|
قصه قصيره ـ برميل زفت
|
قصه قصيره ـ برميل زفت ـ
كالبرميل الفارغ تدحرجت خطواتك الانيقه تنقذ فى ازعاج عام .. داخل صدرك ضجة الحفله التى انتهت قبل قليل لازالت عالقه بمحارة ازنك .. دخلت الظلام بلا تدرج فى العتمه .. تترنم بمقاطع الاخيره .. تحاول ان تغنيها بنفس طريقة صاحبها الاصلى .. لايزال وجه حبيبتك ـ هاجر ـ متربع على مصطبة ذهنك ويضئى الظلمه من حولك .. رفت عينك اليمنى بلا معنى .. تعكر مزاجك .. هناك شيئا ما يطعن داخل بطنك حسبته جوع فدست عليه وهضمته بجمله موسيقيه .. صحيح انك لم تجد سانحه تصافح حبيبتك وتدين دواخلك امام حضرتها .. كان جوا الحفله مشبع برطوبة الاهل والمعارف واخجلك .. فضلت ان تكون ـ ديدبان ـ صارم تحرس مفاتن حبيبتك لم تغيب عن عينيك حتى ولو برمشه وظلت ترسل لها احساسك بهمسه . كانت فى هذه الامسيه ـ الحفله ـ اجمل مما تتخيل .. مختلفه عن ما تعكسه شبكيتك فى شكلها بفستان المدرسه ـ (اللبنى المبرقع) ـ لقد احببتها اكثر ..توحمت ملامحها .. مددت لها نفق سرى من اسمنت التواصل لتضمن احساسها فى خضم كوارث عشقيه قادمه .. تاملتها عن بعد رايتها تقترب منك موافقه على افكارك .. مؤمنه بادنى حدود شهر العسل والتفاصيل والعشم ... تذكرت ان صورتها داخل محفظتك السوداء .. ابتسمت ولم يراك سوى الظلام .. تحسست جيبك الخلفى وراحت احلام اليقظه تنبع بلا توقف .. ها انت تقترب من ـ ام جمعه ـ بائعه العشاء الاخير فهى اخر من تطفئ نارها .. زبائنها ليليون ومعظمهم سكارى .. تذكرت امك المسكينه حتما انها وضعت لك فطير باللبن فى صحن تحت السرير .. ولكن نفسك اشتهت فى هذه اللحظه هاجر والفول بالطعميه ـ يا سلام يا هاجر لو ناكل مويه فول بالطعميه مع بعض لقد جلست على اول بنبر صادفك .. زفرت هواء معتق من صدرك ..اخرجت المحفظة السوداء وتاملت صورتها وهى مبتسمه لعدسة الكميره لتبين وجناتها .. ولكنك تخيلت انت المقصود فى تلك اللحظه .. رددت عليها بنفس البهجه .. ثم طلبت صحن فول وطعميه ورحت تاكل فى خاطرك وجنتيها وتبلع ريقك من مقلتيها .. اخرجتك ام جمعه من لحظات الاشتهاء والجوع القادم ـ عادل يا ولدى ما عندك معرفه مع اولاد بسط الامن الشامل ديل ؟؟ ـ ليه .. فى شنو ؟؟ ـ والله سواق البص الواقف دا زبونى لكن قبضوه ـ قبضوه ؟؟ عمل شنو ؟؟ ـ عملت ليهو العشا دخل جو البص ياكل.. فجاء اولاد بسط الزفت الشامل ديل هجمو ..عليو وهو والبنت الكانت معاهو .. والله يا ولدى كانوا بتعشوا فى امان الله تدحرجت بنفس ضجة الفرحه الداخليه نحو بسط الامن الشامل جواك امل تساعد غيرك .. دخلت غرفه مربعه بها ثلاث عساكر اكبرهم اصغر منك سننا .. خاطبتهم بلهجه محايدة وبها جزء من الود ـ يا خوانا الجماعه ديل مقبوضين فى شنو ؟؟ ـ بتكلم بصفتك شنو ؟؟ اصغرهم هو الذى رد عليك بازدراء .. ـ والله بتكلم بصفتى مواطن سودانى ـ طيب بطاقتك يامواطن طلبها منك كبرهم سننا وفى اللحظه التى اخرجت محفظتك لتاكد على المواطنه .. خطف احدهم المحفظه وراح ينبش بداخلها قراء بطاقة الجامعه والبطاقه الشخصيه ـ طالب بجامعة الجزيره .. السكن الحله الجديده مربع 5 مواليد 77 سلم البطاقات لزميله واخرج صورة حبيبتك (هاجر) وتاملها وتلصص عليك بعينه ليجد فلجه غضب بين ملامحك ..