التحليل الطبقي والنوعي هو المدخل الصحيح لفهم وتغيير أوضاع النساء/الدكتورة/ أمال جبر الله سيد أح

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 10:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة انتهاكات شرطة النظام العام السودانية
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-15-2008, 02:03 AM

Badreldin Ahmed Musa
<aBadreldin Ahmed Musa
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 1467

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التحليل الطبقي والنوعي هو المدخل الصحيح لفهم وتغيير أوضاع النساء/الدكتورة/ أمال جبر الله سيد أح

    نحو المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني

    التحليل الطبقي والنوعي هو المدخل الصحيح لفهم وتغيير أوضاع النساء

    الدكتورة/ أمال جبر الله سيد أحمد

    نتقدم نحو المؤتمر الخامس وحزبنا يواجه الكثير من التحديات الفكرية والعملية ، هدفنا هو تجديد الحزب وتأهيله كي يتحول إلى قوة جماهيرية فاعلة وللقيام بدوره الطليعي في هذا المنعطف الخطير من تاريخ الوطن والتقدم نحو انجاز البرنامج الوطني الديمقراطي الهادف إلى انتشال البلاد من وهدة التخلف الاقتصادي والاجتماعي إلى رحاب القرن الواحد وعشرين.

    أحد أهم هذه التحديات هو الحزب ومسألة المرأة . اذ لم يعد كافياً التأكيد على أننا أول حزب فتح عضويته للنساء أو أنه قدم أول نائبة برلمانية في البلاد أو تكرار أن تحرر المرأة يتم مع تحرر الطبقة العاملة . أن ما نواجهه اليوم أكثر تعقيداً ويحتاج لإعمال الفكر والجهد والاستفادة من تجارب حزبنا في العمل وسط النساء لأكثر من ستين عاماً بل والاستفادة من تجارب الآخرين والانفتاح على الفكر الانساني. أن ذلك يتطلب معرفة عميقة بالمتغيرات الهائلة التي حدثت في واقع المجتمع السوداني عامة والنساء خاصة وأثر هذه المتغيرات في حياة النساء اليومية ومعاناتهن وتطلعاتهن في كل جزء من أجزاء الوطن بدلاً من التعميم المخل. إن المعرفة والالمام بالواقع يتطلب استخدام الأدوات الحديثة للمعرفة والبحث والتحليل العلمي. فعلى الرغم من التقدم في مجال العلوم الاجتماعية وبروز العلوم والبحوث والمؤسسات الاكاديمية والثقافية والاجتماعية المرتبطة بالنوع (جندر) ورغم انتشار مصطلح جندر حتى خصصت له صفحة في جريدة الميدان. إلا أننا كحزب لم نستوعب أهمية هذه المعارف الجديدة أو الأدوات التحليلية الحديثة في تطوير الجانب النظري أو برنامج الحزب أو أساليب عملنا.

    إن هذه المعرفة لم تعد قاصرة على الاكاديميين بل هي ضرورة لكل من تهمه مسألة التغيير الاجتماعي والبحث العلمي الهادف إلى معرفة أعمق للواقع والعمل على تغييره . فرغم المكتسبات التي نالتها النساء في مجال الحقوق إلا أن التمييز ضدهن كنساء ، استمر وبأشكال مختلفة ،مؤسسية وفردية ، مستترة وظاهرة. كما أن علاقات النوع أي العلاقة بين الرجل والمرأة لم يحدث فيها تغيير جوهري واستمرت السيادة الرجولية. صحيح أن علاقات النوع لها أبعاد متعددة ومتشابكة ، ولكن أحد أهم أسباب عدم اختراق علاقات النوع نظرياً وعملياً هو أن الكثير من المهتمين بقضايا التغيير الاجتماعي والمساواة ، يستبطنون التمييز على أساس النوع حتى داخل الاحزاب والمنظمات الثورية. وقد دفع ذلك النساء إلى تنظيم أنفسهن في تنظيمات خاصة بهن للنضال ضد التمييز القائم على أساس الجنس. وجميع النساء الناشطات يواجهن هذه التحديات يومياً على المستويين الخاص والعام.

    في هذه المساهمة سأتناول موضوعات، أعتبرها أساسية في مسألة الحزب والمرأة:

    الأولى: حول الماركسية وتحرر المرأة.

    الثانية: أهمية معالجة العمى النوعي في رؤية وبرنامج الحزب.

    الثالثة: قراءة نقدية للوثائق المقدمة للمؤتمر الخامس حول المرأة.

    الماركسية وتحرر المرأة:-

    يكتسب التحليل الماركسي لاضطهاد المرأة أهمية خاصة لأنه كشف الاساس المادي التاريخي لهذا الاضطهاد في وجه أفكار حاولت تصوير هذا الاضطهاد بأنه طبيعي ويرجع لأسباب بيولوجية وبالتالي لا يمكن تغييره. وقد دفع الفهم المادي التاريخي لاضطهاد المرأة بالملايين من النساء وفي كل أنحاء العالم وفي حقب تاريخية مختلفة للعمل الجرئ لاحداث تغيير في أوضاعهن الدونية والمتردية بشكل أو بآخر.

    لقد أسهم ماركس بقدر ضئيل في دراسة وتحليل أوضاع النساء حتى ضمن دراسته للرأسمالية. بينما يعد فردريك انجلس من أكثر المفكرين الذين أسهموا في تحليل اضطهاد ودونية أوضاع النساء في المجتمع، ففي كتابه –أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة- تابع انجلس تطور وتغيير تركيبة الاسرة عبر التاريخ ، وأكد أن التحول من المجتمع الامومي وتغيير شكل الأسرة وبالتالي وضع المرأة ارتبط بظهور الملكية الخاصة للأرض والثروة وببروز رأس المال وتحول الميراث ليصبح عن طريق الأب، هذه التحولات أدت إلى إضعاف وضع النساء وقللت من أهميتهن في تلك المجتمعات وكان بروز تقسيم العمل على أساس الجنس هو أول شكل من أشكال التمييز ضد المرأة. إن تقسيم العمل على أساس الجنس هو أحد مظاهر التغييرات التي حدثت حينها وبالتالي تغير دور كل من المراة والرجل داخل الاسرة بل في المجتمع بأسره. كما أدرك انجلس أهمية الانتاج واعادة الانتاج باعتبارهما عوامل أساسية في إحداث عملية التغيير هذه. وأوضح أن الانتاج ضروري للبقاء سواء فيما يتعلق بتوفير الطعام والمسكن والادوات الضرورية للانتاج نفسها وأيضاً إعادة الإنتاج الاجتماعي أي إنتاج البشر أنفسهم. ومن بعده أشار لينين إلى ان(البروليتاريا لن تتحرر إلا عندما تتحرر النساء) ،كما أشار إلى أن ذلك يعني التحرر من الرأسمالية وتطوير علاقات الانتاج. واهتم لينين بأوضاع النساء داخل الاسرة واصفاً العمل المنزلي بأنه نوع من الاسترقاق ويهدف إلى إبعاد المرأة من المجال العام. كما أكد لينين على أهمية دور المرأة في الانتاج وإعادة الانتاج ، ودعا إلى أن يكون العمل المنزلي ورعاية الاطفال مسؤولية كل المجتمع (Large Scale Socialised Services) إلا أن ذلك لم يتبعه مجهود فكري للكشف عن أسباب سيادة الرجل ودونية المراة ، أو علاقات النوع وأثر الادوار المتعددة التي تقوم بها المرأة وعلاقة ذلك بالرأسمالية. كما أن الماركسيين الكلاسيكيين بعد انجلس ولينين اكتفوا بالاستمرار في تحليل العلاقات الاقتصادية فقط. لذلك لم تغير تجربة المطاعم الجماعية وتوفير الادوات الحديثة للعمل المنزلي ، لم تغير من جوهر اضطهاد المرأة ولا في عدم تكافؤ علاقتها بالرجل ، بل أدت هذه التجربة إلى تخفيف الأعباء على النساء القادرات مالياً على اقتناء هذه الادوات الحديثة . وأثبتت التجربة أن ولوج الالاف بل الملايين من النساء لمجال الانتاج لم يغير من جوهر الاضطهاد الطبقي والنوعي الواقع عليهن كما نشاهده ونعيشه يومياً.

    إن الرؤية الاختزالية داخل الماركسية ترى أن اضطهاد المرأة هو نتاج للصراع الطبقي وحده وأن سيادة الرجل داخل مؤسسة الزواج والاسرة هو مجرد نتيجة لتفوقه الاقتصادي وبالتالي وبمجرد المساواة في العمل والأجر تنتفي دونية المرأة وسيادة الرجل. هذه النظرة اختزالية لأنها ترى أن اعادة الانتاج وعلاقات النوع (Gender Relations) هي مجرد حصيلة لعلاقات الانتاج والصراع الطبقي. لابد من الاعتراف بقصور هذه الرؤية الاختزالية لمسألة المرأة والتصدي لها فكريا وعملياً ومعالجة مظاهرها السلبية ، حيث ظلت مسألة المرأة ثانوية لدى الكثير من الماركسيين والاحزاب الشيوعية والماركسية لانها كما يرون تنتهي تلقائياً عندما يقضى على الاسباب الاقتصادية وبالتالي تنتفي الضرورة للبحث في الابعاد الحقيقية لهذا الوضع الدوني للمرأة وسيادة الرجل وعلاقات النوع داخل الاسرة وفي المجتمع. إن هذه الاتجاهات القاصرة تلجأ لتفسير أي محاولة من جانب النساء للتمرد على أوضاعهن أو اكتساب الوعي النسوي بدورهن في تغيير هذه الاوضاع يفسر على أنه نتاج لسياسة فرق تسد من قبل الرأسمالية أو أنها نتاج لمفهوم النسوية البرجوازي المنشأ وللأفكار الوافدة وكأنما للأفكار وطن. الجدير بالذكر أن واحداً من أكثر الشعارات رواجاً في الهجوم على الأفكار الماركسية والاشتراكية هو شعار محاربة الأفكار المستوردة.

    ضرورة معالجة العمى النوعي في رؤية وبرنامج الحزب:-

    إن أهمية الفكر الماركسي في التحليل الاجتماعي ومساهمته في سبر غور الدور الطبقي والاقتصادي الاستغلالي في مسألة الدونية والاضطهاد الاجتماعي لا يقلل منها قصوره عن احتواء كل أشكال الاضطهاد الواقع على النساء خصوصاً في شكله النوعي والاجتماعي. إن مفهوم النوع يعني بكل المؤثرات والمكونات غير البيولوجية التي تنعكس في الاوضاع الاجتماعية لكل من الرجل والمرأة وفي العلاقة بينهما ، لذلك يكتسب التحليل النوعي Gender Analysis أهمية خاصة في دراسة وفهم وتحليل الواقع الاجتماعي المحدد خاصة فيما يتعلق بالمرأة. وبالمقابل يشير مفهوم الجنس ، إلى التكوين البيولوجي للذكر والأنثى ويستخدم هذا المفهوم لكبح أي محاولات للتغيير خاصة من قبل النساء. وقد أخذ بالتحليل النوعي بجانب الطبقي الكثير من الحركات النسائية والمنظمات والاحزاب السياسية بما فيها بعض الاحزاب الشيوعية . فقد اهتم الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا في السنوات الاخيرة بتطوير منهجه وبرنامجه الخاص بالنساء بعد أن طغى عاملا الطبقة و العرق على خط الحزب إبان سنوات المقاومة للنظام العنصري ، فتراجعت قضايا النساء كنوع أو كنوع وطبقة رغم المساهمة الفعالة والتضحيات الجسام التي قدمتها النساء إبان سنوات المقاومة للنظام العنصري.

