انتحار برصيد الموبايل ... قصة قصيرة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 03:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-16-2011, 08:36 PM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
انتحار برصيد الموبايل ... قصة قصيرة

    أخذ " عادل " يقلب بصره بين قنوات التلفزيون المختلفة، وذلك بينما كان يتصفح أمامه رزمة من الجرائد، حيث كان يقتل وقته يوميا بهذه الطريقة، وهو الخريج العاطل عن العمل والذي لا زال ينتظر الوظيفة منذ عدة سنين، لم يشتغل فيها إلا في مهن ########ة ومؤقتة.

    كل أوقاته ملل يأس وقلق، وكل لياليه هم وحزن وأرق، صغرت عليه الدنيا باتساعها، وضاقت عليه الأرض بما رحبت، وأصبح ينظر للحياة وللعالم بمنظار أسود مكتئب خال من التفاؤل ومن أدنى لمحة من الأمل.

    استوقفه إعلان ورقم هاتف لإحدى الشركات الجديدة وكان اسمها: ( شركة اتصل نصل لكافة الخدمات)، وقد زعموا في ذلك الإعلان أنهم يقدمون كافة أنواع الخدمات مهما كان نوعها، وبأقصى سرعة ممكنة، وأن وصولهم بما يطلبه العميل لا ينافس ولا يبارى في السرعة.

    كل هذه الإغراءات شجعت الفتى أن يتصل بهذه الشركة كي يجد حلا لمشكلته، ويخرج من الدائرة المفرغة التي حصر نفسه فيها.
    أمسك " عادل " بسماعة الهاتف واتصل بالرقم وجاءه النداء الآلي:

    - مرحبا بك عزيزي العميل، للغة العربية اضغط الرقم 1 وللانجليزية 2
    - لقد اخترت اللغة العربية، لطلبات التوظيف والوساطة اضغط على الرقم 1
    - للعقارات والمباني اضغط على الرقم 2
    - للمحركات والسيارات اضغط على الرقم 3
    - للكمبيوترات والهواتف الجوالة والأرضية اضغط على الرقم 4
    - للأجهزة الكهربائية والاليكترونية اضغط على الرقم 5
    - للأسهم والسندات والذهب والمجوهرات اضغط على الرقم 6
    - لطلبات الزواج اضغط على الرقم 71 إذا كنت ذكرا، و 72 إذا كنت أنثى
    - للرياضة وعقود الاحتراف والجنسية السودانية اضغط على الرقم 8
    - للدراسة بالخارج اضغط على الرقم 9
    - للتحدث مع موظف مركز الخدمات وللاستفسارات الأخرى اضغط على الرقم صفر

    بعد الضغط على الرقم صفر:
    - عزيزي المتصل سيتم تسجيل هذه المكالمة بهدف التدريب والجودة، علما بأن سعر الدقيقة الواحدة هو خمسة جنيهات لا غير
    - صوت إيقاع موسيقي وانتظار طويل وممل وبين الفينة والأخرى يأتيه النداء الآلي: جميع موظفي مركز الخدمات مشغولون حاليا سيتم الرد عليك في أقرب فرصة.

    - بعد انقضاء ما يقارب العشر دقائق، رد عليه الموظف:
    - مرحب بيك أخوي .. أي خدمة؟
    " عادل ": أنا عاطل عن العمل، ويائس والحكاية قفلت معاي من كل الجهات
    الموظف: مرحب بيك يا أخ ....
    " عادل ": " عادل "

    الموظف: أخ " عادل " ليه ما ضغطت على الرقم 1 لطلبات التوظيف
    " عادل " بغضب شديد: أنا قدمت لي جهات كتيرة لطلب وظيفة، وأنا على الحال ده من أكثر من 4 سنوات، وأنا فقدت الثقة والأمل في الحصول على أي وظيفة أو عمل، وما ده العايزو أنا
    الموظف بآلية: طيب يا سيد " عادل "، ياتو خدمة ممكن نقدمها ليك؟ أطلب ونحن في الخدمة، وتذكر شعارنا الدائم: اتصل نصل!
    " عادل " يفكر .....

    الموظف: أخ " عادل " انت معاي على الخط؟
    " عادل ": أيوه أيوه معاك، أنا داير أنهي حياتي بأي طريقة ياخ، أنا زهجت من الحياة دي ومليت منها، وداير أنهيها، داير أنتحرررررررررر

    الموظف بعد فترة صمت قليلة: طيب يا أخ " عادل "، نحن في الشركة دائما بنحترم الرغبات الشخصية للعملاء وما بنتدخل فيها، فخليك معاي في الخط عشان أشوف الخدمة الطلبتها دي متوفرة وللا لا .. خليك معاي وما تقطع الخط.

