 PM
Abdul Monim Khaleefa
Abdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-27-2006
مجموع المشاركات: 1274
كما أن اسم أكتوبر الذي صدحت به، والذي خلدتماه أنت وصديقك شاعر (أمتي)، سوف ينمو في ضمير شعبنا إيماناً وبشرا.. وسوف نتسلح به.. ولن نرجع شبرا.. وسندق الصخر حتى يخرج الصخر لنا زرعاً وخضرة. ولأن سوداننا لم يهن يوماً علينا- ولن يهون - فسنلتقي مع النور، كما تنبأ صديقك الفيتوري، عندما يصبح الصبح، ويستحيل الحزن الذي كحل هاتيك المآقي إلى فرحة نابعة من كل قلب. وكم تمنيت أيها الراحل العزيز للبلا أن ينجلي، وتغنيت بانخلاع ترباس السجن تحت انفجار الزلزلة، وبانعتاق الشعب من أسره.
لقد ارتبط غناء وردي عبر العقود الماضية ارتباطاً لا ينفصم بقضايا التقدم، والتطلع لصنع المستقبل الزاهر للسودان.. فعندما كان وردي يغني للوطن والثورة، عبر نبراته القوية والصادقة، كان في الواقع يؤسس سجلاً لثوراتنا وأيامنا الخالدات.. في كرري التي تحدث عن رجال كالأسود الضارية، وفي مستشفى النهر، حيث استشهد في مدفعه عبد الفضيل ، وفي أكتوبر.. وفي أبريل.. حتى أصبحت تلك الثورات في مخيلة شعبنا وذاكرته تحمل حقاً وصدقاً نكهة وردي وبصمته وإيقونته. كان وردي دوماً يتوق لأن يرى السودان شامخاً ، ترفرف فوقه رايات الوحدة والحرية والديمقراطية.. ولا نزال نذكر حديثه في النادي الاجتماعي للجالية السودانية بمسقط الذي أعلن فيه عن استعداداهم، هو وزملاؤه، لإرسال قافلة فنية كبيرة إلى بور.. تعزز من لحمة الوطن، وتؤسس جسوراً شعبية لوحدته .. وكان ذلك تحت مناخات التفاؤل التي سادت إثر اتفاقية السلام الشامل.
02-18-2013, 04:16 PM
Ahmed al Qurashi
Ahmed al Qurashi
تاريخ التسجيل: 08-27-2006
مجموع المشاركات: 4263
Quote: سوف تبقى ذكراك دوماً نسمة عبقة يسري عبيرها في وجداننا، ووجدان الأجيال القادمة. وسوف نخلد سيرتك العامرة بأن نعمق في نفوس أبنائنا فضيلة حب الوطن، بالمستوى العالي من الحب الذي كنت تكنه أنت له. وسوف نرفع صوتنا هيبة وجبرة، ونحرص أن يكون نشيدنا عالي النبرة.. وسوف نغني لوطن نسيج الفدا هندامه، ونشيد الصبح كلامه. وسوف نطعم أبناءنا بمصل التفاؤل الذي يطغى دائماً على كلمات صديقك شاعر الشعب محجوب شريف.. ونجعلهم يثقون مثله ومثلك بأن أعلام الوطن – رغم المحن – سوف ترفرف على أجنحة الفجر، وأن شمس أعراسنا سوف تطلع من بين أكمام الوطن، وأننا سوف نبني البنحلم بيه يوماتي. ولقد عرفك أبناء شعبنا فناناً مبدعا، ووطنياً مخلصاً، وثورياً أصيلاً.. وعرفوا أنك تنتقي للتلحين من الشعر أجزله وأعذبه ، وتعجم عيدان الشعراء الذين تتغنى بقصائدهم، فتختار من بينهم أفصحهم بياناً، وأكثرهم التزاماً بقيم الحق والخير والجمال، وأقدرهم على التعبير عن ضمير الشعب. فكان شدوك بقصائد أصدقائك: محمد المكي إبراهيم، ومحمد مفتاح الفيتوري، وسيد أحمد الحاردلو، وعلي عبد القيوم، وعبد الواحد عبد الله، ومحجوب شريف..
اكرمت يا ابا عمار
لقد كان حواركم مع الراحل المقيم وردي حديث المدينة
يؤسفني حقا اننى لم اكن متواجدا في السلطنة ابان زيارته لمسقط واشكرك جدا على انزال الفديو في هذا البوست ليتسنى لنا تلافى ما فاتنا من جمال .
ساعود اليكم ان اهتبلت سانحة للعودة
02-18-2013, 06:55 PM
Abdul Monim Khaleefa
Abdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-27-2006
مجموع المشاركات: 1274
في الذكرى الأولى لرحيل الفنان الخالد محمد وردي – عليه الرحمة - ؛ ومساهمة في مشروع التوثيق للمسيرة الفنية لهذا الفنان المبدع وتجربته الزاخرة بالعطاء، رأيت أن أنشر مادة الحوار الثري والشامل الذي كان لي شرف إجرائه معه في نوفمبر عام 2003م، وذلك عندما أسعدنا بالزيارة، وأتاح لنا فرصة الترحيب والاحتفاء به في النادي الاجتماعي للجالية السودانية بمسقط، بعد إجرائه عملية نقل الكلى بالدوحة. كان احتفالاً زاهيا .. وكانت مشاعر أبناء وبنات الجالية في القمة.. صدحت فيه فرقة (جيل العطاء) بألحانها الشجية، وقدم فيه الأستاذ/ الزاكي عبد الحميد (مسئول الثقافة) كلمة رصينة عبر فيها عن مشاعر الجميع وحبهم وتقديرهم للأستاذ وردي، وشكرهم لله بنجاح العملية، ودعواتهم بأن يديم الله عليه الصحة والعافية. كما قدم الأستاذ/ صلاح دهب قصيدة عصماء باللغة النوبية! .. كان تأثر الأستاذ وردي بادياً.. وعبر عن شكره للجميع على حرارة الاستقبال وصدق العواطف.. وبعبارات بليغة ذكر أنه مدين لشعب السودان بصحته وبفنه وبكل شيء. وتم بعد ذلك إجراء الحوار (موضوع هذا البوست)، والذي يتميز بالثراء والشمول والتنوع والجدة. فلقد تحدث فيه الأستاذ وردي حديثاً شجياً ينم عن فهم عميق، ورؤيا مستنيرة لقضايا الفن والموسيقى . كما تحدث بسلاسة واسترسال عن الشعر، وعن الوطن، وعن السلام، (وعن القافلة الثقافية التي يعد لها مع زملائه للذهاب إلى بور استجابة لدعوة الراحل الدكتور جون قرنق). آمل أن تستفيد الأجيال الجديدة من الفنانين - وكل من يتطلع لارتياد مجال فن الغناء – من الرسالة التي أراد الفنان وردي أن ينقلها لهم عبر هذا الحوار؛ باستلهامهم لتجربته التي تميزت بالجسارة، وبالإيمان بقضية الفن، وبالصبر والحرص على تقديم العطاء الجميل. تنظيم حفل الاستقبال (والمتضمن الترتيب لهذا الحوار) هو ثمرة جهود مجلس إدارة النادي الاجتماعي للجالية السودانية بمسقط، ومكتب الثقافة بوجه خاص؛ فقد قاموا بالواجب خير قيام نيابة عن أبناء الجالية. شجعني عدد من الأصدقاء على نشر هذا الحوار القيم مع الأستاذ وردي؛ كما شارك بعضهم بأدوار عملية في الإعداد والإخراج، بدءاً بالأخ عصام نوح الذي سجل الحوار بالفيديو، والأخ حيدر أمين بتصوير اللقطات، والمهندس السني أبو العزائم الذي بذل جهداً فنياً في تفريغ الفيديو في (9) حلقات يوتيوب، والأخ محمد سامي والابن عمار عبد المنعم اللذين قدما دعماً فنياً مقدراً، والإخوان دكتور أحمد القرشي، والفاتح ميرغني اللذين اضطلعا بالدور الرئيسي المتمثل في تفريغ مادة الحوار كتابة؛ وهما سيظلان الراعيان الرسميان للبوست. ومن بين الإخوة أعضاء سودانيزأونلاين الذين اهتموا بفكرة نشر الحوار على المنبر العام، وتقدموا ببعض المقترحات، أذكر الأساتذة/ شوقي حمزة؛ الهادي هباني؛ محمد المرتضى حامد؛ الطيب شيقوق؛ الرشيد شلال. الشكر الجزيل لكل هؤلاء، والشكر الخاص لجمال الشيل: الزاكي عبد الحميد وإبراهيم السيد.
Quote: لقد كان حواركم مع الراحل المقيم وردي حديث المدينة
الأخ العزيز (ريحانة المنبر) الطيب شيقوق شكراً على الكلمات المشرقة والمشجعة .. وأثق في انك سوف تواصل إضفاء الحيوية على هذا البوست من خلال تعليقاتكم (ذات النكهة الخاصة) على مواد الحوار.