    ومن المدارس النسوية التي تأسست على التحليل الطبقي النوعي كمدخل لفهم وتغيير أوضاع النساء "النسوية الاشتراكية". فقد اهتمت النسوية الاشتراكية بمؤسسة الاسرة وأثرها على عمل المرأة داخل المنزل . وأعطت قضية إعادة الإنتاج البسيط والاجتماعي مركزا حيوياً في الكشف عن استغلال المرأة. وتعتبر هذه المدرسة إن قضية إعادة الإنتاج في ظل الاوضاع الرأسمالية وسيادة نمط انتاجها يؤثر على النساء بطريقتين:-

    الأولى: هي اعتماد رأس المال على العمل المنزلي، ورعاية الأطفال التي تقدمهما المرأة بدون أجر في زيادة ربحية رأس المال.

    الثانية: الاعتماد على المرأة التي تقوم بالعمل المنزلي كجيش عمالة احتياطي يمكن اللجوء إليه بواسطة رأس المال لانجاز أعمال يمكن أن تتم في المنزل أو استخدامه كعمالة رخيصة في وظائف مؤقتة أو بعض الوقت (Part-time).

    وبإلقاء المزيد من الضوء على العلاقة بين العمل المنزلي (غير مدفوع الأجر) والعمل خارج المنزل (مدفوع الأجر) ،استطاعت النسوية الاشتراكية ، أن تكشف أثر العمل المرتكز على أساس النوع الاجتماعي وإجراء مقارنة علمية بين الزمن الذي تقضيه المرأة في كل من المجالين وعلى الطريقة التي يحول بها رأس المال النساء إلى جيش من العمالة الرخيصة .

    وترى أنه على الرغم من إن الرجال والنساء لهم مصلحة مشتركة في القضاء على الرأسمالية إلا أن كل نوع له مصالحه الخاصة به. كما كشفت النسوية الاشتراكية عن التداخل بين تقسيم العمل على أساس النوع الاجتماعي وبين العقلية أو الذهنية الرجولية بل والتمهيد في كثير من الاحيان لسيادة تلك الذهنية. لذا فإنها ترى أن تحليل الذهنية الرجولية والرأسمالية لا يمكن أن يتأتيا اذا لم يتم اعتماد النسوية على مستوى النظرية والممارسة ، وأن الماركسية بمنهجها المادي التاريخي والفكرة النسوية بمنهجها الذي يخلخل هيمنة الذهنية الرجولية لابد وأن يستفاد منهما معاً لفهم المجتمعات الطبقية والاضطهاد الطبقي النوعي خاصة في المجتمعات الرأسمالية . وتعتبر النسوية الاشتراكية ، هذا المنهج هو الافق الأمثل لفهم مسألة اضطهاد ودونية المرأة والاتجاه السليم في التحليل ، وللخروج من الوضع الدوني للمرأة وللنضال ضد الطبقية وضد الهيمنة الرجولية أيضاً.

    إن الكشف عن الاساس المادي للذهنية الرجولية والعوامل التي تؤدي إلى ترسيخها ، مهم في القضاء على الكثير من الممارسات والقوانين والعادات والتقاليد المرتبطة بتلك الذهنية مثل الاغتصاب والخفاض وقانون النظام العام وقانون الأحوال الشخصية والحجاب والعنف المنزلي ....الخ والتي تمارس ضد النساء كنوع.

    من المهم أيضاً ، إلقاء الضوء على مفهوم المساواة والذي يتعرض هو أيضاً مثل مفهوم النوع للتشويه والطمس المتعمد أحياناً. فالمساواة لا تعني إن المرأة مماثلة للرجل من الناحية البيولوجية ولكن هذه الفروق ليست امتيازات للرجل ولا تعني الاضطهاد والدونية للمرأة. المقصود بالمساواة هو خلق حيثيات اجتماعية واقتصادية وثقافية جديدة لا تسمح بالتمييز على أساس النوع ، وتؤدي إلى وضع النساء على قدم المساواة مع الرجال. ولا يقف ذلك عند حدود المساواة القانونية فقط بل يتعداها إلى المساواة الحقيقية الفعلية في المجتمع والأسرة. هذه المساواة تتطلب النضال ضد كل ما يقود للتمييز الطبقي والنوعي . وعندها تتحرر المرأة من الدونية والاضطهاد ويتحرر الرجل من كونه مضطهِداً للمرأة.

    محطات في عمل الحزب وسط النساء:-

    أود هنا أن أتعرض لبعض مواقف الحزب تجاه النساء ، إن ما أرمي إليه ليس تأكيد أنها مواقف سلبية فقط بل محاولة تلمس آثار عدم الحساسية النسوية والعمى النوعي في رؤية أو خط الحزب.

    · في عام 1986م وأبان فترة الديمقراطية الثالثة حدث صراع حول قانون الانتخابات العامة كانت أبرز ملامحه تدور حول تمثيل القوى الحديثة. لكن الحزب لم يعن بتمثيل المرأة في البرلمان ، وبالطبع لم يهتم أي تنظيم نسائي أو حزب آخر بهذه المسألة. وأحيانا يدمج تمثيل المرأة في مفهوم القوى الحديثة ويذكر بصورة عابرة في الندوات وأجهزة الأعلام. لذا فإن موقف الحزب من قانون الانتخابات الحالي ووقوفه إلى جانب التمييز الايجابي للمرأة هو موقف جديد نتج بشكل أساسي كاستجابة لجهود وضغوط مارستها النساء الناشطات من خلال منظمات المجتمع المدني. وهو على كل حال خطوة في الاتجاه الصحيح. الأهم هو ترسيخ هذا المفهوم وتعميقه فكرياً وعملياً، داخل وخارج الحزب حتى يتحول لموقف أصيل وثابت.

    · قانون النظام العام:-

    صدر هذا القانون والقوانين المشابهه له ضمن ترسانة من القوانين لمصادرة الحقوق والحريات العامة والشخصية ولقهر الشعب وجاء تعبيراً صادقاً عما تضمره الجبهة القومية الاسلامية والذهنية الرجولية داخل حركة الاسلام السياسي من حقد واحتقار للنساء ، وبموجب هذا تمت – ومازالت – ملاحقة النساء في الشوارع وداخل البيوت والمكاتب والجامعات ومحاولات فرض الزي الحكومي وحملات التشهير والفصل من المدارس والجامعات ومنع النساء من العمل في مهن بعينها وانتشرت ظاهرة الكشات واخضاع النساء للمحاكم والدفع بهن في السجون وتحميلهن الغرامات الباهظة ، آخرها كان محاكمات بائعات الشاي. كل هذا بل وأكثر منه لم ينل من اهتمام الاحزاب السياسية بما فيها الحزب الشيوعي سوى الاستنكار العابر، باعتباره أمراً نسائياً. الحقيقة إن هذه القوانين استهدفت النساء كنوع وركزت على الفقيرات منهن ، وهي جزء أساسي من معركة الحريات الأساسية وحقوق الانسان والتحول الديمقراطي في شقها النوعي. وبالمثل استخدام سلاح الاغتصاب الفردي والجماعي في الحرب الطاحنة في دارفور ، فهي أيضاً ممارسة تتم ضد النساء ولكنها قضية عامة وملحة وجزء أساسي من مسألة العدالة والسلام ، أي أنها قضية سياسية اجتماعية لا يمكن تجاوزها.

    · قانون الأحوال الشخصية أو قانون الأسرة:-

    اذا تغاضينا عن التناول الموسمي لمثل هذه المواضيع فإننا نجد أن الحزب يخاطب الزميلات اذا كان الامر متعلقاً بقانون الأحوال الشخصية وكثيراً ما يتكرر في أدب الحزب " المرأة والاسرة" كأن الرجل ليس جزءاً من هذه الاسرة. ثم يبدأ البحث في ركام الفتاوي ومراجع الأئمة للحصول على ما هو مناسب مما لا يعرض الحزب للاتهام بالإلحاد. إن الأساس هو العمل من أجل استصدار قوانين تضمن المساواة بين الرجل والمرأة قبل وبعد الزواج وتحفظ استقرار الاسرة وتربية الاطفال. هذا الأساس مضمن في اتفاقية القضاء على كافة أنواع التمييز ضد المرأة (سيداو) الصادرة من الامم المتحدة في المادة السادسة عشر. وتبني هذا المدخل يفتح الباب لتطوير كل التشريعات، والقوانين العرفية، وغيرها من التقاليد والعادات المتعلقة بالزواج والأسرة في كل مناطق السودان ووسط ثقافاته المختلفة ، ويوحد النساء في معركة واحدة ضد التمييز ويجعل من الرجال طرفاً أساسياً في هذه المعركة مما يمهد لنجاحها حتى يتحول الحلم لواقع.

    · ظروف مواتية لعمل الحزب وسط النساء:-

    صدرت هذه الوثيقة من قيادة الحزب بعد انتفاضة أبريل85. وكانت محاولة جادة لتلمس أوجه الضعف والقصور في عمل الحزب وسط النساء والاستفادة من ظروف الديمقراطية في استنهاض العمل النسائي ، شملت الوثيقة الجوانب التنظيمية والبرنامجية والعمل الديمقراطي النسوي ، لكنها لم تتناول الجوانب الفكرية كجزء من أوجه هذا القصور والضعف. عموماً اهتمت قيادة الحزب بالمناقشة مع فروع الحزب والديمقراطيات. ومازالت الواجبات والمناقشة التي تمت ، تكتسب أهمية وحيوية خاصة إذا أضيفت لها الجوانب النظرية وتطويرها.

    قراءة نقدية للوثائق المقدمة للمؤتمر الخامس حول المرأة

    توقعت وتوقع كثيرون غيري أن يقدم التقرير السياسي العام المقدم للمؤتمر الخامس تقييماً ولو مختصراً لتجربة عمل الحزب وسط النساء خلال الأربعين عاماً السابقة، أي منذ انعقاد المؤتمر الرابع واستخلاص بعض النتائج منها أو على الأقل طرح بعض إيجابياتها وسلبياتها ، إذ أننا لا نبدأ من الصفر الآن. الواضح أن قيادة الحزب اختارت إسقاط تجربة الاتحاد النسائي من هذا التقرير. هذه التجربة التي استمرت لأكثر من خمسين عاماً من العمل الديمقراطي وسط النساء بكل نجاحاتها وإخفاقاتها لا يمكن تجاهلها على هذا النحو!! لا بد من تقييم موضوعي لهذه التجربة بذهن مفتوح وبصيرة نافذة. فبدون ذلك لا يمكن للحزب التقدم نحو عمل ديمقراطي نسائي حقيقي. لم يتوقف قصور التقرير عند إغفال ذلك بل ساده قدر كبير من الخلط في المفاهيم مثلاً بين النوع والجنس وبين النوع والأنثوية كما سماها التقرير.

