|
الطائرة أسواء أختراع ويجب محاكمة مكتشفه في محكمة دولية ومعه الإرهابي مبارك جادين
|
في صباح شتوي أستعدت الطائرة البوينج للتوجه نحو مدرج الإقلاع في مطار الخرطوم الدولي متوجهة نحو مدينة جوبا وفجأة توقفت لما يزيد عن الخمسة عشر دقيقة والأبواب مغلقة ولا منفذ للهرب ، أطل علينا أثنان من الإرهابيين شاب وشابه يرتدون زي إرهابيين متشابه ، ويؤدون حركات متناغمة مع صوت الإرهابية الأخري والتي تسمي زورا كبيرة المضيفين ، وعرض الصوت والصورة هذا يحذرنا بأن الكارثة وشيكة وأن الطائرة ساقطة أو محروقة لا محالة لذلك ويجب عمل الأحتياطات اللازمة بربط الأحزمة علي أجسادنا حتي لا نهرب من مصيرنا (اللهم أرحم إبراهيم عوض) وبعد أن شاهدوا الرعب علي ركاب الطائرة رقت قلوبهم قليلاً وأعطونا بصيص من الأمل بالهروب عبر منافذ موجودة علي جانبي الطائرة ، (أين كانت هذه المنافذ حينما أحترق الناس في مطار الخرطوم الدولي قبل عدة أشهر) ، ثم اشاروا لكمامات مثل تلك الموجودة في غرف العمليات قيل لنا بأنها ستسقط تلقائياً عندما ينعدم الأكسجين من الطائرة ، ولم يدروا بأننا الآن في أمس الحوجة لها ، ولم ينسوا أن يشددوا علينا بالتنبيه المتكرر بإغلاق الهواتف النقالة حتي لا نودع الأحبه والأهل في لحظاتنا الأخيرة أو نتصل بالثلاثة تسعات (999) لإنقاذنا من هذه الورطة والتي وضعنا أنفسنا فيها بعد أن دفعنا من حر مالنا لسخرية القدر ، وبعد قليل جاءنا صوت من مكبرات الطائرة يعلن أن المدرج مشغول بهبوط وإقلاع طائرات أخري ، ولم نصدق الكذبة ، ولكن لا مناص لنا سوي الإنتظار ... بعد مرور الدقائق ثقيلة والجميع يفكر في كل الاحتمالات المتوقعة لكارثة تهز اركان المطار الذي تعود عليها ،،، لم يجد الأرهابي الجالس لجواري وعضو المنبر مبارك جادين سوي تلك الصحيفة البغيضة ليطالعها ، ولم يفتح الله عليه بكلمة واحدة ليطمئن بها قلبي ،، وكأن الأمر لا يعنيه ، وتهادت الطائرة بعد قليل علي المدرج وكأنها عربة لوري موديل 60 في شوارع ترابية شهدت كل أمطار المناطق الإستوائية ..... وما هي إلا دقائق وكانت الطائرة ترتفع عن الأرض بسرعة تخيلت أن الكابتن ضغط علي أبنص السرعة دون وعي منه .... أغمضت عيني ليفاجئني الموت دون أن أراه ،، ثم إنحرفت تلك الملعونة لتتجه جنوباً وهي في وضع الصعود ،،، والقلوب صعدت معها للحلوق بضربات تعدت الثلاثمائة في الدقيقة ، وجفت كل سوائل الفم ،، ودرجة حرارة الجسد دون الصفر المئوي ،،، يا لغباء هذا الكابتن الم يكن أفضل له ولنا وللطائرة أن يستوي علي ارتفاع تحليقه المعتاد ثم يستدير جنوبا حتي لو كانت هذه الإستدارة عند وادي حلفا ، عوضاً عن هذا الإرهاب المتعمد ،،، نظرت نظرة خاطفة نحو الأرض وجدت نهر النيل العظيم والذي ما أن تقف عند أحد ضفتيه إلا وتري عند الضفة الأخري الأشياء ما هي إلا أشباح مصغرة من إتساع النهر.. وجدته لحسرتي لا يتجاوز عرضه عرض شارع اسفلتي في مدينة صغيرة ...