ثم ناول الصوره لزميله وراح ينبش محفظتك .. فار دمك داخل العروق وانت تشاهد الاخران وهما يصدران تعليقات مستهتره حول حبيبتك .. عضضت على اسنانك ..لقد شعرت بيد الغرغرينه تدور حلزونيا داخل صدرك .. نار كابيه تتاجج . اخرج احدهم من محفظتك عازل مطاطى واعلن بفرح طفولى ادانتك !! ـ ها ها هاى .. شايل معاك جونتى وصورة بنت !! ـ عامل فها شفت ـ الظاهر يا برعى خايف عليها تحمل .. ها هاى ازدادت الظلمه امامك .. تشاهد وجوههم من خلف عدسه محدبه ملامحهم ولت بشعه .. فكرت ان تخوض المعركة ..لازالت استهتاراتهم تتواصل والغضب يتصاعد ـ يا مان نرحلو المقرن طوالى !! ـ قلت لى شايل كوندم وصورة بنت والله خطير ـ دا طبعا شعور فى الينز ـ يعنى شروع فى الزنى ـ عشان كدا من هنا والنظام العام . ـ يا خوانا انا جئت اسال الناس ديل مقبضين فى شنو ؟؟ ـ يا زول هى .. ديل موضعهم بسيط .. كل واحد عشره حبات وشتات .. اما انت موضوك كبير... هناك المقرن .. نظام عام ـ انا عملت شنو؟؟ ـ ها هاى .. عملت شنو ..!!شايل جونتى وصورة بنت !!عايز اكتر من كدا شنو ـ الظاهر دا عايزنا نقبض معاهو وكر جوه محفظتو .. هاى هاى .. الليله النظام العام بس .. فى وقت متاخر من الليل تدحرجت خارجا من بسط الامن الشامل كانك برميل زفت ثقيل تسيل منه المراره لزجة على الاسفلت .. تدوس على كرامتك باقدامك .. محاولات اخماد الغضب كلها فاشله.. لعنت دينك ودين شخصيات لا تراها .. اعتقد انك دفعت لهم اربعون الف جنيه اذا حسبنا معها رسوم المغادره فى المطار
عماد براكه
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصه قصيره ـ برميل زفت (Re: imad braka)
|
عمـاد براكـة..زمـن الشـهادة/الجــمر
أخطر ما في كتابة عـماد براكـة "أصابع يدي الخمسة وتجاعيد في الذاكرة كأمثلة" ..انها تصر وببراءة متناهية على ممارسة الشهادة في زمن عطن، يختفي خلف تلافيف النفاق المتشابكة الى حد الرعب والأحزان..فهي ببساطة منظومة الكتابة/الجـمر..و أهمية هذه الكتابة تكمن في قدرتها الفائقة على انجاز قولها في بحر متلاطم من الحسرات الذاتية ، وهي تسعى لتعريتنا تماما وتنبيهنا لعوامل انهياراتنا الداخلية..تجاعيد الذاكرة هي شهادة ضدنا..ضد خوفنا ..احباطاتنا اللامتناهية وانكساراتنا المجانية..فهي بكل بساطة مدخل لفضح النفاق المنظم الذي عمر دواخلنا لدهور عديدة..لذلك ليس من الغريب ان تلاقي مثل هذه الكتابة عنت الاستخفاف واطلاقات أحكام القيمة المغلقة ..التي تصدر من ذهنيتنا الغارقة في تخومات الخنوع.. في تجاعيد في الذاكرة تدهش القارئ قوة الـمنلوج الباهرة،والتي تؤسس حوار داخلي يضج همسه الى حد النحيب والأنفعال الجواني الناضح بالأدانات الذاتية الجمة..يبدأ هذاالحوار من نقطة معينة وينتهي عند نقطة معينة مرورا بكل تعرجات الأحساس والدهشة المتلاحقة الأنفاس..وبراكة هنا أشبه بمؤشر الساعة الـمنضبط التواقيع ..وبلا شك هي فنية عالية قلما تتوفر لجلنا..هذاعن الشكل.. أما المحتوى..محتوى هذا الـمنلوج فأنه يتنامى حتى الذروة ثم ينحدر، مؤسسا دينامكية مرنة تجعل القارئ مجبرا على الدخول في تعاريج هذاالحوار الداخلي منجزا تجاوبه الخاص بغرض استكشاف الأحداث ..