    بدأ التقرير بأن الحزب الشيوعي ينطلق "من أن قضية المرأة رغم خصوصيتها النوعية الأنثوية فهي قضية صراع طبقي في كل المجتمع" وعلى الرغم من أن التقرير يؤكد فيما بعد " إن المرأة يقع عليها اضطهاد مزدوج طبقي ونوعي" ، إلا أنه يستمر في تأكيد إن هذا الاضطهاد طبقي فقط في محاولة واضحة لاختزال النوعي. وهذا يفسر لماذا اتسم عمل الحزب وسط النساء وكذلك عمل الاتحاد النسائي تحت قيادة الشيوعيات بالعمل السياسي العام على حساب العمل السياسي النوعي وتراجع النوعي يتجلى بوضوح في المشاكل المرتبطة بالثقافة تحت دعاوي إن هناك قضايا أخرى ذات أولوية. بالطبع ليس المقصود أن تختلّ أولويات الصراع والمعارك اليومية. لكن المقصود هو العمل لدفع قضايا النساء عموماً لتصبح من ضمن هذه الأولويات بدلاً من أن تظل مؤجلة دائماً. إن الرؤية الاختزالية للماركسية والذهنية الرجولية في الحزب تحاولان وضع الطبقي والنوعي في تضاد بدلاً من أن يكونا مفهومين مكملين لبعضهما.

    بالاطلاع على وثائق الحزب الاساسية بما فيها التقرير السياسي العام ومشروع البرنامج المقدم للمؤتمر الخامس ، نجد أنها جميعاً تفتقد الحساسية في قضايا النوع حتى التحليل للطبقة العاملة وتنظيمها ومخاطبتها تخلو من ذكر النساء العاملات وإن بيانات الحزب التي يوجهها للنساء مثلاً في 8/مارس لا تتعدى الخطاب السياسي العام بإضافة نون النسوة. إن التقرير العام المجاز من المؤتمر الرابع للحزب أكتوبر 1967م والصادر تحت إسم الماركسية وقضايا الثورة السودانية لم ترد فيه أي إشارة أو تناول لأوضاع النساء ، فيما عدا:-

    "علينا أن ندرك إننا نود تنمية حركة شعبية واسعة وأن هذه الحركة معقدة ومختلفة المستويات. فهى تمتد بين العاملين من مستوى التنظيم النقابي المناضل إلى حلقة الترفيه في النادي. وتمتد بين النساء من مستوى الدفاع عن حقوق المرأة السياسية إلى الجمعية التعاونية الصغيرة لتسويق منتجات المنزل من تطريز وصناعات يدوية ....الخ".

    ربما يحاول البعض التبرير لهذا القصور بأن الوثيقة صدرت قبل أكثر من أربعين عاما ، ولكن اذا وضعناها في سياقها التاريخي ، فإن المؤتمر الرابع قد انعقد بعد ثورة أكتوبر 1964م بكل زخم وصعود الحركة النسائية وخاصة الاتحاد النسائي ، إلا أن ذلك لم ينعكس في الوثيقة.

    لقد جاء في التقرير العام المقدم للمؤتمر الخامس إن علاقة الحزب بجماهير النساء رهينة بـ:-

    1- تكوين لجنة دراسات متخصصة تهتم بتطوير خط الحزب وطرحه حول قضايا تحرر المرأة.

    2- انتهاج أسلوب البحوث والدراسات الميدانية لمعرفة الواقع والمتغيرات.

    3- ارتباط فروع الحزب بجماهير النساء.

    4- العمل على رفع قدرات الكوادر النسوية ودفعها للمواقع القيادية.

    5- توسيع الحركة الديمقراطية للنساء.

    إن كل ما ذكر أعلاه ، مهم للغاية ومن المؤكد إن المناقشة المطروحة ستأتي بالكثير من الإضافات والآراء . لكني أعتقد أن علاقة الحزب بحركة النساء رهينة برؤيته وطرحه لقضاياهن في إطارها الطبقي والنوعي ، طرحاً مباشر وملامساً لمشاكلهن. كما أنه رهين بارتباط الحزب ممثلاً في فروعه وأدوات عمله وخطابه الخاص بالنساء على مستوى القواعد والقيادات. وبطرح برنامج عمل واقعي يتلمس مشاكل ويلبي طموحات نساء الريف والنازحات والمهجّرات وفقيرات المدن والطالبات والشابات المتطلعات لحياة أرقى والعاملات المحروقات تحت نيران الرأسمالية الإنقاذية، وربات البيوت المدبرات لمعيشة الأسرة. وحتى يتحقق ذلك فلابد للحزب أن يتبنى هذه القضايا ويضعها ضمن أولويات عمله اليومي وعلى مستوى لجنته المركزية وذلك بتخصيص مكتب مركزي مهمته الأساسية تطوير خط الحزب في جبهة العمل النسائي وذلك في ارتباط وثيق بنشاط فروع الحزب وعدم الاكتفاء بلجنة دراسات كما ورد في هذا التقرير.

    أما مشروع البرنامج المقدم للمؤتمر الخامس فقد خرج علينا بثلاثية المرأة والشباب والرياضة. أي وضع المرأة مع فصيلة عمرية تشمل نساء ورجال هي الشباب ومع نشاط عام هو الرياضة. أعتقد إن ذلك الثالوث أُلحق مع بعض إمعاناً في دونية وضع المرأة وعدم اعتبارها محوراً قائماً بذاته ناهيك عن التحليل النوعي ، لا يخفف من هذا أنه تمّ بوعي أو بغير وعي. اتسم مشروع البرنامج هو الآخر بالعمى النوعي إذ لم ترد أي إشارة للمرأة في كل أجزاء البرنامج ما عدا هذا الجزء المخصص للمرأة والشباب والرياضة.

    لقد وجدت صعوبة بالغة في فهم برنامج الإصلاح الزراعي الوطني الديمقراطي ، وهو خالٍ من أي إشارة للنساء. فقد جاء في هذا الجزء " يعتبر الإصلاح الزراعي الوطني الديمقراطي شرطاً ضرورياً لتبديل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للعاملين في الإنتاج الزراعي ...الخ". ما هو موقع ملايين النساء في الريف السوداني المزارعات والعاملات في الإنتاج الزراعي والحيواني بطريقة مباشرة أو غير مباشرة . ماذا عن حق هؤلاء النسوة في ملكية الأراضي الزراعية ؟ ماذا عن حقهن في العائد المادي من عملهن؟ ماذا عن وضع المرأة أو المرأة والأطفال العاملين في مزرعة الأب/الرجل؟ ماذا عن الأعباء المتعددة الملقاة على عاتق المرأة في الريف؟ وكيف يؤدي الإصلاح الزراعي الوطني الديمقراطي لتغيير حياة النساء في الريف؟.

    أعتقد أن الهدف الاساسي للإصلاح الزراعي الوطني الديمقراطي ، هو إنسان الريف رجلاً كان أو إمرأة لذلك من غير المقبول أن لا يشمل مشروع برنامج الإصلاح الزراعي القضايا التي تخص النساء كمزارعات وعاملات زراعيات وداخل أسرهن ولكل المظالم الإجتماعية والاقتصادية التي يرزحن تحت نيرانها. ما ذكرته عن برنامج الإصلاح الزراعي ينطبق على كل أجزاء مشروع برنامج الحزب المقدم للمؤتمر الخامس بما فيها الصحة والتعليم والثقافة الوطنية...الخ.

    طرح الفصل السابع من مشروع البرنامج – المرأة والشباب والرياضة – برنامجاً خاصاً للنساء جاء من عشرة نقاط أغلبها مستمد من المواثيق والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان والخاصة بالمرأة وهذا في حد ذاته إيجابي، ويستدعي تأكيد تمسكنا بكل هذه الحقوق بمبدئية وبدون تجزئة والعمل على أن تضمن في القوانين السودانية. وقد أصبحت هذه الحقوق ملكية عامة بفضل انتشار الوعي في السنوات الأخيرة بحقوق الإنسان عامة والنساء خاصة وبالتالي صارت تطرحها الكثير من المنظمات الحزبية وغير الحزبية. فماذا يميز الحزب الشيوعي في طرحه لهذه الحقوق؟ هذا هو التحدي الحقيقي. ما علاقة هذه الحقوق بالبرنامج الوطني الديمقراطي؟ وماذا تعني في إطار الصراع الطبقي الحاد الذي تعيشه بلادنا؟ بالتأكيد إن القبول الواسع والوعي بهذه الحقوق والمواثيق الدولية يشكل حداً أدنى للعمل المشترك مع قطاعات واسعة من أجل تحقيقها. ولكن مجرد الهتاف بهذه الحقوق لا يكفي ، ولحزبنا تجارب ثرة في هذا المجال وأيضاً كوادر متمرسة في مجال حقوق الإنسان المطلوب هو وضع هذه الحقوق في برامج عمل واقعية ومرنة ، يناضل من أجلها النساء والرجال ، فتحرر المرأة من الاضطهاد يرتكز على أكبر قدر من الحقوق المكتسبة والممارسة عملياً.

    تضمن مشروع البرنامج: اعتبار الاغتصاب في مناطق النزاعات جريمة من جرائم الحرب. أعتقد أن من الضروري المطالبة بتضمين كل الجرائم العالمية (جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية) في القانون السوداني ، وهذه تشمل الاغتصاب وغيره. وذلك بالاضافة إلى العمل على كل المستويات على فضح الاغتصاب الفردي والجماعي ، وكفالة الإجراءات القانونية لضحايا الاغتصاب حتى ينال مرتكبو هذه الجرائم البشعة عقابهم وحتى يتم استئصال هذه الممارسة الوحشية من مجتمعنا في أوقات السلم والحرب.

    كما ورد في مشروع البرنامج ، ضرورة الالتزام بمبدأ ومنهج الحوار وسعة الصدر بين المنابر الفكرية والثقافية للحركة النسائية. اتفق على أن هذا مطلوب ليس وسط الحركة النسائية وحدها بل في كل المنابر والقضايا. ولكن هذه الدعوة وردت هنا بالتحديد نسبة للصراع الفكري الدائر داخل الحزب وخارجه منذ سنوات ، واتخذ أشكالاً عدة وبرزت فيه الكثير من وجهات النظر المختلفة بل والمتناقضة حول قضايا النساء. برزت آراء من أقصى اليمين السلفي، ترى أن الاسلام هو الحل لقضايا المرأة، حتى أقصاها من آراء النسوية الراديكالية التي ترى أن الرجل هو عدو المرأة وسبب اضطهادها الأوحد ولا تعترف بالصراع الطبقي أو أي عوامل أخرى. إزاء كل هذا ، وقفت ومازالت قيادة الحزب متفرجة ولم تستطع حتى مجرد الإسهام في إدارة هذا الصراع ، باعتباره صراعاً نسائياً خالصاً حتى ولو كان داخل الحزب. أعتقد أنه من الايجابي أن ينفتح الحزب على المدارس الفكرية المختلفة سواء نسوية أو غيرها ، لكن هذا لا يبرر قبول كل شئ بحجة الانفتاح وهذا ينطبق على أي حزب أو تنظيم تكون له الحد الادنى من المبادئ والأسس.

    · النازحات والمهجّرات :-

    من المدهش ، أن مشروع البرنامج لم يتطرق إلى قضايا النازحين والمهجّرين واللاجئين. رغم أن أوضاع النازحين والمهجّرين تعتبر من أكبر التحديات التي تواجه أي سلطة أو أي حزب باعتبارها قضايا حيوية وضاغطة. فمن الناحية العددية ، يشكل النازحون والمهجّرون 20- 25% من السكان: 2.5 مليون في دارفور 3-5 مليون داخل وحول العاصمة ، بالإضافة إلى أعداد مختلفة في أغلب مناطق ومدن شمال ووسط السودان. وأغلب هؤلاء مهجّرون لأنهم أجبروا على الهجرة من ديارهم بسبب الحروب والنزاعات والتغيرات المناخية.