محبتي
عبد المنعم خليفة
02-19-2013, 09:34 AM
Abdul Monim Khaleefa
Abdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-27-2006
مجموع المشاركات: 1274
Quote: نشكرك كثيرا على هذا البوست وإنني اعرف تماما كمية الجهد الذي بذلته في سبيل إخراجه بهذه الصورة الرائعة
العزيز الدكتور أحمد القرشي (سادن فن الغناء السوداني)
تحياتي ومودتي
بل الشكر لك أنت أيها الصديق؛ فإن اكتمال هذه الخطوة التوثيقية، هو ثمرة تشجيعك، وما قدمته من مساعدة عملية كبيرة في إعداد مادة الحوار وتجهيزها للنشر. وأنا أعرف عن وفائك لأهل الفن، وعن تقييمك العالي للراحل الخالد وردي، واعتزازك بإسهامه في تطوير الغناء والموسيقى السودانية.
محبتي
عبد المنعم خليفة
02-18-2013, 06:20 PM
Medhat Osman
Medhat Osman
تاريخ التسجيل: 09-01-2007
مجموع المشاركات: 11208
أجزل الشكر على هذه الهدية النفيسة التي قدمتماها لقراء هذا المنبر، والمتمثلة في هذا الفيديو الذي وثق لمسيرة الفنان الراحل محمد وردي، منذ صرخة الميلاد الأولى. وهو بالتأكيد مساهمة كبيرة لمشروع التوثيق الشامل للخالد وردي الذي يجري التحضير له حالياً. التهنئة للمبدع لقمان أحمد على هذا العمل الرائع، والذي يعكس جهداً عظيما بذل في تصويره وإعداده وإخراجه وتقديمه.
محبتي
عبد المنعم خليفة
02-19-2013, 06:40 PM
Abdul Monim Khaleefa
Abdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-27-2006
مجموع المشاركات: 1274
الأخ الأستاذ الإنسان الرائع محمد عثمان حسن وردي.. لك التحية والتجلة يا ضمير شعبنا وحاديه وحبيبه.. يا شادي الحرية والحب على امتداد الوطن.. نحن في حضرتك هذا المساء تغمرنا سعادة طاغية، وفرحة نابعة من كل قلب أن إستجاب الله إلى صلوات ودعوات أبناء شعبنا وكل المعجبين بفنك في العالم، وأعادك إلينا ترفل في ثياب العافية إثر الجراخة الناجحة، فاستوجب شكر الله على نعمائه، وعلى هذه المنة الغالية..
أخي الأستاذ الإنسان الرائع الإنسان محمد عثمان حسن وردي.. لقد ظهرت منذ بداية مسيرتك الفنية مؤشرات جلية تنبئ بمولد نمط جديد من الغناء. فعندما صدحت باللهجة النوبية وبالألحان الشجية الأصيلة، فجرت شلالا من الطرب، وظللت ترعى تلك البدايات المبشرة بالكثير من الجدية والمثابرة.. عناية بالكلمات الساحرة المنتقاة، والأنغام المموسقة العذبة التي أحسنت من بعد تعلم أسسها، فبرعت.. وطورت.. وأبدعت. وبدأ يتبلور بوضوح لون محدد المعاني في مسيرة تجديد الفن السوداني، مشكلا إضافة إيجابية ومتميزة لإسهامات زملائك الفنانين من رواد التجديد .. إبراهيم الكاشف، وحسن عطية، وعثمان حسين، وأحمد المصطفى، وعبد العزيز محمد داود، وسيد خليفة، والتاج مصطفى. وتجلى إدراكك لارتباط الفن بقيم الخير والحق والجمال.. حيث برزت مثقفا وطنيا ملتزما ومناضلا جسورا، تستمد الإلهام من حياة الناس العاديين البسطاء، ومن قيمهم، ومن معايشتك لآمالهم وأحلامهم . وكان أن قدمت مع الجيل اللاحق من زملائك الفنانين محمد الأمين، ومصطفى سيد احمد – عليه رحمة الله – ، وأبوعركي البخيت إبداعات جديدة إرتبطت بحركة الاستنارة وتقدم المجتمع.
وإدراكا منك لأهمية أن يسهم غناؤك في السمو العاطفي وفي تعزيز قيم الحرية، ظللت تعتني بالمفردة الرفيعة، و تنتقي من الشعر أجزله وأصدقه، وذلك حتى يكون الشعر جديرا بأن ينتقل عبر حنجرتك التي تفيض موهبة وصدقا. . وعندما أصبح الصبح، غنيت للحرية، وبشرت بالأمل والتفاؤل وبالإنعتاق من أسار السجن والسجان.. لقد آمنت بالحرية كقيمة إنسانية، ومتلازمة ضرورية لازدهار الثقافة والفنون. ولقد عرفناك إنسانا متواضعا بسيطا، وكلما صعدت في درجات المجد والشهرة، كلما إزددت تواضعا وبساطة. وذلك لانها شهرة لم تؤسسها أجهزة العلاقات العامة المحترفة عبر المنابر الإعلامية المدفوعة الأجر، والميكرفونات المدوية الصاخبة، بل هي شهرة نابعة من حب حقيقي تغلغل في قلوب الجماهير نتيجة لتلك الدرجة السامية من الفرح التي تهبها لهم، فيستبد بهم الطرب وتنشر وسطهم عدوى المسرة، وتجذبهم مغنطيسيتك الآسرة.
واحتراما لفنك ولجمهورك ومعجبيك، ظللت تنتقي الشعراء الذين تصدح بكلماتهم من الذين تثق في أنهم يشتركون معك في صدق العاطفة وأمانة الكلمة، فكان الشعراء الفحول: إسماعيل حسن، وعبد الواحد عبد الله، ومحمد المكي إبراهيم، ومحجوب شريف، وسيد أحمد الحردلو، ومحمد الحسن حميد، وغيرهم . أخي الأستاذ محمد عثمان وردي، بمثل شموخك وقامتك الشماء، فإنك تضرب بجذورك في أرض حضارة عريقة وباهرة، وثقافة هي الأكثر عالمية في افريقيا ، وهي تمثل روح السودان ودوره الرائد في الحضارة العالمية.. هي الحضارة النوبية ذات الاصالة والذاتية المتميزة، وهي ذات الجذور الثقافية التي أنتجت لنا جمال محمد أحمد، وخليل فرح، ونجم الدين محمد شريف، وحمزة علاء الدين، وصلاح دهب. لا غرو إذن أن تمتد ظاهرة التذوق لفنك والإعجاب به إلى العديد من البلدان الإفريقية.
كما أن التطوير الذي أدخلته على الفن السوداني، نقلك إلى معجبين في مناطق اخرى من العالم. ولعلك قد لمست ذلك أثناء هجرتك.. كيف كانت تكتظ بهم الساحات في لندن، وواشنطون، ولوس أنجلوس. ولكن بالطبع غناءك وسط شعبك في الساحة الخضراء، وقاعة الصداقة، والميدان الشرقي شيء آخر مختلف، لأنه تحفه مشاعر خاصة.. ولعله يقارن بتجلي الفنان العظيم ياني، عندما غنى في موطنه اليونان ومن على مسرح الأكربول. ونحن هنا على موعد معك في الاحتفال الأكبر على أرض الوطن الذي ترفرف فيه رايات السلام والحرية والديمقراطية. أخي الأستاذ محمد عثمان وردي هذه الامسية ليست أمسيتي، بل هي أمسيتك.. وعشاق فنك وأصدقاؤك متعطشون لسماعك، والكل يقول ليك" تلقى مرادك والفي نيتك" فهلا تفضلت:
الأستاذ وردي: بسم الله الرحمن الرحيم..أولا وقبل كل شيء أنا أعجز عن التعبير فيما ألاقيه منكم من تقدير وحفاوة. أيها الشعب البطل. في كثير من الأماكن السودانية التقيت بالسودانيين.. ولكن هذه الليلة الترحاب عالي جدا. فقد زرت مسقط قبل الآن.. ولكن هذه اليلة لها معناها.. وأصالة السودانيين تتجلى في مثل هذه الليالي. وشكرا لكم فأنا مدين لكم بفني، وصحتي، وجميع ما بي. ما عارف نتكلم عن شنو ولا نبدأ من وين، إلا الأخ عبد المنعم يقود الحديث، وهو زميل قديم في السجون السودانية معاي. وفي عام 1961م، عندما خرجنا في مظاهرة ضد التهجير بعد السد العالي وجدناه العربي الوحيد بيننا!! وواحد علق ده من وين؟ قالوا ليهو: ده من الأبيض قام قال: "طيب مالو ومالنا؟ الأبيض فيها بحر؟!!
02-19-2013, 06:47 PM
Abdul Monim Khaleefa
Abdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-27-2006
مجموع المشاركات: 1274
شكرا جزيلا للأستاذ الفنان العظيم وشكرا على هذه الذكرى التاريخية الجميلة ولولا أن هنالك من يحسبون السنوات وتراكماتها لعدنا لذكرى أسلف من ذلك عندما قام الأستاذ وردي بزيارتنا في خورطقت وكان معنا مجموعة من أبناء حلفا الأخوان فاروق كدودة وعبد الفتاح صيام وبقى معنا الأستاذ وردى وهو في بداياته الأولى وأمتعنا بسمارة الليلة يا سمره وتلك القصائد الأولى التي تغنى بها .فكان لنا الشرف والسعادة أننا حضرنا البدايات الأولى وسعدنا بها في ذلك الوقت ، وبما أننا نتحدث عن تلك البدايات الأولى فأود أخي الأستاذ وردي أن اسأل كيف كانت البداية وما هو الذي دفعك على طريق الفن وما كانت البيئة التي نشأت فيها مشجعة آم كانت بيئة منتقدة لمن يرتادون هذا المجال ..... أواسط السودان عندما كان الرواد الأوائل من شعراء الحقيبة الذين ساروا خلف أحبتهم من أسكلة الخرطوم إلى الجبلين إلى الرجاف.. وكانوا يسمون بالصياع ، فهل كان هنالك مثل هذا التوجه السلبي؟ وانك خضت غمار هذه المغامرة في بداية الفن رغم هذه التوجهات السلبية ، أم انك نشأت في بيئة مشجعة للفن ومن هنالك ومن اجل هذا انطلقت.