    بعد دقيقة واحدة يعود الموظف: سيد " عادل " أبشرك أنو الخدمة دي متوفرة عندنا خدمة الاغتيالات والتخلص من المنافسين والانتحار الشخصي، وعايزين نعرف بياتو طريقة داير تنتحر؟ بالسم وللا بحادث سيارة وللا بقاتل محترف وللا بالسقوط من بناية عالية، وللا داير تموت كمد .. وللا بأي وسيلة تانية تحددها أنت؟
    " عادل ": ياخوي الكمد لو كان بكتلني أنا كنت مت من زمان .. أنا داير قاتل محترف، داير يقتنلي قناص محترف وبأدني قدر من الألم.
    الموظف: طيب يا أخ " عادل " نحن مستعدين لتلبية طلبك لكن أرجوك تمليني بيانات سكنك ونشاطك اليومي.

    أملى " عادل " البيانات على الموظف الذي عاد يقول:
    طيب يا سيد " عادل "، الخدمة دي بتكلف في العادة عندنا من 2000 إلى 3000 جنيه، ولكن تقديرا مننا لظروفك، ولأنها المرة الأولى والأخيرة الحتتعامل فيها معانا، قمنا خفضنا ليك المبلغ ده إلى 1000 جنيه فقط
    " عادل ": لكني أنا ما أملك عشر المبلغ ده والله، كل ما أمتلكه في محفظتي فقط هو مبلغ 57 جنيها، وده الباقي لي من آخر عمل مؤقت قمت بيهو، صدقني ما عندي غيرها.

    الموظف بعد برهة من التفكير: طيب يا سيد " عادل " ممكن نقبل المبلغ ده، ما دام انت ما حتكون موجود عشان تحاسبنا على أي تقصير، وما دام أنه مافي خدمات صيانة ولا خدمات ما بعد البيع، إذن سيد " عادل " أرجوك تحول لي المبلغ بالرصيد على رقم موبايلي: ( ............. )، وأول ما يصل الرصيد حتصلك الخدمة مباشرة، وتذكر شعارنا الدائم: اتصل نصل، أو ربما ما حيكون في ضرورة للتذكر، على أي حال حول الرصيد

    " عادل " ينزل البقالة ويحول رصيد لموبايل الموظف بمبلغ 57 جنيها وبعد لحظات...
    الموظف: شكرا يا سيد " عادل " المبلغ وصل كاملا، وحتصلك الخدمة مباشرة، الوداع يا سيد " عادل " وحظا سعيدا .. وللا أقول ليك: الفاتحة.

    أغلق " عادل " سماعة الهاتف وهو سعيد بأنه قد آن له الأوان لكي يرتاح من هذه الحياة بكل يأسها وتعاستها، واسترعى انتباهه برنامج على الشاشة يتحدث عن الأمل وأنه يبقى دائما ببقاء الحياة، وبينما استيقظت حواسه لسماع تلك الكلمات التي لم يسمعها أبدا في حياته، أو ربما سمعها ولم يعقلها، وبينما لم تمض دقيقة واحدة على نهاية المكالمة، وإذا بملثم يقتحم عليه غرفته من النافذة حاملا بندقية قناص، ويسائله:

    أنت السيد " عادل "؟
    " عادل " في خوف: أيوه أنا هو
    القناص: أنا جيت أقدم ليك الخدمة الطلبتها من الشركة
    " عادل ": همممم اممممم؟؟!!! كيف وصلت بالسرعة دي؟
    القناص: يا راجل شعار الشركة المتعاقدة معاي هو: ( اتصل نصل )، عشان كده ما تستغرب

    " عادل " في خوف شديد: طيب طيب أنا غيرت رأيي، ما داير ما داير، ألغي لي الطلب يا عمك ... لسة فيه حياة ولسة فيه أمل، ألغي الطلب يا أب شنب!!

    القناص: كان ليك يا حبيب!! إنت طلبت خدمة وأنا قبضت تمنها ولازم أنفذ، وما بلغي الخدمة إلا إدارة الشركة، ولكن إكراما ليك عشان إنت ( ناركوك سغير ) حأسمح ليك بدقيقتين بس للاتصال بالشركة لإلغاء الخدمة، وغير كده جاك الموت يا عدولة!

    " عادل ": طيب طيب يا خال أنا حألغي الخدمة.
    وأسرع " عادل " في طلب رقم الشركة وجاءته نفس الأوامر الآلية المسجلة وعندما وصل للبند الذي يسمح له بالكلام مع موظف الشركة، جاءه النداء التالي:
    - رصيدك غير كاف لإجراء مكالمتك، قم بتعبئة الرصيد وإعادة الاتصال!!

    صرخ " عادل ": الرصيد انتهى الرصيد انتهى... عليك الله خليني أنزل البقالة أعبي الرصيد ... أرجوك
    القناص: وأخسر سمعتي يا بابا؟! ويضيع تعاقدي مع الشركة عشان أبقى عاطل وباطل زيك، وأفتش لي على قاتل محترف ينهي حياتي؟؟ لا وألف لا .. أنت حكمت على نفسك بالموت، واجهه كالرجال.

    وسدد القناص بندقيته ناحية " عادل " الذي أخذ يصرخ ويبكي ويتوسل:
    أرجوك خليني ... عليك الله خليني
    أرجوك لسة فيه أمل ...