    والمعروف أن أغلب النازحين والمهجّرين ينحدرون من دارفور وكردفان (جبال النوبة) والجنوب وجنوب النيل الأزرق، أي من المناطق المهمشة والفقيرة والتي دمرتها الحرب بالإضافة إلى تدمير البيئة ، كما نجد أن الأغلبية من النساء والأطفال. وكما جاء في كتاب "السودان حروب الموارد والهوية" ، فإن نسبة:-

    الرجال : النساء : الأطفال

    1 : 2 : 3

    أي رجل واحد مقابل خمسة من النساء والأطفال معاً ، مما ألقى بمزيد من الأعباء على النساء في سبيل الحصول على لقمة العيش والمحافظة على حياة الأطفال في ظل ظروف لا إنسانية. لأن أغلب الرجال ، إما يشاركون في الحروب الدائرة أو يبحثون عن عمل ، أو قتلوا في الحرب . كما نجد أن الأوضاع الاجتماعية لهؤلاء النازحات والمهجّرات تزيد من سوء أوضاعهن المعيشية، أنظر الجدول التالي:

    الوضع الاجتماعي
    %

    المتزوجات

    المهجورات

    المطلقات

    العازبات

    الأرامل
    14

    15

    12

    38

    22


    المصدر كتاب: السودان حروب الموارد والهوية

    جدول رقم 22

    ورغم أن هذه الإحصائيات ، ترجع لعدة سنوات للوراء ، إلا أن المتوقع ، أن الوضع يزيد سوءاً بالنسبة للنازحات من الناحية الاجتماعية ، على الأقل زيادة نسبة الأرامل نسبة لارتفاع أعداد القتلى في دارفور. إن قضية النزوح والتهجير لابد وأن تكون في قلب برنامج الحزب ، فهي مرتبطة بقضايا السلم والتحول الديمقراطي والتنمية. بالإضافة إلى أنها قضية طبقية ونوعية لا يمكن تجاوزها. ولابد للبرنامج أن يضمن تأمين حقوق النازحين في الحصول على الإغاثة من المصادر الاقليمية والدولية ، ومنع استغلال النازحات والأطفال النازحين في المدن خاصة العاصمة وكفالة الحد الأدنى من الرعاية الصحية ووقف الترحيل القسري.

    بالإضافة إلى خطط متوسطة وطويلة المدى ضمن برامج التحول الديمقراطي والبرنامج الوطني الديمقراطي للحزب. إن أوضاع النساء النازحات والمهجّرات ، هي التجسيد الحي والمأساوي لبشاعة الاستغلال والتمييز الطبقي والنوعي والإثني.

    وفي ختام هذه المساهمة ، أود أن أؤكد على أهمية الفكر الماركسي وإسهامه بمنهج التحليل المادي التاريخي في الكشف عن جذور اضطهاد المرأة وإمكانية تغيير هذا الوضع. لكننا نحتاج لتطوير هذا المنهج ليستوعب كل أشكال الاضطهاد الذي تتعرض له النساء كنوع وذلك باستخدام منهج التحليل الطبقي والنوعي لفهم وتغيير واقع النساء.

    وبهذا نكون قد أسهمنا في تطوير الماركسية في بلادنا. إن هذا لا يتم إنجازه بمعزل عن النشاط الثوري واليومي وسط النساء وأن ندرك وبوعي ومسؤولية أهمية زيادة معرفتنا وتطوير قدراتنا في هذا المجال. لابد لنا من تطوير رؤيتنا وبرامجنا المتعلقة بالنساء ، ينبغي أن يكون الوضوح والجراءة والإمساك بالقضايا الأساسية هو ما يميز الحزب الشيوعي عن غيره من المنظمات الحزبية وغير الحزبية ليكون جاذباً للنساء ومستوعباً لقدراتهن. وكذلك الاهتمام بطلائع النساء في المناطق المهمشة والنساء الناشطات في كل مجال ، لنسهم معهن ونتعلم منهن بكل تواضع وندية.

    المصادر:

    1 ليزل اور: الاشتراكية ومساواة النوع : مجلة الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا- الربع الاول لعام 2001م

    2 د. فاطمة بابكر محمود: المرأة الافريقية بين الإرث والحداثة "النسوية الاشتراكية ص 29 حتى ص 36". إصدار معهد البديل الأفريقي ودار كيمبردج للنشر، عام 2002.

    3 الماركسية وقضايا الثورة السودانية- التقرير المجاز في المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني –أكتوبر1967م

    4 التقرير السياسي العام المقدم للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني- الميدان الصادرة في يوم 25/3/2008م.

    5 مشروع البرنامج المقدم للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني – نشر صحيفة الميدان سبتمبر 2008م

    6 د. محمد سليمان محمد – السودان : حروب الموارد والهوية. إصدار معهد البديل الأفريقي ودار كيمبردج للنشر، عام 2000.



    --------------------------
    http://www.midan.net/

    (عدل بواسطة Badreldin Ahmed Musa on 12-15-2008, 02:06 AM)

                  

12-15-2008, 05:27 AM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحليل الطبقي والنوعي هو المدخل الصحيح لفهم وتغيير أوضاع النساء/الدكتورة/ أمال جبر الله سي (Re: Badreldin Ahmed Musa)

    Quote: وفي ختام هذه المساهمة ، أود أن أؤكد على أهمية الفكر الماركسي وإسهامه بمنهج التحليل المادي التاريخي في الكشف عن جذور اضطهاد المرأة وإمكانية تغيير هذا الوضع. لكننا نحتاج لتطوير هذا المنهج ليستوعب كل أشكال الاضطهاد الذي تتعرض له النساء كنوع وذلك باستخدام منهج التحليل الطبقي والنوعي لفهم وتغيير واقع النساء.

    الأخت ... آمال جبر الله ... تسلمي
    تجديني أقرظ جهدك ذو الطابع العلمي هنا,
    لكن كمان ما ممكن يا أختي تبديهو بالماركسية
    وتنهيهوا بيها كمان ... إنت قاعدة وين؟ يعنى
    مما ممكن يا آمال وبعد كل دوران الدنيا ده وما
    يعتمل فى أروقتها الفكرية والسياسية والإقتصادية,
    تكوني واقفة منتظرة القطار الماركسي فى رحلته
    السرمدية للمجتمع الشيوعي. بصراحة كنت متوقع منك
    تفاعل أكثر دينامية وإرسترشادا بسمة العصر وإحداثياته
    ومآلاته.

    ربما أفدت المطلع من هنا ببعض حيثيات فنية ومعلومات ذات صلة, لكن
    صدقيني فالقارئ من قبل إطلاعه على موضوعك هذا أقرب للواقع مما
    بعد الإطلاع , وزي الجيتي تكحليها ... عميتيها.
    فالموضوع ما الماركسية ولا الصراع الطبقي, الموضوع تاريخ
    وأفكار ودين وثقافة ومعطيات عصر وما يتصل, وهي بمستوى من
    التعدد والتفرد لا يمكن تضمينها عسفا فى حامل آيدلوجي واحد.
    بل هي بمستوى من سرعة التفاعل, لا يسمح بنتيجة قيد الإجراء,
    إلا وتعقبها نتائج أخر وتستتبعها تفاعلات لا تنقطع وهكذا الحياه.
    فمحاولة { تثبيت } المنهج الماركسي لمعالجة مشكلة المرأة أو
    أي مشكلة إجتماعية فى هذه الدينا, فهو غير كاف البتة, إن لم
    يكن وبطبيعة مآلات التجربة الماركسية ... غير موفق.

    فى كل الأحوال ... فأنت فى موقع تقديري وإحترامي.

    وشكرا أخى بدر الدين ... وأتمناه حوارا متفتحا.

    مع مودتي
                  

12-15-2008, 05:41 AM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحليل الطبقي والنوعي هو المدخل الصحيح لفهم وتغيير أوضاع النساء/الدكتورة/ أمال جبر الله سي (Re: Badreldin Ahmed Musa)

    العزيز بدرالدين
    تحياتي
    بالفعل مساهمة الدكتورة آمال لجديرة بالاطلاع عليها
    وقد قمت بالتنويه اليها في (بوستين)...........
    ولكي تكتمل الرؤية أدناه تعليق الأستاذ السر بابو
    علي النقطة المحورية (الفكرية) في المساهمة .
    Quote:

    الماركسية ومفهوم الحل التلقائي لقضية المرأة

    تاج السر عثمان [email protected]

    كثير من الناشطات في حركة حقوق المرأة، وفي عرضهن للماركسية وقضية المرأة يصورن أن الماركسية بشرت بالحل التلقائي لقضية المرأة بمجرد تحقيق المجتمع الاشتراكي أو تحرير المجتمع من الاستغلال الرأسمالي والاضطهاد الطبقي، على سبيل المثال الاستاذة نعمات كوكو أشارت في ورقة اعدتها بعنوان (قضايا المرأة بين النظرية والواقع، الجزء الاول) إلى أن (التحديات التي تواجه مختلف المدارس النسوية لا تعفي المدرسة الماركسية من اعادة السؤال حول تلقائية الحل لكل أنواع اضطهاد المرأة بمجرد تطبيق البرنامج الاقتصادي الذي يؤدي إلى زوال الأساس المادي لعدم (المساواة الاجتماعية))(ص 15)..

    وفي عرض الكاتبة للمدرسة الماركسية فيما يختص بقضية المرأة ، أشارت إلى أن المدرسة الماركسية تركز على قضايا الصراع الاجتماعي والطبقي الذي يرتكز على البنية الاقتصادية وعلى الانتاج المادي والاجتماعي وتربط بين قضايا الانسان رجلا كان أم امرأة بمنظومة الانتاج وعلاقة الانتاج وتراكم رأس المال من فائض القيمة الناتج عن علاقات الانتاج تلك، وترى أن قضايا المرأة جزء من هذه المنظومة ، هذا على المستوى العام .. وحتى على المستوى الشخصي (النوعي)، فانها ترى أن القضايا ذات الارتباط بعلاقة المرأة والرجل على المستوى الشخصي مرتبطة بحل القضايا على المستوى العام . الا أن التجارب العملية خاصة في الدول الاشتراكية (الاتحاد السوفيتي سابقا) وبعض دول اوربا الشرقية اثبتت عدم صحة هذا الطرح على الاقل على المستوى العملي مما يستدعى أن نتعامل مع (قضايا المرأة) على المستويين العام والشخصي بنفس القدر من الاهتمام من حيث الدراسة والبحث والحلول..)(ص 4).

    كما أشارت د. أمال جبر الله في مقال لها بعنوان (معالجة العمى النوعي في رؤية برنامج الحزب)(الميدان: 19/11/2008م) إلى أن (الرؤية الاختزالية داخل الماركسية ترى أن اضطهاد المراة هو نتاج للصراع الطبقي وحده وأن سيادة الرجل داخل مؤسسة الزواج والاسرة هو مجرد نتيجة لتفوقه الاقتصادي ، وبالتالي وبمجرد المساواة في العمل والاجر تنتفي دونية المرأة وسيادة الرجل).