الأستاذ الفنان محمد وردي: الحقيقة البيئة واعدة ومبشرة جدا اسه ما بعرفها.. ولكن في زمنا ما كان في أي شيء وكنا نخرج في الليل وبدون أي مناسبة بنعمل حفل بتاع رقيص مع بنات الحلة.. ونحن والأخوان.. ونغني.. وبعدين نوصل أي بنت إلى بيتها.. ما في زول يقول لينا كنتو وين؟ ولا جيتو من وين؟ ، كان في حريات كافية، وكان في عدم تزمت، وكان في احترام للمرأة شديد لأنو المرأة عندنا مش مرأة فاضية، تشتغل زي الرجل ليل نهار.. لمن تجئ ساعة الترفيه، ترفه عن نفسها مع أخوانها وأبنائها. في بيئة زي دي ما دام مافي تزمت إذن في فجوة للإبداع.. ومنطقتنا بالذات، نحن عاصرنا ناس طنبارة الطنابره مش طنابر الحلق.. لا.. ديل ...... وبغنوا . والمشكلة الوحيدة اللاقيتها وأنا بغني، مشكلة أنا مدرس. والمدرس، خصوصا في الريف، انو عنده قدسية خاصة.. بسموه شيخ فلان.. يمكن يصلي بالناس الجمعة، ويصلي بالناس الجنازة.. ولكن ما ممكن يغني! ، الناس ما كانوا راضيين حقيقة إنو أدرس أولادهم وأقوم أغني.. ومرة عملوا لي اجتماع.. قلت ليهم خلاص حأسيب التدريس! ولكن هؤلاء الاجتمعوا بي وكانوا بيلوموني على الصعلكة.. لمن سمعوا صوتي في الإذاعة، ومشيت أول مرة بعد سنة البلد، كل الناس بكت.. شيبا وشبابا.. يعني الناس الكانوا بينتقدوا، بيبكو وبيعتذروا فدي كانت البدايات .
وهكذا كانت أول الخطوات هي الجسارة، والإيمان بقضية الفن، والصبر والحرص على تقديم الأشياء الجميلة والعطاء الجميل. هناك كما يقولون إحدى المحطات الهامة جداً جداً التي ارتبطت بالأستاذ (محمد وردي) ارتباطاً لا ينفصم.. وحتى نحن أبناء ذلك الجيل، عندما نستعيد ذكرى ثورة أكتوبر، لا ترتبط لنا بشيء سوى أصداء أناشيد الأستاذ وردي.. حتى كأنما عبق أكتوبر، ورائحة وذكرى أكتوبر، هي حقيقة ذكرى الفنان محمد وردي، الذي عبر بصدق عن رغبات الجماهير، وألهب حماسها، وعبر عن توقها للحرية. . وفي هذا الوقت الذي أصبحت الحرية هي مطلب كل الناس في العالم، وأصبحت تتهاوى الأنظمة الشمولية في جميع أنحاء العالم، وأصبحنا في الألفية الثالثة، وعلى أعتاب انطلاقة جديدة للحرية، نذكر تلك الثورة الشعبية الخالدة التي وضعت اللبُنات، وأعطت الثقة للشعوب حقيقة في إيمانها بقضاياها العادلة، والانطلاق نحو مستقبلها.. فهلا تحدثت لنا يا أخ وردي عن هذه الأيام الخالدات؟ وعن كيف ومتى لحنت نشيد أصبح الصبح والأناشيد الأكتوبرية الأخرى، التي تزامنت مع تلك الفترة الخصبة في تاريخ شعبنا؟
الأستاذ وردي: الحقيقة، وعشان نكون صادقين تماماً، أنا غنيت قبل اكتوبر أناشيد.. أناشيد وطنية زي (يقظة شعب، وزي الاستقلال، وزي شهداء كرري).. ومن بعد شهداء كرري لقد تغنيت سنة 1958م (بنشيد 17 نوفمبر).. وللتاريخ شيء مسجل، وحاجة أنا قلتها عن قناعة لا أستطيع الكذب.. (هذا النشيد كان نشيد جميل.. لكن السلطة ما كانت جميلة!).. لكن انأ كنت مقتنع آنذاك.. طبعاً كان المد الانقلابي بعد ثورة عبد الناصر مستمر في كل العالم العربي، مثل عبد الناصر، وثورة العراق، والشيشكلي، وعبد الكريم قاسم.. كل الثورات كانت سمة وموضة.. ونحن كُنا شباب صغار. فأقول كلمة الليلة إمكن أول مرة تقال.. هذا النشيد مكتوب باسم الشاعر إسماعيل حسن.. هو مات وانا حي.. إسماعيل حسن لم يكتب هذه القصيد.. أنا الذي قمت بكتابة هذه القصيدة.. ولقد كنت أستاذاً في مدرسة الديوم الشرقية.. أحضرت طلبة الصف الرابع وحفظتهم إياه، ومشينا للإذاعة ومعي النشيد مكتوب، ودخلت الإذاعة وقابلت الذي كان مسئولاً عن الإذاعة آنذاك في الثورة.. وقلت له أنا يا سيد عملت نشيد للثورة.. قال لي: "ما اسمها (ثورة)، اسمها (حركة الجيش المباركة). قلت ليه لا أنا قلت (ثورة)، وأصريت على ذلك. قال لي: "انأ لا أعلم.. لكن سوف أتصل بالمجلس الأعلى واستطلع رأيهم ماذا..؟ قلت له حينها: لو لم تقل (ثورة) لا أغني النشيد، ولا أسجله.. فاتصل وقالوا له: دعه يقول الذي يريد.. فالنشيد سجل أول أيام الثورة.. على ما أظن بعد ثلاثة أو أربعة أيام من الثورة.. هذا شيء مهم. أولاً كان في اقتناع، وأنا فنان جديد حضرت من الريف.. في ذلك الزمن لم يكن لدي علم بالتنظيم السياسي، ولا بعرف السياسة ذاتها! (عساكر استلموا السلطة في البلاد، في اعتقادي يمكن أن تكون للأفضل..!! حينها بحكم بساطة فهمي للسياسة!)، واعتذرت للشعب السوداني في أكتوبر بأني كذبت عليه في أول الثورة.. لا أعلم غفر لي أم لا.
المرة الثانية.. مايو طرحت شعارات جميلة جداَ.. شعارات عميقة.. شعارات هي من أمنيات الشعب السوداني.. فكان لابد أن تكون سياسي محنك جداً، وتجري تحليل سياسي، إما تكون تعمق هذه الشعارات التي في صالح الشعب السوداني.
اجتهدنا في هذه الشعارات المطروحة في صالح الشعب السوداني، مثل الاشتراكية والديمقراطية والطغمة الحاكمة وكذا.. زميلي الشاعر العظيم محجوب شريف، والمرحوم الشاعر العظيم علي عبد القيوم، عملنا سوياَ في أول نشيد اسمه (في دم الشهداء) الذي كان أول مقطع فيها يقول:
أي المشارق لم نغازل شمسها ونميط عن زيف الغموض خمارها أي الأناشيد السماويات لم نشدد لأوتـــار الجديد بشـاشــة أوتارها
هذه من ألحاني .. لذلك نقول (نحن رفاق الشهداء).. ولذلك تكلمنا عن الشعارات التي طرحت في ثورة مايو.. جينا وقلنا بعد سنة (فارسنا وحارسنا) (فارسنا) هذه يعتقد الكثير إني قلتها لـ (النميري) شخصياً فارسنا وحارسنا.. لا.. الحارس كان (الثورة)، مش شخص الرئيس يعني.. المهم مرة اخرى اعتذرنا للشعب السوداني في انتفاضة إبريل.. وبعد كدة رفضنا نغلط !.. أما عن ثورة أكتوبر فقصيدة (أصبح الصبح) عندها قصة.. كان الأخ الأستاذ أحمد الزبير- ربنا يمد في أيامه - كان يقدم برنامج (أشكال وألوان) بالإذاعة. في يوم من الأيام جاب لي قصيدة.. فاطلعت عليها فوجدتها قصيدة (أصبح الصبح)! فاندهشت، وقلت إنت مجنون؟ من وين الكلام المكتوب؟ فسألته مندهشاً أكثر، أين تريد أن تقول هذا الكلام؟ فقال لي: "خليها معاك يومها بجي" . فبعد ثماني وعشرين يوم انطلقت ثورة أكتوبر، وظهرت هذه القصيد من اليوم الثاني من الثورة. وتميزت هذه القصيدة بأنها نوعية جديدة في الأناشيد عبارة عن إيقاع خفيف.. ليست مارشات. مختلفة عن الأناشيد التي كانت سائدة في تلك الفترة، فاتخذت شكل الغناء الوطني. تلك القصيدة بدأت تعمق الأغنية الوطنية في وجدان الناس بشكل مختلف حتى أصبحت في أكتوبر و(شعبك يا بلادي) كانت ترقص فيها العروس!! ولكن ظهرت أغاني من قبيل (دق الباب فتحته افتكرتو حمادة جاني لقيتو سيد اللبن!) قيل هو غناء هذا الزمن..!! فأكتوبر مؤكد أنها ثورة وثبت بالشعب السوداني، وفتحت له آفاق بعيدة جداً لدرجة ما جعلت شعراءها يقولون: سندق الصخر.. حتى يخرج الصخر لنا زرعاً وخضرا ونرود المجد.. حتى يحفــظ الدهـــر لنا اسـمــاً وذكرا
لذلك أكتوبر خلقت طموحات في الناس ما زالت قائمة، ومازالت مآسينا متصلة.. وان شاء الله بعد السلم والسلام شعارات ثورتي أكتوبر وإبريل تطبق، والبلد إن شاء الله تأخذ مسارها الحقيقي، ونبقى كلنا مواطنين صالحين ونعترف ببعض.
