بكائية الرحيل المر، قصيدة للشاعر يوسف محمد أحمد الحداد في رثاء والدته

Quote: والدة الشاعر يةسف الحداد الى رحمة الله تعالى أدعوا لها بالرحمة والمغفرة انتقلت والدة الشاعر الرقيق الأستاذ يوسف الحداد الى جوار ربها صباح يوم أمس السبت 12 يونيو 2011م بعد معاناة طويلة مع المرض نسأل الله تعالى أن يزيد في حسناتها ويكفر عن سيئاتها، وكان الأستاذ يوسف الحداد قد قضى فترة طويلة معها بالسودان ثم عاد الى جدة ليغادرها مرة خرى لما علم باشتداد المرض عليها قبل حوالى شهر ليبقى بجانبها الى أن اختارها الله تعالى الى جواره، نسأل الله تعالى أن يلهمه وآله الصبر والسلوان، فقد كان تعلقه بوالدته تعلق الابن البار بأمه، حتى وأنت تتصفح أشعاره وخاصة في (شجيرات الطريق) و (دخرى السنين) تجد صورة أمه ماثلة في كل صورة شعرية، أحيانا يخاطبها مباشرة، وأحيانا يتحدث بلسانها ويستخدم مفرداتها، أخي يوسف.. نستعير هنا ما قلته أنت في رثاء (رقية محمد عثمان الحداد): صار ما صار.. أمر الله ولا بد كان وده المكتوب قضا وأقدار وداعا يا فريع ياسمين.. بعد ما كان بدا النوار.. وداعا يا منابع الطيبة ما دام ربك الاختار الهي الجنة مثواك مع الشهدا والأبرار.. نعم . الهى الجنة مثواها مع الشهداء والصديقين والأبرار وحسن أولئك رفيقا، في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب، وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة.. أخي يوسف .. ما الحياة الدنيا الا كظل زائل يغادرنا في لحظة، أو يغادرنا فيها الأحبة في لحظات معدودات، ولا نملك الا الدعاء،.. والعزاء أن نبقى بجانب من نحب نمد اليهم أيادى المودة والأمل الجميل .. نكون معهم الى آخر أيام وساعات حياتهم ليتجدد الأمل وينشط الدعاء الى الخالق عز وجل أن يلحقنا بهم في جنات النعيم، وأن يتحقق فينا قوله تعالى "والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء) صدق الله العظيم.. أخي يوسف.. لكم حزنت لنبأ رحيل الوالدة، لم يقدر لي مشاهدتها، لكنني رأيتها في كتاباتك، سمعتها وهي تتحدث، وهي تستقبلك بذلكم الوجه الملائكي، وهي تدعو لك بالنجاح والتوفيق والصلاح.. لأنك جسدت صورتها بكل صدق وحميمية في قولك: كان يوم مناي وكتين أشوفك يا جناي فرحان وعايش في هنا.. في الخمسة أوقات بدعى ليك بتمنى واطلب ربنا *** كان نفسي أشوفك يا جناي بعد العذاب الشفتو أنا بتلبي شوقي واستريح أقعد واسكّت ليك جنا لكين بعادك طال علي النوم وراك يسّمنا أنا ياني أمك يا جناي.. مالو لو رجع جيت شفتنا.. *** أطرى الوصية القلتها.. يومت مسافر مننا ويوم قلت ليك خليك حريص. كوس الدروب الهينه الغربة ما فيها الحنان.. ولا ناسا طويبين زينا المولى يرعاك كدى بى رعايتو وليك القواسي يهونا ** ان شاء الله حية قبل أموت.. عيني تشوفك يا جنا القاك في بيت العدل.. من تاني يتلم شملنا ألقاك بالدرع المتين.. العمرو لا طاع لا انتنى ألقاك يا بارد الحشا.. في بيتك البانيهو فوق وفي ديوان أبوك الجنبنا.. بى غادي قدام المسيد.. في ضل تميرات جدنا نتلم يوم عرسك كدى وكل الحبايب حولنا ناس روضة ناس بت أحمدي ناس "ليلى" ناس يو ستنا ناس "دسى" ناس "ست البنات" ناس مسكة ناس حجة منى ناس جارة ناس زينب على هولة وفطيمة و"أمنا" ان شاء الله بى عمرا طويل وسعد هنا.. وان شاء الله عقبال للمعاك ولى كل أم والدي الجنا أخي يوسف .. حين هاتفتك معزيا أتاني صوتك من دهاليز الحزن النبيل .. فتعال معي نحول هذا الحزن الطاغي الى قصيدة شجن أو الى هالات نور تضيء أركانا جميلة كاد يلفها النسيان .. نحتاج كثيرا الى أن نسرح مع أحزاننا لنغسل تراكمات الأيام ومرارت الواقع، ففي أعلى مراتب الحزن تتجلى الصورة واضحة المعالم ، ليست باكية بالضرورة لكنها في قمة تجلياتها واشراقها.. وعندها يصبح للحديث نكهة معينة،. انه الحزن عندما يتحول الى أجمل قصيدة تجعلنا نجتر من جديد ذكريات دفينة ومواقف نبيلة كانت هي الحياة ذات يوم .. دعنا نتكيء قليلا على وسادة حزن جديدة نغمض أعيننا قليلا ونسرح مع أحداثها وشخوصها .. علها تبعث فينا بعض الأسى الذي نحتاجه من آونة لأخرى. رحم الله الفقيدة واسكنها فسيح جناته .. وانا لله وانا اليه راجعون سيف الدين عيسى مختار لمن أراد الاتصال بالأستاذ يوسف الحداد ايكم رقم هاتفه الجوال 00249901801874