    تواصل د. امال وتقول (ظلت مسألة المرأة ثانوية لدى الكثير من الماركسسين والاحزاب الشيوعية لأنها كما يرون تنتهي تلقائيا عندما يقضى على الاسباب الاقتصادية).

    واود هنا مناقشة هذه الاطروحات وهل صحيح أن قضية المراة تحل تلقائيا بمجرد التغير في الاوضاع الاقتصادية أو بمجرد المساواة الاقتصادية أو في العمل بين المرأة والرجل؟ وهل هذا مفهوم ماركسي صحيح ام اختزال للماركسية؟

    على المستوى الفلسفي كما هو معلوم، تناولت الماركسية العلاقة الديالكتيكية بين المادة والوعي (أو الواقع والفكر)، وأشارت إلى أنه صحيح أن المادة سابقة للوعي ولكن للوعي استقلاله النسبي والذي يؤثر بدوره في المادة ويعيد تشكيلها ، فالعلاقة ليست ميكانيكية ميتة جامدة ، بل هي علاقة انعكاس ديالكتيكي معقدة لايجوز التبسيط فيها. وفي الفهم المادي للتاريخ تناول ماركس العلاقة المعقدة بين الوجود الاجتماعي والوعي الاجتماعي، وأشار إلى أن الوجود الاجتماعي يحدد الوعي الاجتماعي ، ولكن للوعي الاجتماعي تأثيره على الوجود الاجتماعي ويعمل على اعادة تشكيله، فالعلاقة ديالكتيكية معقدة، ولذلك أشار ماركس إلى أن الافكار تتحول إلى قوة مادية عندما تتملكها الجماهير. على أنه بمجرد التغير في الوجود الاجتماعي (البنية التحتية للمجتمع)، لايعني ذلك أن الوعي الاجتماعي (أو البنية الفوقية) يتغير تلقائيا. كما أشار انجلز في كتاباته ألأخيرة إلى خطأ اعتبار الاقتصاد كعامل وحيد في التغيير، ورغم دور الاقتصاد الحاسم ، الا انه هناك عوامل متداخلة ومتشابكة تسهم في التغيير تتكون من قومية وسياسية ودينية وتقاليد البلد المعين وتاريخا وخصوصيته الثقافية، كل ذلك نأخذه في الاعتبار عند معالجة مسألة التحولات الحاسمة في المجتمع، اضافة للمنهج الديالكتيكي الذي ينظر للظواهر في شمولها وحركتها وتغيرها وتبدلها الدائم، وبالتالي، لايمكن التصور، ان الماركسية نظرت لحل قضية المرأة تلقائيا بمجرد زوال الاوضاع الاقتصادية والطبقية التي تكرس استغلال الانسان للانسان. صحيح أن ماركس في كتاباته الأولي كان منكبا على نقد المجتمع الرأسمالي، وتابع تطوره الباطني في دراسته للرأسمالية في بريطانيا والتي وصلت فيها درجة متطورة مقارنة بالبلدان الرأسمالية الأخرى يومئذ، وتوصل في مؤلفه رأس المال إلى القانون الاساسي للمجتمع الرأسمالي وهو فائض القيمة، وتوصل إلى التناقض الرئيسي للمجتمع الرأسمالي وهو التناقض بين الطابع الاجتماعي للانتاج والتملك الفردي لوسائل الانتاج، وأنه من احشاء المجتمع الرأسمالي سوف يبرز مجتمع جديد اشتراكي، سوف يحمل في اطواره الاولى عناصر عدم المساواة، وأن قانون القيمة الخاص بحركة السلع في المجتمع الرأسمالي سوف يفعل فعله ، وبالتالي سوف يظل الحق البورجوازي مستمرا، ويأخذ الانسان في المرحلة الأولي من الشيوعية (الاشتراكية) حسب عمله، وطالما كان الناس يتفاوتون في قدراتهم الجسدية والعقلية فان دخولهم تكون غير متساوية، وبالتالي، فان ماركس كان واقعيا، ولم يتصور الحل التلقائي للتناقضات الطبقية بمجرد تطبيق البرنامج الاشتراكي، وبالتالي، فان عدم المساواة سوف يستمر لفترة طويلة في المرحلة الانتقالية. بما في ذلك عدم المساواة بين المرأة والرجل والذي سوف يستمر رغم زوال المجتمع الطبقي ، لأن ذلك يتعلق بالبنية الفوقية التي كرست دونية المرأة لقرون طويلة ، وبالتالي من المستحيل أن تزول بين يوم وليلة أو تلقائيا، هذ فهم آلي وميكانيكي وغير ماركسي، فبمجرد تحرير المجتمع من الاضطهاد الطبقي ومساواة المرأة والرجل في القانون وبقية الحقوق ، لايعني ذلك أن قضية المرأة سوف تحل تلقائيا، ذلك أن لقضية المرأة شقها الثقافي والذي يتعلق بالصراع ضد الايديولوجية التي تكرس دونية المرأة، وهذا الصراع سوف يستمر لفترة طويلة في مرحلة البناء الاشتراكي.

    واذا كان الأمر كذلك، فانه لم يدر بخلد ماركس وانجلز ولينين، أن قضية المرأة سوف تحل تلقائيا، بمجرد قيام المجتمع الاشتراكي.

    وعند معالجة فشل التجربة الاشتراكية في بلدان الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق اوربا، مهم أن نوضح الاسباب الموضوعية الذاتية التي ادت لفشلها، باعتبار أن فشل هذه التجربة كان الهزيمة الثانية لجنس النساء بعد خروجهن من الانتاج المادي بعد ظهور الطبقات والمجتمع الطبقي. لقد حققت التجربة الاشتراكية في روسيا بضربة واحدة كل المطالب التي كانت ترفعها الحركة النسوية في اوربا منذ الثورة الانجليزية والثورة الفرنسية، فقد تم تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في العمل والاجور (الاجر المتساوى للعمل المتساوى)، المساواة بين الزوج والزوجة، حق الطلاق، الحق الكامل في الاقتراع، التعليم المختلط...الخ. ولكن هذه الحقوق شئ والواقع شئ آخر، فعندما قامت الثورة الروسية، كانت روسيا متخلفة، نسبة الامية فيها، كانت 70%، كما واجهت الحصار الاقتصادي والحروب الاهلية والحرب العالمية الثانية، مما ادى للفقر والمجاعة واصبح عمليا في ظل هذه الاوضاع أن يتم تنفيذ حق المرأة في الطلاق، كما استمرت البنية الفوقية التي تكرس دونية المرأة والتي هي نتاج قرون، ومن المستحيل أن تزول بين يوم وليلة وتحتاج لسنوات طويلة للكفاح والصراع ضدها في الجبهة الثقافية. وبالتالي واجهت المرأة عقلية الرجل الشرقي والذي هو نفسه ضحية لها، الذي لايساهم معها في العمل المنزلي الذي تتحمل المرأة اعباءه وحدها، بعد وصولهما الاثنين من العمل في وقت واحد ، هذه اضافة للتقاليد الاقطاعية التي كانت سائدة في الجمهوريات السوفيتية الآسيوية، والتي تكرس دونية المرأة والتقاليد البالية والتي تحط من قدر المرأة رغم التحولات الاقتصادية التي تمت والحقوق الواسعة التي نالتها المرأة، وكما كان لينين يقول (المساواة في الحقوق لاتعني المساواة في الواقع)، فقد كانت المكاسب التي حققتها المرأة شئ والواقع شيئا آخر. هذا اضافة للجمود في النظرية الذي كرسه ستالين والذي كان يبسط من الاشياء ولايضعها في حجمها الحقيقي، مثل الحل التلقائي لقضية المرأة بمجرد انتصار الاشتراكية، اضافة للنظام الشمولي الذي فرضه، وتراجعه عن الكثير من الحقوق التي نالتها المرأة مثل التوجه للصناعة الثقيلة، والتي كانت على حساب السلع الاستهلاكية الخفيفة والتي تساعد المرأة في العمل المنزلي، كما ادى انتشار الفقر إلى اتشار الدعارة رغم الغائها بالقانون..الخ، المهم في الأمر، ضرورة التقويم الموضوعي لتلك التجربة الاشتراكية والتي رغم فشلها، فانها دفعت حركة تحرير المرأة خطوات إلى الامام. واهم دروس تلك التجربة : أن مصادرة الديمقراطية والقمع الستاليني اضافة لتخلف الواقع الروسي نفسه، كان له الدور الرئيسي في اجهاض مكتسبات المرأة التي حققتها في بداية الثورة الروسية، وكان هذا من اسباب انهيار التجربة الاشتراكية (قمع نصف المجتمع)، ولآن المرأة التي تتمتع بحقوقها كاملة هي الاقدر عن الدفاع عن النظام الجديد.

    والواقع أن ماركس وانجلز لم يكتفيا بالاساس المادي والاقتصادي لقضية المرأة، بعد نقد المجتمع الرأسمالي باعتباره الذي يعيد انتاج عدم المساواة في الدخل بين المرأة والرجل وبين الامم، ولكن كان ماركس وانجلز منفتحين على الدراسات الميدانية حول قضية المرأة ومتابعة المستجدات، ولذلك تابع ماركس ابحاث عالم الاحياء دارون ونظريته التي جاءت نتيجة لدراسة ميدانية شاقة حول تطور الانواع بالانتخاب الطبيعي، كما تابع عالم الاجتماع الامريكي مورغان ودراسته الميدانية حول قبائل الهنود لفترة عشرين عاما، والتي خرج فيها بنتائج حول المجتمعات البدائية اسهمت في ترسيخ الفهم المادي للتاريخ وتابعت الجذور التاريخية لعدم المساواة بين المرأة والرجل وكيف تراجعت المرأة من النشاط الانتاجي إلى العمل المنزلي في مجتمعات الرق والاقطاع التي كرست دونية المرأة وكأنها منذ الازل وليست نتاج تطور تاريخي، وكيف ظهرت مؤسسة البغاء كشكل من اشكال استعباد المرأة.. الخ. وكان ماركس ينوى عمل دراسة استنادا على انجازات مورغان، ولكن المنية عاجلته، وانجز انجلز هذه المهمة في مؤلفه ( أصل العائلة والدولة والملكية الخاصة)، فالماركسية اصلا كانت منفتحة على نتاج الفكر الانساني في مختلف العلوم الطبيعية والاجتماعية والانسانية وحول قضية المرأة، قبل أن تصاب بفيروس الجمود.

    وحتى بعد ماركس وانجلز انجز علماء الاجتماع دراسات ميدانية كثيرة لمجتمعات بدائية اغنت الماركسية وعلم الاجتماع واكدت الدور الذي لعبته النساء في اكتشاف الزراعة ويشير ماندل في مؤلفه (النظرية الاقتصادية الماركسية، الطبعة العربية1973 م)، وبعد متابعة لدراسات ميدانية كثيرة انجزها علماء اجتماع، إلى أنه كان للنساء الفضل في التقدم الحاسم ، ذلك الذي حققنه في ممارسة الزراعة ، حيث نلاحظ في عدة مجتمعات بدائية أن المرأة التي تنقطع في المجتمع البدائي إلى التقاط الثمار وتبقي في اغلب الاحيان بجوار المسكن هي أول من بدأ يزرع بذور الثمار الملتقطة تسهيلا لتموين القبيلة ، ولقد كانت نساء قبيلة وينباغو الهندية مرغمات على اخفاء الارز والذرة المخصص للزراعة والا اكلهما الرجال، كما يشير ماندل: إلى أن هناك ارتباطاً وثيقاً مع تطور الزراعة على يد النساء وظهور اديان جديدة قائمة على عبادة آلهة الخصب، وان نظام الامومة الذي يمكن البرهان على وجوده لدى شعوب شتى سابقة مستوى واحد من التطور الاجتماعي مرتبط بالدور الذي لعبته النساء في اكتشاف الزراعة (ماندل: ص، 31).