وليس هناك نهاية سوي سخرية براكة التي تنتظرك عند نهاية النص الجغرافية ليهـمس لك مادا لسانه سخرية قائلا:ارأيت فانك أيضا لك القدرة على التعري الوجداني ومواجهة مخاوفك بكل بساطة.. ما عارف، لكني كلما قرأت نصوص براكة انتابني احساس غريب لا علاقة له البتة بكتابته..وهو تخيلي أن يكون عماد براكة من منطقة الجزيرة أبا..مواجها للنيل قبالة كوستي ومنداحا في هواجسه، التي يشكل الافصاح عنها مد من التساؤلات العصية..ولو طلع دارس درما ياني السكنت في حدقات الدهشة.. اخيرا هل ذكرت ان ما وصفه عماد هو تهيؤات انسانة محبطة تندب حظها على خسرانها المبين لكل خياراتها التي كانت تظن انها ستدافع عنها وأولها الصدق مع النفس.. لقد حرضت محمد الواثق من قبل في ندوة بجامعة الخرطوم وكان يقرأ فيها ديوانه الفلتة "أمدرمان تحضر" وأجدني اكرر نفس التحريض وأقول لبراكة..أكتب وعرفنا اكثر ببشاعتنا الجوانية وخنوعاتنا العديدة ..ومارس شهادتك بوضوح..حتى لو كانت جمرا متطاير الشرر،لأنها هي التي ستبقى في النهاية الصدق الذي نحتاج كثيرا لكي نتعرف عليه.. ودمت محمد النور كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصه قصيره ـ برميل زفت (Re: Kabar)
|
بقدر ما أدهشني عماد براكة وأنا أقرأه أول مرة، ويكرر إدهاشنا كلما سنحت له وسنحت لنا الظروف، وهأ أنت تدهشنا الأخ محمد كبر بقراءة جديدة لما أبدعه عماد، كما أبدعت تلك القراءة الجندرية لواقع لبورد
فشكرا لكما، وتحايا خاصة من صديقك عبدالرحمن بليا وشكرا لك وللأخ أبكر آدم إسماعيل لإهدائي صداقة هذا المبدع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصه قصيره ـ برميل زفت (Re: imad braka)
|
الأخ nadus2000 شكرا ليك..وبراكة اضاءة في مشهدنا الثقافي والادبي وشكرا ليك لـمرورك بتلك القراءة الجندرية وشكرا ليك عن اخبار بـليا واتـمني ان نتلاقى كثيرا شكرا ليك ولبراكة ودمت محمد النور كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قصه قصيره ـ برميل زفت (Re: imad braka)
|
الأستاذ الكريم عماد براكه قمع الشرطة بمختلف مسمياتها البوليس السياسى ، أمن الدولة أو المباحث الجنائية ، المباحث العامة ، النظام العام ، الشرطة الشعبية الأمن الشامل إلى آخره المنظومة الشيطانية تفشى بدرجة مرعبة لا يضاهيها سوى فساد النخبة الحاكمة فى البلد والتى تحتاج هذا القمع لإستمرارها , وخاصة القمع الموجة ضد الفقراء والسياسيين عدا حالة الطوارئ المفروضة منذ عشرات السنين. فتلفيق التهم هي سياسة عسس الحكومة فمعارضة الصحفي للفساد جريمة وإحتجاج العمال على تدهور حياتهم خيانة وإستخدام الطلبة لعقولهم جريمة ومؤامرة تقف وراءها جهات أجنبية وجميعها جرائم في نظر عسس الحكومة تستوجب الإعتقال والتنكيل. في برنامج فكاهي للكاميرا الخفية يقال أنه وأثناء تصوير الحلقة في محل لبيع الحلويات الشرقية في الخرطوم دخل زبون وطلب كيلو باسطه فما كان من البائع إلا أن أعطاه قطعة واحده على إعتبار أنها كيلو أثناء النقاش الدائر بين الزبون المخدوع بالكاميرا الخفية والبائع المتفق مع البرنامج شهر رجل أمن بطاقته في الهواء قائلاً للبائع مباحث قفل الدكان ويلا معاي ولم تجدي جميع محاولات الأجاويد لإقناع الشرطي أن هذا برنامج الكاميرا الخفية فرفض وقال بالحرف الواحد الكلام ده أمشي قولو للضابط في المركز بلا كاميرا خفيه بلا كلام فاضي.
| |
|
|
|
|
|
|
|