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الطائرة أسواء أختراع ويجب محاكمة مكتشفه في محكمة دولية ومعه الإرهابي مبارك جادين (Re: زهير الزناتي)
|
وجاري الإرهابي يبدل صحيفة بأخري من صحف الخرطوم المتشابهة وكأنه جالس علي كرسي في صالون منزله ، وجاره المسكين تتدهور حالته النفسية بنفس سرعة صعود الطائرة .... تذكرت في تلك اللحظة لاعب المريخ الحالي والهلال السابق علاء الدين بابكر وأكتشفت كم هذا اللاعب عبقري وتجاوز عصره حينما رفض رغم كل الإغراءات والتهديدات لصعود هذا الأختراع المرعب المسمي طائرة .. وأشترط عند تسجيله للمريخ عدم ركوب الطائرات مهما كانت الأسباب (طياره مافي يا جماعة) ... بعد أن أستوت الطائرة علي ارتفاع يزيد عن الثلاثين ألف قدم فوق سطح الأرض حسبما قال طاقم الطائرة والذي تعود الكذب علينا قدرت انا الأرتفاع بـ تسعمائة الف متر فوق سطح البحر ،، لأننا حينما كنا صغاراً كنا نصعد جبل التاكا الشاهق والذي ذكر لنا معلم الجغرافية أن أعلي قمة فيه أرتفاعها 1000 متر فقط وعندما كنا نصعد عند نبع توتيل كأعلي مكان يمكننا صعوده لم نكن نتجاوز ثلث أرتفاع الجبل ، كانت كسلا تحتنا تبدو بعيدة ولا نري سوي أشجار النيم تغطي المدينة وعمارة الضيقي في سوق كسلا .. أي أن ذلك الأرتفاع لم يكن يتجاوز 300 متر ، فما بال نهر النيل تحول لشارع أسفلتي والجبال تحتنا تبدو ككومة تبراب أمام عمارة تحت التشييد ،، أكيد سقوط الطائرة من علي هذا العلو يعني بأننا لن نصل الأرض إلا أشلاء .... وبدأ المضيفون في التحرك ذهاباً وأياباً وهم مستمعون بما تم من إرهاب لهؤلاء الرهائن المساكين والذي يطلق عليهم علي سبيل السخرية ركاب بل أحتفلوا بإنجازهم بتوزيع المأكولات والمشروبات المختلفة علي الرهائن بأبتسامة تعبر عن سادية مرضية ... كمرحلة متقدمة في إذلالنا .... وضعت صندوق الأكل علي الكيس المثبت في الكرسي الأمامي ، وشربت قليلاً من الماء لتبتل مسامات فمي ،، وجاري الإرهابي يتونس معي وكأننا علي مقهي قراند كافيه في شارع المطار ... وحينما لم يجد أستجابة مني ، لدهشتي أغمض عينيه ونام قرير العين هانئاً ،،، ( بالله عليكم شوفوا الزول دا وقوة قلبه ما قلت ليكم إرهابي) وبعد مرور عدة ساعات حسب توقيتي نظرت للساعة في معصمه وجدت أن ما مضي من وقت منذ إقلاعنا لم يتعدي سوي خمسة وعشرون دقيقة حسب ساعته الإرهابية .... ومضي الوقت ثقيلا متثاقلا بطيئاً متباطئاً ومؤشر الثواني يزحف ببطء يحسد عليه ، ومر كل شريط حياتي أمامي أفراحه وأتراحه إنتصاراتي وإنكساراتي وتذكرت أطفالي الصغار وأمهم الحبيبة ، ووالدتي وأهلي وأحبابي وأصدقائي ،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطائرة أسواء أختراع ويجب محاكمة مكتشفه في محكمة دولية ومعه الإرهابي مبارك جادين (Re: زهير الزناتي)
|
وملذات الحياة ، وايقنت بما لا يدع مجال للشك بأني وقعت ضحية مؤامرة كبري ، وأن هذه الطائرة بكل تأكيد مملوكة للمؤتمر الوطني ، والذي لم يجد وسيلة للتخلص مني بأعتباري معارض وشيوعي كافر سوي هذه الوسيلة البشعة والتي تسافر بك مباشرة إلي الجحيم ، وحينما أنظر للإرهابي مبارك جادين وهو يغط في نومه العميق أجزم بأن الحركة الشعبية هي الأخري مشاركة في هذه المؤامرة وبعثت بأحد قياداتها للتنفيذ ، والطائرة لعجبي في هذا الفضاء الرحب تعلو وتهبط كركشات غرب الحارات تماماً ، قال لي جاري الآخر بأن هذه مطبات هوائية ، أراد أن