    وبالتالي، فان جوهر الماركسية هو منهجها وانفتاحها على المدارس والتيارات والدراسات الميدانية حول قضية المرأة ، وتناولها الناقد لتلك التيارات، وبذلك تتطور النظرية وتغتني ويتم اثراء منهجها، الذي يتعارض مع الجمود. كما أنه من المهم النظرة الشاملة لقضية المرأة والتي تأخذ ابعادها المختلفة: الطبقية والنوعية والثقافية.

    وبعد الحرب العالمية الثانية في السودان وبأثر الفكر الماركسي تأسست الحركة السودانية للتحرر الوطني عام 1946م، واسهمت هذه الحركة في طرح قضية المرأة ، وتم تأسيس رابطة النساء الشيوعيات عام 1947م، والتي تم حلها بعد ثورة اكتوبر1964م، واصبح فرع الحزب الموحد هو الذي يضم الزملاء من الجنسين بدلا من شكل الرابطة الذي كان يضم النساء الشيوعيات في تنظيم منفصل عن الرجال، وتم ترسيخ مفهوم أن المرأة الشيوعية مساوية للرجل الشيوعي في الاعباء والواجبات في التنظيم، وكانت د. خالدة زاهر أول امرأة تدخل الحزب الشيوعي عام 1946م، كما أسهم الحزب الشيوعي في تأسيس الاتحاد النسائي عام 1952م، كتحالف واسع ديمقراطي بين الشيوعيات والديمقراطيات والوطنيات في الحركة النسائية السودانية، واصل الاتحاد النسائي النضال من اجل حقوق المرأة في التعليم والاجر المتساوي للعمل المتساوي والحقوق السياسية للمرأة ، وقوانين ديمقراطية للاحوال الشخصية، حتى استطاعت الحركة النسائية السودانية تحقيق مكاسب كبيرة في هذا الجانب ، ولازال النضال مستمرا من اجل حقوق المرأة، كما صارع الاتحاد النسائي من اجل استقلاله ضد النظام المايوي الذي ربط الحركة النسائية بالدولة، اى ان الحزب الشيوعي لم ينتظر حتى الاشتراكية ليتم الحل التلقائي لقضية المرأة، وحتى في المرحلة الاشتراكية سوف يستمر النضال من اجل المساواة التامة والفعلية بين المرأة والرجل. كما طرح الحزب ضرورة تنوع اشكال نشاط الحركة النسائية في حركة نضالية متصلة متعددة الاشكال والمنابر، لاستيعاب الاهتمامات المتنوعة والمتسعة للنساء، كما طرح قضايا ومطالب المرأة كجنس ، واشكال تنظيمها الموحد مع الرجال في الحركة النقابية ودور فرع الحزب في بناء الحركة النسائية في مجالات الاحياء.

    في كل الاحوال يظل ذهننا مفتوحا للدراسات النوعية الجديدة والميدانية حول قضية المرأة، والنضال ضد كل مستويات واشكال الاضطهاد التي تتعرض لها المرأة في مختلف الجبهات السياسية والاقتصادية والثقافية.

    مع تحياتي وتقديري للناشطتين في الدفاع عن حقوق المرأة الاستاذة نعمات كوكو ود. أمال جبرالله.


    http://www.midan.net/

    صفحة (أخبار).
                  

12-15-2008, 08:30 PM

Badreldin Ahmed Musa
<aBadreldin Ahmed Musa
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 1467

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحليل الطبقي والنوعي هو المدخل الصحيح لفهم وتغيير أوضاع النساء/الدكتورة/ أمال جبر الله سي (Re: عاطف مكاوى)

    حيدر قاسم
    و
    عاطف مكاوي

    سلام
    و

    شكرا
                  

12-15-2008, 09:08 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحليل الطبقي والنوعي هو المدخل الصحيح لفهم وتغيير أوضاع النساء/الدكتورة/ أمال جبر الله سي (Re: Badreldin Ahmed Musa)

    Quote: إن الرؤية الاختزالية داخل الماركسية ترى أن اضطهاد المرأة هو نتاج للصراع الطبقي وحده وأن سيادة الرجل داخل مؤسسة الزواج والاسرة هو مجرد نتيجة لتفوقه الاقتصادي وبالتالي وبمجرد المساواة في العمل والأجر تنتفي دونية المرأة وسيادة الرجل. هذه النظرة اختزالية لأنها ترى أن اعادة الانتاج وعلاقات النوع (Gender Relations) هي مجرد حصيلة لعلاقات الانتاج والصراع الطبقي. لابد من الاعتراف بقصور هذه الرؤية الاختزالية لمسألة المرأة والتصدي لها فكريا وعملياً ومعالجة مظاهرها السلبية ، حيث ظلت مسألة المرأة ثانوية لدى الكثير من الماركسيين والاحزاب الشيوعية والماركسية لانها كما يرون تنتهي تلقائياً عندما يقضى على الاسباب الاقتصادية وبالتالي تنتفي الضرورة للبحث في الابعاد الحقيقية لهذا الوضع الدوني للمرأة وسيادة الرجل وعلاقات النوع داخل الاسرة وفي المجتمع. إن هذه الاتجاهات القاصرة تلجأ لتفسير أي محاولة من جانب النساء للتمرد على أوضاعهن أو اكتساب الوعي النسوي بدورهن في تغيير هذه الاوضاع يفسر على أنه نتاج لسياسة فرق تسد من قبل الرأسمالية أو أنها نتاج لمفهوم النسوية البرجوازي المنشأ وللأفكار الوافدة وكأنما للأفكار وطن. الجدير بالذكر أن واحداً من أكثر الشعارات رواجاً في الهجوم على الأفكار الماركسية والاشتراكية هو شعار محاربة الأفكار المستوردة.


    الاخ بدر الدين
    تحية طيبة وسلام
    اتفق مع الاخت امال جبر الله فى تشخيص الازمة ، على انى اعتقد ان تناول الماركسية لقضية المرأة تمثل احد الحقائق الاساسية التى تؤكد اهمية تجاوز الماركسية كنظرية للمعرفة وادماجها فى بناء نظرى جديد وفى تقديرى هنا ان النظرية النقدية هى الاجدر به . وذلك بدلا من محاولات السكرتير الثقافى للحزب الشيوعى السر بابو لاننى اعتقد انها محاولات (تلفيقية) تذكرنا بمحاولات بعض القوى السلفية الدينية بالمزاوجة بين قضية حقوق الانسان والاسلام ، وذلك دون بذل الجهد واظهار الشجاعة فى مواجهة الفهم السلفى للدين ، اى دون دفع الاستحقاق الخاص بقضية اصلاح المفاهيم الدينية !!!
    انها نفس الازمة الفكرية .
    لتوضيح وجهة نظرى اكثر ، اعيد نشر موضوع كنت قد كتبته فى العام ٢٠٠٥م تحت هذا الخيط :
    كلما اقتربت الشيوعية من الواقع ٠٠ ابتعدت عن الماركسية!
    وهو خيط ملىء بالحوار الجيّد يمكن الرجوع اليه فى مكتبة الاستاذ عدلان عبد العزيز ( الرجل الموضوعى والذى افتقدناه كثيرا فى هذا البورد.. اين انت يا عدلان؟

    في نظرته للمرأة، هل اختلف ماركس كثيرا عن شيخ الوهابية إبن العثيمين في السعودية؟


    تقديم:

    علاقة الماركسية بالمرأة و نظرتها لها تؤكد ما ذهبت إليه في أن ظاهرة سيادة الإستقطاب الطبقي على الثقافي هي إحدي العيوب الجوهرية في أصول الفكر الماركسي، في موضوع المرأة بالتحديد يتضح هذا الخلل أكثر حيث يصل التحليل الطبقي إلى مائه بالمائه بينما يتم إختزال العامل الثقافي تماما إلى الصفر. يشارك ماركس كل المدارس اليمينية المحافظة بما في ذلك الأصولية الإسلامية المعاصرة، يشاركها في الخلط بين مفهوم الجنس(إي النوع ذكر و أنثى) و مفهوم الجندر Gender، و هذا الخلط الذي يقود إلى إعتبارهما شيئ واحد، هو في إعتقادي سبب الأزمة الفكرية التي ظلت تعاني منها الماركسية فيما يتعلق بالمرأة و هو احد المواقف الفكرية الذي اوردها موارد الهلاك.

    موقف مؤسس الماركسية من المرأة

    يعتقد ماركس أن مسالة إضطهاد المرأة تجد جذورها في المجتمع الطبقي و أنه لن يتم تحريرها إلا بتدمير هذا المجتمع و إقامة الإشتراكية. بمعنى آخر فانه يرى أن النظام الابويPatriarchy المسؤول عن إضطهاد المراة ماهو إلا نتاج المجتمع الطبقي و لذلك فقد اعتبرت الثقافة الابوية عاملا ثانويا بينما مجتمع اللاعدالة الطبقي هو الذي يلعب الدور الاولي (يعني ماركس عايز يقنعننا مثلا بانه في المجتمع الإشتراكي لن تسجل حالة عنف واحدة ضد النساء!)
    كان ماركس قد اتخذ في كتاباته موقفا مشابها لموقف المدرسة الوظيفية المحافظة Functionalism إذ اعتبر أن الصفات الانثوية للمرأة ذات طبيعة ثابتة فكتب عن المرأة( الأم، و ربة المنزل، و عضو الجنس الضعيف). هذا و قد كانت جلَ كتابات كارل ماركس عن المجتمع الراسمالي موجهة للرجال في الأساس.
    اما فريدريك انجلز فقد اوضح في كتابه (أصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة) بان العائلة ظهرت كنواة للمجتمع بظهور الملكية الخاصة حيث للرجال حق التملَك و كسب الرزق اما النساء فإنتاج النسل فقط، و ربط انجلز بين وضع المرأة داخل الاسرة بوضع البروليتاريا في المجتمع الرأسمالي بينما شبه الرجل بالبرجوازية بل وذهب ابعد من ذلك حينما حاول تأكيد هيمنة الرجل تاسيسا على وضعه(الإيجابي) اثناء اللقاء الجنسي!

