عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي قال (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم)رواه الترمذي وهو حديث صحيح كما قال العلامة الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/56
رواه ابن ماجة وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب 2/630. ونظر ابن عمر رضي الله عنه يوماً إلى البيت أو إلى الكعبة فقال ما أعظمك وأعظم حرمتك (والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك) رواه الترمذي
فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :» من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة ، لقي الله عز وجل مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله « رواه ابن ماجة والبيهقي بنحوه
قال عليه الصلاة والسلام :» لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما « رواه البخاري في صحيحه
يقول عز وجل :-)وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ (-] الأعراف /26[ . عباد الله : لقد كرم الله تعالى بني آدم وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا ، فضلهم تعالى وشرفهم ، وأحاطهم وأولاهم بأنواع من التبجيل والتكريم ، وشرع لهم من الشرائع والأحكام ما يكفل لهم حياة طيبة ، وسعادة دائمة في الدنيا والآخرة ، كما جاء في الحديث :» كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ قال عز وجل :-)مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (-] النحل /97[ .
ولقد بلغ من تحريم الإسلام بهذه الجريمة النكراء :أن الله تعالى جعل قتل النفس الواحدة تعدل جريمة قتل الناس جميعا ، وذلك لأن حق الحياة ثابت لكل نفس فقتل واحدة من هذه النفوس يعتبر تعديا على الحياة البشرية كلها ، كما قال عز وجل :- )مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا (- ] المائدة /32[ . وحينما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، كان القتل فاشيا في أهل الجاهلية ، يزهقون الأرواح عدوانا وظلما ، وتثور بينهم الحروب الطاحنة التي يروح ضحيتها الكثير من النفوس البريئة عند أتفه الأسباب ، فعمل صلى الله عليه وسلم على القضاء على ذلك ، وأكد ما جاء في كتاب الله من النهي على القتل و العدوان على النفس المعصومة ، منددا صلى الله عليه وسلم غاية التنديد بمن يرتكب ذلك ، مبينا ما توعد الله به مَن أقدَمَ على إزهاق روح المعصوم بغير حق من شديد العقاب وسوء الحال والمآل ، فقال صلى الله عليه وسلم : » اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ « يعني المهلكات ثم عد منها صلى الله عليه وسلم : » قَتْلُ النَّفْسِ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ « رواه البخاري ومسلم )(. ولهما عن أنس ابن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :» أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقول الزور « )(. وروى الترمذي والنسائي في بإسناد صحيح عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :» لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم « )(. قال الإمام ابن العربي رحمه الله تعليقا على هذا الحديث :)ثبت النهي عن قتل البهيمة بغير حق والوعيد في ذلك فكيف بقتل الآدمي فكيف بالمسلم ولذا قال عليه الصلاة والسلام :» لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما « رواه البخاري في صحيحه )(. ولقد بلغ من تحذيره صلى الله عليه وسلم عن قتل النفس ، أن الإعانة على ذلك ولو بأدنى إعانة مشاركة للقاتل في الجريمة تستوجب لصاحبها المقت والطرد من رحمة الله ورضوانه ، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :» من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة ، لقي الله عز وجل مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله « رواه ابن ماجة والبيهقي بنحوه )(. وروى الترمذي وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :» لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار « )(. عباد الله : أبعد هذه الزواجر والقوارع من الشارع ، يفكر من له أدنى لب أو فيه أضعف إيمان ، في الإقدام على إزهاق روح امرئ معصوم بغير حق ، غير عابئ بما يكون جراء ذلك من أضرار عظمى ، ومفاسد كبرى لا يعلم مداها إلا الله عز وجل ، إنه لا يقدم على اقتراف هذه الجريمة النكراء والفعلة الشنعاء مهما كان إلا من تأصل العدوان في طبعه ، ومن استولت عليه الغفلة وانتزعت من قلبه الرحمة . وإن من المؤلم ما حدث في أ ول هذا الأسبوع من قتل واغتيال رجل في الأمن ، ولا ريب أن هذا منكر وعدوان ، وسفك للدم الحرام فالمسلم قد حقن الله دمه إلا بالحق ، كما جاء في الحديث :» كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ « )(. فمن اجترأ على قتل مسلم فقد عصى الله ورسوله ، وارتكب كبيرة من كبائر الذنوب ، من ما يجر عليه الوبال والوعيد الشديد ، قال عز وجل :-)وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (-] النساء /93[ وقال تعالى :-)يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ( -] النحل /111[ . وقد روى الشيخان عن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال :إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه
09-23-2011, 07:40 PM
عثمان الحسن أبوروف
عثمان الحسن أبوروف
تاريخ التسجيل: 11-14-2010
مجموع المشاركات: 441
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة