|
أحداث الدمازين....بعيون أحد الفارين - عمر براق
|
ذهبت إلي المسجد لأداء صلاة الجمعة فوجدنا أنفسنا ثلاثة مصلين فقط فصلي بنا الإمام الجمعة ظهرا. طوال يوم الجمعة وحتي صباح السبت حمي وطيس إطلاق النار من كافة أنواع الأسلحة ولم يكن هناك بدا من مغادرة المدينة لأن الإقتتال كان أشبه بحرب الشوارع . عند الثانية عشرة ظهرا وصلتنا عرباتان صغيرتان أرسلتا من أهلنا في الخرطوم إستطعنا الخروج بهما متجهين بهما شمالا.
عدت بمفردي يوم الثلاثاء فوجدت بيتي كما هو ، لم يمس وكذا بيوت كثيرة . الوضع بشكل عام آمن عدا إطلاق النار العشوائي الذي حدث ليل الثلاثاء والذي قيل والله أعلم ،أنه بسبب " بقر" فتح عليه أحد الجنود النار بالخطأ ظانا منه أنه من " المتحركات" وتبعه أفراد الجيش والشرطة بوابل من النيران بما فيها الاسلحة الثقيلة.
يبدو أن لغة الحوار في هذا البلد قد إنتهت وإستعيض عنها الآن بلغة " الرصاص" لحسم المواقف وهذا إن دل علي شئ فانما يدل ضعف الحجج والمسوغات التي تبيح لإولي الأمر، قادة كانوا أم حكاما ،في إستخدام السلاح ، ليس ضد العدو المفترض أصلا ، وإنما علي مواطن مثله
ها أنا جالس في بيتي بمفردي ، أكتب هذا المقال المقتضب وأنا أحاول أن أستجمع ذاكرتي بعدما مررت بأيام عصيبة بالفعل(لا أراكم الله مثلها أبدا) لم أتأثر بها شخصيا،وإنما ما عانته نساءنا،إذ كان جل همهن حماية أنفسهن وأطفالهن من " البشتنة".
لا زالت عائلتنا حتي الآن في الخرطوم ويفترض أن يعودوا إلي الدمازين بالسبت بعدما هدأت الأوضاع نسبيا.
http://youtu.be/mqb_5JL67iY
***********************************
|
|
|
|
|
|