    الجندر مفهوم ثقافي في الاساس

    هناك خلط واضح بين مفهوم (الجندر) و مفهوم (الجنس)، بيد انه في علم الإجتماع فأن المفهومين مختلفين تماما. الجنس او النوع يقصد به المعنى البيولوجي للإنسان إي الإختلافات التشريحية و الفيسلوجية المعروفة بين الذكر و الأنثى. اما الجندر فهو المفهوم الإجتماعي الذي يلحق بنوع المولود و هو الدور الذي يرسمه المجتمع لكل من الرجل و المرأة، و هو اما دور ذكوريMasculine او انثوى Feminine و يعرف بهوية الجندر، و في المجتمعات المحافظة يرسم المجتمع دور الرجل و الذي يتسم( بالشراسة و القوة و العقلانية مقابل الخضوع و السلبية و العاطفية للمرأة. و مازالت المراة تعاني من هذا التوصيف حتى في المجتمعات المتقدمة و انعكس ذلك في إغلاق كثير من فرص الحياة في وجهها بما في ذلك إنعدام المساواة في الوظائف و الأجور. و قد كان يمكن ان يكون وضع المرأءة اسوأ بكثير لولا نضلات الحركة النسوية المتميزة وتعريتها المستمرة لثقافة المجتمع الابوي البرترياركي في كل المجالات. و لان هوية الجندر Gender Identity ظاهرة ثقافية في الاساس فأنه يمكن تشكيلها و يقوم المجتمع بذلك حسب درجة تطور مفاهيمه و هي قابلة للتغيير(إي إعادة التشكيل) عن طريق ما عرف بالصياغة الإجتماعيةSocialization عملية التعليم و التعلم التي تنهض بها مؤسسات المجتمع(الاسرة، المدرسة، الإعلام، المؤسسات الدينية..الخ) حيث يتم تلقينها للإنسان من المهدالى اللحد. اما محاولات تصوير الهوية الجندرية بانها ذات طبيعة ثابتة كما فعلت الماركسية فليست سوى محاولات لتأبيد تخلف المرأة و إضطهادها.
    تجدر الإشارة إلى انه يعود الفضل في انتاج المعرفة الإجتماعية لمفهوم(الصياغة الإجتماعية) إلى مدرسة التفاعل الرمزي Symbolic Interactionism (إذا صحَت الترجمة) فقد اوجدت تركيب و اعادة تركيب الكثير من المفاهيم الإجتماعية، و في موضوع المرأة ترى هذه المدرسة امكانية إعادة بناء هوية الجندر عن طريق استكشاف و تغيير مفاهيم عالمنا الإجتماعي بإستمرار و هو ما عرف في أدبياتها بالتفاوض و اعادة التفاوض مع عالمنا الإجتماعي Negotiation & Re-negotiation with the social world ، الأمر الذي بوأها مكانة مرموقة في علم الإجتماع الحديث .

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 12-16-2008, 01:47 AM)

                  

12-15-2008, 09:52 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحليل الطبقي والنوعي هو المدخل الصحيح لفهم وتغيير أوضاع النساء/الدكتورة/ أمال جبر الله سي (Re: طلعت الطيب)

    مشكلة كارل ماركس انه قام بربط الوعى والمعرفة الانسانية بالعمل وعلاقات الانتاج وحدها ، اى انه وقع فى الفخ الهيجيلى تماما لانه لم يقوم باستبدال اساس الفلسفة الهيجيلية حيث تحولت فيمونولوجيا الروح الهيجيلية الى الطبيعة عند ماركس ، اى استبدال الروح بالطبيعة فظلّ حبيسا لعلاقة مقابلة (الذات والموضوع) كما اوضح رواد مدرسة فرانكفورت وعلى رأسهم يورقن هابرماس.
    وهذا يفسّر وقوع ماركس فى شرك الاحادية ورفض التعددية حينما رأى تناقضا واحدا اساسيا فى الظاهرة ، فقام بربط الوعى بالعمل وهو مفهوم هيجيلى فى الاساس . جدير بالذكر ان هيجل هو من قام بانجاز الديالكتيك بتطويره لفلسفة كانط فى اتجاه معاكس للتعدد وبذلك يكون قد اوصل كانط الى نهاياته المنطقية ( فى ذلك الاتجاه المعاكس) ولذلك لم يفعل ماركس سوى تحويل فلسفة هيجل الى مفهوم اداتى حينما اكتفى بقلبه (المزعوم) وقام باستبدال الله بالطبيعة
    لعل هذا ما يفسّر فى النهاية لماذا لم يكن التاريخ (وهنا اعنى التاريخ الاجتماعى والحياة) مصدرا للتنوع فى التجارب الانسانية عند ماركس بما فى ذلك مفهوم اعادة الصياغة الاجتماعية.
    اى لماذا غاب مفهوم الsocilizationعن ماركس
                  

12-16-2008, 08:13 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحليل الطبقي والنوعي هو المدخل الصحيح لفهم وتغيير أوضاع النساء/الدكتورة/ أمال جبر الله سي (Re: طلعت الطيب)

    كتب مفكرنا الراحل الاستاذ الخاتم عدلان فى آن اون التغيير ما يلى:

    Quote: لقد تمت صياغة المشروع الماركسى بالتركيز على لحظة التعميم النظرى . والعكس ذلك فى الفكر والممارسة معا . وكان ذلك على حساب الخصوصية ، الامر الذى أصاب الممارسة الثورية بأضرار فادحة . وتمّ التركيز على الاهداف النهائية ، على حساب الاهداف الجزئية كوسائل فقط ، مع انها تشتمل على غائيتها الخاصة ، والتى لا يمكن الوصول الى غاية نهائية - ان كان ثمة شىء كهذا - بدونها .
    وقد عومل البشر أنفسهم كوسائل فقط فى كثير من لحظات التاريخ المأساوية ، مع أن كانط كان قد حذر من ذلك قبل ماركس بكثير .
    وقد أستبان الآن مدى التعقيد الذى ينطوى عليه المجتمع الانسانى المعاصر . ومدى التعقيد الذى تنطوى عليه عملية تحريره . مما يجعل التركيز على خصوصية الجماعة البشرية ، الموجودة فى هذا القطر او ذاك ، فى هذه القارة او تلك ، والبالغة مستوى معينا من تطور القوى المنتجة ، ومن قوانين الاجتماع ، وموروثات الثقافة ، أمرا لازما لصياغة اى برنامج سياسى او مشروع للنهضة . كما ان التركيز على الجزئى ، وعلى الاهداف المرحلية يصبح من مقتضيات النظرة العلمية ذاتها . وقد اوضحنا ان كل ذلك لا يتم على حساب المشروع الانسانى العام ، ولا على حساب الاجيال القادمة . بل العكس يضعها على قاعدة ارفع من التطور الانسانى . ويرفع عنها عبء الوصاية التى يصوغ لها مسبقا شروط حياتها ، مع انها اكثر قدرة من هؤلاء الاوصياء . هذه الاعتبارات تملى علينا النزول من سماوات الثورة العالمية ، ومآلات الانسان النهائية ، الى الاحتياجات الماثلة لشعبنا ،ومجتمعنا ، فى هذه اللحظة من التاريخ ، وفى هذه البقعة من الارض .


    يقول اعظم رواد مدرسة فرانكفورت ، الفيسوف المعاصر هابرماس تاكيدا للمعنى الذى طرحه المرحوم الخاتم فى عاليه : ان المحافظة على التعددية والكلية والعقلانية فى ذات الوقت للحقائق يتطلب معالجة فلسفية جديدة لعلاقة (الخاص ) و(العام) تتأتى بالنظر الى الكلى او العام من جهة ما هو شكلى وصورى وليس من جهة المضمون والمحتوى كما فعل ماركس. فما هو عام ليس تعبيرا عن جوهر تتم صياغته فى قانون كلى، انما هو الاجراءات والطرق والاساليب التى يتعامل بها الناس من أجل الفهم المشترك وفقا للسياق التاريخى . بذلك يصبح (المضمون ) هو (الخاص) والعالم كأشكال هو العام .
    واظن انه من الانصاف ايراد حقيقة ان افضل من قدّم شروحات لهذه المفاهيم وصاغها بلغة فلسفية رصينة هو الاخ هشام عمر النور، رئيس قسم الفلسفة بجامعة النيلين ، كتب هشام فى هذا الشان فى منبر سودان للجميع وتحت سلسلة مقالات بعنوان (هل هناك ضرورة لتخطى الماركسية؟) ما يلى:
    Quote: (ان مشروع التحرر الانسانى يعتمد دائما مشروع نظرى تعمم فيه ابرز معارف العصر ويؤلفها ويركبها، كان الفيلسوف كانط هو اول من قام بذلك واول من انفتح على تعددية الحقائق ولكن مشكلته كانت فى انه جعل منطق ارسطو الصورى وفيزياء نيوتن نهايات المعرفة الانسانية. ان التحوّل من فلسفة الهوية التى تتبناها الماركسية وغيرها من فلسفات عصرها ، الى فلسفة اللغة هو الذى مكّن المعرفة من تجاوز الدوغمائية واعتماد التعدّد والاختلاف مما سمح بايجاد اساس معرفى وفلسفى لقضايا الديمقراطية وحقوق الانسان. حيث اعتبرت الماركسية التيارات الاخرى لا تعبّر عن التعدد وانما مجرد ايديولوجيات تفضحها الطبقة العاملة على اعتبار صيرورة الاخيرة هى الوحيدة التى تتطابق مع التاريخ.
    ان المجتمعات الانسانية مثل الافراد يخضع وعيها لعملية تطوّر معرفية وأخلاقية ، وان مستوياتها الراهنة من التعلم هى التى تنعكس فى بنيتها الاساسية وقيمها. لذلك لا يمكن ان يكون تطوّر المجتمعات رهين بتطوّر القوى المنتجة (المقصود هنا التطوّر المعرفى) وذلك فى صلتها بعلاقات الانتاج . تركيز ماركس على الانتاج جعله يخطىء مجال التحرر الانسانى وهو مجال الفعل التواصلى بين البشر. ولذلك فقد خلط ماركس بين السيطرة على الطبيعة الخارجية وبين الحرية الانسانية ، فقام باهمال القمع الاجتماعى الذى يحدث للطبيعة الداخلية للانسان.
    ظلّت الماركسية سجينة الفلسفة الكانطية لانها تتبنى عقلا خالصا مع ملاحظة ان الواقع هو الذى يتمتع به فى حالتها. بينما نظرية المعرفة التى نتبناها تنشغل بالعقل المتلبس بالذات وبالسياق التاريخى ، اى العقل غير الخالص. ولذلك يزداد تعقيد المعرفة وتركيبها فى هذه النظرية، فبالاضافة الى تعدد الحقائق التى لا تفصل بينها سوى الحجج مما ينتج عنه تعدّدية عقلانية، نجد ان التعدّد يزداد ويتراكب حين نضيف اليه تعدّد العقلانيات طبقا لموضوعها والتى تحدّد بناءا على مزاعم الصحة التى يدعيها كل مجال - اى زعم التواؤم مع القيم فى حالة العالم الاجتماعى ، وزعم التطابق مع الواقع فى عالم الطبيعة ، وزعم التعبير المخلص عن الذات حينما يتعلق الموضوع بالذات كالفن مثلا .
    اننا بذلك نستعيد تعدّدية كانط العقلانية ، ولكننا نوّحد بينها صوريا واجرائيا، ما دام كل منها يعتمد على رفع مزاعم الصحّة وذلك حتى لا تنطبق علينا مقولة المفكّر ماكس فبير عن فقدان مشروع الحداثة للمعنى .


    ملحوظة : تمّ عرض كلام هشام بتصرّف
                  

12-16-2008, 09:13 PM

Badreldin Ahmed Musa
<aBadreldin Ahmed Musa
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 1467

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحليل الطبقي والنوعي هو المدخل الصحيح لفهم وتغيير أوضاع النساء/الدكتورة/ أمال جبر الله سي (Re: طلعت الطيب)

    طلعت الطيب

    سلام

    شكرا

    كنت اتمنى انك تناقش راي ماركس، انجلز، لينين، نقد، امال جبرالله و اخرون عن المراة.
    بالمناسبة، ما رأي المرحوم الخاتم عدلان في المراة؟
    اعدك بمناقشة بعد الامتحانات، شفت قراية الكبر!!!
                  