02-19-2013, 07:00 PM
Abdul Monim Khaleefa
Abdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-27-2006
مجموع المشاركات: 1274
بمناسبة رقيص العروس ذكر لي الأخ دكتور محمود السيد إنو في عطبرة كان بيرقصو العروس ب (لن أحيد) !. بداية هامة جدا، يا أستاذنا الكبير، هي ولمصلحة حقيقة (جيل العطاء) والأجيال الأخرى عموما يعني، إنه الأستاذ وردي أحدث لنفسه انضباط ومثابرة ومتابعة وطموح في تحقيق قفزة في تعلم الموسيقي، وفي الوصول إلى أسمى درجاتها، مما مكنه من كل هذا الإبداع.. وهذا جهد لابد أن تكون وراءه عزيمة، ولا بد أن يكون وراءه قصة مثابرة حقيقية في هذا المجال. فربما هذه التجربة، يعني تجربة التطور الفني بالذات في جانب الموسيقى، ربما أن إلقاءك بعض الضوء عليها يكون ممتع ومفيد للأجيال، ولكل من يتطلع إلى أن يرتاد مجال الفن، لان هناك من يفتكرو بأن مقومات الفن هي أداء بعض أغنيات الآخرين.. حتى بدون استيعاب، وبدون معرفة للأسس الموسيقية.. وحتى كان يسخر منهم الأستاذ الكبير إسماعيل عبد المعين، وكان يسميهم "المنجداتية"، بيفتكر إنهم بس بيحركوا الآلات بدون فهم أصول الموسيقى. فلعل الأستاذ وردي يتناول هذا الجانب لو تكرمت.
الأستاذ وردي: طبعا أي إنسان بيحترم مهنته فيجب أن يتعلم ويجب أن يثق في نفسه ، بأن يتعلم مهنته أولا. لكن أنا عندي رأى في موضوع الموسيقى السودانية، أنا بعتقد إذا الفنان السوداني عرف الموسيقى السودانية من كل المصادر وكل الثقافات السودانية ده ممكن يبقى فنان. مشكلتنا إنه مثلا الفنانين في الخرطوم بيلقوا نفسهم في أغاني الحقيبة وهي أغاني جاهزة طبعا، لكن كثيرين من المثقفين تجنوا على ثقافات أخر بأنو اعتبروا الحقيبة هي أصل الغناء السوداني ، الحقيبة جزء من أصل الغناء السوداني، و جزء جميل جدا.. شعر رصين تناولوهو ملحنين عظيمين زي سرور وكرومة؛ لكن هي ما أصل الغناء السوداني . الغناء السوداني لازم يجوا ناس الشرق وناس الشمال، يجوا ناس الغرب بالمردوم، ويجوا ناس الأنقسنا، يجوا ناس دارفور، يجوا ناس الجنوب وكده. يعني التكوين بتاع نقابة الفنانين اللفيهو محمد وردي من الشمال، وأدروب من الشرق، وعبد القادر سالم من الغرب ده بيشكل وحدة تراث، يعني بتعمق التراث السوداني وكلنا بنتفاهم مع بعض ده عنده إيقاع كده وده عنده إيقاع كده، ومن هنا تتشكل الأغنية السودانية مع أغنية الحقيبة والتي هي أيضا بتمثل الجزء الأوسط من السودان، ففي تعريف خاطئ عن الأغنية السودانية. وأنا بقول إذا كان الفنان السوداني الواعد عرف الثقافات السودانية ومصادر الإيقاعات والآلات الوطنية في السودان من كل المصادر، وإذا عمل دراسة لديل مش ممكن يبقى فنان سوداني وبس، ممكن يبقى فنان عالمي، لأنه السودان أمة كبيرة جدا وثقافات وحضارات. لكن دي ما عاوزة حاجة عفوية؛ دي عاوزة الخريجين من معهد الموسيقى يتفرغوا لمعرفة ثقافات بلدهم، وينوتوا ويسجلوا ويتكلموا ويعملوا ندوات يسمعوا من الناس الأصليين، حتى لو كانوا ما متعلمين، ممكن يدوا نموذج لثقافة ما، دي كلها تجمع في معهد الموسيقى وتتعمل عليها دراسات من الأكاديميين الدكاترة ، عندنا مليون دكتور في الموسيقى وما قادرين يسووا مزيكا! الدكاترة ديل يقعدوا يدرسوا ومن هنا ممكن نساعد الأغنية السودانية، لاسيما والجنوب غائب، الجنوب غايب الفترة الطويلة دي كلها حتى أنحنا كفنانين لمن نمشو الجنوب، هم برقصوا رقيصهم جنبنا ولا بينتبهوا لينا إنتوا بتقولوا في شنو، لأنه مافي تمازج. والجنوب عنده وميزة ما عندنا في الشمال.يعني العلم بتاع الهارموني (التجانس) في الشمال مافي، ديلاك عفويا بيسوا (بالفطره)، يعني خمسين نفر ممكن يطلعوا خمسين صوت متجانس، ودي حاجة كبيرة جدا إذا أنحنا استوعبنا، وإن شاء الله السلام ده يجي وكلنا نقعد مع بعض وكلنا نتدارس في موضوع الفنون السودانية بأشكالها المختلفة إذا كان التشكيل ولا الغناء ولا الرقص ولا الموسيقى.. وموضوع الرقص ده برضو حاجة مؤخرة بلادنا يعني إثيوبيا دي متطورة جدا. نحنا في الأقاليم متطورين جدا لأنو بنرقص أولاد وبنات، الفنون الشعبية متطورة جدا لأنها بتعكس حضارات وثقافات السودان، لكن في العاصمة طبعا حرام: الغناء حرام والرقيص حرام، لكن إن شاء الله بعد السلام ده...
02-20-2013, 01:52 PM
Abdul Monim Khaleefa
Abdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-27-2006
مجموع المشاركات: 1274
وصلني سؤال من الأستاذ دهب خيري، طبعا هو أيضا من الناطقين بغيرها!( وردي نحن بنقول أنتو الناطقين بغيرها) والذي هو (من إندينا). يقول الأستاذ دهب: إنو بلادنا تتجه في طريق السلام، وفي هذا الإطار إقترح أحد كبار الصحفيين، الاستاذ عثمان ميرغني أن يسافر الأستاذ وردي لإحياء حفل في رومبيك وقال أن وردي هو السوداني الوحيد الذي يستطيع تطبيب الجراحات التي لحقت بوجدان أهل السودان مما لا يمكن معالجته في قاعات الإجتماعات ولا مساعي السلام، وقد سمعنا بأن الدكتور جون قرنق قد تلقف الفكرة وإتصل بك مرحبا بك في رمبيك، فماذا حدث في هذا الأمر؟
الأستاذ وردي: أنحنا قاعدين نستعد ، نستعد عشان نمشي قافلة كبيرة جدا تتشكل من كل الأنماط الفنية، فنانين وتشكيليين وراقصين ومغنين وموسيقيين ومثقفين، هو قال حددوا إنتو الموعد، وأنحنا نرحب بيكم. فإن شاء الله بعد ما نجيكم هنا في يناير فبراير ونمشي ليهو ، السلام في الزمن داك حيكون واضح المعالم.. طبعا هسع لسة " أغبش". يعني ما بالسرعة دي نقوم نغني وبعدين نأخد....
لا ، إن شاء الله ، يعني ، لا رجعة وعزيمة أهل السودان وتراكم نضالاتهم من أجل السلام وتوحدهم حيفوز ضد أي انتكاسة في هذا الطريق. سؤال في الحقيقة يتبادر إلى الذهن دائما : الأستاذ وردي غنى قصائد عديدة وهو ليس بالفنان المقل، وإنما مسيرته الفنية زخرت بالعديد من القصائد، وجميعها قصائد رائعة.. معاني.. وشعر.. ورسالة.. وهدف. كنت أود - أو لعل الكثيرين مننا يودوا أن يعرفوا- كيف يختار الأستاذ وردي القصائد التي يقوم بتلحينها وغنائها؟ يعني هل هي رجوع إلى بعض الدواوين، أم إتصال شخصي ببعض الشعراء، أم تقديم بعض الشعراء قصائد إليه ليعنيها؟ كيف تتم ملاءمة القصائد مع التوجه والتوفيق مع الرسالة الفنية والرسالة الوطنية التي يحملها؟ هذا سؤال نامل أن يلقي عليه الأستاذ وردي بعض الضوء.