يستغفلني هو الآخر ولا بد أن له دور في المؤامرة ، وفكرت في أولئك البشر الذي يعبرون الأطلنطي بمثل هذا الصندوق المرعب ، أو الذين يتجهون نحو الصين واليابان لساعات طوال تتجاوز ساعات اليوم .... وأولئك الطيارون والمضيفون والذي يمكثون بين السماء والأرض أكثر مما هم علي ارض الله الواسعة ، أيقنت بأن العالم ملئ بالمجانين ، ولا بد من تقديم هذا المخترع لمحكمة الإرهاب وجرائم الحرب الدولية ويجب ألا تسقط جريمته بالتقادم لأنه أسهم في إرهاب ورعب ملايين الناس حول العالم ومعه كل من فكر في الطيران منذ الإرهابي الأول عباس بن فرناس وحتي الصديق مبارك جادين والذي أسهم في رعبي وخوفي ببروده في التعامل مع هذا الأختراع المخيف ، وبعد أن بلغت الروح الحلقوم ، سمعنا عبر مكبرات الطائرة بأن الطائرة ستهبط في مطار جوبا الدولي لم أصدق إلا بعد أن سمعت عجلات الطائرة وهي تصطدم بمدرج المطار ، وكانت اسعد لحظات حياتي ،، ومباشرة سألت عن الطرق البري بين جوبا والخرطوم فقيل لي لا طريق إلا عبر واو وقد تأخذ الرحلة شهراً ، فتذكرت المثل القائل (درب السلامة للحول قريب) وعرفت أن من أطلقه هو أول راكب مسكين للطائرة وبالتأكيد لهذا المثل تراجم في كل لغات العالم ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطائرة أسواء أختراع ويجب محاكمة مكتشفه في محكمة دولية ومعه الإرهابي مبارك جادين (Re: زهير الزناتي)
|
... اخيرا لقيت واحد حيصدقني ...
زمان يا زناتي كنت بركب قطر حلفا والباخرة ... بعد تجربتي مع الطيران الاثيوبي ... وكنت بقول لزملائي الطلبه ... والله ده ما من قلة القروش ... ولكن بالطائرة راسي بدوش ... اها اظنك بعد الزمن ده كلو ... صدقتني ... عليك الله كلم ناسنا القدام ...
يا ابو حنا ياخواف ... القضية والنضال يبدأ من الطيارة والباقي ساهل ...
سردك وتبريرك لخوفك من الطيارة اكتر من رائع ... ياريت تجرب المركب ... يمكن نطلع بسلسلة كتابات خواف ... لذيذة كده ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطائرة أسواء أختراع ويجب محاكمة مكتشفه في محكمة دولية ومعه الإرهابي مبارك جادين (Re: زهير الزناتي)
|
ياسر نجيلة تعود الأيام ،،، والقابلة يجي أختراع أجمل من الطيارة
تعرف لمن الزول يقرأ إنه الطائرة أكثر وسائل المواصلات أمناً يصدق
لمن يركب ويشوف الهوائل ، والأرتفاع الشاهق دا والأرض تحت رهاب رهاب
والله الخلعة التدخل فيك يمرقها الله وسيدي الحسن .....
بيني وبينك يتخيل لي الكابتن دا مريخابي ....
الغريبة زمان أيام مصر الزول يركب كل سنة يركب طيارة الجن دي
لكن يتخيل لب الواحد كان صغير وجاهل وما واعي بالحاصل لكن حسع الواحد فتح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطائرة أسواء أختراع ويجب محاكمة مكتشفه في محكمة دولية ومعه الإرهابي مبارك جادين (Re: زهير الزناتي)
|
زهير والله كتابة جميلة شديد والله انا بقرا في كلامك وبضحك واتذكرته الهكر ده قلته بالله ده ما حرام نتحرم من كتابة جميلة زي دي
اظرف حتة ضحكتني حتة قناع الاوكسجين البيجي نازل ده هو الساعة ديك في بال تركب قناع اوكسجين الناس دي اكيد ما جادة ده غير ممرات الجمبة وحتولع عند الضرورة ياخي في الحالات العادية ولمه تكون عايز تنزل من الطائرة عايز ليك ربع ساعة لحدي الناس ما تمشي في الممر الضيق داك اتخيل في الحالة ديك تقعد تفتش في انوار الجمبة مع الدفسيبة الحتحصل غايتو ميتة الله ينجينا منها...