12-16-2008, 10:07 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحليل الطبقي والنوعي هو المدخل الصحيح لفهم وتغيير أوضاع النساء/الدكتورة/ أمال جبر الله سي (Re: Badreldin Ahmed Musa)

    الاخ بدر الدين
    تحية وسلام وربنا يوفقك وبالمناسبة اكثر شىء مفيد هى قراية الكبر خاصة اذا كانت فى الغرب .

    بدأت مداخلاتى بموضوع المرأة واوضحت وجهة نظرى وقدمت نقد لرؤية ماركس وانجلز
    ثم عكفت بعد ذلك على تناول مسألة فى غاية الاهمية فى وجهة نظرى وهى محاولة للاجابة على التساؤل المهم :
    لماذا اخطأ ماركس قضية التحرر الانسانى وموضوع المرأة يأتى بمثابة القلب فى هذا التحرر.?

    تلاحظ اننى ركزّت على تغييب الماركسية للثقافة الابوية وهى المسؤولة عن ذلك واشارك اختنا د.امال جبر الله فى ملاحظتها ، اما محاولات الاستاذ السر بابو فيما يتعلق بالبناء الفوقى والتحتى فهى تمطيط للماركسية لان الثقافة لديها مجرد بناء فوقى صحيح انه يفعل ويتفاعل لكن تظل استقلالية العامل الثقافى محدود لانها مصادرة بفعل اولوية المادة على الوعى و(المسألةالاساسية فى الفلسفة) لدى الماركسيين ، والثقافة الابوية التى تؤسس لدونية المرأة عميقة الجذور ولا يمكن ابدا ان تكون بناءا فوقيا . اما مسألة المساواة فى الاجور فيما كان يعرف بالاتحاد السوفيتى العظيم فهى اولا اجور اتضح انها لم تكن تلبى الاحتياجات ، وثانيا فان المساواة الاقتصادية لا تعنى كل شىء وهى واحدة من اشكاليات الماركسية . اجور النساء فى الدول الغربية برغم كل شىء فهى افضل والقوانين والتشريعات وتشجيع الثقافة التى تدين اضطهاد المرأة والعنف ضدها منتشرة بشكل افضل ورغم انها مازالت دون الطموحات ولكنها دائما سائرة نحو الاحسن بفضل النضال الديمقراطى لمنظمات المجتمع المدنى بشكل عام ومنظمات النساء بشكل خاص .
    الرجاء الرجوع لموضوع الصياغة الاجتماعية واهميته ، اما مسألة اسهامات المرحوم الخاتم عدلان الفكرية والفلسفية فهى متروكة للقارىء وتقديره ، ولا اعتقد ان هناك العديد ممن يشاركك الرأى فى ذلك حتى داخل عضوية الحزب الشيوعى نفسها ، ناهيك عن المجتمع الديمقراطى العريض اذاجاز التعبير.
    ويبقى الود والتواصل
                  

12-16-2008, 10:27 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحليل الطبقي والنوعي هو المدخل الصحيح لفهم وتغيير أوضاع النساء/الدكتورة/ أمال جبر الله سي (Re: طلعت الطيب)

    الاخ بدر الدين
    فيما يتعلق بسؤالك عن مساهمات المرحوم الخاتم حول المرأة وغيرها من القضايا العاجلة الاخرى فكفيه انه طرح قضية المرأة وقضايا وفيات الاطفال وغيرها من مشاكلنا المزمنة كمسائل عاجلة واهداف وبرنامج يقوم عليها الحزب الذى يدعو اليه ويتأسس بموجبه على مثل هذه القضايا الملموسة بدلا عن كونه حزب ايديولوجيا ولا اعتقد ان قصة وفيات الاطفال المخجلة والمحزنة فى ظل نظام منقستو (الماركسى) فى اثيوبيا ببعيدة عن الاذهان .
    صحيح الماركسية اهتمت بالانسان ولكنها تناسته فى كثير من المنعطفات حينما تحولت احزابها الى بيروقراطية متعالية وقاسية.
    اليك ما طرحه الخاتم فى ان اوان التغيير فى هذا الشأن :

    Quote: ٩- ان الحزب الذى يتوق اليه شعبنا هو حزب القوى الحية فى المجتمع من منتجين بأدمغتهم وأيديهم ، ومن رأسماليين مرتبطين بالانتاج والوطن ، ومن أقليات قومية ودينية وثقافية ، فى قوة اجتماعية كبرى تواجه التخلف بكل أشكاله ، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية ، وتواجه المجاعة وسوء التغذية ، ونسبة وفيات الاطفال المأساوية ، والسكن العشوائى وانعدام المياه والدواء ، وتخلف التعليم وتدنى الثقافة ، ورداءة المواصلات ، وبؤس وبدائية الكساء ، وتخلف قوانين الاحوال الشخصية ، ودونية المرأة . قوة اجتماعية كبرى تغادر الامس السياسى الى المجرى العميق للسياسة السودانية ، والمجتمع السودانى . قوة تصل السلطة وتبنى نظاما ديمقراطيا معززا ووطيدا . قوة اجتماعية كبرى ، وحزب سياسى حديث وتقدمى . يتحدث لغة الشعب ، ويأخذ من كل انجازات العصر.
                  

12-16-2008, 10:28 PM

Badreldin Ahmed Musa
<aBadreldin Ahmed Musa
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 1467

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحليل الطبقي والنوعي هو المدخل الصحيح لفهم وتغيير أوضاع النساء/الدكتورة/ أمال جبر الله سي (Re: طلعت الطيب)

    طلعت

    سلام

    ارجو ان تشرح لي و لاخرين قد يريدون ان يروا اسهامات الخاتم في موضوع المراة!


    Quote: اما مسألة اسهامات المرحوم الخاتم عدلان الفكرية والفلسفية فهى متروكة للقارىء وتقديره ، ولا اعتقد ان هناك العديد ممن يشاركك الرأى فى ذلك حتى داخل عضوية الحزب الشيوعى نفسها ، ناهيك عن المجتمع الديمقراطى العريض اذاجاز التعبير.
                  

12-22-2008, 07:34 AM

Badreldin Ahmed Musa
<aBadreldin Ahmed Musa
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 1467

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحليل الطبقي والنوعي هو المدخل الصحيح لفهم وتغيير أوضاع النساء/الدكتورة/ أمال جبر الله سي (Re: Badreldin Ahmed Musa)

    المراة!!
                  

12-23-2008, 12:15 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحليل الطبقي والنوعي هو المدخل الصحيح لفهم وتغيير أوضاع النساء/الدكتورة/ أمال جبر الله سي (Re: Badreldin Ahmed Musa)

    Quote: لقد أسهم ماركس بقدر ضئيل في دراسة وتحليل أوضاع النساء حتى ضمن دراسته للرأسمالية. بينما يعد فردريك انجلس من أكثر المفكرين الذين أسهموا في تحليل اضطهاد ودونية أوضاع النساء في المجتمع، ففي كتابه –أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة- تابع انجلس تطور وتغيير تركيبة الاسرة عبر التاريخ ، وأكد أن التحول من المجتمع الامومي وتغيير شكل الأسرة وبالتالي وضع المرأة ارتبط بظهور الملكية الخاصة للأرض والثروة وببروز رأس المال وتحول الميراث ليصبح عن طريق الأب، هذه التحولات أدت إلى إضعاف وضع النساء وقللت من أهميتهن في تلك المجتمعات وكان بروز تقسيم العمل على أساس الجنس هو أول شكل من أشكال التمييز ضد المرأة. إن تقسيم العمل على أساس الجنس هو أحد مظاهر التغييرات التي حدثت حينها وبالتالي تغير دور كل من المراة والرجل داخل الاسرة بل في المجتمع بأسره. كما أدرك انجلس أهمية الانتاج واعادة الانتاج باعتبارهما عوامل أساسية في إحداث عملية التغيير هذه. وأوضح أن الانتاج ضروري للبقاء سواء فيما يتعلق بتوفير الطعام والمسكن والادوات الضرورية للانتاج نفسها وأيضاً إعادة الإنتاج الاجتماعي أي إنتاج البشر أنفسهم. ومن بعده أشار لينين إلى ان(البروليتاريا لن تتحرر إلا عندما تتحرر النساء) ،كما أشار إلى أن ذلك يعني التحرر من الرأسمالية وتطوير علاقات الانتاج. واهتم لينين بأوضاع النساء داخل الاسرة واصفاً العمل المنزلي بأنه نوع من الاسترقاق ويهدف إلى إبعاد المرأة من المجال العام. كما أكد لينين على أهمية دور المرأة في الانتاج وإعادة الانتاج ، ودعا إلى أن يكون العمل المنزلي ورعاية الاطفال مسؤولية كل المجتمع (Large Scale Socialised Services) إلا أن ذلك لم يتبعه مجهود فكري للكشف عن أسباب سيادة الرجل ودونية المراة ، أو علاقات النوع وأثر الادوار المتعددة التي تقوم بها المرأة وعلاقة ذلك بالرأسمالية. كما أن الماركسيين الكلاسيكيين بعد انجلس ولينين اكتفوا بالاستمرار في تحليل العلاقات الاقتصادية فقط. لذلك لم تغير تجربة المطاعم الجماعية وتوفير الادوات الحديثة للعمل المنزلي ، لم تغير من جوهر اضطهاد المرأة ولا في عدم تكافؤ علاقتها بالرجل ، بل أدت هذه التجربة إلى تخفيف الأعباء على النساء القادرات مالياً على اقتناء هذه الادوات الحديثة . وأثبتت التجربة أن ولوج الالاف بل الملايين من النساء لمجال الانتاج لم يغير من جوهر الاضطهاد الطبقي والنوعي الواقع عليهن كما نشاهده ونعيشه يومياً.



    تجدنى اختلف اختلاف تام مع مجمل الاقتباسات اعلاه واعتقد ان الثقافة الوصائية اعمق مدى واعظم اثر من التحليل الطبقى للمرأة . اختلافى مع الاستاذ السر بابو مسؤول التثقيف المركزى للحزب الشيوعى يتجاوز ذلك الى العديد من القضايا المهمة ويمتد ليشمل منطق دفوعاته الاخيرة عن ابقاء اسم الحب الشيوعى واعتقد ان مجمل اطروحاته غير مواكبة لما حدث من تطورات كبيرة فى العلوم الاجتماعية . لكن يظل نقدى هذا غير منصف مالم اتوفر على تدقيق مفصل لمزاعمى هذه .
    سوف اجتهد انشاء الله فى ايجاد الوقت للكتابة حول هذا الامر .
    فى موضوع المرأة تحديدا مفارقاته واضحة للدرجة التى يمكن القول معها بالكثير من الاطمئنان ان الدراسات النسوية قد قطعت اشواط بعيدة حيث فارقت النظريات التقليدية للمجتمع (مفارقة الطريفى لجمله كما يقول المثل الشعبى) بل قدمت نقد واعادة تقييم للعديد من الكلاسيكيات الاجتماعية
    in many ways feminist theorists have critiqued and re-evaluated some of the sociological classics
                  

08-04-2010, 03:44 PM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التحليل الطبقي والنوعي هو المدخل الصحيح لفهم وتغيير أوضاع النساء/الدكتورة/ أمال جبر الله سي (Re: Badreldin Ahmed Musa)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de