الأستاذ وردي: في بداية المشوار ارتبطنا أنا والشاعر العظيم إسماعيل حسن ببعض، لأننا نحنا الإثنين بنعتبر من منطقة واحدة ، يعني مافي مسافة بين الشايقية والنوبيين، وهم أصلهم كانوا نوبيين وهسع بدوا ينكروا!! فالقصائد الأولى.. ده كان العصر الرومانسي.. يعني كلها قصائد نمطها نمط واحد. ولمصلحة إنو محمد وردي ينوع نفسه، قمنا اختلفنا أنا وإسماعيل اختلاف ما كان بقصد، لكن جاء في الصالح؛ لأنو أنا لو إرتبطت فقط بإسماعيل حسن طول العمر ما كنت حألاقي شعراء زي صلاح أحمد إبراهيم، ولا صديق مدثر، ولا محجوب شريف. فكان لابد أن يطلع المرء من رحمة الشاعر الواحد أو النمط الشعري الواحد، بعد داك الواحد إبتدا يأخد فكرة عن التلحين، الملحن لو ما خت المتلقي قدامو ، يعني يخت الورقة البلحنها قدامو ويعمل تصوروا في المتلقي ده منو؟ الحيسمعوا منو؟.. الحيسمعك.. فيهم المثقف.. في البحب الغناء الشعبي.. في البحب العاطفة الصرفة.. في البحب الأغنية الوطنية. إنت المشاعر دي كلها لازم تختها في بالك. لأنو مافي أغنية بتنتشر بدون ما تخت حساب المتلقي. المتلقي أيضا في بلد زي بلدنا.. يعني ناس درسوا كل العلوم بإستثناء الموسيقى، نحنا مثقفنا خريج الجامعة لا يعرف موسيقى، ودي ما مشكلتو هو، يعني مافي موسيقى في المدارس كمادة، ولا موارد البلد مستعدة تدخل الموسيقى في المدارس في الوقت داك، لكن هسع أفتكر البترول ممكن يعمل كده. فالفنان البيراعي أذواق جميع الناس، يخت في بالو، وما يمسك في المتنبي، ولا البحتري، ولا محمود درويش، ويسيب ناس أبو قطاطي! مهم جدا إنو الملحن يسعى لأن يبقى فنان الناس كلهم بدون ما ينزل مستوى ألحانه. اللحن الكويس مش هو اللحن الطويل، لا. ممكن تعمل أغنية صغيرة كدة تبقى جميلة جدا وفيها كل المضامين الجمالية. فأنا سياستي كانت كدة، يعني إني أنا آخذ من كل شاعر، آخد من الحلنقي غناء الشباب: زي "توعدنا وتبخل بالصورة" ولا "عصافير الخريف" ولا "فرجي خلق الله وإتني" ولا "الحنينة السكرة"،ده برضي الشباب كلهم، تأخد "العاصفة بساق الشتيل الني" تفرح أهنا أهل الدلوكة، ولا "مسكين البدأ يأمل"، ولا تاخد إيقاعات من الشاقية زي "الريلة " و"القمر بوبا".. تاخد قطاع كامل.. وهكذا. يعني أنا بخت المتلقي، وأنوع الشعر، وأنوع الإيقاعات. وهسع أنا بقيت أتجه أكتر إنو أنا ألحن المردوم.
02-20-2013, 01:57 PM
Abdul Monim Khaleefa
Abdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-27-2006
مجموع المشاركات: 1274
هذه رؤية واضحة لفنان عظيم.. والآن أنا إبتديت أفهم سر الإعجاب.. وبهذه المناسبة عندما رحت الإجازة دي إلى الأبيض، وجدت في رابطة معجبي الفنان محمد وردي.. وهي رابطة منظمة جدا .. يعقدوا اجتماعات، ويجوا العاصمة، ويشتركوا في الاستقبال ويرجعوا، وهكذا. يعني حقيقة الفنان وردي أصبح - طبعا من زمان - فنان قومي. وبتفاعله مع مشاعر الجماهير في مختلف بقاع السودان، وتجاوبه مع فنونها البتنساق ليها في دواخلها، وبتثير فيها دواعي الطرب والشجن، كسب قلوب كل السودانيين.. وهو الآن في طريقه إلى الجنوب. الآن وصل سؤال: "الأستاذ وردي تحدثت عن حقيبة الفن، ولكنك لم تؤدي غير (قسم بي محيك البدري) لكرومة.. والآن بدأ الشباب في ترديد أغاني الحقيبة بصورة مشوهة، مما يستدعي تدخلكم لإنقاذ هذا التراث السوداني الأصيل.. فماذا فعلتم تجاه الحقيبة؟
الأستاذ وردي: أنا ما عندي شك أنحنا عندنا عبادة التراث!! ما دام جيل زي كرومة وسرور وخليل فرح ختوا بصماتم في تاريخ معين والأجيال الجات بعدهم زي .. ناس أحمد المصطفى، والكاشف وعبد العزيز، وعثمان حسين، ديل كمان ختوا تراث.. ونحنا وراهم مازلنا. ليه الشباب سابوا كل الحاجات دي؟ سابوا مثلا جيل محمد الأمين، جيل وردي، وصلاح ابن البادية، جيل الكاشف، وعثمان حسين، ليه بس بمشوا يحفتوا بس في الرق ده؟! الناس عملت موسيقى، وعملت تطور هائل. فلنحتفظ بالحقيبة كتراث سوداني، لكن الواحد ما يمشي يذاكر لينا في الحتة دي.. حتضيف شنو يعني؟ أفرض إنك غنيت لحن لكرومة، إيه أضفت؟ وإنت حقك وين؟ الشاب البيجي في القرن الواحد وعشرين، وعاوز يغني (بدور القلعة وجوهرا). بيضيف شنو يعني؟ ليه ما يجيب حقه؟ .. أنا غنيت (قسم بي محيك البدري) أول شيء: لأني كنت بحب الأغنية دي.. سمعتها وأنا ما فاهما.. سمعتها من فونوغراف قديم. وبعدين هاجموني ناس الحقيبة قالوا ده أعجمي وما بقدر يغني حقيبة. فعشان أثبت ليهم إنه الحقيبة دي ما إلياذة هوميروس، قمت غنيتها! غنيتا بطريقتي أنا، وبموسيقتي أنا، وبالإضافة العملتها أنا.. وأفتكر الأستاذ على شمو تناول المسألة دي في (ورديات)... ولكن بعد كدة، البقول لي غني حقيبة، بقول لا ما بغني. أنا غنيت (المستحيل) و(الود) و(خاف من الله) و(الأناشيد).. ده التراث بتاعي. على قدر ما أنا حي حأضيف حاجة اسمها دي حاجات محمد وردي العملها.
02-20-2013, 02:34 PM
الفاتح ميرغني
الفاتح ميرغني
تاريخ التسجيل: 03-01-2007
مجموع المشاركات: 7488
أستاذنا وقامتنا السامقة عبدالمنعم خليفة. مشكور يا سيدي على هذا الحوار النادر الثر، والذي اتاح لنا ان نتعرف على وردي الآخر.وردي الإنسان المهموم بقضايا وطنه وقضايا شعبه، والهوية القلقة لهذا الوطن المسمى السودان ومعوقات إنطلاقه ليتبوأ المكان الذي أتاحته له الجغرافية الطبيعية والجغرافية السياسية والجغرافية الإثنية، فيما ابت يد العبث السياسي إلإ أن تحيله - بكل هذه المكونات الإلهية الجمالية الطبيعية - إلى مسخ شائه( Freak). على المستوى الشخصي اتاح لي الحوار معرفة وردي بعيدا عن جميلة ومستحيلة والحنينة السكرة "والأغاني الرومانس" كما اسماها هو. فادهشني بل سحرني بمعرفته العميقة بالانثربولوجي والإبداع الذي يمكن أن ينجم من تلاقح التاريخ والجغرافيا، والهارموني الذي يمكن أن ينجم من الإنصهار الإثني من منطلق الإعتراف المتبادل بالآخر، وأثر كل تلك العوامل على تطور الدولة ، صعودا وسقوطا، ووصل إلى قمه التجلي عندما فسًر وربط تطور الموسيقى السودانية ووصولها إلى مرحلة الإقليمية – على مستوى القارة الافريقية- او العالمية ، بشرط تبوء الاقاليم الاخرى والجنوب على وجه الخصوص مكانها في خارطة الموسيقى السودانية ، خاصة عندما قال " الجنوب عندهم ميزة ما عندنا في الشمال، يعني العلم بتاع الهارموني( التجانس) في الشمال مافي، ديلاك عفويا بيسوا( بالفطرة)، على حد تعبيره. كما لو اراد أن يقول "أن اهل السافنا الغنية بما حباهم الله من غابات تحتضن العصافير وكل انواع الطيور والكائنات الحية الاخرى، هم أقرب معرفة بعلم الاصوات من اهل السافنا الفقيرة والأقاليم الصحراوية.وهي ملامسة بديعة لنظرية إبن خلدون عن علاقة الإنسان ببيئته و أثر المناخ في سلوك البشر!. لم يكن وردي في ذلك الحوار متجليا فحسب، بل كان متفوقا على نفسه Larger than life كما يقول تعبير إنجليزي شائع.
