|
عثمان ميرغني يُريد القول مافي دخان بلا نار !!
|
رمضان كريم للجميع
لأن الهندسة ليست مجرد علم أو تخصص أو مهنة.. بل هي أسلوب ومنطق حياة.. فعندما أسمع أو أقرأ خبراً.. دائماً يخامرني الإحساس (الهندسي) فأسأل ببراءة.. إذن هذا هو الحلّ.. لكن أين المشكلة؟؟ لأن المنطق الهندسي يفترض دائماً أن رحلة البحث عن الحل تبدأ بالسؤال عن المشكلة نفسها., فلربما ليس من الأصل مشكلة.. أمس قرأت في الأخبار تصريحات وفيرة.. تعود بعض الأصوات الرسمية لترديد العبارة العفوية: (المعاملة بالمثل مع الولايات المتحدة الأمريكية).. فأسأل نفسي ببراءة: (إذا كان هذا هو الحلّ.. فأين المشكلة؟؟). بعبارة أخرى .. إذا كان الحل هو إنفاذ مبدأ التعامل بالمثل.. إذن ما هي المشكلة التي من أجلها استنبط البعض هذا الحل؟؟ هل المشكلة في أن الولايات المتحدة الأمريكية (تحقر) بنا وتعاملنا بصلف وتخفض من قيمتنا الأممية..؟ ولهذا فالحل هو: المعاملة بالمثل.. فـ(نحقر) بها ونعاملها بصلف ونخفض من قيمتها الأممية.. بالله عليكم انظروا جيداً كيف نفكر.. من الواضح لأي طفل غرير في السودان أن المشكلة ليست (حقارة) أمريكية تتطلب أن يكون الحل في تدشين (حقارة) سودانية مضادّة.. المشكلة نعلمها جميعاً هي تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين.. إذن الوصفة المقدمة للحل. هي روشتة لمرض آخر.. التشخيص الخطأ.. أنجب علاجاً خطأ. لنبدأ بتصحيح المشكلة.. فمادمنا أقررنا بأنها مشكلة تطبيع العلاقات.. وأننا في حاجة لذلك لرفع المقاطعة الاقتصادية الأمريكية لأنها تؤثر علينا بصورة كبيرة وتقلل من فرص انطلاقنا.. فالأجدر أن نقدم الإجابة والحل بعد الاتفاق على أن تلك هي المشكلة الحقيقية.. لنبدأ بالتشخيص.. ولنكن صرحاء.. هل مشكلة العلاقات الثنائية أن أمريكا تضمر الإطاحة بنظام الحكم في السودان.. ولهذا تتجنب (التطبيع) لأنه يسند الحكومة ويحل بعض مشاكلها.. لنفترض ذلك.. كيف تطيح أمريكا بنظام الحكم في السودان؟؟ الإجابة سهلة.. لعبة الأمم هي مثل لعبة الشطرنح.. من يصنع النصر ليس من يحرز الأهداف أكثر.. بل من ينجح في إرغام الطرف الآخر على ارتكاب أكبر عدد من الأخطاء.. النقلة الصحيحة قد لا تحقق ميزة.. لكن (النقلة الخاطئة) من الطرف الآخر هي التي تعزز موقف الخصم. انظروا في أوراقنا جيداً.. هل تستفيد أمريكا من نقلاتها هي.. أم من نقلاتنا الخاطئة.. هل تسقط أمريكا الحكم في السودان بعملها أم بـ(عمايل) السودان. راجعوا الأمر منذ التسعينات وحتى اليوم.. دائماً في يد أمريكا أوراق كثيرة كلها (نقلات خاطئة) في رقعة الشطرنج الوطنية.. دائماً نحرز الأهداف في شباكنا.. نحن الذين في حاجة لتطبيع العلاقات مع أمريكا.. وما دامت الأوراق التي تلابعنا بها أمريكا كلها بالكامل مصنفة (سياسة داخلية) فالأوجب أن نعالج هذه العلاقات بإصلاح السياسة الداخلية.. فأمريكا تمسك في يدها ورقة الجنوب.. ثم دارفور.. وأخيراً نجحنا في تسليمها ورقة جديدة اسمها (جنوب كردفان).. لماذا لا نصادر هذه الأوراق من أمريكا.. نطور علاقتنا مع الجنوب.. ننهي حريق دارفور.. ونوقف الحرب ونصلح الوضع في جنوب كردفان الآن وفوراً.
|
|
|
|
|
|