    هز القناص رأسه وهو يقول: آسف يا صغيري لكن ده عملي البترزق منو ولازم أنجزه، وتذكر مافي بيننا عداوة شخصية ولكنها ضرورة العمل .. العمل
    أما " عادل " فبقى يصرخ: لكن .. الأمل ... الأمل
    والقناص يكورك ويحكم تصويب البندقية لي جبهة " عادل ": هي لله هي لله لا للسلطة وللا للجاه
    هي للعمل .. هي للعمل
    و" عادل " يكورك: الأمل .. الأمل

    والقناص يصرخ في هستيرية اختلطت بالشماتة والتعطش للدم: العمل ... العمل
    وانطلقت الرصاصة وأصابت " عادل " في رأسه وكان لسة بيصرخ: الأمل .. الأمل
    وتناثر الدم من جبينه وسقط على الأرض من السرير مضرجا بدمائه ولا زالت صرخاته تدوي: الأمل الأمل

    وفتح الباب في هذه اللحظة ودخلت أمه وهالها أن ترى ذلك المنظر المرعب وما أصاب فلذة كبدها والدم السائل من جبينه، وقامت باحتضانه ولم تلق بالا لقناص واقف أو بندقية مشرعة، وإنما أخذت تهتف ب: بسم الله الرحمن الرحيم

    استيقظ يا ولدي ... يبدو أن كابوسا قد ألم بك أثناء نومك حتى سقطت من سريرك وجرحت جبينك يا ولدي الحبيب، أتفعل بك البطالة كل ذلك يا ولدي؟ أكل ذلك بسبب عدم الحصول على وظيفة؟

    دارت الدنيا في هذه اللحظة برأس " عادل "، وخيل إليه أنه يرى قناصا مقنعا خلف والدته يلملم بندقيته وأشياءه وينصرف وهو يبتسم ويلوح ل" عادل " ويقول له هامسا: لا تنس دائما أن العمل هو أهم شيء ... العمل .. العمل
    فيجيبه " عادل ": بل الأمل ... الأمل

    وتشدد الأم ضم ولدها لصدرها وهي تقول: يا بني .. ما دامت الحياة موجودة .. فالأمل موجود ... وما دام الأمل موجودا فالحياة ستستمر، وإن الأمل سيأتي ولا بد بالعمل.
    فأسبل " عادل " جفنيه وأخذ يردد في خفوت : الأمل .. الأمل ... العمل .. العمل!!!
    --------------
    ملاحظة: القصة كتبتها أصلا باللغة العربية وحاولت أقربها بالعامية ما استطعت حسب ذوق القراء بالبورد لذلك جاء السرد بالفصحى وكلام الأشخاص بالعامية
    أتمنى أن تنال إعجابكم
                  

08-17-2011, 05:35 PM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحار برصيد الموبايل ... قصة قصيرة (Re: محمد جلال عبدالله)

    القصة ما جابت دخل وللا شنو ^_^
                  

08-17-2011, 05:57 PM

ود الخليفه
<aود الخليفه
تاريخ التسجيل: 07-21-2002
مجموع المشاركات: 3178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحار برصيد الموبايل ... قصة قصيرة (Re: محمد جلال عبدالله)

    Quote: ملاحظة: القصة كتبتها أصلا باللغة العربية وحاولت أقربها بالعامية ما استطعت حسب ذوق القراء بالبورد لذلك جاء السرد بالفصحى وكلام الأشخاص بالعامية


    ننتحر يعني ولا شنو؟

    انت ما معانا نحن الرعاع
                  

08-18-2011, 02:49 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحار برصيد الموبايل ... قصة قصيرة (Re: ود الخليفه)

    ود الكليفة :))
    والله انت ما من الرعاع
    انت الوحيد الهبب لي

    ده شنو ده نتعب ونكتب
    وماف زول يشتغل بينا الشغلة *_*
    كدي نمشي نشوف موضوع الرعاع ده ^_^
                  

08-19-2011, 05:43 PM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحار برصيد الموبايل ... قصة قصيرة (Re: محمد جلال عبدالله)

    .
                  

08-19-2011, 08:20 PM

Walid Safwat
<aWalid Safwat
تاريخ التسجيل: 01-15-2003
مجموع المشاركات: 1227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحار برصيد الموبايل ... قصة قصيرة (Re: محمد جلال عبدالله)

    Quote: القصة ما جابت دخل وللا شنو ^_^

    المشكلة مامشكلة دخل
    المشكلة انك من غير شلة يجو يطبلو ليك
    وشنو كدة ابدااااع
    ومباااالغة
    وكلام من اللسان ...

    يازول اكتب والاغلبية الصامتة بتقرا
                  

08-19-2011, 11:05 PM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انتحار برصيد الموبايل ... قصة قصيرة (Re: Walid Safwat)

    شكرا لك أخي وليد
    شكرا ليك يا ظريف
    أكان كدي نشوف لينا شلة ننطوي تحت لواءها *_*
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de