تحياتي سأضع كل ما أوردته في هذا البوست الرائع في خانة الوفاء ... فهو أعظم هدية يمكن أن نقدمها لانسان لون حياتنا بألوان الفرح ، والامل ، والصمود ،،، فوردي شامة في خد السودان لايمحوها الزمن ولا مبضع الجراح كفيت ووفيت يادكتور الله يمتعك بالصحة والعافية
02-22-2013, 02:42 PM
Abdul Monim Khaleefa
Abdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-27-2006
مجموع المشاركات: 1274
Quote: مشكور يا سيدي على هذا الحوار النادر الثر، والذي أتاح لنا أن نتعرف على وردي الآخر
العزيز الفاتح ميرغني أرجو أن تسمح لي بالاستعارة من تعبيراتك المتفردة، والتقدم لك بالتحايا (النواضر)! مصحوبة بالأمنيات الطيبة وأنت في بلاد الشمس المشرقة. مرَ ة أخرى عليَ أن أسجل أنك أنت الذي تقف وراء هذا الحوار، بإصرارك على نشره، وقيامك مع العزيز د. أحمد القرشي بتفريغ مادته كتابة، وتقدمك بالمقترحات حول إخراجه بالصورة الزاهية والجذابة. الشكر لك وأنت تخرج لنا من مستودع النفائس دررا، مثل تسليطك الضوء على اهتمام وردي بقضايا وطنه وقضايا شعبه، والهوية القلقة لهذا الوطن المسمى السودان ومعوقات انطلاقه؛ وتحليقك بنا في آفاق علم الاجتماع، واستنتاجات ابن خلدون حول تأثيرا البيئة وأثر المناخ في سلوك البشر! ومن ثم توصلك إلى أن الإخوة في الجنوب أكثر معرفة بعلم الأصوات وبالهارموني! ********************
Quote: وثيقة غاية في الأهمية
العزيز الأستاذ المبدع يوسف الموصلي شهادتك هذه قلادة على صدر هذا الحوار، ومصدر اعتزاز لكل من يعنيه الوفاء للفنان الخالد محمد وردي. التقدير لك وأنت ترتقي بفن الغناء والموسيقى السودانية إلى الآفاق العالمية الرحبة.. وتضيء قناديل الإبداع.. وتصوغ وقع موسيقى (طفل العالم الثالث) المحزون من رجع استغاثاته! يا لها من روعة.. ويا لها من نقلة كبرى في التوزيع الموسيقي.. سيظل الخالد وردي والمبدع الموصلي قمران مضيئان في سماوات الفن. ********************
Quote: سياحة في عوالم معرفية متعددة نقلتنا إلى عالم الراحل المقيم/ محمد عثمان وردي..
الأخ عبد العزيز عيسى تحياتي ومودتي أشكرك عل هذا التقييم العالي للحوار مع الفنان الخالد.. ********************
Quote: أعظم هدية يمكن أن نقدمها لإنسان لون حياتنا بألوان الفرح ، والأمل ، والصمود ،،،
العزيز الأخ الفاتح الجنيد لك التحية والمودة والشكر على كلماتك المضيئة والمخلصة التي تنم عن تقديرك العظيم للفنان وردي.. وعلى تثمينك لنشر هذا الحوار .. التقدير لك ولزملائك في النادي الاجتماعي للجالية السودانية بمسقط على سابق حفاوتكم ووفائكم للراحل الخالد..
استاذ عبد المنعم لك التحية وانت تزيد ذاكرتنا الوردية الناشطة نشاطا
هنالك اغنيات كثيرة سودانية يمكن ترشيحها لتصبح سيمفونيات أخص منهن 1. يقظة شعب وردي 2. قصة ثورة محمد الامين 3. أفديك بالروح يا موطني عثمان حسين 4. فتاة اليوم و أم الغد عبد الكريم الكابلي
أساتذة قل أن يجود زماننا بمثلهم فلك المحبة
02-23-2013, 05:11 AM
Abdul Monim Khaleefa
Abdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-27-2006
مجموع المشاركات: 1274
و شكرا لك علي هذا التوثيق الممنهج و اللقاء المميز المفعم بالصدق و التجلي مع الموسيقار الراحل وردي و الذي كان فيه متجليا و صادقا و شفافا ،،، الطريقة التي أُعد بها الحوار و السلاسة و الأدب الجم الذي تميز به مجري الحوار أضفي عليه هذا الجمال و الأريحية التي أبرزت شجاعة الموسيقار الراحل و جعلته يشعر بسعادة و هو ينتقد بعض محطات مسيرته الفنية الرائعة من أهمها حديثه الشيق عن تجربة يا حارسنا و يا فارسنا ببراءة و صدق و عفوية نوبتنا في شمال السودان الممزوجة بالأصالة و السخرية و القدرة علي لفت الإنتباه ،،، كان لنا وعد أن أقوم بافتراع هذا البوست و قد تكرمت بتزويدي بكل المادة التي أعتبرها من الدرر التي أكتنزها ،،، و التي حالت ظروف قاسية عن الوفاء بوعدي و أبعدتني عن سودانيزاونلاين و الراكوبة و غيرها من الأسافير السودانية خلال الفترة الماضية و ستمتد حتي الصيف القادم ،،، و برغم توافر قليل من الوقت لتصفح تلك الأسافير بشكل يومي و لمدة نصف ساعة تقريبا في ساعات السحر إلا أنها لا تكفي لإعطاء هذا العمل الفني و الأدبي و الوطني حقه فهي لوحة تحتاج لجهد و تركيز و إبداع لتخرج بشكل يليق أولا بقامة الموسيقار الراحل و ثانيا بقامة معد و مجري الحوار و ثالثا بمجتمع الجالية السودانية بمسقط و الذين كانوا جزءا أصيلا من اللقاء أكسب سنوقرافيا المسرح عمقا و دلالة ،،، و كذلك لأسرة سودانيزاونلاين من أعضاء و قراء ،،، ما كنت سأفعله مهما بلغ من الجمال لن يرقي الي هذا الإبداع و المنهجية و التسلسل و الترتيب الذي تفضلت به في عرضك لهذا اللقاء التاريخي ،،، و قد كنت موفقا في إختيار التوقيت الذي تزامن مع الذكري الأولي لرحيل قامتنا الفنية محمد عثمان وردي له الرحمة و المغفرة و القبول الحسن ،،، و سيظل دائما محفورا في ذاكرة شعبنا إلي يوم الدين ،،،
تحياتي مجددا لك و للأولاد و لكل سوداني مسقط الرائعين
02-23-2013, 01:58 PM
الهادي هباني
الهادي هباني
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 2807
في بوست مجاور إفترعه الأخ الفاضل محمد مختار جعفر استمتعت جدا في صباح يوم جميل بأغنية يا بلدي يا حبوب أداء الشاب النوبي المطرب الواعد أمجد صابر و قد علق أحد الأعضاء تعليقا جميلا مفاده أنك إذا أغمدت عينك عن الفيديو ستعتقد جازما بأن الذي يغني هو الموسيقار الراحل و وهو في عز شبابه ،،، لا أؤمن بالإستنساخ و لكن أداء هذا الشاب الرائع يعبِّر بشكل حقيقي عن مكانة الموسيقار الراحل في ذاكرة شعبنا و يؤكد أن ذكراه و فنه أحد موروثات شعبنا المتجددة إلي يوم الدين لك و لكل الأعضاء و القراء أستميح أستاذنا الفاضل محمد مختار جعفر أن أهدي لكم هذه اللوحة ،،،
كلمة الأستاذ الأديب الزاكي عبد الحميد (عضو المنبر العام لسودانيزأونلاين، ومسئول الثقافة بمجلس إدارة النادي الاجتماعي للجالية السودانية بمسقط) في حفل تأبين الراحل الخالد:
02-24-2013, 05:53 AM
الزاكى عبد الحميد
الزاكى عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 895
Quote: ما عارف نتكلم عن شنو ولا نبدأ من وين، إلا الأخ عبد المنعم يقود الحديث، وهو زميل قديم في السجون السودانية معاي. وفي عام 1961م، عندما خرجنا في مظاهرة ضد التهجير بعد السد العالي وجدناه العربي الوحيد بيننا!! وواحد علق ده من وين؟ قالوا ليهو: ده من الأبيض
عزيزي الاستاذ منعم: لك الشكر على هذا التوثيق القيّم.. ما زلتُ أذكر تلك الأمسية التي كان –فيها-للنادي السوداني في مسقط شرف تكريم الراحل المقيم.. رحل عنّا وردي ولكن أهازيجه المنتقاة تبقى ترياقاً يريق على دنياواتنا ذوباً خرافياً من الحسن المستحيل ومهرجاناً من الشوق ل"زمن ماشي" و"زمن جاي" و "زمن لسة"..
أستاذي منعم: ما اقتبستُه أعلاه –من حديث الراحل المقيم عنك- يسربلنا- نحن أفراد الجالية في مسقط-شرفاً لا يطال.. فالزمالة التي اشار إليها الراحل المقيم هي مصدر الإلهام لكي تكون للوطن قوته المستمدة من تنوعه وثرائه الثقافي-مهما يظن الواهمون غير ذلك.. فلك الشكر وأنت تعيد بهذا التوثيق بعضاً من التكريم المستحق لهذا الباذخ بعطائه..
