|
عودة الحرب الايدلوجية بداية إنفجار بركان العنصرية ..صراع.. مثلث ..جوبا
|
(عودة الحرب الايدلوجية بداية إنفجار بركان العنصرية ..صراع.. مثلث ..جوبا ..الدمازين..الخرطوم....)..
بعد اعلان دولة جنوب السودان كانت كل العيون تتجه الى حكومة المؤتمر الوطنى فى كيفية خروجها من مازق الازمة الاقتصادية ومواجة المعارضة الشمالية المطالبة بالحريات والتعددية الحزبية وتغير دستور البلاد بما يتوافق مع هذه المطالب ..وكانت نظرة المفكرين والمحللين السياسين تقراء النظام بعين فاحصة لكون النظام جاء بفكر اسلامى متطرف ثم ادعا تخلية عن هذا التوجة بعد ان انقلب على عرابة شيخ الترابى ولكن فى ارض الواقع لم تتغير ممارسات النظام الا بعد ابرام اتفاقية السلام الشامل الثنائية بين الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة د.جون قرنق وبين المؤتمر الوطنى الحاكم بقيادة الاستاذ على عثمان محمد طه وبضغوط دولية وتنفيذا لبرتكولات الاتفاق اتاح النظام بعض الحريات فى ممارسة العمل السياسى الجماهيرى وعادت بعض الاحزاب التى كانت محظورة كالحزب الشيوعى السودانى وحزب البعث الى ممارسة النشاط العلنى تحت مظلة اتفاق السلام و وجدت الصحف بعض الحريات الصحفية فى تناول المواضيع التى كانت محرمة فى السابق وبدات الصحافة تستعيد بعض مصداقيتها وبدات تمارس سلطاتها كسلطة رابعة وكشفت للراى العام كثير من الفساد وتجاوزات النظام رغم استمرار الرقابة القبلية على الصحف من قبل جهاز الامن رغم انف اتفاق السلام الذى ينص على حرية الصحافة ..وكان فى تلك الفترة كثيرين يكظمون غيظهم رغم انفهم وكان الكثير من الاقلام تتململ من هذا الوضع ..الى ان تم المراد الانقاذى بفصل الجنوب الذى كان يقف حجرة عثر امام مشروعهم الاسلامى وبناء الجمهورية الاسلامية السودانية تحت مظلة الحركة الاسلامية ..وعند اعلان استقلال جنوب السودان بدات صحف النظام ومفكريها يتحدثون عن مصير نشاط الحركة الشعبية فى شمال السودان وعن عدم رضاهم عن تواجدها ولكن حينها لم يكن الراى الرسمى للدولة قد صدر بعد ولكن كانت تهئ الراى العام بهذه الكتابات ..وربما جهل هؤلاء ان الحركة الشعبية لم تكن فى جنوب السودان فقط وانما تمددت بشكل متجزر فى كل الهامش السودانى واصبحت الحركة الشعبية حزب سياسى كان من المستحيل ان يتم ازالتة فى يوم وليلة ..وربما فطن بعض رموز النظام لهذا مع العلم ان للحركة نواب منتخبين من قبل الشعب فى كل المستوايات الدستورية ..فحاولوا احتوائها وربما تدميرها من الداخل فكان ..اتفاق اديس اببا بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية قطاع الشمال لتقنين العمل السياسى فى السودان بعد الانفصال وكان بقيادة نافع على نافع ..ولكن بمجرد التوقيع.. انفجر اولئك المفكرون الاسلاميون وانفجرت صحافة النظام بكتابها وعتادها ضد هذا الاتفاق الذى ماهو الى عبارة عن انهزام للحركة الاسلامية وخيانة للشهداء الذين استشهدوا من اجل تحقيق مايعرف بالجمهورية الثانية خالية من العلمانيين والكفرة والملحدين جمهورية اسلامية خالصة لهم ..وبداوا فى تاجيج الصراع الدينى والعرقى دون تفكير واعى ودون قراءة واقعية للوضع الراهن ..الى ان تملص البشير من الاتفاق تحت هذا الراى الضاغط وبذلك التملص كتب للانقاذين ان يمشوا نفس الدرب الذى بداوا منه مرة اخرى ..درب الجهاد والحرب من اجل جمهوريتهم الاسلامية المنشودة فى بلاد السودان ..هذا البلد المتعدد الاعراق واللغات والثقافات ..والذى بداوا يصورونة بانة بعد انفصال الجنوببين اصبح السودان قطر عربى مسلم ضاربين عرض حائط الواقع بجهل متعمد وعناد اوصلهم الان بعد ان نفد صبرهم من ممارسات المعارضة وحركات دارفور واخيرا النيل الازرق فاعلنوا الحرب مرة اخرى دون اى مسئولية ودون اى مبررات سوى ان الجمهورية الثانية يجب ان يتم تحقيقها ولو خاضوا الحرب عشرين عاما اخرى ..فكما تريد الخرطوم تحقيق امانيها الاسلامية ..بعد ان حققت جوبا ما كانت تناضل من اجله عشرين عاما ..ستسعى الان الدمازين الى تحقيق حلم وجودها ..فصراع الخرطوم الدمازين الان ليس ببعيد من صراع جوبا الخرطوم الذى حسم دوليا ..والان بعد انفجار جنوب كردفان ..والنيل الازرق ..ستنفجر النعرات العنصرية مرة اخرى لتقود حربا لا نعرف نهاية لها فى الوقت القريب ..فياترى هل سنشهد فى مقبل الايام اراء بعض العقلاء ان وجدوا داخل النظام ..لكبحوا جماح هذا المد الايدلوجى ..ويتجهوا الى فتح بعض الحريات ..فقط بعض ..من اجل الوطن ..والمواطن ..الذى بدا يعانى من ويلات الحرب التى لن تتوقف قريبا مادام العناد وهؤلاء الكتاب الغير مسؤليين يصبون الزيت فى نار الحرب .التى ستعود بالانقاذ الى المربع الاول مرة اخرى بمعنى الكلمة... مع ودى........ .
|
|
|
|
|
|