النادى السودانى و أبناء العباسية بنيويورك يحتسبون الفنان زيدان إبراهيم

Quote: * غابت هذه الزاوية في الأيام الماضية نسبة لظروف خاصة وسفري المفاجئ إلى أرض الحرمين الشريفين. * وفي الرياض نعى الناعي الفنان صاحب الصوت الكرواني العندليب الأسمر زيدان إبراهيم. * تعود معرفتي بهذا الفنان المبدع زيدان إبراهيم إلى أيام الصبا الجميلة فنحن أبناء حي واحد (العباسية محطة سنادة)، ورغم أنه كان يكبرني بسنوات إلا أنه كان صديقاً لابن عمي هاشم عثمان الحسين وكان يقضي جل وقته في صالون منزلنا الذي كان في ذلك الوقت قبلة لكل المبدعين وقد رويت لكم من قبل كيف كانت صحيفة المريخ تخرج من ذلك الصالون بواسطة شقيقي الفنان الراحل أحمد محجوب (تكتيك) والمبدع إدمون منير فرج والأستاذ أحمد محمد الحسن وطه محمد طه. * أعود لزيدان هذا الفنان الذي يفيض رقة ووداعة وشغفاً بالغناء ويحسن التعبير به عن ملكاته الفطرية الخفية التي أنعم بها الخالق عليه.. كان جل وقته يترنم بأغاني الفنان العملاق محمد وردي، وكان جميع من في المنزل معجباً لنداوة صوته ونطرب لأدائه وتشجينا ألحانه العذبة. * كنت أندهش كثيراً عندما أستمع إليه وهو يؤاخي بين موجات صوته التي ترتفع وتنخفض في نسق موزون النبرات ورغم أن تقاطيع وجهه ونحافة جسده التي لا توحي بهذا الصوت الكرواني إلا أني في قرارة نفسي كنت أعرف أنه سيكون في يوم الأيام فناناً كبيراً. * زيدان كان متفوقاً في دراسته بدليل أنه التحق بالمدرسة الأهلية الثانوية بأمدرمان التي تخرج منها أجيال من المبدعين وبدأت موهبته تتفتح كعازف مزمار مؤدٍ لأغنيات وردي والكاشف. * كان عندما يعزف على القيثارة الساحرة تتراقص الأمواج من تحتنا طرباً وهياماً كما تتراقص النجب من أنغام الحداء. * لقد أوتي زيدان صوتاً كروانياً رخيماً عذب النبرات وإذا شدا به أطرب وأسعد وأشجى. * حقيقة نحن أبناء العباسية استمتعنا حد الانبهار إلى الأنغام التي أبدعها زيدان في أمسيات العباسية الحالمة بوجدان مشبوب وإعجاب يفوق الوصف خصوصاً بعد انضمام الثنائي الرائع التجاني الحاج موسى وعمر الشاعر. * زيدان واحد من قلائل لم يختلف الناس حولهم .. موهبة تتفجر عطاء وأصالة وتزحف إلى المجد بلا عناء أو تكلف .. صاحب بشبابه الغض جيلنا فأحببناه صغاراً لأنه لا يكبرنا ولا يتكبر علينا .. روحه الشفيفة تأخذك برفق إلى رحابه فتألف جواره وأنسه وظله الوريف * أنا أعتقد أنه من الصعوبة الإتيان بذلك الأداء الرائع وذاك السلسل النغمي الصافي وهاتيك المقاطع الساحرة المبدعة التي تأخذ بشغاف القلوب بعد رحيل العندليب الأسمر. * وأعزي نفسي وأعزي ابن عمي هاشم في توأم روحه زيدان وأعزي كل الشعب السوداني برحيل قامة فنية سكنت القلوب والدواخل حبيباً أليفاً وضيفاً عزيزاً وصاحب وجه باسم ومفردة ساخرة تخرج بعفوية دون تكلف. * في بعدك يا غالي أضناني الألم وعشت مع الليالي.. لا حب لا نغم.. لو شافت عيونك.. إيه حاصل بدونك * دي الدنيا بقت عدم .. والفرح من غير نغم