02-25-2013, 05:56 AM
Abdul Monim Khaleefa
Abdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-27-2006
مجموع المشاركات: 1274
Quote: هنالك اغنيات كثيرة سودانية يمكن ترشيحها لتصبح سيمفونيات
العزيز الأستاذ يوسف الموصلي لك التحايا وأنت تمضي بالعزم والثقة والالتزام على طريق بعث النهضة الفنية.. أغنية (يقظة شعب) للفنان الراحل وردي، والتي تفضلت بانتقائها مع أغنيات أخرى لفنانينا الكبار.. هي فعلاً عمل عظيم، حيث تجلى فيها – إلى جانب الفنان محمد وردي – شاعرها المبدع مرسي صالح سراج. عليك يا أستاذ موصلي، وعلى زملائك الموسيقيين من ذوي المعرفة والموهبة، يقع عبء العمل على تنفيذ رؤيتك بأن تصبح هذه الأغنيات سيمفونيات. محبتي
Quote: شكرا لك علي هذا التوثيق الممنهج و اللقاء المميز المفعم بالصدق و التجلي مع الموسيقار الراحل وردي و الذي كان فيه متجليا و صادقا و شفافا ،،،
الابن العزيز الهادي هباني تحياتي ومودتي يا له من سهل ممتنع أن توجز تقييمك الإيجابي للحوار في هذه الكلمات البليغة.. والتي تعبر عن عظيم تقديرك للراحل الخالد .
Quote: حالت ظروف قاسية عن الوفاء بوعدي وأبعدتني عن سودانيزاونلاين.
أعرف أيها الابن العزيز أنك كنت أكثر الناس حماسا لنشر هذا الحوار، بل والاضطلاع بإخراجه.. ولتثق أيها الابن العزيز أنني أقدر أن استغراقك في المهام المتنوعة (الأسرة.. قيادة الجالية .. العمل.. والدراسة)، قد حال دون ذلك. لكن رغم المشغوليات أرجو أن لا تحرمنا من أن نرى (الهدهد) بين الحين والحين! كما أشكرك والأخ الفاضل/ محمد مختار جعفر، نيابة قراء الحوار، على لفت الأنظار لإبداع الشاب النوبي المطرب الواعد أمجد صابر.. وقد تصادف أن استمعت إليه وبهرني تطابق البصمات الصوتية بينه وبين الراحل الخالد وردي. محبتي
عبد المنعم خليفة
02-25-2013, 06:16 AM
Abdul Monim Khaleefa
Abdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-27-2006
مجموع المشاركات: 1274
Quote: رحل عنّا وردي ولكن أهازيجه المنتقاة تبقى ترياقاً يريق على دنياواتنا ذوباً خرافياً من الحسن المستحيل ومهرجاناً من الشوق ل"زمن ماشي" و"زمن جاي" و "زمن لسة"..
الأخ العزيز الأديب الأريب الزاكي عبد الحميد
الشكر أجزله على كلماتك التي تزدان دوما بالبهاء والجمال والألق.. وعلى وفائك للراحل الخالد والمتمثل في الاحتفاء به عند الزيارة في عام 2003م؛ وعند رحيله في العام الماضي.. حيث لا يزال رجع صدى كلماتك يتردد في الأذهان (من يعزي من؟).
أما قيادتك للعمل الثقافي بالنادي الاجتماعي للجالية السودانية بمسقط، بالإخلاص، والإبداع، والالتزام.. فذاك حديث يطول.. أجمل الأمنيات لك ولأسرتك الكريمة.
محبتي
عبد المنعم خليفة
02-25-2013, 04:39 PM
Abdul Monim Khaleefa
Abdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-27-2006
مجموع المشاركات: 1274
عظيم أن يبدع الفنان ويتمتع بكل هذا القدر من الثقة ويعطي ويظل يعطي الجديد بدلا من التحجر أمام الماضي.. يمكن الأخ سيف الدين عبد الرحمن عنده ما يود أن يضيفه.. السؤال من مولانا مهدي عقيد : الأستاذ وردي سمعت أنك في مرحلة مبكرة قمت برحلات خارج البلاد ودخلت استوديوهات بعض البلدان واطلعت هنالك على تسجيلات لمغنيين سودانيين هل من إعطائنا فكرة؟
الأستاذ وردي: أيوه الفنانين السودانيين القدامى مسجلين في إذاعات كثيرة جدا، يعني مره مشيت تركيا لقيت إبراهيم الكاشف عامل محاضرة عن الأغنية السودانية، محاضرة فصيحة من هذا الرجل الكان بسموه أمي! وهو أمي في القراءة والكتابة، لكن مثقف شعبي، وملم بالتراث السوداني.. أنا سمعت المحاضرة من الأول للآخر.. ما أخطأ في أي حاجة.. كان سرده واقعي وحقائق وعمل تعريف شامل للأغنية السودانية وتطورها. جيت سألتو قلت ليهو يا أستاذ إبراهيم ليه اخترت إذاعة تركيا؟ قال لي كيف؟ ديل ما أهلي الأتراك! مثلا في البي بي سي حضرت تسجيلات نادرة جدا لحسن عطية وأحمد المصطفى.. البي بي سي بتسجل من بدري للناس. في غرب أفر بقيا لو مشيت الكمرون، نيجيريا والسنغال بتلقى تسجيلات للفنانين موجودة.. يعني في الكمرون يفتحو الإذاعة الصباح يقول ليك: "بسم الله الرحمن الرحيم.. الفنان عثمان حسين يغني لكم"! دا يعني يغني من الصباح لليل!!
ودائما نحن بنتكلم عن التوجه الحضاري بتاعنا مماثل أنا بقول الثقافي بالذات مماثل، انحن عندنا ناس مشاركين في السلم الخماسي بتاعنا مثلا شرق ،وسط غرب أفريقيا نفس الغناء بتاعنا بغنوه.. نحن بدل ما نتوجه لديل بنتوجه لسلالم مختلفة، وناس ما بسمعوا غنانا، أنا بغني 47 سنة.. بجي في البلاد العربية بخشوا لي السودانيين.. ما شفت عرب البلد بخشوا لي .. لأنو الموسيقى بتاعتنا ما نمطهم وما جواهم.. بينما تعال شوف الحبش بيغنوا أغاني شعبية مثل (القمر بوبا) البعض السودانيين ما بيعرفوا إيقاعها! بعدين السلم الخماسي ما عيب.. الخماسي في أقوى الدول اقتصاديا مثل اليابان خماسي؛ الصين خماسي؛ ماليزيا واندونيسيا دي دول خماسية. يعني الخماسية مش نقص في الموسيقى السودانية، دي طريقة بتاعة حياة ونوع من الثقافة نحن اتشكلنا عليها، أنحن اهلنا وقت سووا الطنابير.. الطنبور الخمس أوتار دا على الخماسي، في ناس لسه ما عرفوا الموسيقى إطلاقا لأنو بتلقى الطنبور في باريس في متحف اللوفر معمول بعصب التور، ومكتوب تحته (آلة نوبية).. على الأقل ليها ثلاثة ألف سنة.. وقبل ثلاثة ألف سنة، منو عندو موسيقى من جيراننا؟ والطنبور مش عند النوبيين بس؛ الطنبور في الشرق، الطنبور في الغرب، الطنبور في الجنوب. يعني دا معناتها أن هذا الشعب صنع آلاته من قديم الزمان. ونحن بنغني، الباقين جو.. كان المسيحية جات، ولا اليهودية، ولا المسلمين جو.. كلهم ديل لقونا بنغني.. ما كنا مبكمين وقت يجو ناس يعلمونا الغنا.. يعني الإشكال ما قادرين نوري ثقافتنا في الحتة الممكن تستقبلها.. ودا بيقودنا لي السودان بلد إفريقي ولا عربي؟ والله السودان سوداني! في الأول سوداني.
شكرا جزيلا يا أستاذ. سؤال من الأخ سيف الدين عبد الرحمن: الأستاذ الكبير وردي لم تتوقف طيلة مشاويرك الفنية عن الغناء، في الفترة الأخيرة لم نسمع عن أغاني جديدة.. مع تقديرنا لظروف الاغتراب وظروفك الصحية، هل بالرغم من ذلك لكم ألحان وأغاريد جديدة؟ وما هي من فضلك؟
الأستاذ وردي : بمناسبة السؤال دا مره سألوا المرحوم الأخ النعام أدم قالو ليهو إنت كل غناك دا، مالك بتغني لينا الغنا الكنت بتغنيهو في البلد؟ ما عندك غنا جديد؟ قال ليهم: إيييييييييك ...... يعني في أغاني جديدة كثيرة أنا لسه ما قعدت كويس.. أسه في الحفلات بقدم أغاني جديدة في السودان.. لسه ما وصلتكم.. إن شاء الله توصلكم، وفي يناير ممكن تسمعوا الجديد..
