تحالف جوبا والوطني.. الحشاش يملا شبكتو!

Quote: لم يعد الحديث عن تحالف الحركات المسلحة في دارفور وحكومة الجنوب سراً تتناقله الوثائق السرية ويدونه حبر المخابرات في مضابط الأوراق السرية، الأمر تحوّل إلى حقيقة وإن كانت مؤسفة ولكن لابد من مواجهتها بصبر وشجاعة وحكمة. أخبار الأمس حملت التوقيع بجمهورية جنوب السودان على تحالف بين الحركة الشعبية قطاع الشمال وحركات تحرير السودان جناحي مناوي وعبد الواحد وحركة العدل والمساواة تحت مسمى (الجبهة الوطنية للمقاومة). الخبر نفسه حمل القول بأنّ الجانب العسكري لدمج القوات بين الحركات والجيش الشعبي يجد الدعم المباشر من جيمس هوث رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي. الخبر جاء يَحمل تفاصيل خطيرة من شأنها أن ترسم سيناريو قاتما لما يمكن أن تكون عليه علاقات الشمال والجنوب مستقبلاً، فواقع الجوار الملغوم بالأجندة والمخططات والتآمر لا أعتقد أنه سيدفع بالبلدين الى ما نرجوه من علاقات مستقرة قائمة على التعاون وتبادل المصالح المشتركة. للأسف الشديد، تَظل قيادات داخل الحركة تدفع بعلاقات البلدين إلى آفاق الأزمة ومآلات الإنفجار، هذه الجهات مدفوعة بغبينة تاريخية لم تستصحب التطور الذي أحدثه واقع الانفصال على علاقات الشمال والجنوب، كل ما يعنيها أن يخسر البلدان السلام بعد أن فقدا الوحدة، وأن تستمر علاقة الحرب والتناحر والتآمر بين الشمال والجنوب إلى يوم يبعثون، ولكن السؤال الذي يُفترض أن نجيب عليه هل تمثل هذه الأصوات دائرة معزولة داخل الحركة الشعبية أم أنها تعبر بالضرورة عن مخطط إستراتيجي تَتبنّاه دولة الجنوب وفق دور مرسوم لها بعناية؟!

Quote: من الأوفق لحكومة حكومة الجنوب التي تفاوض الآن من أجل إطلاق شحنتي نفطها في ميناء بورتسودان أن تدرك أنها أوهن من الدخول في مواجهة مع الشمال، وأن تنصرف لبناء دولتها وتنسى (الشمال) تماماً، خاصةً وأن رئيسها سلفا كير ميارديت يعلم حجم التحديات التي تُواجه دولته وفي مقدمتها قضايا التعليم والصحة والبنى التحتية ونظام الرعاية الصحية.

Quote: ما لا نجد له تفسيراً حتى الآن هو استمرار الشمال في إيلاء الثقة للحركة والدخول معها في مفاوضات هنا وهناك عن طريق (القطعة)، فالمحادثات (المنشرة بسياسة المقطعية) بين الشمال والجنوب تجعل من المراقب مصاباً بالحيرة، لأن الاجندة الأمنية والمسائل المرتبطة باستقرار الحدود ومراعاة المصالح المشتركة وعدم إيواء المتمردين هذه قضايا مسكوت عنها في سجال الحوار المتصل بين الطرفين. ماذا يعني أن تكون هنالك مفاوضات إقتصادية وأخرى سياسية حول قضايا عالقة مع جهة تأوى (كل ما يؤذيك) وتترصد لأمنك عبر التحالفات السرية والمعلنة، وكيف بلغ الهوان بالمؤتمر الوطني حد الصبر على ما تقترفه الحركة الشعبية بشأن الأمن في الشمال منذ (النجمة أو الهجمة) وحتى (تمرد الحلو) واتفاق التحالف مع حركات دارفور برعاية جوبا. المطلوب إستراتيجية جديدة للحوار والتفاوض مع جوبا لا تعتمد سياسة (القطاعي) في طرح القضايا، المصالح السياسية والإقتصادية حزمة متكاملة تمر عبر بوابة الأمن والاستقرار، ومن غير المعقول أن تجرى محادثات إقتصادية أو سياسية مع طرف يمارس ضدك المكائد الأمنية، أما منظومة مصالح متكاملة أو إستراتيجية عداء معلنة والحشاش (يملا شبكتو).