بصراحة انا بخاف وبالذات لمه الطائرة تجي تخش في السحب ومرة من المرات في واحد من كتل التلج دي اظن فلتت من الكابتن ونزلت الطائرة دي فجاة لحدي ما هوينا من المقعد والناس قعدت تكبر وتهلل وخلاص اتشهدنا
من اللحظة ديك انا جني وجن السحب ومن اشوفها خلاص
تحياتي يا زهير واحسبني معاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطائرة أسواء أختراع ويجب محاكمة مكتشفه في محكمة دولية ومعه الإرهابي مبارك جادين (Re: زهير الزناتي)
|
تحلق يومياً آلاف الطائرات عبر مطارات العالم تنقل ملايين الركاب وتجوب أقطار وقارات العالم ، جعلت الكرة الأرضية قرية أو بلدة فالمسافر قديماً والذي ينتقل عبر الصحراء الكبري من أواسط السودان لمصر يحتاج لأربعين يوماً وبهذا الأختراع لا يحتاج لساعتان فقط والرحلات المتجهة للصين والهند والتي تستغرق الشهور العديدة في ذلك الزمان ما هي إلا ساعات ويجد الإنسان نفسه في محطته الأخيرة .... يا له من أختراع مدهش
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطائرة أسواء أختراع ويجب محاكمة مكتشفه في محكمة دولية ومعه الإرهابي مبارك جادين (Re: زهير الزناتي)
|
يا زناتي ، كل سنة وإنت طيب. تعرف يازناتي ، أول مرة أركب طيارة كان من جوبا للخرطوم، كانت طيارة آنتنوف تابعة للحيش ، كانت رحلة ممتعة جداً رغم إننا كنا راكبين في كنب، بدون احزمة وماسكين في حبل ممدود بطول الطائرة. في مرة كان لابد أن أسافر إلى الرياض بطائرة عسكرية، العسكري "الكمساري "ركب واحد إبن بلد في محلي وحاول يزحلقني بأنه "ما عاد في مكان" قلت ليه : - حأجلس هناك!! - فين؟؟ - هناك ، على الأرض. - على مسؤوليتك؟؟ نعم ، على مسؤوليتي. - هيا أركب!! وأمام دهشة الجميع ، جلست على الأرض وحلقت بنا الطائرة لمدة 65 دقيقة بدلاً من 55 دقيقة، شفت الإرهاب كيف؟ وبعدها ، حطت بنا بسلام على أرض المطار!! وكانت أمتع رحلة.
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطائرة أسواء أختراع ويجب محاكمة مكتشفه في محكمة دولية ومعه الإرهابي مبارك جادين (Re: زهير الزناتي)
|
يا زناتي ، كل سنة وإنت طيب. تعرف يازناتي ، أول مرة أركب طيارة كان من جوبا للخرطوم، كانت طيارة آنتنوف تابعة للحيش ، كانت رحلة ممتعة جداً رغم إننا كنا راكبين في كنب، بدون احزمة وماسكين في حبل ممدود بطول الطائرة. في مرة كان لابد أن أسافر إلى الرياض بطائرة عسكرية، العسكري "الكمساري "ركب واحد إبن بلد في محلي وحاول يزحلقني بأنه "ما عاد في مكان" قلت ليه : - حأجلس هناك!! - فين؟؟ - هناك ، على الأرض. - على مسؤوليتك؟؟ نعم ، على مسؤوليتي. - هيا أركب!! وأمام دهشة الجميع ، جلست على الأرض وحلقت بنا الطائرة لمدة 65 دقيقة بدلاً من 55 دقيقة، شفت الإرهاب كيف؟ وبعدها ، حطت بنا بسلام على أرض المطار!! وكانت أمتع رحلة.
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|