02-28-2013, 10:26 PM
Abdul Monim Khaleefa
Abdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-27-2006
مجموع المشاركات: 1274
طيب ممكن سؤال أخير للأستاذ وردي.. يعني عن اغترابه عن الوطن (أو اغترابه القسري عن الوطن لسنوات).. فما مدى تأثير ذلك الاغتراب على الفن سلباً أم إيجابا؟ وسؤال تاني مرتبط بهذا الموضوع.. شعورك لما وصلت السودان لأول مرة بعد الغيبة الطويلة شنو؟
الغربة قطعاً يعني سلبياتها أكتر من إيجابياتها.. إنت مهما بقيت مشهور في الغربة، أو بتسمع بعض المغتربيين، ده إنت بتعرف إنو ده ما جمهورك الحقيقي اللي صنعك.. لكن برضو لمن تمشي في بلاد عندها مستوى كبير من الرقي الفني زي أوروبا وأمريكا بتستفيد قطعاً من حاجات كتيرة.. من التقنية الموجودة.. من إنك تختلط بي موسيقيين، وتجد بالتالي أستديوهات راقية مستخدمة أحدث التقنيات.. يعني زي ده بتستفيد.. لكن الغربة غير مشكورة على الإطلاق .. يعني أنا يوم ما انبسطت إني قاعد في أمريكا إطلاقاً.. لكن زي ما البلد استقبلتني، أنا برضو استقبلتها.. يعني أخدت البلد في فأل جميل، والغد الأجمل يعني.. والجماهير الاستقبلتني أنا أدتني مشروعية كبيرة جداً بخاف منها.. يعني.. أول شي، الواحد ما شاب، والعمر ما طويل، يعني بواقعية شديدة جداً، يعني الواحد بقدر الإمكان عايز يدي لهذا الشعب العظيم كل ما عنده بأسرع ما يمكن.
03-01-2013, 01:39 PM
Abdul Monim Khaleefa
Abdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-27-2006
مجموع المشاركات: 1274
أستاذى عبدالمنعم خليفة اسمح لى أن اضيف فى هذه النافذه التسجيل الذى تم امس بالنادى السودانى بمسقط بمناسبة الذكرى الاولى على رحيل الهرم فنان الوطن وافريقيا محمد عثمان وردى ,
Quote: أستاذى عبدالمنعم خليفة اسمح لى أن اضيف فى هذه النافذه التسجيل الذى تم امس بالنادى السودانى بمسقط بمناسبة الذكرى الاولى على رحيل الهرم فنان الوطن وافريقيا محمد عثمان وردى ,
الصديق العزيز حيدر أمين
لك أجزل الشكر على الإضافة الثرية، مصحوباً بالتهنئة على هذا المستوى الرفيع والمتطور من التوثيق والإخراج، الذي هو ثمرة جهدك المخلص والمعهود.
التقدير لأسرة الأستاذ الراحل وردي بمسقط، ولكم في مجلس إدارة النادي الاجتماعي للجالية، وللجنة المنظمة، على هذه الاحتفالية الرائعة ، بل مهرجان الوفاء الذي أقمتموه إحياء لذكرى الراحل الخالد.
محبتي
عبد المنعم خليفة
03-03-2013, 09:19 AM
حيدر امين
حيدر امين
تاريخ التسجيل: 07-13-2008
مجموع المشاركات: 2881
تغمرني السعادة بما شرُف به النادي السوداني بمسقط من احتفائه بالذكرى الأولى لرحيل الفنان الكبير وردي.. نعم كان جهد المقل ولكن الكلمات الصادقة التي شارك بها الأستاذ الرائع عبد المنعم خليفة والأستاذ شوقي حمزة والأستاذ صلاح دهب والشاعر الكبير فضيلي جمّاع أثلجت الصدور لأنها عبّرت بأمانة عما يجيش في نفوسنا جميعاً من مشاعر حب للراحل المقيم.. صديقي حيدر ما تقوم به من توثيق يستحق كل التقدير .. وللأستاذ عبد المنعم كل الشكر على هذا البوست القيّم..
03-05-2013, 04:59 AM
Abdul Monim Khaleefa
Abdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-27-2006
مجموع المشاركات: 1274
ربنا يديك الصحة وطولة العمر.. أنت أعطيت ووافيت وما استبقيت شيء. . فحقيقة أننا سعدنا وكان لنا شرف أننا كنا مشاركين في هذا اللقاء.. و شرف أننا عشنا عصر الفنان وردي وسعدنا به.. وهذه إضافة لهذا النادي وتضاف حقيقةً إلى إنجاز هذا النادي الذي هدف لإقامة هذه الأمسية العامرة، التي لا نعرف حقيقة إن جاد بمثلها الزمان في السنوات الأخيرة.. سعدنا طبعاً قبل سنوات بمهرجان الاستقلال باستضافة بعض الإخوة، عندما كرمنا الفنان الأستاذ/ عثمان حسين وزملاءه، والمؤرخين والرياضيين وكل المبدعين.. أعضاء وزوار النادي كلهم سيظلون على موعد مع لقاء الوفاء الكبير للفنان وردي بمهرجان الاستقلال القادم..[/B]
الحقيقة أنا جاي.. مشيت شركة إنتاج فني.. مشيت اشوف قناة لتوصيل أشرطة سودانية، يعني فيها تقنية وفيها غناء جميل، مش غُنا محمد وردي وبس لا.. للفن السوداني.. فلقيت.. وراني نماذج من الأغاني السودانية.. أداني ستة أشرطة. خمسة منهم لفنانيين أنا ما بعرفهم..!! إتخيل أنا أكون دورتين نقيب الفانيين، وما بعرف خمسة فنانين عندهم أشرطة بوزعوها بره.. وبي صورهم وابتسامتهم! (دي ما دعاية للاشرطة الجاية) السودانيين ما قوة شرائية.. ليه؟ لأنو ما باخدو شرايط.. وبطبعوا لبعض، وما بهتموا للشريط الأصلي (لكن والله القال ربنا أداهم العلم ما كضب)؛ لكن هل المغترب ما عندو دور في إنو ينشر ثقافة بلدو صاح؟ هل ده ما دور يعني بالنسبة ليكم كلكم إنكم الأغاني الصادقة الممكن تنتشر توثقوها وتنشروا ثقافة بلدكم الأحسن؟ عشان كده عايزين نشترك كلنا.. نحنا والله عايزين نسوق الغناء السوداني بره، مش عشان يجيب لينا قروش بس.. لا.. عشان يعمل لينا اسم.. (يعني في واحد ممكن يقول ليك ده ما.. أيش يغني محمد وردي ده أنا ما بعرفو)! واحد يغني خمسين سنة وجيرانو ما عارفنو؟!! ونحنا عندنا ناس قاعدين ساي.. تفتكر ديل لو عرفوني وسوقو غناي مش كفاية جداً. لكن ده ما قاعد يحصل.. كيف كيف إنتو كلكم تجندوا انفسكم وتخدموا الثقافة السودانية، والتراث السوداني، والفن السوداني؟ نتمنى يعني نجي نلقى تطور في نشر الثقافة السودانية نشرصاح.. فده رجاء،ً يعني أنا ما بتكلم لأني أنا عندي شركة أنا بتكلم باسم الفن السوداني..
عن السؤال لماذا لم تتقدم الاغنية النسائية؟
لحدي أمبارح دي في بنات دخلوا معهد الموسيقى.. في منهن عازفات ومؤلفات موسيقى؛ لكن ما بالمستوى المطلوب.. المرأة ظُلمت في الحتة دي مافي شك فيها. فالمفروض هي تبقى جسورة، ترتاد الحتة دي بجسارة وبثقة. نحنا غنوا لينا ناس غنا كويس جداً زمان. من أجمل الأصوات (الفلاتية، فاطمة الحاج، مهلة العبادية.. إلى البلابل). هسع ما شايف أصوات زاخرة بالتراث ووصلت ومشت مع الموسيقى مشي كويس. بعدين ده كلو نابع برضو من القيود المكبلة بيها المراة .. وانأ من أنصار المراة الأخرى. وإن شاء الله المراة ذاتها تكون عند حسن ظننا وتقتحم هذا المجال اللي بدون مرأة لا يساوي شيء لا يساوي الفن شيئا إذا شلت منو المرأة لأنو المرأة هي الجمال، هي العاطفة، هي كل شيء..
شكرا جزيلاً الشكر اجزله للاستاذ الكبير وردي لقد ابدعتنا وابهجتنا متعك الله بالصحة والعافية، وناجي وأولاده في حدقات العيون..[/B]
الحقيقة الأستاذ شوقي عمل نقلة تربوية جميلة جداً كونهم الشباب من الجنسين يحفظوا في (جيل العطاء) و(عرس الفداء) ..دي فعلاً تربية قيمة جداً. وكان الأولاد والبنات في مستوى راقي جداً من الأداء. ومن خلال مثل هؤلاء بطلع الفنان الصح.. والفنان بربوهو يعلموهو كيف... والأخ شوقي مشكوراً بذل جهد كبير (الأولاد ديل والبنات ما فيهم صوت نشاز.. ما فيهم إيقاع أعرج، فكانوا في منتهى الروعة). يا جماعة ما عارف في واحد منهم قال لي نحنا كنا خايفين.. لا لا دي حقيقة، أصوات جميلة وأداء جميل، وعزف جميل، وإيقاع جميل.. ما في شك يعني.. وشكراً للإخوة الحضور والأبناء والبنات، وشكراً ليكم كلكم..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة